الجهاديون يزاحمون القوى الثورية المعتدلة..اشتداد الصحوة الإسلامية في سوريا
الجماعات الإسلامية تستقطب الرجال و النساء على حد سواء

انضمام مقاتلين إسلاميين إلى الثوار المعتدلين ليزاحموهم في ساحة المعركة ضد قوى النظام القائم

يزاحم الإسلاميون و من بينهم أعضاء تنظيم القاعدة المعارضة السورية المعتدلة في جبهة القتال ضد نظام الأسد.و تحظى تلك الجماعات بدعم خليجي.
و يرى ميشائيل شتيفانس من المعهد الملكي البريطاني للدفاع و الدراسات الأمنية (RUSI) في حوار مع DW بأنه "يجب النظر بحذر إلى تزايد عدد القوى الثائرة ضد النظام السوري القائم".
و يضيف ميشائيل شتيفانس بأنه من الصعب تصنيف المقاتلين و المنظمات التي ينتمون إليها في تيارات معينة، لأن الإسلاميين و الجهاديين ـ حسب شتيفانس ـ يتبعون أيديولوجية تستند على مرجعية دينية، إلا أنه قد تكون هناك اختلافات في الأهداف و البنيات الداخلية لتنظيماتهم.
غير أن العديد من الإسلاميين يعتبرون معتدلين.و يصل عدد المتطرفين الذي يعتبرون مصدر قلق ـ حسب نفس الباحث ـ إلى ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف شخص.
.....
سعي لإقامة دول الخلافة الإسلامية من جديد
و خلافاً للإسلاميين المعتدلين، يُعتبر الجهاديون ذوو مخططات جهادية في باقي بلدان العالم الأكثر تطرفاً.
و في سوريا، فإن هدفهم يتجلى في تحويل هذا البلد إلى دولة دينية متشددة.و لتحقيق ذلك، التحق بجبهة الإسلاميين مقاتلون من عدة دول عربية و من أوروبا و آسيا.
و بحسب ميشائيل شتيفانس، فإن عدد المقاتلين الإسلاميين القادمين من أوروبا يقدر بنحو عدة مئات.
و يضيف الباحث أن "الجماعات الإسلامية المتطرفة تشمل خلايا للاستقطاب في شمال ألمانيا و هولندا و الدول الاسكندنافية ،و يتم الدخول إلى سوريا للقتال عبر الأراضي التركية".
و تعتبر جبهة النصرة من أشهر تلك التنظيمات الجهادية و يرجح أن لها علاقات بتنظيم القاعدة الإرهابي.
و يقدر عدد المقاتلين المنضوين تحت لوائها بحوالي خمسة آلاف عضو، لكن ميشائيل شتيفانس يعتقد أن عددهم أقل من ذلك.
إضافة إلى ذلك،فالعديد من مقاتلي جبهة النصرة ليسوا متطرفين، حسب قوله.
وُ يرجع ميشائيل شتيفانس سبب التحاق العديدين بجبهة النصرة و إطلاق اللحى إلى تنظيمها الداخلي الجيد و غياب الفساد داخلها.
و يرجح الباحث البريطاني أن جبهة النصرة كانت وراء العديد من العمليات الانتحارية و الهجمات بالقنابل.
و إلى جانب جبهة النصرة توجد أيضاً جماعة "الدولة الإسلامية في العراق و الشام"، التي تعتبر فرعاًً من فروع تنظيم القاعدة،و ازداد حجم تأثيرها في المنطقة.
هذا و تلجأ مختلف الجماعات الإسلامية المقاتلة في سوريا إلى دول الخليج من أجل الحصول على الدعم المالي، كما يوضح بول سالم،مدير مكتب الشرق الأوسط لمنظمة كارينغي.
لكن لكل جماعة بنية خاصة بها، حسب سالم، إلا أن هدفهم المشترك يتجلى في إقامة دولة دينية عوض الدولة المدنية. و عبّر الناس في المناطق التي تخضع لسيطرة تلك الجماعات عن تقززهم من تصرفاتها، التي يسعى قياديو ميلشياتها للعب دور القضاة الذين يقطعون أيادي الناس و يقتلونهم،حسب بول سالم.
و يعتبر ذلك "فهماً للإسلام يرفضه المسلمون المعتدلون الذين لم يتعودوا عليه لا في المدن و لا في غيرها من المناطق"، كما يؤكد الخبير في منظمة كارينغي.
..........
DW 18.09.2013