يخيل لي و أنا أركب حافلة للنقل العمومي أنني فقدت صفة البشر و تدنيت إلى رتبة البهائم لأنها لا تحمل من صفة حافلة إلا الاسم ضف إلى ذلك عدم مراعاة الركاب و التماطل في السير و نقل أكثر من العدد المطلوب و التوقف في كل محطة الوقت الذي يروق للسائق و القابض دون أدنى اهتمام بالراكب هل سيصل في الوقت إلى مشواره أو متأخرا مع انعدام نظافة كليهما حتى يشمئز الانسان حين يقدم نقودا ويستلم التذكرة من يدين متسختين و مظهرا يبعث القرف في النفس .
على من يقع اللوم هنا ؟
على الراكب الذي قبل التنقل بهذه الطريقة المخزية .
على السائق و القابض اللذان يسعيان لكسب أكبر مبلغ لإرضاء صاحب الحافلة .
على الدولة وانعدام الرقابة التي جعلت كل واحد يضع قانونا يسير به تجارته.
أنا أرى أن المسؤولية تقع على الدولة التي غابت مراقبتها لهذا القطاع حتى تدنت خدماته لهذا المستوى مع توفر عدد هائل من الحافلات ،اين نحن من بعض الدول العربية و الأروبية التي يشعر الراكب في حافلاتها بأنه أمير في عرشه من حيث النظافة و الخدمات و حسن الاستقبال.