![]() |
|
الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
ملاحـــظة على هامــش مســـابـقة قــــــــديلة (2) :
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() سبق ان رأيت الإعلان عن مسابقة قديلة في المنتدى و لم أشأ النظر في طبيعة المسابقة , فأنا لست من هواة المشاركة في المسابقات و لكن و بعد انتهاء شهر الصيام و لأن الكثير صاروا يدعوننا لأن نصوت لهم قررت أن ألقي نظرة على مضمون المسابقة , و اكثر ما جذب انتباهي فيها هو مسابقة الإبداع في الشعر الفصيح . فقد سجل موقع المسابقة اكثر من 400 قصيدة راح المتسابقون يتفننون فيها في مدح قاروة بلاستيكية للمياة المعدنية , و تفاوتت المحاولات الشعرية بين قصائد مهلهلة و ركيكة و اخرى حسنة النظم و البيان ... و الحقيقة لست اشك في قدرة الكثير من الشباب على كتابة الشعر المنظوم , فقد أثبت الكثير منهم قدراتهم في اكثر من مناسبة على محاكاة القدامى و مجاراتهم في سبك احسن القصائد بأجزل الالفاظ و أقوى المعاني . و انا لست ضد فكرة المسابقات الشعرية بل ارى أنها مهمة و ضرورية لتنشئة الجيل على حب اللغة و الارتباط بها , لكن الذي يثير دهشتي هو ان تعقد مسابقة شعرية لمدح قارورة بلاستيكية للمياة المعدنية ... أنا متاكد انه لم تكتب في الطيب العقبي و سي الحواس ابني مدينتي سيدي عقبة و مشونش المجاورتين 10 قصائد في مدحمها. و عندما بحثت عن ما كتب في فضل ماء زمزم وجدت أن ابن هشام لو يورد إلا سبعة أبيات في ذلك , و ربما لن تجد عبر 14 قرنا مقدار هذا الكم من الشعر الذي كتب في قديلة في مدح زمزم و ماءها ... لكن المشكلة هي ما الذي يمكن أن اقوله كشاعر في زجاجة بلاستيكية للمياة المعدنية ؟؟؟ *** الشعر و اغراضه : يذكرني امر القاروة البلاستيكية بأغراض الشعر الجاهلي فقد كان الوصف احد اهم اغراضه و قد كتب القدامى مئات الابيات في وصف الناقة و الفرس و الصحراء و كل ما تألف العين رؤيته و كتبوا في المدح ما يثنون به على من اتصف بالمروؤة و الكرم و الشجاعة , و في العهد العباسي صار المدح اكثر من اي وقت مضى وسيلة لكسب المال لكثير من الشعراء , و هذا كان من مظاهر الفساد السياسي و الاخلاقي , فكثر الثناء على من لا يستحقه و تسابق الشعراء في المبالغة و الكذب و الغلو في وصف و مدح الخلفاء و الامراء و الولاة و العمال حتى قيل أن "أجود الشعر أكذبه" . ثم انتهت تلك الفترة و تراجعت الحياة الادبية عموما . و عندما ازدهر الشعر مرة اخرى في العصر الحديث كان قد تخلص بشكل كبير من أغراضه و قوالبه القديمة و صار اقرب للواقع و صار لدينا شعر سياسي و ثوري و اجتماعي و صار لدينا قصة و رواية و مسرح و اعتقدنا ان موضوعات الشعر القديم صارت موضوع دراسة و إطلاع لا غير ... لكن ظهر في الآونة الاخيرة نشاط يحاول إعادة الشعر لاغراضه القديمة و البالية , و هذا ما صرنا نراة في بعض المسابقات الشعرية الفصيحة و العامية , و ها نحن نؤسس لهذه العودة بإحياء غرض قديم في أشكال جديدة ... *** الشعر الإشهاري : هل ستحاول الشركات في المستقبل ان تستغل مواهب الشعراء في الترويج و الإعلان لمنتجاتها ؟ ... يروى في هذا الصدد ان تاجرا شكا إلى احد الشعراء (ربيعة بن عامر الدارمي) كساد الخمارات ذات اللون الاسود , فكتب هذا الاخير قصيدة يقول في مطلعها : قل للمليحة في الخمار الأسود *** مــاذا فعلــت بنــاسك متعبــد فلما انتشرت القصيدة تسابقت النسوة على الخمارات السوداء حتى نفدت من الاسواق . هذا كان قديما , عندما كانت لغة الناس اليومية أقرب إلى الفضحى و كان الشعر اهم اشكال الإبداع الفني . لكن اليوم فصارت بغة التخاطب اليومي ابعد بكثير عن الفصحى و صارت الأغنية العامية أكثر أشكال النشاط الفني تاثيرا على العامة , فالإشهار بأغنية "سفينة سفينة" أكثر تاثيرا من أي معلقة إشهارية ... و شخصيا لا اعتقد ان محاولة استخدام الشعر لغرض الإشهار امر عملي فتقنيات الأشهار و التسويق تطورت بشكل كبير و صارت تعتمد على الصورة , و الدراسات النفسية و الثقافية تؤكد ان أقوى الإعلانات هي تلك التي تخاطب اللاشعور و العواطف عبر رسائل قصيرة تغير من انطباعات المتلقي بشكل غير واعي . *** أجود الشعر اكذبه أم أصدقه : لقد ذم القرآن الكريم طائفة من الشعراء لأنهم كانوا يقولون ما لا يفعلون و لأنهم في كل واد يهيمون . فالشعر و إن كان موهبة و فنا لا يجب ان يكون وسيلة لابتكار زخرف القول التي لا ينطبق على الواقع ... ليس عيبا او تخلفا ان نكتب الشعر , لكن لمن و لماذا نكتب ؟ و هل يعبر هذا الشعر عن حقيقة ما يختلج في انفسنا ؟ على كل حال , لا أريد ان أطيل الحديث في هذا الموضوع و أترككم مع باقة مختارة من الأبيات من القصائد المشاركة في المسابقة : ***** فنجد منها قول الشاعر رقم 74 قد رأيتك في الدكاكين وكأنـــــــــــك زمزم في قوارير شفافة نقتنيـهـــــــــــــــا قديلة: خفة ونقاوة تشفيــــــــــــــــــك وعلاج لأمراض الناس تعانيهــــــــــــــا قوارير لماعة تطلبها تأتيــــــــــــــك في رمضان حجمها يزيد عن سابقيهــا ثم يختم قصيدته قائلا : سبحان من فجرها وأجرى سواقيها من ماء غير آسن أصبه فيهــــــــــــــا أو عين جارية عن الضمأ تغنيــــك وعينان تجريان القرآن عرف بزائريهـا الله اوحى وتم قضاؤه فيهــــــــــــا فتق الرتق وسلكت المياه مجاريهـــــــــــا و هذا شاعر آخر اراد ان بعيد ذكرى امرئ القيس و خمريات أبي نواس فيقول (57) : خمر محللة تُنسي أذى الفتن تدعو الشروب الى الإقبال في شجن فقم بنا نستقي قدّيل صافية كأنما غُرفت من كوثر حسن لها محاسن لم يعرف لها مثل تفضي السرور ولا تبقي على الحزن سبحان مُنشئها يا حسن زمزمنا تُهدي لشاربها روحا من العدن في شربها مُتع قلبي بها خبل تروي فتشغلنا عن حاضر الزمن أما المتسابق (65) فقد اتحفنا بهذه القصيدة : و إذا الظـــمأ حـــل عليك ضيفا ارفع يديك إلى السماء و نادي قديلة يأتيـك ماء طهور من الأوراس نقي طبيعي فـــي ثـياب مـــــعدنيــــــة و إذا شربت منه عرفت بأنـــه قريــــب لماء زمزم الإبـــراهـــيميـــة زاده طيبة و تفاني أهله ليصبح الرقم واحد في الأراضي الجزائريــة فيا عطشـانا و ظـمآنــا أقــــبـــل إلى المتــاجر طالبـــا المياه القـديليــة فإن وجدتها كنت سعــــيد الحظ الذي ظـفر بأجود المياه الطـــبيــعيـــة وإن لــــم تجدهـــــا فـاحــــــــزن لأنــــك ضـــيعــــت نــــعـــمـــة إلــــهية و إلى السماء ارفع يداك مجددا طالبا حظــك من الثــروة القديليـــــة و هذه قصيدة اخرى (93) ماء قديلة كم جميل شربه يروي العطشان ويشفيه ماء قديلة ساحر ذوقه بارد الطعم ومن البرودة مايكفيه هذه مياه الرب ما أجملها فيها الهواء نقي يعطيه إشرب وذق حلاوة قديلة فقديلة بالشرب معروفة فيه يامن أخافك العطش إشرب قديلة فالعطش لا يخافك وانت تبكيه (46) أطلت علينا من صفوح الزيبان *** قديلة بمائها الفتان. هبة من الرحمان * * *فيها سر حياة كل إنسان تروى الضمأن اين كان *** وينساب ماؤه على الحقول والوديان. أشرب قديلة وسل اللسان. *يعطيك الجواب دون نقصان. قديلة من خير مشروب هذا الزمان *** لمن أراد السلامة من الأردان. قواريرها قمة الإتقان. *** كما تلذ الأنفس وتشتهي العينان .. دمتى لنا قديلة وحمكي الرحمان *** وزاد عطاؤكي وعم كل الاوطان. وتحيتى لرجالكي الشجعان **** الذين تفانوا في خدمتكي بإتقان
|
||||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
ملاحـــظة, مســـابـقة, هامــش, قــــــــديلة |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc