السلام عليكم اخي الكريم
بارك الله فيك على الموضوع
لم أستطع قراءة الردود المسطرة هنا لأنها ماشاء الله ست صفحات ..لذلك قد أكرر نفس
ما تفضل به الإخوة الكرام ومع ذلك سأحاول تقديم وجهتي نظري التي قد يوافقني
البعض فيها وقد يخالفني آخرون ..المهم أن ما نرجوه هو الفائدة لنا ولغيرنا من خلال حواراتنا
ومناقشتنا لقضايا من هذا النوع .
يمكننا أن نلاحظ وجود فريقين لكل فريق وجهة نظر
الفريق الأول وهم الذين يرون أنه زواج عادي مثله مثل بقية الزيجات قد ينجح ..قد يفشل
بغض النظر عن الملابسات التي تم فيها هذا المشروع لا يهمهم هل ترك أثرا على عناصر القسم أم لا ؟
هل له تأثير سلبي أم لا ؟هل هو استغلال للبراءة (لم تعد موجودة الآن في اغلب الأحيان )أم لا ؟
الفريق الثاني الذين يستاؤون من هذا الزواج وفي نظرهم أن الواقع يثبت فشل هذا النوع من الزيجات
لأنها جاءت في ظروف مخالفة للزواج العادي أو بالأحرى التقليدي وأنه يؤثر على نفسية الطالبة كما أنه
يؤثر على صورة الأستاذ الذي سيفقد مكانته ورسالته التربوية في المجتمع .
وكذا تاثيره على بقية عناصر القسم وغيرها من الأمور التي يطرحها أصحاب هذا الرأي والذي بالتأكيد مصدره
الأحداث والوقائع التي عايشها هؤلاء .
نحن لا نختلف في جواز هذا الأمر من الناحية الشرعية
وإنما اختلافنا في نظرتنا إليه من ناحية مدى قبوله او استهجانه في المجتمع
وحتى اختلافنا من هذه الناحية هو نابع من اختلافنا حول الصورة التي يرسمها كل طرف
للأستاذ من جهة وللطالبة أو التلميذة من جهة أخرى
بمعنى أنه في الوقت الذي كانت الفتاة تنظر إلى أستاذها نظرة احترام وتقدير وإجلال وأن هذا الأستاذ الذي (كاد
أن يكون رسولا) لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يصبح زوجا لوجود هذا الحاجز النفسي ..
من ناحية أخرى حتى الأستاذ كانت لديه نفس النظرة أن هذه البنت هي بمثابة ابنته وهو مؤتمن عليها ..
خطبته لها هو طعن في مصداقيته أولا وفي عفة الفتاة ثانيا ..وهذا الأمر سببه نظرة المجتمع السائدة في ذلك الوقت
وهو احتمال وجود علاقة بين الطرفين وهذا ماكان المجتع يرفضه تماما حتى وإن
لم تكن هناك علاقة أصلا (بالعامية .صار تعرفيه من قبل ......؟؟ ) هذه الجملة كان لها وقع كبير
وتأثير على الطرفين بدليل أنه كثير من حالات الاعجاب والنيات السليمة
ومع ذلك يكتم كل طرف مشاعره ويضع لها حدا بل يعتبرها عيبا لأن المجتمع وضع
هذا الحاجر الذي لا يمكنه تجاوزه وحتى الذين تخطونه باعتباره أمرا يخصهم وقد
أباحه الشرع كانت نظرة المجتمع إليهم قاسية نوعا ما لأن الأستاذ في هذه الحالة لم يرع الأمانة الموكل بها ..
أما الآن وبعد هذا التغير الحاصل في المنظومة الإجتماعية والأخلاقية وافتقادنا إلى كثير
من القيم والمبادئ التي كانت تحكمنا في السابق
فإن الأمر تغير سواء بالنسبة للأستاذ أو الطالبة أو المجتمع كل الأطراف تغيرت وأصبح الأمر عاديا ويتقبله
المجتمع سواء كانت تلميذته أو زميلته لا يهم .
وكخلاصة لما سبق يبقى الأمر المهم والذي يجب التركيز عليه هو الطريقة التي
يتم بها هذا المشروع ..(أذكر ايام الجامعةأربع سنوات وأستاذ لنا جزاه الله خيرا يريد الزواج من إحدى الزميلات ولم نعلم
بالأمر إلا بعد التخرج ) هؤلاء يستحقون الإحترام ..هؤلاء يحترمون فعلا الرسالة التي يحملونها
لا يخلطون بين الأمور ويضعونها في نصابها ..
هذا النوع وفقهم الله في ما يريدون الوصول إليه وجعل النحاج حليفهم ..
أما ما نراه اليوم من انحطاط وتدهور في هذه العلاقات والتي تجاوزت الشرع في كثير من الحالات
فهي سبب من أسباب انحطاط المجتمع كغيرها من العلاقات التي انتشرت وأثرت كثيرا على الأسرة
ومآلها حتما الفشل ..لأن الهدف مفقود والطريقة خاطئة وبعيدة عن الضوابط التي حددها الشرع
وبالتالي تأثيرها يكون على الأستاذ بالدرجة الأولى ثم الطالبة وقد يتعدى أثرها إلى ظلم عناصر القسم
لما يرونه من تمييز وسوء في أخلاق الطرفين والواقع المعاش يثبت وجود الكثير من هذه الحالات .
وفق الله الجميع لما فيه خير