سعودي و هندي

[زَيْنَب ♥●٠·˙]

أيها المسلم لا تغتر بإسلامك على الكافر فإن الله سبحانه الذي هداك للإسلام قادر على أن يسلب الإسلام منك في لحظة ؛ فتصبح مؤمناً وتمسي كافراً فيمسي مؤمناً .
فلن ينفعك يومئذٍ غرورك واستعلاؤك على خلق الله ، ولكن كن هيناً ليناً محباً الهداية للجميع حامداً لله وشاكراً على نعمة الإسلام ، مؤدياً حقها بالتواضع لخلق الله أجمعين .
أيها الطائع ، لا تغتر بطاعتك على المذنب فإن الله - سبحانه - الذي هداك للطاعة قادر على أن يسلبك إياها في لحظة ؛ فتصبح مذنباً ويصبح المذنب طائعاً " رب ذنب أورث ذلاً وانكساراً خير من طاعة أورثت غروراً واستكباراً ".

أيها السعودي ، لا تغتر بسعوديتك على الهندي .. فإن الذي جعل السعودي اليوم غنياً والهندي فقيراً قادر على أن يعكس الأمر بين ليلة وضحاها فترى العمالة السعودية منتشرة في الهند وما ذلك على الله بعزيز !.. وما بالك تغتر بجنسية منحها الله لك من غير حول منك ولا قوة ، وإنما ولدت فوجدت نفسك تحمل جوازاً أخضر!.. فاحمد الله أن أنعم عليك بهذه الجنسية وتواضع لخلق الله حتى تدوم النعمة في هذا البلد الحبيب.

أيها الغني لا تغتر بغناك على الفقير .. فإن هذا الاغترار ما هو إلا جهل باسم الله ( الملك ) الذي ملك المال وهو قادر في لحظة أن يسلب المال منك .. سبحانه مالك الملك ، ( سئل راع لمن هذه الماشية فقال : هي لله في يدي ! ) وكذلك ماعندك من مال وصحة وبيوت وسيارات هي ليست لك .. هي لله في يدك .. وإن من الغفلة أن تغتر بما لا تملك!.
إذا قرأت الأمثلة أعلاه بتمعن وقتها ستفهم معنى دعاء الحبيب - صلى الله عليه وسلم - :" اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين فأهلك ".. نعم إخواني وأخواتي طرفة عين فقط كفيلة بأن تقلب كيانك وحياتك بالكامل إلى الأحسن أو إلى الأسوأ والعياذ بالله.. فسبحان مقلب القلوب .

عن كتاب:خواطر شاب /محمد الشقيري