السلام عليكم
إخواني، سأتكلم عن موضوع قد يراه البعض تخلفا يعيدنا إلى الوراء، في حين قد يراه البعض الآخر تنبيها للغافلين بما يناقض الدين.
ما هو هذا الموضوع؟ الحياة على الطريقة الاوروبية
كثيرا ما أبحر في القنوات وقت الافطار بحثا عن حصص ترفيهية كما جرت العادة، لكن ما لاحظته هذا العام كثرة الاشهار، شيء جميل، فالاشهار يختصر الصلة بين المنتج والمستهلك، لكن أكثر الاشهار في بلادنا هو أطعمة وسيارات.
حسنا، أكيد شاهدتم ذلك، لكن هل قرأتم رسالة مخرج الاشهار؟
يختلف المخرجون لكن الرسالة واحدة، وكأن المسؤول والمخطط واحد يفرض عليهم النحي بنفس المنحى.
فبين سطور الاشهار ألاحظ أنه دائما يعرضون الام بلباس جينز ضيق، سواء أكان مسحوق غسيل فالام تغسل بالجينز الضيق، أو كان طبق أكل فالطبخ بالجينز الضيق، أو كان حتى تغيير حفاضات الرضيع فهو بالجينز الضيق، والمضحك أنهم يظهرون أن المرأة تنهض من فراشها بجينز ضيق.
هل هذا حقيقي؟ أبدا، فنادرا ما تلبس الأم أو المرأة الجزائرية الجينز الضيق في المنزل لما فيه من سلبيات صحية وتسييرية فضلا عن الاحراج في حالة كانت في أسرة كبيرة، لكن لماذا يصر المخرج على ذلك؟ فقط كما يقولون: الشيء إذا تكرر تقرر، فالمراد هو تسهيل ولوج هذا اللباس المفسد للاخلاق الداعي إلي النظر والتدقيق في الحرام لكل المشاهدين حتى لا يصير النظر إلى العورة حراما، ثم يصير هذا اللباس في منظور فتاة الغد هو اللباس المثالي وبالتالي لا تعجبوا لو رأيتم مستقبلا فتيات يتزوجن بالجينز الضيق ويقدن السيارات بالجينز الضيق ولما لا بالميني.
من جهة ثانية نقطة أخرى أراها في مسلسلاتنا وأفلامنا، ألا وهي المعاملة بين الزوج وزوجته، إذ في كل الحصص الفكاهية أو الدرامية تظهر الزوجة تلك العنيفة التي لا تترك كلمة تنزل ولا تمر مرور الكرام، بل تتحدى الزوج حتى تفرض كلمتها، والذي أضحكني مرة قول إمرأة في القانون لا ينبغي أن تترك المرأة زوجها ينهرها أو يضربها، بل تشتكيه للمحاكم.
صح، يضربها هذا شيء سيء، لكن أن تشتكيه للمحاكم فهو أسوأ، وماذا نختار؟ علمنا ديننا أساليب النصح والصلح، وليس هذا المقام لذكرها، وأكيد أكثر طلبة اليوم يعلمونها.
هل علمتنا تقاليدنا الاسلامية أن نعتمد أسلوب الغرب في التعامل؟ أتعرفون، قال الله تعالى:"لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ". فالمستقى من هذه الآية أن قائدان إثنان لهما نفس المرتبة يفسد الامور، وهذا ما تسعى إليه الأيدي الخفية المسيطرة على الاعلام في الجزائر، ألا وهو إفساد الأمور في الاسر وإخراجها من نمط أن الرجل حاكم والمرأة تابع (فيما يرضي الله طبعا) ثم الأبناء، بعكس العقلية الأوروبية التي صارت تنتشر في هذا البلد وهي التحدي، التحدي من الام للأب في فرض تفاهات وأمور شكلية تفسد الأسرة ولا تصلحها، وتحدي من الابناء للأولياء حتى صارت المحاكم الاوروبية تعج بالقضايا الأسرية بين الاًصول، وانتشر هذا المرض في هذا المجتمع بفعل اللائكيين المتعفنين الذي يفسدون في الارض ولا يصلحون.
يراد للأسرة الجزائرية أن تسير وفق النمط الاوروبي في حياتها، إذ ترى العنف والتشنج الاسري، بل انتقل الداء إلى إظهار أن الزوجين يحضران حفلات ليلية مختلطة ويتركان المنزل والاولاد. على ذكر الحفلات، في إحدى إشهارات السيارات تقول الفتاة بالجينز الضيق: "تعشيت مع العايلة، ومن بعد خرجت حضرت عيد ميلاد صديقتي"
"يعني الاب هذا طرطور، تخرج ابنته ليلا بعد العشاء لوحدها لتحضر حفلا مع أصحابها المختلطين.
من الحفلات إلى الاختلاط، تقود البنت السيارة وصديقها من الامام وصديقتها وصديقها من الوراء، حتى تصير الصداقة بالجينز الضيق طبعا ثقافة في هذا المجتمع.
إلى الاسرة والاطفال: هل رأيتم في أحد الاشهارات أن الزوجة والزوج يملكان أكثر من ولد وبنت؟ نعم ولد وبنت، هذه الاسرة المثالية التي يريدها لكم طاب جنانو ومن معه، فالتزموا بها وإياكم وإنجاب أكثر من إثنين، فلن تفرحوا بالحياة. أما لو تزوجت البنت في الكبر وغادر الابن الاسرة وهذا جد جد وارد فاعلم أن دار العجزة تنتظركم على الطريقة الاوربية كما عشتم على الطريقة الأوروبية، ولن تنعموا بأبن يقود السيارة بأبيه أو يحج مع أمه على الطريقة العربية الاسلامية التي لم نتبعها يوما.
الشيء إذا تكرر تقرر وصار مألوفا، هذا هو المراد.
هل أنا معقد متخلف رجعي كما يحلوا لدعاة "الخماج" أم أنا داع لتنبيه الغافلين؟
يبقى الجواب عندكم، لكنني متيقن من أفكاري ومن يعيبها فليعبها بمنطق وليس بعاطفة.