المهر المناسب المتميز، فإن أفضل الأمور أوسطها، وخيرها أعدلها، فحاولي أن يكون مهرك وسطاً فلا هو بالمهر الزائد جداً، ولا هو بالناقص جداً، بل اجعلي مهرك وسطاً بين ذلك، كما كانت مهور نساء النبي صلى الله عليه وسلم وسطا بين الإسراف والتقتير، وقد مدح الله المعتدلين عموماً في الإنفاق فقال: {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً}
ولا ريب أن المهر يطلب فيه هذا الاعتدال، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من يُمن المرأة تسهيل أمرها وقلة صداقها) أخرجه الحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه.
ومعنى الحديث أن من بركة المرأة أن يكون أمر زواجها سهلاً ميسوراً غير معقد، وأن يكون صداقها (مهرها) ميسوراً ممكناً للخاطب بحيث لا يتعسر عليه.
وأخرج ابن حبان أيضاًَ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خيرهن أيسرهن صداقاً) أي خير النساء من كانت في صداقها ميسرة، والمقصود هو التوسط والتيسير، وليس المغالاة في المهر ولا المبالغة في قلته؛ لأن في المبالغة في المهر تعسيراً للزواج وعلى الزوج أيضاً، وفي المبالغة في قلته خروج عن المعتاد من أمور الناس.
وربما أدى أيضاً إلى حصول شيء من الإحراج للفتاة أمام قريباتها وصاحباتها كما هو مشاهد وواقع، ولذلك كان أفضل الأمور هو أوسطها، وأحسن المهور ما كان كذلك، مناسباً لحال الزوج وغير منقص لقدر الزوجة أيضاً.
اذا استطعت تعطيها 20 مليون فذلك حقها و اذا لم تستطع يمكنك ان تبدل الباب