اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهر بديع
غزوة تنصيرية مقصودة، والمسلمون هم المستهدفون بالدرجة الأولى، وقد لا يكون الهدف من هذه الغزوة الشرسة تحويل المسلمين إلى النصرانية، إذ يعلم المنصرون من خلال تجاربهم أن ردة المسلمين عن دينهم واعتناقهم للنصرانية أمر صعب المنال، لذلك يكفي دعاة التنصير أن يشككوا ضعاف المسلمين وأجيالهم الناشئة في مبادئ دينهم، وقد صرح أحد زعمائهم بقوله: "ليس من الضرورة أن يترهب المسلمون، لكن يكفي أن نزعزع إسلامهم" وكم يصيبنا الحزن والأسى والكل يرى هذه الجهود الضخمة والمتواصلة لدعاة التخريب الفكري التي تستهدف عقائد المسلمين وأخلاقهم وحضارتهم في الوقت الذي يقف فيه المسلمون يتفرجون، أو يحاولون مجابهة هذه الغزوة التنصيرية بوسائل غير مكافئة وبجهود شحيحة عرجاء!!.
يجب تعليم الاجيال بوسائل العلم و المعرفة و نشر العقيدة الصحيحة هي احدى وسائل لمجابهة الغزوة التنصيرية.
و القانون ممارسة الشعائر الدينية يعتبر من الوسائل المهمة التي يمكنها ان تقلل من خطر التنصير.
|
من يسمعكم تتحدثون عن الغزوة التنصيرية الشرسة لتحويل الجزائريين إلى النصرانية يتخيل أن المنصرين يجوبون شوارع الجزائر زرافات و فرادى ... أين هي جيوش المنصرين الوهمية التي تتحدثون عنها ... في حياتي لم أصادف منصرا في الجزائر , بالرغم من انني كنت مهتما بمقارنة الاديان منذ سن مبكرة ...التقيت برهبان و راهبات و قساوسة لكنهم لا يقومون بأي عمل تنصيري . في حالة واحدة اهدى لي قسيس مجموعة من الكتب و هي ليست ذات طابع تنصيري أو موجهة للمسلمين بل وثائق للكنسية الكاثوليكية لأنني كنت بصدد إجراء بحث بسيط ... كل المواد التبشيرية التي حصلت عليها (اناجيل , مجلات , كتيبات و مطبوعات مختلفة, رسائل شخصية ...الخ) كانت عبر البريد و كنت أنا من يتصل أولا لطلبها , و من العبث محاولة البحث في المكتبات الجزائرية لشراء ترجمات او نسخ عربية للكتاب المقدس لغرض الإطلاع أو الدراسة و البحث , و حتى المكتبات العامة و المكتبات الجامعية تخلو من هذا الكتاب المهم لكثير من الدارسين ... و إذا كان الباحث الاكاديمي لا يستطيع العثور على نسخة منه للاغراض البحثية فكيف يصر البعض على التحدث عن غزوة تنصيرية شرسة ؟
المتنصرون في الجزائر موجودون بأعداد صغيرة جدا و في اماكن جد محدودة في منطقة القبائل ... و منطقة القبائل لها خصوصية معروفة ... في نظري السبب الرئيسي لحالات التنصر المحدودة هو رد فعل على الشعور بالاضطهاد اللغوي و الثقافي و السياسي . و لا يجب ان نكذب على انفسنا فمنطقة القبائل عارضت حكم بن بلة و بومدين من البداية و كانت منطقة توتر سياسي منذ الإستقلال إلى اليوم , و كان موقف نظام الحكم من المطالبة بالحقوق الثقافية للامازيغ قمعيا و حتى وقت قريب كان الكثير يعاني من تسجيل أبنائهم في سجل الحالة المدنية بأسماء أمازيغية ... لهذا يجب النظر في الامر في سياقه الواقعي و بحجمه الطبيعي بعيدا عن التهويلات و المبالغات و الجزع و الهلع و خطاب الكراهية و التمييز ...
الجزائر دولة مسلمة بنسبة تقارب ال 100% , لذا من الطبيعي ان يصدم الجزائري عندما يرى أو يسمع ان جزائريا مثله غير مسلم ... بل يصدم عندما يلتقي جزائري شيعي , فمسألة الخوف من شبح التنصير نفسية بالدرجة الأولى ... لكننا في زمن العولمة و عدد الجزائريين الذين يتشيعون و الذين يلحدون يتجاوزون باضعاف كثيرة أعداد الذين يتنصرون و مع ذلك فمجموع هؤلاء جميعا (متنصرون , متشيعون , ملحدون , لا دينيون ...الخ) لا يشكل 0.5% من مجموع السكان ...