سألوني كيف ترضين بالإستسلام ؟
وكيف تدفنين ببرود الأحلام
قالوا : لازالت طويلة هذه الأعوام
و تمضي مثل غيرها كأنها أيام
قلت : رفقا بجريح فقد الكلام
رفقا برضيع أُرغم على الفطام
رفقا بعليل سكنته الأسقام
فقد خبت شموع الحلم و اتقدت نار الإنهزام
و أضحت سبلي مرتبكة في خصام
هل ترانا نسير قدما إلى الأمام
أم عسانا نحاول فينجلي الغمام
أجيبوا عقلا أضلته الأوهام
و أريحوا قلبا حاصرته الآلام
و امسحوا دمعا يرثي المرام
و أغمضوا عينا تشتاق للمنام
و أهدوني جثة حلمي و بعض الركام
أنثره في نومي تدوسه الأقدام
فأخمد براكين الإنتقام
و أستيقظ معلنة ببرود الإستسلام
أسطر كتبتها بحبر الغضب
على حلم أضعته أو لعله مني هرب