السلام عليكم..
في ظل الأوضاع الراهنة في مصر و في خضم التطورات الأخيرة على الصعيد السياسي و تزامنا مع طرح الكثير من الأعضاء لمواضيع و حتى تعليقات تقارن الوضع المصري بما حدث في الجزائر لا و بل أن الكثير من الأعضاء يتكهنون بحتمية وقوع مصر في دوامة دموية مماثلة للتجربة الجزائرية,شخصيا أردت طرح الموضوع و تخصيصه لهذا الشأن بالتحديد.و لكن قبل كل شيء سأقدم مقارنة بسيطة لما حدث في الجزائر و مصر و كذا مقارنة بين المعطيات المتباينة بين البلدين
أولا الحراك الشعبي
في الجزائر : سنة 1988 عرفت الجزائر حراكا شعبيا واسعا كانت مظاهره بين الاحتجاج و التظاهر ضد سياسات اشتراكية أثقلت كاهل الشعب بالرغم من توسع رقعة الاحتجاج الا أن الشعب لم ينجح قط في تحقيق أي من المطالب أو تنحية حاكم ولاية واحدة.و قام الجيش باطلاق النار على المتظاهرين.
في مصر : سنة 2011 عرفت مصر حراكا شعبيا أوسع من احتجاج و أعمال عنف و تظاهر ضد السياسات الرأسمالية و الاشتراكية و الفساد الرهيب في مؤسسات الدولة و نجح المتظاهرون في اسقاط النظام بأسره و سجن عشرات من الوزراء و المئات من المسؤولين السابقين حتى,و قامت الشرطة باطلاق النار بينما وقف الجيش موقف الحياد.
نتائج الحراك الشعبي
في الجزائر : دستور جديد أقر بانهاء حقبة الحزب الأوحد و فتح باب المشاركة لكل الأحزاب و الأطياف السياسية التي كانت موجودة منذ سنوات الخمسينيات في الجزائر
في مصر : تنحية حسني مبارك و حكم المجلس العسكري و استمرار آخر سكرات الموت للنظام السابق مع انتصار الحراك الشعبي و محاكمة المسؤولين بالمئات و اقرار انتخابات برلمانية ثم رئاسية
الانتخابات
في الجزائر : افراز نتائج الانتخابات التشريعية لمصلحة فصيل اسلامي جبهة الانقاذ الاسلامي مع حيازة فصائل اشتراكية و شيوعية على شرائح مهمة على غرار حزب العمال و حزب القوى الاشتراكية في ما آتى حزب جبهة التحرير في الآخير مع عدم اغفال سيطرة هذا الآخير على ولايات شرقية ببلدياتها الكل.
في مصر : افراز نتائج انتخابات برلمانية مع أول مشاركة للاخوان المسلمين و سيطرة بعض الفصائل الاسلامية الى جانب الفصائل السلفية على أغلبية المقاعد دون نسيان ذكر بعض الفصائل الليبرالية التي قاربت أن تناصف نتائج الانتخابات.
التنحية و المجهول
في الجزائر : أعلن الرئيس السابق الجزائري الشاذلي بن جديد عن تنحيه نهائيا عن منصبه حقنا للدماء في خطاب متلفز و عرفت البلاد انتشارا عسكريا غير مسبوق في الشوارع
في مصر : عزلت قيادة الأركان المصرية الرئيس محمد مرسي على خلفية احتجاجات واسعة ضد سياسات هذا الآخير و التي طالبت برحيله
أوجه الاختلاف
نأتي الآن الى ذكر أوجه الاختلاف بين الواقعين المصري و الجزائري.نبدأ من الحراك الشعبي أولا الاختلاف الايديولوجي بين أنظمة الحكم في الجزائر و مصر ثم اختلاف طبيعة و مطالب المتظاهرين,في الانتخابات الجزائرية لم تكن الأحزاب الاسلامية ذات شعبية واسعة الا بعد حملات هائلة لشحذ الرأي العام أما في مصر الحركات الاسلامية خاصة الاخوان كان لها شعبية متوسطة و قاعدة تنظيمية تعود الى سنوات الخمسينيات و معظم منظميها معروفين.
أما في التنحية أو العزل الرئيس الجزائري خرج من السلطة برغبته بينما عزل مرسي بقوة الجيش بعد مظاهرات حاشدة تدعو لتنحيه.مصر معروفة بميادينها التي تحشد الملايين في كل مرة من أجل صناعة التاريخ أما الجزائر فالأمور أكثر اختلافا بكثير,
رأي شخصي : ان اختلاف الوضع المصري عن ذلك الجزائري و اختلاف المعايير الاجتماعية و المعطيات السياسية يجعل فرضية حمام الدم أبعد بكثير من المتوقع و حتى شبه مستحيلة و بنسب قليلة جدا.و ان كان الأمر فانه لن يتعدى مجرد فصائل في منطقة سيناء التي تعرف توترا أمنيا منذ عهد مرسي و لا يمكن نسب ما سيحدث في سيناء حتى مستقبلا الى تنحي مرسي لأن تلك الفصائل المتشددة أعلنت من قبل رفضها لحكم مرسي...
المطلوب : مناقشة جادة و موضوعية دون اقحام العواطف الشخصية و استعمال عبارات و ألفاظ التجريح و الاساءة الى أي طرف كان