مـقـالـة في الـمـرأة : عـــلـي حـــرب

[بنت الرّحّل]

26 شعبان1434 من الهجرة النبوية ! (رمضان على الأبواب اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين )


لم يأت هذا الرجل بشيء جديد ولا مختلف عن غيره !وهذه بعض الوقفات :
الوقفة الأولى :
دائما وأبدا بعض الكتاب لا يتوانون عن الاستخفاف بالعقول وتحقير الآخر مع أنهم هم الذين ينادون دائما بالاحترام والمساواة لكنهم أعجز الناس عنها وأبعدهم عنها

مع أني مدركة من الأساس أن أول تفسير لمشاركتي هنا هو أني لست موضوعية
وأنا سأقول نعم لست موضوعية لأني لا أومن بشيء اسمه موضوعية في هذا الوجود لأن الإنسان مهما حاول ادعاء أنه موضوعي فهو كاذب لا محالة والأغرب أن دعاة الموضوعية الذين يمثل الأغلبية الساحقة من دعاتها ومنشديها التحرريون إلا أنهم دائما ينطلقون في تحليلاتهم وأحكامهم من أيدلوجيتهم فهم إذًا ليسوا موضوعيين !

هذه المقالة التي في المرأة بدايتها ازراء بالمرأة بمعنى الكلمة وضحك على العقول : أن المرأة لا تقول إلا ما يقوله الرجل
سبحان الله! فلسفة عقيمة ومحاولة بائسة لإغراء المرأة بالثورة - إن صح التعبير - على الخطاب الذكوري بما فيه الديني وإن حاول تغطية ذلك بنقده للخطاب التحرري ومحاولة حصر الكلام في دعاة حرية المرأة
و هي المحاولة ذاتها لدعوة المرأة من التحرر من الرجل وأن تجعل عقدتها الأولى والأخيرة هي الرجل ولو كان خطابا حقا وصحيحا !
وإلا فهي عوان عند الرجل لا تكررإلا ما قاله !
كان على هذا الكاتب أن يكتفي بهذه الجملة ثم يكفّ عن الكتابة لأنها نصيحة للمرأة بأن لا تكون بوقا لما يقوله الرجل
لماذا يستمر في الكتابة كأنه يلقن أحدا ما يريد أن يقوله !!!!!

الوقفة الثانية :
أما هذا الوصف البديع جدا جدا ( إنها أقوال جذرها نبوي ...) فقد بهرني وسحرني
والله شيء غريب ! لماذا يصرون دائما على الالتصاق بالدين والتمسح به في حين أنهم يمقتون من يفعل ذلك ويتباكون على الدين الذي أصبح اليوم تجارة !

أي جذر نبوي .. وأين معالم العلم النبوي.. لست أدري ! ما دام هناك فخر بالاتصال بالعلم النبوي أفلا كانت نصيحة للمرأة بالالتزام بالهدي النبوي والإرشاد النبوي ! وهل جاء في النبوة أن يقال أن علاقة الرجل بالمرأة صورة لعلاقة الإنسان بربه
أين جاء هذا ومن قرر هذا بربكم !
الوقفة الثالثة :
أما محاولة تحدثه عن دعاة تحرير المرأة فهي كلمة حق أريد بها باطل
والله حقا حقا هذا ما نريده أن يصل إلى كل مرأة بالعموم وإلى المرأة المسلمة بالخوصوص
دعاة حرية المرأة لا يريدون حريتها وإنما يريدون حرية الوصول إليها هذا وفقط

لكن الكاتب الذي يبدو وكأنه يصادم ويرفضه هو أيضا من هؤلاء الناس لأنه يصر على وجود سلطة رجولية على المرأة ولو في الخطاب دون أن يستثني حتى ما كان حقا وصحيحا من هذه الخطابات ...
ويحاول قدر المستطاع فصل عقل المرأة عن ما يصدر من الرجل مهما كان ولست أدري ما هو الخطاب الذي يريده أن يكون أنثويا محضا لم يأت به رجل من قبل ولا من بعد ..!!! الذي يفهم يفهمني رجاء !

الوقفة الثالثة :
وإن كان يصف المرأة بأنها (شهية) ثم يريد التدليل على ذلك بنظرة دينية محضة لكن ببتر جزء منها والتحدث قبلها عن العشق (؟)

حواء كانت زوجة لآدم لأن الله سبحانه خلقها زوجة ابتداء وحكما وقدرا ولم يخلقها شيئا آخر !
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء )
ولا أدري لماذا عبر بالتشهي مع أن هناك ألفاظا كثيرة تقوم مقامها وأوسع منها وألطف منها وأكثر أدبا منها مثل: الرغبة والمحبة والميل ...!
ولا داعي للاستمرار في المقالة المسماة بالفردوس الضائع .. لأنها تعبير فقط كما قال هو عن الشهوة وهي النظرة الشهوانية عند الرجل للمراة فهو يقرر أن الرجل ينظر بهذه النظرة وهو منهم طبعا ليس شيئا آخر
ويكفي أنه لم يذكر شيئا عن عقل المرأة التي كان يتحدث عنه أولا، ضمنا مما يحبه الرجل فيها ( فتنتها ، غوايتها ، شهوتها ، ي......) إلخ

فلسفة عقيمة حقا : فردوس ضائع ولا يعوض ضياعه معاشرة النساء ..
كلام لا مفهوم له في الحقيقة سوى أنه ضرب من الشعر الذي يسحر ويسكر !

الوقفة الرابعة :
أما ما ختم به أخيرا مقالاته الفريدة والمختلفة عن مقالات كل الرجال في المرأة فهو أعجب من العجب :
وهو أن العلاقة بين الرجل والمراة عند أهل العرفان ( وهو مصطلح صوفي مشهور لكن هو كما قال يوظف المصطلحات الصوفية كما برر ذلك )
– وغيرهم أهل الجهالة والسخاقة والتخلف طبعا -
هي صورة العلاقة بين الرجل وربه
سبحان ربي! لماذا يحشرون الدين في كتاباتهم وليته كلام صحيح ومقبول بل هو باطل من أبطل الباطل سواء سماه مصطلحا أو شعرا أو تعبيرا أو ما أرادوا له من أسماء
بل هو التخليط و الهذيان وهم لا يستحون بعد مقدمة طويلة وعريضة عن الشهوة والفتنة ثم يتعمدون ربطها بالذات الإلهية تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ,.
فليفهمني أحد هذه (الخربطة الصوفية العقلانية هنا ) علاقة الرجل بالمرأة هي صورة العلاقة الإنسان بربه
يبقى ده كلام عقل وتقدم وتحضر وإسلام يا متعلمين با بتوع مدارس !

((ما لكم لا ترجون لله وقارا ))
أطلت الحديث كثيرا ولعله ثقيل على أقوام فأحببت التخفيف عنهم بجعله وقفات قصيرة وهذبته لهم تهذيبا رفقا بهم وبعيونهم

مع السلامة وطاب يومكم