إننا لا نحتاج أصلا أن نرد عليه، ونبين أخطائه وزلاته ومعايبه، لأن ظهوره على التلفاز قد أظهر حاله، وبيّن مستواه، وجلى للناس حقيقته، ألم تر أن الرجل لا يمكنه أن يقيم لسانه، ولا أن يُبِينَ عن مكنونات نفسه، ولا أن يُفهم غيره مراده، فكلامه خليط من كلمات فصيحة، وأخرى من عامية كالحة، وثالثة من إفرنجية قبيحة، ثم أما رأيت نزق الرجل وطيشه، وسرعة انفعاله وغضبه، وانقلابه على مستمعيه وباعثي الأسئلة إليه، فمرة يسب هذا ومرة يعنف ذا، ويخفي تارة عجزه عن الإجابة بمعاتبة السائل، وتارة يُغَلِّطُهُ وعليه يتحامل، فوالله لقد بلغني من بعض عموم المسلمين أن الأطفال يضحكون عندما يشاهدونه، وكثيرا من الكبار يتفكهون بالنظر إلى برنامجه.
إن رد المشايخ عليه يرفع من قدره النازل، ويعلي من شأنه السافل، ويصيره كالقرين والند، وهو أهون من أن يرد عليه بجد