أمير قطر انقلب على والده ويسلّم الحكم لنجله خوفا من انقلاب ابن عمه
تنحدر قبيلة آل ثاني من قبائل بني تميم الوهابية التي وصلت إلى قطر بداية القرن الثامن عشر، وتمركزت في منطقة زبارة في الغرب، قبل أن تنتقل في أواسط القرن التاسع عشر، إلى الدوحة، عاصمة قطر الحالية.دولة قطر عرفت عملية الانقلاب مرتين في تاريخها وفي كلتا الحالتين، كان أحد أفراد عائلة آل ثاني هو بطل هذا الانقلاب على آخر من نفس العائلة، فالأمير السابق خليفة بن حمد آل ثاني هو والد الأمير الحالي الشيخ حمد، وخليفة نفسه وصل إلى السلطة من خلال قيامه بانقلاب، بعد أشهر قليلة على استقلال قطر، على ابن عمه احمد بن علي. في سنوات حكمه الأولى.وفي عام 1995 استفاد حمد من وجود والده في أحد قصوره في سويسرا ليعلن نفسه أميرا للبلاد بهدوء ودون أن يصنع ضجة داخلية أو خارجية كانت ستؤدي إلى استفاقة العائلة لدرجة أن الكثيرين يصفون عملية انقلاب الابن على والده، تلك بأنها كانت عملية انقلابية تلفزيونية.وقد نفى الشيخ حمد والده الذي أقام فترة طويلة في سوريا قبل أن يسمح له بالعودة إلى قطر عام 2004، حيث كان هذا الانقلاب بدعم من وزير الخارجية الحالي ورفيق دربه في صناعة القرارات الداخلية والخارجية، والذي يعدّ ابن عمه الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الذي كان عين في هذا المنصب في العام 1992.ومما يقال عن ذلك الانقلاب أن الشيخ خليفة الأمير السابق لقطر سمع بخبر تنحيته عن العرش عبر نشرة الأخبار في إحدى الإذاعات التي أوردت الخبر. ومنذ ذلك الحين، كثرت الصراعات العائلية الداخلية في بيت آل ثاني حول مصير الأمير الحالي، والذي كان دوما يترقب ويشتكي من وجود خيانة عائلية قد تجعله يرى نفس مصير والده. وفي 2009 شهدت قطر محاولة انقلابية فاشلة على أمير قطر الحالي. العملية جرت في الثلاثين من شهر جوان وأعقبها توقيف نحو ثلاثين من الضباط الكبار من الجيش القطري الذي لا يزيد عدده عن 11 ألف رجل. هؤلاء الضباط تم القبض عليهم بينما وضع العديد من الأفراد الذين ينتمون إلى العائلة المالكة قيد الإقامة الجبرية، وقد اتهم حمد بن جاسم رئيس الوزراء الحالي ووزير الخارجية وابن عم الأمير بالتدبير لهذه العملية الانقلابية بإيعاز من عدد من الدول المجاورة لقطر، بالإضافة إلى الضغط العائلي الذي أراد من خلاله أبناء العمومة العودة إلى مصدر القرار بعدما عزلهم الأمير حمد عقب انقلابه على والده بسبب لومهم له، بالإضافة إلى وقوف عدد منهم إلى جانب والده أيام منفاه في سويسرا.وتأتي عملية تسليم السلطة التي قام بها الأمير الحالي حمد بن خليفة آل ثان لابنه تميم بن حمد بعد الجدل الكبير الذي وقع مؤخرا حول تدهور صحة الأمير حمد، وورود أخبار حول نية بعض أفراد العائلة وعلى رأسهم رئيس الوزراء الحالي حمد بن جاسم القيام بعملية انقلابية، حيث قرر حمد توريث الحكم في قطر لابنه قصد عدم الوقوع في نفس الوضعية التي وضع فيها أباه قبل 13 سنة. ويرى المتتبعون للشأن القطري أن الأمير حمد بن تميم، سيقوم بعزل رئيس الوزراء الحالي حمد بن جاسم، بعد مراسيم تسليم الحكم، وهو ما كانت أنباء قد روجت له قبل أشهر، عندما قالت إن الشيخة ''موزة''المعروفة بفتور علاقتها مع وزير خارجية بلادها ورئيس الوزراء، بسبب توجسها من تنامي نفوذه، خصوصا لدى الدول العربية، قبل أن تقرر أن تضع نجلها على سكة تسلّم الحكم من والده، لتدارك ما يمكن استدراكه.
https://www.ennaharonline.comمنقول