اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rofiada
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كثيرا ما نسمع
أن مبدأ الغاية تبرر الوسيلة هو مبدأ ميكافيلي ( نسبة إلى ميكافيلي مؤلف كتاب الأمير )
و أن الغاية عبادة و الوسيلة عبادة و لابد أن يكون كليهما مشروعين
و القاعدة في شريعتنا أن الضرورات تبيح المحضورات
أليست الضرورات : هي الغايات
و المحظورات : هي الوسائل
إن المبدأ الميكافيلي هو المطبق عندنا وبشكل آلي دون إدراك منا إننا من أتباع الميكيافلية إلا نسمع الأب يقول لابنه المهم النجاح فهو ترك الباب مفتوح أمام الابن لاختيار الوسيلة كيف نسمي هذا أليست العملية الانتخابية عندنا تجسيدا صارخا لهذا المبدأ ثم نأتي يوم الامتحان ونحدد وسيلة وحيدة وهي الجد والمثابرة كمعيار للنجاح اليس هذا تناقض أن الغش لم نستورده وهو ليس فيروس استوائي بل هو وليد مبدأ نحن نعيشه ونحيا و ونؤمن به بمعنى ان معالجة ظاهرة الغش تبدأ من البيت ولن تعالج بين عشية وضحاها الأمر يتطلب جهد وبرنامج وإخلاص ونية صادقة وللأسف هذه المصطلحات لا يؤمن بها لا الأولياء ولا وزارة التربية بينما القاعدة الشرعية الضرورات تبيح المحظورات غايتها حفظ المقاصد فمن اضطر غير باغ وخاف على نفسه التلف والهلاك فهي ضرورة يجب عليه إنقاذ نفسه وهي غاية مشروعة، فأبيحت له الوسيلة المحرمة والتي هي الأكل من الميتة او لحم خنزير .
وكذا من غُصَّ بلقمة في حلقه وقع في ضرورة تترتب عليها غاية كبرى هي إنقاذ نفسه من الموت، فأبيح له وسيلة شرب الخمر وهي وسيلة محرمة من باب الضرورات تبيح المحظورات.
لكن في المقابل ليس كل غاية ضرورة حتى تباح لها المحظورات فالقاعدة الشرعية جاءت لحفظ المقاصد الخمسة للشريعة..وهي حفظ الدين.. حفظ النفس.. حفظ العقل.. حفظ النسل.. حفظ المال.. وللأسف بالنسبة للغشاشين والغشاشات امتحان البكالوريا ليس مقصدا من مقاصد الشريعة
|
الكارثة هي أن هذا الرأي الميكيافيلي أصبح من المسلم به عند شريحة كبيرة من المجتمع فلربما البعض أخذ بها و أعطاها المرجعية أكثر مما يعطي للأحاديث النبوية و المبادئ الإسلامية . و مع وجود تفسير نسبي للضرورات فقد جال كل واحد بفلسفته الخاصة في ترتيب ضروراته التي لا يهمه إن كانت تتعارض مع الشرع أو حتى مع قيم و عادات محيطه.
و هنا تحضرني مقولة الشهيد سيد قطب - رحمه الله - "
من الصعب على أن أتصور كيف يمكن أن نصل إلى غاية نبيلة باستخدام وسيلة خسيسة!؟ إن الغاية النبيلة لا تحيا إلا في قلب نبيل: فكيف يمكن لذلك القلب أن يطيق استخدام وسيلة خسيسة؟ بل كيف يهتدي إلى استخدام هذه الوسيلة؟!