تقويم تحوّل إلى طرفة داخل قسمي

[الحركاتية]

أجريت مع تلاميذي تقويما في مادة التربية العلمية من بين تمارينه :

صنف الأجهزة الآتية حسب الجدول : ( الجدول يتضمن خانتين : كهرباء ـ بطارية)

مكيف هوائي ، ثلاجة، لعبة أطفال ، عقلك ( أضفته كعنصر مشوش)، هاتف نقال ، مجفف شعر، جهاز تحكم ، مكواة

إليكم هذه الإجابة :



وحين سألت صاحبة الجواب عن تحليلها قالت : أليس العقل السليم في الجسم السليم ؟

أكيد هذه ليست طرفة إنما إجابة منطقية من تفكير منطقي

الطرفة أن أحد التلاميذ ـ من الممتازين عندي ـ صنف عقله ضمن الأجهزة التي تعمل بالكهرباء وضحك من نفسه لأنه يعلم مسبقا أنه مخطئ
و أنا أسأله رفعت إحدى التلميذات أصبعها وقالت اسمحي لي سيدتي أن أسأله فسمحت لها

توجهت إليه بهذا السؤال الرائع والطريف : قلت أن عقلك يشتغل بالكهرباء لنفرض أنك في الامتحان وتعرف كل الأجوبة وفجأة انقطع التيار الكهربائي فماذا ستفعل؟ هل سيتوقف عقلك عن التفكير وتتوقف عن الإجابة وتنال صفرا ؟؟؟؟؟؟

وهنا انطلقت التحليلات والتخمينات وأخذت الحصة منحى آخر فيه من الثبات والتفكير السليم وخفة الروح والإنطلاقة ما جعلني أستبشر خيرا بمستقبل هؤلاء .

قد لا تكون هذه أيضا طرفة وأوردتها بتسميتها تلك لجلب الانتباه إلى شيء مهم في مهنتنا وهي زرع الثقة في نفس المتعلم منذ أول لقاء معه يوصله إلى أن يناقش بطلاقة يحاجج ويخالفك الرأي ويجادلك حتى يقتنع أو يقنعك بكلامه أو بموقفه ولي في هذا موقف :

ذات أمسية أردتها أن تكون بعيدة عن الدروس وفسحت المجال أمامهم لعرض نواقصهم و تخوفاتهم من امتحانات نهاية السنة وبعد ان استمعت إلى كل واحد منهم وناقشته وناقشه زملاؤه طلبت منهم أن يعتدلوا في جلستهم ويأخذوا نفسا عميقا ويغمضوا أعينهم ويرددون في سرهم عشر مرات سأنجح سأنجح سأنجح

بعد دقيقة أو تزيد سألتهم عن نفسيتهم وشعورهم فأجمعوا أنهم يشعرون بالقوة وأنهم الآن أكثر إصرارا على النجاح

وكعادتي حولت هذه اللحظات إلى مزحة فاخترت واحدا منهم وطلبت منه أن يردد جهرا سأرسب عشر مرات فرفض وبشدة رغم إلحاحاتي وإغرائي له بزيادة خمسة نقط رفض .... وحين ناقشت زملاءه أيدوه وبقوة ....

الثقة بالنفس مفتاح النجاح في الحياة

ما رأيكم؟