انكار النبوة و الرسالة عند النصيريين :
ان من اصول الدين عند المسلمين الاعتقاد ان لله انبياء من البشر خصهم الله بالرسالة و النبوة و ارسلهم الى اقوامهم ليبلغوا عن الله . و من جحد النبوة او انكرها او انكر بعضها مما ثبت صحته في الكتاب و السنة هو كافر و ليس من الاسلام في شيء ، قال الله تعالى واصفا الرسول و المؤمنين و اعتقادهم بالرسالة و الرسول :
{ امن الرسول بما انزل اليه من ربه و المؤمنون كل امن بالله و ملائكته و كتبه و رسله لا نفرق بين احد من رسله و قالوا سمعنا و اطعنا } و كذلك جاء في الحديث الصحيح في اركان الايمان : " الايمان بالله و ملائكته و كتبه و رسله ".
لا يؤمن النصيريون بالنبوة و الرسالة كما هي حالها في الكتاب و السنة عند المسلمين ، فالله الذي يستطيع ان يظهر بين خلقه كمثلهم و يخاطبهم بلا واسطة ليس بحاجة لارسال الرسل ، فهم يقولون :
ان الله لا يرسل رسلا و لا انبياء الا في ظاهر الامر ، اما في حقيقته الباطنية فهو يظهر بينهم مباشرة اما ظهورا ذاتيا بصورة من مثلهم او ظهورا مثليا من خلال الائمة الذين يقومون مقامه في الارض كمثله و يقومون مقام الرسول كذاته . فاذا ظهر ظهورا ذاتيا بصورة المعنى و معه حجابه ظاهرا معه بذاته كما في ظهوراته السبعة الماضية عبر القباب السبعة فانه يظهر اثنان ، واحد صامت هو المعنى ، و واحد ناطق هو الحجاب و الرسول في الظاهر ، فاذا تكلم الاسم( النبي ) نطق نيابة عن المعنى و اسند افعاله و اقواله كلها للمعنى ، اما اذا نطق الصامت ( المعنى ) فانه يسند افعاله و اقواله لنفسه او للذي اشار اليه الاسم ، و قد تمثل ذلك في القبة المحمدية باكثر من مكان ، فلما كان الناطق ( محمد ) يتكلم كان يقول :
{ رفع سمكها فسواها و اغطش ليلها و اخرج ضحاها و الارض بعد ذلك دحاها فاخرج منها ماءها و مرعاها و الجبال ارساها }.. و قوله :
{ و انه اهلك عاد الاولى و ثمود فما ابقى و قوم نوح من قبل انهم كانوا اظلم و اطغى }.
و مثل هذا كثير مما لا يحصى
و لما كان المعنى الصامت ينطق كان يسند الكلام و الفعل لنفسه كما في خطبة البيان لعلي بن ابي طالب حيث يقول :
" أنا طويت أسبابها وعلمتُ غيابها وسريت سرابها وركبت سحابها. أنا مزلزل الأرض وجبالها ومخرج كنوزها وأثقالها. أنا مُقيم القبلة وصاحب الكعبة وجدي الشريعة ومصفي نار الحامية. أنا ذابح إبليس، أنا رافع إدريس وناكس الكفر والناطق بكل سفر. أنا أهلكت القرون بعد القرون. أنا أعددت وأبديت ودمّرت وأفنيت وأعلم ما تـُبدون وما تُخفون وما تأكلون وتدّخرون. أنا حاضرٌ غاب , ألا عندي مفاتيحه. أنا أهلكت عاد وثمود وأصحاب الرس وقرون بين ذلك كثيرا. أنا رافع السموات ومسالكها وداحي الأرضين وساطخها وغارس الأشجار ومنبتها ومفجّر الأنهار وبحرها ...... أنا في كل زمان ووقت جديد, أنا منبئ النبيين ومرسل المرسلين. عليّ دلّت الرسل وبتوحيدي نطقت الكتب. "