يا مُبْغضي لا تَأْت قَبْرَ محمَّدٍ *** فالبَيْتُ بيتي والمَكانُ مَكاني
مَرِضَ النَّبِيُّ وَمَاتَ بين تَرَائِبِي *** فاليَوْمَ يَوْمي والزَّمانُ زَماني
وقال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله: "توفي –أي النبي صلى الله عليه وسلم- في حجرها، وقد خُلِطَ ريقُها بريقِهِ صلى الله عليه وسلم في آخر ساعةٍ من الدنيا، وأولها من الآخرة، ودُفن في حجرتها".اهـ [معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول 3/1197].
ولم يستطع الشيعة النكران، أو إخفاء كل ذلك والكتمان، فـ"عن علي بن الحسين (عليهم السلام) قال: "حدثني أبي: أن أبا ذر قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، في مرضه الذي قبض فيه، فسندته -إلى أن قال- فبينا هو كذلك إذ دعا بالسواك، فأرسل به إلى عائشة، فقال: (لتبلينه لي بريقك) ففعلت، ثم أتي به فجعل يستاك به، ويقول بذلك: (ريقي على ريقك يا حميراء).اهـ [مستدرك الوسائل للنوري الطبرسي 16/434-435].
وجاء في كتاب: "الأربعين" لمحمد طاهر القمي الشيرازي ص619: "مرض رسول الله صلى الله عليه وآله المرض الذي توفي فيه، فكانت فاطمة وعلي يريدان أن يمرضاه في بيتهما، وكذلك كان أزواجه كلهن، فمال إلى بيت عائشة بمقتضى المحبة القلبية التي كانت لها دون نسائه، وكره أن يزاحم فاطمة وبعلها في بيتهما، فلا يكون عنده من الانبساط لوجودهما ما يكون إذا خلى بنفسه في بيت من يميل إليه بطبعه، وعلم أن المريض يحتاج إلى فضل مداراة ونوم ويقظة وانكشاف وخروج حدث، فكانت نفسه إلى بيته أسكن منها إلى بيت صهره وبنته، فإنه إذا تصور حياءهما منه استحيا هو أيضا منهما، وكل أحد يحب أن يخلو بنفسه، ويحتشم الصهر والبنت، ولم يكن له إلى غيرها من الزوجات مثل ذلك الميل إليها، فتمرض في بيتها، فغبطت على ذلك".اهـ
ورووا أنه قد: "خرج إليهم أمير المؤمنين عليه السلام فقال لهم: (إن رسول الله صلى الله عليه وآله إمامنا حيا وميتا، فيدخل إليه فوج فوج منكم فيصلون عليه بغير إمام وينصرفون، وإن الله تعالى لم يقبض نبيا في مكان إلا وقد ارتضاه لرمسه فيه، وإني دافنه في حجرته التي قبض فيها) فسلم القوم لذلك ورضوا به".اهـ [الإرشاد للمفيد 1/188].