مزيد حبه صلى الله عليه وسلم. وقيل: إنها كانت تبالغ في تنظيف ثيابها التي تنام فيها مع النبي صلى الله عليه وسلم، والعلم عند الله تعالى".اهـ [فتح الباري، شرح صحيح البخاري 7/137].
لَمْ يَنْزِلِ الوَحْيُ يَوْمًا عِنْدَ وَاحِدَةٍ *** مِنَ النِّسَاءِ سِوَاهَا وَهْيَ تَنْتَظِرُ
لَكِنَّـهُ أَنْزَلَ الآيَـاتِ تَذْكِـرَةً *** تَحْتَ الغِطَـاءِ وَفِي آيَاتِهِ عِبَرُ
وقال الإمام أبو العلا المباركفوري رحمه الله: "(لا تؤذيني في عائشة) أي: في حقها؛ وهو أبلغ من: لا تؤذي عائشة؛ لما تفيد من أن ما آذاها؛ فهو يؤذيه".اهـ [تحفة الأحوذي، بشرح جامع الترمذي 10/351].
أخرج الحاكم في مستدركه 4/10 عن عبد الرحمن بن الضحاك أن عبد الله بن صفوان أتى عائشة وآخر معه فقالت عائشة لأحدهما: أسمعت حديث حفصة يا فلان؟ قال: نعم يا أم المؤمنين. فقال لها عبد الله بن صفوان: وما ذاك يا أم المؤمنين؟ قالت: خلال تسع لم تك لأحد من النساء قبلي إلا ما آتى الله مريم بنت عمران والله ما أقول هذا أني أفخر على أحد من صواحباتي. فقال لها عبد الله بن صفوان: وما هن يا أم المؤمنين؟
فعددتها، وذكرت منها: "وكان يأتيه الوحي وأنا وهو في لحاف واحد.. ورأيت جبريل ولم يره أحد من نسائه غيري.." [قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه].
وفي رواية: "لقد أُعطيتُ تسعاً ما أُعطيتها امرأة بعد مريم بنت عمران:.. وإن كان الوحي لينزل عليه وإني لمعه في لحافه.." [رواه الآجري، وقال الذهبي: إسناده جيد].
قال الإمام ابن بهيج الأندلسي رحمه الله على لسان أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
وسَمِعْتُ وَحْيَ الله عِنْدَ مُحَمَّدٍ *** من جِبَرَئيلَ ونُورُه يَغْشاني
أَوْحَى إِلَيْهِ وَكُنْتُ تَحتَ ثِيابِهِ *** فَحَنَا عليَّ بِثَوْبِهِ وخَبَّاني
وأي إيذاء لها رضي الله عنها أعظم من الطعن -تلميحاً أو تصريحاً- في عرضها؟! قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا) [الأحزاب: 57].