وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عمن يطعن في الصحابة، ويسب أمهات المؤمنين والقرابة: "قد ظهرت لله فيهم مَثُلات، وتواتر النقل بأن وجوههم تُمسخ خنازير في المحيا والممات".اهـ [انظر: الصارم المسلول على شاتم الرسول].
أولو الأحلام قد صاروا حيارى *** تُؤرِّقُهــم سماديرُ السُّكارى
بعد هذا وذاك، تقاطر الدمع باك، واعتصر الفوائد، وتحرك الساعد، وبُري القلم وحُبر الكاغد، لأجل أم المؤمنين عائشة، فاضت قريحتي الجائشة.
هَـام الفُؤَاد بِصَفحَتِي مُتَودِّدا *** وَبِحُـب أَم المُؤْمِنِين مُجَدِّدَا
فِي ذِكْرِ عَائِشَةَ الكَرِيْمَة جِئتُكُم *** أُبْدي المَحَبَّة أسْتَثِير المَقصِدَا
وكما أُثر عن عبد الله بن عبيد بن عُمير، أنه قال: "أما إنه لا يَحزنُ عليها إلا من كانت أُمه".اهـ [أخرجه ابن سعد في الطبقات 8/78، وانظر: سير أعلام النبلاء 2/185].
فاستقرأت السيرة، وكتبت هذه الورقات اليسيرة، في بعض الخصائص والفضائل، وأردفتها بذيولٍ ومسائل، فلما اتصلت واكتملت، اسميتها: "الكُنَّاشة، في بعض خصائص عائشة".
يـا أيُّها القِـرطاسُ، سطِّرْ سِيرَةً *** عنْ عَائشٍ، ومُخضِّباً يُمْنَاكا
اُنثـرْ رَبِيعاً في خَريفِ غُصونِهمْ *** أَشعِلْ لهُمْ شَمْعَ الهُدىَ بِسَنَاكا
ازرَعْ وُروداً في مَشاتِلِ حِقدِهمْ *** لَن يَحصُدَ الباغِي سِوَى الأَشوَاكا!
وما هي إلا قطرة من مطرة، وغيض من فيض، وزهرة في حديقة، من خصائص الصديقة.. قال الإمام ابن بهيج الأندلسي رحمه الله على لسان أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
جاء في "المعجم الوسيط" ص800: "الكُنَّاشَةُ: الأصل تتشعب منه الفروع. والأوراق تُجعل كالدفتر تُقيّد فيها الفوائد والشوارد".اهـ
إِنِّي خُصِصْتُ على نِساءِ مُحَمَّدٍ *** بِصِفاتِ بِرٍّ تَحْتَهُنَّ مَعاني
وَسَبَقْتُهُن إلى الفَضَائِل كُلَّها *** فالسَّبْقُ سَبقي والعِنَانُ عِنَاني
وكما قال الله تعالى بعد حادثة الإفك: (لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ). وقد قيل في الأمثال النافعة: "رب ضارة نافعة".
وإذا أراد الله نشر فضيلة *** طويت أتاح لها لسان حسودِ!
أبو سفيان السلمي