مجتمعي "الكذّاب"

[*نآدرة~]

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أذكر مرة وانا في المرحلة الثانوية،سألنا أستاذ علوم الشريعة عن من الذي لا يؤدي فريضة الصلاة في القسم،وكنت حينها غير ملتزمة بآدائها ،وبطريقة مغرية ولطيفة طلب منا رفع اصبعنا بكل شجاعة أدبية،تشجعت ورفعت يدي فانا مؤمنة بأنني مادمت ماستحيت من الله فلم الحياء والكذب على البشر،ناقشني لاستاذ وسألني عن سبب امتناعي عن الصلاة فتعذرت وتحججت بالشيطان ولم يكن انذاك الا عجزا مني وتقصيرا من نفسي،نظرت الى القسم فلم اجد ولا يدا مرفوعة رغم انه كان لي جارتان تدرسان معي لا تصليان ابدا والكثيرات هناك لم تكن تصلين حينها،منذ ذلك الحين اكتشفت أن مجتمعي يعاني من مرض اسمه الكذب،مجتمعي يعاني انفصاما في الشخصية،يفعل اشياء أمام الملا فيبدو ملائكيا وهو في الحقيقة من حثالة البشر،كرهت من حينها من يرتدي الاقنعة خارجا ويلاقي بها الناس وبينه وبين نفشه ينتهك حرمات الله،فعجبت لمن يستحي من امثاله ولا يستحي ممن خلقه.
نعم كم يعاني مجتمعنا وكم يكذب،وكأن من صنع الحليب المباع في الصيدليات وضع معه مستحضرات كذبية ليرضعها ذاك الانسان فيصعب فطمه حينما يتقدم به العمر.
فكم نرى من شاب يكذب على بنات الناس والغبيات يصدقنه،ترى لباسه أوربيا فتخاله غنيا وفي الحقيقة جيبه يعاني فقرا صوماليا،تجده يسارع في المناسبات الخاصة بحبه لشراء هذايا لمن أشبعها كذبا من مال استعاره من أحدهم،أو طلبه من ابيه،تراه يتجول بسيارة استعارها من أحدهم ليغري الفتيات الماديات قليلات الشرف،وبالمقابل نجد الفتيات كذلك فقدن صفة الحياء،فلا كلمة من كلماتها تكون صحيحة فكلها قد نمقتها بكذبات راقية
وبالتعريج سريعا على نسب الطلاق العالية وسبب فشل علاقات الزواج رغم انها تكون عن حب كما يقال،فان السر وراء ذلك كما اعتقد هو أن الطرفين قد كذبا كثيرا قبل الزواج فكشفا سريعا بعده،ولم يعلموا ان سر طول العلاقات وبقاءها هو الصدق
فلست أدري لم يكذب مجتمعنا؟؟أهو من باب حب الظهور أم هو نقص يحاول تغطيته بذلك الكلام الفارغ للفت الانتباه؟؟
فقدت ثقتي بمجتمعي الكذّاب