هي ايام ليست كجميع الايام ...هي ايام وجدت فيها نفسي بين الآلام....بحثت عن مؤنس لحالي ....عن دواء يخفف قهري....هي ليالي اسميتها بليالي الضياع و الحرمان.....
في هذه الايام فقدت شخص عزيز على قلبي ....لقد تركناا و للأبد.....تركناا من دون أن ينبئنا بذلك....إنه جدي ..........
و على غير عادتي و في يوم التاسع عشر من شهر مارس و بالضبط على الساعة الثاثلة و سبع عشر دقيقة تلقيت رسالة من خالتي مفادها ان اتصل بها..... رفععت هاتفي و خرجت من غرفتي مسرعتاا لاتصل بها..........[ الو ....الو ...خالتي انا سهيلة.....]...[سهيلة باب مات يا سهيلة بابا مات.......].......
لم أصدق ما سمعته اذناي ......سقطت على الارض من هول ما سمعت......[ يا الله جدي قد مات........قد ذهب........كيف سأقول لأمي هذا ؟؟......يا الله انها ستموت لو انها تسمع ذلك..]
...ذهبت مسرعتا لأختي ........ايقظتها .....منى ان دي قد مات كيف سنخبر أمي بذلك؟؟.....و الدموع كالانهار على وجنتاي........
الكل في البيت يبكي و امي لا تدري لانها كانت نائمة......ايقظنها و قلنا لها ان جدي مريض و هو في المستشفى.......و في تلك اللحظة تملك امي شعور لم تشهده من قبل ....و كأنها كانت تعلم بان ابيها سيموت.........نهضت من فراشهاا هادئة كثيرااا ......شاردة الذهن.....تفكر و تفكر .......اخذناها الى بيت جدي .....دخلت مسرعتا....تركض نحو غرفته.....[اين بابا؟؟؟........اين اخذتموه؟؟؟....].....
نظر اليها خالي الصغير و قال لها [ أبي مات يا أختي ابي مات ........]
بدأت امي في البكاء بحرقة على والهاا انظر اليها و الدموع في عيني [ امي لا تبكي لقد قدر الله ذلك .....لا تستطيعين تغيير هذا..........امي تشجعي ...انظري الى نفسك انت مريضة يا امي.....]
تبكي و تردد خذني الى ابي يا جمال خذني انا ارجوك ........اريد رؤية ابي ارجوك يا اخي......
قال لها خالي [لن يتركوك ترينه الآن يا اختي .....ساحضره لك لاحقاا اعدك بذلك.....]
لم ارى في حياتي امي تبكي و محطمة بذلك الشكل الا هذه المرة..........
ثم بدأت كل خالاتي باللاحاق .......الكل مصدوم لا يدركن شيء .....سوى يرددن كلمة ابي ذهبت و تركتنا يا ابي .........