حافلة مقفلة الأنفاس تكاد تختنق بين طياتها الخطوات،أشكال وألوان وخليط غير متجانس من البشر شعب كامل التفاصيل واقف بلا مكان للجلوس ملتصق الأجساد في إنسجام مصعور أعصاب ملتهبة وأرواح مشوهة ،شاب مكهرب الشكل يكسر قانون الزحام بحركات صبيانية تشعل غيض رجل كبير الجسد مفتول الأعصاب تكاد عيونه تنطق غيضا وإمراة تكلى تحجرت أحاسيسها وصارت مومياء حية تنعي زمن النقل الجميل في لحظة الصفر يبدء الهجوم الشامل، ويدفع الرجل المشتعل بالشاب المكهرب بعيدا فتعلوا الصيحات ثم تتاسقط اللكمات، شعب من الجالسون ينظرون للمعركة ويلتزمون الحياد الكامل في خضم المعركة يتحرك البشر الواقف ويموج فتصيبه أحيانا شظايا اللكمات وتصيبه أخرى رفصات طائشة من قدم غير متدربة الى على الرفص والرقص ،تتداخل المصالح فيلوح في الأفق تحالف خفي بين أطراف الصراع بعض الواقفون المعرضون للقصف العشوائي يقفون في صف المكهرب ويتهمون الرجل المشتعل بأفتعال النزاع واشعال فتيل الحرب، الأكبر سننا يخالفونهم الراي ويتهمون المكهرب بالتسبب بالشرارة التي لم تزل مشتعلة، بعض النسوة الواقفات تطلق صيحات الويل لمن يتجراء على توجيه أي ضربة أو همسة لهن، الجالسون خلف المقاعد يطلقون التحليللات والتوقعات لكنهم لا ينسون حيادهم القهري ،تزداد المعركة سخونة فتحترق الحناجر الصاخبة بالصراخ والعويل يتوقف السائق في محطة فينزل أكثر الواقفون والجالسون وينتهي الصراع دون سبب معين ولا غاية ولا منتصرفيه ، وتبقى الأفواه تروي تفاصيل المعركة في أنتظار خبر جديد يغلق ملف الحرب الساخنة
.......رابطة أحرار القلم............عضو3