اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالقادر1965
أشكرك أخي الكريم على الملاحظة و لكن إذا لم تكن من أهل الأدب فأوضح لك بعض المسائل فقط :
اعلم أخي الكريم أن معظم الأبيات الشعرية القديمة تروى بروايات مختلفة مع المحافظة على نفس المعنى و هذا من سعة لغتنا و جمال التعبير بها وثراء مفرداتها و تقارب معانيها و إذا أردت التأكد أكتب البيت بالرواية التي نقلتها أنا وابحث عنها في الشبكة ستجد مئات الصفحات قد نقلن بهذه الرواية خاصة منها المشرقية و الشعر ليس قرآنا مقدسا لا تتغير ألفاظه أو بعض تراكيبه .
ثم اعلم أن هذه الرواية من حيث جمال الأسلوب و تناسق التركيب و عذوبة الموسيقى الداخلية فهي أفضل و أروع و أجمل لسبب بسيط و هو أن حرف الكاف في الفعل تأكله حرف فيه نوع من الخشونة و التنفير لا يتناسق و تركيبة البيت في حين أن الفعل ترمى فيه غنة موسيقية يجملها حرف الميم المتصف بالغنة و تنسجم معه الأسماع و يترك لذة تذوقية على النفوس . و هذا يتأتى من خلال الممارسة و التعامل الكثير مع الشعر .
ثم من حيث المعنى فالفعل ترمى يدل على بخس لحم الضأن و زهد قيمته ووضاعة أهميته و هو الذي أراده الإمام و بالتالي صار يرمى بدون قيمة و لا ثمن ثم يرمى و معناه يرمى في أي مكان و قد يكون أكرمك الله مكانا للقاذورات و هنا تزداد مكانته انحطاطا ، أما الفعل تأكل فيبقى فعل عام ربما تأكله و لكن مقابل قيمة ما و ربما تأكله و في مكان راق و الأكل فعل يشترك فيه الإنسان مع الحيوان أما يرمى فأنت تعرف الشيء الذي يرمى .
ثم الأهم و هو الميزان الشعري فما دام الفعل لا يغير من تركيبة البحر و يساويه في عدد الحركات و السكنات فلا ضير في تغيير الفعل . لأن البيت هو ميزان شعري و ليس تقديس للكلمات و قد يجوز للشاعر ما لا يجوز لغيره نحويا و صرفيا و تركيبا لأنه يخضع لهذا الميزان .
هذه ملاحظات بسيطة أردت توضيحها فقط مع رجاء قبولها و الإستفادة منها .
|
شكرا عبدالقادر على الشرح الوافي
انا والله اعجبتني الابيات كما نقلتها
فعلا الاسود اسود و الضباع ضباع
جعلنا الله رجالا حقا