الموضوع : الزكاة والصدقة
الحمد لله رب العالمين يمن على عباده بالأرزاق ويأمرهم باخراج الزكاة والصدقلت ليجدوها يوم التلاف , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له شهادة خالصة من الشك والنفاق، وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله أفضل الخلق على الإطلاق اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى أصحابه إلى يوم التلاف. أما بعد :أيها المسلمون اتقوا الله الذي خلقكم و استعينوا على طاعته بما رزقكم واعلموا أن الزكاة واجبة في الزروع و الثمار.قال الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا أنفقو من الطيبات ماكسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض .وقال أيضا : وآتوا حقه يوم حصاده . ومن السنة قال عليه الصلاة والسلام : فيما سقت السماء العشر. وفي أداء الزكاة الحبوب تعظيم لله عزوجل ،قال الامام ابن القيم الجوزية : أقل شيئ تعظم به الله عزوجل هو امتثال أمره وإجتناب نهيه وتعظيم الله في زكاة الحبوب يكون بمعرفة أحكامها و اخراجها وبوضعها في أطارها الشرعي وفي اخراج زكاة الحبوب الإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم والخير كل الخير في الحبوب الإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم والشر كل الشر في مخالفته عليه الصلاة والسلام , قال الله تعالى فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم . واخراج زكاة الحبوب عبادة يتقرب بها الإنسان إلى ربه وليست ضريبة أو غرامة مالية فرضت عليه ,لذلك تجد الفلاح المؤمن ينتظر وقت الحصاد و بفارغ الصبر فلا يكون كالأعراب الذين قال الله فيهم : ومن الأعراب من يتخذ ماينفق مغرما ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء والله سميع عليم . ولا يكونون كالمنافقين الذين قال الله فيهم : ولاينافقون إلى وهم كارهون بل إن الفلاح المؤمن تجده يتلذذ ويفرح بأدائه للزكاة. والفلاح المؤمن بأدائه للزكاة يرتقي إلى درجة الإحسان وهي أعلى رتبة في ديننا الإسلامي الحنيف كما جاء في حديث جبريل عليه السلام : ودرجة الإحسان هي الفرق بين الإنسان والحيوان .والفلاح المحسن محبوب عند الفقراء والمساكين لأن الإنسان مفطور على حب من يحسن إليه , وأداء زكاة الحبوب سبب لحفظ الله لعبده كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لإبن العباس رضي الله عنهما : إحفظ الله يحفظك ,وحفظ الله يكون بامتثال الأوامر وإجتناب النواهي ومن الأوامر أداء الزكاة ,وهو بهذا يشكر الله على نعمة الزرع وقد وعد الله من شكره بالمزيد فقال : ولاينافقون إلى وهم كارهون