ما لا مكان له إلا هنا

[طارق النور]

في بحر بالي.. سفن
..
تقاذفها الموج
..
فألقيتُني على الشط الأيمن باكيا.. على
..
..
كل ذلك.. وفوقه أكوام غفلة ونسيان وتناسٍ ولامبالاة.. وكأن الأمر
..
..
..
لا يعنينا
..
..
فدعوت الله لهم واستعذت من شر حل عليهم ومن شر من عليهم
..
واختطفتُني
..
في رحلة بائسة.. ذات الشمال

..
فوجدتُني أبكي.. على حالٍ .. حولقتُ لها مطولا.. واستغفرتُ
..
ثم صحتُ بأعلى صمتي
..
بأعلى صمتي.. قلتُ
..
وقد أوجع القلب ما رأيت من حال إلنا إليها
..
:
" أنحن من تنادون"
..
لا يا عزيزي.. لا تنسلخ
..
لا " تـنمسخ " كـ هم.. فتعيش في وهْمٍ وهمّ
..
لا تتسخ بما تعافه الروح العلية التي تستحي.. أن تجول في جسد متنصلّ متملص
..
لا تذهب في ذلك الدرب فوالله ذلك درب خطأ
..
خطأ غلط فاسد غير سالك
..
ثم رد الصدى لي : هيهات ودعني
..
وارتقب
..
..

..
ولم تشرق شمس ذلك اليوم إلا وقد ذكرت نفسي بما سرها
..
وملأت عيني بتامل وجوه نيّرة خيّرة
..
طيبة تنبعث منها ريح الأمل
..
ويبدو عليها بريق الوعي / الحق / والحضارة الحق والثقافة الحق
..
وقد اعتادت ألا تسمي الحليق كعكع والمرتدي بعبع والمستمع وعوع والراقص صعصع والهاتف نعنع والماشي ضعضع
..
ناسيا أين تربى وترعرع .. ماشيا في درب الخراف ليرتع.. صاما أذن اللب حاشى أن يسمع
..
مشيدا بتفاهات أحباب الدنيا وناسيا ما شيدوه بالمقابل
..
وناسيا " ذلك مبلغهم من العلم " ناسبا إليهم أقصى وادنى العلم
..
وناسيا " رغبة " الذين يتبعون الشهوات " في أن يميل " ميلا عظيما" وسمى نهجهم
..
صراطا -له- مستقيما
..
ثم التفت من قمة علوه التافه صوب أصله وفصله وذويه وأهله ومن هو اعلم بما في رأسه من نفسه
..
محتقرا مزدريا سابا ناقدا .. يريد مبررا واهيا
..
يسكن به ضميرا أرثّه الانسلاخ
..
وصار يقبل بأخف جرعة من تلك التبريرات السخيفة.. ليستكين ويدع الجموح الباهت.. نحو اللاشيء
..
إرفع سروالك.. واستر حالك .. وشد ما بقي من أزرك.. وابك ستين.. ثم اندم ستين
..
واندب الخد والجبين
..
وارفع " قبلتك " عن نعل " قدوتك" الأفضلين.. وأفق من سجدتك لهم..
..
واعتذر سبعين لكل شيخ وإمام وعالم، واعتذر سبعين لأمك وأبيك وأصلك..
..
واعتذر تسعين من نفسك
..
ثم البس جسدك.. وعقلك وروحك
..
واستغفر
..
ثم قل آمنت بالله
..
..
ثم استقم
..
..
فإن الدنيا وإن كانت كلها سجنا
..
فما بقي من محكوميتك إلا القليل
..
ولا تكن بهذا الغباء: تستبدل الذي هو أرخس بالذي هو الخير كله
..
..
...
وصلّ على معلم الهدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
..
..
..

ولي اعتذار من كل قارئ إذا لامس انسياقي في موجة غضب ضخم أنستني نفسي.. وتعسا للذين ودوا " لو تكفرون" والسلام