الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
قال سيد قطب في كتابه ( لماذا أعدموني ) ص48_ 49 :" وأذكر أن الأخ علي العشماوي أخبرني أن في مصر أخاً سودانياً زائراً وهو مندوب عن الإخوان هناك، وقد يزورني. ولكن لم يحدد موعد ولم تتم الزيارة، غير أني علمت من الأخ علي أنه قابله مرة أو مرتين في الغالب، وأنه وصف له حوادث السودان ودور الإخوان الأساسي فيها، مما أدى إلى إنهاء الحكم العسكري هناك على ما هو معروف. كما أبدى له تفاؤله الكبير بقرب قيام حكم إسلامي في السودان نتيجة للانتخابات التي كانت لم تجر بعد.
وأذكر أنني علقت وقتها مع هذا كله إن قيام حكم إسلامي في أي بلد لن يجئ عن مثل هذه الطرق. وأنه لن يكون إلا بمنهج بطيء وطويل المدى، يستهدف القاعدة لا القمة، ويبدأ من غرس العقيدة من جديد، والتربية الإسلامية الأخلاقية. وأن هذا الطريق الذي يبدو بطيئاً وطويلاً جداً هو أقرب الطرق وأسرعها"
أقول : فهذا توجيه إمامهم الذي ميعوا العقيدة من أجله ، وغضوا طرفهم عن ضلالاته العظيمة ، واظهروها من قبيل الزلات التي لا يخلو عالم ، فهل سيقولون به ، أن حميا الديمقراطية أقوى بكثير من تعصبهم المقيت لمجدد فقه الحركة ( زعموا ) سيد قطب .
وقد تنبه لهذا التناقض عند القوم العلامة ربيع المدخلي في كتابه العظيم منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فقال في ص197 بعدما نقل كلاماً لسيد يشبه الكلام المنقول أعلاه ملزماً الإخوان المسلمين :" وهذا الكلام من سيد وغيره -مما أصابوا فيه- كلام جيد، وهو تراجع عن الانهماك في السياسة، ولكن وللأسف لم يتراجع سيد وغيره عن الأخطاء العقديَّة والفكريَّة التي ما زالت تقرأ وتدرَّس... وكل ذلك استدعى منَّا أن ننبه على تلك الأخطاء الفكريَّة والعقديَّة من سيد في بحث خاص يسّر الله طبعه"
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه
منقول