" ساعة الصفر " بين المأزق والمهزلة ، ساعة الإخونجية خربانة

[الزمزوم]

أيها السوريون.. ما ضيع "ثورتكم المحقة" إلا ساعات الصفر الإخونجية "ساعة الصفر" بين المأزق والمهزلة

2012/05/16

منذ تبلور خطة كوفي أنان بدأنا نسمع الأحاديث من قبل أطراف في (المعارضة السورية) حول "ساعة الصفر" التي قالوا إنها ستشكل نهاية النظام، وقد مضى حوالى شهرين تدفق خلالهما على سورية مائتي مراقب دولي انتشروا في كافة المناطق الساخنة، واستمر اجترار الحديث عن ساعة الصفر حتى ثارت التساؤلات والشكوك حولها، فهل أصبح إعلان موعد هذه الساعة مأزقاً للمعارضة أم أنها تحولت إلى مهزلة؟!.

في البداية تمّ تشكيل ما يسمّى "المجلس الإداري لساعة الصفر" وأصدر هذا المجلس البيان رقم (1) في 12 -4- 2012 أعلن فيه أن ساعة الصفر هي بداية نهاية النظام، وأنها تشمل العمل على ثلاثة أصعدة إعلامية وعسكرية وميدانية. وفي الأول من أيار أعلن المجلس أن التجاوب مع ساعة الصفر مشجع وواضح من مختلف شرائح الشعب، ومع ذلك شكا المجلس من وجود محاولات للتشويش على ساعة الصفر سواء من خلال احتكارها من طرف دون آخر أو من خلال الخطط التي تسرب عنها. وأعلن عن تشكيل بنية تنظيمية تقوم بالإشراف على تنفيذ ساعة الصفر وتتألف من ممثلين عن التنسيقيات والجيش الحر وجهات إعلامية وشخصيات ثقافية لم يتم ذكر أسمائها.

واليوم بعد مرور أكثر من شهر على صدور البيان رقم (1) يبدو أن ساعة الصفر فقدت بريقها حتى بين المعارضين أنفسهم، ولم يعد أحد منهم يتحدث عنها إلا إذا استثنينا قناة "سوريا الشعب" الفضائية التابعة للإخوان المسلمين والتي لا تكل ولا تمل من التبشير بها والتحريض عليها.

وكانت بعض المواقع الإلكترونية قد سربت معلومات تفيد أن ساعة الصفر من المحتمل تنفيذها بين يومي 5 و15 أيار، وأن إطلاق هذه الساعة سوف يكون بالتنسيق بين المخابرات الأميركية والقطرية والسعودية وبدعم علني وصريح من الموساد الإسرائيلي.

ورأى البعض أن سفينة "لطف الله 2" تشير إلى بدء التحضير لإطلاق ساعة الصفر كونها أول شحنة من نوعها من حيث ضخامة الكمية أو نوعية الأسلحة التي تتضمنها. وآخرون يرون أن تفجير القزاز الأخير أمام فرع فلسطين والذي ذهب ضحيته حوالى ستين شخصاً هو عملياً إعلان بدء هذه الساعة، لأن الغاية منها هي خلق أكبر قدر ممكن من العنف لإظهار أن البلاد خارج سيطرة الدولة، ومن ثم العمل من خلال وسائل الإعلام للتأثير على المواطنين السوريين وتوجيههم، مستغلين حالة الرعب والخوف والانهيار النفسي الذي سيتبع العنف المخطط له.

ولكن حازم وهو معارض قال لنا: كل هذا مجرد كلام، لأن المفترض أن ساعة الصفر سوف يجري الإعلان عنها بشكل مسبق، وإلا كيف سنعرف بها ونشارك؟..

ملاحظة هامة ولا شك لأن بيان المجلس الإداري يؤكد بشكل واضح أنه سيتمّ الإعلان مسبقاً عن ساعة الصفر، وأن قناة "سوريا الشعب" هي صاحبة الحق الحصري في الإعلان عنها.

ويبدو أن هذه الساعة تحولت على الفور إلى ذريعة لجمع التبرعات المادية بحجة حاجة الشعب السوري "الثائر" إلى المال لتنفيذ خطته وإطلاق ساعة صفره، شأنها في ذلك شأن الكثير من الذرائع التي يتمّ من خلالها استغلال الموقف السياسي لجمع الأموال باسم الشعب السوري وبهدف مساعدته، إلا أن هذه الأموال غالباً ما تنضد في الصناديق ويقفل عليها في الخزائن!!.

أليس من المحرج لـ(المعارضة) أن تستنفر كل قواها الإعلامية وتذيع البيانات والخطب على ألسنة كبار قادتها وضباط (جيشها الحر) للتجييش بخصوص ساعة الصفر والتحريض عليها والحث على المشاركة بها، ثم يتبيّن بعد ذلك أن كل ذلك لم يكن سوى فقاعة في الهواء؟ أين الملايين التي سوف تنزل إلى الشارع مع قدوم المراقبين الدوليين؟ وأين وعيدهم للنظام وتبشيرهم بقرب سقوطه؟ وأين مصداقيتهم أمام مناصريهم؟..

عند قدوم المراقبين العرب سمعنا نفس الكلام ونفس الوعود، ووضعت الخطط لإعلان العصيان المدني الذي بدأ بإضراب "الكرامة" ثم ثبت أن الإضراب لم يأت بالنتيجة المطلوبة ولم يحظ بالتجاوب الشعبي المراد، لذلك سرعان ما تلاشت الدعوة إلى العصيان المدني ولم نعد نسمع بها آنذاك. واليوم يتكرر نفس المشهد مع قدوم المراقبين الدوليين ولكن مع عنوان آخر هو ساعة الصفر التي يبدو أنها ستكون صفراً حقيقياً.

هناك من يعتقد أن المعارضة وبشكل خاص (مجلس اسطنبول) و(الجيش الحر) وضع نفسه في مأزق كبير من خلال الإعلان عن ساعة الصفر لأنهم لا يملكون أدوات تنفيذها ولا القدرة على الإعلان عنها مجرد إعلان خاصة بعدما كادت الأمور تأخذ طابع الستاتيكو من حيث وضوح الفرز الشعبي ونسبة التأييد التي يحظى بها كل طرف، ومن حيث النجاح النسبي لخطوات إحباط الثورة عبر خطوات الإصلاح التي تقوم بها القيادة في سورية والتي يرى مراقبون أنها ستكون جذرية عند الممارسة فقط إن وافقت المعارضة على إلقاء السلاح والانخراط في عملية سياسية تضمن جديتها روسيا والصين وإيران قبل أميركا وفرنسا والسعودية، لأن حلفاء النظام في سورية هم أكثر المتبرمين من الوضع الحالي، وهم أكثر المحرجين من استمرار الدم النازف في سورية، بينما حلفاء (المعارضة) لا يريدون شيئاً أكثر من استمرار الفوضى في سورية.

وقد طلب منا أحد الظرفاء أن ننقل إلى (الجيش الحر) رسالة اقتبسها من قصيدة للشاعر الراحل نزار قباني والتي تحمل عنوان "ساعة الصفر":

إننا في ساعة الصفر.. فما تقترحين؟

إنني أتركك الآن.. لزيف الزائفين

ونفاق المعجبين..

فاجعلي من بيتك الحالم مأوى "التافهين"..

عن موقع عربي برس- عبدالله علي