إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد رسول الله وعلى كلّ رسول أرسله .
أمّا بعد فيا عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله العليّ العظيم والتمسّك بهدي رسوله محمد صلّى الله عليه وسلّم القائل في حديثه الشريف : "من رمى مسلمًا بالكفر أو قال عدوّ الله إلا عادت إليه إن لم يكن كما قال" .وفي لفظ لهذا الحديث : " إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما، فإن كان كما قال وإلا رجعت عليه ".
فقد حذّرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في هذا الحديث من أن نقول لمسلم : كافر أو عدوّ الله، وبيّن لنا أنّ من قال ذلك لمسلم يعود عليه وبال هذه الكلمة، يعني من قال لمسلم يا كافر بلا سبب شرعيّ هذا خرج عن دين الله والعياذ بالله تعالى، لأنّه سمّى الإسلام الذي عليه ذاك المسلم كفرًا . أمّا من سمع من إنسان ينتسب للإسلام كلمة كفريّة كأن سبّ الله أو رسول الله أو ملَكًا من الملائكة أو سمعه اعترض على الله والعياذ بالله فقال له يا كافر فهذا لا يكفر لأنّ هذا الإنسان الذي تلفّظ بهذه العبارات الكفرية هو كافر حقيقة وإن كان ينتسب إلى الإسلام انتسابًا، لذلك إخوة الإيمان تنبّهوا لهذه المسئلة وإيّاكم والخلط بين المسئلتين، قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : " إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما، فإن كان كما قال وإلا رجعت عليه ". " وإلا رجعت عليه " هذه العبارة لا تنطبق على من قال لسابّ الله أو الرسول يا كافر لأنّ سابّ الله أو الرسول كافر لا شكّ في ذلك .