شاعر وقصيدة - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > خيمة الأدب والأُدباء

خيمة الأدب والأُدباء مجالس أدبيّة خاصّة بجواهر اللّغة العربيّة قديما وحديثا / مساحة للاستمتاع الأدبيّ.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

شاعر وقصيدة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2007-09-04, 18:14   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
مومني محمد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

جليلة رضا

ولدت جليلة رضا في الإسكندرية في الحادي والثلاثين من ديسمبر سنة 1915 لأب مصري وأم تركية، وكانت أصغر أخواتها . وكان والدها يعمل في سلك المحاكم الأهلية وينتقل بحكم عمله بين المدن والقرى في صعيد مصر ، فبدأت تعليمها الأولي في مدرسة الفشن الأولية. وعندما رجعت الأسرة إلى الإسكندرية لحقت بمدرسة العروة الوثقى الابتدائية ، ثم انتقلت إلى القاهرة فلحقت بالقسم الداخلي بمدرسة الراعي الصالح الفرنسية بشبرا . ومن هنا كانت فرصتها لإتقان اللغة الفرنسية إلى جانب اللغة العربية ، وتوغلت في قراءة الأدب والشعر الفرنسيين فظهرت ميولها الأدبية .

وتزوجت رجلاً يعمل في سلك القضاء وأنجبت منه ابنة وابناً أصيب بمرض عقلي لازمه طول حياته فأضفى ذلك على شعرها الحزن والأسى . وبعد أن انفصلت عنه تزوجت محمد السوادي صاحب مجلة « السوادي » ولكن المنية عاجلته مما عمق حزنَها ، وقالت في المناسبتين شعراً .

توجهت بكل مشاعرها إلى إنتاج الشعر العربي وكانت قد بدأت بنظم مجموعة من الأغاني ، وحدث أن جمعتها الصدف في مرضها سنة 1951 بطبيبها الشاعر د. إبراهيم ناجي واطلع على شيء من أشعارها فتهلل وقال وهو يكاد يقفز فرحاً : هذا شعر ناجي الصغير ! ومن هنا كانت بدايتها ورحلتها في عالم الشعر . وساعد على ذيوع شهرتها التقاؤها بالشاعر محمد الأسمر فنشر لها عدداً من قصائدها في صحيفة « الزمان » .

وفي سنة 1952 رحل د. إبراهيم ناجي عن الحياة فطلب منها شقيقه الأكبر محمد ناجي أن تلقي قصيدة في رثائه في رابطة الأدب الحديث ..

وهكذا غشيت المحافل الأدبية لتسهم فيها بأشعارها مما لفت إليها أنظار كبار النقاد ، فقال عنها مصطفى السحرتي : " إنها مفخرة بين لداتها من شاعرات المشرق العربي "، وقال الأستاذ علي الجندي " إنها أشعر شواعر الإقليم الجنوبي ، ويقصد بالإقليم الجنوبي مصر حيث إن هذا الحكم صدر أيام أن كانت الوحدة قائمة بين مصر وسوريا " كما قرر الأستاذ كمال النجمي: " إن الشعر المصري المعاصر كانت بدايته عائشة التيمورية وقد بلغ غايته عند جليلة رضا " وقال الأستاذ أنيس منصور " لقد تأخرت جليلة في نشر اعترافاتها كما تأخرت كثيراً في تقديرها حق قدرها فهي بكل المقاييس كبرى شاعرات العرب . هذا وقد تأثرت جليلة بالثقافة الفرنسية خاصة ، ومن أهم من تأثرت بهم : فكتور هوجو- لامارتين- رامبو- بودلير. وقد ترجمت كثيراً من القصائد الفرنسية إلى العربية .

ومن أهم الجمعيات التي اشتركت فيها : ندوة شعراء العروبة التي أسسها خالد الجرنوسي- رابطة الأدب الحديث - اتحاد الكتاب- لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للفنون والآداب - لجنة الشعر بالمجلس القومي التخصصي .

دواوينها الشعرية هي :

- اللحن الباكي - 1954

- اللحن الثائر - 1956

- الأجنحة البيضاء - 1959

- أنا والليل - 1961

- صلاة إلى الكلمة - 1975

- العودة إلى المحارة – 1982

- لمن أغني -

ولها مسرحية شعرية بعنوان "خدش في الجرة " - 1969.

ولها رواية بعنوان " تحت شجرة الجميز " - 1975.

ولها دراسة بعنوان " وقفة مع الشعر والشعراء " تقع في جزأين .

كما سجلت سيرتها الذاتية في كتاب " صفحات من حياتي " صدر عام 1996.

حصلت على جائزة الدولة التشجيعية سنة 1983، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عن ديوانها " العودة إلى المحارة " في عام 1983.

ممن كتبوا عنها : عبد المنعم خفاجى ، ومصطفى السحرتي ، وأنيس منصور ، وعبد العزيز شرف .
دعاء شاعرة

يا رَبّ أَعْطِ السَّائِلَ المَحْرومَ أَسبابَ السُّرور

وامْنَحْ لِكُلِّ مُشَرَّدٍ رُكْناً مُوَشّى بِالحَرير

أَطْفِئْ وُقودَ الحَرْبِ في الدُّوَلِ المُؤَجَّجَةِ السَّعير

وَامْحُ الضَّغينَةَ مِنْ فُؤادِ الذِّئْبِ لِلْحَمَلِ الصَّغير

وَعَلى جَبينِ الْكَوْنِ ضَعْ قُبَلَ المَحَبَّةِ والضَّمير

يا رَبّ هَبْ لِلرَّوْضِ بَهْجَتَهُ وَلِلزَّهْرِ العَبير

والعُشَّ لِلْعُصْفورِ وَالْهَمْسَ المُنَغَّمَ لِلْغَدير

وَعَلى فِرَاشِ الأُمِّ أَطْلِقْ ضِحْكَةَ الطِّفْلِ النَّضِير

وَامْنَحْ جَمِيعَ الكَوْنِ أَسْبَابَ السَّعَادَةِ وَالسُّرُور

وَأَنا ؟ أنا يا رَبُّ جُزْءٌ مِنْ هَوَاكَ وَمِنْ سَنَاه

ما دُمْتَ أَنْتَ تُحِبُّني ماذا أُريدُ مِنَ الحَياة ..؟









 


رد مع اقتباس
قديم 2007-09-05, 19:48   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
مومني محمد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

إلياس فرحات:

(1893-1976)

ولد الشاعر اللبناني المهجري الكبير إلياس فرحات في نوفمبر سنة 1893 بقرية " كفر شيما " بجبل لبنان والتحق بالمدرسة الأولية ليتعلم، ولكن لم يستمر بها طويلاً إذ خرج بعدها إلى الكفاح من أجل الرزق. وفى فترات فراغه كان يقول الشعر العامي، ومن الشعر العامي تدرَّج إلى الشعر العربي، وبهذه البضاعة البسيطة من العِلْم نزح من لبنان إلى البرازيل سعياً وراء الرزق، وذلك عام 1915 وهو لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره. وكان في جعبته يوم هِجْرَتِهِ خصلة شَعْر من فتاة أحبها، لكنها زُفَّتْ إلى غيره بسلطان الأهل والمال. وقال فيها:

خصلة الشعر التي أهديتنيها عندما البين دعاني بالنفير

لَم أزل أتلو سطور الحب فيها وسأتلوها إلى اليوم الأخير

وعاش إلياس في مهجره حياة كفاح ومشقة، فكان يصنع الأطعمة الشرقية ويتجر فيها، فلم يصادف رواجاً وأخيراً حمل الكشة (وهى صندوق من الزنك) على ظهره، وأخذ يطوف بالقرى يبيع مساطر التجار لحسابهم، وظل لمدة عشرين عاماً في هذا الكفاح المرير، يجوع ويعرى ويعيش في غرفة حقيرة، وهو لا يملك إلا ثوباً بسيطاً. وفى سنة 1918 حلَّت به النكبة الكبرى باحتراق طرف ثوبه واتفق أصحابه على شراء بدلة له بالأجل ليستطيع الانتقال بين مختلف ولايات البرازيل، باعتباره ممثلاً لمجلة الدليل في العاصمة. ولكن لازمه سوء حظه فاحترق كُمّ ردائه الجديد، الذي أحرقته شرارة من مدخنة القطار قبل المحطة الأولى وبعث لأصحابه أبيات شعر يقول فيها:

كأنّ الهواء مع النار لَمَّا رآني لبست الجديد اتفق

فجاء بها من دخان القطار ونثرها فوقـه فاحتـرق

فقلت أعاتب ربى مشيراً إلى الحرق وهو كباب النفق

إلهي، تضن علىّ بثوب وتكسو الغصون ثياب الورق

ولو كنت غصناً لجددته حتى إذا ما الربيع انطلق

ولكن أرى دون تجديده شقاء الأسى وسيول العرق

وقد تزوج إلياس فرحات عام 1921، وبعد عشرين عاماً من المشقة صلحت أحواله بعد كل هذا الشقاء والجوع والعرى والحرمان. وفى عام 1959 زار مصر بعد الوحدة بين مصر وسوريا، وتغنى بالعروبة والوحدة. وقال متأثراً: " ما فارقت هذه البلاد قط، فقد حملتها معي إلى المهجر ". وقد قال في مولد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم:

غمر الأرض بأنوار النبوة كوكب لم تدرك الشمس علوه

بينما الكون ظلام دامس فتحت في مكة للنور كوة

وهو يعتز بعروبته فيقول:

إنّـا وإن تكن الشآم ديارنا فقلوبنا للعُـرْب بالإجْمَـال

نهوى العراق ورافديه وما على أرض الجزيرة من حصى ورمال

وإذا ذكرت لنا الكنانة خلتنا نروى بسائغ نيلها السلسال

ثم ظل إلياس فرحات يتغنى بالحب والحرية والعروبة والتسامح حتى رحل عن الحياة في عام 1976 في مهجره بالبرازيل.

* * *
خصلة الشَّعر - لإلياس فرحات



--------------------------------------------------------------------------------

خُصْلَةُ الشَّعْـرِ التي أَعْطَيْتِنِيهَا عِنْدَمَا البَيْـنُ دَعَانِي بِالنَّفِيـرْ

لَمْ أَزَلْ أَتْلُو سُطُـورَ الحُبِّ فِيهَا وَسَأَتْلُـوهَا إِلَى اليَوْمِ الأَخِيـرْ

***

خُنْتِ عَهْدَ الحُبِّ لا بَأْسَ فَإنِّي مُكْتَـفٍ بِالأَثَـرِ الغَالِي الثَّمِينْ

فَإِذَا مَا عُـدْتُ أَحْيَا بِالتَّمَنِّي بَعْدَ أَنْ مَنَّيْتِنِـي عَشْرَ سِنِيـنْ

أَحْمَـدُ اللهَ فَمَا الإخْلافُ مِنِّي إِنَّنِي كُنْتُ لَكِ الصَّـبَّ الأَمِينْ

رَاجِعِي سِيـرَةَ حُبِّي .. رَاجِعِيهَا فَهْيَ نُـورٌ سَاطِـعٌ لِلْمُسْتَنِيرْ

وَإِذَا مَـرَّتْ بِكِ الرِّيحُ سَلِيهَا إِنَّهَا تَعْـرِفُ مِنْ أَمْرِي الكَثِيرْ

***

هَيْكَلُ الحُـبِّ تَدَاعَى وَتَرَامَى تَارِكَاً لِلْعَيْـنِ أَطْلالَ الوَفَـاءْ

كُتُبَاً تُوقِـظُ فِي قَلْبِي الهِيَامَا كُلَّمَا نَامَ عَلَى ذِكْـرِ الجَفَـاءْ

إِنَّنِي أَرْنُـو إِلِى الخَطِّ احْتِرَامَا فَأَرَى فِي الخَطِّ أَنْقَاضَ الرَّجَاءْ

وَأَرَى الأَسْطُـرَ آثَارَاً تَقِيهَا غَيْرَتِي الشَّمَّاءُ مِنْ عَبَثِ العُصُورْ

وَأَرَى الحِبْرَ وَقَدْ جَـفَّ شَبِيهَا بِدَمٍ جَفَّ عَلَى بَعْضِ الصُّخُورْ

***

وَأَرَى فِيمَا أَرَى شَكْـلاً فَظِيعَا خُصْلَـةَ الشَّعْرِ أَرَاهَا فَإِخَالْ

جُثَّـةَ الحُبِّ وَقَدْ خَـرَّ صَرِيعَا تَحْتَ أَنْقَاضٍ عَلَيْهَا الدَّمْعُ سَالْ

فَيَفِيض القَلْبُ مِنْ عَيْنِي دُمُوعَا وَتَرُوح الرُّوحُ عَنْ دُنْيَا الضَّلالْ

تِلْكَ آثَـارُ هَوَانَا فَانْظُـرِيهَا تَعْلَمِي مَاذَا جَنَى ذَاكَ الغُـرُورْ

وَدُمُـوعٌ صُنْتِهَا لا تَذْرِفِيهَا لَيْسَ يَمْحُو جُرْمَكِ الدَّمْعُ الغَزِيرْ

***

رَبْطَة القَلْبَيْنِ حَلَّتْهَا يَـدَاكِ وَيَدِيْ تَأْبَى امْتِهَانَ الشَّعَـرَاتْ

لَمْ يُحَرِّكْهَا إِلَى الإِثْمِ جَفَـاكِ فَهْيَ لا تَعْرِفُ غَيْرَ الحَسَنَـاتْ

لَمْسُهَا مَجْمُوعَة الشَّعْـرِ يُحَاكِي لَمْسَ هَذَا الثَّغْر تِلْكَ الوَجَنَـاتْ

إِنْ أَعُدْ بَعْـدَ التَّنَائِي تُبْصِريهَا مِثْلَمَا سَلِّمْتِهَا يَـوْمَ المَسِيـرْ

فَهْيَ كَالطِفْلَـةِ فِي حِضْنِ أَبِيهَا لا تَرَى إلا حَنَانَاً وَشُعُـورْ

***

هِيَ أَصْفَى مِنْكِ حُبَّـاً وَودَادَا هِيَ أَوْفَى مِنْكِ رَعْيـَاً لِلذِّمَمْ

هِيَ فِي غَيِّ الصِّبَا لَمْ تَتَمَـادَى هِيَ لَمْ تَتْبَعْ هَوَىً جَـرَّ نَدَمْ

أَنْتِ قَوَّضْتِ مِنَ الحُـبِّ العِمَادَا أَنْتِ خُنْتِ العَهْدَ عَمْدَاً وَهْيَ لَمْ

لَمْ تُرَاوِغْ، لَمْ تُرِ الصَّـبَّ بِفِيهَا عَسَلاً ، وَالخَلّ فِي القَلْبِ يَفُورْ

قَد وَفَتْنِـي ، وَأَنَا أَيْضَاً أَفِيهَا فَكِلانَا حَافِـظٌ عَهْـدَ العَشِيرْ

***

كُلَّمَا أَذْكُـرُ أَيَّـامَ صِبَانَا وَلَيَالِيهَا اللَّذِيـذَاتِ العِـذَابْ

تَصْهَرُ الأَحْزَانُ فِي صَدْرِي الجَنَانَا فَأُقَاسِي كُلَّ أَنْـوَاعِ العَـذَابْ

فَإِذَا أَيْقَنْتُ أَنَّ الْمَـوْتَ حَانَا وَتَصَـوَّرْتُ نُزُولِي فِي التُّرَابْ

نَشْقَةٌ مِنْ خُصْلَـةِ الشَّعْرِ تَلِيهَا قُبْلَةٌ تُخْمِـدُ ذَيَّـاكَ السَّعِيرْ

فَتَخُوض النَّفْسُ بَحْرَ الأُنْسِ تِيهَا وَيَزُول اليَأْسُ عَنْ قَلْبِي الكَسِيرْ

* * * * *










رد مع اقتباس
قديم 2007-09-05, 19:50   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
مومني محمد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

نبذة عن حياة بيرم التونسي



--------------------------------------------------------------------------------

بيرم التونسي : (1893- 1961)

ولد الشاعر الشعبي محمود بيرم التونسي في الإسكندرية في 3 مارس 1893م ، وسمي التونسي لأن جده لأبيه كان تونسياً ، وقد عاش طفولته في حي شعبي يدعى " السيالة " ، إلتحق بكُتّاب الشيخ جاد الله ، ثم كره الدراسة فيه لما عاناه من قسوة الشيخ ، فأرسله والده إلى المعهد الديني وكان مقره مسجد أبي العباس ، مات والده وهو في الرابعة عشرة من عمره ، فانقطع عن المعهد وارتد إلى دكان أبيه ولكنه خرج من هذه التجارة صفر اليدين .

كان محمود بيرم التونسي ذكياً يحب المطالعة تساعده على ذلك حافظة قوية ، فهو يقرأ ويهضم ما يقرؤه في قدرة عجيبة ، بدأت شهرته عندما كتب قصيدته " بائع الفجل " التي ينتقد فيها المجلس البلدي في الإسكندرية الذي فرض الضرائب الباهظة وأثقل كاهل السكان بحجة النهوض بالعمران ، وبعد هذه القصيدة انفتحت أمامه أبواب الفن فانطلق في طريقها ودخلها من أوسع الأبواب .

أصدر مجلة المسلة في عام 1919 م وبعد إغلاقها أصدر مجلة الخازوق ولم يكن حظها بأحسن من حظ المسلة .

نفي إلى تونس بسبب مقالة هاجم فيها زوج الأميرة ( فوقية ) ابنة الملك فؤاد ، ولكنه لم يطق العيش في تونس فسافر إلى فرنسا ليعمل حمّالاً في ميناء ( مرسيليا ) لمدة سنتين ، وبعدها استطاع أن يزوّر جواز سفر له ليعود به إلى مصر ، فيعود إلى أزجاله النارية التي ينتقد فيها السلطة والاستعمار آنذاك ، ولكن يلقى عليه القبض مرة أخرى لتنفيه السلطات إلى فرنسا ويعمل هناك في شركة للصناعات الكيماوية ولكنه يُفصل من عمله بسبب مرض أصابه فيعيش حياة ضنكاً ويواجه أياماً قاسية ملؤها الجوع والتشرد ، ورغم قسوة ظروف الحياة على بيرم إلا أنه استمر في كتابة أزجاله وهو بعيد عن أرض وطنه ، فقد كان يشعر بحال شعبه ومعاناته وفقره المدقع . وفي عام 1932 يتم ترحيل الشاعر من فرنسا إلى تونس لأن السلطات الفرنسية قامت بطرد الأجانب فأخذ بيرم يتنقل بين لبنان وسوريا ولكن السلطات الفرنسية قررت إبعاده عن سوريا لتستريح من أزجاله الساخرة واللاذعة إلى إحدى الدول الأفريقية ولكن القدر يعيد بيرم إلى مصر عندما كان في طريق الإبعاد لتقف الباخرة التي تُقلّه بميناء " بور سعيد " فيقف بيرم باكياً حزيناً وهو يرى مدينة بور سعيد من بعيد ، فيصادف أحد الركّاب ليحكي له قصته فيعرض هذا الشخص على بيرم على بيرم النزول النزول في مدينة بور سعيد ، وبالفعل استطاع هذا الشخص أن يحرر بيرم من أمواج البحر ليجد نفسه في أحضان مصر .

بعدها أسرع بيرم لملاقاة أهله وأسرته ، ثم يقدم التماساً إلى القصر بواسطة أحدهم فيعفى عنه وذلك بعد أن تربع الملك فاروق على عرش مصر فعمل كاتباً في أخبار اليوم وبعدها عمل في جريدة المصري ثم نجح بيرم في الحصول على الجنسية المصرية فيذهب للعمل في جريدة الجمهورية ، وقد قدّم بيرم أعمالاً أدبية مشهورة ، وقد كان أغلبها أعمالاً إذاعية منها ( سيرة الظاهر بيبرس ) و ( عزيزة ويونس ) وفي سنة 1960م يمنحه الرئيس جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية لمجهوداته في عالم الأدب . ولكن مرض الربو وثقل السنين يتمكنا من شاعرنا ليتوفى في 5 يناير 1961م .

غنّت له أم كلثوم عدة قصائد مما ساعد على انتشاره في جميع الأقطار العربية ، وظل إلى آخر لحظة في حياته من حملة الأقلام الحرة الجريئة ، وأصحاب الكلمات الحرة المضيئة حتى تمكن منه مرض الربو وثقل السنين فيتوفى في 5 يناير 1961م بعد أن عاش 69 عاماً .


المجلس البلدي - لبيرم التونسي



--------------------------------------------------------------------------------




قد أوقعَ القلبَ في الأشجانِ والكَمَدِ

هوى حبيبٍ يُسَمّى المجلس البلدي

أمشي وأكتمُ أنفاسي مخافة َ أنْ

يعدّهـا عاملٌ للمجلسِ البلـدي

ما شَرَّدَ النومَ عن جفني القريحِ سوى

طيف الخيالِ خيال المجلسِ البلدي

إذا الرغيفُ أتى ، فالنصف ُ آكُلُهُ

والنصفُ أتركُه للمجلس البلدي

وإنْ جلستُ فجَيْبِـي لستُ أتركُهُ

خوفَ اللصوصِ وخوفَ المجلسِ البلدي

وما كسوتُ عيالي في الشتاءِ ولا

في الصيفِ إلاَّ كسوتُ المجلسَ البلدي

كَــأنَّ أٌمّي بَلَّ اللهُ تُربتها

أوصَتْ فقالت : أخوك المجلس البلدي

أخشى الزواجَ إذا يوم الزفافِ أتى

أن يَنْبَرِي لعروسي المجلسُ البلدي

ورُبَّمَا وَهَبَ الرحمنُ لي ولداً

في بَطْنِهـا يَدَّعيه المجلس البلدي

وإنْ أقمتُ صلاتي قلتُ مُفتتحاً

اللهُ أكبرُ باسم المجلـس البلــدي

أستغفرُ الله حتى في الصلاةِ غَدَتْ

عِبادتي نصفُها للمجلـس البلـدي

يا بائعَ الفجلِ بالمِلِّيـمِ واحدةً

كم للعيالِ وكم للمجلسِ البلدي










رد مع اقتباس
قديم 2007-09-05, 19:52   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
مومني محمد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

توفيق زياد (1929-1994م)

- ولد توفيق أمين زيَّاد في مدينة الناصرة في السابع من أيار عام 1929 م .

- تعلم في المدرسة الثانوية البلدية في الناصرة ، وهناك بدأت تتبلور شخصيته السياسية وبرزت لديه موهبة الشعر ، ثم ذهب إلى موسكو ليدرس الأدب السوفييتي .

- شارك طيلة السنوات التي عاشها في حياة الفلسطينيين السياسية في إسرائيل، وناضل من أجل حقوق شعبه.

- شغل منصب رئيس بلدية الناصرة ثلاث فترات انتخابية (1975 – 1994)، وكان عضو كنيست في ست دورات عن الحزب الشيوعي الإسرائيلي ومن ثم عن القائمة الجديدة للحزب الشيوعي وفيما بعد عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة .

- رحل توفيق زياد نتيجة حادث طرق مروع وقع في الخامس من تموز من عام 1994 وهو في طريقه لاستقبال ياسر عرفات عائداً إلى أريحا بعد اتفاقيات اوسلو.

- ترجم من الأدب الروسي ومن أعمال الشاعر التركي ناظم حكم.

أعماله الشعرية :

1. أشدّ على أياديكم ( مطبعة الاتحاد ، حيفا ، 1966م ) .
2. أدفنوا موتاكم وانهضوا ( دار العودة ، بيروت ، 1969م ) .
3. أغنيات الثورة والغضب ( بيروت ، 1969م ) .
4. أم درمان المنجل والسيف والنغم ( دار العودة ، بيروت ، 1970م ) .
5. شيوعيون ( دار العودة ، بيروت ، 1970م ) .
6. كلمات مقاتلة ( دار الجليل للطباعة والنشر ، عكا ، 1970م ) .
7. عمان في أيلول ( مطبعة الاتحاد ، حيفا ، 1971م ) .
8. تَهليلة الموت والشهادة (دار العودة ، بيروت ، 1972م ) .
9. سجناء الحرية وقصائد أخرى ممنوعة (مطبعة الحكيم، الناصرة، 1973م).
10. الأعمال الشعرية الكاملة ( دار العودة ، بيروت ، 1971م ) . يشمل ثلاثة دواوين :
- أشدّ على أياديكم .
- ادفنوا موتاكم وانهضوا .
- أغنيات الثورة والغضب .
11. الأعمال الشعرية الكاملة ( الأسوار، عكا، 1985م ) .
أعماله الأخرى :
1. عن الأدب الشعبي الفلسطيني / دراسة ( دار العودة ، بيروت ، 1970م ) .
2. نصراوي في الساحة الحمراء / يوميات ( مطبعة النهضة ، الناصرة ، 1973م .
3. صور من الأدب الشعبي الفلسطيني / دراسة ( المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، بيروت ، 1974م ) .
4. حال الدنيا / حكايات فولكلورية ( دار الحرية ، الناصرة ، 1975م ) .

أشدّ على أياديكم - توفيق زياد

أُنَادِيكُمْ

أَشدُّ عَلَى أَيَادِيكُم ..

أَبُوسُ الأَرْضَ تَحْتَ نِعَالِكُم

وَأَقُولُ: أَفْدِيكُم

وَأُهْدِيكُم ضِيَا عَيْنِي

وَدِفْءَ القَلْبِ أُعْطِيكُم

فَمَأْسَاتِي التي أَحْيَا

نَصِيبِي مِنْ مَآسِيكُم.

أُنَادِيكُمْ

أَشدُّ عَلَى أَيَادِيكُم ..

أَنَا مَا هُنْتُ في وَطَنِي وَلا صَغَّرْتُ أَكْتَافِي

وَقَفْتُ بِوَجْهِ ظُلاَّمِي

يَتِيمَاً ، عَارِيَاً ، حَافِي

حَمَلْتُ دَمِي عَلَى كَفِّي

وَمَا نَكَّسْتُ أَعْلامِي

وَصُنْتُ العُشْبَ فَوْقَ قُبُورِ أَسْلاَفِي

أُنَادِيكُمْ ... أَشدُّ عَلَى أَيَادِيكُم !!










رد مع اقتباس
قديم 2007-09-05, 19:56   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
مومني محمد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

ولد الشاعر جمال قعوار في الناصرة في 19 / 12 / 1930 .

تلقى دروسه الإبتدائية والثانوية في الناصرة .

عمل معلماً للغة العربية في دار المعلمين العرب بحيفا ، ثم التحق بجامعة حيفا وحصل على شهادته الجامعية الأولى " B.a. " في اللغة العربية وآدابها والتربية ، ثم عمل مدرساً للغة العربية فيها .

التحق بالجامعة العبرية في القدس وحصل على شهادة الماجستير " M.a. " في اللغة العربية .

التحق بجامعة تل أبيب وحصل على شهادة الدكتوراة وكانت رسالته للدكتوراة في موضوع إعراب القرآن الكريم وعلاقته بعلمي التفسير والنحو .

عمل مدرساً للغة العربية وآدابها في كلية إعداد المعلمين العرب في حيفا وفي جامعة حيفا . وهو الآن يشغل منصب رئيس تحرير مجلة " المواكب " الثقافية ويعيش مع زوجته وأولاده في الناصرة .

يعد من أغزر الشعراء إنتاجاً ، وأجودهم شعراً وقد واكب حركتنا الشعرية والأدبية منذ أواسط الخمسينات ، حيث صدرت مجموعته الشعرية الأولى "سلمى " عام 1956 . ثم أصدر بعد ذلك مجموعات شعرية متعددة ، من مؤلفاته :

• سلمى - 1956 .
• أغنيات من الجليل - 1958 .
• الريح والشراع - 1973 .
• غبار السفر - 1973 .
• أقمار في دروب الليل - 1979 .
• الريح والجدار - 1979 .
• الجدار - 1981 .
• ليلى المريضة - 1981 .
• بيروت - 1982 .
• أيلول - 1985 .
• زينب – 1989 .
• الترياق – 1990 .
• بريق السواد – 1992 .
• لا تحزني – 1994 .
• لوحات غنائية – 1995 .
• مواسم الذكرى – 1996 .
• شجون الوجيب – 1998 .
• قصائد من مسيرة العشق – 2000 .
• عبير الدماء – 2001 .
• في مواسم الضياع – 2002 .


• إعراب القرآن الكريم - 1987 .
• عبير الياسمين – 1990 (رواية) .
• نحو فهم النحو – 1994 .

أصدر بالمشاركة مع الشاعر جورج نجيب خليل مجموعة أناشيد مدرسية بعنوان " ألحان الطالب " .

وأصدر بمشاركة الدكتور محمود عباسي مجموعة من قصص الشعوب والفولكلور والتراث العربي أُعِدَّت للأحداث وعددها (20) كتاباً .

زينب - للشاعر د. جمال قعوار

غَذِّ انطلاقَكَ يا جَنَاحُ
واخفقْ ! فقد ضحكَ الصباحُ


واطوِ المدى , فكما تشاءُ
وتشتهي تجري الرياحُ


طِرْ بي إلى القمرِ الذي
في جوِّهِ يحلو الصُّداحُ


لا يَسْعَدِ العشَّاقُ إلاَّ
إنْ هُمُ شَرَحُوا وباحُوا


وتَكَثَّرُوا ذِكْرَ الحبيب
فذكْرُهُ شدوٌ وراحُ


***

يا زينبُ انطلقي !
جدائلُكِ السنابلُ والمَرَاحُ


وتلفَّتِي ! فوميضُ عينيكِ
الحواكيرُ الفساحُ


ورقيقُ همستكِ الغديرُ
وماؤهُ العذبُ القَرَاحُ


وكريمُ خُلْقِكِ بعضُهُ
كَرَمُ العروبةِ والسَّماحُ


فإذا تمادى الليلُ
بددهُ الصباحُ وَالاصْطِبَاحُ


جَدَّ الفجورُ فلم يحاذِرْهُ
التصدّي والكفاحُ


واعتزَّ بالأمجادِ ميدانُ الصمودِ
فلا بَرَاحُ


يا زينبُ انتظري !
إن مدَّ مدُّ الشرِّ أو جَمَحَ الجِمَاحُ


أم ننزوي إن جُنَّتِ الدنيا
فأجهشتِ الملاحُ


وذَرَتْ لآليءَ أدمعٍ
وابتل بالدمعِ الوشاحُ


يا زينبُ انتظري الربيعَ
فقد تعهدت القداحُ


ومضاءُ عزمِكِ إن أرادَ
تَهيَّأ القدرُ المتاحُ


عن ديوانه " زينب " .










رد مع اقتباس
قديم 2007-09-05, 19:58   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
مومني محمد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

نبذة عن حياة حسن كامل الصيرفي



--------------------------------------------------------------------------------

حسن كامل الصيرفي

( 1908- 1984)

ولد حسن كامل الصيرفي بمدينة دمياط بدلتا مصر سنة 1908م، وتلقَّى دراسته الأولية والابتدائية بمدارسها ، وبعد استكمال دراسته بمدرسة الفنون والصنائع المتوسطة عمل بعدة وظائف في القاهرة ثم انضم لجماعة "أبولّو" (1932- 1934) التي أسسها الدكتور أحمد زكي أبو شادي.

نشر بمجلة أبولو بواكير شعره الأولى، وأصدر بمساندتها ديوانه الأول " الألحان الضائعة" سنة 1934، حيث لاحظ النقاد غلبة طابع الحزن والتشاؤم على قصائده، وبرَّر حسن كامل ذلك بقوله:" لقد بليت في حياتي الأدبية بصنوف من الجحود ساعد عليه انزوائي عن عالم التهريج وعزوفي عن الجري وراء شهرة لا يتكسبها الإنسان إلا بأشياء لا تريح ضميره " بله ضمير الناقد النزيه".

وبالفعل عاش الشاعر بقية حياته منزوياً بعيداً عن الأضواء حتى رحل عن الحياة.

ثم توالى إصدار دواوينه الشعرية بعد ديوانه الأول فأصدر ديوان "الشروق" (1947)، ثم ديوان " صدى ونور ودموع"، و"عودة الوحي"، و"شهرزاد"، و"زاد المسافر"، و"النبع"، و"نوافذ الضياء"، و"صلواتي أنا".

وقد تزوج إحدى قريبات د. أحمد زكي أبو شادي.

شارك في تحقيق العديد من كتب التراث ودواوين الشعر العربي منها تحقيقه لديوان البحتري .

وإذا كان حسن كامل الصيرفي قد نشر شعره ودراساته النقدية في مجلة أبوللو ( 1932 – 1934 ) فقد امتد نشاطه في بداية شبابه ليعاون في تحرير مجلة العصور التي أصدرها إسماعيل مظهر في أواخر العشرينيات من القرن العشرين, ونشر فيها قصائده الأولى, ثم تابع نشر إنتاجه في مجلة المقتطف في أوائل الثلاثينيات وأسهم في تحرير الصفحات الأدبية في بعض الصحف مثل الجهاد والضياء والوادي.

ظل الصيرفي يتابع جهوده في المجال الأدبي حتى انتدبته وزارة الإرشاد القومي ( الثقافة الآن ) سنة 1956 للمشاركة في إصدار مجلة " المجلة " مع د. حسين فوزي وعلي الراعي ويحيى حقي.

ظل حسن كامل الصيرفي في السنوات العشرين الأخيرة من حياته بعيداً عن الحياة الثقافية حتى قيضت له الظروف السياسية من اهتم بشعره فاصدر ستة دواوين شعرية مرة واحدة عن دار المعارف في نهاية السبعينيات من القرن العشرين.

رغم ترشيحه لجائزة الدولة التقديرية في الشعر أكثر من مرة إلا انه لم يظفر بها مما زاد في كآبته, فقضى أعوامه الأخيرة مريضاً ينتقل من مستشفى إلا مستشفى حتى رحل عن الحياة في 20 مايو سنة 1984 بعد أن ترك لنا أعماله الأدبية العديدة التي عوضته عن عدم إنجابه للأولاد.
سفراء النغم - لحسن كامل الصيرفي



سفراء النغم

أنا، والمساءُ، وهذهِ النَّجْمَـةْ

سُفَـرَاء شِعْـرٍ قد عَلوا قِمَّـة

يَتَلَقَّفُـونَ الوَحْيَ مِنْ شَفَـةٍ

تَجِرِي عَلَى هَمَسَاتِهَا الحِكْمَـةْ

شَقَّوا حِجَابَ الليلِ، وانْتَزَعُوا

أَسْـرَارَهُ، وَتَعَقَّبُـوا الظُّلْمَـةْ

فَمَحوا كَتَائِبَهَا وَمَا تَرَكَـتْ

في النَّفْسِ مِنْ يَأْسٍ وَمِنْ غُمَّـةْ

وَحَنَوا عَلَى الأَمَلِ الخَفُوقِ يَدَاً

تُحْيِي الرَّجَاءَ، فَأَمَّنْـتْ نَوْمَـهْ

صَاغوا لِهَذا الفَجْرِ رَوْعَتَـهُ

وهَدوا لِمَهْدِ جُفُونِـهِ حُلْمَـهْ

حَتَّى إِذَا طَلـعَ النَّهارُ بَـدَا

لا جهْمَـةً فيـهِ ولا غَيْمَـةْ

رَسَمُوا لأهلِ الأرضِ في نَسَقٍ

حُسْنَ الجِنَانِ، فَأَتْقَنُوا رَسْمَـهْ

وَتَأَرَّجُـوا عِطْـرَاً يُرَاوِحُهَـا

نَسْمَاً يُعَانِقُ أُخْتَـهُ النَّسْمَـةْ

وَجَلُوا عَلَى الدُّنْيَا مَحَاسِنَهُمْ

هِبَـة الفَرَادِسِ تَنْشُرُ الرَّحْمَـةْ

* * *

أنا، والمساءُ، وهذهِ النَّجْمَـةْ

كَلِـمٌ تُجَمِّعُ شَمْلَهَا نَغْمَـةْ

الحُسْنُ وَحْيٌ، وَالمَسَـاءُ لَـهُ

سِحْرٌ، وَشِعْرِي حَوْلَـهُ نَغْمَـةْ










رد مع اقتباس
قديم 2007-09-05, 20:00   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
مومني محمد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

نبذة عن حياة حفني ناصف



--------------------------------------------------------------------------------

حفنـي ناصف

(1856- 1919)

ولد حفني ناصف بالقاهرة يوم 16 / 9 / 1856م وتعلم بمدارسها ثم درس في الأزهر الشريف، ولما تخرج فيه شغل عدة وظائف في القضاء. وقد نشأ حفني منذ صغره محباً للأدب محباً للشعر. وقد تقلّب في سلك التعليم من وظيفة مدرّس للغة العربية، وترقّى حتى وصل إلى مرتبة المفتش الأول للغة العربية.

وفي سنة 1914 أحالت وزارة المعارف المصرية إلى حفني ناصف تطبيق رسم المصحف الشريف الذي طبعته على رسم مصحف الإمام عثمان بن عفان، وعاونه في هذا العمل أحمد السكندري والشيخ مصطفى العناني.

وفي أثناء ذلك بلغ حفني ناصف الستين من عمره فأحيل إلى المعاش، مع بقاء مهمة طبع المصحف مسندة إليه وإلى زميليه، وقبل أن يحلّ ميعاد اعتزاله لوظيفته بعشرين يوماً كتب يقول:

برزتُ في سحرِ البيـا نِ وشابَ فيه مفرقي

فقضيتُ عمري والبلا غة سابقاً لم أُلحـقِ

فاتَ الكثيرُ من الحيـا ةِ وقلَّ منها ما بقي

ومن القصص العجيبة التي ترتبط بحفني ناصف أنه كان أحد العلماء والأدباء الستة، الذين وقفوا سنة 1905 على قبر الإمام محمد عبدة يوم وفاته يرثونه حسب الترتيب: الشيخ أحمد أبو عطوة، حسن عاصم باشا، حسن عبد الرازق باشا الكبير، قاسم بك أمين، حفني ناصف، حافظ إبراهيم.

وقد اتفق أن مات الأربعة الأولون بهذا الترتيب ولاحظ حفني ناصف ذلك يوماً، وكان حافظ إبراهيم قد مرض وخاف على نفسه من الموت، فبعث إليه حفني يطمئنه بهذه الأبيات:

أتذكـرُ إذ كُنَّا على القبرِ ستـةً نعـدِّدُ آثـارَ الإمـامِ وننـدُبُ

وقفنا بترتيـبٍٍ وقـد دبَّ بيننـا مَمَـاتٌ على وفْقِ الرثـاء مُرَتَّبُ

أبو خطـوةٌ ولَّى، وقَفَّـاه عاصمٌ وجـاء لعبدِ الرازق الموتُ يطلبُ

فلبّى وغابت بعده شَمْسُ قاسـمٍ وعمّـا قليلٍ نَجْم مَحْياي يغرب

فلا تخشَ هلكاً ما حييت وإن أمت فما أنت إلا خائـف تترقَّـبُ

فخاطر، وقَعْ تحت القطار ولا تخف ونَمْ تحت بيتِ الوقْفِ وهو مُخَرَّبُ

وخُضْ لُجَـج الهيجاءِ أعزلَ آمناً فإن المنايا عنك تنـأى وتَهربُ

وفي سنة 1918 أصيب حفني ناصف بشلل جزئي فزاد تشاؤمه، وعزَّ رجاؤه في حياة قضاها في جهاد وعناء، ثم شفي وعاد إلى مراجعة المصحف الشريف الذي تطبعه وزارة المعارف، ولكنه يفجع بوفاة ابنته مَلَك " باحثة البادية" في تشرين أول (أكتوبر) سنة 1918، وحضر حفلَ تأبينها في الجامعة المصرية محمولاً لفرط ما أصابه من ضعفٍ وهمٍّ ومرض، حتى إذا وقف حافظ يرثيها قال:

وتركتِ شيخَكِ لا يَعِي هل غابَ زيدٌ أو حَضَر

ثَمِلاً تُرَنِّحُـه الهمُو مُ إذا تَمايلَ أو خَطَـر

كالفَرْعِ هزَّتـهُ العوا صفُ فالتوى ثم انْكَسَر

وعندما أنشد حافظ ذلك بكى حفني بك، وحملوه وهو يبكي، ثم فقد رشده بضعة أيام حتى لحق بابنته في يوم الثلاثاء 24 جمادى الأولى سنة 1337 هـ، الموافق 25 شباط 1919م وكأنهما كانا على ميعاد، بعد أن ترك تراثاً أدبياً خالداً.

من مؤلفاته:

"تاريخ الأدب- أو حياة اللغة العربية"، "مميزات لغات العرب"، ورسالة في "المقابلة بين لهجات بعض سكان القطر المصري"، واشترك في تأليف "الدروس النحوية".
وجمع ابنه مجد الدين ناصف شعره، في ديوان سماه "شعر حفني ناصف".


نبذة عن حياة حفني ناصف



--------------------------------------------------------------------------------

حفنـي ناصف

(1856- 1919)

ولد حفني ناصف بالقاهرة يوم 16 / 9 / 1856م وتعلم بمدارسها ثم درس في الأزهر الشريف، ولما تخرج فيه شغل عدة وظائف في القضاء. وقد نشأ حفني منذ صغره محباً للأدب محباً للشعر. وقد تقلّب في سلك التعليم من وظيفة مدرّس للغة العربية، وترقّى حتى وصل إلى مرتبة المفتش الأول للغة العربية.

وفي سنة 1914 أحالت وزارة المعارف المصرية إلى حفني ناصف تطبيق رسم المصحف الشريف الذي طبعته على رسم مصحف الإمام عثمان بن عفان، وعاونه في هذا العمل أحمد السكندري والشيخ مصطفى العناني.

وفي أثناء ذلك بلغ حفني ناصف الستين من عمره فأحيل إلى المعاش، مع بقاء مهمة طبع المصحف مسندة إليه وإلى زميليه، وقبل أن يحلّ ميعاد اعتزاله لوظيفته بعشرين يوماً كتب يقول:

برزتُ في سحرِ البيـا نِ وشابَ فيه مفرقي

فقضيتُ عمري والبلا غة سابقاً لم أُلحـقِ

فاتَ الكثيرُ من الحيـا ةِ وقلَّ منها ما بقي

ومن القصص العجيبة التي ترتبط بحفني ناصف أنه كان أحد العلماء والأدباء الستة، الذين وقفوا سنة 1905 على قبر الإمام محمد عبدة يوم وفاته يرثونه حسب الترتيب: الشيخ أحمد أبو عطوة، حسن عاصم باشا، حسن عبد الرازق باشا الكبير، قاسم بك أمين، حفني ناصف، حافظ إبراهيم.

وقد اتفق أن مات الأربعة الأولون بهذا الترتيب ولاحظ حفني ناصف ذلك يوماً، وكان حافظ إبراهيم قد مرض وخاف على نفسه من الموت، فبعث إليه حفني يطمئنه بهذه الأبيات:

أتذكـرُ إذ كُنَّا على القبرِ ستـةً نعـدِّدُ آثـارَ الإمـامِ وننـدُبُ

وقفنا بترتيـبٍٍ وقـد دبَّ بيننـا مَمَـاتٌ على وفْقِ الرثـاء مُرَتَّبُ

أبو خطـوةٌ ولَّى، وقَفَّـاه عاصمٌ وجـاء لعبدِ الرازق الموتُ يطلبُ

فلبّى وغابت بعده شَمْسُ قاسـمٍ وعمّـا قليلٍ نَجْم مَحْياي يغرب

فلا تخشَ هلكاً ما حييت وإن أمت فما أنت إلا خائـف تترقَّـبُ

فخاطر، وقَعْ تحت القطار ولا تخف ونَمْ تحت بيتِ الوقْفِ وهو مُخَرَّبُ

وخُضْ لُجَـج الهيجاءِ أعزلَ آمناً فإن المنايا عنك تنـأى وتَهربُ

وفي سنة 1918 أصيب حفني ناصف بشلل جزئي فزاد تشاؤمه، وعزَّ رجاؤه في حياة قضاها في جهاد وعناء، ثم شفي وعاد إلى مراجعة المصحف الشريف الذي تطبعه وزارة المعارف، ولكنه يفجع بوفاة ابنته مَلَك " باحثة البادية" في تشرين أول (أكتوبر) سنة 1918، وحضر حفلَ تأبينها في الجامعة المصرية محمولاً لفرط ما أصابه من ضعفٍ وهمٍّ ومرض، حتى إذا وقف حافظ يرثيها قال:

وتركتِ شيخَكِ لا يَعِي هل غابَ زيدٌ أو حَضَر

ثَمِلاً تُرَنِّحُـه الهمُو مُ إذا تَمايلَ أو خَطَـر

كالفَرْعِ هزَّتـهُ العوا صفُ فالتوى ثم انْكَسَر

وعندما أنشد حافظ ذلك بكى حفني بك، وحملوه وهو يبكي، ثم فقد رشده بضعة أيام حتى لحق بابنته في يوم الثلاثاء 24 جمادى الأولى سنة 1337 هـ، الموافق 25 شباط 1919م وكأنهما كانا على ميعاد، بعد أن ترك تراثاً أدبياً خالداً.

من مؤلفاته:

"تاريخ الأدب- أو حياة اللغة العربية"، "مميزات لغات العرب"، ورسالة في "المقابلة بين لهجات بعض سكان القطر المصري"، واشترك في تأليف "الدروس النحوية".
وجمع ابنه مجد الدين ناصف شعره، في ديوان سماه "شعر حفني ناصف".


في رثاء الإمام محمد عبدة - لحفني ناصف



--------------------------------------------------------------------------------


لِـمَ لا تـجيب وقد دعوتُ مرارا
يـكـفـي سكوتُك أربعينَ iiنهارا
كَـثُـرَ التخبّطُ والحقائقُ iiحُجّبتْ
عـنـا وأمسى المسلمون iiحيارى
يـتـسـاءلون وقد عرَتهم iiسكرةٌ
عـمَّـا عـراكَ وما هُمُ iiبسُكارى
فـاجْـلُ الصَّوابَ لنا كما iiعوَّدتنا
يـقـقـاً ومـزِّق دونه iiالأستارا
ما كان عهدي حين يقصدك الورى
عـند اشتدادِ الخطْبِ أن iiتتوارى
فـيـمَ احـتجابُك في فلاةٍ iiبلقعٍ
لا دارةً فــيـهـا ولا iiديّـارا
الـكونُ عن مسعاكَ ضاقَ iiنطاقُهُ
فـعـلامَ تـتّـخـذ المقابرَ دارا
لـلـمـسلمين إليك أكبرُ حاجةٍ
فـإذا قـضيتَ فما قضَوا iiأوطارا
مـن ذا يـناضل عن شريعةِ iiأحمدٍ
ويـذود عـن أكـنافها الأخطارا
ويـصـون دينَ اللهِ من شُبه iiالعدا
ويـردّ غـارةَ مـن بـه iiيتمارى
ويـذبّ عـن آيِ الكتابِ iiبحكمةٍ
ويـذيـق مـن بـاراه فيه iiتبارا
ويـجـيء فـي تفسيره iiبعجائبٍ
ويـذيـع مـن مكنونه iiالأسرارا
ويـطـهّـرُ الإسـلام مـما شابَهُ
ويـزيـلُ عـن غدرانه iiالأكدارا
ويـذكّـر الـعلماءَ ألاّ iiيغمضوا
عـمـا اقـتـضاه زمانهم iiأبصارا
ويـجـادل الأشـرارَ بالحسنى فلا
يـنـفـكّ حتى يصبحوا iiأخيارا
ويـجـدّد الـعـربية الأولى وقد
صـارت بـغـفـلةِ أهلها iiآثارا
ويـعـيـدُ لـلإنشاءِ سابقَ iiمجدِهِ
ويـشـيـد فـي أنهاره ما iiانهارا
ويـردّ أعـوادَ الـمـنـابرِ جذلةً
لا تـحـسـد الأعواد iiوالأوتارا
ويـبـثُّ بـين الخلق غرَّ iiخلائقٍ
بـعـظـاتـه ويـنـبّهُ iiالأغرارا
ويـحـثُّ أهلَ المالِ أن يتوسّطوا
فـي الـبـذلِ لا سرفاً ولا إقتارا
ويـرود صرعى الجود في iiوزرائنا
لـيـحـطَّ عـن فقرائنا iiأوزارا
يـقـضي حوائجَ سائليه فلا iiيرى
فـي نـفـسه سأماً ولا استكبارا
ويـعـلّـمُ الناسَ الأمانةَ iiوالوفا
والـصـدقَ والإخلاصَ iiوالإيثارا
ويـظـلّ بالإصلاح مغرىً iiكلّما
وجـدَ الـسبيلَ إلى صلاحٍ iiسارا
حـتـى كـأنَّ عليه عهداً iiللعلا
أن يُـصْـلحَ الأخلاقَ iiوالأفكارا
إنْ كـان فـينا مرشد يقوى iiعلى
ذا الـعـبء أوسعْنا له iiالأعذارا
أو لا فـأولـى أن تفيضَ iiنفوسُنا
هـلـعـاً وتسعى للمنون iiبدارا
مـاتَ الإمـام فيا سَماء iiتفطَّري
فِـلَـذَاً وطـيـري يا بحارُ بخارا
وتـصدَّعي يا أرضُ وانضُبْ iiفجأةً
يـا نيلُ وأمطرْ يا سحابُ حجارا
وقفي مكانَكِ يا كواكبُ iiواسقطي
كِـسَـفَـاً وخرّي يا جبالُ نِثارا
وذرِي رحابَ الجو تبعثُ iiصَرْصَرَاً
يـا ريـحُ وأسـري بيننا iiإعصارا
لا خـيـرَ بعد محمدٍ في العيش iiإنْ
كـانـت نـفوسُ الخالفين iiصغارا










رد مع اقتباس
قديم 2007-09-05, 20:03   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
مومني محمد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

نبذة عن حياة راشد حسين



--------------------------------------------------------------------------------

راشد حسين (1936-1977م)

- ولد راشد حسين في قرية مصمص من قرى أم الفحم سنة 1936، وانتقل مع عائلته إلى حيفا سنة 1944 ، ورحل مع عائلته عن حيفا بسبب الحرب عام 1948وعاد ليستقر في قرية مصمص مسقط رأسه .

- واصل تعليمه في مدرسة أم الفحم ، ثم أنهى تعليمه الثانوي في ثانوية الناصرة .

- بعد تخرجه عمل معلماً لمدة ثلاث سنوات ثم فُصل من عمله بسبب نشاطه السياسي .

- عمل محرراً لمجلة "الفجر" ، " المرصاد " والمصوّر ، وكان نشطاً في صفوف حزب العمال الموحد .

- ترك البلاد عام 1967 إلى الولايات المتحدة حيث عمل في مكتبة منظمة التحرير هناك ، وسافر إلى دمشق عام 1971 للمشاركة في تأسيس مؤسسة الدراسات الفلسطينية ، كما عمل فترة من الزمن في القسم العبري من الإذاعة السورية .

- عاد إلى نيويورك عام 1973 حيث عمل مراسلاً لوكالة الأنباء الفلسطينية " وفا " .

- توفي في الأول من شهر شباط عام 1977 في حادث مؤسف على أثر حريق شبّ في بيته بنيويورك ، وقد أعيد جثمانه إلى مسقط رأسه في قرية مصمص حيث ووري هناك .

- منح اسمه وسام القدس للثقافة والفنون في عام 1990.

من أعماله:

- حاييم نحمان بياليك - نخبة من شعره ونثره - ترجمة - تل أبيب ( 1966).

- مع الفجر - ديوان شعر ( 1957 ) عدة طبعات بعد ذلك .

- صواريخ - ديوان شعر ( 1958 ) عدة طبعات بعد ذلك .

- أنا الأرض لا تحرميني المطر - ديوان شعر ( 1976).

- قصائد فلسطينية – بيروت (1982).

- ديوان راشد حسين - الأعمال الشعرية الكاملة - بيروت.


رسالة من المدينة - لراشد حسين

وأذكُرُ أنَّكِ كُنْـتِ طَرِيَّـة

وشاحاً على دَرْبِ رِيحٍ شقيةْ

تلمّيـن معطفَـكِ الفستقي

على كنـزِ قامَتِكِ الفستقيةْ

وقلتُ أنا : مرحباً .. فالتفتِّ

وأمطرتِ ثلجاً وناراً عَلَيَّـهْ

وكانتْ رموشُ النجومِ بعيداً

تُحاولُ جَرْحَ الغيـومِ العتيةْ

وكنتِ بِحَرْبَـةِ رِمْشٍ طَرِيٍّ

تُريدين جَرْحَ معاني التحيـةْ

وَسِرْتِ بَعِيدَاً ورأسكِ نَحْوِي

وفي النظراتِ معانٍ سخيـةْ

وشوقٌ بعينيـكِ أنْ ترجعي

كأشـواقِ لاجئةٍ يَافَوِيَّـةْ

* * *

وأعلمُ أن الهوى هبَّ صدفـة

كهبـة ريح على باب غرفـة

وأن الشبـاب بغير غـرام

كدارٍ من الماس من غير شرفة

فليتك تدرين معنـى الربيع

يُجَدِّل زهراً ليكرم صيفـه

ومعنـى أصابـع رمانـةٍ

ترفُّ على البرعم الطفل رفـة

ومعنـى السحاب يريق دماه

فيسقي الزهورَ ويصنع حتفـه

لأدركتِ معنى وقوفي الطويل

على باب دارك أول وقفـة

* * *

وخلفتُ ريفي الذي تكرهين

لأغرق نفسي بليل المدينـة

هناك وجدتُ وحولَ الشتاءِ

على صدرِها طينةً فوق طينةْ

وينهبُ مَنْ شـاءَ ألوانَـها

كنهبِ الخريفِ ستائرَ تينـةْ

تَعَرَّتْ كماسورةٍ من زُجَاجٍ

فألقيتُ فيها مُنَايَ الثمينـةْ

وكنتِ بِمعطفِكِ الفستقـيّ

تَسيرين عبرَ خيالي حزينـةْ

قِطاراً من العِطْرِ مَاضٍ يقولُ :

هبُونِـي مَحَطَّـةَ قلبٍ أمينةْ

فأسألُ قلبِي : ألستَ أمينـاً

فيهتف : داستْ عليَّ المدينـةْ

* * *

هنا في المدينةِ تَمْشِي النِّعَالُ

على كلماتِي .. على قِصَّتِـي

هنا الكلماتُ بغيرِ معـانٍ

توابيـتُ مَوْحُولَـةُ الجبهـةِ

وفي كلِّ زاويةٍ ألفُ حُـبّ

رَخِيصٍ كحاضريَ الْمَيِّـتِ

لِماذا جَنَيْتِ عَلَـيَّ لِماذا

رَمَيْتِ إلى وَحْلِهَا مُهْجَتِـي

سَئِمْتُ المدينةَ .. قَلْبِي يَموتُ

سآتِي إليـكِ .. إلى قَرْيَتِـي

أُعَلِّـقُ قلبِـي على لَـوْزَةٍ

فَوَانِيسُهَـا حُـرَّةُ الْمَنْبَـتِ

أنا عائدٌ هل تُرى تَذْكُرين

فتدرين ما السِّرُّ في عَوْدَتِـي

* * * * *

2-3-1959

- من ديوانه " قصائد فلسطينية " .

- ديوان راشد حسين - دار العودة – بيروت (1987) .










رد مع اقتباس
قديم 2007-09-05, 20:06   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
مومني محمد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

نبذة عن حياة شريف جاد الله أحمد عيد



--------------------------------------------------------------------------------

الاسم : شريف جاد الله أحمد عيد

الجنسية : مصري

تاريخ ومكان الميلاد : 13/ 11/ 1968 م الغابات

العنـوان : جمهورية مصر العربية - سوهاج - البلينا - الغابات

نبذة عن مراحل حياته:

نشأ في أسرة يغلب على بنيها التعليم الأزهري ولهذا فقد نشأ في جو تراثي، فقرأ للعديد من الشعراء كالمتنبي، والمعلقات، وعنترة وكعب بن زهير، ثم فتن بأمير الشعراء أحمد شوقي، وعروبة شعر علي الجارم، وإسلاميات أحمد محرم، وشعراء الإسلام من حسان بن ثابت إلى يومنا هذا، وقد توج الشاعر مشواره الأدبي بفوزه مؤخراً بجائزة مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين بالاشتراك مع إذاعة صوت العرب (الجائزة الأولى) . وجائزة مجلة تراث الإماراتية والعديد من الجوائز الأولى بمصر والتي أشرفت عليها وزارتا الشباب والثقافة.

الشهادات والخبرات:

حاصل على دبلوم ثانوي تجاري عام 1987 م، والآن يدرس الخط العربي.

الأنشطة المختلفة:

عضو مجلس إدارة نادي أدب البلينا وجرجا سنوات عديدة.

عضو مؤسس في العديد من الجمعيات الخيرية.

المشرف الثقافي لمركز شباب الغابات.

شارك في العديد من المؤتمرات الأدبية التي نظمتها وزارة الشباب ووزارة الثقافة في مصر.

المؤلفات:

ديوان بعنوان مكابدات الزمن المعاند.

ديوان بعنوان للحلم طيور تنشدنا الألما.

ديوان بعنوان وهل تبقى لمثلي أمنيات.


وقَّعت صكَّ الحزن في أعصابي - لشريف جاد الله أحمد عيد



--------------------------------------------------------------------------------


أوصـدت من فرط الأسى iiأبوابي
ومـلأت مـن نَهْرِ الجوى iiأكوابي
الأعـيـن الـنجلاء غازلها القذى
والـبـابـلـية كم تزيد مصابي
والـجـفن خضَّبه الحنين iiفأينعت
بـيـن الـضـلوع مجامر iiلعذابي
فـصـل الـخريف معانقاً iiألحاننا
يـرتـدّ مـعـتنقاً أسى iiزرياب
يـا بـابـلـية ضمِّدي ألم iiالسنا
ذهـب الـجمال بلحننا iiالمنساب
ردي لـحـوني كي أعيدَ iiقصيدتي
فـالـشـعـر لن يهتزَّ iiللسيَّاب
عـودي لـكـي يرتدَّ طرفي هأنا
وقَّـعْـتُ صَكَّ الحزن في iiأعصابي
فـدم الـحـسين مضرَّج بجوانحي
مـسـتصرخاً لكن بدون iiجوابي
هـل كربلاء أسكتت فَمَنَا iiالذي
عشق الخطابة مثل شهد iiرضاب؟!
وتـوشـح الصبر الجميل iiحداده
والـلـيل عربدَ ضاحكاً iiبرحابي
«والـقـادسـية» خلعت أثوابها
أبدت مفـاتنـها وحسن iiخضاب
«والأعـظمية» يا عراق بكت iiدماً
«والكرخ» ترفل في الأسى المتصابي
«هـارون» هل ترضيك ذلة iiقومنا
وخـنـوعهم كالطائر المرتاب؟!
الـنـاي مـا عاد الشجيَّ iiبحينا
والـعـازف الموهوب عاف iiربابي
والـحزن أذهل شجوه فشجى iiلنا
صـمـتـاً ينادم صفوة iiالألباب
فـمـتـى البكاء يعيد سيرة iiأمة
دانـت لـفـتيتها دنا iiالأسلاب
قـم يا صلاح الدين عانق iiخالداً
وارفـع لـواء الـنصر رد iiشبابي
الـحـزن أدمن مهجتي غال النهى
وعـيـونـنا صارت بلا iiأهداب
إنـا فـقـدنـا رايـة iiقـدسية
فـمـشيت خلف خديعة وسراب
يـا بـابـلـية إن لحظك iiفاتك
يـمشي على جرحي كوقع iiحراب
قـولـي القصيدة لابن أوس كلها
بـلـسانك اللجلاج دون iiكذاب
إن«ابـن أوس» صـار شاعر iiأمة
عـجـمـت لساناً جاهلاً iiأنسابي
مـا عـاد «معتصم» يعيد iiقصيدة
بـائـيـة تروى مدى iiالأحقاب
يـا بـابـليـة إن جرحي iiغائر
خـالـطـتـه بالملح iiوالأوشاب
يـا بـابـلـية رددي لحن iiالفتى
فـالـنجم يهوى في المدار iiالكابي
هـذا مـدارك يـا عروبة iiداخل
غـور الأفـول وجـلوة الغياب
مـا عـاد سيفك يا عروبة iiقاطعاً
حَـدَّاه قـد صُنعا من iiالأخشاب
والـخيل ما عادت فوارسها iiترى
صـهـواتـهـا فلقد كبا iiبركابي
أواه يـا نـخـل الـعراق المنتمي
لـعـروبـتـي ممهورة iiالجلباب
سـهدي يطول كطول ليل iiبلادنا
والـصبـح أصبح كالبريق iiالخابي
أواه يـا أرض الـعـروبة يا iiمنى
نفسي التي تسقى مــرار iiشراب
حـتـى مـتى تحني شواشي iiنخلنا
رأسـاً أبـت دوماً خضوع iiرقاب










رد مع اقتباس
قديم 2007-09-05, 20:09   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
مومني محمد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

نبذة عن حياة صالح جودت



--------------------------------------------------------------------------------

صالح جودت

(1912- 1976)

ولد في الثاني عشر من كانون الأول (ديسمبر) سنة 1912 بمدينه الزقازيق حيث كان يعمل والده المهندس كمال الدين جودت، وتلقى دراسته الابتدائية بمدرسة مصر الجديدة الابتدائية بالقاهرة، ودراسته الثانوية بالمدرسة الثانوية بالمنصورة. وحصل على البكالوريوس ثم الماجستير في العلوم السياسية. وظهرت عليه علامات النبوغ وبوادر موهبته الشعرية منذ كان طالباً بالمرحلة الثانوية. وتعرف في المنصورة على الشعراء علي محمود طه وإبراهيم ناجي والهمشري حيث تصادف إقامتهم فيها إما للعمل أو للدراسة في الفترة من سنة 1927 إلى سنة 1931. وعاصر صالح ثورة 1919، وانفعل بها فصقلت وجدانه وألهبت روحه، فأحب مصر من كل قلبه.

وقرأ لكبار الكتاب: المنفلوطي والعقاد والمازني وسلامه موسى، كما قرأ لكبار الشعراء: أحمد شوقي، وحافظ إبراهيم والعقاد، ولم يتأثر بشاعر مثلما تأثر بأمير الشعراء أحمد شوقي.

وبدأ صالح يقرض الشعر منذ سنة 1932 وهو طالب بكلية التجارة لما يبلغ العشرين، وصدر أول ديوان له سنة 1934 وعمره إحدى وعشرون سنة، وتجلى في شعره الاتجاه الرومانسي.

وعقب تخرجه في كلية التجارة اشتغل في بنك مصر ، ثم عمل محرراً في جريدة الأهرام، ثم انتقل إلى دار الهلال وظل فيها سنين طويلة حتى عُيِّن سنة 1971 رئيساً لتحرير مجلة الهلال، حيث أصدر مجلة الزهور ليكتب فيها الأدباء الشبان.

وكان صالح من جماعة أبوللو، وكان له رأي في الشعر الجديد قال عنه إنه ليس شعراً وليس جديداً، مما أغضب عليه أنصار هذا النوع ممن يطلقون على أنفسهم الشعراء المجددين. وفي خلال السنوات الثلاث الأخيرة من عمره انهالت عليه الخصومات من كل حدب وصوب بسب كتاباته السياسية، ولكنه كان صادقاً مع نفسه في كل ما يكتب. وكانت له مقوله مشهورة "إني أتكسب من الصحافة لأنفق على الشعر " .

وبعد رحلة كفاح قضى منها عامين يصارع المرض أسلم الروح في 23 حزيران (يونيه) سنة 1976، وترك شعراً كثيراً وقصائد متناثرة لم تجد بعد من يجمعها وينشرها.

ومن دواوينه: ليالي الهرم ـ أغنيات على النيل .

ومن قصصه: عودي إلى البيت ـ وداعاً أيها الليل .

ومن أقاصيصه: كلنا خطايا ـ في فندق الله ـ خائفة من الله ـ كلام الناس ـ وترجم رواية همنجواي العجوز والبحر.

ومن كتبه في الأدب والنقد: ناجي حياته وشعره - الهمشري حياته وشعره - ملوك وصعاليك - قلم طائر - بلابل من الشرق.

وقد أصدر عنه الأديب محمد رضوان دراسة سنة 1977 "شاعر النيل والنخيل" قدم لها الشاعر أحمد عبد المجيد الذي قال عن صالح جودت:" إن صالح جودت قد أضاف إلى قيثارة الشعر أوتاراً حديثه، عزف عليها فأجاد وأطرب، واستساغها سامعوه وأيدوه واستزادوه".


الشاعر محمد الهمشري - لصالح جودت



--------------------------------------------------------------------------------


قال لي صاحبي وقد جُنَّت iiالشّمـ ـسُ فـألـقتْ بجسمها في iiالماءِ
ألـنـا أنْ نسيرَ حتّى نرى iiالصبـ ـحَ ونُـفـضـي له بسرّ iiالمساء
قُـمْ بـنـا نَتجّهْ إلى ضفّة iiالنيـ ـلِ وعـشـب الجزيرةِ الفيحاء
خُـطُـواتُ الـنهار للناس iiلكنْ خـطـواتُ الـظـلام iiلِلشُّعراء
نـحـن مـن نـملأُ العقولَ ضياءً مـا لـنـا حـاجـة بنور iiذُكاء
****
وانـتَـهيْنا إلى الجزيرة مَغْنى iiالـ ـزهـر والـطـير والرُّبا iiالغنّاء
لـفَّـهـا النيل في ذراعيه وانسا بَ يُـغـنّـي لـها نشيد iiالولاء
ورمى الموج تحت أقدامها iiالسُّمْـ ـرِ دُعـابـاً فـأطرقتْ من حياء
وتـعـرَّتْ رضـيّـةً فـي iiيديهِ وتـراخـتْ تـراخيَ iiالغيناء(1)
ثُـمَّ لـمـا خـاف الظنونَ عليها لـفَّـهـا فـي غِـلالة iiخضراء
****
جـنّـةَ الـحـبّ يا جزيرةُ شطآ نُـكِ مـلـهى القلوبِ iiوالأهواء
جـنّـة الـخـلد، غير أنَّ iiرباها أمـنـتْ آدمـاً عـلـى iiحوّاء
وأطـل الـهـلال حـيناً iiفألفى كـوكـباً في الضفاف جمَّ الضياء
وأطـلَّ الـزمـان حـيناً iiفألفَى أمـلاً فـي الـشباب حلو الرجاء
وأطـلَّـتْ عـين الخلود iiفقالتْ إنَّ هـذا مـكـانُـهُ في iiالسماء
****
يـا رفـيقَ الصِّبا وهيهات iiأنسى الـلـيـالـي مُـخلَّداتِ الصفاءِ
حين كان الزمان كالزهر في الفجـ ـرِ، وكـنّـا عـلـيه iiكالأنداء
حـيـن كـنّا نُموِّج الماء iiضحْكاً فـي ضـفـاف المنصورة الحسناء
لـم نـكـن نـعرفُ التواريخ إلا مـن وعـود الحسان عند iiالوفاء
لـم نـكـن نعرفُ العشيّات إلا مـن غـناء الكِرْوان عند المساء
****
ثـم مـرَّتْ مـن الزمان iiصروفٌ وهـبـطـنـا مدينةَ iiالضوضاء
وبـدأنـا الـكفاح في عالم iiالعيـ ـشِ ودنـيـا تَـنـازُعٍ iiللبقاء
فـجـعـلـنـا لـقاءنا فتراتٍ يـنـفُدُ الصبرُ من خطاها iiالبِطاء
كـم حـثـثنا مسيرها، iiوجهلنا أنّـهـا تـنـتـهـي لغير iiلقاء
****
أيـن هـذا الشباب والأمل iiالضّا حِـكُ، بـيـن الخطوب والأرزاء
وأحـاديـثـكَ الـمليئة بالأحـ ـلامِ فـي عـالـم قليلِ الرجاء؟
كـنـتُ ألـقاكَ والحياة iiتُجافيـ ـنـي وإعـصـارهـا يهدُّ بنائي
فـإذا مـا سمعتُ ضحكتكَ iiالعذ بـة، أحـبـبـتُ بعدها أعدائي
وتـمـشَّـى السلام في جوّ نفسي وتـطـهَّـرتُ مـن طويل iiعنائي
وقـرأتُ الـحـيـاة فيكَ iiكتاباً شــاعــريَّ الآمـالِ iiوالآلاء
وشـبـابـاً هـو الربيع iiالموشَّى بـرقـيـق الـظـلام iiوالأضواء
حـيـن تبدو وعروة الصدر في ثو بـكَ تـزهـو بـالوردة iiالحمراء
واحـمـرارُ الـحياةِ يُشعل خدَّيـ ـكِ، ونـورُ الـشبابِ في iiلألاء
تـطـأُ الـيـأسَ باعتداد الأماني وتُـذِلّ الـزمـانَ iiبـالـكبرياء
وتُـغـنّـي، وتـنهب العيش نهباً شـأنَ مـن أُلـهِمَ اقترابَ iiالفناء
****
هـأنـا عـدتُ للجزيرة وحدي أتـمـلاّكَ خـلف تلك الـمَرائي
ومـضـتْ قـبضتي تصافح iiيمنا كَ، فـصـافحتُ قبضةً من iiهواء
وتَـلـفـتُّ بـاحثاً عن iiأمانيـ ـكَ، فـلم تهدِني سوى iiالأشلاء
غـيـر أنّـي أراكَ في شِعركَ iiالخا لـد، روحـاً يـهـيم iiبالإسراء
وأرى طـيـفـكَ المُغرِّد بين iiالزْ ـزَهـرِ والـطـيرِ والرُّبا iiوالماء
فـأقـول الـخـلـود لله، iiواللهُ يُـعـيـرُ الـخـلـودَ iiللشعراء




--------------------------------------------------------------------------------










رد مع اقتباس
قديم 2007-09-05, 20:12   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
مومني محمد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

نبذة عن حياة د. طلعت الرفاعي



--------------------------------------------------------------------------------

د. طلعت الرفاعي

(1922-

ولدت بدمشق في سوريا، وتلقت دراستها التحضيرية والابتدائية والثانوية بمدارسها، وأحبّت منذ صغرها قراءة الشعر العربي قديمه وحديثه، وبدأت منذ صباها المبكّر ومنذ أن كانت في التاسعة من عمرها تنظم الشعر. وبعد أن حصلت على شهادة الدراسة الثانوية، استكملت دراستها الجامعية وحصلت على درجة الليسانس في العلوم السياسية من جامعة دمشق.

وفي سنة 1951 سافرت إلى باريس لتستكمل دراستها العالية، فلحقت بجامعة السربون، وفي سنة 1956 حصلت منها على درجة الدكتوراة وكان موضوع رسالتها " المرأة والعمل ". ولما تخرجت وعادت إلى سوريا توظّفت بوزارة الشئون الاجتماعية بها.

ثم انتقلت في سنة 1960 إلى الوزارة المركزية بالقاهرة في أثناء الوحدة بين مصر وسوريا، وتزوّجت مصرياً هو المهندس سيد ذهني الذي تعرفت إليه في أثناء دراستها بباريس، وأصبحت في نفس الوقت تقوم بالتدريس لطلاب جامعة القاهرة.

وعينت الدكتورة طلعت سنة 1974 بإدارة الشئون الاجتماعية والعمل بجامعة الدول العربية بالقاهرة. وعندما نقلت جامعة الدول العربية إلى تونس بعد اتفاقية السلام سنة 1979 عملت بتونس، ثم عادت لتعيش في دمشق.

وتجمع د. طلعت في أشعارها بين الشعر العاطفي والشعر القومي، وإن كان يغلب على شعرها الطابع القومي العربي المؤمن بوحدة العرب. وقد تغنّت كثيراً بالوحدة بين مصر وسوريا فيما بين سنتي 1958 و1961 عندما انفصمت الوحدة بين مصر وسوريا. وقد صوّرت ذلك في قصيدة رسمت فيها صورة فتاة تائهة في مركب وسط الأمواج، قالت فيها:

وزمجر البحر بعد الصحو واضطرمت
وأسـكـرتـني وجوهٌ طالما iiهتفت
وإنـي وإني على عهدي إذا اخترقتْ
وإن أسـاء أخـي يبقى لديّ أخي
يـبقى الصفاء وتمضي السحب iiلأ





أمـواجـه فـوق مجدٍ في تصدعه
لـلـحق في صرختي الدنيا iiتُرجّعه
صـدري السهام فجفني ليس تدمعه
ومـوطـنـي إن يضيعني لا أضيعه
نـها، لن يغير اندفاع البحر ضفدعه



وقد أصدرت د. طلعت الرفاعي عدة دواوين شعرية، منها: ديوان «مهرجان الشروق»، وديوان كامل عن القاهرة. وعلى الرغم من إقامتها في دمشق، إلا أن حنينها إلى مصر ظل غلاباً، وقد نشرت بجريدة الأهرام في الثامن عشر من شباط سنة 2000 قصيدة تحت عنوان " على قمة الألفين " تعكس مدى إيمانها بعروبتها وقوميتها ووفائها لمصر.

على شرفة الألفين أهدى أحبتي
أقـول لهم يا أجمل الناس حبكم
أقول لكم يا أهل مصر iiغرامكم
ولا تـحسبوا أن الفراق iiبقادرٍ




سـلالاً بـها ورد شهيٌّ iiوزنبقُ
على الدهر في قلبي سلاف مُعتّقُ
كـمـا كان سيل عارم iiيتدفّقُ
على محو ما بين الضلوع iiمعشّقُ



وتعتبر د. طلعت الرفاعي في طليعة الشاعرات العربيات، التي وقفت شعرها على النضال والإيمان بالعروبة.
حبة الأسبرين - للشاعرة الدكتورة طلعت الرفاعي


وبعثتَ تطلبُ حَبَّـةً من أسبرين!

بَعَثْتَ جَمْرَة ،

من لاعِجَاتِ القَلْبِ لاهِبَـةِ الحَنِين ،

أَسَىً وَحَسْرَة .

وَتَقُولُ : إنَّ أَخِي طَبِيـب

وَتَقُولُ : لِي أُخْتٌ طَبِيبَـة!

لا بَدَّ أَنْ أَحْوِي إذَنْ

في الجيب حَبَّ الأسبرين

* * *

لا لم يكن عندي ويا لهفي ،

سوى وهج اللهيب!

ما كان عندي يا صديقي ...

غير حبات القلوب

وقضيت ليلي حائرة ..

أرعى النجوم الساهرة

قلقاً عليك!

وأمد كفي للسماء

كيما تُعَجِّل بالشفاء

وتَمنّ بالنعمى عليّ

* * *

أخشى عليكَ من الصُّدَاع

أخشى عليكَ الانفلوانزة

يا أعذبَ الإلْهَامِ

في روحي الأمين ...

ويا أَعَزّه !

* * *

ماذا تقول أأربعين ؟

بلغتْ حرارتُك الأثيمةُ أربعين

شُلَّتْ شِمَالِي وَاليَمِين

يَا لَيْتَنِي عَنْكَ المَرِيضَة

يَا لَيْتَنِي كنتُ الطبيبة

في يدي كأس الدواء

يا ليتني كنتُ الفِدَاء

يا ليتني تلكَ الفراشة

لا تَكِلّ ولا تَلِين

أمضي فأَجْمَعُ كُلَّ أنْداءِ الوُرُود

وَرَحِيقَ كُلّ اليَاسَمِين

وأَصُبُّـهُ روحاً وريْحَاناً

على ذاك الجبين

وأبيتُ ليلي حانية

أرجو إليك العافية

تأتيك في دفء الصبيحة

في صُدَاحِ العندليبِ

وتقول للحُمَّى ارحلي

هذا ... حبيبي !










رد مع اقتباس
قديم 2007-09-05, 20:15   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
مومني محمد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

نبذة عن حياة عبد الرحمن راشد الزياني



--------------------------------------------------------------------------------

الشاعر عبد الرحمن راشد الزياني

سيرة موجزة

- الشاعر عبد الرحمن راشد خميس الزياني، ولد في مدينة المحرق بدولة البحرين حوالي عام 1909. والده ينتمي إلى قبيلة (الزياينة) ، إحدى القبائل العربية التي تنتمي بنسبها إلى بني عدوان ، وقد قدمت إلى البحرين من بلدة (الزيانة) في مكان قريب من مكة المكرمة ، قبل أكثر من مائتي عام . وهي عائلة ميسورة تعمل في التجارة وصيد اللؤلؤ والملاحة في الخليج ، وعرفت في البحرين ومنطقة الخليج بحسن تقبلها وتأقلمها مع مظاهر العصر الحديث في بدايات القرن . ولها تواجد في الكثير من البلاد العربية . أما والدة الشاعر فمن الكويت ، من بني قحطان .

- تربى الشاعر تربية دينية صارمة في منزل العائلة الكبير بالمحرق ، وعاش في كنف والده الذي يعمل (طواشاً) في تجارة اللؤلؤ ، وكان من أكبر وأشهر التجار المتعاملين في شراء وبيع اللؤلؤ بين المنطقة والهند ، ويعد خبيراً في فرز وتثمين اللؤلؤ الطبيعي .

- تلقى الشاعر دروسه الأولى في الكتّاب ، وبعد أن حفظ القرآن الكريم عام 1917 على يد الشيخ محمد الزياني التحق بمدرسة الحاج علي بن إبراهيم الزياني الأهلية ، وهي ذاتها التي قدمها الحاج علي لتكون المقر المؤقت لمدرسة الهداية الخيرية الخليفية عام 1919.

- عند تأسيس مدرسة الهداية الخليفية في مقرها المؤقت التحق الشاعر بها لإكمال دروسه الابتدائية ، وتتلمذ فيها على يد الشيخ حافظ وهبة مدير المدرسة والشيخ عبد العزيز العتيقي والشيخ محمد صولان اليماني . ومن زملائه الطلاب في هذه الفترة ؛ أحمد العمران وعبد الرحمن المعاودة ، وعبد الرحيم رزبة وعبد العزيز الشملان

- وهو في الخامسة عشرة لازم جده الضرير الشيخ الأستاذ خميس بن راشد الزياني ، الذي كان أحد ربابنة البحر المتمرسين ، ومن معلمي فنون الإبحار والاهتداء بالنجوم والمهتمين بالفلك والتاريخ وعلوم الدين ، وواحد ممن استعان بهم مؤلف ( التحفة النبهانية ) كمرجع لتاريخ البحرين . وكان مجلسه اليومي المشهور في مدينة المحرق ملتقى المهتمين بالفكر وطلاب العلم والمشورة ، وكان الصبي بما عرف عنه من ذكاء وحب إطلاع وحسن أداء في القراءة ، يقرأ للجد في ما يختاره للحضور من كتب بصوت جهور ، ويقوم الجد الشيخ بشرح ما خفي وغمض على جلسائه ، أو التعليق عليه والتحاور والمناقشة معهم حوله . وكانت مكتبة الشيخ خميس عامرة بالكتب والمراجع الدينية والتاريخية والشعرية والسير الشعبية . وقد ساهمت كتب التراث العربي هذه في التأسيس لثقافة الشاعر وفي صقل موهبته الشعرية .

- بعد أن أنهى تعليمه الابتدائي عام 1924 التحق بالعمل مع والده في تجارة اللؤلؤ . وبعد الكساد العالمي المعروف للؤلؤ الطبيعي التحق عام 1934 موظفاً ببلدية المحرق ، واستمر في هذا العمل لتسع سنوات ثم ترك الوظيفة ليعمل مع والده الذي افتتح متجراً لبيع الأخشاب والمواد التموينية .

- تزوج الشاعر عام 1940 من إحدى كريمات عائلة المناعي بالبحرين ، وأنجب منها أربعة أولاد وست بنات ، حرص الشاعر على تربيتهم وتعليمهم تعليماً عالياً .

- في عام 1962 توفيت والدته وهو خارج البلاد ، فترك ذلك أثراً كبيراً في حياة الشاعر حيث تفجرت طاقته الشعرية بقصيدة رثاء لأمه ، ثم انثالت عليه بقية القصائد في السنوات التالية ، فأنشد قصائد بالفصحى في شتى الأغراض ، عدا قصائد قليلة كتبها لتغنى بالعامية مما سيجده القاريء في هذا الديوان . وفي عام 1974 توفي والده . وفي أواخر عام 1963 اشترك مع شقيقه السيد صالح راشد الزياني في تأسيس ورشة للنجارة في منطقة الخميس بالمنامة ، وتولى إدارتها حتى توقفت عن العمل عام 1982.

- الذين عاصروا الشاعر منذ طفولته يصفونه بالذكاء والفطنة وبأنه يتمتع بذاكرة حفظ قوية . وفي داخله إنسان مرح فكه ، لكنه هاديء الطباع ، خجول ، كتوم ، قليل الاختلاط بالناس ، كثير التدخين ، مما أثر على رئته واضطره إلى العلاج في الهند وألمانيا .

- لم يحاول الشاعر نشر نتاجه في حياته عدا قصيدة واحدة نشرتها جريدة الأضواء البحرينية في إحدى مناسبات العيد الوطني المجيد لدولة البحرين . وكان الشاعر كما يقال يخشى النقد الذي قد يأتي لقصائده في غير محله ، وقد أجرت معه جريدة أخبار الخليج مقابله يتيمة في عددها الصادر يوم 9/ 6/ 1977 قال فيها : لا أريد الشهرة ، وأستحي أن يقال لي هذا شاعر ، وأنا أحب أن أحتفظ بقصائدي لي وأعيش مجهولاً . وأمنيتي أن تطبع كل قصائدي في ديوان ، لأن الناس لا تحترم الشاعر إلا بعد موته ، وأعتقد بأن أولادي سينفذون وصيتي هذه بعد موتي .

- في عام 1981 مرض الشاعر ، وظل لست سنوات متعباً في البيت يعاني من ضيق التنفس إلى أن توفاه الله بالمحرق عام 1987 . رحمه الله رحمة واسعة وعفا عنه .

* * *


بقيت على عهدي - لعبد الرحمن راشد الزياني



--------------------------------------------------------------------------------

وقائلـةٍ ما بَالُ جسمُـكَ ناحِـلٌ

وَطَرْفُـكَ مَكْسُورٌ وَدَمْعُكَ هَاطِلُ

أَمِنْ بعدنا ظلَّتْ عليكَ سحابـةٌ

مِنَ السوءِ تُمطر نائباتٌ قوائـلُ

أم الدهرُ أزرى بعدَ ما كانَ زاهياً

وطابَ لـهُ للناعياتِ محافـلُ

أم الصبرُ ولَّى من فؤادٍ عهدتـهُ

أَوِ الريحُ مالتْ حيثُ مَالَتْ قوافلُ

فقلـتُ لها لا ذاكَ لا ذا فإنني

بقيتُ على عهدي ولو أنا فاشِلُ

دعيني مِنَ اللَّفَّاتِ فالصَّـدُّ قاتـلٌ

ولا لي مِنَ التسويفِ إلا الغوائلُ

لقد بانَ عظمي مِنْ جفاكِ وبانَ لي

مِنَ الصَّدِّ أسرابُ الظنونِ الجحافلُ

وأنسى هموماً قد تفاقـمَ حجمُهَا

ويبقَى مَعِ الأيَّامِ حَقٌّ وشاغـلُ

وأقرأُ في الأحلامِ منكِ رسائـلاً

يُصَوّر وضعي بينها وهوَ ماثـلُ

فَدَتْكِ حياتي بعدَ عِزِّي ورِفْعَتِي

ولا أنا ممن هوَ بالروحِ باخـلُ

خُذِي بعض عهْدٍ لا أغيِّرُ منهجي

عَنِ الحُبِّ حتّى لو أتاني مجاملُ

15/12/1968

عن ديوانه :" شاعر من بلاد النخيل " .










رد مع اقتباس
قديم 2007-09-05, 20:18   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
مومني محمد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

نبذة عن حياة د. عبد المنعم الرفاعي



--------------------------------------------------------------------------------

عبد المنعم الرفاعي:

(1917- 1985)

ولد عبد المنعم الرفاعي فى مدينة صور من أعمال لبنان، حيث كان والده السيد طالب الرفاعي مديراً للمال في "صور"، وكان والده فلسطيني المولد والنشأة، حيث نشأ في مدينة " صفد" من شمالي فلسطين من أسرة عرفت بمقامها الاجتماعي والروحي، وكانت والدته السيدة نجلاء بكار من بلدة مرجعيون جنوبي لبنان. وكان أبوه يحب الشعر والصيد، وركوب الخيل.

ولما تجاوز عبد المنعم الطفولة، أخذ يتنقل مع والده وإخوته بين "مرجعيون" و"صفد" و"طبريا" وبيسان.

وقد بدأت دراسته الأولى في "الكُتّاب" على يد أحد الشيوخ، ثم في المدرسة الأميرية ثم الاسكتلندية في صفد وفي حيفا.

وفي سنة 1926 حمله القطار إلى العاصمة الأردنية عمان كي يلتحق بشقيقه الأكبر "سمير" الذي كان بدوره قد انتقل من الحكومة في فلسطين إلى عمان سنة 1924، ليشارك في تأسيس الحكومة الأردنية تحت حكم الأمير عبد الله بن الحسين.

وفي العاصمة الأردنية عمان تابع عبد المنعم دراسته الثانوية، وبعد أن أتمها سنة 1931 لحق بالجامعة الأمريكية ببيروت، حيث حصل على ليسانس الأدب العربي منها سنة 1937، ثم عاد إلى عمان فأصبح معلماً للأدب العربي بالمدرسة الثانوية التي تعلم فيها، وما كادت سنة 1939 تنتهي حتى لحق بالسلك الدبلوماسي الأردني موظفاً في ديوان أمير شرف الأردن (الملك عبد الله فيما بعد).

ومنذ هذا التاريخ جمع عبد المنعم الرفاعي بين الشعر والسياسة، حيث كان قلبه مع الشعر وعقله مع السياسة. فتدرج عبد المنعم في المناصب السياسية من سفير إلى وزير خارجية حتى وصل إلى منصب رئيس وزراء الأردن. ولكن السياسة لم تستطع أن تنتزع منه حبه للشعر والفن والأدب، وقد تغنى الموسيقار محمد عبد الوهاب بقصيدته "نجوى".

وقد أبدع الكثير من القصائد العاطفية والسياسية، ولكنه كان يعتبر أن ديوانه "مسافر" يسجل الأحداث الرئيسية في حياته، سواء ما أصابه سنة 1945، وما أصابه من هزّة داخلية شخصية في مجرى حياته سنة 1958 حين انفصل عن زوجته نهلة القدسي (أم عمر) التي تزوجها الموسيقار محمد عبد الوهاب بعده، وما تعرض له من مآزق سياسية أو استثارة من أحداث وطنية أو ما كان دائماً يصيب أوتار حسه في قضية فلسطين.

وقد قصد بتسمية ديوانه "المسافر" المحطات التي توقف عندها في مسيرة حياته.

وكان الشاعر الكبير يعلن أنه تأثر بالمتنبي وشوقي وأحب شعر بشارة الخوري، فالمتنبي أعطاه كبرياء الشعر، والشوق أعطاه الأفق المديد.

وقد عاصر عبد المنعم الرفاعي الأحداث السياسية العربية في مختلف مراحلها، سواء نكبة فلسطين وحرب سنة 1956 وحرب سنة 1967، وانتصار 6 أكتوبر سنة 1973، وعكس كل تلك الأحداث الهامة وغيرها في شعره السياسي.

وقد أنجب الشاعر الكبير ابنه البكر "عمر" الذي ما زال يعمل بالسلك الدبلوماسي الأردني. وقد رحل الشاعر الكبير عن الحياة في 17 أكتوبر سنة 1985 بعد رحلة عطاء ثرية.


إلى شاعر الأرز - لعبد المنعم الرفاعي



إلى شاعر الأرز

" قيلت في مهـرجان تكريم الشاعر اللبناني الكبير أمين نخلة، والذي أقيم في قصر اليونسكو ببيروت في شهر نيسان 1973".

دُعَاءُ داعي النَّدَى فالليلُ والعَرَبُ

كلاهُما في مَدَى عينيـهِ يَحتجبُ

أوْفَى على الشطِّ من وادٍ جداولُـه

دمعٌ يسيلُ ويطويـهِ الثَّرَى الخَضِبُ

أنسامُـه زفراتُ الهـمِّ صَعَّـدَها

على الهزيـمةِ مغلـولٌ ومكتئـبُ

أحلامُه حَمْحَمَاتُ الخَيْلِ صَافِنَـةً

إذا الفوارسُ عن خَوضِ الوغى رَغِبُوا

آلامُـهُ كدموعِ الرُّسْلِ ساهِمَـةً

إن هاجروا في سبيـلِ اللهِ أو صُلِبُوا

أنغامُـهُ زَغْرداتُ الحيِّ إذ هَتَفَت

أمُّ الشهيـدِ لـهُ والنعْشُ يقتربُ

أيامُـهُ لو دَرَى التاريخُ حاضِرَهَا

تراجَعَـتْ فيـه عن آمالِهَا الحِقَبُ

ودَّعتُهُ وحَمَلتُ الشوقَ في كَبِدِي

إلى ذُرَى جَبَـلِ تَزْهَى بـهِ الشُّهُبُ

* * *

لبنانُ يا مولدي هلْ فيكَ مُنْـتَجَعٌ

لوافِـدٍ عَضَّ منْ تِجوالِـهِ التَّعَبُ

أردانُـهُ من غُبَارِ العُمْـرِ مُثْقَلَـةٌ

وزَنـدُهُ بالطرادِ الوَعْـرِ مُختضِبُ

هانَتْ عليه الأماني بعدما رَخُصَتْ

فما أستخـفَّ بـهِ معْنَىً ولا لَقَبُ

وحادَ عن دوحِـهِ لَمَّا بلابِلُـهُ

ثَـنَّى عليها غرابٌ بعدها نَعِـبُ

تداولَتْ شذراتِ الأيكِ زِعْنِفَـة

تَمْتَصُّ من زَهْرِهِ النامي وتَسْتَلِـبُ

أَكُلَّما أسرَجَ الأحـرارُ خَيْـلَهُمُ

تناوحَ الرُّعْبُ في الأنذالِ والرَّهَـبُ

* * *

لبنانُ يا مسرحَ الأحلامِ مَرْحَمَـةٌ

إنْ هاجَنِي أَلَمٌ أو هَزَّنِـي طَـرَبُ

لكَ الجلالُ، وهذا السهلُ مُتَّـكِيءٌ

على عُلاكَ وهذا البحـرُ مُنْسَحِبُ

لكَ الجمالُ، وكم زَهْرٍ وكم حَدَقٍ

تشابَهَـتْ بينها الأوراقُ والهُـدُبُ

لكَ الدلالُ، وصمتُ الليلِ منسدلٌ

على ذُراكَ وبَوْحُ الصبحِ مُنْسَكِـبُ

لكَ النضالُ، وهذي الأرضُ طاهرةٌ

مـاءٌ نَمِيـرُ يُجاريـهِ الدمُ السَّرِبُ

* * *

أما رَكِبْتَ الرَّدَى جُنَّتْ عُجَاجَتُـهُ

وليس غيـر سَنَاكَ الجحفـلُ اللجبُ

عقيدةٌ كالجبالِ الشُّـمِّ راسخـةٌ

وقد تَهَاوتْ على إيْمَانِكَ الرِّيَـبُ

وفِتْيَـةٌ آمنـوا باللهِ وانطلقـوا

عَبْـرَ الشهادةِ لليومِ الذي كتبـوا

يغشاهُمُ الزعزعُ العاتِي فإنْ قصفتْ

يـدُ الْمَنِيَّـةِ غصناً فالثَّـرَى خَصِبُ

مُسْتَشْهِدُونَ كأنَّ الموتَ ما خفقتْ

أعلامُـهُ في الذُّرَى إلاَّ بِمَا نَصَبُـوا

* * *

ماذا أُحَـدِّثُ يا لبنانُ هلْ نَبَـأٌ

لَمْ تروِهِ سِيَـرٌ أو تَحْوِهِِ كُتُـبُ

حتى المآذنُ تُمسي وهي نادبـةٌ

حتى النواقيسُ تُضْحِي وهي تَنْـتَحِبُ

من كلِّ مريمَ أو من كلِّ فاطمـةٍ

عذراءَ في الساحةِ النكراءِ تُغْتَصبُ

يافا تُحَـدِّثُ حيفا عن جِرَاحَتِهَا

والقدسُ تسألُ أينَ الدينُ والعَـرَبُ

ونَحْنُ في غفلـةِ الأوهامِ يَحجبُنَا

عن وارياتِ العُلا البهتانُ والكَذِبُ

هلْ نَفْرَةٌ كهزيـمِ الرَّعْدِ هَادِرَةٌ

يَشـدُّهَا الجامِحَانِ: الثأرُ والغَضَبُ

تنهارَ تَحْتَ صَدَاها كُلُّ قَنْطَـرَةٍ

جوفاءَ ينخـرُ فيها الضَّعْفُ والعَطَبَ

* * *

يا موطنَ الوحي ما لي مِنْبَـرٌ أَنِفٌ

إلاَّكَ حُـرٌّ، وما لي مِقْـوَلٌ ذَرِبُ

على ثراكَ الدَّمُ المسفوحُ وحَّـدَنا

وفي حِمَاكَ دعانا الشِّعْـرُ والأدبُ

وقِيلَ أينَ ؟ فقلنا نَحْوَ شاهِقَـةٍ

من البيانِ نَمَتْهَا السبعـةُ الشُّهُبُ

إلى الذي سَاجَلَ الفُصْحَى روائعَها

وقـال منكِ إليكِ الفتنـةُ العَجَبُ

إلى الذي رَقَّ فأنسابَتْ قصائـدُهُ

مع النسيمِ ومال الزَّهْـرُ والعُشُبُ

ومَسَّ كأْسَ الطِّلَى فالخمرُ والِهَـةٌ

نشوى ويرقصُ في أطرافِهَا الحَبَـبُ

صَبٌّ أخو غَزَلٍ هيمانُ مسرحـهُ

سهلُ الهوى وروابي السِّحْرِ والشُّعَبُ

تأنَّـقَ الفنُّ في ناديـهِ يَحملـهُ

إلى الجَمَـالِ خَيَالٌ جَامِحٌ يَثِـبُ

واسْتَكْبَرَ الرِّيفُ واخْضَلَّتْ جوانِبُهُ

واهْتَـزَّ من زَهْوِهِ العُنقودُ والعِنَـبُ

على المروجِ وفي درْبِ الصِّبَا وعلى

عِرائشِ "السَّقْيِ"، منه وارِفٌ رَطِبُ

وقيلَ أينَ؟ فقلنا نَحْوَ مَنْ هَتَفَـتْ

لَـهُ المنابِـرُ والأعْـلامُ والقِبَـبُ

إلى فَتَىً عربِيٍّ غَيـرِ ذي عِـوَجٍ

وقد تَطاولَ فيهِ الفَرْعُ والنَّسَـبُ

من " نَخْلَةٍ "، من بني مخزومَ بَاسِقَةٍ

طابَتْ وطابَ الجَنَى والخُوصُ والرُّطَبُ

إذا "الرشيدُ" نأَى عن أُفْقِ منزلـةٍ

دَنَا "الأمينُ" فمنحَـازٌ ومُقْتَـرِبُ

أبا "السَّعيدِ" وكَمْ يَحْلو النداءُ بـهِ

حالي كحالِكَ .. نَجْـلٌ واحِدٌ وأَبُ

أمْهَرْتُـهُ الشِّعْرَ واستلْهمتُـهُ فإذا

أرْخَصْتُـهُ العُمْرَ فهو الرُّوحُ والسَّبَبُ

أعيشُ فيهِ كَأَنِّـي خَالِـدٌ أَبَـدَاً

تَفْنَى الجُذُوعُ ليحيا بعدَهَا العَقَـبُ

* * *

ناشدْتُكَ الحُبَّ هلْ أدْرَكْتَ غايتَهُ

أمْ كُلَّما جُزْتَ شَأْواً أَمْعَنَ الطَّلَبُ

أيَّانَ ترسُو ؟ ودُنياكَ التي عَمُرَتْ

بالحُسْنِ والحُـبِّ ما تَـنْفَكُّ تَجْتَذِبُ

سَبْعُونَ حَوْلاً منَ الأشْواقِ تَدْفَعُهَا

في لُجَّـةٍ منْ أمانٍ موجُها صَخِـبُ

عَادَتْ إليكَ وفي أطرافِهَا سَقَمٌ

وقد تَحِنُّ إلى أغمادِهَا القُضُـبُ

وَقَفْتَ فوقَ ذُرَاهَا سَيِّـداًَ عَلَمَاً

وخلفَكَ الليـلُ والأنْوَاءُ والسُّحُـبُ

يهْنِيكَ، يهْنِيكَ، هذا العِقْد تَحْمِلُهُ

مُرَصَّعَـاً وحُـلاهُ الماسُ والذَّهَـبُ

جِئْنَا إليكَ وطَرْفُ الليلِ يَلْمَحُنَا

عُشَّاقُ شِعْرِكَ لكنْ بيننا حُجُـبُ

خُضْنا الحياةَ من البابِ الذي ازدحمتْ

هُوجُ الرِّيَاحِ بِـهِ والعَصْفُ واللَّهَبُ

مَرَاتِبُ الْمَجْدِ ما تَنْفَـكّ تلفَحُناَ

وكمْ تَضِيقُ بأَرْبَابِ العُلا الرُّتَـبُ

حَسْبُ النُّجُومِ إذا في لَيْلِها ائْتَلَقَتْ

أنْ يرصُدَ النُّورَ فيها الصِّيدُ والنُّجبُ

المصدر: مجلة الهلال المصرية، عدد مايو 1973، ص 86.










رد مع اقتباس
قديم 2007-09-05, 20:20   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
مومني محمد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

نبذة عن حياة عزيزة هارون



--------------------------------------------------------------------------------

عزيزة هارون

(1923- 1986)

ولدت الشاعرة عزيزة هارون سنة 1923 بمدينة اللاذقية، في سوريا على ساحل البحر الأبيض المتوسط. وتلقت دراستها الأولية والابتدائية والثانوية بمدارسها. ولكن لم يتح لها أن تستكمل دراستها العليا كما كانت تتمنى، فاستمدت ثقافتها من قراءاتها الشخصية لدواوين الشعراء العرب القدماء والمعاصرين، وبدأت تنظم الشعر منذ صباها المبكر مدفوعة بموهبتها الأصيلة وتوهج أحاسيسها، فغلب على شعرها الطابع العاطفي الرومانسي الوجداني الذي اتصف بالرقة أكثر من اتصافه بالعمق، ولذلك حمل شعرها من رقة الأنوثة أصفاها وأحلاها.

وبدأت النشر منذ أوائل الأربعينات في مجلة «الصباح» الأدبية الدمشقية، وفي مجلة «التمدن الإسلامي» ومجلة «أصداء»، وفي (الأديب والآداب) وغيرهما.. وساهمت في العديد من المهرجانات الشعرية. وعملت في الإذاعة السورية.

ويرى الناقد د. عبد السلام العجيلي أن الآلام التي تمرست بها الشاعرة عزيزة هارون، تحولت بفضل موهبتها إلى عناصر خلق وإبداع. فحرمانها من الولد - على الرغم من زيجاتها الثلاث- كان هو الباعث على غنائها للأطفال في أشعارها، لا غناء بكائياً تندب فيه حظها وحسرتها من الحرمان، بل على العكس من ذلك كان أناشيد محبة وعطف وإشفاق.

وقيل إن أحد الشعراء الكبار نظم سنة 1957 في الشاعرة عزيزة هارون قصيدة حبّ تحت عنوان «اللهب القدسي» قال فيها:

مُدَلَّـهٌ فيكِ، ما فجرٌ ونجمتـه مُوَلَّـهٌ فيكِ، ما قيـسٌ وليـلاهُ

سكبتِ قلبَكِ في وجدانه فرأت يا «عَزّ»، ما شئتِ لا ما شاء عيناه

وتُعدّ عزيزة هارون في طليعة الشاعرات السوريات، ويتميز شعرها بالرومانسية والوجدان الحزين حيث تفرغ فيه أحزان فؤادها الملتاع مثل قولها:

يـا لشعـري بظلـه أتفيـا من همومي وتنتشي أحزانـي

سله عني أفَجَّرَ اللحن من حبـ ـي وأعطى الحياة من حرماني

أتلقـاه بالضلـوع وأهـوا هُ بقلـبي ولهفتـي وحنانـي

شِـدْتُ منه قصورَ وهمي وأبـ ـدعتُ ولونتُ في حماه المعاني

ويتراوح شعر عزيزة هارون بين الذاتي والقومي، وكانت في مطالع حياتها الشعرية تسير على منهج الخليل، ثم ما لبثت أن خرجت على هذا النهج فيما بعد.

وقد عملت عزيزة هارون في سنواتها الأخيرة موظفة بوزارة الإعلام السورية. ومن القصائد التي عبرت فيها عن أحزان قلبها بسبب زيجاتها الفاشلة وحرمانها من الولد، وما عانته في حياتها من دسائس وأقاويل، قصيدة نشرتها سنة 1966 تحت عنوان «الغابة» تعكس مدى أحزان قلبها وتعاستها تخاطب فيها شخصاً تضع فيه آمالها لينقذها من وهدة اليأس والشقاء تقول فيها:

لقد خفتُ من الذئـب.. تسلقت على نَخلـة

كتمت من الأسى رعبي.. وكنت نديـة طفلـة

فصوَّح زهـر أيامـي.. جنون الخوف والعزلة

تعالَ إليّ بعـد اليـأس.. بعد الجور والظلمـة

فروحي لم تزل روحي.. وأني لَمْ أزل نجمـة

أداعب شعري الحانـي.. تداعب شعري النسمة

وفي شباط سنة 1986 أسلمت الشاعرة الرقيقة عزيزة هارون روحها إلى بارئها في أحد مستشفيات دمشق، في أعقاب نوبة مرض مفاجئة لم تُمهلها على فراش المرض طويلاً، ولم يصدر لها ديوان في حياتها، وبعد وفاتها صدر لها ديوان وحيد بعنوان: «ديوان عزيزة هارون».


حبيبة البحر - لعزيزة هارون



--------------------------------------------------------------------------------


عـلـى جناحِ هوايَ الثائرِ iiالحاني
أتـيـتُ أحـمـلُ أشواقي وألحاني
«الـلاذقـيـةُ» هذي بلدتي iiوأنا
مـن طيبِ نفحتِها شعري ووجداني
وفـي مـرابِـعِـها أبدعتُ أغنيتي
تُـرى أتـذكرُ من ماضيّ أشجاني؟
وكـيف عانقتُ «نَيْساني» iiمجرّحةً
وقد عرفتُ الأسى في قلبِ نيساني
تـألَّـق الـحـزنُ في عينيَّ ملحمةً
وأيـنـعـتْ بـربوعِ الفنِّ iiأفناني
غـفـرتُ لـلألـم العاتي iiتوهّجَهُ
ورحـتُ أنـثـرُ في التاريخِ iiألواني
حـبـيـبةَ البحرِ.. يا عينيَّ iiمعذرةً
إنْ رحتُ أسكبُ في ناديكِ iiأحزاني
وأنـتِ بـنتُ الكفاحِ المرِّ من iiزمنٍ
وأنـتِ مَـنـبتُ آسادٍ iiوفرسان
وأنـتِ زهـوُ الفِدا في كلِّ iiمعركةٍ
لـلـمجدِ كأسٌ وللعلياءِ كأسان
يـا مـعـهداً قد حللنا في iiخمائِلهِ
نُهدي إليه الشذى من روضهِ iiالحاني
يا مرتعَ الفكر أحببتَ النُّهى iiونَمَتْ
فيكِ الأهلّةُ من «قُسٍّ» و«سَحبان»
«قحطانُ» في عيدِكِ الميمونِ iiمبتهجٌ
يـزفُّ فـرحتَه النَّشْوى ii«لعدنان»










رد مع اقتباس
قديم 2007-09-05, 20:22   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
مومني محمد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

نبذة عن حياة علي محمود طه



--------------------------------------------------------------------------------

علي محمود طه : (1901- 1949)

ولد علي محمود طه في الثالث من أغسطس سنة 1901 بمدينة المنصورة عاصمة الدقهلية لأسرة من الطبقة الوسطى وقضى فيها صباه . حصل على الشهادة الابتدائية وتخرج في مدرسة الفنون التطبيقية سنة 1924م حاملاً شهادة تؤهله لمزاولة مهنة هندسة المباني . واشتغل مهندساً في الحكومة لسنوات طويلة ، إلى أن يسّر له اتصاله ببعض الساسة العمل في مجلس النواب .

وقد عاش حياة سهلة لينة ينعم فيها بلذات الحياة كما تشتهي نفسه الحساسة الشاعرة . وأتيح له بعد صدور ديوانه الأول " الملاح التائه " عام 1934 فرصة قضاء الصيف في السياحة في أوربا يستمتع بمباهج الرحلة في البحر ويصقل ذوقه الفني بما تقع عليه عيناه من مناظر جميلة .

وقد احتل علي محمود طه مكانة مرموقة بين شعراء الأربعينيات في مصر منذ صدر ديوانه الأول " الملاح التائه "، وفي هذا الديوان نلمح أثر الشعراء الرومانسيين الفرنسيين واضحاً لا سيما شاعرهم لامارتين . وإلى جانب تلك القصائد التي تعبر عن فلسفة رومانسية غالبة كانت قصائده التي استوحاها من مشاهد صباه حول المنصورة وبحيرة المنزلة من أمتع قصائد الديوان وأبرزها. وتتابعت دواوين علي محمود طه بعد ذلك فصدر له : ليالي الملاح التائه (1940)- أرواح وأشباح (1942)- شرق وغرب (1942)- زهر وخمر (1943)- أغنية الرياح الأربع (1943)- الشوق العائد (1945)- وغيرها.

وقد كان التغني بالجمال أوضح في شعره من تصوير العواطف، وكان الذوق فيه أغلب من الثقافة . وكان انسجام الأنغام الموسيقية أظهر من اهتمامه بالتعبير. قال صلاح عبد الصبور في كتابه " على مشارف الخمسين ": قلت لأنور المعداوي: أريد أن أجلس إلى علي محمود طه. فقال لي أنور : إنه لا يأتي إلى هذا المقهى ولكنه يجلس في محل " جروبي " بميدان سليمان باشا. وذهبت إلى جروبي عدة مرات، واختلست النظر حتى رأيته .. هيئته ليست هيئة شاعر ولكنها هيئة عين من الأعيان . وخفت رهبة المكان فخرجت دون أن ألقاه، ولم يسعف الزمان فقد مات علي محمود طه في 17 نوفمبر سنة 1949 إثر مرض قصير لم يمهله كثيراً وهو في قمة عطائه وقمة شبابه ، ودفن بمسقط رأسه بمدينة المنصورة . ورغم افتتانه الشديد بالمرأَة وسعيه وراءها إلا أنه لم يتزوج .

وعلي محمود طه من أعلام مدرسة "أبولو" التي أرست أسس الرومانسية في الشعر العربي.. يقول عنه أحمد حسن الزيات: كان شابّاً منضور الطلعة، مسجور العاطفة، مسحور المخيلة، لا يبصر غير الجمال، ولا ينشد غير الحب، ولا يحسب الوجود إلا قصيدة من الغزل السماوي ينشدها الدهر ويرقص عليها الفلك!!

ويرى د. سمير سرحان ود. محمد عناني أن "المفتاح لشعر هذا الشاعر هو فكرة الفردية الرومانسية والحرية التي لا تتأتى بطبيعة الحال إلا بتوافر الموارد المادية التي تحرر الفرد من الحاجة ولا تشعره بضغوطها.. بحيث لم يستطع أن يرى سوى الجمال وأن يخصص قراءاته في الآداب الأوروبية للمشكلات الشعرية التي شغلت الرومانسية عن الإنسان والوجود والفن، وما يرتبط بذلك كله من إعمال للخيال الذي هو سلاح الرومانسية الماضي.. كان علي محمود طه أول من ثاروا على وحدة القافية ووحدة البحر، مؤكداً على الوحدة النفسية للقصيدة، فقد كان يسعى - كما يقول الدكتور محمد حسين هيكل في كتابه ثورة الأدب - أن تكون القصيدة بمثابة "فكرة أو صورة أو عاطفة يفيض بها القلب في صيغة متسقة من اللفظ تخاطب النفس وتصل إلى أعماقها من غير حاجة إلى كلفة ومشقة.. كان علي محمود طه في شعره ينشد للإنسان ويسعى للسلم والحرية؛ رافعاً من قيمة الجمال كقيمة إنسانية عليا..

ويعد الشاعر علي محمود طه أبرز أعلام الاتجاه الرومانسي العاطفي في الشعر العربي المعاصر ، وقد صدرت عنه عدة دراسات منها كتاب أنور المعداوي " علي محمود طه: الشاعر والإنسان " وكتاب للسيد تقي الدين " علي محمود طه، حياته وشعره " وكتاب محمد رضوان " الملاح التائه علي محمود طه "، وقد طبع ديوانه كاملاًََ في بيروت .


فلسطين - لعلي محمود طه



--------------------------------------------------------------------------------


أَخِي ، جَاوَزَ الظَّالِمُونَ المَـدَى فَحَقَّ الجِهَادُ ، وَحَقَّ الفِـدَا

أَنَتْرُكُهُمْ يَغْصِبُونَ العُرُوبَــةَ مَجْدَ الأُبُوَّةِ وَالسُّــؤْدَدَا ؟

وَلَيْسُوا بِغَيْرِ صَلِيلِ السُّيُـوفِ يُجِيبُونَ صَوْتَاً لَنَا أَوْ صَدَى

فَجَرِّدْ حُسَامَكَ مِنْ غِمْــدِهِ فَلَيْسَ لَـهُ، بَعْدُ ، أَنْ يُغْمَـدَا

أَخِي، أَيُّهَـــا العَرَبِيُّ الأَبِيُّ أَرَى اليَوْمَ مَوْعِدَنَا لاَ الغَـدَا

أَخِي، أَقْبَلَ الشَّرْقُ فِي أُمَّــةٍ تَرُدُّ الضَّلالَ وَتُحْيِي الهُـدَى

أَخِي، إِنَّ فِي القُدْسِ أُخْتَاً لَنَـا أَعَدَّ لَهَا الذَّابِحُونَ المُــدَى

صَبَرْنَا عَلَى غَدْرِهِمْ قَادِرِيـنَ وَكُنَّا لَهُمْ قَدَرَاً مُرْصَــدَا

طَلَعْنَا عَلَيْهِمْ طُلُوعَ المَنُــونِ فَطَارُوا هَبَاءً ، وَصَارُوا سُدَى

أَخِي، قُمْ إِلِى قِبْلَةِ المَشْرِقَيْـن ِ لِنَحْمِي الكَنِيسَةَ وَالمَسْجِـدَا

أَخِي، قُمْ إِلَيْهَا نَشُقُّ الغِمَـارَ دَمَاً قَانِيَاً وَلَظَىً مُرْعِــدَا

أَخِي، ظَمِئَتْ لِلْقِتَالِ السُّيُوفُ فَأَوْرِدْ شَبَاهَا الدَّمَ المُصْعَـدَا

أَخِي، إِنْ جَرَى فِي ثَرَاهَا دَمِي وَشَبَّ الضَّرَامُ بِهَا مُوقــدَا

فَفَتِّشْ عَلَى مُهْجَـــةٍ حُرَّةٍ أَبَتْ أَنْ يَمُرَّ عَلَيْهَا العِــدَا

وَخُذْ رَايَةَ الحَقِّ مِنْ قَبْضَــةٍ جَلاَهَا الوَغَى ، وَنَمَاهَا النَّدَى

وَقَبِّلْ شَهِيدَاً عَلَى أَرْضِهَــا دَعَا بِاسْمِهَا اللهَ وَاسْتَشْهَـدَا

فِلَسْطِينُ يَفْدِي حِمَاكِ الشَّبَابُ وَجَلَّ الفِدَائِيُّ وَالمُفْتَــدَى

فِلَسْطِينُ تَحْمِيكِ مِنَّا الصُّـدُورُ فَإِمَّا الحَيَاةُ وَإِمَّــا الرَّدَى




--------------------------------------------------------------------------------










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:02

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2025 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc