![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
لخطاب الذهبي .. عن سيد قطب .. الشيخ بكر عبدالله أبو زيد
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 181 | |||||
|
![]() اقتباس:
والان اخي الكريم مار ايك لو اقتديت بالشيخ صالح الفوزان واعتمدت على ما جاء به سيد قطب في كتبه في بحوثي الاكادمية مع العلم اني افرق بين ما يخالف الشرع وما يوافقه في كتابات سيد قطب استشهاد الشيخ صالح الفوزان في كتابه بأقوال سيد قطب رحمه الله .. ويرى أنه أديب وليس بعالم ![]()
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : 182 | ||||||
|
![]() اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
أما أن يقرأ كتب سيد أو من كان على شاكلته ممن وقع في الضلالات وهو جاهل بعقيدة السلف، ويقول آخذ الحق وأدع الباطل، فإن هذه مراوغة وحيلة شيطانية، فإن كان لا بد قارئاً لكتبه فليقرأ كتب الذين انتقدوه أولاً، ثم ليقرأ كتبه كما قال ذلك الشيخ محمد بن عثيمين لما سئل عن قراءة كتب سيد قطب أوصى بقراءة كتب الشيخين عبد الله الدويش رحمه الله، وربيع المدخلي قبل قراءة كتب سيد [ ارجع إلى شريط ندوة الشيخين ابن عثيمين وربيع مدخلي عام 1413هـ]. تنبيه : الفتاوى التي ادرجتها في الوثيقة سبق وأن رددنا عليها وبينت انها إما منسوخة أو مردودة بقاعدة من علم حجة على من لم يعلم فلا داعي للتكرار هاهنا. |
||||||
![]() |
رقم المشاركة : 183 | |||
|
![]() مسألة أخذ الحق من المبتدع مسألة خلافية وليس هذا مقام تفصيل ذلك لكن إذا كانت فيها مصلحة شرعية فيمكن للعالم وطالب العلم الذي يميز بين الحق والباطل أن ينقل من أهل البدع والله أعلم. أولاً:
الأستاذ " سيد قطب " ليس من العلماء ، فلا يُعرف له ترجيحات في الحديث ، أو الفقه ، أو التفسير ، وإنما هو كاتب أديب ، أحب الإسلام ودافع عنه ، ودعا إليه وقد مات في سبيله ـ فيما يظهر لنا ـ ونسأل الله أن يكون من الشهداء . وله كتابات متنوعة ، فيها الصواب وفيها الخطأ ، والعلماء الذين وقعوا في أخطاء في العقيدة أو الحديث أو الفقه : لم نرَ أحداً من أهل العلم حرَّم الأخذ منهم بالكلية ، ولا من هجر النقل عنهم مطلقاً ، هذا مع أن منهم دعاة لمذاهبهم العقيدية ، ومتعصبة لمذاهبهم الفقهية ، وهذا من إنصاف أهل السنَّة مع المخالفين . والأستاذ سيد قطب ليس بعيداً عن هذا الإنصاف من أهل السنَّة ، ولذا رأينا رؤوس أهل السنَّة في زماننا هذا ينقلون عنه مواضع من كتبه موافقة لاعتقاد ومنهج أهل السنَّة ، ومن ذلك : 1. نقل عنه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في مقدمة كتابه " مختصر العلو " حوالي ثلاث صفحات ، بدأها بقوله : " فها هو الأستاذ الكبير سيد قطب رحمه الله ... " . ومجرد النقل عنه لا يعد تزكية ، لكن التزكية في الأوصاف التي مدحه بها الشيخ الألباني رحمه الله : "الأستاذ" "الكبير" "رحمه الله " . 2. نقل عنه الشيخ صالح الفوزان حفظه الله أربع نقولات ( من ص 21 – 24 ) وذلك في كتابه " التحقيقات المرضية في المباحث الفرضية " . ثانياً : علماؤنا الأجلاء تعلموا الإنصاف من شرع الله تعالى المطهَّر ، وعلَّموه غيرهم ، وربُّوهم على التخلق به ، ومن الإنصاف عدم هجر كتابات سيد قطب بالكلية ، كما أنه من الدِّين بيان ما أخطأ فيه لئلا يغتر بخطئه من يقرأ كلامه ، وليس هذا خاصّاً بسيد قطب ، بل حتى من انتسب للسنَّة فإن علماءنا الأجلاء قد حذَّروا من تقليده فيما أخطأ به ، وقد صدرت فتاوى متعددة من علماء اللجنة الدائمة تحذَِّر من خطأ بعض أولئك المنتسبين للسنَّة ، وأنهم وقعوا في اعتقاد مخالف . وإن تعجب فعجبٌ ما نراه من بعض المنتسبين للسنَّة ممن طاروا بنقد إمام أو عالم لبعض كتابات سيد قطب ، بينما خالفوا أولئك العلماء والأئمة عندما حذَّروا من خطأ شيوخهم ! فقبلوا كلام العلماء في أناس وتركوه في آخرين . الإسلام سؤال وجواب https://www.islam-qa.com/ar/ref/10732...82%D8%B7%D8%A8 في ظلال القرآن / موافق للمطبوع المؤلف سيد قطب رحمه الله نبذه عن الكتاب إن سيدا رحمه الله يعد في عصره علما من أعلام أصحاب منهج مقارعة الظالمين والكفر بهم ، ومن أفذاذ الدعاة إلى تعبيد الناس لربهم والدعوة إلى توحيد التحاكم إلى الله ، فلم يقض إلا مضاجع أعداء الله ورسوله كجمال عبدالناصر وأمثاله .. وما فرح أحد بقتله كما فرح أولئك، ولقد ضاق أولئك الأذناب بهذا البطل ذرعا، فلما ظنوا أنهم قد قتلوه إذا بدمه يحيي منهجه ويشعل كلماته حماسا، فزاد قبوله بين المسلمين وزاد انتشار كتبه، لأنه دلل بصدقه وإقدامه على قوة منهجه، فسعوا إلى إعادة الطعن فيه رغبة منهم لقتل منهجه أيضا وأنى لهم ذلك. فاستهداف سيد قطب رحمه الله لم يكن استهدافا مجردا لشخصه، فهو ليس الوحيد من العلماء الذي وجدت له العثرات، فعنده أخطاء لا ننكرها، ولكن الطعن فيه ليس لإسقاطه هو بذاته فقد قدم إلى ربه ونسأل الله له الشهادة، ولكن الذي لا زال يقلق أعداءه وأتباعهم هو منهجه الذي يخشون أن ينتشر بين أبناء المسلمين . وإني إذ اسمع الطعن في سيد قطب رحمه الله لا أستغرب ذلك لقوله الله تعالى: ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا ) فكل من معه نور من النبوة أيضا له أعداء من أهل الباطل بقدر ما معه من ميراث نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ، فما يضير سيدا طعن الطاعنين، بل هو رفعة له وزيادة في حسناته، ولكن الذي يثير الاستغراب هو فعل أولئك القوم الذين يدّعون اتباع الحق ومع ذلك ينقصون الميزان ولا يزنون بالقسطاس المستقيم والله يقول: ** ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون } , فأولئك إذا أرادوا مدح أحد عليه من المآخذ ما يفوق سيدا بأضعاف قالوا كلمتهم المشهورة "تغمس أخطاؤه في بحر حسناته" وقالوا "إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث" وغير ذلك، وإذا أرادوا ذم آخر كسيد رحمه الله الذي يعد مجددا في باب ( إن الحكم إلا لله ) سلكوا معه طريق الخوارج وكفروه بالمعاصي والزلات . وسيد رحمه الله لا ندعي له العصمة من الخطأ، بل نقول إن له أخطاء ليس هذا مجال تفصيلها، ولكنها لا تخل بأصل دعوته ومنهجه، كما أن عند غيره من الأخطاء التي لم تقدح في منـزلتهم وعلى سبيل المثال ابن حجر والنووي وابن الجوزي وابن حزم، فهؤلاء لهم أخطاء في العقيدة إلا أن أخطاءهم لم تجعل أحدا من أبناء الأمة ولا أعلامها يمتـنع من الاستفادة منهم أو يهضمهم حقهم وينكر فضائلهم ، فهم أئمة إلا فيما أخطئوا فيه، وهذا الحال مع سيد رحمه الله فأخطاؤه لم تقدح في أصل منهجه ودعوته لتوحيد الحاكمية وتعبيد الناس لربهم. والقاعدة التي يجب أن تقرر في مثل هذه الحالات هي ما يستفاد من قول الله تعالى ** يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما } فكل من حقق ما يجب تحقيقه من أصل الدين، ينظر بعد ذلك في سائر منهجه فإن كان خطؤه أكثر من صوابه وشره يغلب على نفعه فإنه يهمل قوله وتطوى كتبه ولا تروى ، وعلى ذلك فالقول الفصل في سيد رحمه الله أن أخطاءه مغمورة في جانب فضائله ودفاعه عن ( لا إله إلا الله )، لا سيما أنه حقق أصول المعتقد الصحيح ، وإن كان عليه بعض المآخذ وعبارات أطلقها لا نوافقه عليها رحمه الله . وختاما لا يسعني إلا أن اذكر أنني أحسب سيدا والله حسيبه يشمله قوله عليه الصلاة والسلام ( سيد الشهداء حمزة، ورجل قام عند سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله ) فنحسب أن سيدا رحمه الله قد حقق ذلك الشرط حيث قال كلمة حق عند سلطان جائر فقتله .. وأنقل كلمة له رحمه الله قبل إعدامه بقليل عندما أعجب أحد الضباط بفرح سيد قطب وسعادته عند سماعه نبأ الحكم عليه بالإعدام "الشهادة" وتعجب لأنه لم يحزن ويكتئب وينهار ويحبط فسأله قائلا : أنت تعتـقد أنك ستكون شهيدا فما معنى شهيد عندك؟ أجاب رحمه الله قائلا : الشهيد هو الذي يقدم شهادة من روحه ودمه أن دين الله أغلى عنده من حياته، ولذلك يبذل روحه وحياته فداء لدين الله . وله رحمه الله من المواقف والأقوال التي لا يشك عارف بالحق أنها صادرة عن قلب قد مليء بحب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، وحب التضحية لدينه، نسأل الله أن يرحمنا ويعفو عنا وإياه. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين قاله / حمود بن عقلاء الشعيبي 16/5/1421هـ وبداخله كتاب ( في ظلال القرآن ماله وما عليه ) ![]() رابط التحميل : https://www.almeshkat.net/books/archi...zelaal-s_g.zip |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 184 | ||||||||||||||
|
![]()
اقتباس:
قال الإمام الشوكاني رحمه الله(( إن الله لم يخلق شراً محضاً ومن ذلك إبليس وهو أشر المخلوقات فإن الله خلقه ووضع فيه خيراً ومن ذلك الخير اختبار الناس فمن أطاعه فقد عصى الله ومن عصاه فقد أطاع الله ))) فإن كنت لا أنكر محاسن الشيطان الذي هو أكفر الخلق فكيف بمسلم مثل سيد قطب رحمه الله. اقتباس:
هذا هو الظلم بعينه! أهل السنة المنصفون_حقيقة لا ادعاءا_يفرقون بين الأخطاء الصادرة عن علماء الإسلام مما أصلوا دعواتهم على منهج أهل السنة فتكون من قبيل الإجتهاد الذي يؤجرون عليه أجرا واحدا وخطؤهم مردود وبين أخطاء دعاة البدعة كسيد قطب ممن كانت أصولهم قائمة إبتداءا على غير منهج أهل السنة فتحمل أخطائهم على البدعة وفي ذلك يقول الإمام الشاطبي رحمه الله :لا يخلوا المنسوب إلى البدعة أن يكون :مجتهدا فيها أو مقلدا....ثم قال : فالقسم الأول على ضربين :أحدهما : أن يصح كونه مجتهدا فالإبتداع منه لا يقع إلا فلتة وبالعرض لا بالذات وإنما تسمى غلطة أو زلة لأن صاحبها لم يقصد اتباع المتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويل الكتاب أي لم يتبع هواه ولا جعله عمدة والدليل عليه أنه ظهر له الحق أذعن له وأقر به والثاني : وأما إن لم يصح بمسبار العلم أنه من المجتهدين فهو الحري باستنباط ما خالف الشرع كما تقدم إذ وقع له مع الجهل بقواعد الشرع الهوى الباعث عليه في الأصل وهو التبعية » الإعتصام(1/193/-197). اقتباس:
اقتباس:
نعم ومن تمام انصافهم حذروا من كتبه وبينوا ضلالاته بارك الله فيهم. اقتباس:
اقتباس:
نعم لست أنكر هذا لكن كما قلت سابقا النقل عن المبتدع مسألة خلافية ليس هذا مقام تفصيلها ولا هي من ضمن نقاشنا. لكن نقلهم عنهم لا يعني أنه سني لأن هؤلاء الذين نقلوا عنه_سيد قطب رحمه الله_ هم من بدعه وحكم بإنحرافه عن نهج أهل السنة فتأمل. قال العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - معلقاً على خاتمة كتاب "العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم": (كل ما رددته على سيد قطب حقٌ صوابٌ، ومنه يتبين لكل قارئ على شيء من الثقافة الإسلامية أن سيد قطب لم يكن على معرفة بالإسلام بأصوله وفروعه. فجزاك الله خير الجزاء أيها الأخ (الربيع) على قيامك بواجب البيان والكشف عن جهله وانحرافه عن الإسلام). ثانياً : اقتباس:
ولا تعارض بين النقل عن مبتدع وبين التحذير من كتبه لأن النقل عنه يكون للعالم المميز بين الحق والباطل والتحذير من كتبه يكون للعامي والمبتدئ الذي لم يدرس نهج السلف. اقتباس:
ألا يفهم من هذا الكلام تبديع سيد قطب وأنه ليس على نهج أهل السنة؟ هل توافق على هذه النقطة(تبديع سيد قطب رحمه الله))؟. اقتباس:
وإن تعجب فعجبٌ ما نراه من بعض المنتسبين للسنَّة ممن طاروا بنقد إمام أو عالم لبعض شيوخ السنة بدون دليل علمي ولا برهان، بينما خالفوا أولئك العلماء والأئمة عندما حذَّروا من بدع سيدهم قطب بالدليل والبرهان ! فقبلوا كلام العلماء في أناس وتركوه في آخرين . اقتباس:
الرد الكامل على الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي (حول مهنج سيد قطب رحمه الله)) الجزء الأول : https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...2&postcount=50 الجزء الثاني : https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...1&postcount=51 الجزء الثالث : https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...0&postcount=52 الجزء الأخير : https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...7&postcount=53 اقتباس:
المؤلف : ( الشيخ المحدث عبدالله بن محمد الدويش - رحمه الله - ) التصنيف : ( الردود والتعقيبات ) رابط التحميل : https://www.sfhatk.com/up/index.php?a...ewfile&id=5848 والله الموفق وصلى الله وسلم على نبينا محمد 1. |
||||||||||||||
![]() |
رقم المشاركة : 185 | ||||
|
![]() اقتباس:
للإنصاف: الحد الفاصل بين الحق والباطل – حوار مع الشيخ بكر أبي زيد في عقيدة سيد قطب وفكره المقدمة بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله، والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه. أما بعد: فقد صدرت أربع ورقات قبل سنوات نسبت إلى الشيخ بكر أبو زيد فلما سألته عنها تبرم بها وبمن نشرها، وقال لي: هؤلاء يريدون أن يفرقوا بين الأحبة. وسأله عنها الشيخ زيد بن محمد بن هادي المدخلي فسب من ينشرها، واعتذر لدى آخرين أنها سرقت منه ونشرت من غير رضاه. وإلى الآن لم يعترف بها رسميا ولم يرض عن طبعها ونشرها، فهي إذن بمثابة لقيط ليس لها أب شرعي. وحق لكل عاقل أن يخجل منها؛ لأن من تنسب إليه يرفض الاعتراف بها، وحق لمن تنسب إليه أن يخجل منها؛ لأنها تذب عن باطل وعن ضال كبير جمع كبريات الضلالات المخزية ومنها الطعن في رسول من أعظم رسل الله ومن أعظم أولي العزم كليم الله ونجيه موسى - صلى الله عليه وسلّم -، ومنها الطعن في معظم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى رأسهم عثمان - رضي الله عنه - بل تكفير بعضهم ورميهم بالنفاق والكذب والرشوة وشراء الذمم إلى آخر سبّه الشنيع لأصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - ورضي الله عنهم. فقل ما شئت من ذم لهذه الأوراق التي سميت زوراً بالنصيحة الذهبية ونشرت في العالم بكثافة عجيبة فمن مذامها أنها أضعف من بيت العنكبوت لخلوها من الحق والعلم والعدل، فلم تنصف من طعن فيهم سيد قطب من الأنبياء وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم تنصف الإسلام إذ نسب إليه سيد قطب شر العقائد وأضلها من القول بالحلول ووحدة الوجود وتعطيل صفات الله، والاستهانة بمعجزات محمد - - ومن نسبته الاشتراكية الماركسية إلى الإسلام ومن إهانته للإسلام بقوله: ((إنه يصوغ من الشيوعية والمسيحية مزيجاً كاملاً يتضمن أهدافهما ويزيد عليهما بالتناسق والاعتدال))، إلى غير ذلك من الضلال. ولكن أتباع كل ناعق قد جعلوا منه قديساً أعطوه مرتبة من لا يسأل عما يفعل، فمن أجله يوالون ومن أجله يعادون، فجعلوا أنفسهم في أحط مراتب البشر فلا عقل لهم يردعهم ولا ينهجون نهج الإسلام في ولائهم وبرائهم وأحكامهم ومواقفهم، وهذا شأن الرعاع في كل زمان ومكان، وبأمثالهم يحارب الرسل والمصلحون ودعاة الحق في كل زمان ومكان ومن خلالهم تبرز الأقماء فيحتلون مراتب العظماء ثم يتحول هؤلاء الأقماء إلى طواغيت يحارب من أجلهم دين الله الحق ودعاته. وإنها لداهية دهياء أن يرتكس كثير من شباب الأمّة في هذه الهوة العميقة ثم لا ينبعث منهم من ينهنه بقيتهم من التردي في هذه الهوّة. وأخيراً وجدت نفسي مضطراً إلى الإذن بطبع هذا الكتاب الحد الفاصل بياناً للحق ونصراً له ودمغاً لباطل سيد قطب الذي ينشر باسم الإسلام وردعاً لبغي أوليائه المناصرين للباطل والذابين عن أهله. وكان هذا مني بعد طول انتظار لموقف منصف من بكر أبو زيد يعلن فيه إدانة من يقوم بنشر أوراقه وباسم النصيحة الذهبية ويتبجح بها فلم يفعل فاضطررت لنشر ردي بعد أن أعذرت إلى بكر أبو زيد وإلى كل من قد يعتب. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. كتبه
ربيع بن هادي عمير المدخلي في 14/5/1421هـ يتبع.......... |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 186 | |||
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم إلى فضيلة المكرم الشيخ الدكتور بكر بن عبدالله أبي زيد وفقه الله وأعاده الله إلى حظيرة الحق والصواب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد: فقد وصل إلي خطابكم المؤرخ بـ20/1/1414 هـ والواقع في أربع صحائف في ليلة أربع عشرة من رمضان المبارك عام 1414 هـ أي بعد سبعة أشهر وأربع وعشرين ليلة من تاريخ كتابته لا عن طريق فضيلتكم ولكن عن طريق الحزبيين القطبيين وإخوانـهم من أهل البدع الضالين. فإذا بالكتاب يحمل في طياته من البلايا مايندى له الجبين من الطعون الباطلة الظالمة لمن يدافع عن كتاب رب العالمين وسنة سيد المرسلين ومنهج الأنبياء في التوحيد ومنهج السلف الصالحين. ومن يصد عدوان المبتدعين، عن بعض النبيين والصحابة الأكرمين،وثالث الخلفاء الراشدين، وعن خلفاء بني أمية الفاتحين، والمحطمين لعروش ودول الكافرين والغائظين للروافض والزنادقة والملحدين، الذين قال فيهم رسول الله : (لايزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش)( ) أي الأكرمين. لقد أساء هذا الخطاب الذي حشي وشحن بالأباطيل كل مؤمن صادق يحب الحق والكتاب والسنة ومنهج الأنبياء والسلف الصالحين، وأفرح وأنعش أهل الفتن والشغب الثائرين على الحق وأهله وعلمائه والشاغبين عليهم من كل حزبي تائه وبدعي تافه. لقد كان سيد قطب نفسه أقرب إلى الحق والإنصاف من هؤلاء الشاغبين، حيث يقول: (إن منهج الله ثابت، وقيمه وموازينه ثابته، والبشر يبعدون أو يقربون من هذا المنهج، ويخطئون ويصيبون في قواعد التصور وقواعد السلوك. ولكن ليس شئ من أخطائهم محسوبا على المنهج، ولا مغيرا لقيمه وموازينه الثابته. وحين يخطئ البشر في التصور أو السلوك، فإنه يصفهم بالخطأ وحين ينحرفون عنه فإنه يصفهم بالانحراف ولا يتغاضى عن خطئهم وانحرافهم – مهما تكن منازلهم وأقدارهم – ولا ينحرف هو ليجاري انحرافهم! ونتعلم نحن من هذا، أن تبرئة الأشخاص لا تساوي تشويه المنهج! وأنه من الخير للأمة المسلمة أن تبقى مباديء منهجها سليمة ناصعة قاطعة، وأن يوصف المخطئون والمنحرفون عنها بالوصف الذي يستحقونه – أيا كانوا – وألا تبرر أخطاؤهم وانحرافاتـهم أبدا، بتحريف المنهج، وتبديل قيمه وموازينه. فهذا التحريف والتبديل أخطر على الإسلام من وصف كبار الشخصيات المسلمة بالخطأ أو الانحراف.. فالمنهج أكبر وأبقى من الأشخاص)( ). على أي أساس توجب نشر تلك الكتب، كتب سيد قطب التي شحنت بالبدع والضلالات الكبرى والأباطيل والإنحراف والترهات، وتمدحها وتغض الطرف عن قبائحها ومخازيها. وما هذا التوقيت العجيب لهذا الخطاب المريب في شهر رمضان المبارك شهر الصيام والقيام والعبادة والتلاوة والإخلاص لرب العالمين وفي بلد الله الحرام والمسجدين الشريفين وغيرهما شغلت الناس به وأشعلت القلوب والنفوس بنيران الفتن فطار به الجهلة الأغبياء أشراً وبطراً. قصة محزنة كان الشيخ بكر جنديا مناضلا عن السنة، وكان له جهاد مشكور في نصرته السنة وأهلها، وإن كان في جهاده قد يتصدى للضعفاء الغرباء الذين ليس لهم شوكة ولا قوة مثل الصابوني وأبي غدة الذين لا يتأثر بكتاباتـهما أهل السنة بل يحتقرونـها ويرفضونـها، ويتحاشى من لهم شعبية وأنصار يغضبون لهم، مثل الغزالي والبوطي وسيد قطب وعلوي مالكي والمودودي وغيرهم، يتحاشى هؤلاء مهما بلغ أذاهم للسنة و أهلها، ومهما بلغ خطرهم على السنة والعقيدة وأهلهما، ولا سيما سيد قطب الذي اقتحم منهجه الخطير الشباب السلفي، واخترقهم أشد أنواع الاختراق، بل دمر كثيرا من تجمعاتـهم.ومع هذا فلو بَرَدَ عمله على ما تقدم لبقى محمودا مشكورا عند أهل السنة ؛ لكن مع الأسف لم يفاجأ أهل السنة به إلا وهو في الضفة الأخرى ؛ ضفة أنصار البدع وحماتـها والذابين عن زعمائها ومناهجهم وأفكارهم. فلم يشعروا أهل السنة إلا وقد وجه لهم أول قذيفة( ) هزت مشاعرهم وجعلتهم يقلبون أكفهم دهشة وحيرة وتعجبا ثم قرروا الإغضاء عنه والسكوت المطبق عنه أملا أن يندم ويعود إلى صوابه بمحاسبة نفسه ومراقبته لربه ثم إذا بـهم يفاجأون مرة أخرى بقذيفة كبرى( )، أكبر من أختها فكان وقعها أشد، وأثرها أنكى فعظمت الدهشة، وكثر الاستنكار، فمن حاث على الرد عليه ومن مستعد للرد عليه. وعلم الله أنني رفضت الرد عليه مع كثرة الإلحاح عليَّ والحث لي على ذلك بل كنا وسائر المشايخ نـهدئ الشباب ونقول لهم هو أخونا ومنا فعليكم بالصبر، ولقد عتبت عليه في مكتبه بالطائف فزعم أنه لا يقصد ولا يقصد، ووعدني بالبيان الذي يذهب اللبس عن الناس ويبين لهم يقصد أناسا ليسوا من أهل السنة، ولايدافع إلا عن علماء السنة ؛ الشيخ الإمام ابن باز حفظه الله ومد في عمره وإخوانه. ومع علمه باستغلال أهل الشغب والفتن لكتابه المذكور في الطعن في أناس من أهل السنة والدفاع عن الحزبيين القطبيين أنصار أهل البدع مع علمه بـهذا كله لم يف بوعده لي ولا لغيري، ومر على وعده مدة طويلة وأهل الفتن يشغبون بكتابه هذا على أهل السنة والحق في طول هذه البلاد المترامية الأطراف وعرضها شرقها وغربـها شمالها وجنوبـها. بل امتدت هذه الفتنة إلى البلاد الأخرى، ولم يكفه كل هذا من انتشار فتنته من جهة ومن صبر وسكوت أهل السنة المظلومين من جهة أخرى، بل وجه لأهل السنة هذه القذيفة الثالثة( ) التي هي أكبر من أختيها. قد يقول بعض الناس إنـها موجهة إلى شخص واحد، فما دخل أهل السنة فيها. وأقول: اسألوا أهل السنة المحضة وهم كثير في هذه البلاد وفي الشام واليمن والهند وباكستان وغيرها من البلدان. هل هذه القذيفة ضدهم وضد عقيدتـهم ومنهجهم أو هي لنصرتـهم ونصرة عقيدتـهم ومنهجهم وشد لأزرهم؟! أليست هي ضد كتاب يدافع عن عقيدتـهم في الله؟!، ويدافع عن أصحاب رسول الله؟! إلى آخر القضايا التي تضمنها الكتاب فكيف لا يدركون هذا الواقع وكيف لا يستاؤن منه أشد الاستياء. ماذا حوت أوراق الشيخ بكر؟ يمكن أن نسمي هذه الأوراق بالصفحات الظالمة:1- لأنـها اشتملت على الباطل والإثم وخلت خلوا كاملا من العلم وأساليب العلماء وحشيت بالتلبيس الذي خدع الشباب الحزبي ورسخ في نفوسهم ما غرسه فيهم دعاة الباطل من تقديس من لايجوز تصنيفه إلا في أئمة الضلال الجامعين للبدع الكبرى التي قل أن تجتمع إلا فيمن طبع الله على قلوبـهم وأصمهم وأعمى أبصارهم، ولا يستمر على تقديسه والذب عنه بعد أن قيض الله من يكشف عواره ويبين ضلاله إلا كل من سقط من عين الله (ومن يهن الله فما له من مكرم، إن الله يفعل ما يشاء). 2- ولأنـها قد تعمد صاحبها الإجمال والإطلاق كما هو شأن كل ناصر للباطل مدافع عنه، تعييه الأدلة ويعجز عن النقد العلمي الصحيح ومقارعة الحجة بالحجة فيلجأ إلى التمويه والإجمال والغمغمة، ولا يفرح بـهذه الأساليب إلا الغثاء الذين لا يدركون هوان الباطل وحقارته ولايدركون قيمة الحق الأبلج ونضارته ومكانته. قال الإمام ابن القيم – رحمه الله تعالى -:- فعليك بالتفصيل والتبيين فالـــ قـد أفسدا هذا الوجود وخبطا الـ إطلاق والإجمـال دون بيان أذهان والآراءكـل زمـان وسبحان الله؟! كيف لم يستفد الشيخ بكر على الأقل من كتابي ابن القيم (النونية) و (الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة) وهما إنما يعالجان بعض ما عند سيد قطب. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!!. وبخصوص ردي هذا عليه فما كنت أحب أن أرد عليه، ولتلافي ذلك فقد اتصلت به هاتفيا وسألته عن كتابة هذه الأوراق، هل هو كتبها أو غيره؟؟! فإن كان هو كتبها فليعتذر، وإن كان غيره فليتبرأ منها وأعطيته مهلة أسبوعين ثم كلمه عدد من الأفاضل لعله يعتذر، منهم الشيخ صالح الفوزان كما بلغني، ومنهم الشيخ زيد محمد هادي والشيخ علي حسن عبدالحميد. ولما كان لكتاب (التصنيف) ولهذا (الخطاب) من الآثار الخطيرة على الشباب في بلدان كثيرة، كالمملكة العربية السعودية، والكويت، والإمارات العربية، وقطر، والجزائر وغيرها من البلدان التي شغلتني وشغلت غيري بالاتصالات والشكاوى المرة للآثار الكبيرة التي نشأت عن توزيع هذه الأوراق بكثافة لم يعهد لها نظير وفرح أهل الفتن بـها، وارتفعت رؤوسهم بعد انتكاسها. رأيت أنه لا بد من الرد الحاسم الذي أسأل الله أن يكشف به الغمة، ويرفع به منار الحق، ويدحض به الباطل ويضع به الأمور في نصابـها. إلفات نظر: 1- ومما يلفت النظر أن هجمات أهل البدع في هذه الأيام قد اشتدت على أهل السنة والحديث ؛ ولا سيما على شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وأئمة الدعوة في نجد من مثل الخليلي الخارجي ومثل السقاف الصوفي الجهمي، ولم يحرك الشيخ بكر ولا الحزبيون أي ساكن. 2- أنـهم لا يتحركون في نشر وإشاعة الكتب التي تدافع عن ابن تيمية وابن القيم وأئمة الدعوة بل قد يغيظهم ذلك. وقد حاربوا كتاب (براءة أهل السنة) للشيخ بكر أيام صدوره. 3- لقد طعن سيد قطب في نبي من أنبياء الله وفي عثمان وإخوانه من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يهز مشاعر الحزبيين ولا وجدانـهم، فسبحان الله من كان يظن بل من كان يتخيل مهما اشتط به الخيال أن يصبح أبناء التوحيد حماة ومدافعين عن عقائد الجهمية والخوارج والروافض والمعتزلة والفلاسفة المتمثلة في عقائد سيد قطب ومنهجه. يا أبناء التوحيد المدافعين عن نحل سيد قطب أفيقوا من رقدتكم، ثم دعوا هذه المحاماة المخزية عن هذا الضلال لأبناء قم والنجف وسائر عواصم البدع والضلال، ونزهوا بلاد التوحيد والسنة عن الدفاع عن أئمة البدع والضلال وبدعهم. إن هذا الموقف ليدل على مدى الدمار الذي نزل بأبناء التوحيد والسنة في بلاد التوحيد والسنة على أيدي القطبيين وغيرهم من أحزاب الهوى والضلال فاللهم أنقذهم من براثنهم.ومن المؤسف جدا أنـهم طاروا فرحا بخطاب الشيخ بكر وملئوا به الدنيا لأنه دفاع عن سيد قطب المخالف لعقيدة السلف ومنهجهم والطاعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيظلون مع الأسف بالمرصاد لمن ينتقد سيد قطب ولو قدَّم على كل قضية ألف حجة وحجة، وعلى أهبة الاستعداد لنشر الأباطيل المدافعة عنه، إلا أن يتداركهم الله برحمته ولطفه فاللهم ارحمهم والطف بـهم. كتبه
ربيع بن هادي عمير المدخلي المدينة النبوية 1414هـ يتبع........... |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 187 | |||||
|
![]() قال الشيخ بكر أبو زيد: استنكـــار: فمن المستنكر جدا من الشيخ بكر قوله: (هل يقضى على هذا المشروع فيطوى ولا يروى؟؟). وهل يطلب مثل هذا الطلب إنسان يعقل؟! سبحان مقلب القلوب!!. اسألوا أيها القراء العلماء الذين ذكرتـهم آنفا هل طلبت منهم هذا المطلب؟؟!. تأييد قوي من العلماء: ولقد جاء التأييد القوي من عدد من العلماء الأفاضل، وفرح بـهذا الكتاب المبارك كل سلفي صادق في الشرق والغرب من علماء وطلاب علم، وكثير من المخدوعين بسيد قطب و كتاباته، ولا أشك أنه قد شرق به كثير من أهل الأهواء الذين يرفضون الحق ويتشبثون بالباطل، فهؤلاء لا يسعنا إلا أن نرثي لحالهم ونرحمهم ثم نستذكر قول الله تعالى: (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله). كان الأولى بالشيخ بكر أن يحاول القضاء على كتب ضم بعضها التطاول على نبي الله موسى كليم الله ونجيه والوجيه عنده مثل بدعة (التصوير الفني). وضم بعضها الطعن في عثمان بن عفان الخليفة الراشد وفي الصحابة الكرام الذين عاشوا في عهده وعلى رأسهم عبدالرحمن بن عوف، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص –رضي الله عنهم أجمعين -. وضم بعضها تعطيل صفات الله تبارك وتعالى ووحدة الوجود وتكفير الأمة إلى آخر الدواهي التي ضمتها كتب سيد قطب، كان هذا هو الأولى به وهو مهيع السلف ومنهجهم العظيم الذي حفظ الله به الحق وأهان به الباطل وأذله. انزعاج الشيخ بكر في غير موضعه واتـهامه باطل: قال الشيخ بكر مبديا أولى ملاحظاته: اقتباس:
ماذنب ربيع إذا كان سيد قد اختار هذا المنهج؟؟ أقول: أولا: ماذنب ربيع إذا كان سيد قطب قد اختار هذا المنهج الخلفي لنفسه فسجل هذه الموبقات وسطرها بقلمه في ثنايا كتبه التي وصفتها بأنـها انتشرت في الآفاق انتشار الشمس([4])، سطرها اختيارا لها واحتفاءا بـها باختياره ومنتهى حريته وطواعيته. لا لوم على ربيع في نقد مؤلفات أدرك خطرها وإذا كان ربيع قد أدرك هذه الموبقات وأدرك أخطارها ثم وفقه الله لنقدها وتفنيدها بالحجج الدامغة والبراهين الساطعة من كتاب الله وسنة رسول الله وكلام السلف الصالح. فهل يلام على القيام بـهذا الواجب الكفائي عند أولي الألباب ويخذل أو يشكر ويؤازر وينصر؟ انطلاقا من أمر الله بالتعاون على البر والتقوى، وانطلاقا من أمر الله ورسوله بنصرة هذا الدين العظيم وأهله. ثانيا: لقد صرح الشيخ بكر أنه وجد هذه الموبقات في فهرس الكتاب. وإن في طليعة الفهرس وفي طلائع الكتاب: 1- أدب سيد قطب مع نبي الله موسى. 2- موقف سيد من عثمان وأصحاب رسول الله r وكنت قد أخبرته قبل أن أقوم بتأليف الكتاب بطعن سيد في عثمان ومعظم الصحابة في كتاب (العدالة الاجتماعية) واستشرته في عنوان للكتاب فيه قوة وصراحة ثم أعرضت عنه مراعاة وتأليفا للضعفاء من القراء فلم يعارض في هذا الأمر ؛ فما باله لم يعرج على هذين العنوانين في هذا السرد؟ ولماذا حاد عنهما؟. ولماذا لم يأبه بتطاول سيد على مقام ومكانة نبي عظيم ورسول كريم كليم؟! ولماذا لم يأبه بطعن سيد قطب في الخليفة الراشد عثمان بن عفان وإخوانه من الصحابة الكرام؟ لماذا لم تحرك فيه كوامن العقيدة، ومنها حب أصحاب رسول الله r واحترامهم والقيام بواجب الذب عنهم؟!!، وعلى أقل تقدير نصرة من يذب عن أعراضهم الشريفة؟!. تأييد السلفيين لكتاب (براءة أهل السنة): لقد كتبت كتاب (براءة أهل السنة). رداً لطعون أبي غدة في شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وذبا عن عرضهما وعن أعراض علماء آخرين، فأيدك كل سلفي، وشرق بذلك كل حزبي خلفي، وناهضوا كتابك القيم الآنف الذكر وإلى اليوم لا يزال غصة في حلوقهم. فما بالك يا فضيلة الشيخ بكر... ويا أيها السلفي تغض طرفاً وتضرب صفحاً وتطوي كشحاً عن تطاول سيد على نبي كريم ورميه بنقائص لو رميت أنت بـها لأقمت الدنيا ولم تقعد. ولماذا تضرب صفحاً عن تطاوله على الخليفة الراشد عثمان ينال من شخصيته، ويسقط خلافته، ويثلب إخوانه من الصحابة الكرام؟! كل هذا لم يهز سلفيتك ولا مشاعرك ولم يقشعر منه جلدك؟؟ أتثأر وتـهيج للجاني ثوران الأسود؟ فتجعل الحق باطلاً والباطل حقاً والمسيء محسناً والمحسن مسيئاً قبيح الصورة شائه الفعال سيئ المقال. ما عهدنا سلفيا يغضب لأهل الباطل والبدع فوالله ما عهدنا سنيا سلفيا غضب لأهل البدع والباطل مثلك ولا عرفنا أحدا ثأر لأهل البدع والباطل مثل ثأرك([5])، وكان اللائق بك على الأقل أن تخلي الميدان لأهل البدع يصولون ويجولون فيه بالباطل والبهت لنصرة الأباطيل والضلالات والترهات. ثالثا: من مآخذ الشيخ بكر عليَّ أني قلت عن سيد قطب أنه لا يقبل الأحاديث المتواترة فأحب أن أبين: موقف سيد قطب من السنة النبوية ومن كلام الرسل عليهم الصلاة والسلام وأنه فكر بشري لقد عنونت الفصل الرابع عشر من كتاب (أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره) بقولي: سيد لايقبل أخبار الآحاد في العقيدة بل لا يقبل الأحاديث المتواترة وأوردت تحت هذا العنوان قول سيد قطب في تفسير سورة الفلق: (وقد وردت روايات بعضها صحيح ولكنه غير متواتر وأحاديث الآحاد لا يؤخذ بـها في أمر العقيدة، والمرجع هو القرآن، والتواتر شرط للأخذ بالأحاديث في أصول الاعتقاد). فاستنكر الشيخ بكر هذا العنوان استنكارا غريبا ولم يستنكر على سيد قطب هذه القاعدة الخطيرة التي تطارد أحاديث صحيحة كثيرة في أبواب الاعتقاد، وذكرت أنه لا يحتج حتى بالأحاديث المتواترة في أبواب الاعتقاد مثل: استواء الله على عرشه، وأحاديث صفة المجيئ وأحاديث رؤية المؤمنين لربـهم في الآخرة، وأحاديث نزول عيسى بل يتأول الآيات القرآنية في هذه العقائد. فسبحان الله رب العرش العظيم. وإنا لنأسف على الشيخ بكر أشد الأسف ماذا سيكون موقفه إذا علم أن لسيد نظرة إلى السنة النبوية بل إلى كلام الرسل جميعا – بما في ذلك محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم – بأنه فكر بشري فاستمعوا إلى سيد قطب يقول: (وإن الفكر البشري، ممثلا ابتداء من فكر الرسول صلى الله عليه وسلم – أو فكر الرسل كلهم – باعتبار أنـهم جميعا أرسلوا بـهذا التصور في أصله لم يشارك في إنشائه، وإنما تلقاه تلقيا ليهتدي به ويهدي، وإن هذه الهداية عطية من الله كذلك يشرح لها الصدور وإن وظيفة الرسول – أي رسول – في شأن هذا التصور، هي مجرد النقل الدقيق والتبليغ الأمين وعدم خلط الوحي الذي يوحى إليه بأي تفكير بشري – أو كما يسميه الله سبحانه بالهوى-)([6]). أقول: إن نـهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن كتابة السنة لا لأنـها فكر بشري حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته من ذلك وإنما ذلك لمقاصد أخرى مذكورة في موضعها ويعرفها أهل العلم والسنة والهدى. إن سنة رسول الله r فوق هذا المستوى الذي يتصوره سيد بمراحل طويلة بعيدة لايرقى إليها تصوره. ويقول سيد: (وهذا التوكيد على مصدر هذا التصور هو الذي يعطيه قيمته الأساسية وقيمته الكبرى...فهو وحده مناط الثقة في أنه التصور المبرأ من النقص، المبرأ من الجهل، المبرأ من الهوى... هذه الخصائص المصاحبة لكل عمل بشري، والتي نراها مجسمة في جميع التصورات التي صاغها البشر ابتداء من وثنيات وفلسفات، أو التي تدخل فيها البشر من العقائد السماوية السابقة...)([7]). أقول: لم يستثن سيد الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ولم يستثن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه العيوب. وأقول: إن القرآن والكتب المنـزلة على رسل الله لكذلك وفوق ذلك من المكانة، لكن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه هي كذلك مناط ثقة المؤمنين مبرأة من النقص مبرأة من الجهل مبرأة من الهوى وكذلك أقوال الرسل عليهم الصلاة والسلام. إن هذا لإسقاط متعمد للثقة بسنة رسول الله r وهذه هي نظرة أهل البدع والضلال من الجهمية والمعتزلة والقرآنيين إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال الله في حقه (وماينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) وقال تعالى: (وما أنزلنا إليك الذكر إلا لتبين للناس ما نزل إليهم) وقال تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نـهاكم عنه فانتهوا) وقال تعالى: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما). إن هذا الموقف من سيد قطب يُسلكه في من قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان متكئا على أريكته يقول عليكم بـهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي ولاكل ذي ناب من السبع ولا لقطة معاهد إلا أن يستغني عنها صاحبها...)([8]) الحديث. وفي ابن ماجة (ألا وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما حرم الله)، ومن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر مما أمرت به أو نـهيت عنه، فيقول: لا أدري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه)([9]). ويقول سيد قطب في (المقومات)([10]): (ثانيا: إننا نعتقد – بالدراسة الطويلة – أن هذا القرآن فيه غناء كامل في بيان الحقائق التي يقوم عليها التصورالإسلامي، فلا يحتاج إلى إضافة من خارجه في هذا البيان، ونحب أن يتعود قاريء هذا البحث أن يلجأ إلى القرآن وحده ليجد فيه تبيانا لكل شيء، ومن ثم فإن النصوص القرآنية هنا هي الموضوع ذاته وليست عنصرا مساعدا كما اعتاد الناس أن يجدوها في كثير من البحوث الإسلامية، ومن ثم فلا بد للقاريء أن يعتمد عليها في تفهم الموضوع الأساسي للبحث ولا يتخطاها ولا يعتبرها عنصرا إضافيا، فهي مادة البحث الأساسية وعلى ضوء هذا البيان نمضي في عرض قصة التوحيد في الرسالات من القرآن). أقول: فأين سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لماذا لا ترى اللجؤ إلا إلى القرآن وحده وتلغي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟. وإذا كان أهل الضلال والبدع قد جعلوا القرآن عنصرا مساعدا فهل يكون رد الفعل هو إلغاء السنة؟. إن كلا من نصوص القرآن والسنة أصولاً وحججاً وبراهين عند الله تبارك وتعالى وعند رسوله r وعند أئمة الإسلام وعلماء السنة والحق المعتبرين. فمن أنت حتى تأتي بـهذا المنهج المضاد لمنهج الله ورسوله وأئمة الإسلام. لم يعتبر سيد سنة رسول الله r عنصرا من عناصر المقومات والتوحيد حتى ولو إضافياً. ولهذا لم تر عيناي حديثا واحدا في كتبه (الخصائص) و (المقومات) و (الظلال) فيما يتعلق بالعقائد وقد يستشهد بـها في الأحكام. رابعا: زعمت أنك أسفت على أحوال علماء المسلمين في الأقطار الذين لم ينبهوا على هذه الموبقات، وكيف الجمع بين هذا وبين انتشار كتبه في الآفاق انتشار الشمس وعامتهم يستفيدون منها، حتى أنت في بعض ما كتبت. ([1]) ص (1) من خطابه. ([2]) هذا العنوان أصله هكذا (سيد لايقبل أخبار الآحاد الصحيحة بل ولا المتواترة) فلا أدري لأي غرض بتره الشيخ بكر وقد ضربت أمثلة في (الأضواء) للعقائد التي يتأولها سيد على طريقة الجهمية ولا يلتفت فيها إلى الأدلة القرآنية ولا الأحاديث النبوية المتواترة. راجع ص (205) من (أضواء إسلامية)، وبينت أقوال علماء الإسلام في أخبار الآحاد التي تلقتها الأمة بالقبول أنها تفيد العلم ولم يعبأ بها سيد في مجال الاعتقاد. انظر ص (204) من الكتاب المذكور. ([3]) (ص :1) من خطاب الشيخ بكر. ([4]) الظاهر أنه شبه انتشارها بانتشار الشمس في الإضاءة والإشراق والنفع الكبير. ([5]) نقل شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الإستقامة (1/255) (وقيل لأبي بكر بن عياش: من السني؟ قال: الذي إذا ذكرت الأهواء لم يغضب لشيء منها) ([6]) خصائص التصور الإسلامي ومقوماته (ص50). ([7]) خصائص التصور الإسلامي ومقوماته (ص51). ([8]) أخرجه أبوداود في السنة حديث (4604)، وابن ماجة نحوه رقم (12) والترمذي العلم حديث (2664) وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وهو حديث صحيح وقد صححه الألباني في المشكاة (163). ([9]) أخرجه أبوداود السنة حديث (4605)، وابن ماجة المقدمة حديث (13)، والترمذي العلم حديث (2663) وقال:حديث حسن صحيح. ([10])ص(86). |
|||||
![]() |
رقم المشاركة : 188 | ||||
|
![]() أسباب سكوت من سكت من علماء السنة عن الرد على سيد قطب أقول: إن العلماء قسمان: أهل سنة وأهل بدعة، فأما أهل السنة – وبـهم العبرة – فالظاهر أنـهم لم يقرأوا كتب سيد ولم يستفيدوا منها؟ لقد قلت لي شفاها: إن كتاب الظلال أهدي لك وأنت في المرحلة الثانوية فلم تساعدك نفسك على قراءته فوضعته على الرف منذ ذلك الوقت إلى حين حدثتني بـهذا الحديث، وها أنت تقول في (ص 4) من هذه الوريقات التي أناقشها: اقتباس:
ردود العلماء من السلفيين وغيرهم على سيد قطب وهناك من رد على سيد كما فعل الشيخ السلفي عبدالله الدويش – رحمه الله – انتقد كتاب الظلال قبل سنوات وسجل نقده في كتاب سماه (المورد الزلال في التنبيه على أخطاء الظلال) ذكر فيه من أخطاء سيد ثمانين ومائة مسألة، وألف الأخ السلفي سليم الهلالي كتابا كبيرا في نقد سيد قطب قبل سنوات، وانتقد سيدا كل من يوسف القرضاوي وأبو الحسن الندوي وعلي جريشة وفريد عبدالخالق في قضايا التكفير وبعضهم في التهوين من شأن الشرك، وانتقده مجموعة من الإخوان المسلمين تحت إشراف المرشد العام للإخوان المسلمين حسن الهضيبي في كتاب (دعاة لا قضاة) وانتقده الشيخ السلفي محمد ناصر الدين الألباني في وحدة الوجود وانتقده محمود محمد شاكر وآخرون في طعنه في الصحابة وعثمان ومعاوية. وانتقده محمد الحمود النجدي في (القول المختصر المبين في مناهج المفسرين) ص (84) في ترجمة سيد قطب فقال: (اسم الكتاب: في ظلال القرآن. عقيدته: أوَّل بعض الصفات مثل الاستواء والعلو والكلام والمحبة واليد، وقال: لم أعثر على أحاديث في شأن الكرسي والعرش تفسر وتحدد المراد مما ورد منها في القرآن. وقال عند قوله تعالى: (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه). قال: وكل ما ورد في الكتاب والسنة من هذه إنما هو تقريب للحقيقة، فالله تبارك وتعالى وضعها في أسلوب يقرب ويمثل). قال النجدي: (وهذه عبارة الزمخشري). ثم قال محمد الحمود النجدي: (وذكر في تفسير قوله تعالى في سورة الحديد (هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم) وكذا في تفسير سورة الإخلاص كلاما يؤخذ منه القول بوحدة الوجود. ثم قال: (وقد اعتُذر عنه في ذلك، أنه شغله أمر الدعوة والحركة لإقامة حكم الله في الأرض، فلم يطلع على ما كتبه أئمة السلف في هذا الباب). وهذا اعتراف من المعتذرين عنه ببطلان كلامه ثم اعتذار عنه بالجهل بمنهج السلف وأنا أستبعد إطلاق هذا الجهل فمن مراجع سيد: تفسير ابن جرير وتفسير ابن كثير فلا بد أن يكون قد رأى فيهما ما يقرر منهج السلف فيأباه ثم يذهب إلى مذهب الخلف، وله إشارات إلى عدم رضاه بمنهج السلف.([1]) وانتقده كذلك محمد سرور زين العابدين في كتابه (دراسات في السيرة النبوية) (ص321). وقال محمد توفيق بركات في كتاب (سيد قطب خلاصة حياته... الخ)([2]): (سنحاول في هذه الصفحات التالية بعون الله بيان أهم ما يوجه إلى سيد قطب – رحمه الله – من نقد سواء كان بنية حسنة أو بنية غير حسنة، محاولين قدر المستطاع... وفي حدود علمي أنه لم يظهر كاتب مسلم – في عصرنا هذا - تعرض لمثل ما تعرض له سيد قطب من حيث الارتقاء به إلى درجات عليا، أو الحط بمنزلته إلى درجات دنيا، وما دمنا في صدد الوجه الثاني، فلنلم بخطوط بارزة مما قيل فيه على وجه الإجمال: 1- قيل فيه: إنه النبي الجديد لجماعة إسلامية معينة. 2- وقيل فيه: إنه لا يعرف ماذا يخرج من رأسه، دفعته قوة العاطفة وسلاسة اللغة إلى كلام لاطائل ورائه وليس له معنى محدد. 3- وقيل: إنه رجل خيالي يطلق أحكامه في الهواء، ويطير في أجواء نفسية عليا، فلا يعرف مقتضيات الواقع على الوجه الصحيح. 4- وقيل: إنه كان يجتهد في أحكام شرعية جوهرية دون أن يكون له أي إلمام بالفقه. 5- وقيل فيه: إنه يريد إنشاء حاجز عال بين المسلمين والفقه الإسلامي. 6- وقيل فيه: إنه يريد أن يقطع الناس عن كتب التفسير لكلام عاطفي في الظلال. 7- وقيل فيه: أنه يكفر المسلمين بحيث لايترك إلا عددا محدودا من البشر في دائرة الإسلام. 8- وقيل فيه كثير غير ذلك). فهل علمت بـهذه الردود والانتقادات والتنبيهات التي قام بـها هؤلاء؟!. وهل سيزول عنك هذا الأسف على أحوال علماء المسلمين في الأقطار الذين زعمت أنـهم لم ينبهوا على هذه الموبقات؟.لا أدري إني أخاف أن تزعجك هذه الردود وفي الوقت نفسه أسأل الله لك العافية، وأن يردك إلى الحق والصواب ردا جميلا. وأما علماء البدعة فهم الذين انتشر فيهم انتشار الشمس أو انتشار الوباء ومع فرحهم به فقد انتقده بعضهم. رابعا:زعمت أنك أخذت بالمطابقة بين العنوان والموضوع فوجدت الخُبْر يكذبه الخَبَر، ونـهايتها بالجملة عناوين استفزازية تجذب القاريء العادي إلى الوقيعة في سيد رحمه الله تعالى وأما القاريء الذي عنده قدر يسير من البصيرة فإنه إذا قرأ الموضوع داخل الكتاب سيجد عنده ردة فعل قوية نحو ما كتبت وعودة الحنين إلى كتب سيد –رحمه الله تعالى -. أقول: أولاً: إنني لأرثي لحال رجل حمل راية السنة ردحا من الزمن أن يصل به الأمر إلى هذه الحال الغريبة العجيبة من المجازفات في الأحكام والجرأة على الطعن بالباطل وتحريك الفتنة بعد أن استسلمت للنوم عجزا عن مقارعة الحق. علماء أفذاذ وجدوا في الكتاب ما يطابق فيه الخَبَر الخُبْر على رسلك يا فضيلة الشيخ فإن الواقع جملة وتفصيلا يقدح في أحكامك الحائدة عن الحق المتحيزة إلى الباطل وأهله ويدحض هذه الأوهام التي تتخيلها فقد قرأ الكتاب من هو أعلم وأوسع مدارك وأعمق فهما منك ومن لهم قدر كبير من البصيرة والبصر فلم تحصل لهم ردة فعل والحمد لله، هؤلاء الأفذاذ النحارير العدول قرأوا الكتاب فوجدوا أن الخبر يطابق الخبر ويصدقه ويؤكده، ذلك أن الكثير من عقائد سيد وأفكاره ضلال في ضلال وباطل في باطل ونصوصه التي عرضت في الكتاب ظاهرة واضحة في البطلان لا تخفى إلا على معاند. إن هؤلاء الأفذاذ بعضهم صدع بـهذه الحقيقة شفويا مواجهة وعبر الهواتف من داخل البلاد وخارجها وبعضهم وصلت إليَّ تقاريظهم تحمل التصديق والتأييد والثناء العاطر، فهم إن شاء الله من خيار شهداء الله في الأرض ومن خيار الطائفة الناجية المنصورة الذين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي وعد الله تبارك وتعالى. ثانيا: كأنه يسرك الحنين إلى كتب سيد وترعبك إدانة سيد بما جناه على نفسه وعلى الإسلام وعلى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. هل يسرك الحنين إلى العدالة الإجتماعية وفيها ما فيها من البلايا؟؟! أيسرك أن تحن نفوس أناس عندهم قدر يسير أو كبير من البصيرة إلى كتاب (العدالة الاجتماعية) (الاشتراكية)؟؟! وهو يدور فيه على ثلاثة محاور مدمرة: الأول: الاشتراكية التي حرف سيد نصوص القرآن والسنة وقواعد الشريعة من أجل تقريرها وقسر الأمة عليها. الثاني: الطعن في الخليفة الراشد عثمان ومن عاصره من الصحابة وخيار التابعين، والطعن في الدولة الأموية وإخراجها والدولة العباسية عن حدود الإسلام نـهائيا في سياسة الحكم وسياسة المال ومدحه للثوار على عثمان وتفضيلهم عليه... إلى طعون كثيرة ومريرة وخطيرة. والثالث: تكفير الأمة الإسلامية. أيسرك الحنين إلى (الظلال) وقد حشاه ببوائق من العقائد وأفكار الضلال. أيسرك الحنين إلى كتاب بدعة (التصوير الفني) وقد تطاول فيه على نبي عظيم من الأنبياء الكرام؟؟!، وعطل فيه صفات الله العليا ارتكانا إلى طاغوت المجاز والتخييل والتصوير الفني الذي أساء فيه إلى القرآن الكريم([3]). وتحرر فيه من قداسة القرآن وأطلق لنفسه العنان، استمع إليه يقول: (ولكننا نجد في هذه السور – كما نجد في سواها من السور المكية والمدنية على السواء – مثلا من ذلك الجمال الفني الذي ضربنا له الأمثال. وإننا لنستطيع أن ندع – مؤقتا – قداسة القرآن الدينية، وأغراض الدعوة الإسلامية ؛ وأن نتجاوز حدود الزمان والمكان ؛ ونتخطى الأجيال والأزمان، لنجد بعد ذلك كله هذا الجمال الفني الخالص، عنصرا مستقلا بجوهره، خالدا في القرآن بذاته، يتملاه الفن في عزلة عن جميع الملابسات والأغراض)([4]). أقول: من هذا المنطلق منطلق التحرر من قداسة القرآن الدينية تناول سيد قطب نبي الله موسى عليه السلام متجاهلا نبوته ومكانته عند الله وعند المؤمنين وأساء كثيرا إلى القرآن، والله سبحانه وتعالى ما أنزل القرآن إلا لهداية البشر، الهداية الدينية، والهداية إلى الآداب والأخلاق الدينية الإسلامية لا للفن، فلا يرضى الله تبارك وتعالى لأحد يتحدث عن فقه القرآن أو لغته بل ولا عن أي علم من العلوم غير القرآنية أو الإسلامية أن يتحرر من الدين ولا من قداسة القرآن الدينية وعلى أي أساس استند سيد قطب في هذا الانفلات من قداسة القرآن الدينية ويدعي المغالطون من القطبيين رجوعه عما هَذَا به في كتابه بدعة (التصوير الفني). فنقول: كلا ليس الأمر كما تدعون فإن واقعه يشهد بخلاف هذا الادعاء وهذا أحد الغلاة فيه يدلي بـهذه الحقيقة ألا وهو صلاح الخالدي فيقول في كتاب (نظرية التصوير الفني عند سيد قطب): [ نصيحة للشباب المسلم في الإقبال على كتاب التصوير الفني ]: (إنني أتوجه بنصيحة إلى تلاميذ سيد قطب ومريديه من الشباب المسلم العامل المجاهد... أدعوهم فيها إلى الإقبال على كتابي (التصوير الفني في القرآن) و (مشاهد القيامة في القرآن) يقرؤنـهما ويتذوقون ما فيهما من متعة فنية جمالية، ويدركون الجمال الفني في القرآن كما بينه سيد قطب فيهما! إن الكثيرين من الشباب المؤمن يعتبر هذين الكتابين لا فائدة منهما للعاملين المجاهدين لأن سيد قطب ألفهما في حياته الأدبية! وهذا وهم... فإن الجمال الفني في التصوير القرآني لا يدرك إلا بعد قراءة هذين الكتابين وإن إدراك هذا الجمال ضروري للعامل المجاهد ليعرف الكثير من الكنوز المذخورة في دستوره الفريد الحبيب! ثم إن سيد قطب لم يزل معتمدا كتابه (التصوير الفني) ومعتزا به، حتى آخر أيام حياته، فكثيرا ما كان يحيل عليه في الطبعة المنقحة من الظلال. وهذه الإحالات دعوة منه إلى الدعاة المجاهدين، للرجوع إلى كتابه هذا والإقبال عليه...)([5]). ([1]) انظر في تفسير سورة الحديد (6/3480) حيث قال: (والقول بأننا نؤمن بالاستواء ولاندرك كيفيته لا يفسر قوله (ثم استوى) والأولى أن نقول: إنه كناية عن الهيمنة كما ذكرنا). ([2]) (ص 176-177) ط دار التوحيد، بيروت. ([3]) بمثل قوله فيه في (ص 97-98) (كلا إذا دكت الأرض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا وجيء يومئذ بجهنم...)الآيات.في وسط هذا الروع الذي يبثه ذلك العرض العسكري الذي تشترك فيه جهنم بموسيقاه العسكرية المنتظمة الدقات المنبعثة من البناء اللفظي الشديد الأسر وبين العذاب والوثاق النموذجي يقال لمن آمن (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك...) الآية... إلى أن يقول: والموسيقى حول المشهد مطمئنة متموجة رخيّة في مقابل تلك الموسيقى القوية العسكرية...) وله هراء كثير بمثل هذا الكلام الساقط في الظلال. ([4]) التصوير الفني في القرآن (ص 24). ([5]) (ص 401) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 189 | |||||
|
![]() فماذا سيقول المغالطون؟ على رسلك يا صاحب (حكم الانتماء) و (الرد على المخالف) و (هجر المبتدع) ورفقا بنفسك فلا تجمح بك العواطف العمياء نحو سيد وعقائده وأفكاره.خامسا: زعمت: (أنك تكره لنفسك ولي ولكل مسلم مواطن الإثم والجناح وأن من الغبن الفاحش إهداء الإنسان حسناته إلى من يعتقد بغضه وعداوته). سبحان الله ما ذا تريد بـهذا التوجيه؟؟ أتريد إغلاق باب من أعظم أبواب الجهاد والذب عن حياض الحق والسنة من أجل سيد قطب؟؟!. أترى في اجتهادي في الذب عن الصحابة الكرام وردي لاشتراكيته وغضبي لنبي الله موسى عليه السلام ودحض تأويلاته الباطلة إهداء لحسناتي إلى من فعل كل هذه الأفاعيل؟؟ فهل وصلت إلى التوبة والندم من ردودك على أبي غدة والصابوني؟ وهل وصلت إلى أن في ردودك عليهما إهداءا لحسناتك؟؟ اللهم غفرا ولطفا. ليت ذنوبنا كلها من هذا الباب باب الجهاد بالرد على أهل البدع فدع عنك التخذيل أيها الرجل ولا تناقض كلامك الحق في كتابك الرد على المخالف ص (69) واثبت على الحق ولا تتزلزل ولا تضطرب واسأل الله أن يثبت قلبك على الحق. محاربة الشيخ بكر سابقا لظاهرة التخذيل قلتَ: (المبحث الرابع ظاهرة التخذيل). مضى مايتم به ثلج اليقين من أن حراسة الدين بالرد على المخالف من الجهاد الواجب والدفاع اللازم... في إطار حرمات المسلمين المشمولة بحفظ الضروريات الخمس لحياتـهم وهي: الدين، النفس، المال، العقل، العرض. وأن هذه العقيدة الجهادية من معاقد الإسلام الجارية لدى أهل السنة والجماعة، فهي سمة بارزة وعلامة فارقة بينهم وبين الخالفين ومن (فصائلها) لدى العلماء: الانفاق من ساعات العمر، للرد على إخوان الباطل كل بما وسعه من علم ومعرفة يزن بـهما ما يجوس خلال الديار، ويخالط الأفكار من عدوان ومنكر، وبدعة وهوى حتى يصيره هباء ولا يزال ركب الإيمان على هذا الصراط ومن اهتدى). وقلت فيه – تاب الله عليك -: (والتخذيل لا يسري في أمة إلا وتسعى في إسقاط نفسها بنفسها وتوجد من تقصيرها وتخذيل الناصحين فيها معاول لهدمها). نَقْلُ الشيخ بكر لكلام شيخ الإسلام في عقوبة من يذب عن أهل البدع وتعليقه عليه ثم قلت كلاما شديدا في المخذلين. ثم قلت أيضا أيها الفاضل: (وهذا كلام في غاية النفاسة والدقة لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – إذ يقول: (ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم، أوذب عنهم أو أثنى عليهم، أو عظم كتبهم، أو عرف بمساعدتـهم، ومعاونتهم، أو كره الكلام فيهم، أو أخذ يعتذر لهم بأن هذا الكلام لا يدري ما هو؟ أو قال: إنه صنف هذا الكتاب، وأمثال هذه المعاذير التي لا يقولها إلا جاهل أو منافق بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم ولم يعاون على القيام عليهم فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات، لأنـهم أفسدوا العقول و الأديان على خلق من المشايخ والعلماء والملوك والأمراء وهم يسعون في الأرض فسادا، ويصدون عن سبيل الله...)([1]). وقلت أيها الشيخ – تعليقا على كلام شيخ الإسلام – رحمه الله: (وإذا كانت الأشباح التي تحمل نفوسا محشوة بمرض الشبهة وما تلقيه بين يدي الأمة من أمراض متنوعة هي أسوأ داء ينزل في ساحة المسلمين، ويتجول بينهم، ويدمر طلائعهم، فإن المسلم الموحد ليصاب بأذى مضاعف من المقرنين بالتخذيل، إذا خفقت في الصف ريحهم، فما أن يقبض عالم قبضة من الهداية ليرمي بـها بدعة وعماية إلا وترى في الصف نزرا رغبت بطونـهم ملتفين بملاآتـهم، أشغلتهم دنياهم عن آخرتـهم دأبـهم (الموالسة) يرمون بالتخذيل، والتحطيم، صبرة بلا كيل ولا وزن، فيبسطون ألسنتهم بالنقد حينا، والاستعداء أحيانا، وينزلون أنفسهم في (روزنة)، يفيضون منها الحكمة والتعقل، والذكاء الخارق في أبعاد الأمور، وهكذا من أمور ما إن تفور إلا وتغور؟ وهم في الحقيقة المخذولون المنزوون عن الواقع، الفرارون من المواجهة، وارثوا التأويل الخاطيء لقول الله تعالى (عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم)... التخذيل المشوب بالإعراض عن مواجهة الباطل من تحريف الكلم عن مواضعه عند الشيخ بكر سابقا ثم وقع في ذلك لاحقا (فهذا التخذيل المشوب بالإعراض عن مواجهة الباطل من باب تحريف الكلم عن مواضعه، والمعرض عن رد الباطل بعد تذكيره يخشى أن يدخل في الذين إذا ذكروا بآيات ربـهم يخرون عليها صما وعميانا... إلا أن التخذيل في هذه المسيرة الآثمة كما أنه انصراف عن معاضدة العدل، ونصرة الحق، وتعرية لفرسان الدعوة وهز لموقفهم، فهو مظاهرة للمجرمين، من المبتدعين والمفسدين، والله سبحانه قد نـهى عن ذلك فقال: (فلا تكونن ظهيرا للمجرمين)... والحاصل أن (التخذيل) يواجه المجاهدين بألسنتهم وأقلامهم وسنانـهم... لكنه مع حامله كصحوة الموت يتقلص ويضمحل بين غمضة عين وانتباهها والعاقبة للمتقين. وهذه سنة الله الجارية بالنصر والتأييد لكل حامل حق وبخاصة (حراس الشريعة) الذين ينفون عن دين الله كل هوى وبدعة فيكون قولهم الأعلى ومقامهم الأسنى)([2]). وكذلك قلت في موضع آخر تعليقا على كلام شيخ الإسلام السابق: (فرحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية وسقاه من سلسبيل الجنة آمين، فإن هذا الكلام في غاية الدقة والأهمية وهو وإن كان في خصوص مظاهرة (الاتحادية) لكنه ينتظم جميع المبتدعة فكل من ظاهر مبتدعا، فعظمه أو عظم كتبه، ونشرها بين المسلمين ونفخ به وبـها وأشاع ما فيها من بدع وضلال، ولم يكشفه فيما لديه من زيغ واختلال في الاعتقاد – إن من فعل ذلك – فهو مفرط في أمره، واجب قطع شره لئلا يتعدى على المسلمين. وقد ابتلينا بـهذا الزمان بأقوام على هذا المنوال يعظمون المبتدعة وينشرون مقالاتـهم، ولايحذرون من سقطاتـهم وما هم عليه من الضلال، فاحذروا أبا الجهل المبتدع هذا. نعوذ بالله من الشقاء وأهله)([3]). دعوة الشيخ بكر إلى قراءة كتب السلف وكتبه السلفية أقول: أعد النظر في كلام شيخ الإسلام ثم في تعليقك عليه وتأملهما طويلا وتأمل بقية كتاباتك في هذا الكتاب وغيره لعل ذلك يساعدك مساعدة فعالة على العودة إلى جادة الحق وإلى القمة الجهادية التي تربعتها في نصرة الحق والسنة، ولعل ذلك يساعدك مساعدة قوية في إدراك فداحة ما آل إليه أمرك بكتابة (تصنيف الناس بين الظن واليقين) وهجومك الشرس - على من يكافح وينافح الباطل والضلال وأهلهما ويستميت في إعلاء كلمة الحق ونصرها – في خطابك هذا فلم تكتف بمجرد التخذيل كما وصفت به من وصفت بل ذهبت إلى أبعد من ذلك وهو الذب والدفاع عن الباطل وأهله بحرقة وعنف. من هم الذين يفرحون بكتابات الشيخ بكر الأخيرة وإذا أردت أيها الأخ أن تعرف حقيقة الأمر وجليته فاعرف جيدا من هم الذين يفرحون ويأشرون ويبطرون بكتاباتك الأخيرة؟؟!. إنـهم الحزبيون أهل البدع والأهواء فهم والله زبائنك اليوم. فواحسرتاه عليك إن تماديت في هذا المضمار الخطير راكبا متن عمياء وضاربا في مجاهل البيداء. قال الشيخ بكر (ص 1): اقتباس:
خطاب الشيخ بكر هو الذي يفتقد أصول البحث العلمي أقول: سبحان الله، إن كل ماقاله الشيخ بكر ينطبق تمام الانطباق على خطابه هذا، فقد اشتملت على قلة أوراقها على عيوب مخجلة من افتقاد أصول البحث العلمي، ومن الحيدة عن منهج الحق، وعن أمانة النقل والعلم وخذلان الحق...، أما أدب الحوار فقد ابتعد عنه كل البعد في هذا الخطاب، فلعله لم يخطر على بال، أما سمو الأسلوب ورصانة العرض فسلوا العقلاء المنصفين عنهما في كتاباتي، وأحمد الله أن كتاباتي محببة عند أهل الحق جميعا تسر المؤمنين وتغيظ المبطلين، وتمتاز والحمد لله بجودة العرض وقوته ورصانته وقوة الحجة والبرهان بعيدة عن التشدق والتقعر ورص الألفاظ الغريبة والوحشية التي يظنها الجهلاء أنـها بلاغة وهي عي وفهاهة. قال الشيخ بكر بعد تلك السموم التي نفثتها نفسه: (وإليك التدليل) – أقول أنا ربيع – ارهفوا أسماعكم وشدوا أبصاركم لهذا التدليل العجيب. اتـهـام باطـل قال: اقتباس:
أقول: ياشيخ لقد اقحمت نفسك في ميدان تجهله غاية الجهل([5]) فلا يمكن أن تجيد فيه الكر والفر ولا بد أن تكون الصريع الأول فيه فأنت لا تعرف فيما يبدو عقائد سيد قطب ولا أفكاره ولا طبعات كتبه ولا أي الطبعات اعتمدت، ولا هل حصل من سيد تعديل أو لا ؛ كل ذلك تجهله جهلا مطبقا يرثى لك فيه غاية الرثاء ومع كل ذلك لم تفكر في العواقب الوخيمة التي ستترتب على هذا الاقتحام المحفوف بالمخاطر ؛ فلم تأخذ أي أهبة لمعركة ربما كنت تعتقد أنـها حاسمة وفاصلة، بل تناولت القضايا والأمور الخطيرة بأطراف أناملك فكانت النتيجة ضد ما تخيلت فكنت أول صريع لهذا البغي، وعلى الباغي تدور الدوائر. وأقول: الآن هل قرأت كتابي (الأضواء) قراءة جادة متأنية و رأيت الإحالات فيه فرجعت إلى طبعات كتب سيد القديمة والأخيرة([6]) فتأكدت فعلا أنني تحريت مكرا وخيانة الطبعات القديمة المنسوخة وأعرضت عن الطبعات الأخيرة الناسخة لألصق بسيد عقائد وأفكار قد تاب منها ورجع عنها؟، إن كنت فعلت ذلك فإن أصول المنهج العلمي الذي تدعي أن كتابي يفتقدها يفرض عليك أن تدلل وتبرهن على ذلك ببيان النسخ التي اعتمدت عليها وبيان صفحاتـها وتاريخ طبعها وذكر الكلام الناسخ الذي تاب فيه سيد وأناب إلى الله في الطبعات المتأخرة من مثل طعنه في عثمان – رضي الله عنه – وإسقاط خلافته في كتاب (العدالة) ومثل تعطيل صفات الله تعالى في كتاب (الظلال) و (التصوير الفني في القرآن)، ومثل الاشتراكية في (العدالة الاجتماعية) و (معركة الإسلام والرأسمالية)، ومثل تكفير الأمة في (الظلال) و (العدالة الاجتماعية) و (الإسلام ومشكلات الحضارة)، ومثل وحدة الوجود في (الظلال)([7])... وهكذا سائر القضايا ؛ وإذ لم تفعل ولن تستطيعه لا أنت ولا الإخوان المسلمون ولا القطبيون جميعا بل ولا الطوائف الضالة جميعها التي تبجل سيد قطب وتدين فكره، لن تستطيعوا جميعا أن تثبتوا ما ادعيته من أنك رأيت الاعتماد في النقل من كتب سيد –رحمه الله تعالى – على طبعات سابقة منسوخة مثل (الظلال) و (العدالة الاجتماعية)، ولا أن تثبتوا رجوعه عن بدعه وضلالاته التي شَحَنَ بـها كتبه. ([1]) وقد وقع الشيخ بكر في الذب عن سيد والثناء عليه وعلى أسلوبه وعظم كتبه وأوجب الإستفادة منها وساعد أنصاره بكتاب (التصنيف) بل وبكتاب (لاجديد في الصلاة) وهذا (الخطاب) وتَكلَّف المعاذير عن سيد ولم يعاون في القيام عليه وعلى أنصاره المتشربين لمنهجه وكره نقده والكلام فيه بل ذعر من ذلك ذعرا شديدا. ([2]) الرد على المخالف ص (71-74). ([3]) هجر المبتدع ص (48 – 49). ([4]) مافي حاشية (29) من (الأضواء) يدين الشيخ بكر من جهتين: الأولى: أني عنونتها بقولي (طعنه – أي سيد – في عثمان وفي روؤس قريش من الصحابة) وسقت لسيد في هذه الصحيفة ست طعنات في عثمان والصحابة، وهذا كاف لحفز أي مسلم للغضب لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا لمن يطعن فيهم فضلا عن طعن سيد قطب الكثير في كتاب (العدالة). الثانية: أني أحلت على (العدالة) في هذه الطعون على طبعتبن [الثانية عشرة ] و [الخامسة ] لبيان إصرار سيد قطب على طعنه في الصحابة إلى أن مات وإصرار ناشري فكره على ذلك ثم بينت فرقا لفظيا في هذا الموقع لا يغير من جوهر الطعن فأخذ الشيخ بكر من هذا حجة عليَّ في زعمه في الإعتماد على الطبعات الأولى فاعتبروا يا أيها المسلمون وواأسفاه. ([5]) قلت هذا بناء على زعمه أنه لا يقرأ في كتب سيد قطب فإن كان هو من قُرَّاء كتب سيد ثم أخفى ذلك عني فهو يتحمل مسؤلية ذلك. ([6]) كتبت هذا أول الأمر في شهر رمضان ثم راجعت إشارته إلى حاشية ص (29) من مخطوطة (الأضواء) في 26 من شوال، فوقفت على أمر مذهل، فعلقت عليه بما رأيته في الفقرة السابقة، وعلى كل حال فأمر هذا الرجل يحير الألباب ولغز من الألغاز!!. ([7]) والدندنة حولها في (المقومات) و (الخصائص). |
|||||
![]() |
رقم المشاركة : 190 | |||||||
|
![]() بيان بالطبعات التي اعتمدتُ عليها في نقل أقوال سيد قطب وإليك البيان بالطبعات التي اعتمدتـها في نقل أقوال سيد قطب: 1- كتاب (الظلال) الطبعة الثالثة عشرة (1407 هـ) دار الشروق. 2- (التصوير الفني في القرآن) الطبعة العاشرة (1408 هـ) دار الشروق. 3- (العدالة الاجتماعية) الطبعة الثانية عشرة (1409 هـ) دار الشروق. 4- (العدالة الاجتماعية) الطبعة الخامسة([1])، بدون. 5- (نحو مجتمع إسلامي)، الطبعة الثامنة (1408 هـ) دار الشروق. 6- (معركة الإسلام والرأسمالية)، الطبعة العاشرة (1408 هـ) دار الشروق. 7- (السلام العالمي والإسلام)، الطبعة الثامنة (1399هـ) دار الشروق. 8- (معالم في الطريق)، الطبعة الخامسة عشرة (1412هـ) دار الشروق. هذه هي طبعات كتب سيد قطب التي اعتمدتـها في النصوص التي ضمنتها كتابي (أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره). وهي طبعات متأخرة فإذا جارينا دعوى الشيخ بكر من أن ما في الطبعات المتأخرة من أقوال سيد ناسخ لما في الطبعات المتقدمة فإنني أكون قد اعتمدت أقوال سيد الناسخة التي وردت في الطبعات المتأخرة وأكون قد التزمت بأصول البحث العلمي وأخذت بأصول النقد. فسلطت النقد على النصوص الواردة في الطبعات المتأخرة وأكون قد التزمت بأمانة النقل والعلم. وكل ذلك قد قمت به ولله الحمد والشكر والثناء الحسن. و والله لأن أخر من السماء إلى الأرض أهون علي من أكذب على الله أو على مسلم. و والله لأن أخر من السماء فأموت ألف مرة أهون على من أن أخون أحدا ولو كافرا فضلا عن مسلم وأهون علي من أخل بأمانة النقل والعلم. ياقوم نحن في واد وأنتم في واد آخر. نحن نعمل جاهدين لتصفية الإسلام من الأخلاط الفاسدة والأوشاب القاتلة من الخرافات والضلالات ثم لجمع كلمة المسلمين على الإسلام الصافي الخالص من ألوان الباطل والضلال، فنقابل من أقرب الناس إلينا مشربا بالاتـهامات الظالمة والإشاعات الغاشمة. وأخيرا أقول للشيخ بكر وغيره: إنني قد بذلت جهدا كبيرا في الوقوف على التوبة الواضحة النصوح من سيد قطب عن أفكاره وعقائده فلم أجد شيئا من ذلك، فإن وجدت ذلك واضحا تراجعت عن نقدي له، ويجب أن يكون اللوم والتأديب والعقوبة على من يكتم هذه التوبة الصادقة وينشر أقواله وعقائده الفاسدة المنسوخة، ويجب أن يدان بالخيانة لله ولكتابه والغش والخيانة للمسلمين خاصتهم وعامتهم. وإن لم توجد تلكم التوبة والرجوع الواضح الصادق فعلى الشيخ بكر وكل الغلاة في سيد قطب أن يستحوا من الله ومن المسلمين العقلاء الناصحين الذين يحترمون عقولهم فيكفوا شرهم عن الإسلام والأمة ويتركوا المغالطات والتلاعب بعقول الشباب ودفعهم إلى التشبث بالباطل ودفعهم إلى محاربة الحق وأهله، وأن يتوبوا إلى الله من تربية الشباب على مذهب (عنـز ولو طارت) وعلى مذهب القائل: وما أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد وعلى الشباب أن يحترموا دينهم وضمائرهم وعقولهم ويحترموا المنهج الإسلامي الذي يربي على الرجولة وحب الحق واحترامه وبغض الباطل واحتقاره واحتقار دعاته واتـهامهم في دينهم وأمانتهم والحذر كل الحذر من شرورهم وفتنهم ومكائدهم. والقاعدة: إعرف الحق تعرف به الرجال ولا تعرف الحق بالرجال دفع اتـهام باطل حول تأليف كتاب (الأضواء) اقتباس:
فلا أدري ماذا يقصد بـهذه الطعنة؟! إن كان يريد أن الطالب يساعدني في التأليف فهو اتـهام مغرض يحاسبه الله عليه؟!، ولعله هو وأمثاله أولى به، وأنا بريء منه ولن أرضى لغيري أن يشاركني في تأليفي لكلمة واحدة وأسلوبي معروف جدا لا يخفى على الاذكياء الألباء ؛ وإن كان يقصد أن غيري قد يساعدني في تبييض بعض النصوص فهذا ليس بعيب لأن الاستعانة بمن ينسخ المسودة للمؤلف كالاستعانة بالطابع – كاتب الآلة – سواء بسواء ولايعيب بمثل هذا من يدري ما يقول. والراجح أن مقصوده هو الأول فحسبه الله، والله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، هو الملتقى. ولايرمي بالتهم جزافا إلا إنسان فرغ قلبه من خشية الله ومراقبته وما أكثر هذه النوعيات. وقد تبين للقاريء النبيل جرأة هذا الرجل على المجازفات المقيتة وإرسال الكلام على عواهنه و لكن (ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله) وقد وقع ذلك والحمد لله به وبأمثاله (إن الله يدافع عن الذين آمنوا) (ولينصرن الله من ينصره). اللهم اجعلنا من أنصارك والمجاهدين في سبيلك الصابرين على الأذى ابتغاء وجهك. حماس الشيخ بكر لسيد قطب أفقده توازنه فاقشعر جلده وهرع لإنقاذه ولم يزعجه طعن سيد في الصحابة ولا غيرهم قال الشيخ بكر أبو زيد: اقتباس:
أقول: انظر إلى هذا الرجل الذي قضى شطرا كبيرا من حياته يحمل راية السنة ويشن الغارات على البدع والمبتدعين كيف أصبح في حال يرثى له فيها، اقشعر جلده غيرة على سيد قطب ولم يقشعر جلده غيرة على تعطيل صفات الله، ولم يقشعر جلده غيرة على الخليفة الراشد عثمان وقد طعنه سيد طعنات نجلاء ظالمة وأسقط خلافته، ولم يقشعر جلده غضبا لنبي الله وصفيه وكليمه موسى عليه الصلاة والسلام إذ تنقصه سيد قطب، ولم يقشعر جلده غضبا للذين طعن فيهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم الزبير وسعد وعبدالرحمن بن عوف ولم يقشعر جلده من طعن سيد قطب للدولة الأموية وإخراجها من حدود الإسلام نـهائيا في سياسة الحكم والمال وهذا منه تكفير لها لأنه يكفر بالحاكمية وحدها بدون ضابط. ولم يقشعر جلده من تكفيره للأمة من قرون. وكم لسيد من الطوام والدواهي كل ذلك لم يهز مشاعر هذا الرجل الغيور على سيد قطب. يقول بكر: اقتباس:
قصـة عجيـبة في لقـاء مع الشـيخ بكـر لهذا العنوان ولعنوان آخر هو (سيد قطب يقول بخلق القرآن) قصة عجيبة، ومحكمة هزلية، إن صح التعبير في قصة طويلة مرعبة حاصلها أني اجتمعت بالشيخ بكر في المدينة وكان معي ولدي أحمد وأظن أن ابنه الأكبر كان معنا، فدار النقاش حول هذا العنوان والكتاب، فزعم الشيخ أنني ظلمت سيد قطب، ومن خلال النقاش اعترف أنه لم يقرأ إلا بعضه، فقلت له فلنقرأ بقية الفصل لأني ضربت فيه مثلين لتجويز سيد قطب لغير الله أن يشرع لم يقرأهما، والمثالان هما (أنه لا مانع من وضع نظام دولي يلغي الرق) ذكره سيد في عدة مواضع من الظلال، وقوله: (بالاشتراكية الغالية)، (وأن بيد الدولة أن تنتزع الملكيات والثروات جميعا وتعيد توزيعها من جديد ولو كانت هذه الملكيات قد قامت على الأسس التي يعترف بـها الإسلام ونمت بالوسائل التي يبررها الإسلام، وله غيرها في هذا الباب) فرفض أن يقرأ الفصلين وحكم على الكتاب بالإلغاء غضبا فقط لسيد قطب، ولم يبال بكل ما ارتكبه سيد قطب في حق الله والإسلام والصحابة والأمة. فقلت له عندما شاهدت هذا الموقف المريب المهول لقد تبوأت أعلى منصب في القضاء فهل يجوز أن تحكم على كتابي كله بسبب قراءتك لقطعتين من فصلين فضحك!!! ولم يحر جوابا إلا الإصرار على الباطل على حكمه الباطل الذي لا أعرف له نظيرا في المحاكمات العلمية. فاعتبروا يا أولي الأبصار من علماء وقضاة!!! أكتفي بـهذا القدر وأحيل القاريء المنصف إلى الكتاب وإلى الفصلين المذكورين([3]). أما قوله: اقتباس:
([1]) جمعت بين هاتين الطبعتين للعدالة لبيان أن سيد قطب لم يتراجع عن طعنه في عثمان وغيره وأن تعديل بعض العبارات وهي نادرة لم يغير من الحقيقة شيئا. ([2]) ص (2). ([3]) (ص 135-141) و (ص 207-211) من (أضواء إسلامية). |
|||||||
![]() |
رقم المشاركة : 191 | ||||
|
![]() مآخذ على الشيخ بكر منها عدم نقله للكلام الذي يناقشني فيه وكل مناقشاته كذلك أقول: على هذا الكلام مآخذ منها ما ذكرناه آنفا، ومنها أن الشيخ بكرا لم يذكر هذا الكلام الذي نقلته عن سيد من (العدالة الإجتماعية) وقد صرح فيه سيد بجواز التشريع والاستفادة من كل ما أتمته البشرية من تشريعات ونظم اجتماعية لا تخالف أصوله أصول الإسلام... إلى آخر كلامه الذي ستراه ويريد بذلك ما شرعته أوروبا وأمريكا وروسيا([1]). وكيف تتفق أصول الكفر والإلحاد مع أصول الإسلام، وسيد يهدف إلى الأنظمة الاشتراكية وغيرها ومن ذلك إلغاء الرق – وهو كلام صريح في تجويز التشريع – لذا تـهرب الشيخ بكر عن نقله ليروج على القارئ الغر. قوله: (ولنفرض أن فيه عبارة موهمة أو مطلقة فكيف نحولها إلى مؤاخذة مكفرة... الخ) وهذا هو عين الاستفزاز بالباطل لا بالحق ومنها أنه لا يصح قول الشيخ بكر أنه لم يجد تحت هذا العنوان إلا نقلا واحدا، وذلك أني تعقبت سيدا في عدد من الفقرات لأبين سوء تطبيقه للقواعد التي قالها وأن عمله تشريع باطل. سيد قطب يقول بالاشتراكية وبجواز إلغاء الرق وهذا تشريع منها: خلاصة رأيه في الاشتراكية الغالية التي قررها في كتاب (العدالة الاجتماعية) وفي كتاب (معركة الإسلام والرأسمالية) وكتاب (السلام العالمي) فلم أورد أقواله في الاشتراكية لأمرين: الأول: لكثرتـها. والثاني: أني عقدت فصلا خاصا لمناقشته في الاشتراكية بعد هذا الفصل مباشرة في كتاب (الأضواء). ومن الفقرات المشار إليها فقرة بينت فيها أن سيد قطب يرى جواز تشريع إلغاء الرق وأنه يجوز للعالم أن يتعارف على نظام آخر غير الاسترقاق، وبينت أن سيد قطب قرر هذا التشريع في تفسيره (في ظلال القرآن) في أربعة مواضع في تفسير [سورة البقرة ] وفي تفسير [ سورة التوبة ] وفي تفسير [ سورة المؤمنون ]، وفي تفسير[ سورة محمد ] وأحلت على هذه المواضع كلها في حاشية الكتاب فهذه عبارة عن عدد من النقول من غير العدالة عند من يفهم وينصف فكيف يستجيز الشيخ بكر أن يقول إنه لم يجد إلا نقلاً واحداً من كتاب العدالة ويزيد الطين بلة بعدم ذكر هذا النص الذي ينتقده. عدم التزام الشيخ بكر بمنهج النقد لا في هذا الموضع فحسب بل في هجومه كله فأين هو من قوله: (والواجب حسب أصول النقد والأمانة العلمية تسليط النقد – إن كان – على النص من الطبعة الأخيرة([2])... الخ). ولتأكيد كلامي هذا وتوضيح عدم التزام الشيخ بكر بمنهج النقد السليم أحببت أن أرفق هذا الفصل بكامله بـهذا النقاش فاقرأه واعرف الحقيقة، وقد صورت ذلك من المسودة وطابق بينها وبين المطبوعة من الأضواء لتزداد ثقة. (([3]) يرى سيد قطب أنه يجوز لغير الله أن يشرعوا قوانين لتحقيق حياة إسلامية صحيحة مع أنه يكفر من لم يحكم بما أنزل الله مطلقا ويتشدد في ذلك قال: (فإذا انتهينا من وسيلة التوجيه الفكري بقيت أمامنا وسيلة التشريع القانوني لتحقيق حياة إسلامية صحيحة تكفل فيها العدالة الاجتماعية للجميع، وفي هذا المجال لا يجوز أن نقف عند مجرد ما تم في الحياة الإسلامية الأولى، بل يجب الانتفاع بكافة الممكنات التي تتيحها مباديء الإسلام العامة وقواعده المجملة. فكل ما أتمته البشرية من تشريعات ونظم اجتماعية ولا تخالف أصوله أصول الإسلام، ولا تصطدم بفكرته عن الحياة والناس يجب أن لا نحجم عن الانتفاع به عند وضع تشريعاتنا ما دام يحقق مصلحة شرعية للجميع أو يدفع مضرة متوقعة، ولنا في مبدأ المصلحة المرسلة ومبدأ سد الذرائع وهما مبدآن إسلاميان صريحان ما يمنح ولي الأمر سلطة واسعة لتحقيق المصالح العامة في كل زمان ومكان)([4]). قلت: وعلى هذا مآخذ: 1- كأن سيدا يرى أن الإسلام غير كامل ولا واف بمتطلبات الأمة الإسلامية. 2- يمكن لأي دولة تنتمي للإسلام أن تأخذ كل ما تـهواه من القوانين الوضعية بحجة تحقيق المصالح ودرء المفاسد وبحجة أنـها لا تتنافى مع أصول الإسلام ولو كانت مصادمة لأصوله ونصوصه. 3- يرى سيد أخذ كل ما أتمته البشرية من تشريعات ونظم اجتماعية إذا لم تخالف أصول تلك التشريعات وأصول تلك التنظيمات أصول الإسلام ولا تصطدم بفكرته عن الحياة، أي لا تحرم التشريعات والنظم الكافرة على المسلمين إلا في حالة مصادمة أصولها أصول الإسلام فإذا خالفت أصول التشريعات الكافرة والتنظيمات الكافرة نصوص الإسلام في الكتاب والسنة والأمور الفرعية التي دلت عليها تلك النصوص فلا حرج فيها ولا تحريم بل يجب الأخذ والحال هذه بتلك التشريعات والتنظيمات الكافرة وكذلك إذا خالفت تفريعات تلك القوانين والنظم أصول الإسلام فلا حرج فيها بل يجب الأخذ بـها لأنـها فروع صادمت أصول الإسلام وذلك لا يضر وإنما الضرر فقط في مصادمة الأصول الكافرة للأصول الإسلامية وبـهذا التأصيل والتقعيد الذي يضعه سيد تنفتح أبواب التلاعب بدين الله لكل طاغية يريد التلاعب بالإسلام وبالأمة الإسلامية فيمكنه جلب قوانين أوربا وأمريكا تحت ستار هذه التأصيلات التي وضعها سيد قطب. وانطلاقا من هذه القواعد التي وضعها سيد: 1- أخذ بالاشتراكية الغالية فتوصل إلى أنه بيد الدولة أن تنتزع كل الممتلكات والثروات من أهلها وتعيد توزيعها من جديد ولو قامت على أسس إسلامية. 2- ومن هذا المنطلق يرى أنه لا مانع من وضع نظام دولي يلغي الرق الذي شرعه الإسلام فيقول في تفسير سورة التوبة: (وفي الرقاب([5]) وذلك حين كان الرق نظاما عالميا تجري المعاملة فيه على المثل في استرقاق الأسرى بين المسلمين وأعدائهم ولم يكن للإسلام بد من المعاملة بالمثل حتى يتعارف العالم على نظام آخر غير الاسترقاق). وهكذا يرى سيد أنه يجوز قيام نظام عالمي ينسخ ما قرره الإسلام في الكتاب والسنة وأجمع على مشروعيته المسلمون في أبواب الجهاد والزكاة والكفارات والفضائل وغيرها في الرق وعتق الرقاب. لماذا لأن هذا كله لم يصطدم بأصل من أصول الإسلام في زعمه وكذلك استباحته مصادرة وتأميم ثروات المسلمين وملكياتـهم الاستباحة المستوردة من الاشتراكيين الغربيين ومن أنظمتهم وقوانينهم التي يجب الأخذ بـها لأنـها تحقق مصالح وتدرأ مفاسد ولو صادمت نصوصا قاطعة في تحريم ذلك ولأنـها لم تصطدم بأصول الإسلام في زعمه. أما مصادمتها لنصوص الكتاب والسنة وإجماع المسلمين على حرمة أموال المسلمين، فهذا أمر هين عند سيد قطب فلا يلتفت إليه. وكل هذا مجاراة لأهواء الغربيين وما أكثر وأشد ما يقع في هذا الميدان (أي ميدان مجاراة الغربيين) ولو قامت له ولأمثاله دولة لرأيت العجب العجاب من القوانين والتشريعات التي تحل الحرام وتحرم الحلال انطلاقا من هذه القواعد التي تؤدي إلى هدم الإسلام باسم الإسلام. وبرأ الله الإسلام من ذلك. فأين التركيز على أنه لا حاكم إلا الله ولامشرع إلا الله؟ وأين ماقام على هذا من تكفير المجتمعات الإسلامية كلها لأنـها تخضع لغير حاكمية الله وتشريعاته في نظره؟!!. فاعتبروا يا أولي الألباب. ملاحظة: يجب على المسلمين جميعا أن يدينوا ويعتقدوا أنه لا مشرع إلا الله فلا حلال إلا ما أحله الله ولا حرام إلا ما حرمه، ولا واجب إلا ما فرضه ولا مندوب ولا مكروه إلا ما قام عليه دليل من كتاب الله وسنة رسوله.فمن أبطل واجبا أو أحل حراما فقد جعل نفسه ندا لله ورد ما شرعه الله – إذا كان عالما بذلك متعمدا – وخرج بـهذا التشريع من دائرة الإسلام. أما الأمور الدنيوية المباحة فإذا احتاج المسلمون حكاما ومحكومين إلى تنظيمها وضبطها فلا مانع من ذلك وعلى ذلك أدلة منها قوله صلى الله عليه وسلم في تأبير النخل (أنتم أعلم بدنياكم)، ومنها إنشاء عمر للديوان بإشارة من الصحابة وتأييد منهم. والمصالح المرسلة تدور في هذا المجال مالم تصطدم بنص من نصوص القرآن والسنة أو إجماع الأمة. ثم أعجب لقول الشيخ بكر: اقتباس:
أقول: هل رأيتني صرحت بتكفيره في موضع واحد من كتابي اللذين ناقشت فيهما سيد قطب؟؟ حتى تجزع هذا الجزع وتـهول هذا التهويل!! أتظنني من جنس سيد قطب والقطبيين في إطلاق التكفير جزافا على الأفراد والجماعات دون مراعاة لمنهج السلف الذي يشترط للتكفير شروطا صعبة منها إقامة الحجة على من ارتكب أمرا مكفرا ومنها: توفر شروط التكفير وانتفاء موانعه. أما رأيت مؤاخذاتي الشديدة لسيد قطب ومناقشاتي له في جرأته على تكفير الأمة بالحاكمية فقط لا بالشرك الأكبر ولا بغيره من المكفرات التي يُكفِّر بـها العلماء بعد توفر الشروط. لقد ناقشته في فصل طويل استغرق تسعا وثلاثين صفحة تحت عنوان (سيد قطب يكفر المجتمعات الإسلامية) كما ناقشته مناقشة أخرى في حوالي ست عشرة صفحة في المعاصي الكبيرة والصغيرة التي يسميها هو وأخوه وأتباعه أوثانا جهلا منهم وغلوا وذلك تحت عنوان (الشرك وعبادة الأوثان عند سيد ومن سار على نـهجه). أتنام قرير العين أمام هذه الفعلات النكراء البالغة نـهاية الجهل ونـهاية الظلم للمسلمين ويقشعر جلدك وتـهرع في جزع وهلع لإنقاذ سيد فحسب ولا تحرك ساكنا لأفاعيل سيد النكراء وأفاعيل من يسير على نـهجه من أهل الفتن التي تضطرب منها الدنيا ثم من العجائب أن ترى أن مناقشتي له تنسف ما بنى عليه حياته من الدعوة إلى توحيد الله في الحكم والتشريع. فهل أنا تجنيت عليه وقولته مالم يقل؟؟ وهل عرفت دعوته إلى توحيد الله في الحكم والتشريع في ضوء دراسة واعية متأنية؟ ما أظنك قمت بـهذا؟ وإنما هي ألفاظ سمعتها – حسب تقديري – من أتباعه الغلاة فيه فرددتـها. يؤكد هذا اعترافك أنك ما قرأت كتب سيد قطب. ولو قرأت كتاباته قراءة سلفي واع متجرد لأدركت ما يلي: أولا: أن تفسيره من أشد أنواع التحريف لآيات التوحيد فإنه يصرفها عن توحيد العبادة إلى توحيد الحكم والتشريع أو السياسة أو الربوبية مخالفا بذلك تفاسير أئمة التفسير المعتبرين وتفسير أئمة التوحيد بل تفسيره لآيات التوحيد تفسير سياسي منحرف. ثانيا: تفسيره لآيات التوحيد بالإضافة إلى تحريفها قد أحيا خلاله مذهب غلاة الخوارج في التكفير الفوضوي الذي لا خطام له ولا زمام ولا شروط ولا قواعد ولا ضوابط. وما أكثر عيوب تفسيره وما أشد أخطاره فاتق الله في شباب الأمة ولا تغرر بـهم ولا تُحِلهم على غير مليء. ([1]) انظر (ص 226) من كتاب (من هنا نعلم) للغزالي. ([2]) ص (1) من خطابه. ([3]) يبدأ هذا الفصل المنقول من (أضواء إسلامية) من هنا وينتهي بنهاية ص (50). ([4]) العدالة ص (261) الطبعة الخامسة. ([5]) في ظلال القرآن (3/1669) وقد قرر هذا في تفسير [ سورة البقرة ] في الظلال (1/230)، وفي تفسير [ سورة المؤمنون ] (4/2455)، وفي تفسير [ سورة محمد ] (6/3285). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 192 | ||||
|
![]() قول سيد بوحدة الوجود والحلول والجبر ودفاعه عن عقيدة النيرفانا الهندوكية البوذية قال الشيخ بكر: اقتباس:
أقول: أولا: إني لست الرجل الوحيد الذي أدان سيدا بالقول بوحدة الوجود، فإن هناك علماء قد أدانوه بالقول بوحدة الوجود ومنهم الشيخ محمد ناصر الدين الألباني. ثانيا: أن كلامه صريح واضح في القول بوحدة الوجود في تفسيره للسورتين المذكورتين وليس بكلام متشابه، فقوله في تفسير سورة الحديد – بعد كلام ذكره:- (وما كاد يفيق من تصور هذه الحقيقة الضخمة التي تملأ الكيان البشري وتفيض، حتى تطالعه حقيقة أخرى لعلها أضخم وأقوى، حقيقة اللاكينونة لشيء في هذا الوجود على الحقيقة، فالكينونة الواحدة الحقيقية هي لله وحده سبحانه). واضح صريح في القول بوحدة الوجود، وقوله في تفسير السورة المذكورة: (وكل شيء لا حقيقة له ولا وجود حتى ذلك القلب ذاته إلا ما يستمده من تلك الحقيقة الكبرى)، أصرح في وحدة الوجود وأعمق من قول بعض أهل وحدة الوجود: (إن الوجود إشعاع ذاتي للخالق) الذي اعتبره سيد نفسه من أقوال أهل وحدة الوجود في تفسير سورة البقرة في (1/75) من الطبعة الأولى وهو موجود في سائر الطبعات للظلال ثم لما جاء إلى تفسير سورتي الحديد والإخلاص قرر وحدة الوجود بأقوى أسلوب وأوضحه واعتبره كمالا، ومما يؤكد أنه يقرر وحدة الوجود التي يقول بـها ملاحدة الصوفية قوله بعد تقريرها (ولقد أخذ المتصوفة بـهذه الحقيقة الأساسية الكبرى وهاموا بـها وفيها وسلكوا إليها مسالك شتى. 1- بعضهم قال: إنه يرى الله في كل شيء في الوجود. 2- وبعضهم قال: إنه رأى الله من وراء كل شيء في الوجود. 3- وبعضهم قال: إنه رأى الله فلم ير شيئا غيره في الوجود، وكلها أقوال تشير إلى الحقيقة إذا تجاوزنا ظاهر الألفاظ القاصرة). فماذا تريد بعد هذا التقرير؟؟ وماذا تريد بعد هذا التفصيل ونسبة هذه الأقوال إلى المتصوفة الذين عرفوا بالقول بالحلول وبوحدة الوجود. فالقول الأول: قول الحلولية. والقول الثالث: قول أهل وحدة الوجود. والثاني لا أدري من هم القائلون به من ضلال الصوفية. ثم إن سيدا يرى أن هذه الأقوال كلها تشير إلى الحقيقة، فهب أنك تكابر وتعاند في قوله بوحدة الوجود فهل ستكابر في قوله بالحلول وإقرار أهله عليه، وكذلك قرر سيد قطب وحدة الوجود في تفسير سورة الإخلاص ومن كلامه في هذا الموضع: (ومتى استقر هذا التصور الذي لا يرى في الوجود إلا حقيقة الله فستصحبه رؤية هذه الحقيقة في كل وجود آخر انبثق عنها وهذه درجة يرى فيها القلب يد الله في كل شيء يراه، ووراءها الدرجة التي لا يرى فيها شيئا في الكون إلا الله لأنه لا حقيقة هناك يراها إلا حقيقة الله). فهذا كلام يتأرجح بين القول بالحلول وبين القول بوحدة الوجود وقد نسب ذلك إلى المتصوفة مرة أخرى. أطوار سيد قطب في وحدة الوجود ( إلى الشاطئ المجهول والعالم الذي يقول سيد قطب في شرحه لهذه الأبيات في مقدمة كتابه ديوان سيد قطب ( ص 30 ـ 31) : حننْتُ لمرآه إلى الضفة الأخرى إلى حيث لاتدري إلى حيث لاترى معالم للأزمان والكون تُستَقْرى إلى حيث ( لاحيث) تميز حدوده! إلى حيث تنسى الناسَ والكونَ والدّهرا وتشعر أنّ( الجزء) و( الكل) واحد وتمزج في الحس البداهة والفكرا فليس هنا أمس) وليس هنا ( غد) ولا(اليوم) فالأزمان كالحلقة الكبرى وليس هنا ( غير) وليس هنا (أنا)([1]) هنا الوحدة الكبرى([2]) التي احتجبت سرا)ديوان سيد قطب (ص 123). الجسم والزمن والوحدة : ( القُوى الروحية ـ عند الشاعر ـ هي التي تربطه بالوحدة الكونية الكبرى([3]) كما تقدم، في حين تَقصُرُ القوى العقليةُ عن ذلك، وهو يرى أن الشعورَ بالزمن ؛ نتيجةٌ لوجودِ الجسمِ والقوى الواعية ؛ وأن الروح تحسُّ بالوجود المطْلقِ([4]) ؛ لا يقيده الزمن ؛ وبالبداهة لا يقيده المكان. ولذلك فهو حينما خَلعَ الجسم وخلع الحِجا في ( الشاطئ المجهول) رأى أنْ ليس هناك ( حيث) ولا ( أمس) ولا ( اليوم) ولا ( الغد) ولا ( غير) ولا ( أنا) … إلخ ولكنه رأى ( الأزمان) كالحَلْقَةِ الكبرى) ورأى ( الوحدة التي احتجبت سراً). وكذلك في قصيدة ( الليلات المبعوثة)([5]) حين تجرد لم يَرَ للزمان مَعْلَماً ولا رسماً ورأى كلّ شئ كرمز الدّوام. وله أبيات في ص91 من ديوانه عنوانها ( عبادة جديدة) نعق بها في عام 1937م منها : لك يا جمال عبادتي ومنها : لك أنت وحدك يا جمال وأرى الألوهة فيك تُو*****حي بالعبادة في جلال ما أنت إلاّ مظْهرٌ*****منها تُوشِّيهِ بالعبادة في جلالْ فإذا عَبدتُكَ لم أكنْ********يا حُسْنُ مِنْ أهل الضّلال بل كنتُ محمود العقيـ*******ـدةِ في الحقيقةِ والخيالْ أعْنُو لمن تعنُو له*******كلُ النفوسِ بلا مثالْ مُتفرِّقا في الكون في*******شتى المرائي والخِلالْ([6]) فإذا تركّز ها هُنا *********بطلَ التَّمحّلُ والجِدالْ ثم ذهب يتكلم عن هذا الرجل بكلام يطول ذكره ولا فائدة في ذكره والذي يهمنا من هذا المقال هو حديثه عن النيرفانا ودفاعه عنها وعن أهلها علما بأن كلامه هذا في مرحلة إسلامياته كما يصفه أنصاره ومحبوه. قال : 1ـ (وإذا شاهد فيلماً هنديا يمثل الروح الهندية المتسامحة التي تنتهي من الصراع على الحقوق الخاصة، إلى الزهد في أعراض الدنيا والاتجاه إلى عبادة الروح الأعظم قال : ( أدركت ناحية من نواحي الضعف في بعض الحركات الروحية حين تدخل ميدان السياسة العلمية). في هذا المقطع مدح للروح الهندية الضالة الملحدة بالتسامح والزهد في أعراض الدنيا والاتجاه إلى عبادة الروح الأعظم، وفي وصف الله بأنه الروح الأعظم ضلال مبين يرفضه الإسلام، وفي وصف الهنادك بأنهم يعبدون الله واعتداده بعبادتهم ضلال آخر. 2 ـ ثم قال : ( وإذا سمع زميله الانجليزي يقول عن ( النيرفانا) أي الفناء في الروح الأعظم ـ وهو الغاية التي يطمح إليها الهندي من وراء حرمانه وآلامه : ( دعنا من هذا فلا قبل لي بهذا الهجص وتلك الشعوذة يا عم حسن) لم يجد في نفسه أية حماسة للرد على هذا الكلام. وهكذا و هكذا مما قد يبالغ فيه فيصل إلى حدّ الزراية والسخط الشديدين على الروح الشرقية بوجه عام. في هذا المقطع تعريف للنيرفانا بأنها الفناء في الروح الأعظم أي بأنها وحدة الوجود ولوم وعذم للدكتور حسين فوزي على إقراره لزميله الانجليزي على الطعن في هذه العقيدة واعتباره إياها هجصا وشعوذة قال : فلم يجد في نفسه أي حماسة للرد على هذا الكلام فالنصراني على كفره وضلاله أدرك تفاهة هذه العقيدة وخسّتها وقد أقره حسين فوزي على هذا الوصف الذي لا يكفي في ذم هذه العقيدة الملحدة. وسيد قطب تأخذه الغيرة لها فيعذم الرجلين على نقدها والاستهانة بها فيقول المسكين متألما لهذه العقيدة : ( وهكذا و هكذا) الخ 3 ـ ثم يقول :ومهما افترضنا للسندباد من الأعذار في قسوة الأوضاع الاجتماعية والمظاهر البائسة التي شاهدها في الهند، فقد كنّا نرجو أن يكون أوسع أفقا وأكثر عطفا وأعمق اتصالا بروح الشرق الكامنة وراء هذه المظاهر والأوضاع، والروح الصوفية المتسامحة المشرقة بنور الإيمان. في هذا المقطع يبين في أسى شديد ما كان ينتظره ويرجوه من حسين فوزي فيقول فقد كنا نرجوا أن يكون أوسع أفقا، ثم ويا للهول يصف أخبث عقيدة وأكفرها بأنها المتسامحة المشرقة بنور الإيمان. 4 ـ ثم يقول : ( إنه يقول عن لوحة الكنج المقدس : لم يكن الاغريقي ليصور نبعاً مقدسا.الخ) أجل ! وهذا هو مفرق الطريق بين الشرق والغرب. في الشرق قداسة تمت إلى القوة العظمى المجهولة، وفي الغرب حيوية تمت إلى المشهود الحاضر المحسوس. وليس لي أن أفضل هذا أو ذاك. فكلاهما جانب من جوانب النفس الإنسانية الكبيرة التي تهش لكليهما على السواء ؛ إن لم تؤثر في حسابها الروحي والفني جانب المجهول على جانب المشهود.) في هذا المقطع يصف الكنج وهو نهر يعبده الهنادك بأنه نهر مقدس ويصف عبادة الهنادك وطقوسها الكافرة بالقداسة التي تمت إلى القوة العظمى المجهولة فيصف الله بالقوة العظمى المجهولة فلا حول ولا قوة إلا بالله، وفي قوله وليس لي أن أُفضل هذا أو ذك نوع من الاعتراف بوحدة الأديان، وقد قال في مناسبة أخرى: ((إن الإسلام يصوغ من الشيوعية والمسيحية معاً مزيجاً كاملاً يتضمن أهدافهما ويزيد عليهما بالتناسق والاعتدال)) [ معركة الإسلام والرأس ماليّة (ص:61)] وله في السلام العالمي مدح للعقيدة النصرانية. 5 ـ ثم يقول :وهو يسخر بعقيدة ( النيرفانا) كسخرية زميله الانجليزي الذي يقول : ما كنت أحسب أن دينا يعد بنعمة الفناء ! ووجه الخطأ هو اعتبار (النيرفانا) فناء ! إنها كذلك في نظر الغربي الذي يصارع الطبيعة وينعزل عنها، فأما الهندي الذي يحس بنفسه ذرة منسجمة مع الطبيعة، ويعدها أما رؤوما، فيرى في فنائه في القوة العظمى([8]) حياة وبقاء وخلودا. وعلينا أن نفهم هذا ونعطف عليه ولا نراه بعين الغربيين، وهو يبدو في أرفع صورة في ( ساد هانا تاجور)فلنقف خشعا أمام هذا السموّ الإلهي، ولو لحظات !! في هذا المقطع تأخذ سيد قطب الغيرة على النيرفانا وأهلها ويأخذه الحماس فيرى نقد حسين فوزي والإنجليزي للنيرفانا سخرية ويخطّئ نظرتهما إليها، ويريد أ، يبين وجه الخطأ بل قام في زعمه ببيان هذا الخطأ فيقرر بذكائه وحدة الوجود ويمدحها ويمدح أهلها بأسلوبه الغريب فتصل به عاطفته الجياشة بالحنان والعطف على هذه الديانة وأهلها إلى قوله ( وعلينا أن نفهم هذا ونعطف عليه) …الخ . وهكذا يقرر سيد قطب النيرفانا ويمدحها ويمح أهلها ويعتبر كفرهم وزندقتهم وإلحادهم سموا إلهيا، ويدعو نفسه والناس إلى الوقوف أمام هذا السمو الإلهي خاشعين). وبعد هذا أريد أن يعرف الناس ما هي النيرفانا ثم ليحكم العقلاء المنصفون على سيد قطب وعلى حماسه لها ولأهلها ودفاعه عنها وعنهم. وفي حدود سنة 1951م تظاهر بنفي القول بوحدة الوجود في أول تفسير سورة البقرة في ظلال القرآن بأسلوب بارد لا ندري ما باعثه. وفي نهاية الخمسينات([9]) عاد مع الأسف إلى تقرير عقيدة وحدة الوجود والقول بالحلول والجبر في أواخر تفسيره الظلال في تفسير سورة الحديد فقال في تفسير قول الله تعالى : ( هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم). 1- قال سيد قطب : ( وما يكاد يفيق من تصور هذه الحقيقة الضخمة، التي تملأ الكيان البشري وتفيض، حتى تطالعه حقيقة أخرى لعلها أضخم وأقوى، حقيقة أن لا كينونة لشيء في هذا الوجود على الحقيقة، فالكينونة الواحدة الحقيقية هي لله وحده سبحانه، ومن ثم فهي محيطة بكل شيء عليمة بكل شيء، فإذا استقرت هذه الحقيقة الكبرى في القلب ؛ فما احتفاله بشيء في هذا لكون غير الله سبحانه وتعالى ؟! وكل شيء لا حقيقة له ولا وجود، حتى ذلك القلب ذاته، إلا ما يستمده من تلك الحقيقة الكبرى، وكل شيء وهم ذاهب، حيث لا يكون ولا يبقى إلا الله، المتفرد بكل مقومات الكينونة والبقاء، وإن استقرار هذه الحقيقة في قلب ليحيله قطعة من هذه الحقيقة، فأما قبل أن يصل إلى هذا الاستقرار ؛ فإن هذه الآية القرآنية حسبه ليعيش في تدبرها وتصور مدلولها، ومحاولة الوصول إلى هذا المدلول الواحد. ------- ([1]) السوية والغيرية اصطلاحان صوفيان مأخوذتان من كلمتي: سوى وغير والصوفي الحق في دين الصوفية من يوقن أنه لا سوى ولا غير أي يرى الكل عيناً واحدة. [ انظر هذه هي الصوفية (ص:15). والقارئ يرى أن سيد قطب قد أضاف اصطلاحات أخرى، فليس هنا أمس وليس هنا عند وأن الكل والجزء واحد ولا حيث إلخ. ([2]) الوحدة الكونية الكبرى هي وحدة الوجود. ([3]) انظر التعليق السابق. ([4]) هذه العبارة يقولها أهل وحدة الوجود. ([5]) هذه القصيدة لا ندري متى قالها وهي واحدة من الأدلة على لهج سيد قطب بوحدة الوجود. ([6]) فسر الخلال بقوله: الخلال: منفرج ما بين الشيئين جاسوا خلال الديار، ساروا وترددوا بينها والمراد منتشر في كل ما نرى وما بين الأشياء وبعضها. ([7]) عُرفت الينرفانا في الموسوعة الميسرة (2/1170-1711) الصادرة عن الندوة العالمية للشباب: (( النيرفانا: كلمة غامضة معناها النجاة ويعني بها نجاة الروح التي ظلت على صلاحها أثناء دورتها التناسخية المتعاقبة حيث لم تعد في حاجة إلى تناسخ جديد وبذلك يحصل لها النجاة من الجولان وتتحد بالخالق الذي صدرت عنه وتفني فيه. والنرفانا أو الحصول على النجاة من أسمى الأهداف للحياة عند الهندوس والبوذيين. يقول كرشنا: (( من يعرف ظهوري وأعمالي التجاوزية لا يولد ثانية عند تركه الجسد في هذا العالم المادي، بل يدخل مقامي السرمدي)). ويذكر الدكتور محمد ضياء الأعظمي في فصول من أديان الهند أنه من ثمرات النرفانا فناء الشخصية والاتحاد بالجوهر الذاتي ((برم آتما)) ومن هنا جاء إحراق الموتى تخلصاً من الجسم المادي لتعلوا الروح إلى العالم العلوي، والنار هي إحدى مظاهر الألوهية ((أكني)) وهي بدورها تقرب إلى ((برميشور)) الذات العليا. ولا يحصل على النرفانا عند البوذية إلا بعد اقتلاع الشهوة اقتلاعاً تاماً. يقول بوذا في آخر دروسه: ((الذي يؤمن بالبوذية والجماعة والدين يحل له النرفانا))، بل كان يحث أتباعه على تحصيلها حتى آخر لحظات حياته فيقول في آخر وصاياه: ((فعليكم أيها التلاميذ مجاهدة النفس جهاد المخلص الجاد للحصول على الرفانا))، أما الجينين فيعتقدون أنه بحصول الأرواح على النرفانا تبلغ درجة الإله وهذا الأمر يفسر انتشار الرهبنة في هذه الديانات. وقد تأثر غلاة المتصوفة أمثال: الحلاج وابن عربي ومن تابعهما بهذه العقيدة الوثنية الباطلة التي تلغي اليوم الآخر والثواب والعقاب بالإضافة إلى إلغاء توحيد الله جل وعلا، وقد أظهروا مقالات كفرهم بالقول بالفناء والاتحاد ووحدة الوجود))ا.هـ. وانظر [ فصول في أديان الهند (ص:124)، والثقافة الإسلامية - المستوى الرابع - تأليف: محمد قطب، ومحمد المبارك، ومصطفى كامل- (ص:119)]. ([8]) وهذا تصريح بالقول بوحدة الوجود. ([9]) انظر كتاب (سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد) للخالدي (ص:546)، حيث ذكر إكمال سيد قطب لتفسيره في ظلال القرآن في نهاية الخمسينات. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 193 | |||||
|
![]() موقف علماء الإسلام من الأقوال الصوفية التي قالها وقررها سيد قطب وقد انتقد علماء الإسلام هذه المذاهب الصوفية الخبيثة وضللوا قائليها وحكموا عليهم بالكفر والزندقة ؛ وما تكفير الحلاج واتفاق علماء عصره على تكفيره ورميه بالزندقة والفتوى بقتله بخاف على طلاب العلم. وما فتاوى عشرات العلماء بزندقة ابن عربي وابن الفارض وابن سبعين والطوائف التي تتبعهم ؛ الفتاوى التي جمعها البقاعي تلميذ الحافظ ابن حجر إلا من أجل هذه الأقوال الضالة التي يقررها ويمدحها ويطريها سيد قطب وينسبها إلى أهلها ولا يبعد أنه يقصد بـهؤلاء المتصوفة الحلاج وابن عربي وابن سبعين ولعله ما استقى هذه المعلومات المفصلة إلا من كتبهم([1]). فهل يليق بعالم ينتمي إلى مذهب السلف أن ينبري للدفاع عن صاحب هذه الأقوال الضالة الواضحة في الضلال المتحدي لفتاوى علماء الإسلام والمدمر لجهودهم لا سيما جهود شيخ الإسلام ابن تيمية وتلاميذه؟!!. وهل يليق به أن يسلك هذه المسالك الملتوية؟! فلا ينقل كلام سيد الصريح الصارخ بالحلول ووحدة الوجود والجبر ابتزازا لعقول القراء لا سيما الشباب الذي لا يعرف جلية الأمر وحقيقته، بل يكتفي بقوله: (إن سيدا قال كلاما متشابـها حلق فيه بالأسلوب) اعتذار ممزوج بالمدح. فهل ترى هذا التحليق في أجواء الحق صاعدا إلى السماء أو هو تحليق في أجواء الباطل من الحلول ووحدة الوجود والضياع؟؟. لماذا نقلتُ قول سيد قطب في وحدة الوجود من سورة البقرة؟! تقول أيها الفاضل: اقتباس:
أقول: نعم أسأل الله أن يجعلني محسنا في كل أقوالي وأفعالي ومنها مناقشاتي لسيد قطب. واعلم أنني ما نقلت كلامه هذا دفاعا عنه لأنني حينئذ أكون غشاشا ملبسا على المسلمين أمر دينهم، وإنما نقلته لأدحض مغالطات وتلبيسات القائلين بأن هذا الكلام في تفسير سورة البقرة إنما قاله في الطبعة الثانية فيكون ناسخا لقوله في تفسير سورتي الحديد والإخلاص في الطبعة الأولى فدحضت هذا القول الباطل الملبس بأن الأمر على العكس، وأن ما قرره في ثفسير سورة البقرة سابق لقوله بوحدة الوجود في تفسير سورتي الحديد والإخلاص. إذا كان قد قرر ما في تفسير البقرة في الطبعة الأولى فجاء ما في سورتي الحديد الإخلاص وما أشار به في سورة الكوثر ناسخاً لما في سورة البقرة على اصطلاح القطبيين، وعلى اصطلاحكم أنتم الذي ذكرتموه في الصفحة الأولى من هذه المذكرة التي أناقشكم فيها. تناقض أهل وحدة الوجود ومنهم ابن عربي لم يمنع العلماء من الحكم عليهم بأنـهم أهل وحدة وجود ولقد بينت لكم في كتابي (أضواء إسلاميّة على عقيدة سيد قطب وفكره ص (163- 164) أن تناقضات أهل وحدة الوجود وعلى رأسهم ابن عربي لم تمنع علماء الإسلام من الحكم عليهم بأنـهم أهل وحدة وجود وحلول. فارجع إن شئت، وانظر قول شيخ الإسلام ابن تيمية: (وابن عربي له أربع عقائد: الأولى: عقيدة أبي المعالي واتباعه مجردة عن حجة. الثانية: تلك العقيدة مبرهنة بحججها الكلامية. والثالثة: عقيدة ابن سينا وأمثاله الذين يفرقون بين الواجب والممكن. والرابعة: التحقيق الذي وصل إليه وهو أن الوجود واحد)([3]). فلم تحل عقائده الثلاث دون الحكم عليه بأنه إمام وحدة الوجود. ليس في (المقومات) رد شاف على أهل وحدة الوجود بل له عبارات فيه هي عبارات غلاة الصوفية أهل وحدة الوجود وتقول: اقتباس:
أولا: لقد بحثت سابقا ولاحقا في الكتاب المذكور فلم أجد فيه هذا الرد الشافي على أهل وحدة الوجود([6]) وإذا كنت أنت وقفت عليه فلماذا لم تنقله لتكون حجتك أقوى ولعله يدفعني إلى شطب كلامي. ثانيا: لماذا أخر القائمون على نشر كتب سيد قطب نشر هذا الكتاب سنوات طويلة لعلها تزيد على خمس عشرة أو عشرين سنة وفيه هذا الأمر العظيم الذي يدفع عن سيد القول بوحدة الوجود وما كان يحق لهم نشر هذا الباطل دون إعلان وإشهار ما في مقومات التصور ؛ بل كان يجب على الأقل تعليق هذا الرد الشافي على كلام سيد الخطير في سور (الحديد) و (الإخلاص) و (الكوثر). ثالثا: إن عدم إظهار هذا القول وإبرازه وإيقاف الناس عليه يدفعنا إلى شبه الجزم بعدم وجوده في المقومات. وأخيرا: آسف أشد الأسف على إنسان يدعي السلفية يقحم نفسه في هذه المآزق من الدفاع عن أهل البدع بأسلوب غريب لا يلتزم بالإنصاف ولا بمنهج النقد الصحيح فلا يسلط النقد على النصوص التي يتعلق بعناوينها، بل ولا يذكر تلك النصوص وهذا مهيع أهل الباطل فلا حول ولا قوة إلا بالله. أما زعمكم أن كلامه في تفسير سورتي الحديد والإخلاص متشابه لا يقاوم ما قاله من النص القاطع الصريح في تفسير سورة البقرة فقد رددت على سابقيك به وهم عبد الله عزام والخالدي والقحطاني فيكتابي (الأضواء). وأزيدكم بأن كلامه في سورتي الحديد والإخلاص نص واضح في القول بالحلول ووحدة الوجود، وقد ألغى ما قرره في سورة البقرة من نفي وحدة الوجود عن التفكير الإسلامي فعل ذلك باختياره وسطره بقلمه واشتهر عنه من سنوات طويلة قبل أن يعرف الناس قوله في تفسير البقرة، وحينما اكتشفه أنصار سيد قطب ادعوا أنه كتبه في الطبعة الثانية ناسخا به ما في الطبعة الأولى، والذي قرره في تفسير سورتي (الحديد) و (الإخلاص) منسوخ كما زعموا، فدحضنا هذا الزعم بما كتبناه في الأضواء وبما ذكرناه في هذا المبحث آنفا. ([1]) ولا يبعد أن يكون قد تأثر بفكر إقبال الصوفي المائل إلى وحدة الوجود فإن سيد قطب ممن قرأ فكر إقبال انظر ص (15-21) من خصائص التصور وإن كان يخالفه في الصياغة الفلسفية وانظر كتاب (دعوة شيخ الإسلام ابن تيمية وأثرها في الحركات الإسلامية المعاصرة) لصلاح الدين مقبول أحمد ص (109). ([2]) لعل القاريء يلمس برودة رد سيد قطب لوحدة الوجود. ([3]) كتاب النبوات (ص 119-120). ([4]) لم أكفر سيد قطب لا من قريب ولا من بعيد وقد بينت هذا آنفا فتذكر. ([5]) (ص 2). ([6]) بل إن سيدا ليدندن فيه في بعض المواضع حول وحدة الوجود والحلول. |
|||||
![]() |
رقم المشاركة : 194 | |||
|
![]() كلمة حق عن كتاب (مقومات التصور الإسلامي وخصائص التصور) لابد منها أولا: على هذه التسمية: فهل الإسلام تصور؟! وهل يجوز أن نصف الله تبارك وتعالى بالتصور؟ إن الإسلام وحي منـزل من الله عمدته كتاب الله الذي هو كلامه وعلمه وتنـزيله. وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي الثاني، والحكمة التي أوحاها الله إلى رسوله وعلمه إياها، فلا يجوز أن نصف نصوص الكتاب والسنة وبراهينهما وأدلتهما بالتصورات عياذا بالله. فهذه التسمية فيها إساءة إلى الله حيث يصفه بالتصور([1]). 1- يقول سيد في خصائص التصور الإسلامي([2]): (ينبغي استجاشة ضمير الإنسان لتحقيق غاية وجوده الإنساني، كما يرسمها هذا التصور الرباني، ينبغي أن ترجع البشرية إلى ربـها وإلى منهجه الذي أراده لها وإلى الحياة الكريمة الرفيعة التي تتفق مع الكرامة التي كتبها الله للإنسان والتي تحققت في فترة من فترات التأريخ. على ضوء هذا التصور، عندما استحال واقعا في الأرض... ولقد وقع – في طور من أطوار التأريخ الإسلامي – أن احتكت الحياة الإسلامية الأصلية المنبثقة من التصور الإسلامي الصحيح). أقول: إن مقصد سيد هنا طيب لكن لا يجوز بحال أن يعبر عن الإسلام بأنه تصور رباني ولا تصور إنساني تعالى الله وتنـزه أن يوصف بالتصور وحاشا الإسلام كتابا وسنة أن يكون تصورات. 2- ويقول سيد قطب: (للتصور الإسلامي خصائصه المميزة التي تفرده من سائر التصورات، وتجعل له شخصيته المستقلة وطبيعته الخاصة التي لا تلتبس بتصور آخر ولا تستمد من تصور آخر... إنه تصور رباني جاء من عند الله بكل خصائصه وبكل مقوماته وتلقاه الإنسان كاملا بخصائصه هذه ؛ لا ليزيد عليه شيئا، ولا لينقص كذلك منه شيئا)([3]) 3- ويقول: (... وهو – من ثم – تصور غير متطور في ذاته إنما تتطور البشرية في إطاره وترتقي في إدراكه... وهذا الإطار يسعها دائما، وهذا التصور يقودها، لأن المصدر الذي أنشأ هذا التصور هو نفسه المصدر الذي خلق الإنسان... وهو الذي جعل في هذا التصور من الخصائص ما يلبي هذه الحاجات المتطورة في داخل هذا الإطار)([4]) وله كلام كثير من هذا النوع منه: 4- (ثم يتميز التصور الإسلامي بعد ذلك عن التصور الاعتقادي – في عمومه – بأنه – كما أسلفنا – تصور رباني ؛ صادر من الله للإنسان...) 5- وينص المصدر الإلهي الذي جاءنا بـهذا التصور – وهو القرآن الكريم – على أنه كله من عند الله. هبة للإنسان من لدنه، ورحمة له من عنده)([5]) ثانيا: ليس في (المقومات) رد شاف على القائلين بوحدة الوجود، فإذا كنت تعتبر الفصل في الكلام بين الخالق والمخلوق، فهذا موجود بكثرة عند القائلين بوحدة الوجود، وهذا الفصل موجود عند سيد قطب في الظلال وغيره ولم ننكره، لكن هذا الفصل هنا وهناك كما لم يغن شيئا عند علماء السنة عن القائلين بوحدة الوجود، فلن يغني شيئا عن سيد قطب حتى توجد منه التوبة الصريحة والرد الصريح والبراءة الصريحة فكيف ولم يحصل شيء من ذلك بل له دندنة حول وحدة الوجود في (المقومات) التي تدعي أن فيها ردا شافيا على القائلين بوحدة الوجود وكذلك (الخصائص). ثالثا: إن كلا من (الخصائص) و (المقومات) عبارة عن ردود فعل لفلسفات وثنية وغيرها، على بحوثه فيهما صبغة فلسفية مكسوة بثوب الإسلام، يتحدث فيها عن وجود الله: الربانية... الثبات... الشمول... التوازن... الإيجابية... الواقعية... التوحيد. هذه موضوعات (الخصائص). أما (المقومات) فيتحدث فيها عن الألوهية، والعبودية، وحقيقة الألوهية، وحقيقة الكون، وحقيقة الحياة، وحقيقة الإنسان، وهذه مجالات الفلاسفة جال فيها سيد على طريقة الفلاسفة الإسلاميين، لا على طريقة أهل السنة([6]). والكتابان يحتاجان إلى دراسة واسعة مفصلة لا مجال لها في هذا البحث. والممكن الآن أن نقول: إن سيدا يطلق حقيقة الألوهية على وجود الله وعلى ربوبيته، ويستشهد بالآيات الدالة على الربوبية على ذلك وهذا الخبط لا يرضي السلفي ويزيد الخلفي جهلا على جهله، وله في هذا المجال تعبيرات صوفية وفلسفية لا يقرها منهج السلف: 1- مثل قوله: (ثم يستمر في تعريف الناس بحقيقة الألوهية، متجلية هذه المرة في الأحداث الكونية والظواهر الطبيعية ومتجلية كذلك في تسبيح الرعد والملائكة). 2- و يقول: (الله هو الأول والآخر والظاهر والباطن، والله هو الخالق والرازق - وساق كثيرا من أسماء الله الحسنى وأفعاله -... ثم قال: وبـهذا كله وجدت في الأرض وفي دنيا الناس حقيقة أخرى... حقيقة الربانية متمثلة في ناس من البشر، وجد الربانيون الموصولون بالله العائشون بالله، ولله الذين ليس في قلوبـهم وليس في حياتـهم إلا الله. وجدت حقيقة الربانية هذه في الناس حينما وجدت حقيقة الألوهية بصورتـها هذه في عالم الناس حينما وجدت بـهذه القوة، وبـهذا الوضوح وبـهذا العمق وبـهذا الشمول وبـهذه الإحاطة التي تحجب كل وجود غيرها، وتكسف كل مؤثر سواهاوترد الأمر كله – كما هو في حقيقته – لله وحينما وجدت حقيقة الربانية هذه في دنيا الناس ووجد الربانيون الذين هم الترجمة الحية لهذه الحقيقة حينئذ انساحت الحواجز الأرضية والمقررات الأرضية والمألوفات الأرضية... وصنع الله ما صنع في الأرض وفي حياة الناس بتلك الحفنة من العباد الذين تمثلت فيهم تلك الحقيقة الكبيرة التي ليس وراءها حقيقة إلا ما اتصل بـها واستمد منها فأصبح له وجود مؤثر في هذا الوجود)([7]). فهذه همهمة صوفية تدندن حول معتقدات وتصورات الصوفية القائلين بالحلول ووحدة الوجود والغلو في الأشخاص والمبالغات والتهاويل التي يرفضها الإسلام ويحاربـها. 3- ويقول: (إن المنهج القرآني في التعريف بحقيقة الألوهية يجعل الوجود كله معرضا رائعا تتجلى فيه هذه الحقيقة – كما أسلفنا – إنـها تتجلى تارة في آثار المشيئة الإلهية المبدعة في الكون والحياة عامة الشاهدة بالوحدانية والفاعلية والعلم والحكمة والتدبير والإحاطة والهيمنة والكفالة)([8]). وهذه تعبيرات صوفية يجب الابتعاد عنها وإن أمكن تأويلها. 4- ويقول عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام: ثم نراه وهو يشتاق بعد إذ وجد ربه في قلبه وفي الوجود من حوله أن يلامس قدر الله وهو يعمل في هذا الوجود... ثم نراه وهو يواجه أباه وقومه بحقيقة ما هم عليه وبحقيقة ربه التي يجدها في قلبه وفي الوجود من حوله حيث تتجلى هذه الحقيقة في صورة رائقة رائعة شفيفة لطيفة)([9]). 5- ثم نقف مع إبراهيم – ومعه إسماعيل – عليهما السلام في الموقف الفريد الذي تتجلى فيه في قلبيهما (حقيقة الألوهية) في بـهائها الرائع وفي تلألئها الباهر حتى ما يبقى غيرها وحتى ما يتجلى سواها)([10]) على أن الآيات التي يفسرها هذا التفسير الصوفي الغالي لا يوجد فيها أي متعلق لمثل هذا اللون من التفسير الصوفي الباطل. 6- و يقول: (والمنهج القرآني يزحم الشعور الإنساني بحقيقة الألوهية ويأخذ على النفس أقطارها جميعا بـهذه الحقيقة وهو يتحدث عن ذات الله سبحانه وصفاته وآثار قدرته وإبداعه فتتمثل في الضمير البشري تلك الحقيقة حقيقة الذات الخالقة لكل شيء المالكة لكل شيء المحيطة بكل شيء... وإحاطتها بالكون والناس في كل وضع وفي كل حال بحيث تستشعر النفس – كما هو الأمر في الواقع – أن لا ملجأ من الله إلا إليه، وأن ليس منه مهرب ولا فوت، وأن ليس سواه عون ولا سند، وأن ليس هناك وجود لشيء – قائم بذاته – إلا ذات الله سبحانه القوامة على جميع الخلائق الحادثة الغائبة)([11]). 7- ومن تعبيراته التي يدندن فيها حول الفكر الفلسفي الصوفي قوله في (الخصائص)([12]) متحدثا عن الكينونة الإنسانية ومجال إدراكها وتصورها: (... حقيقة أن المجال الذي يتناوله هذا التصور بما فيه من حقيقة الذات الإلهية وصفاتـها، ومن تعلق إرادة الله بالخلق وكيفيته أكبر وأوسع من الكينونة الإنسانية بجملتها، فهو مجال السرمدية الأزلية الأبدية الكلية المطلقة و الكينونة الإنسانية – لكل ما هو مخلوق حادث – متحيزة في حدود من الزمان والمكان لا تملك مجاوزتـها على الإطلاق، ولا تملك من باب أولى الإحاطة بالكلي المطلق بأي حال. ) يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان ( ) لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ( ومن ثم فلا قدرة لكينونة البشرية بجملتها – لا الفكر وحده – على العمل خارج هذه الحدود إنما وظيفتها أن تتلقى من الذات الإلهية المطلقة المحيطة بالوجود، وأن تتلقى في حدود طبيعة الإنسان وفي حدود وظيفته). فهذه من تعبيرات صوفية وحدة الوجود وفلاسفتها. مما يؤكد هذا قول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله – في مثل هذه الأقوال الصوفية: (وفيهم – يعني أهل وحدة الوجود – من يفرق بين الإطلاق والتعيين كما يقوله القونوي ونحوه فيقولون إن الواجب هو الموجود المطلق لا بشرط، وهذا لا يوجد مطلقا إلا في الأذهان... ومن قال: إن الباري هو الوجود المطلق بشرط الإطلاق كما يقوله ابن سينا وأتباعه فقوله أشد فسادا، فإن المطلق بشرط الإطلاق لا يكون إلا في الأذهان لا الأعيان. فقول هؤلاء بموافقة من هؤلاء الذين يلزمهم التعطيل شر من قول الذين يشبهون أهل الحلول)([13]). وقال رحمه الله تعالى: (ولا ريب أن أصل كلامهم بل وكلام نفاة العلو والصفات مبني على إبطال التركيب وإثبات بسيط كلي مطلق مثل الكليات، وهذا الذي يثبتونه لا يوجد إلا في الأذهان، والذي أبطلوه هو لازم لكل الأعيان، فأثبتوا ممتنع الوجود في الخارج، وأبطلوا واجب الوجود في الخارج)([14]). فقارن بين عبارات فلاسفة وحدة الوجود التي ينتقدها شيخ الإسلام ويبين ضلالها وبين كلام سيد قطب، وبيِّن هل يستقي هذا الفكر والتعبير من كتاب الله وسنة رسوله r وكلام أئمة الإسلام أو من كلام هؤلاء الملاحدة الضلال؟!. 8- ويتحدث في (المقومات) عن الإنسان فيغلو فيه جدا فهو في نظره خليفة الله وهو نفخة من روح الله، ويَفهَم من هذه الخلافة خلاف ما يقوله علماء الإسلام ويَفهَم من قول الله عن آدم ) ونفخت فيه من روحي ( خلاف مايدل عليه نصوص القرآن والسنة وخلاف ما فهمه أهل السنة والحق. يقول سيد قطب في (المقومات)([15]): (إن الإنسان مخلوق خاص ذو كيان متميز. تميزه في ازدواج عناصر تكوينه مستخلف في الأرض مزود بخصائص الخلافة،وأولى هذه الخصائص الاستعداد للمعرفة النامية المتجددة ومجهز لاستقبال المؤثرات الكونية والانفعال بـها، والاستجابة لها ومن مجموع انفعالاته واستجاباته يتألف نشاطه الحركي للتعمير والتغيير والتعديل والتحليل والتركيب والتطوير في مادة هذا الكون وطاقاته للنهوض بوظيفة الخلافة). وعلى هذا يكون اليهود والنصارى والشيوعيون قد حققوا أهداف الخلافة أكثر من الصحابة والتابعين وتابعيهم خير القرون، ونـهضوا بأعبائها أكثر من الأنبياء والرسل والصحابة الكرام وخير القرون فنعوذ بالله من هوى يقود إلى مثل هذا الباطل. و يقول: (إن الفردوس الأخروي – في التصور الإسلامي – هو الجزاء الإلهي على إصلاح الحياة الأرضية، والإحسان في القيام بالخلافة، وإصلاح الحياة الأرضية يبدأ من إصلاح النفس، وينتهي بإصلاح حال المجتمع كله وإقامة أمره على منهج الله. وإحسان القيام بالخلافة يبدأ من كشف النواميس والأرزاق والمدخرات التي أودعها الله هذا الكوكب يوم خلق الأرض وقدر فيها أقواتـها وينتهي إلى تسخير هذا كله في تنمية الحياة وترقيتها وتوزيعه بالعدل[16]الذي قرره الله... وكذلك يتقرر أن الترقي الوجداني الديني – في الإسلام – يصبح هو الضمان الأول والحافز العميق للترقي في الحضارة المادية واستخدام الطاقات والقوى والأرزاق والمدخرات الكونية في نطاق المنهج الرباني للتصور والحركة، وتلتئم غاية الوجود الإنساني – وهي الحياة – مع تنمية الحياة وترقيتها بل تصبح تنمية الحياة وترقيتها هي العبادة وهي جواز المرور إلى الفردوس الأخروي وإلى رضوان الله)([17]) أقول: إذا كان إحسان الخلافة يبدأ من كشف النواميس والأرزاق والمدخرات، وإذا كان الترقي في الوجدان هو الحافز العميق للترقي في الحضارة المادية باستخدام الطاقات والقوى والأرزاق... الخ فيكون الأنبياء والعلماء والخلفاء الراشدون والصحابة الكرام على هذا لم يحسنوا في خلافتهم لأنـهم لم يبدؤها بكشف النواميس والأرزاق والمدخرات... الخ ولا حَفَزَهم الوجدان الديني للترقي في الحضارة المادية. ويكفي للدلالة على بطلان هذه الأقوال وخطرها مثل هذه اللوازم الخطيرة التي تثير الشبه حول الأنبياء وسادة هذه الأمة الذين لا تجد لهم مثل هذه الأقوال ولا نجد في حياتـهم مثل هذه الأعمال التي اعتبرها سيد هي العبادة وجواز المرور إلى الفردوس ونعوذ بالله من القول على الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير. ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – ردا على غلاة الصوفية الزاعمين مثل مزاعم سيد قطب: (وقد ظن بعض القائلين الغالطين كابن عربي أن الخليفة هو الخليفة عن الله مثل نائب الله، وزعموا أن هذا بمعنى أن يكون الإنسان مستخلفا... وقد أخذوا عن الفلاسفة قولهم: الإنسان هو العالم الصغير، وهذا قريب، وضموا إليه أن الله هو العالم الكبير بناء على أصلهم الكفري في وحدة الوجود، وأن الله هو عين وجود المخلوقات، فالإنسان من بين المظاهر هو الخليفة الجامع للأسماء والصفات... والله لا يجوز له خليفة. ولهذا قالوا لأبي بكر: يا خليفة الله، فقال: (لست بخليفة الله ؛ ولكني خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم – حسبي ذلك -) بل هو سبحانه يكون خليفة لغيره. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل...) وذلك لأن الله حي شهيد مهيمن قيوم رقيب حفيظ غني عن العالمين، ليس له شريك ولا ظهير ولا يشفع عنده أحد إلا بإذنه. والخليفة إنما يكون عند عدم المستخلف بموت أو غيبة ويكون لحاجة المستخلف إلى الاستخلاف، وسمي خليفة لأنه خلف عن الغزو وهو قائم خلفه وكل هذه المعاني منتفية في حق الله تعالى وهو منـزه عنها فإنه حي قيوم شهيد لا يموت ولا يغيب وهو غني يرزق ولا يُرزَق... ولا يجوز أن يكون أحد خلفا منه ولا يقوم مقامه إنه لا سمي له ولا كفؤ له فمن جعل له خليفة فهو مشرك به)([18]). أما القول بأن الإنسان نفخه من روح الله واعتبار روحه أزلية، فقد ذكر ابن القيم أن هذا من أقوال الزنادقة والنصارى والروافض.([19]) وأخيرا: فمباحث المقومات يتفق كثير منها مع مباحث سيد في (الظلال) وقد تكون مأخوذة منه، مثل قضية التكفير دون اعتماد على منهج السلف([20]) وتعطيل صفة الاستواء([21])، والغلو في الحاكمية على حساب التوحيد إذ يفسر دعوات الأنبياء تفسيرا سياسيا([22]) ومثل تشككه في السماوات فلا يدري ما المراد بـها([23]) واعتقاده أن إبراهيم كان على دين قومه، عبادة الأوثان والكواكب حتى هداه الله([24]). فهذه بعض الملحوظات على كتابي (الخصائص) و (المقومات) وهما من المؤلفات التي ختم بـها مؤلفاته وحياته. والكتابان لا يزالان بحاجة إلى دراسة شاملة، ولعل في زواياهما خبايا خطيرة عافى الله المسلمين منها ومن أضرارها وغوائلها. ([1]) قال الجرجاني في التعريفات ص (59) ط. دار الكتب العلمية: 1- التصور حصول صورة الشيء في العقل. 2- والتصور: هو إدراك الماهية من غير أن تحكم عليها. فهل يوصف الله تبارك وتعالى بشيء من هذين؟! وهل يوصف القرآن الكريم كلام الله وسنة رسوله الوحي الثاني بواحد من هذبن؟! تعالى الله وتنـزه دينه عن ذلك. ([2]) (ص 8-9). ([3]) الخصائص (ص 45). ([4]) الخصائص (ص 45). ([5]) الخصائص (ص50). ([6]) وليته بدلا من البحث في هذه المجالات بحث في أصول الإسلام والإيمان المعروفة عند أهل السنة كأصول الإسلام الخمسة وأصول الإيمان الستة. ثم هل حقيقة الكون وحقيقة الحياة وحقيقة الإنسان... الخ من أصول الإيمان عند المسلمين؟؟! أو هي قضايا إسلامية تبحث لا على أنـها أصول. ([7]) المقومات (191 – 192). ([8]) المقومات ص (204). ([9]) المقومات ص (226). ([10]) المقومات ص (227). ([11]) المقومات (ص 188-189). ([12]) ص (53). ([13]) إبطال وحدة الوجود (ص 37-39). ([14]) درء تعارض العقل والنقل (4/253). ([15]) ص (361-362). ([16]) يشير إلى المذهب الاشتراكي الغالي. ([17]) ص (363-364). ([18]) الفتاوى الكبرى (2/553). ([19]) انظر كتاب (الروح) لابن القيم ص (194-195)، وكتاب (أضواء إسلامية) ص (177-179). ([20]) انظر (ص 168-171). ([21]) انظر (ص 314). ([22]) انظر ما أشرنا إليه من صفحات في رقم (1) و (ص 133-140). ([23]) انظر (ص 326-327). ([24]) انظر (ص 279). |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 195 | ||||
|
![]() فلسفة سيد قطب ونظرياته الصوفية لسيد قطب اهتمام بالفلسفات ونظريات التصوف من بداية حياته الفكرية والفلسفية، فهذه مقدمته لديوانه (الشاطئ المجهول) التي صاغها بقلمه يشهد فيها على نفسه بتلك الفلسفات وتلك النظريات الصوفية الغالية التي ارتطم فيها من أول حياته الفلسفية واستمر عليه يدندن حولها في كتاباته الإسلامية في (الظلال) و (المقومات) و (الخصائص) ولم يشر من قريب ولا من بعيد إلى رجوعه عنها يؤكد هذا ما قاله عبد الباقي محمد حسين الذي جمع ديوان سيد قطب ووثقه وقدم له. قال في ثنايا اعتزازه بتراث سيد قطب وأدبه وبيان أن سيد قطب لم يرجع عنه ولم يتخل عنه: (ولم يرد نص مكتوب ولا نقل موثق عن سيد قطب يفيد تخليه عن أدبه، وكان بإمكانه هذا)([1]). أقول: نعم لم يتبرأ سيد قطب من هذه النظريات والفلسفات الباطلة ؛ لأنـها ظلت مترسبة في نفسه وعقله فتبرز في نتاجه الأخير المسمى بالإسلاميات هنا وهناك في (الظلال) و (الخصائص) و (المقومات) ولا يبعد أن يكون الرجل ظل راضيا عنها معتزا بـها، ولو أحس بخبثها وقبحها وخطرها لا سيما وحدة الوجود في يوم من الأيام لبادر إلى الإعلان ببراءته منها ولسارع إلى هدمها ونسفها والطعن فيها وفي أهلها والتحذير والتنفير منها شأن أي عاقل فضلا عن مسلم يرى نفسه مجددا ومنقذا للأمة من وهدتـها، بل لألف في ذلك المؤلفات، أما والرجل لم يفعل شيئا من ذلك بل ظل يدور ويدندن حول تلك الفلسفات والنظريات ويطالعنا بـها بين حين وآخر في إسلامياته([2]) فمن الاستخفاف بعقول الناس، ومن المغالطات الكبيرة أن يقال: إنه قد رجع عنها فهاك حديث سيد قطب عن فلسفته ونظرياته، قال عبد الباقي محمد حسين([3]): (مقدمة الديوان كتبها الأديب الناقد (سيد قطب) بيراعه الثاقب ولمسته الحريرية عام 1934 في مقدمة ديوانه (الشاطئ المجهول) آثرنا إثباتـها في أول الديوان للاستفادة من رأي الشاعر وأفكاره فيها). وقال عبد الباقي: (المقدمة بقلم الناقد سيد قطب: تمهيد: أعرف مؤلف هذا الديوان ؛ معرفة وثيقة عميقة، قد لا يتأتى لأي سواي أن يعرفها! ولقد صاحبته زهاء[4]سنوات عشر أو أكثر قليلا، وراقبت خوالجه[5] وسرائره وخبرت اتجاهاته وميوله ؛ وكونت لي رأيا عنه، أقرب ما يكون إلى حقيقته. ولقد كان يشجر بيننا الخلاف على كثير من الخوالج والقصائد، ولكنا كنا نلتقي عن قريب أو بعيد، إلا أمرا واحدا، لا نزال مختلفين فيه أشد الاختلاف. ذلك أنه راض عن مجموعة هذا الديوان ؛ أما أنا فلست راضيا عنها إلا بمقدار، وما أزال أتطلع إلى مثل عليا، كما آخذ عليه بعض أنواع الضعف والخطأ ؛ وما يشبه الضعف والخطأ في بعض الأفكار وبعض الألفاظ! وفي هذه المقدمة ؛ سأستعرض آراء الشاعر واتجاهاته ثم أذكر مآخذه وعيوبه محاولا ألا تؤثر صحبتي الطويلة له، والصداقة العميقة بيننا، في تحليلي لديوانه!! الشعر والنظريات العلمية والفلسفية: في الفصل الأول من هذا الديوان([6])، وفي كثير من قصائد الفصول الأخرى، تطالع القارئ، نظريات علمية وفلسفية كثيرة، ولكنها لم تحتفظ بسَمْتها([7]) العلمي وشخصيتها المحددة، بل استحالت صورة من صور الشعر، فيها موسيقيته وعليها مسحته ؛ ولها سحنته([8]). وليس هنا عداء بين الشعر والفلسفة والعلم فليس الثلاثة أندادا([9])حتى يشجر بينها العداء! إنما الشعر أوسع مجالا من العلم! ومن الفلسفة أيضا، ولن يعسر عليه حين يبلغ حدا مناسبا من النضوج ؛ أن يلتهمهما جميعا، ويعتصرهما دما، ويمثلهما غذاء، يقوي من بنيته ؛ وإن لم يحس بوجوده! ولن ننكر على الشعر إلمامه بالحقائق العلمية والفلسفية فيما يلم به من حقائق أخرى تناسب طبيعته ؛ إلا إذا قصرنا طرق (المعرفة) على القوى الواعية في الإنسان، وهذا مبدأ لم يسلم من المآخذ، حتى في أكثف العصور مادية، وكثير من المدارس السيكولوجية([10]) الحديثة، تحسب للقوى المجهولة في النفس الإنسانية حسابا كبيرا، وفي مقدمتها (مدرسة التحليل النفسي). وهاأنذا ألخص بعض هذه المسائل، التي تعرض للقارئ في هذا الديوان، والتي أدركها الشاعر بالإحساس والتأمل تارة، و بالاستغراق والتجرد تارة ؛ فالتقت بعد ذلك بنظريات علمية وفلسفية مقررة، واتفقت معها ؛ أو اختلفت، لأنـها لم تتقيد بـها، ولم تأت عن طريقها وحده. الجسم والعقل والروح: القول بالتباين بين الجسم والروح، قديم متداول في الفلسفة القديمة، والشاعر ميال إلى الأخذ بالروح العامة لهذا الفلسفة القديمة، وإن لم يأخذ بنصوصها في الفصل بين هذين العنصرين، لاعتقاده بوحدة الوجود. وبالتحديد يرى أن هناك شيئين متميزين (جسما وروحا) ولكن بينهما اتصالا... أما ما يستحق الالتفات فهو أنه يفرق بعد ذلك بين القوى العقلية ؛ والقوى الروحية في الإنسان، وبتعبير أدق القوى الواعية، والقوى الملهمة (وليست هي الغرائز) القوى المجهولة الكنه والوظيفة، والتي تعمل دون شعور بـها ؛ للسمو بالإنسانية. ويرى أن العقل يستطيع أن يكفل للإنسانية حياتـها اليومية وما يقرب منها ولكنه يقصر عن اتصالها بالمثل العليا الغامضة، وبالعوالم المجهولة، كما يقصر عن إدماجها في الوحدة الكونية الكبرى، والحقيقة الثابتة المتصلة، التي تبعد عن الفواصل من أمثال (قبل وبعد. ماض وحاضر ومستقبل. أنا وغير)... الخ وفي قصيدة الشاطئ المجهول ؛ وهي أولى قصائد الديوان تفصيل لهذا البحث، كما أن فيها ظاهرة أخرى ؛ وهي عدم ثقة الشاعر بالقوى الواعية ؛ وشدة إيمانه بالروح وما يتصل بـها من بداهة([11])واستغراق وتجرد وصوفية. لقد حجب العـقل الذي نستــشيره حـقائق جلت عن حقائقنا الصغرى هنــا عالـم الأرواح فلنخلع الحجا([12]) فـنغنم فيه الخلد والحب والسـحرا الجسم والزمن والوحدة: القوى الروحية – عند الشاعر – هي التي تربطه بالوحدة الكونية الكبرى كما تقدم، في حين تقصر القوى العقلية عن ذلك، وهو يرى أن الشعور بالزمن ؛ نتيجة لوجود الجسم والقوى الواعية ؛ وأن الروح تحس بالوجود المطلق ؛ لا يقيده الزمن ؛ وبالبداهة([13])لا يقيده المكان. ولذلك فهو حينما خلع الجسم وخلع الحجا في (الشاطئ المجهول) رأى أن ليس هناك (حيث) ولا (أمس) ولا (اليوم) ولا (الغد) ولا (غير) ولا (أنا)... الخ ولكنه رأى (الأزمان كالحلقة الكبرى) ورأى (الوحدة التي احتجبت سرا) وكذلك في قصيدة (الليلات المبعوثة) حين تجرد لم ير للزمان معلما ولا رسما ورأى كل شيء كرمز الدوام. وقد يكون لهذا الإحساس علاقة بنظرية النسبية([14])لأنشتين، كما قد يكون له علاقة بنظريات التصوف الإسلامي ولكنه الإحساس المستقل للشاعر ؛ الذي يشعر به، ويكرره في كثير من قصائده. ويبدو شعوره بالوحدة الكونية بشكل واضح في قصيدة (الإنسان الأخير) ؛ حين يستيقظ والكون قد خلا من الأحياء. ففي نفسه ما يشبه الموت سكرة ومن حوله مـوت نمـته المقابر و في نفسـه من مثـلها كـل ذرة فـهاتيك أشلاء([15])وهذي خواطر وفي قصيدة (خبيئة([16])نفسي) إذ يقول: خبيئة نفسي في ثـنايـاك معـرض لـما لـقيـته الأرض في الجـولان وإنـك طلـسم([17])الحياة جميـعهـا وصـورتـها الصـغرى بكل مكان ويبدو شعوره بوحدة الإنسانية ؛ في مواضع كثيرة منها أن يجعل الإنسان الأخير يحاول كشف أسرار الغيب إكمالا للجهاد الإنساني لهذه الغاية: فيــا ليتـه يدري بما خلف ستره فيختم سفر([18])الناس في الكون ظافر وفي قصيدة التجارب، يبدو إيمانه بوحدة الشعور فقد صور شقيا وُهب ماضيا سعيدا ؛ فلم يطق عليه صبرا وعاد ماضيه الشقي توحيدا لشعوره! الإحساس بالزمن، ومحاولة الخلود: تبدو ظاهرة ؛ تستحق الالتفات في شعر هذا الديوان، فكثير منه، يدل على إحساس متيقظ بالزمن ومروره والأسف على انقضائه ؛ والتنبه إلى قصر الحياة ؛ ومحاولة خلودها أو امتدادها على الأقل ويملأ الإحساس بالزمن كثير من فصول الديوان المختلفة ؛ ففي فصل (الظلال والرموز) يبدو هذا الإحساس على أشده في قصيدة (البعث). وقال سيد قطب([19]): إلى الشاطئ المجهول([20])*****تطيف بنفسي وهي وسنانة([21])سكرى هواتف في الأعماق سارية تترى([22])***هواتف قد حجبن ؛ يسرين خفية هوامس لم يكشفن في لحظة سترا***ويعمرن من نفسي المجاهل والدجى ويجنين من نفسي المعالم والجهرا***وفيهن من يوحين للنفس بالرضا وفيهن من يلهمنها السخط والنكرا***ومن بين تلك الهواتف ما اسمه حنين ومنهن التشوق والذكرى***أهبن بنفسي في خفوت و روعة وسرن بهمس وهي مأخوذة سكرى***سواحر تقفوهن([23]) نفسي ولا ترى من الأمر إلا ما أردن لها أمرا***إلى الشاطـئ المجهـول والعالم الذي حننت لمرآه إلى الضفة الأخرى***إلى حيث لا تدري إلى حيث لا ترى معالم للأزمان والكون تستقرا***إلى حيث (لا حـيث) تمـيز حدوده إلى حيث تنسى الناس والكون والدهرا***وتشعر أن (الجـزء) و(الكل) واحد وتمزج في الحس البداهة والفكرا***فليس هنا (أمس) وليس هنا (غـد) ولا(اليوم) فالأزمان كالحلقة الكبرى***وليس هنا (غير) وليس هـنا (أنـا) هنا الوحدة الكبرى التي احتجبت سرا***خلعت قيودي ؛ وانطلقت محلقـا وبي نشوة الجبار يستلهم الظـفرا***أهوِّم في هـذا الخـلـود وأرتقـي وأسلك في مسراه كالطيف إذ أسرى***وأكشف فـيه عالمـا بعـد عـالم عجائب ما زالت ممتعة بكرا***لقد حجب العقل الذي نستشـيره حقائق جلت عن حقائقنا الصغرى***هنا عالم الأرواح فلنخلع الحـجا فنغنم فيه الخلد والحب والسحرا مخالفة سيد قطب لعلماء السنة والتوحيد في تفسير لا إله إلا الله قال الشيخ بكر: اقتباس:
أقــول: أولا: إن اقتصاركم على العناوين وحيدتكم عن ذكر النصوص ثم مناقشتها مناقشة علمية أصبح سمة بارزة من سمات هذا الخطاب، فكأنكم تحسون بالعجز عن مواجهة هذه النصوص الدامغة فتفرون عنها إلى مكان بعيد، ثم تعودون في الخفاء إلى العناوين تقذفونـها بالعبارات المجملة والتعميمات المغمغمة، لأن الهدف الأساسي هو كسب عواطف أحلاس سيد قطب ودغدغة عواطفهم وإشعارهم بأنـهم انتصروا مهما كان هذا الانتصار ولو كان على الحق وأهله، على مذهب (انصر أخاك ظالما أو مظلوما) لا بالمعنى الإسلامي ولو كان الهدف الإنصاف وبيان الحق لما خضتم أساسا في هذا البحث ولو كان الأمر ملتبسا عليكم وغامرتم فيه لكان الأولى بكم التزام شيء من المنهج العلمي في النقد دون ابتزاز لحرية القراء الذين يريدون أن يعرفوا الحقائق ويريدون التمييز بين الحق والباطل. أما هواة سيد قطب فإن الأسلوب المحبب إليهم هو هذا الأسلوب الذي دأبتم عليه مع الأسف. ثانيا: كان يجب أن تذكر معالم التوحيد التي شادها سيد قطب ثم نسفتُها ليتبين للناس أن انتقاد سيد قطب هدم لمعالم التوحيد، وكان يجب أن تبين لوازم التوحيد ومقتضياته التي نسفتُها جنبا إلى جنب مع معالم التوحيد الأمور العظيمة التي هي السمة البارزة في حياة سيد الطويلة. أؤكد رجائي أن تقوم بـهذا الأمر العظيم، إبراز معالم التوحيد وقواعده المثلى من كلام سيد قطب لإيقاف من ينتقدونه عند حدهم، ولتربية الأمة جمعاء على هذه المعالم والقواعد. أما أنا فلا أعرف هذا لسيد قطب. ولا أعتقد أن هذا هو السمة البارزة لحياة سيد الطويلة، والذي أعرفه عن حياة سيد أنه قضى جل حياته الطويلة في التتلمذ على العقاد ثم على طه حسين وعضوا في حزب الوفد العلماني مدة خمسة عشر عاما وفي حيرة وشكوك حتى في وجود الله مدة خمسة عشر عاما وعاكفا على دراسة الفلسفات الغربية وثقافات الأوربيين والأمريكان وغيرهما وقد صرح بـهذا بنفسه وصرح بذلك أصدقاؤه الذين ترجموا له([25]). لا صلة لسيد بالتوحيد ولا بعلم التوحيد ولا بكتب التوحيد فلهذا هو يتخبط ولا صلة له بالتوحيد ولا بعلماء التوحيد ولا بكتب التوحيد ولهذا تراه يخبط خبط عشواء في معاني الألوهية والربوبية وفي صفات الله وغيرها من القضايا الخطيرة في دين الله لأنه هجم على تفسير كتاب الله بدون فقه ولا عقيدة صحيحة بل ركام من العقائد الباطلة، ولا يعول على أقوال مفسري السلف في قضايا التوحيد والعقيدة، ولا يعول عليهم في تفسير لا إله إلا الله لهذا كان تفسيره لآيات التوحيد نوعا من التحريف. فكيف يفهم معاني لا إله إلا الله؟!. وكيف يدرك الفرق بين الربوبية والألوهية؟!. وكيف ينجو من العقائد الضالة؟!. أرجو ترك الغلو في هذا الرجل وغيره والابتعاد عن نشر هذا الغلو الممجوج في صفوف المسلمين، فإن الأمة اليوم تجني ثمارا مرة، وتعب سموما فتاكة من أفكار هذا الرجل وأمثاله، هي بحاجة إلى من يسعى بجد في إنقاذها مما هي فيه من هذه البلايا. أمثلة من تفسير سيد قطب لكلمة التوحيد وآيات التوحيد ثالثا: لقد قدمت في كتابي (أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره) أمثلة كافية تبين أن تفسيره للا إله إلا الله تفسير بدعي يؤكد تفسير مبتدعة أهل الكلام، فهو يفسر لا إله إلا الله: 1- بأنه لا حاكم إلا الله (حاكمية تتمثل في قضائه وقدره كما تتمثل في شرعه)([26]). 2- ويفسر لا إله إلا الله بأنه لا شريك له في الخلق والاختيار ([27]) وهذه إنما هي من معاني الربوبية لا من معاني الألوهية. 3- وإن الإله هو المستعلي المستولي المتسلط([28]) وقد ذكرت تفسيرها الصحيح من تفسيري الإمامين ابن جرير وابن كثير([29]). 4- ويقول سيد قطب: (فلقد كانوا – أي العرب – يعرفون من لغتهم معنى (إله) ومعنى (لا إله إلا الله... كانوا يعرفون أن الألوهية تعني الحاكمية العليا...)([30]). 5- ويقول أيضا: (لا إله إلا الله، كما كان يدركها العربي العارف بمدلولات لغته: (لا حاكمية إلا لله، ولا شريعة إلا من الله، ولا سلطان لأحد على أحد لأن السلطان كله لله)([31]). فأين المعنى الحقيقي للا إله إلا الله الذي جاء به الرسل جميعا، ودان به الصحابة وعلماء الأمة إلا المتكلمين من أصناف أهل البدع الذين جاراهم سيد قطب بل زاد عليهم. إن معنى لا إله إلا الله: لا معبود بحق إلا الله عند كل من ذكرنا إلا عند أهل البدع. وللحاكمية والخالقية والربوبية أدلتها التي لا ينكرها إلا كافر ملحد فنأخذ هذه المعاني من أدلتها وذلك كاف شاف في الدلالة عليها ولا ضرورة لهذا التحريف السياسي والعقدي الذي يرتكبه سيد قطب. هذا التحريف المؤدي إلى ضياع توحيد الألوهية المؤدي إلى الشرك الأكبر. 6- يقول في تفسير سورة هود: (فقضية الألوهية لم تكن محل خلاف إنما قضية الربوبية هي التي كانت تواجهها الرسالات، وهي التي تواجهها الرسالة الأخيرة إنـها قضية الدينونة لله وحده بلا شريك والخضوع لله وحده بلا منازع، ورد أمر الناس كلهم إلى سلطانه وقضائه وشريعته وأمره، كما هو واضح من هذه المقتطفات من قطاعات السورة جميعا). 7- ويقول كذلك في تفسير هذه السورة: (وما كان الخلاف على مدار التأريخ بين الجاهلية والإسلام ولا كانت المعركة بين الحق والطاغوت على ألوهية الله للكون وتصريف أموره في عالم الأسباب والقوانين الكونية، إنما كان الخلاف وكانت المعركة على من هو رب الناس الذي يحكمهم بشرعه ويصرفهم بأمره ويدينهم بطاعته). انظر هذا الجهل وهذا التخبط الذي يحول آيات توحيد الألوهية والعبادة إلى الربوبية وإلى الحاكمية فتكون النتيجة إخفاء معالم توحيد الألوهية الذي هو موضوع الآيات التي يفسرها والذي هو موضوع دعوات الرسل وذلك يدفع القاريء الغبي إلى اعتقاد أن دعوات الرسل إنما كانت صراعا مع الحكام فقط على الحاكمية على غرار دعوة سيد قطب لا لهداية البشر وإنقاذهم من براثن الشرك الأكبر. وله تخبط كثير وكثير مما يدل على أنه رجل غريب على التوحيد لا يحسن حتى التطفل على مائدته فضلا عن كونه يُشَيّد معالمه كما يدعي له ذلك من يدعي. إن تفسير سيد للا إله إلا الله، وتفسيره لآيات توحيد الألوهية نسف حقيقي لمعالم التوحيد، ودفن لخطورة الشرك الأكبر، ولا يدرك هذا إلا من فهم التوحيد حق الفهم وتخصص فيه دراسة له ودعوة إليه وذبا عن حياضه لا من ضيع حياته في الحيرة والضياع والتلمذة على طه حسين والعقاد، وضيع عمره في عضوية حزب الوفد العلماني، وفي دراسات الفلسفات الملحدة ثم في آخر عمره يهجم على تفسير كتاب الله ويهجم على تفسير التوحيد والشرك بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ولا يدرك هذا من أسلم زمامه لسيد قطب وأمثاله واتبع هواه وكان أمره فرطا. ([1]) ديوان سيد قطب ص (17). ([2]) بل هو – كما قيل في الغزالي – دخل في جوف الفسلفة ولم يخرج منها. ([3]) الحواشي في هذه الأوراق لعبد الباقي محمد حسين. ([4]) زهاء: ما يقرب من. ([5]) خوالجه: خواطره ونزعاته. ([6]) كما جاء في ديوان الشاطئ المجهول. ([7]) بسمتها: بما تميزت به. ([8]) السحنة: الهيئة واللون. ([9]) الند: المثل والنظير. ([10]) السيكولوجية: علم النفس. ([11]) وضوح الأفكار والقضايا بحيث تفرض نفسها على الذهن (في الفلسفة). ([12]) الحجا: العقل. ([13]) بالبداهة: بالتفكير السليم. ([14]) نظرية النسبية: النظرية التي يتوصل فيها على أساس مبدأ النسبية إلى معرفة ما تفضي إليه من نتائج ونظرية النسبية لأنشتين: العلاقة بين الزمن والكتلة والتي يطلق عليها أنـها تتغير طبقا لزيادة السرعة. ([15]) أشلاء: مفردها شلو، والأشلاء: أجزاء الجسم بعد الموت والبلى. ([16]) خبيئة: المخبوء. ([17]) الطلسم (في علم السحر): الشيء الغامض. ([18]) سفر: كتاب. ([19]) ص (123). ([20]) نشرت في 1943. ([21]) وسنانة: أخذت في النعاس، وهو مبدأ النوم. ([22]) تترى: متتابعة. ([23]) تقفوهن: تتبعهن. ([24]) ص (2) ([25]) انظر كتاب الخالدي (سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد) من (ص 213-245) تحت عنوان (مع سيد قطب في رحلة ضياعه) وانظر الكتاب نفسه من (ص 135-164) تحت عنوان (سيد قطب وعباس محمود العقاد) وفي أمريكا كان عضوا في عدد من النوادي الكنسية كما ذكر ذلك عن نفسه في كتاب (الإسلام ومشكلات الحضارة). ([26]) العدالة الإجتماعية ص (182) الطبعة الثانية عشرة. ([27]) في ظلال القرآن (5/2707) تفسير سورة القصص. ([28]) في ظلال القرآن (6/4010) تفسير سورة الناس. ([29]) انظر (أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره) ص (60-61). ([30]) في ظلال القرآن (2/1005). ([31]) في ظلال القرآن (2/1006). |
||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
محطات, الذهبي, الشيخ, عبدالله |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc