التحضير لماجيستير جامعة الامير - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > الحوار الأكاديمي والطلابي > قسم أرشيف منتديات الجامعة

قسم أرشيف منتديات الجامعة القسم مغلق بحيث يحوي مواضيع الاستفسارات و الطلبات المجاب عنها .....

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

التحضير لماجيستير جامعة الامير

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-10-25, 12:06   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
nacer74
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

للمصداقية كل المعلومات هى عبارة عن مقتبسات من منتديات أخرى أردت مشاركتكم بها أتمنى أن تفيدكم .









 


قديم 2011-10-25, 12:23   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
بيان 5
عضو محترف
 
الصورة الرمزية بيان 5
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










قديم 2011-10-25, 15:07   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
sima arabi
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

خاوتي حبيت فقط نلفت الانتباه فيما يخص اللغة الاجنبية فهي مهمة جدا وارى انها المسؤلة على تحديد الناجحين فكلنا درسنا 4 سنين وفي مقدورنا باش نجاوبوا في المنهجية او مقياس التخصص ولكن اللغة الاجنبية ليست في متناول الجميع.ولاحظنا انو في بوزريعة كانت صعيبة خاصة الفرنسية فلي عندو مصطلحات تخص الفترة العثمانية يزودنا بيها وشكرا للجميع










قديم 2011-10-25, 21:53   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
عبد الباري98
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بعد الاطلاع على عدة مقاطع من المراجع المتوفرة ...لاندري كيف تكون الاجابة على العلاقات وبالتالي ولنقص في المادة العلمية حول الموضوع نرى أن يكون النقاش حول طريقة توظيف المعلومات المحدودة ومنه منهجية الاجابة وأكيد أن كل مترشح قد اطلع على المنهجية وراجعها جيدا ولا تنسو ا فهي معامل ثلاثة كذلك










قديم 2011-10-26, 09:59   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
محمد جديدي التبسي
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية محمد جديدي التبسي
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء 
إحصائية العضو










افتراضي

كتاب محمد العربي الزبيري التجارة الخارجية للشرق الجزائري في الفترة مابين 1792_1830
موجود عندي حاليا في الجهاز من أراد أن أزوده به يعطيني ايمايله وسأرسله له










قديم 2011-10-26, 10:19   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
زينب ماز
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية زينب ماز
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم بصح انا كي قريتوا مالقيتش فيه ياسر على العلاقات بين الجزائر ودول المغرب اغلبية العلاقات الموجودة في الكتاب بين دول المغرب والدول الاوربية










قديم 2011-10-26, 10:49   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
محمد جديدي التبسي
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية محمد جديدي التبسي
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء 
إحصائية العضو










افتراضي

فيه بعض الكلام عن العلاقات مع تونس والمغرب وطرابلس










قديم 2011-10-26, 12:23   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
بيان 5
عضو محترف
 
الصورة الرمزية بيان 5
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ان امكن اخي تكرم علينا وضع رابطا للتحميل
طبعا اذا لم يكن في ذلك ازعاج










قديم 2011-10-26, 19:07   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
محمد جديدي التبسي
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية محمد جديدي التبسي
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء 
إحصائية العضو










افتراضي

تطور المنهج العلمي في الكتابات التاريخية عند العرب محمد قجة
قبل أن يصبح التاريخ "علماً" له نظرياته وأسسه الفلسفية وقوانينه وتحقيقاته وتعليلاته، لدى ابن خلدون ومن جاء بعده، كانت الكتابات التاريخية عند العرب تسير وفق أنماط متصاعدة تتفاوت في عمقها وسرعتها وتأثرها بالاقليم والعصر.
ولا بد لنا من إلمامة بتطور تلك الكتابات التاريخية ورصد اتجاهاتها، وتمحيص ما يتصل بها من سرد حوادث، وتيارات سياسية واجتماعية وشعوبية.
ويمكن أن نتوقف عند القرن الثاني للهجرة، ولدى بعض رواة التاريخ والمغازي والسيرة، من أمثال "وهب بن منبه" (1) المتوفى 411هـ ـ732م. وعروة بن الزبير (ت 94هـ ـ 712م(2) . وشرحبيل بن سعد (ت 123هـ ـ 740م) وعاصم بن عمر بن قتادة (ت 120هـ ـ 737م).
وقد كانت كتابات هؤلاء في المغازي تمهيداً هيأ الأرضية اللازمة لمن جاء بعدهم كالزهري والواقدي وابن اسحق.
فالزهري (ت 124هـ ـ 741م) هو الذي توسع في جمع الروايات وتمحيصها واستخدام عبارة "السيرة" بدلاً من المغازي. حتى إذا وصلنا إلى ابن اسحق (ت 151هـ ـ 761م) نجده يمضي شوطاً في الجمع بين الروايات التاريخية والأحاديث الشريفة والشعر والقصص الشعبي. وقد وصلتنا السيرة التي كتبها ابن اسحق منقحة على يد ابن هشام (ت 218هـ ـ 813م) ومن أعلام تلك المرحلة "الواقدي" (ت 207هـ ) في كتابه المغازي وكتبه الأخرى.
وتبرز لدينا أسماء مثل أبي مخنف(3) وعوانة بن الحكم(4) ونصر بن مزاحم(5) ، وذلك في سياق رواية الأخبار، ولعل أبرز هؤلاء الإخباريين (المدائني 225هـ)(6)، (وابن الكلبي 204هـ) (7) ، والهيثم بن عدي (206هـ)(8) وأبو عبيدة(9) (211 هـ).
وقبل أن نغادر القرن الثالث للهجرة يقف أمامنا "البلاذري ت 279هـ"(10) صاحب /فتوح البلدان/ و/أنساب الأشراف/. وهو وإن كان يعتمد على أخبار من سلفه، إلا أنه ينتقد تلك الأخبار ويفحصها وينتقي منها. وكذلك يفعل معاصره اليعقوبي(11) (ت 284هـ) في كتاب "البلدان" الذي يعتبر أول كتاب في الجغرافية التاريخية. ثم ابن قتيبة (ت 270هـ) (12) في كتاب "المعارف" والدينوري (ت 288هـ) في كتاب "الأخبار الطوال".
حتى إذا دلفنا إلى بداية القرن الرابع الهجري نجد (الطبري ت 310هـ) الذي تكتمل لديه مرحلة نضوج البدايات والتكوين للكتابة التاريخية. وقد اعتمد الطبري على ثقافته الواسعة ومنهجه كمحدث وفقيه يدقق في السند ويمحص الروايات.
وهكذا نجد تفاوت مدارس الكتابة التاريخية في مراحلها عبر القرون الثلاثة، وعبر الأماكن المختلفة في المدينة والكوفة والبصرة وبقية الأمصار وصولاً إلى القرن الرابع الهجري الذي نتوقف معه عند مسكويه(13) وتطويره للمنهج التاريخي ثم عند ابن الخطيب وابن خلدون والمقريزي كأمثلة لأبرز المؤرخين أصحاب المنهج الواضح في الكتابات التاريخية.
ترك أبو علي أحمد بن محمد بن يعقوب المعروف بمسكويه أكثر من أربعين كتاباً(14). أبرزها كتابه الهام "تجارب الأمم" المطبوع في طهران بتحقيق وتقديم أبي القاسم إمامي. وقد عاش مسكويه قرناً كاملاً (320-421هـ) واعتمد على الطبري بصورة واسعة، كما اعتمد على مشاهداته وتجاربه في حياته الطويلة، واطلاعه على علوم العصر من فلسفة وأديان وحديث ورواية.
ويمثل مسكويه خطوة متقدمة في الكتابة التاريخية الموضوعية، فإنه على الرغم من معاصرة السلاطين والوزراء البويهيين لا نجده يمدحهم أو يتملقهم في كتاباته. ولم يظهر ميلاً إلى تيار أو ملك أو اتجاه، بل حاول أن يرصد عصره ويحلل أحداثه بعقلانية، إلى درجة أنه لقّب بالمعلم الثالث نظراً لتمكنه من الفكر الفلسفي والإفادة منه في الكتابة التاريخية.
ويمكن تلخيص ملامح المنهج التاريخي لدى مسكويه على النحو التالي:
ـ التاريخ أحداث يمكن أن يستفيد منها الإنسان في أمور تتكرر ، أو يمكن أن تحدث مستقبلاً .
ـ أمور الدنيا متشابهة في الإطار العام وعلى الإنسان تجربتها .
ـ مقارنة الماضي بالحاضر للإفادة من خبرات الماضي .
ـ ضرورة غربلة الأخبار من الأساطير والأسمار والمعجزات .
ـ محاولة تفسير أحداث التاريخ وفق منهج علمي تجريبي قائم على الحذر في تلقي الروايات ، والدقة في تحليلها .
ـ استفاد مسكويه من فكره الفلسفي في تفسير التاريخ . فهو بذلك أول من بدأ فلسفة التاريخ .
ـ مسكويه موضوعي لا ينطلق من تصور مسبق . وحيادي في قراءة مصادره والإفادة منها .
ـ يعتبر كتابه : " تجارب الأمم " من أهم المراجع التاريخية لأنه سجل حي لأحداث القرن الرابع الهجري. وقد سجل مسكويه تلك الأحداث من أصحابها وقام بتفسيرها على أساس الاستدلال الفلسفي الواعي، والنظرة العملية، والذهن البنّاء المنظم، والنظرة المحايدة.
ونلمح أثر هذا المنهج بصور مختلفة لدى المؤرخين المسلمين الذين أتوا في العصور اللاحقة مثل رشيد الدين فضل الله (ت 718هـ) وهو صاحب كتاب "جامع التواريخ" وابن خلدون والسخاوي والمقريزي وبعض مؤرخي الأندلس ممن سوف نتوقف عندهم.
وقد اعتمدت نشأة علم التاريخ في الأندلس على تأثيرات مشرقية، وتبرز لدينا في الأندلس أسماء هامة تراكمت لديها خبرات أخذت تتبلور مع الزمن. ومن هذه الأسماء عبد الملك بن حبيب وأبناء الرازي، وابن القوطية وعريب بن سعد. ثم تغدو الكتابة التاريخية أكثر نضوجاً وأرسخ قدماً لدى أبي مروان بن حيان صاحب المقتبس. وابن حزم العلامة الموسوعي صاحب الجمهرة والفصل، ثم ابن صاحب الصلاة، وبني سعيد في كتابيهم الموسوعيين "المُغرب" و"المُشرق"، وسواهم.(15)
وحينما نصل إلى القرن الثامن الهجري" الرابع عشر الميلادي"تكون الكتابة في علم التاريخ قد بلغت أوجها لدى ابن الخطيب العلامة الموسوعي، وابن خلدون صاحب فلسفة التاريخ وعلم الاجتماع.
* * *
ونتوقف قليلاً عند المنهج التاريخي لدى لسان ابن الخطيب في كتبه التاريخية المختلفة، وبخاصة الإحاطة في أخبار غرناطة (16) واللمحة البدرية(17) ونفاضة الجراب (18).
وتبدو أبرز عناصر منهجه التاريخي في الملاحظات التالية:
-التاريخ فـنٌ غايته نقل الأخبار.
2-الفن التاريخي مأرب البشر ووسيلة ......... النشر، يعرفون به أنسابهم في ذلك شرعاً وطبعاً ما فيه، ويكتسبون به عقل التجربة في حال السكون والرفيه، ويرى العاقل من تصريف قدرة الله تعالى ما يشرح صدره ويشفيه...."(19)
وهكذا فالتاريخ معرفة الماضي للإفادة منها في رؤية الحاضر.
3-التاريخ لدى ابن الخطيب ليس مجرد نقل للأحداث السياسية وسيَر الملوك والسلاطين، بل هو تصوير للحياة الاجتماعية والاقتصادية والعمرانية بما تشمله هذه الحياة من رقي وازدهار، أو تخلف وتدهور. وهو في ذلك يتابع التفاصيل الدقيقة للموضوع الذي يتحدث عنه.
يتحدث في الرحلة الأندلسية" خطرة الطيف" عن مشهد استقبال السلطان من قبل سكان إحدى المناطق في وادي فرذش، فيقول:
"واستقبلتنا البلدة حرسها الله- نادى بأهل المدينة، موعدكم يوم الزينة، فسمحت الحجال برباتها والقلوب بحباتها، والمقاصر بحورها والمنازل بدورها، فرأينا تزاحم الكواكب بالمناكب، وتدافع البدور بالصدور، بيضاً كأسراب الحمام،...."
ثم يقول:" واختلط النساء بالرجال، والتقى أرباب الحجا بربات الجمال..ز فلم نفرق بين السلاح والعيون الملاح، ولا بين البنود حمر الخدود....
ويلاحظ هنا دقة ابن الخطيب، كما يلاحظ وصفه للحياة الاجتماعية التي يظهر فيها النساء والرجال. كما يشير في مكان آخر إلى وجود رعايا مسيحيين في مملكة غرناطة خرجوا لاستقبال السلطان وهم يتمتعون بكامل حقوقهم.
4-يركز ابن الخطيب على الوصف الجغرافي للأماكن التي يتحدث عنها ويجعل هذا الوصف مدخلاً لبحثه التاريخي. وهذا ما فعله في حديثه عن غرناطة في مقدمة كتابه"الإحاطة" وكذلك في كتابه "نفاضة الجراب" حينما يصف الأماكن التي زارها. ومن ذلك حديثه عن مدينة أغمات في كتاب "نفاضة الجراب" حيث يقول:
"ثم أتينا مدينة أغمات في بسيط سهل موطأ لا نشز فيه، ينال جميعه السقي الرغد، وسورها محمر الترب، مندمل الخندق، يخترقها واديان اثنان من ذوب الثلج، منيعة البناء، مسجدها عتيق عادي، كبير الساحة، ومئذنته لا نظير لها في معمور الأرض..." (20).
5-يحترم ابن الخطيب التسلسل الزمني بدقة وموضوعية، شان المؤرخين المحترمين، فهو يستعرض الدول ونشوءها وسقوطها استعراضاً تاريخياً دقيقاً، ولا يقرب دولة لشرفها أو مكانتها كالأدارسة مثلاً. وقد فعل سواه ذلك تقرباً لسلاطين عصرهم.
6-يدأب ابن الخطيب على ذكر مصادر معلوماته، ويحرص على ذكر المؤرخين السابقين باحترام. وقد أورد من الأسماء ما يشير إلى سعة إطلاع وعمق معرفته. فهو يذكر في مقدمة الإحاطة الكتب التي اطلع عليها كتواريخ للمدن أراد أن ينافسها في كتابه "الإحاطة" ومن ذلك على سبيل المثال: تاريخ بخارى لأبي عبد الله الفخار، وتاريخ أصبهان لصاحب الحلية، وتاريخ همذان لغنا خسرو الديلمي،.... وتاريخ الرقّة للقشيري، وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي، وتاريخ دمشق لابن عساكر، وتاريخ الإسكندرية لوجيه الدين الشافعي، وتاريخ مكة للأزرقي... الخ.
إن ذكر هذه الأسماء دليل على سعة المعرفة، وأمانة النقل، واحترام الرأي الآخر.
7-حرص على الاستعانة بالمعلومات من مصادرها القريبة. ومن ذلك طلبه من صديقه سفير قشتالة يوسف بن وقارق معلومات عن تاريخ الممالك النصرانية: قشتالة وأراغون والبرتغال وذلك لتكون معلوماته موثقة ومستندة إلى مراجعها(21).
8-اعتماده على مشاهداته من النقوش والكتابات على العمائر والأضرحة والمنشآت المختلفة، وتوثيق تلك النقوش والكتابات والإفادة منها في مادته التاريخية.
9-أخلاقيته العالية في منهجه التاريخي، وصدقه وموضوعيته ومثال ذلك رسالته التي نصح فيها الملك القشتالي بدرو القاسي، وقد أوردها المستشرقون الأسبان كشاهد على أخلاقية ابن الخطيب. وقد أورد الحادثة المؤرخ الأسباني المعاصر دي إيالا. ووصفها المؤرخ "جاريباي" بأنها قيم أخلاقية جاءت من هذا المسلم ابن الخطيب، وهي تفوق في قيمها ما كتبه سينكا وغيره من فلاسفة الرواقيين الأقدمين(22).
10-مزج ابن الخطيب بين التاريخ والجغرافية والرحلات في إطار من النثر الفني الرشيق والبليغ. بحيث جاءت كتاباته التاريخية يغلب عليها الطابع الأدبي والسجع اللطيف.
هذه الملاحظات العشر هي التي تميز المنهج التاريخي لابن الخطيب ويمكن مقارنتها مع مؤرخين آخرين أحدهما من القرن الرابع الهجري هو مسكويه. والآخر معاصر لابن الخطيب وهو شيخ المؤرخين العرب ابن خلدون.
وتقوم عناصر المنهج التاريخي عند ابن خلدون على الملاحظات الموجزة التالية(23):
التاريخ علم
محتويات التاريخ والفكرة عنها
العناصر التي تجتمع لصنع التاريخ البشري
قوانين التاريخ
التاريخ علم فلسفي عند ابن خلدون(والفلسفة كل ما ليس له صفة دينية)
التاريخ عند ابن خلدون أخبار عن الأيام والدول والسوابق من القرون الأولى، وهو نظر وتحقيق وتعليل للكائنات ومبادئها، وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها ..
ابن خلدون يدحض الأساطير
ابن خلدون يضع القواعد اللازمة لمقارنة الحقيقة
النقد التاريخي عند ابن خلدون يبدو في:
تبدل الأحوال بتبدل الأيام.
وحدة النفسية الاجتماعية
ظروف الأقاليم الجغرافية
التاريخ الحضاري البشري
أما منهج البحث التاريخي عند ابن خلدون فيعتمد على :
ملاحظة ظواهر الاجتماع لدى الشعوب التي أتيح له الاحتكاك بها والحياة بين أهلها.
تعقب هذه الظواهر في تاريخ الشعوب نفسها في العصور السابقة لعصره
تعقب أشباهها في تاريخ شعوب أخرى لم يتح الاحتكاك بها والحياة بين أهلها.
الموازنة بين هذه الظواهر جميعاً.
التأمل في مختلف الظواهر للوقوف على طبائعها وعناصرها الذاتية وصفاتها العرضية واستخلاص قانون تخضع له هذه الظواهر في الفكر السياسي وفلسفة التاريخ وعلم الاجتماع.
ويرى ابن خلدون في مقدمته :
1- ان دراسة التاريخ ضرورية لمعرفة أحوال الأمم وتطور هذه الأحوال بفعل العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
2- يركز ابن خلدون على موضوع الاستبداد والبطش الذي يقوم به السلطان ضد شعبه وأثر ذلك في الشعب.
3- يشرح ابن خلدون كيف أن بعض السلاطين ينافسون رعيتهم في الكسب والتجارة . ويسخرون القوانين لخدمة مصالحهم الخاصة وتسلطهم على أموال الناس، وإطلاق يد الجند في الأموال العامة مما يرسخ الشعور بالظلم والإحساس بالحقد لدى الشعب
4- يوضح ابن خلدون أن هذه العوامل الداخلية هي التي تؤدي إلى الخلل في أحوال الدولة أكثر من العوامل الخارجية .لأن المجتمع الذي يعاني من خلل داخلي لا يستطيع مجابهة عدو خارجي.
5- تمكن ابن خلدون من الربط الدقيق بين العوامل الاقتصادية سابقاً بذلك مفكرين أوروبيين بعدة قرون
6- استوعب ابن خلدون الإرهاصات السابقة في الفكر السياسي لدى الفارابي والماوردي والغزالي وإخوان الصفا والطرطوشي ومسكويه وسواهم. وصاغ من كل ذلك نظريته الناضجة في الفكر السياسي وفلسفة التاريخ وعلم الاجتماع.
7- يتضح من قراءة مقدمة ابن خلدون فهمه لفلسفة التاريخ من خلال ثلاث نقاط أساسية:
الأولى : أن التاريخ علم، وليس مجرد سرد أخبار بلا تدقيق ولا تمحيص.
الثانية : أن هذا العلم ليس منفصلاً عن العلوم الأخرى كالسياسة والاقتصاد والعمران وعلوم الدين والأدب والفن.
الثالثة : أن هذا العلم يخضع لقوانين تنتظم بموجبها أحوال الدول من قوة وضعف، ورفعة وانحلال.
وقد طبق ابن خلدون هذه النظرية على كتابه "العبر" في سرده للأحداث والتعليق عليها وتحليل نتائجها.
8- يرى ابن خلدون أن الظلم مؤذن بخراب العمران، ويعدد أشكال هذا الظلم من اعتداء على الناس، وتضييق على حرياتهم، وسلب أموالهم، وإضعاف فرص معاشهم وتحصيل رزقهم. والعمران يفسد بفساد العوامل التي تصنعه، والفساد يؤدي إلى الخراب.
9- إن الفساد يؤدي إلى هرم الدولة وشيخوختها. والهرم من الأمراض المزمنة التي قد تكون طبيعية مع عمر الدول والأفراد.
وقد تكون طارئة بفعل تفاقم الظلم والفساد والعدوان.
10- كان ابن خلدون على قدر كبير من الموضوعية والحياد العلمي في قراءته لأحداث التاريخ وتفسيرها رغم صعوبة الحياد في عصره.
واستمراراً لمنهج ابن خلدون وتطويراً له، ودخولاً في التفاصيل الدقيقة يأتي المقريزي في وقت غدت فيه القاهرة مركز العالم الإسلامي ثقافياً واقتصادياً وسياسياً أيام حكم المماليك . وفي القاهرة ولد المقريزي لأسرة أصلها من بعلبك. ويذكر أنه كان سعيداً بولادته وعيشه في القاهرة (24) وقد ترك عدداً من الكتابات التاريخية الفائقة الأهمية مثل:
- السلوك لمعرفة دول الملوك
- اتعاظ الحنفا بذكر الأئمة الفاطميين الخلفا
- عقد جواهر الأسفاط في تاريخ مدينة الفسطاط.
- المواعظ والاعتبار (المعروف باسم خطط المقريزي).
- إغاثة الأمة بكشف الغمة.
وقد أفاد المقريزي من تجارب حياته العملية كاتباً في ديوان الانشاء وقاضياً وخطيباً . كما أفاد من اطلاعه الواسع على الكتابات التاريخية السابقة وبخاصة ابن خلدون.
ولعل أهم ما يميزه :
1- الموضوعية والأمانة التاريخية في السرد والعرض.(25)
2- وتنبثق عن الموضوعية صفة العفة والأخلاق الرفيعة والترفع عن الإساءة إلى الآخرين.
3- التدقيق والتقصي والتحقيق والتعليل (26)
4- الدخول في التفاصيل الدقيقة : أحوال النيل – الحياة اليومية – الفساد – الرشوة – الغلاء – إغراق الأسواق بالنقود.
5- التركيز على الموضوع وعدم الاستطراد، وعدم الخروج على الموضوع .
6- الحيادية تجاه الحكام وعدم مداهنتهم والتقرب إليهم .
- التنبه إلى ربط حركة التاريخ بالعوامل الاقتصادية من تجارة وصناعة وزراعة وانتقال أموال وتوزيع ثروات واقطاعات (27)
- رصد كثير من الظواهر الاجتماعية بدقة : شهادة الزور، الزنا، اللواط، الفسوق، الخمر.
* * *
والآن نخلص إلى بعض الملاحظات العامة والاستنتاجات التي تشمل مراحل تطور الكتابات التاريخية عند العرب:
ان الفكر العربي التاريخي اتجه أساساً إلى سرد الوقائع والأحداث من خلال الرصد أو الرواية المسندة، مستفيداً من علم الحديث.
إن كلمة "التاريخ" تعني في المعجم الغاية والوقت الذي ينتهي إليه كل شيء. وبذلك يتصل المعنى بحركة الزمن المرصودة وليس بالحكاية الاسطورية التي تشير إليها كلمة History باللغات الأوروبية.
الغاية النبيلة من كتابة التاريخ كعلم، ويندرج ذلك في إطار العلوم جميعاً كعمل يتقرب به صاحبه إلى الله وكأنه شكل من أشكال العبادة، وليس عملاً نفعياً يتوخى مصلحة آنية.
سرد الروايات القديمة بصورة حيادية وترك التعليق عليها وإلقاء مسؤولية روايتها على من أسندت إليه.
الاعتراف بالآخر وعرضه بموضوعية إلى حد بعيد وعدم إلغاء من يخالف الرأي أو الدين أو المذهب أو العرق.
يلاحظ في الدراسات التاريخية الحديثة والمعاصرة تأثر المؤرخين العرب بالمدارس القومية أو الماركسية أو العلمانية أو الليبرالية أو البراغماتية . وهم في أغلب الأحيان متأثرون بالعوامل السياسية الضاغطة بصورة أو بأخرى.
بروز التخصصات الدقيقة في الدراسات التاريخية :
قديمة – حديثة
مشرقية – أندلسية
حضارات: مصر القديمة، بابل، بلاد الشام، المغرب
الحركات الإسلامية – الشعوبية
تاريخ الأدب
التاريخ الاجتماعي
علم الآثار
التراث غير المادي
محاولة إظهار جانب العبقرية لدى المؤرخين العرب، وبيان مدى تأثر المؤرخين الغربيين بهم.
اللجوء إلى صفحات التاريخ المشرقة هرباً من الإحباط المتلاحق الذي يعيشه العرب اليوم
.

الهوامش
حاجي خليفة
كشف الظنون
2/1747
مرجع سابق
الكتبي ابن شاكر
فوات الوفيات
2/135
ياقوت
معم الأدباء
6/94
ياقوت
معم الأدباء
7/210
ياقوت
معم الأدباء
5/309
ياقوت
معم الأدباء
6/259
ياقوت
معم الأدباء
7/261
ابن النديم
الفهرست
53
البلاذري
أنساب الأشراف
5/36
اليعقوبي
البلدان
233
ابن قتيبة
المعارف
7
مسكويه
تجارب الأمم
تحقيق أبي القاسم امامي
مسكويه
تجارب الأمم
تحقيق أبي القاسم امامي
بالنثيا
تاريخ الفكر الأندلسي
193 وما بعدها
ابن الخطيب
الإحاطة
تحقيق عنان
ابن الخطيب
اللمحة البدرية
ابن الخطيب
نفاضة الجراب
ابن الخطيب
الإحاطة
1/88
ابن الخطيب
نفاضة الجراب
46
ابن الخطيب
أعمال الأعلام
دي ايالا
مدونة ملوك قشتالة
1/493
بالنثيا
مرجع سابق
259 وما بعدها
المقريزي
المواعظ والاعتبار
2/95
المقريزي
المواعظ والاعتبار
1/3
المقريزي
السلوك
4/ حوادث 826 هـ
المقريزي
المواعظ
1/84









قديم 2011-10-26, 19:41   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
استاذة التاريخ
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية استاذة التاريخ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله كل خير بارك الله فيك
انا تخلطتلي في المنهجية










قديم 2011-10-27, 10:44   رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
محمد جديدي التبسي
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية محمد جديدي التبسي
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء 
إحصائية العضو










افتراضي

التصوف في الجزائر
في الجزائرأو ما يعرف قديماً بالمغرب الأوسط، فقد بدأ التصوف فيه تصوفاً نظرياً، ثم تحول ابتداء من القرن العاشر الهجري، واتجه إلى الناحية العملية الصرف، وأصبح يطلق عليه "تصوف الزوايا والطرق الصوفية". كان من أوائل وأحد أوتاد الطريقة الصوفية في الجزائر: الشيخ أبو مدين شعيب بن الحسن الأندلسي، وقد عرفت طريقته المدينيـةشهرة واسعة وأتباعاً كثر في مختلف أنحاء المغرب الإسلامي، وازدادت شهرة على يد تلميذه عبد السلام بن مشيش (ت 665هـ= 1228م)، ثم ازدادت نشاطاً وأحياها من بعده شيخ الطريقة الشاذليةوتلميذ ابن مشيش أبو الحسن الشاذلي. وكان لتعاليم الشاذلي في الجزائر الأثر الأكبر بحيث يكاد يجزم أن معظم الطرق التي ظهرت بعد القرن الثامن تتصل بطريقة أو بأخرى بالطريقة الشاذلية.
ومن أبرز علماء الجزائر الذين شاع التصوف العملي وانتشر بفضلهم عبد الرحمن الثعالبي ومحمد بن يوسف السنوسي، اللذان يعتبران من كبار العلماء والزهاد في القرن التاسع الهجري، فقد جمع كل منهما بين الإنتاج العلمي والسلوك الصوفي، وانتفع بكل منهما خلق كثير وكان لهما تأثير في المعاصرين وفي اللاحقين، وقد كانا كلاهما من أتباع الطريقة الشاذلية، وألفوا كتبا في أصولها وفي تراجم رجالها.
اتخذ التصوف في الجزائر منذ بداية ظهوره بها أبعادا اجتماعية، وذلك بسبب الظروف التي كانت تعيشها البلاد في تلك الفترة (ق7، 8، 9هـ) وانساق الناس ورائه لما وجدوا فيه من مساواة وعدل وإحساس بالوجود والأهمية، فقد كان شكلا من أشكال التعبير عن الغضب الشعبي والتمييز الطبقي بين طبقة الأغنياء والمترفين وطبقة الفقراء والمعدمين
مر التصوف في الجزائر بمرحلتين أساسيتين هما:
فترة التصوف النخبوي، وذلك خلال القرون السادس والسابع والثامن الهجرية: وهي الفترة التي بقي فيها التصوف يدرس في المدارس الخاصة، واقتصاره على طبقة معينة من المتعلمين، وعدم انتشاره بين الطبقات الشعبية، وبقائه في الحواضر الكبرى: تلمسان، بجاية، وهران.
فترة التصوف الشعبي، أو ما تعرف بفترة الانتقال من التصوف الفكري إلى التصوف الشعبي، وقد وقع ذلك في القرن التاسع الهجري، وفيها انتقل التصوف من الجانب النظري إلى الجانب العملي، وهو الانتشار الكبير للزوايا والرباطات في الريف والمدن، وانضواء الآلاف من الناس تحت لوائه، والتركيز على الذكر والخلوة، وآداب الصحبة وما إليها من مظاهر التصوف الشعبي. وبفتح باب التصوف للعامة وأهل الريف، انتقل من النخبة إلى العامة، من المدينة إلى الريف، وظهرت الطرق الصوفية الكبرى وانتشرت في مختلف أرجاء القطر: كالقادرية، المدينية، الشاذلية
حالياً تحظى برعاية خاصة من قبل السلطات، تجلت بالأساس في تنظيم الملتقيات الوطنية والإقليمية، وحتى الدولية التي تعرف بالدور التاريخي والحضاري لهذه الفرق فضلا عن فتح وسائل الإعلام الثقيلة أمامها بغية الترويج لأفكارها وأدبياتها.









قديم 2011-10-27, 10:48   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
محمد جديدي التبسي
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية محمد جديدي التبسي
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء 
إحصائية العضو










افتراضي

من تاريخ السرد إلى تاريخ النقد :
نحو تطوير المعرفة التاريخية في الوطن العربي

عبد العزيز العلوي الأمـراني
ما يزال المؤرخ العربي في الكثير من الأقطار العربية أسير برجه العاجي حبيس كتبه وسجلاته، يمارس كتابة التاريخ وفق نمط تقليدي قائم على سرد الوقائع وجمعها في مصنفات ومجلدات، تظل في الغالب الأعم حبيسة الرفوف ونادرا ما تقرأ.فالمتصفح للكتابة التاريخية العربية سواء أكانت كتبا منشورة، أو الأبحاث والدراسات الجامعية يلاحظ –ودن كبير عناء – أن الكتابة التاريخية العربية ما تزال حبيسة الرؤية التقليدية للتاريخ موضوعا ومنهجا، على الرغم من الدعوات التجديدية التي تظهر من حين لأخر هنا وهناك.
لقد آن الأوان، ليخرج المؤرخون العرب من أبراجهم العاجية ويطلون على مشكلات الحاضر كمنطلق للبحث والتفكير في الماضي بغية المساهمة الفعلية في إيجاد حلول للمشكلات التي يحبل بها الواقع العربي. إنها دعوة صريحة إلى كل المهتمين بالكتابة التاريخية في الوطن العربي لتجاوز التاريخ السردي، والعمل على تأسيس تاريخ نقدي /إشكالي يبحث في المشكلات الراهنة للمجتمع اعتمادا على مقاربة علمية ونقدية لا ترى في دراسة الماضي هدفا في حد ذاته. بل مدخلا لفهم أفضل لمشكلات الحاضر، وأداة لا عادة بناء علاقة جديدة مع الزمن التاريخي. ولذلك فهذه الدراسة تحاول تقديم إطار نظري ومرجعي لكل المهتمين بالتاريخ في الوطن العربي لكتابة تاريخ نقدي /إشكالي، بدءا ببدايات ظهور هذا التوجه الجديد في أوربا، والأسس الإبيستيمولوجية والمنهجية التي يقوم عليها.
أصول التاريخ الجديد القطيعة مع الاتجاه التقليدي في الكتابة التاريخية
مر مفهوم التاريخ بمراحل كبرى، شأنه في ذلك شأن أي معرفة إنسانية، تتطور و تتغير مع تطور حياة الإنسان. ومع حلول القرن التاسع عشر الميلادي،وبفعل التحولات الاقتصادية و الاجتماعية والفكرية التي شهدتا أوربا على وجه الخصوص في هذا القرن، اندفع الكثير من المؤرخين وفلاسفة التاريخ إلى التفكير في مفهوم التاريخ، فظهرت تفاسير جديدة للتاريخ الذي توسع مفهومه وأصبح أكثر شمولية، بعدما كان محدود النظرة والمنهج، يهتم فقط بسرد الأخبـار والوقائع السابقة. وعليه فـقد بدأت مناهج البحث التاريخي تتطور وتتقدم نحو المزيد من العلمية والمنهجية في كثير من الجامعات الأوربية، كما ظهـرت مدارس واتجاهات تاريخية متعددة لعل أهمها المدرسة الوثائقية1 التي تأثر روادها بالفلسفة الوضعية التي سادت أوربا خلال القرن 19م. فقد دعا رواد هذه المدرسة التاريخية إلى ضرورة اعتماد الوثيقة في كتابة التاريخ. فالتاريخ يصنع بالوثائق، ولا تاريخ بدون وثيقة كما قال مؤرخي هذه المدرسة لانجلو وسينوبوس2.
ومع مطلع القرن العشرين، أصبحت المدرسة الوثائقية عرضة لكثير من الانتقادات الشديدة من قبل جيل جديد من المؤرخين الشباب في فرنسا على وجه الخصوص أمثال لو سيان فيفر ومارك بلوك، الذين نفخا روحا جديدة في الدراسات التاريخية. حيث استغلوا مجلة التركيب التاريخي (la revue de synthèses historique ) لتوجيه انتقادات شديدة للوضعانيين، الذين ركزوا في كتابة التاريخ على الوثيقة التاريخية بمفهومها الضيق،ونادوا بضـرورة انفتاح الدراسـات التاريخية على العلوم الأخرى.وفي هذا الصدد يقول المؤرخ الفرنسي لوسيان فيفر: "سيساهم في كتابة التاريخ اللغـوي والأديب والجغرافي والقانوني والطبيب وعالم الأجناس والخبير بمنطق العلوم...الخ " 3.
ومع انفتاح التاريخ على العلوم الأخرى، سواء الإنسانية منها أو الدقيقة، تمكن المؤرخون من التزود بأدوات بحث جديدة جعلتهم يعيدون النظر في كثير من الوقائع التاريخية، ويطرحون أسئلة جديدة ومشكلات تاريخية لم تكن إلى عهد قـريب في متناول المشتغلين بالتاريخ. لقد نظر الثنائي لوسيان فيفر ومارك بلوك إلى الكتابة التاريخية على أنها طرح للمشكلات الكبرى للإنسان (Histoire-Problemes) في سياق الزمنالتاريخي الطويل، وذلك بنية إخراج الكتابة التاريخية من نمطية الحدث السياسي والوقائع الضيقة4.حيث لم يهتم المؤرخون سوى بكل ما له ارتباط بالأحداث العسكرية من حروب ومعارك وتواريخ قيام الدول وسقوطها.
ومع ظهور مدرسة الحوليات مع بداية النصف الأول من القرن العشرين بفرنسا، وتأسيس مجلة الحوليات (les Annales ) سنة 1929. ستـأخذ الكتـابة التاريخية أبعادا جديدة سوسيولوجية و لسانية وجغرافية و ديموغرافية.و تحول التاريخ إلى دراسة كل ما له علاقـة بالإنسان، وأهتم المؤرخ بالمدد الزمنية الطويلة، بعدما كـان أسير زمن الحدث التاريخي القصير5.وفي هذا السيـاق برز نجم المؤرخ الفرنسي فرديناند بروديل ( F. Broudel) الذي يعتبره الكثير من المؤرخين المعاصرين رائد الكتابة التاريخية في العصر الحديث. فهو – وبشهادة هؤلاء- واضع الدعائم الرئيسة لما أصبح يعرف بالتاريخ الجديد، و الذي أصبح من أهم سماته انتفاء الحدود بين التاريخ و السوسيولوجيا والانتروبولوجيا.ولقد مثلت أطروحته الشهيرة والتي درسفيها تاريخ العالم المتوسطي هذا التوجه، والتي دعا فيها إلى تجاوز ونبد التاريخ – السردي /الإخباري، القائم على دراسة الوقائع السياسية البسيطة في الأزمنة القصيرة، والانتقال إلى دراسـة تاريـخ البـنى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وذلك في سياق المـدد الزمنيـة الطويلة (les longues durées) بهدف رصد مدى تفاعل الإنسان مع مجاله الجغرافي.
ميز فرديناند بروديل في دراسته للزمن التاريخي بين ثلاثة مستويات 6:
- الزمن الجغرافي (le temps géographie ) : وهو زمن المدد الطويلـة وزمن البنيات يتميز بتغيره البطيء.
- الزمن الاجتماعي ( le temps social) : وهو زمن الظرفيات، وزمـن المدد المتوسطة، مثل تاريخ تطور الاقتصاد والمجتمع.
- الزمن الفردي ( le temps individuel) : ويطابق زمن الوقائع، والأحداث السياسية كالحروب والمعاهدات وحكم الملوك.
وعموما، فان مؤرخي مدرسة الحوليات أحدثوا قطيعة ابيستيمولوجية مع الاتجاه السابق في الكتابة التاريخية، فقد عملوا علـى تجاوز التاريخ الحدثي، ودعوا إلى تاريخ إشكالي(Histoire-Problème) يقر بأهمية العوامل التركيبية في دراسة التاريخ7.

لقد ساهم ظهور هذا الاتجاه الجديد في الدراسات التاريخية في إثارة مجالات جديدة للبحث، كتاريخ الذهنيات والطقوس اليومـية والخوف والجسد...الخ. خصوصا وأن البحث التاريخي اغتنى بمناهج جديدة و متنوعة. وفي هـذا الصدد يقول الفيلسوف الفرنسي" ميشال فوكو" : " يتوفر المؤرخون علـى أدوات صـاغوها بأنفسهـم في جانب منها، و تلقوها في جانب أخر كنماذج النمو الاقتصادي، والتحـليل الكمـي ومنحى التغيرات الديمغرافية، ودراسة المناخ وتقلباته، ورصد الثوابت السوسيولوجية.لقد مكنتهم تلك الأدوات من أن يبينوا داخل حقل التاريخ طبقات رسوبية متباينة، فحلت مكان التعاقبات الخطية التي كانـت حتـى تلك الآونة تشكل موضوع البحث التاريخـي عمليات سـبر الأغوار وتعــدد مستويات التحليل."8
وعليه فان دراسة الماضي أصبحت تقوم علـى رؤية متعددة المقاربات. فبذل النظر إلى الوقائع التاريخية المدروسة مـن وجهة نظر أحادية الجـانب لتفسيرها وتعليلها، أصبح لزامـا علـى المؤرخ إستحضار كل العناصر والعوامل الأخرى، والتي قد يكون لها دور في بنـاء الأحداث و الوقـائع التاريخية. ومنه يمكن القول إن الظاهرة التاريخية تبنى وتشيد لبنة لبنة. لقد سـبق لاندري بورغيير في الانتربولوجية التاريخية أن بين أن كل بعد من أبعاد الواقع الاجتماعي يتواصل مع باقي الأبعاد الأخرى لصناعة حركة التاريخ9، ومن المعلوم، أن علم التاريخ يدرس ظواهر إنسانية والظاهرة الإنسانية كما هو معلوم تتميز بالكثير من التعقيد. حيث تتداخل في توجيهها عوامل كثيرة إلى درجة يصعب حصرها، وتحديد نصيب كل منها في توجيه الظاهرة التاريخية المدروسة10. وهو الأمر الذي يستوجب على المؤرخ استحضار كـل الأبعـاد و المـستويات التي تدخل فـي تركيبة الحيـاة الإنسانية ( بيولوجية، نفسيـة، مجاليـة،اقتصادية، اجتماعية سياسيـة...). ممـا يطرح الكـثير من المشكـلات أمام المـؤرخ أثناء دراستـه للتاريـخ.
إن النقلة الابستيمولوجية الحديثة التي تحققت في مجال المعرفة التاريخية، سواء على مستوى المواضيع والقضـايا التي أصبح المؤرخون يدرسونها، أو على مستوى مناهج البحث والمقاربة للظاهرة التاريخيـة المدروسة. مرتبطة- والى حد بعيد – بالحاجيات الجديدة للمجتمع الحديث، وكذا المشكلات الراهنة التي تواجه الإنسانية جمعاء. وفي هذا الصدد ميز أحد الدارسين11 بين اتجاهين رئيسيين في الكتابة التـاريخية : اتجـاه تاريخي تقلـيدي، واتجـاه حـديث، خاصة بعد أن تبين فشل و عجز الاتجاه التاريخي الأول عن مسايـرة التـطورات التي أصبحت تعرفها الإنسانية في الوقت الراهن.إضافة محدوديته المـعرفيـة والنفعية. يشير الفيلسـوف الفـرنسي المعاصـر ادغار موران إلى أن المعرفة الملائمة يتوجب عليـها أن تـواجه ما هو مركب و أن تصل بين مختلف العناصر المكونة للكل( الاقتصادي، السياسي،النفسي، السوسيولوجي،الوجداني، الأسطوري...)12.كما أن من واجب التربية الحديثة أن تطور القدرة الطبيعية للفكر البشري على طرح المشاكل الجوهرية. ومنه، فان دراسة التاريخ لا يجب أن تنحصر فقط في معرفة الماضي و إنما لابد أن تسهم في فهم الحاضر الإنساني بكل تعقيداته ومشاكله، واستشراف مستقبل أفضل للبشرية

أ‌- مرتكزات الاتجاه التاريخي التقليدي :
لعل أهم ميزة يتميز بها هذا الاتجاه استغراقـه في التاريخ السياسي والعسكري والدبلوماسي. إضافة إلى عنايته الفـائقة بدراسة الأحداث من منظور متفرد ومعزول، كل هذا في مسار زمني ضيق وقصير وهو زمن الحدث :زمن المدة القصيرة حسب التعبير البروديلـي. أما طريقته فـي عرض الوقائع، فان رواد هذا الاتجاه يوظفون أسلوب الرواية و السرد السطحي، دون تمحيص ولا تدقيق معتمدين في ذلك على ما توفر لديهم من وثائق مكتوبة. علما أن مفهوم الوثيقة عند هؤلاء لا يتعدى ما هو مكتوب و مسجل، وخاصة الوثائـق الرسمـية.
ب‌- مرتكزات الاتجاه التاريخي الجديد :

تحـول اهتمـام المؤرخين مـن دراسة الخـاص إلـى دراسـة العام ومن الجزء إلى الكل، ومن الاهتمـام بالفرد إلى الانكباب على دراسة المجتمع بكل فئاته ومكوناته الاجتماعية، بما في ذلك الشرائح المغمورة. كما مال المؤرخون إلى دراسة تاريخ البنى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والذهنية، بذل الاستغراق في التاريخ السياسي والعسكري. أما بخصوص الأساليب وطرائق البحث، فقد بدأ المؤرخ يعتمد أسلوب التفكير العلمي القائم على التحليل الملـموس للوقائع، ومساءلة الوثيقة التاريخية، ليس فقط عن ما تريد قوله، ولكن عما لا تريد البوح به، متوسلا بعدة منهجية تتميز بالتنوع وتعدد المقاربات. كما تغيرت نظرة المؤرخ إلى الزمن التاريخي الذي أصبح ثلاثي الأبعاد.
وعموما، لعل أهم ميزة تميز هذا الاتجاه، هي انتقال المؤرخ من مستوى المعرفة الـجاهزة التي تقدمها الوثيقة الرسمية إلى مستوى أرقى يقوم على نقد كل ما هو جاهز ومعطى مسبق. كما أن طرح المؤرخين لإشكاليات تاريخية جديدة، تطلب منهم النبش في مصادر أخرى و كشف وثائق جديدة.
سمات التاريخ الجديد / التاريخ النقدي- الإشكالي

1- اعتماد منهج فكري ينطلق من إشكاليات محددة :

تجمع كل الدراسات الابستيمولبوجية الخاصة بعلم التـاريخ على أن أهم خطوة يقوم بها المؤرخ عند بداية دراسته التاريخية هي الانطلاق من تحديد المشكلة التي ستقود دراسته من البداية إلى النهاية.فإذا كان التاريخ الجديد إعادة بناء الماضي البشري وفق رؤى جديدة وبأدوات معرفية جديدة، فان الثابت عند كل المؤرخين المحدثين أن هذا الماضي المدرك يكون دائما إشكاليا و ناقصا في حقيقته،ويثير تساؤلات جديدة13. يشير الدكتور مصطفى الحسني الإدريسي إلى أن منهجـية التفكير التاريخي تبدأ أولا بطرح مشكلة في الحاضر والتعبير عنها بصيغة التساؤل. ثم تأتي مرحلة صياغة الفرضيات، وبعدها يعمل المؤرخ على التحقق مـن الفرضيات المطروحة مستعينا بالاستكشاف الوثائقي، وفي الأخير يكون خلاصة تركيبية تتضمن جوانب من الإجابة عن الإشكالية المطروحة14.مع العلم أن الإشكالية التاريخية تتمثل في شبكة من التســاؤلات التي توجه تفكير المؤرخ وتنظم طريقة تعامله مع الوثائق والمعطيات التاريخية .لقد سبقت الإشارة إلى أن المعرفة التاريخية هي دائمـا معرفة نسبية تسعى إلى الإجابة عن أسئلة راهنة. فالمؤرخ يستقصي الأخبار، وهو دائما وأبدا، أمام ماضي مجهول يقتحمه باستمرار دون أن يستولي عليه على حد تعبير العروي15 علما أن حقائق الماضي ليست مطلقة، فالواقعة التاريخية الواحدة يمكن أن تكتب عددا من المرات وعلـى أوجه مختلفة. فالمؤرخ يدون عادة كل واقعة على وجه يستند فيه إلى ما يعرف من التفاصيل التـي تتصل بتلك الواقعة، وكذلك إلى ما يدرك من أسباب حدوثها16. ولهذا فان كتابة التاريخ هي عملية متجددة و مستمرة، تتجدد بتجدد هموم و مشكلات الإنسان في الحاضر. فالإنسان لا يعيش حاضره مفصولا عن ماضيه. فالإنسان لا يفكر في تاريخه باعتباره زمن غابر تملأه الأحـداث والـوقائع ذات علاقة خارجية و موضوعية به فحسب، بل بوصفه صيرورة في الزمن لها كبير الأثر على حياته اليومية .إن تفسير الماضي و تأويله وتكوين معنى عنه شكل دوما هاجسا للإنسان 17.
إن هذه الخلفية الفلسفية التي تحكم وتوجه نظرة الإنسان إلى التاريخ وعلاقة ماضيه بحاضره هي التي نجد لها صدا واضحا في منهجية التفكير التاريخي عند المؤرخين المحدثين.فعمل المؤرخ اليـوم يتـراوح بين جدلية ثنائية تشمل كل من الحاضر الذي يكتب فيه التاريخ، وبين الماضي الذي يعتبر موضوع دراسته18.ومـن هنا تتأسس إشكالية الفصل بين الذات و الموضوع في الكتابة التاريخية،مما يفرض على المؤرخ اليوم طرح أكثر من سؤال على كتابات المؤرخين السابقين، والتعامل بمنهج نقدي اتجاه كل القضايا التاريخية.
لقد أصبح من الواجب التعامل مع المعرفة التاريخية بمنهج نقدي / إشكالي يساءل الوثيقة ويساءل الخبر ويساءل الرواية. خاصة و أن الكتابة التاريخية هي في جوهرها عملية ذهنية، يعمل خلالها المؤرخ على إعادة استحضار وبناء وقائع الماضي يقول عبد الله العروي : التاريخ في أساسه استحضار، عندما نقرأ كتاب الناصري،إننا في حقيقة الواقـع، نستحضر استحضار الناصري لوقائع الماضي. ليس ما بين أيدينا سـوى انعكاس لما رسب من ماضي المغرب في أذهان الناصري وأمثاله" 19.
إن الانطلاق من إشكالية محددة فـي دراسـة التاريخ مكن المؤرخين من التحرر من سطوة الأنماط التعليلية الجـاهزة وألا حكام الفكرية المسبقة، وفتـح الباب على مصرعيه لطرق جديدة في البحث والتنقيب. نلمس ذلك بجلاء في تغير نظرة المؤرخين إلى الواقعة التاريخية، فبعدما كانت هذه الأخيرة وحسب المدرسة الوضعية / الوثائقية ذات معنى ضيق لا تتجاوز الواقعة السياسية أو العسكرية، والتي يتم التعرف عليها انطلاقا من الوثيقة، أصبحت الواقعة التاريخية – حسب مدرسة التاريخ الجديد – تبنى و تشيد انطلاقا من إشكالية ما و في سياق تصور جديد للزمن التاريخي.

لقد أصبح التفكير التاريخي المعاصر ينطلق من تحديـد إشكالية مـا (مشكلة تاريخية ) قبل تحديد الوثائق و الشواهد. لأن قيـمة الوثـائق لا تتحدد إلا من خلال قيمة المشكلـة التاريخية المطروحة.إن المـنهج التاريخي السليم هو الذي يبدأ بطرح أسئلة توجه المؤرخين إلى التنقيب المنظم و المكثف الجماعي. فدراسة التـاريخ انطلاقا من دراسة المشكلات، أصبح مطلبا ضروريا عند كل المـؤرخين المعاصرين.وفي هذا السياق يشير أحد المؤرخ الأنجليزي اللورد أكتون ( J.E.E.Acton ) ( 1834- 1902) إلى ضرورة دراسة المشكلات في التاريخ بذلا من الاستغراق في دراسة الحقب الزمنية20، بمعنى أن تبدأ دراسة التاريخ من مشكلة ما، والتي تحدد بغية المؤرخ وغايته.
2- باقي مكونات المنهج التاريخي :
يتكون المنهج التاريخي الحديث من مجموعة من الخطوات الفكرية المترابطة:
أ - التعريف التاريخي :
يقوم المؤرخ في هذه المرحلة بدراسـة الشواهد والوثائق قصد التعريف بها. بمعنى وضع الأحداث والوقائع المؤرخة في الوثيقة داخل سياقها الزمني والذي بدونه يصعب فهمها والتعرف عليـها. إن مرور المؤرخ بهذه المرحلة مسألة غاية في الأهمية لأنه يستحيل – وبدونها – انتقاله إلى مستويات أخرى ( التفسير، التحليل، التأويل، النقد،التركيب..) كما يعمل المؤرخ خلال هذه المرحلة بتسمية الأحداث والوقائـع،علما أن إطلاق اسم على حادثة أو مجموعة من الحوادث ليس أمرا سهلا21. نظرا لطابع العقيد و التركيب الذي تتميز به كل حوادث الماضي يسمي المؤرخ الأحداث و الوقائع، مع ترتيبها السابقة ثم اللاحقة وذلك بالنظر إلى القضية المطروحة التي يحاول دراستها وتفكيك ألغازها. هذه المرحلة تقتضي من المؤرخ كفاءة علمية كبيرة، واطلاعا واسعا وكذا إلماما بالبحث. فكلما كانت ثقافـة المؤرخ كبـيرة إلا وسهل عليه تأطير الوقائع تأطيرا زمنيا دقيقا. وفي هذا الإطار يشير المؤرخ الشهير "مارو " إلى أن المعرفة التاريخية مرتبطة بمدى قدرة المؤرخ الفكرية وخصوبته السيكولوجية 22. تجب الإشارة كذلك إلى أن المؤرخ خلال هذه المرحلة يتعامل مع الوقائع بطريقة انتقائية، بمعنى أنه ينتقي الأحداث التي ترتبط بقضيته التاريخية التي يعالجها ذلك لأنه يصعب عليه جمع كل شيء، كما أن المنـهجية العلمية تفرض البحث عن الوثائق التي تصب في صلب الموضوع وتحاول الإجابة عن الأسئلة التي يطرحها المؤرخ.إن جمع الأخبار و الوقائع دون تمحيصها ووضعها في سياق فكري معين عمل غير ذي جدوى في كل دراسة تاريخية. فقد وصف مونتسكيو المؤرخين الذين يقومون بهذه العملية ( جمع الأخبار ) بالجامعين ليس لديهم ما يقولونه23.
ب- التفسير التاريخي :
لقد ارتبط ظهور التفسير التاريخي بولع الإنسان - ومنذ القدم- بمعرفة ليس فقط ما حدث في الماضي، بل تعدى ذلك إلى التساؤل حول أسباب ما حدث. ولماذا حدث ما حدث بهذه الطريقة دون تلك. حدث بهذه الكيفية دون تلك. ولهذا أصبح المؤرخون يتسألون عن الأسباب و العوامل المتحكمة في صناعة الأحداث والوقائع التاريخية. لقد كانت النية في البداية اخذ العبرة من دروس الماضي عبر تجنب ما لا يفيد والآخذ بأسباب ما يطمح إليه الإنسان24. ومع تطور الحياة البشرية تطورت آليات التفسير، واكتشف المؤرخون علاقات السببـية التي تربط الأحداث بأسبابها.بل اجتهد بعضهم في دراسة العوامل الفاعلة في التاريخ ووضعوا قوانين ثابتة اعتبروها بمثابة ميكانيزمات تحرك عجلة التاريخ.
إن حضور آلية التفسير في المعرفة التـاريخية، جـعل منها معرفة علمية تقوم على مجموعة من العمليات الفكرية كالاستدلال والتحليل و المقابلـة والبرهنة والاستقراء. فعمليةالفهم فـي مجـال التـاريخ غير كافيـة، فقد يكون فهما خاطئا إذا لم يتخذ كمنطلق لتفسير منظم، يقيم الأسباب ويزنها25.
إن لجوء المؤرخ إلى التفسير ليس عملا اعتباطيا، بل هو مرتبط بمجال الإشكالية التي توجه عمله منذ بدايته. وعليه يمكن القول إن التفسير التاريخ كآلية فكرية مرتبط أشد الارتباط بالتساؤلات التي ينطلق منها المؤرخ. كما أن أهمية العملية التفسيرية في التاريخ مرهونة بأهمية وقيمة الإشكالية المنطلق.
تتعدد أشكال التفسير في التاريخ، وتختلف بحسب اجتهادات المؤرخين لكن يبقى أشهرهاتلك التي أوضحها الأستاذ العروي، وهي نوعان26 :
- التفسير بالنسق : حيث يعمل المؤرخ على تفسير حدث لاحق بحدث سابق و المقصود بالنسق " الاستتباع البديهي " والذي يمكن المؤرخ النبيه من كشف علاقة الاقتضاء التي تحكم السلوك الإنساني. مع العلم أن هذا النوع التفاسير يمكن المؤرخ من القراءة التنبؤية للمستقبل.
- التفسير بالقاعدة المطردة : ينطلق المؤرخ من قاعدة عامة ليستنتج منها حقيقة تاريخية، وذلك عبر عملية استقرائية و قياسية. وعلى الرغم من الجدل العلمي الذيأثاره هذا النوع من التفاسير داخل جماعة المؤرخين بين معارض ومؤيد. فانه لا يمكن إنكار أهميته التنظيرية، فقد اعتمد عليه الكثير من المؤرخين المعاصرين في إنـتاج نظريات،لعل أشهرها نظرية المؤرخ الإنجليزي أرنو لد تونبي، والمسماة بنظرية التحدي و الاستجابة.
ج - التركيب التاريخي :
بعد تمحيص الأخبار و الوقائع ومعالجتها. ينتقل المؤرخ إلى مرحلة التركيب أو التألفة التي تعتبر المرحلة النهائية في مسلسل التفكير التاريخي، حيث يتوصل خلالها المؤرخ إلى الاستنتاجات النهائية، من خلال ربط الجزء بالكل والخاص بالعام 28.
إن العملية التركيبية /التألفة في التاريخ عملية علمية وموضوعية تقوم على المنهجية الاستقرائية في تناول الأحداث ووقائع الماضي، وليس على التخمين ومنه يمكن القول إنه لا يوجد تاريـخ نهائي، فكل جيل يعيد قراءة التاريخ انطلاقا من الهموم والتساؤلات التي يطرحها. إن وقائع التاريخ لا تعطى جاهزة بل يعمل المؤرخ على بنائها وصناعتها في إطار إشكالية محددة. مما يفرض عليه ممارسة عملية الانتقاء و التقييم.
3- اعتماد المفاهيم كأدوات للتفكير.
أ - تعريف المفهوم التاريخي :
المفهوم هو كل تعبير تجريدي ومختصر يشير إلى مجموعة من الحقائق والأفكار المتجاورة من حيث المعنى والدلالة. فهو صورة ذهنية ترتسم فـي ذهـن الفرد عن موضوع معين، على الرغم من عدم اتصاله مباشرة بالموضوع المدروس29. وإذا انطلقنا من اعتبار التاريخ معرفة نقدية تقوم على التساؤل والنقد والتحليل والاستدلال.فان المفهوم التاريخـي هو مفهوم يتسم بكثير من التجريد، نستخلص منه عددا من الخصائص المشتركة للوقائع والأحداث التاريخية المدروسة ومن صفات المفهوم التاريخي : التعميم، الرمزية و التطور30.
إن المعرفة التاريخية مجال لتداول واستعمال عدة أنواع من المفاهيم بعضها من إنتاج المؤرخين، و البعض الآخر مأخوذ من ميادين وحقول علمية ومعرفية أخرى كالاقتصاد،السياسة الانتروبولوجية اللسنيات السوسيولوجية، علم النفس...الخ.
لقد سبق للأستاذ الحسني الادريسي أن أشار في أطروحته القييمة 31 إلى أن من سمات التاريـخ النقدي الذي ينطلق من تحديد المشكلات التاريخية المراد معالجتها امتلاكه لمجموعة من المفاهيم التي يعتمدها المؤرخ كأدوات للتفكير و التحليل و قراءة الواقع التاريخي. وميز الباحث بين ثلاثة أصناف من المفاهيم التاريخية المهيكلة للتاريخ - النقدي وهي :
مفاهيم مرتبطة بالزمن : الحقبة، العصر، القترة، القرن...الخ.
مفاهيم مرتبطة بالمجال : الدولة، الجهة، الحضارة...الخ.
مفاهيم مرتبطة بالمجتمع : الجماعة، القبيلة، الطبقة، الأمة...الخ.
ب- خصائص المفهوم التاريخي :
مهما اختلفت وتعددت المفاهيم المستعملة في مجال المعرفة التاريخية ، فإنها تشترك في السمات والخصائص الآتية :
1- المفاهيم التاريخية هي من إنتاج المؤرخين، و بمعنى آخر المفهوم التاريخي عبارة عن تمثل ذهني للمؤرخ يقوم ببنائه انطلاقا من دراسـة الأحداث و الوقائع التاريخية.
2- المفهوم التاريخي هو بناء فكري للأحداث التاريخية كما استنتجها المؤرخ. وذلك فالمفهوم التاريخي يرتبط بالسيرورة الفكرية للمؤرخ.
3- المفهوم التاريخي أداة لتصنيف الوقائع و ترتيبها و إعطائها معنى ما انطلاقا من مبدأ التدرج في بناء المعرفة من الملموس إلى المجرد، ومن الخاص إلى العام،ومن البسيط إلى المركب.

ج-التوظيف الإشكالي للمفهوم التاريخي :
سبقت الإشارة إلى أهمية المفاهيم في التفكير التاريخي.فبفضلها يتمكن المؤرخون من تحليل الوقائع التاريخية وتفسيرها،وكشف أنواع الترابطات و العلاقات التي تربط بين الأحداث والوقائع المدروسة في إطار إشكالية تاريخية محددة. إن دراسة التاريخ انطلاقا من تصور إشكالي /نقدي يفرض على المؤرخ استعمال المفاهيم واستثمارها في دراسته.غير أن هذا الاستعمال لا يجب أن يقف عند حدود المفاهيم كمضامين جامدة وقارة.بل كمفاهيم مفتوحة و متغيرة بتغير الأنساق و الظرفيات التاريخية المدروسة، فلكل مفهوم تاريخه 32.مما يفرض ضرورة الاستعمال الإشكالي للمفاهيم في التاريخ. بمعنى آخر أنه من الواجب على المؤرخ النبيه أن يحرر كل مفهوم تاريخي من المضامين الجامدة المتضمنة فيه. وأن يتعامل مع المفاهيم بشكل أكثر انفتاحية و أن يستعملها بكيفية إشكالية 33، أي أن يكون المفهوم أداة لطرح المشكلات ومعالجتها، ولفتح طرق جديدة للبحث والتنقيب في الموروث التاريخي، ومفتاحا لبحث لا نهاية له. و لذلك فان بناء المعرفة التاريخية لا يتم بدون عملية المفهمة ( la conceptualisation). ومن ثمة فانه يتوجب على المؤرخ أن يعي حدود هذه العملية الذهنية و الفكرية34.
4- اعتماد مقاربات علمية ومعرفية متعددة :
سبقت الإشارة إلى أن من أهم مميزات الاتجاه الجديد في الكتابة التاريخية اعتماده على مفاهيم كأدوات للتفكير والمساءلة، وانفتاحه على مجالات وحقول معرفية أخرى. وإذا كان التاريخ-الإشكالي كتوجه جديد في البحث التاريخي المعاصر، يقوم على رؤية علمية متعددة الأبعاد للواقعة التاريخية،انطلاقا من اعتبار هذه الأخيرة تبنى وتشيد من خلال الأسئلة التي يطرحها المؤرخ في بداية دراسته، وكذلك الشواهد و الوثائق التي يعتمدها. غير أن الواقعة التاريخية هي في الأصلواقعة إنسانية، تتميز بكثير من التعقيد و التركيب والتداخل بين عوامل كثيرة ومتعددة.
وعليه فان المؤرخ مجبر – بحكم الضرورة – بأن يتسلح بمناهج و مقاربات علمية ومعرفية لعلوم أخرى مجاورة، حتى يعطي لأبحاثه ودراسته جانب من العلمية في ملامسة الواقع التاريخي المدروس
وفيما يلي نورد بعضا من هذه المقاربات التي يتم اعتمادها في كتابة التاريخ الإشكالي.
المقاربة الاقتصادية و الكمية :

يعد علم الاقتصاد و الإحصاء من بين العلوم الاجتماعية التي ساهمت مساهمة كبيرة في تطوير البحث التاريخي، وذلك من خلال مد المؤرخ بأدوات وتقنيات غايـة في العلمية. لا يمكن للمؤرخ أن يدرس الحياة البشرية في أي حقبة زمنية،دون الانطلاق من دراسـة القاعدة المادية و الإنتاجية للجماعة البشرية. وفي هذا الصدد يشير المؤرخ الغربي برنارد روزنبرجي في دراسته التاريخية القيمة35 حول المجتمع والسلطة والتغذية في المغرب ما قبل الحماية الفرنسية إلى أن المؤرخ مدعو إلى طرح الأسئلة الأساسية في سياق زمني جد محـدد، والتي تـرمي فهم عـلاقات الإنسان مع وسطه الطبيعي، من حيث وسائل الإنتاج والتنظيم الاجتماعي والسياسي.
إن اعتماد المؤرخ على المقاربة الاقتصادية والإحصائية في دراستـه للماضي مسألة مهمة لتكميم الظاهرة التاريخية،ورصد مؤشرات تطورها و تغيرها. وفي هذا المضمار، قـام المؤرخ الفرنسي فرنسوا سيميان في دراسته الشهيرة " الأجرة :التطور الاجتماعي والعملة"36 بدراسة تاريخية متميزة للتاريخ الفرنسي معتمدا في ذلك تطبيق تقنيات إحصائية على معلومات تاريخية استخرجها من سجلات وكتب التاريخ الفرنسي، وحولها إلى معدلات ومؤشرات رقمية، واستنتج منها كثيرا من الحقائق التاريخية المهمة. لقد اكتشف هذاالمؤرخ أن هناك حقب انفتاح اقتصادي تتميز بتزايد الإنتاج والأرباح، وهناك حقب انكماش اقتصادي تنخـفض فيـها الأسعار و الأرباح ويضعف فيها الإنتاج. وفي نفس السياق تنـدرج دراسـة المؤرخ الفرنسي ارنست لابروس حول " أزمة الاقتصاد الفرنسي في نهاية العهد القديم وبداية الثورة " حيث تمكن مـن التوصل وبفضـل منهج التحليل الاقتصادي إلى أن أيام الثورة تتزامن دائما مع الفترات التي ترتفع فيـها أسعار الخبز والخمور، بسبب تدني إنتاج محاصيل الحبوب. ومن ثمة فهناك توافق زمني جلي و قابل للقياس و الضبط بين تطور المؤشرات الاقتصادية و التحولات السياسية التي عاشها المجتمع الفرنسي في هذه الفترة. وعموما، فان اعتماد المؤرخين على المقاربة الاقتصادية والإحصائية في دراسة الماضي البشري مكنهم من رصد كثير من الثوابت والمتغيرات في حركة التاريخ، والإلمام بالاتجاهات البعيدة المدى. كما أصبح التاريخ واحدا من بين العلوم الموضوعية بعدما كان قريبا من مجال السرديات.
وفي هذا الإطار يقول المؤرخ بيير شوني :
" ظن البعض أن التاريخ الجدولي يفتت وحدة الدراسات التاريخية، لكن الجميع اقتنع الآن بأنه أعاد للإنسان وحدته في إطار التنوع الذييعني بالذات الشمول والكلية"37.
المقاربة السيكولوجية :
فطن المؤرخون إلى أهمية توظيف علم النفس في دراساتهـم وأبحاثهمالتاريخية في الفترة الأخيرة. ففي مقال له حول تاريخ الذهنيات بين المؤرخ الفرنسي جورج دوبي أهـمية توظيف منهج التحليل النفسـي في الدراسات التاريخية، والفائدة العلمية الكبـيرة التي يحرزها البحث التاريخي بفضله.لقد أدرك المؤرخون أهمية علم النفس الاجتماعي فـي تفسـير وتحليل كثير من الوقائع والأحداث التاريخية، كتاريخ الذهنيات و العادات والتقاليد والطقوسوالأفراح والأعيـاد والحروب والصراعات الأهلية والطائفية والثوراتالاجتماعية...الخ. وذلك مـن خلال محاولة كشف اللاشعور الجماعي في مجتمع ما.
إن الوقائع التاريخية هي في جوهرها، سلوكات فردية وجماعية.وعليه فهي نتاج بنية نفسية،تعكس في جوانب كثيرة منها المكبوتات الداخلية للمجتمع والتي تحتفظ بها الذاكرة الجماعية.وإجمالا، فان اعتماد المؤرخين المعاصرين على المقاربة السيكولوجية في الكتابة التاريخية الحديثة. ساعدهم كثيرا في توجيه تفكيرهم نحو مجالاتمغمورة، وطرحوا أسئـلة جديدة لم يكن من الممكن طرحها لولا الأفاق الجديدة و الواسعة التي فتحها توظيف مناهج التحليل النفسي في البحث التاريخي الحديث.
المقاربة السوسيولوجية :
أخذت هذه المقاربة طريقها إلى الاستعمال في مجال الدراسات التاريخية مع ظهور مدرسة الحوليات.وخاصة عندما بدأ مؤرخو التاريخ الجديد ينزعون إلى دراسة الظواهر الاجتماعية للإنسان من قبيل مثلا تاريخ الزواج، الموت،علاقات القرابة داخل القبيلة نظم العشائر،الأسرة.
فإلى المؤرخ بروديل يعود الفضل في استدماج المنهج السوسيولوجي داخل حقل الدراسات التاريخية المعاصرة. فقد اعتبر هذا الأخير أن الأحداث التاريخية جزء من حقيقة أكبر و أكثر تعقيدا وهي المجتمع38.إن اعتماد المؤرخين على المقاربة السوسيولوجية في دراسة التاريخ ساعدهم على فهم وكشف خبايا المجتمعات في الماضي، وفـك تركيباتها ومكوناتها، وتحديدالعلاقات و الروابط بين عناصرها. مما فتح المجال لطرح إشكاليات تاريخية جديدة وبذيلة تصب في الكل المجتمعي عوض التركيز على الفرد.وفي هذاالمضمار، انتقد المؤرخ فرنسوا سيميانما اسماه " أوثان قبيلة المؤرخـين/ les idolesde la tribu des historiens" وهي الفرد والسياسة والكرونولوجيا39. فلقد عاب على المؤرخين التقليديين تقديسهم الكبير لدراسة الأفراد بشكل منعزل عن محيطهم الاجتماعي.
المقاربة الأركيولوجية :
لم تكتشف الاركيولوجيا إلا مؤخرا. ورغم ذلك فإنها مكنت المؤرخين من التعرف على حضارات وشعوب موغلة في القدم،لم تكن معروفة مطلقا.لقد امتد توظيف الاركيولوجيا إلى الحقب الحديثة والمعاصرة بعدما كان مقتصرا على العصور القديمة. وهو ما فتح الباب أمام المؤرخين لسبر أغوار مجالات و ميادين جديدة في الدراسات التاريخية :كتاريخ الممرات والطرق، و تاريخ التمدين والتوطين الصناعي...الخ. وهكذا لم يعد مجال الدراسة الاركيولوجيةمحدودا لا في الزمان ولا في المكان. فحيث ماحل الإنسان ونزل إلا ويتركمخلفات مادية مختلفة يدرسها المؤرخ ليتعرف من خلالها على جوانب كثيرة من حياة الإنسان، قد لا تجود بها علينا الوثائق المكتوبة.
إن اعتماد المقاربة الاركيولوجية في حقل البحث التاريخي، جعل من الاتجاه التقليدي في الكتابة التاريخية متجاوزا، لأنها قدمت للمؤرخين وثائق /شواهد جديدة. وصار من الممكن كتابة تاريخ الشعوب التي ليس لها تراث مكتوبومدون، خاصة بعد ظهور ما أصبح يعرف عند المؤرخين الاركيولوجيا – الجديدة التي تربط في دراستها بين المخلفات المادية والغير المـادية في ثقافات الشعوب40. كما أن توظيف المنهج الاركيولوجي في التاريخ.جعـل المعرفة التاريخية تتسم بكثير من العلمية والعقلانية في معالجة وقائع الماضي، فطرحوا أسـئلة جديدة، بعدما تبين للمؤرخين محدودية الوثيقة المكتوبة في كتابة التاريخ.وفي هذا الإطار يقول عبد الله العروي :
" تشكل الأثريات اليوم، بجانب التاريخ الاقتصادي...ألصـق التخصصات التاريخية بالتطور العلمـي.وصلت إلى حد من الدقة و التفنن جعل من الصعب النظـر إليها كعلـم مساعد للتاريخ."41
قصارى القول، إن تجديد الكتابة التاريخية العربية اليوم ليست مطلبا أكاديميا فقط، بل أصبح مطلبا حضاريا كذلك تفرضه حاجة المجتمعات العربية إلى وعي فكري وتاريخي جديد يسائل الواقع وينتقد كل ما هو معطى سابق. و لذلك فانه من الضروري على المؤرخين العرب ربط كتاباتهم وأبحاثهم بمشكلات العصر الذي يعيشونه و إمداد العقل العربي الحديث بآليات التفكير و المساءلة النقدية، وغرس قيم الاستمرارية والتجديد ونسبية التخلف بين أفراد المجتمع العربي.غير أن تحقيق نقلة من هذا النوع يتطلب تخلي المؤرخين العرب عن الأنماط التقليدية في كتابة التاريخ، والانتقال إلى تصور جديد في كتابة التاريخ يقوم على النقد والدراية بذل السرد والرواية.
ــــــــــــ

الهوامـش:
1 - سادت هذه المدرسة في فرنسا طيلة القرن 19م والنصف الأول من القرن 20م.كان من أهم رواد هذه المدرسة التاريخية "لانجلو " و "سينوبوس "الذين أصدرا كتاب " مدخل للدراسات التاريخية " ستة 1889م.ركزت هذه المدرسة على إعادة إحياء الأحداث التاريخية من جديد عبر الاعتماد على الوثائق المكتوبة فلا تاريخ بدون وثيقة.
2- J.Leduc ,V.Marcos , J.Lepellc ,construire l' histoire , coll. didactique ,1998 ,p: 37.
3- عبد الله العروي، مفهوم التاريخ، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، الجزء الأول، ط : 3، 1997، ص : 187.
4 - مسعود ضاهر، بروديل والنظرية المتوسطية، مجلة الفكر العربي المعاصر، العدد43 ، 1987، ص : 31.
5- Poul Antoine Miquel , Epistémologie des sciences humaines ,édit Nathan , 1991 ,p 36
6-F. Broudel , Ecrits sur l' histoire , Flammarion ,1967 ,pp :11-13 .
7- المصطفى الخصاضي، قضايا ابيستيمولوجية وديداكتيكية في مادتي التاريخ والجغرافيا، السلسلة البيداغوجية،مطبعة النجاح، الدار البيضاء، الطبعة، 2001، ص : 44.
8-مشيل فوكو، حفريات المعرفة، ترجمو سالم يافوت، المركز الثقافي العربي، الدارالبيضاء، الطبعة 1، 1986،ص : 5.
9-اندري بورغير، الانتروبولوجية التاريخية، ترجمة محمد حبيدة، مجلة أمل،العدد 5،1994 ص: 102.
10-أنظر مقال الأستاذ محمد العيادي، الحديثة ومسألة الحدود بين العلوم الاجتماعية، مجلة أمل، العدد 15،1998،أنظر الصفحات : 38-39-40.
11-انظر إشكالية العلوم الاجتماعية في الوطن العربي، المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية القاهرة،دار التنوير،بيروت 1984، ص :19.
12-ادغار موران، التربية على المستقبل،المعارف السبع الضرورية لتربية على المستقبل، ترجمة عزيز لزرق ومنير الحجوجي، دار تبقال للنشر، منشورات اليونسكو، الطبعة 1، 2002،ص ص :37-38.
13-Pierre Nora , Entre mémoire et histoire , in faire de l histoire nouvelles approches Edit Gallimard , 1974 ,p :16.
14- Mostafa Hassani Idrissi , A l' heure de la réforme quelles fonctions éducatives pour l' histoire , libération , Mardi 1 mai 2001.
15- عبد الله العروي، المرجع السابق، ج2،ص : 38.
16- عمر فروخ، تجديد التاريخ في تعليله وتدوينه " إعادة النظر في التاريخ " دار الباحث، بيروت، الطبعة 1، ص : 10.
17- محمد وقيدي، التاريخ الذي لم ينتهي بعد والتاريخ الذي لم يبدأ بعد، مجلة فكر ونقد، العدد 7 مارس 1998، ص :15.
18- Suzanne Citron , Enseigner l' histoire aujourd' hui , Paris , 1984 , p 30.
19-عبد الله العروي، مجمل تاريخ المغرب، ج 1، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، ص : 9.
20- نقلا عن كارل بوبر،أسطورة الإطار، ترجمة يمنى طريف الخولي، عالم المعرفة، العدد 292،2003،ص : 172.
21- خديجة واهمي، محاولة وضع نموذج ديداكتيكي في التاريخ ، دار القرويين، الدار البيضاء، الطبعة 1، 2002، ص : 40.
22-H. I.Marrou , De la connaissance historique , édit du seuil , 1975 , p 51.
23-أحمد محمود بدر، تفسير التاريخ من الفترة الكلاسيكية إلى الفترة المعاصرة، مجلة عالم الفكر، العدد 29،2001، ص : 22.
24- نفس المرجع، ص : 7.
25-شكير عكي، التفسير التاريخي في المرحلة الثانوية –التأهيلية : دراسة تشخيصية. أطروحة لنيل دبلوم الدراسات العليا في علوم التربية بكلية علوم التربية تحت إشراف الدكتور مصطفى الحسني الادريسي، الرباط 2003.ص:56.
26- عبد اله العروي، مفهوم التاريخ، ج 2، ص ص :295-298.
28- خديجة واهمي، مرجع سابق، ص :47.
29- جودت أحمد سعادة، مناهج الدراسات الاجتماعية، دار العلم للملايين،لبنان، الطبعة 1، 1984، ص : 315.
30- خيري علي إبراهيم،تطور مناهج التاريخ على ضوء مدخل المفهومات،المجلة العربية للتربية،المجلد 7،العدد 1،1987،ص :78.
31 -Voir Mostafa Hassani Idrissi ,Contribution à une didactique de la pensée historienne. thèse de doctorat de l'état en science de l' éducation , Rabat 2005.
32- G. Deleuze et F.Guattari , qu' est ce que la philosophie ,édit de Minuit,1991,p:
33-عبد الله العروي، ثقافتنا في ضوء التاريخ،مرجع سابق،ص :48.
34-Lepellec et autres , op.cit , p 100.
35 -Bernard Rosenberger , société , pouvoir et alimentation ,nourriture et précarité au Maroc pré-colonial ,édit Alizes ,2001, p: 10.
36- مصطفى الخصاضي،مرجع سابق،ص : 32.
37-عبد الله العروي،مرجع سابق،ج 1،ص ص168-169.
38-F.Broudel , op.cit ,p: 21.
39- محمد العيادي، مرجع سابق، ص ص :31-32.
40-Alain Schnapp , l' Archéologie , in faire de l' histoire , édit Gallimard, 1974 , p :28.
41-عبد الله العروي،مرجع سابق،ج 1،ص :130.









قديم 2011-10-29, 23:48   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
مرزوق32
عضو جديد
 
إحصائية العضو










New1 طلب اسئلة المسابقة

السلام عليكم اطلب من الذين شاركو في مسابقة الامير عبد القادر في التاريخ الحديث علاقات الجزائر افادتي بالاسئلة
بارك الله فيكم










قديم 2011-10-31, 18:30   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
استاذة التاريخ
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية استاذة التاريخ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

العلاقات الاقتصادية والثقافية بين الجزائر العثمانية ودول المغرب الكبير



شهدت الجزائر في نهاية العهد العثماني علاقات ثقافية واقتصادية متميزة مع كل من تونس والمغرب
بين ذلك من خلال قراءاتك


المنهجية

يعتمد الباحث في التاريخ العثماني على الوثائق والنصوص
كيف تتعامل م عالثيقة وكيف تتعامل م عالنص؟
اذكر امثلة



https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=759582










قديم 2011-10-31, 18:40   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
استاذة التاريخ
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية استاذة التاريخ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

العلاقات الاقتصادية والثقافية بين الجزائر العثمانية ودول المغرب الكبير



شهدت الجزائر في نهاية العهد العثماني علاقات ثقافية واقتصادية متميزة مع كل من تونس والمغرب
بين ذلك من خلال قراءاتك


المنهجية

يعتمد الباحث في التاريخ العثماني على الوثائق والنصوص
كيف تتعامل م عالثيقة وكيف تتعامل م عالنص؟
اذكر امثلة



https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=759582










 

الكلمات الدلالية (Tags)
لماجيستير, الامير, التحضير, جامعة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:37

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc