![]() |
|
قسم أرشيف منتديات الجامعة القسم مغلق بحيث يحوي مواضيع الاستفسارات و الطلبات المجاب عنها ..... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]()
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() بقي العرب تحت الحكم العثماني لمدة أربعة قرون، حتى اندلاع الحرب العالمية الأولى أين ساندت الأقطار العربية الحلفاء في حربها التي و من خلالها أسقطت الحكم العثماني ، من أجل الحصول على استقلالها،و في الفترة ما بين الحربين العالميتين ظهرت الثورات و الانتفاضات المنادية للاستقلال، و مع ظهور فكرة القومية العربية التي نادى بها بعض المفكرين العرب و هبوب رياح الحرية، نالت الدول العربية استقلالها، فاتجهت إلى إنشاء تنظيمات إقليمية تجمع بينها من أجل تحقيق مصالحها المشتركة. و تعد جامعة الدول العربية من أقدم المنظمات الإقليمية التي عرفتها المنظمة العربية، حيث أنها نشأت قبل منظمة الأمم المتحدة بثلاثة أشهر و قبل منظمة الوحدة الإفريقية بثمانية عشر عاما . جامعة الدول العربية هي منظمة دولية ذات أساس قومي، و هي باعتبارها منظمة إقليمية تختلف عن المنظمات الدولية العالمية التي تسمح بانضمام أي دولة في العالم إليها مادامت توافق على أنظمتها و مواثيقها. أما المنظمة الإقليمية فهي التي تشترط لعضويتها رابطة معينة اقتصادية أو سياسية أو جغرافية أو دينية أو غير ذلك و هي منظمة قومية لأن شروط الانتساب إليها أن تكون الدولة منتمية إلى الأمة العربية (1). و ظهرت فكرة إنشاء جامعة للدول العربية تسعى إلى تحقيق المصالح المشتركة للدول العربية بعد انتشار فكرة القومية و حركات التحرر أين تحصلت غالبية الدول العربية على استقلالها من الاستعمار الفرنسي و البريطاني ولهذا سنتناول ظروف نشأة هذه المنظمة الإقليمية العريقة و عليه ارتأينا إلى طرح الإشكالية التالية كيف نشأت جامعة الدول العربية و ماهي مبادئها خصائصها، أهدافها و شروط العضوية فيها و ماهي انجازاتها؟ ـــــــــــــــــــــــ (1)ذ/ بن عامر تونسي، قانون المجتمع الدولي، ديوان المطبوعات الجامعية، الطبعة السادسة، 2005 ص201 المبحث الأول: نشأة جامعة الدول العربية(مبادئها، أهدافها)وشروط العضوية فيها: المطلب الأول: نشأة جامعة الدول العربية و مبادئها و أهدافها: الفرع الأول: نشأة جامعة الدول العربية: بعد الاتصالات التي قامت بها الحكومة المصرية في عام 1942 مع حكومات الدول العربية،انعقدت في الإسكندرية في المدة من 25 سبتمبر إلى أكتوبر 1944 لجنة تحضيرية للمؤتمر العربي ،و ساهم في أعمال هذه اللجنة ممثلون لسوريا و لبنان و شرق الأردن و العراق و المملكة العربية السعودية و مصر و أرسل اليمن مراقبا عنه في هذه اللجنة و قامت هذه اللجنة بإعداد الأسس التي تم الاتفاق عليها كميثاق لهذه المنظمة و تعرف هذه الأسس باسم بروتوكول الإسكندرية الذي تم التوقيع عليه في 19 مارس 1945. و في 22 مارس 1945 انعقد المؤتمر العربي و اشتركت فيه الدول العربية السبع التي أشرنا إليها و أقر هذا المؤتمر بالاجتماع مشروع الميثاق الذي أعدته اللجنة الفرعية و لم يشترك اليمن في أعماله هذا المؤتمر لكنه قام بالتوقيع عليه في صنعاء بتاريخ 5 ماي 1945. و بذلك انتهت الأعمال التحضيرية لإنشاء جامعة الدول العربية و كان من اللازم بعد ذلك توافر شرط التصديق على مشروع ميثاقها طبقا للأوضاع الدستورية للبلاد العربية الموقعة على الميثاق حتى تخرج هذه المنظمة إلى حيز الوجود،كما نص على إيداع وثائق التصديق لدى الأمانة العامة على أن يصبح الميثاق نافذا قبل من صدق عليه بعد انقضاء 15 يوما من تاريخ استلام الأمين العام وثائق التصديق من أربع دول و قد تحقق هذا الشرط في 01 ماي 1945. يعد ميثاق جامعة الدول العربية المصدر الأساسي للنظام القانوني لتلك المنظمة حيث يتكون ميثاق جامعة الدول العربية من ديباجة و عشرين مادة و ثلاثة ملاحق(1). ــــــــــــــــــــــــ (1)ذ/ جمال عبد الناصر مانع، التنظيم الدولي ( النظرية العامة و المنظمات العالمية و الإقليمية و المتخصصة)، دار العلوم للنشر و التوزيع، 2006، ص 242-243 الفرع الثاني: المبادئ التي تقوم عليها الجامعة(1): أنشئت الجامعة في 1945 ،فجاءت صورة صادقة عن أحوال الحكومات العربية و روابطها آنذاك: حذر متبادل، و تشبث بالغ بالسيادة، و سعي لتحقيق مآرب شخصية أو مطامع إقليمية، مع رغبة ما في التعاون و أهم المبادئ التي تقوم عليها الجامعة يمكن أن تلخص بمايلي: 1) المساواة التامة بين جميع الدول الأعضاء. 2) المحافظة على سيادة الدول الأعضاء: و قد جعل الميثاق من احترام السيادة و الاستقلال غرضا من أغراض الجامعة. 3)عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء، و لهذا تلتزم كل دولة عضو باحترام أنظمة الحكم القائمة في هذه دول، و تعتبرها حقا من حقوق هذه الدول، و تتعهد بعدم القيام بأي عمل يرمي إلى تغيير تلك الأنظمة. 4) تسوية المنازعات بالطرق السلمية و عدم جواز اللجوء إلى القوة، و الجامعة تضع تحت تصرف الأعضاء بعض الوسائل السلمية لتسوية منازعاتها كالتحكيم و الوساطة. 5) التعاون المتبادل بين الأعضاء في مختلف الميادين، و تعاونها عند وقوع اعتداء عليها أو على إحداها. الفرع الثالث: أهداف الجامعة(2): جاء في ديباجة الميثاق:« تثبيتا: للعلاقات الوثيقة و الروابط العديدة التي تربط بين الدول العربية و حرصا على دعم الروابط و توطيدها على أساس احترام استقلال تلك الدول و سيادتها و توجيها لجهودها إلى ما فيه خير البلاد قاطبة و صلاح أحوالها و تأمين مستقبلها و تحقيق أمانيها و آمالها، و استجابة للرأي العام العربي في جميع الأقطار العربية.. » كما بينت المادة الثانية أهداف الجامعة و عليه يمكن تحديد هذه الأهداف كالآتي: 1 ـ صيانة استقلال الدول الأعضاء: فقد أكدت ديباجة الميثاق و المادة2/1 أن من مقاصد الجامعة صيانة استقلال أعضائها ضد أي عدوان خارجي. 2 ـ حل المنازعات العربية بالطرق الودية: أكدت المادتان الخامسة و السادسة من الميثاق على دور الجامعة في منع قيام الحروب بين الدول العربية و العمل على حل منازعاتها بالطرق الودية. 3 ـ توثيق الصلات السياسية بين الدول العربية الأعضاء: و نصت المادة الثانية من الميثاق على تنسيق الخطط السياسية بين الدول الأعضاء ضمانا لتحقيق التعاون فيما بينها. ـــــــــــــــــــــــــ (1)محمد المجذوب، التنظيم الدولي ' النظرية و المنظمات العالمية و الإقليمية و المتخصصة'، منشورات الحلبي الحقوقية، الطبعة الثامنة،2006،ص406 2)ذ/ بن عامر تونسي، قانون المجتمع الدولي، ديوان المطبوعات الجامعية، الطبعة السادسة، 2005ص205-206 4 ـ توثيق أوجه التعاون في المجالات الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية أكد الميثاق على تعاون أعضائها في المجالات التالية: * الشؤون الاقتصادية و المالية و يدخل التبادل التجاري و الجمارك و النقد و أمور الزراعة و الصناعة. * شؤون المواصلات و يدخل في ذلك السكك الحديدية و الطرق و الطيران و الملاحة و البرق و البريد. * شؤون الثقافة. * شؤون الجنسية، و الجوازات و التأشيرات، و تنفيذ الأحكام، و تسليم المجرمين. * الشؤون الاجتماعية. * الشؤون الصحية(1). المطلب الثاني: العضوية و عوارضها في الجامعة العربية: الفرع الأول: أنواع العضوية في الجامعة العربية: تنقسم العضوية في جامعة الدول العربية إلى عضوية أصلية و عضوية مكتسبة أولا: العضوية الأصلية: هذه العضوية تثبت عادة للدول التي دخلت المنظمة وقت إنشائها و قد ثبتت العضوية الأصلية في جامعة الدول العربية للدول العربية التي وقعت على الميثاق و عددها سبعة هي مصر، السعودية، اليمن،سوريا،لبنان،الأردن،العراق. ثانيا: العضوية المكتسبة: تثبت هذه العضوية للدول التي تنضم إلى المنظمة في تاريخ لاحق على إنشائها و يشترط لاكتساب العضوية في جامعة الدول العربية توافر شروط هي: - أن يكون طالب العضوية متمتعا بوصف الدولة. - أن تكون الدولة عربية أي تنتمي إلى الأمة العربية و يتمتع مجلس الجامعة بسلطة للتأكد من هذا الشرط. - أن تكون الدولة مستقلة و لكن ما هو المقصود بالاستقلال هل السياسي أم الاقتصادي أو الثقافي؟ تحديده يكون رهنا لمجلس الجامعة. - أن تطلب الدولة الانضمام إلى الجامعة و يتضمن الطلب الذي تقدمه الدولة تعهدا باحترام نصوص الميثاق. - يجب أن يوافق مجلس الجامعة على الطلب في أول اجتماع له يعقد بعد تقديم الطلب(2). ــــــــــــــــــــــ (1) ذ/ بن عامر تونسي، مرجع سابق،ص 206 (2)ذ/ جمال عبد الناصر مانع، التنظيم الدولي ( النظرية العامة و المنظمات العالمية و الإقليمية و المتخصصة)، دار العلوم للنشر و التوزيع، 2006، ص244 الفرع الثاني: شروط العضوية في الجامعة العربية و عوارضها: І)شروط العضوية: نصت المادة الأولى من ميثاق جامعة الدول العربية على مايلي:"تتألف من الدول العربية المستقلة الموقعة على هذا الميثاق و لكل دولة عربية مستقلة الحق في أن تنظم إلى الجامعة، فإذا رغبت في الانضمام قدمت طلبا بذلك يودع لدى الأمانة العامة الدائمة و يعرض على المجلس في اجتماع يعقد بعد تقديم الطلب" و عليه نميز بين نوعين من الشروط: أ) الشروط الموضوعية: 1) دولة مستقلة: لطلب العضوية في الجامعة العربية لا بد أن يكون متمتعا بوصف الدولة أي لابد منة توافر مقومات الدولة(شعب،إقليم،سيادة)على أنه يلاحظ أن منظمة التحرير الفلسطينية تتمتع بالعضوية الكاملة في الجامعة العربية منذ 1976، و الحقيقة أن هذه الحالة تعتبر خروجا عن المفهوم القانوني للدولة و قد أمثله اعتبارات سياسية لا غير 2) دولة عربية: لم يتضمن الميثاق تعريفا لما يعتبر من الدول متمتعا بوصف العروبة و من هنا اتجه الفقه إلى وضع بعض المعايير لتحديد مفهوم العروبة مثل: * «المعيار السليم هو حقيقة شعور الدولة طالبة الانضمام» الإحساس بالانتماء إلى الأمة العربية. * معيار اللغة العربية فإذا كان شعب الدولة يتكلم اللغة العربية. * معيار الجغرافيا أي أن تكون الدولة طالبة العضوية واقعة في الإطار الإقليمي للوطن العربي الذي ينحصر في القارتين الإفريقية و الآسيوية (صومال،جيبوتي) ب) الشروط الشكلية: تتم هذه الإجراءات كالتالي: * تقديم طلب من طرف الدولة الراغبة في العضوية للأمانة العامة للجامعة متضمنا هذه الرغبة و معلنا عن التزامها بأحكام ميثاق الجامعة دون قيد و لا شرط و الوفاء بالتزامات العضوية، ثم يقوم الأمين العام بعرض رغبنها على مجلس الجامعة في أول اجتماع استثنائي لمجلس الجامعة. * أن يوافق مجلس الجامعة على الانضمام: و حتى يتحقق انضمام الدولة العربية إلى الجامعة فإنه لا بد من صدور قرار من جانب مجلس الجامعة بقبول الدولة عضوا فيها(1). ـــــــــــــــــــــ
(1) ذ/ بن عامر تونسي، قانون المجتمع الدولي، ديوان المطبوعات الجامعية، الطبعة السادسة، 2005 ص207 208-209 |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() ) عوارض العضوية في جامعة الدول العربية(1): تلحق بعضوية الدول في جامعة الدول العربية العوارض التالية: أولا- الانسحاب من العضوية: 1- القاعدة العامة(الانسحاب غير الفوري): قرر الميثاق أن لكل دولة عضو أن تنسحب من الجامعة بشرط أن تبلغ المجلس قبل تنفيذه بسنة فالدولة لا تفقد عضويتها في الجامعة لمجرد إبلاغها المجلس بالانسحاب و إنما يترتب ذلك بعد سنة و حكمة : - إعطاء الدولة فرصة للتفكير - عدم حدوث هزة مفاجئة في هيكل الجامعة 2- الاستثناء(الانسحاب الفوري): في حالة تعديل الميثاق و لم تقبل الدولة هذا التعديل إذ في هذه الحالة يجوز للدولة الانسحاب من الجامعة دون انتظار مدة السنة، و ترجع أسباب انسحاب الدولة العضو إلى: - الانسحاب طبقا للمادة التي تقضي بأنه إذا رأت إحدى دول الجامعة أن تنسحب منها أبلغت المجلس عزمها على الانسحاب قبل تنفيذه بسنة. - الانسحاب بسبب تعديل ميثاق جامعة الدول العربية و هذا ما تنص إليه المادة 19 في نهايتها حيث تقرر أن للدولة التي تقبل التعديل أن تنسحب عند تنفيذه دون التقييد بأحكام المادة 18 أي لا يلزم في هذه الحالة على خلاف الحالة السابقة أن تقدم الدولة المنسحبة بإبلاغ عزمها على الانسحاب إلى مجلس جامعة الدول العربية قبل تنفيذه بسنة. ثانيا- الفصل أو الطرد من العضوية: يشترط لتوقيع عقوبة الفصل أو الطرد من جامعة الدول العربية توافر ثلاثة شروط: - عدم قيام الدولة بالواجبات التي نص عليها الميثاق و يمكن توقيع هذا الجزاء على كل دولة لا تقوم بأي واجبات قررها الميثاق و لكن الميثاق لم يحدد ما هي هده الواجبات و لهذا يجب على المجلس أن يتروى كثيرا قبل تطبيق هذا الجزاء لأمور ثلاثة: أ- الطرد أو الفصل لا يكون إلا في حالة انتهاك شديد لمبادئ الميثاق. ب- لا تطبق المنظمات الدولية جزاء الطرد أو الفصل كحل أخير. ج- قرار الفصل يجب صدوره بإجماع دول الجامعة. ــــــــــــــــــــــ (1) ذ/ جمال عبد الناصر مانع، مرجع سابق،ص 244-245 ثالثا- فقد العضوية بسبب زوال الشخصية الدولية: إذا فقدت إحدى الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية شخصيتها القانونية الدولية لاندماجها في دولة عربية أخرى أو لغير ذلك من الأسباب فإنها تفقد بالتالي عضويتها في الجامعة مثال دلك عندما قامت الوحدة بين مصر و سوريا عام 1958، و نشوء الجمهورية العربية المتحدة حيث أصبحت الدولة الجديدة عضوا في الجامعة و عندما وقع الانفصال عادت سوريا إلى عضوية الجامعة عام 1961 لأنها بالانفصال استعادت شخصيتها القانونية الدولية. رابعا- تجميد العضوية: جزاء التجميد هو جزاء غريب لم تنص عليه ميثاق الجامعة، وتكفينا لهذا الجزاء أنه يقع في مرتبة وسطى بين جزائي الفصل و الحرمان من حقوق و مزايا العضوية و يترتب على ذلك العديد من النتائج منها: -أن الدولة التي يتم تجميد عضويتها لا تلتزم بدفع أنصبتها المالية في ميزانية المنظمة خلال فترة التجميد. - أن تجميد العضوية لا يترتب عليها زوالها أي أن الدولة لا تفقد بالتجميد عضويتها في المنظمة. - تظل الدولة التي تم تجميد عضويتها ملتزمة بالمبادئ و الأهداف التي قامت عليها الجامعة العربية. خامسا- غياب دولة عضو أو سياسة الكرسي الخالي: أن الدولة يمكن أن تتغيب عن جلسات أحد الأجهزة المنظمة و يعرف هذا بسياسة الكرسي الخالي و هذا يعني إمكانية غياب بعض الأعضاء و قد مارست الدول أعضاء الجامعة العربية هذه السياسة عن طريق الامتناع عن حضور جلسات مجلس الجامعة. سادسا- استئناف الدولة لعضويتها في مجلس الجامعة: يحدث ذلك خصوصا إذا اتحدت دولتان و يترتب عليه تمثيلها بمقعد واحد في المنظمة ثم يحدث انفصال إحداها من الاتحاد الأمر الذي يدعوها إلى طلب استئناف عضويتها فيها(1). ـــــــــــــــــــــــ (1)ذ/ جمال عبد الناصر مانع، مرجع سابق،ص 245-246 المبحث الثاني:تركيب الجامعة العربية و تقييمها: المطلب الأول: تركيب الجامعة العربية و انجازاتها:
الفرع الأول: تركيب الجامعة العربية(1): تتكون الأجهزة التي نص عليها ميثاق جامعة الدول العربية ممايلي: أ) مجلس الجامعة: و يتكون من ممثلي الدول المشتركة في الجامعة و يكون لكل منها صوت واحد مهما يكن عدد ممثليها(3/1) و للمجلس اختصاص حسب ما قررته المادة 3/2 من ميثاق الجامعة «مهمته تحقيق أغراض الجامعة و مراعاة تنفيذ ما تبرمه الدول المشتركة فيها من اتفاقيات في الأمور المشار إليها في المادة السابقة»، و من هذه المهام: * القيام بكل ما من شأنه دعم التعاون بين الدول العربية في مختلف المجالات. * اتخاذ التدابير اللازمة لدفع ما قد يقع على إحدى دول الجامعة من عدوان. * حل المنازعات بين الدول الأعضاء في الجامعة عن طريق الوساطة و التحكيم. * وضع نظام داخلي لكل من المجلس و اللجان الدائمة و الأمانة العامة.... ب) اللجان الدائمة: نصت المادة 4 من الميثاق:« تؤلف لكل من الشؤون المبينة في المادة الثانية لجنة خاصة تمثل فيها الدول المشتركة في الجامعة، و تتولى هذه اللجان وضع قواعد التعاون و مداه، و صياغتها في شكل مشروعات اتفاقات تعرض على المجلس للنظر فيها تمهيدا لعرضها على الدول المذكورة» و قد تم تشكيل اللجان الدائمة التالية: * اللجنة السياسية و تتكون من وزراء خارجية الدول الأعضاء. * لجنة الشؤون الاقتصادية. * لجنة الإعلام. * لجنة الشؤون المالية و الإدارية. * لجنة الشؤون الاجتماعية. * لجنة خبراء البترول. * لجنة حقوق الإنسان. * لجنة المواصلات. * لجنة الأرصاد الجوية. * اللجنة القانونية * اللجنة الصحية ـــــــــــــــــــــــ (1)ذ/ بن عامر تونسي، مرجع سابق، ص 211-212-213 ج) الأمانة العامة:تتألف من أمين عام و أمناء مساعدين و عدد كاف من الموظفين و يكون تعيين الأمين العام بقرار من مجلس الجامعة بأغلبية الثلثين،أما الأمناء المساعدون و الموظفون الرئيسيون فيعينهم الأمين العام بعد موافقة المجلس و يعين الأمين العام لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد، ومن اختصاصات الأمانة العامة مايلي: 1) الاختصاصات الإدارية: يتولى الأمين العام، بمقتضى أحكام الميثاق و اللوائح الداخلية عدة اختصاصات من بينها: * إعداد مشروع ميزانية الجامعة. * تحديد تاريخ دورات انعقاد مجلس الجامعة. * متابعة تنفيذ قرارات المجلس و اللجان. 2) الاختصاصات السياسية: يمكن للأمين العام و وفقا لميثاق الجامعة العربية أن يمارس بعض الاختصاصات ذات الطابع السياسي مثل: - حضور اجتماعات مجلس الجامعة، و الاشتراك في مناقشة الموضوعات المعروضة عليه. - تقديم تقارير أو بيانات شفوية عن أية مسألة يرى أنها قد تسئ إلى العلاقات القائمة بين الدول الأعضاء أو بينها و بين الدول الأخرى(1). الفرع الثاني: انجازات الجامعة: عندما نحاول تقييم نشاط الجامعة يتعين علينا أن نفصل بين النشاط السياسي و النشاط غير السياسي، ففي الميدان غير السياسي نرى أن الجامعة أصابت نجاحا محسوسا حتى أصبحت بعض اللجان التابعة لها تعتبر ، إلى حد ما ،نواة لهيئات عربية مركزية تعمل على صعيد عربي شامل و من بين انجازاتها نذكر: في الشؤون الثقافية: - ففي الشؤون الثقافية أنشأت الجامعة إدارة ثقافية تعمل على النهوض بالثقافة العربية و توحيد نظم التعليم في الوطن العربي و أسهمت في إثراء الثقافة العربية و تزويدها بالتراث الغربي عن طريق نشر المؤلفات القيمة و ترجمة أمهات الكتب الأجنبية. - أنشأت معهد المخطوطات العربية عام 1946 الذي يهدف إلى جمع أشتات التراث العربي المبعثر في مكتبات العالم(2). |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() ــــــــــــــــــــــــ
(1) ذ/ بن عامر تونسي، مرجع سابق، ص214-215 (2)محمد المجذوب، التنظيم الدولي ' النظرية و المنظمات العالمية و الإقليمية و المتخصصة'، منشورات الحلبي الحقوقية، الطبعة الثامنة، 2006 ،ص 398-399 - أنشأت معهد الدراسات العربية العالية لإعداد أجيال من الدارسين المتخصصين في شؤون البلاد و إجراء بحوت التي تبرز مفهوم الحركة القومية العربية. - كما تتعاون على الصعيد الدولي مع المنظمات العالمية ، و من أهمها منظمة الأونسكو، و للجامعة العربية في باريس مقر ( الأونسكو). - كما أنشأت المنظمة العربية للتربية و العلوم و الثقافة ( ألكسو) على غرار الأونسكو. في الشؤون القانونية: أحرزت الإدارة القانونية تقدما محسوسا في مضمار توحيد المصطلحات القانونية و تنسيق النشاط القانوني و توحيد القوانين في الأقطار العربية و تجلى هذا التقدم بإبرام الاتفاقيات المهمة التالية: * اتفاقية تنفيذ الأحكام. * اتفاقية تسليم المجرمين. * الاتفاقية الخاصة بجنسية أبناء الدول العربية المقيمين في بلاد غير التي ينتمون إليها بأصلهم. * اتفاقية الإعلانات و الإنابات القضائية. * اتفاقية مزايا و حصانات جامعة الدول العربية. * اتفاقية الجنسية. في شؤون المواصلات: أولت الجامعة اهتمامها لمسألة ربط البلاد العربية بعضها ببعض و تسهيل سبل الاتصال فيما بينها و تحقيقا لدلك أنشئ الاتحاد العربي للمواصلات السلكية و اللاسلكية و الاتحاد البريدي العام. في شؤون الاقتصاد: سعت الجامعة لتنظيم النشاط الاقتصادي لدولها و العمل على توحيد الاقتصاد العربي و لتحقيق هذا الهدف أنشئ المجلس الاقتصادي لتنفيذ مشروع السوق العربية المشتركة اعتبارا من أول عام 1965 و لكن الخلافات السياسية بين الأنظمة العربية حالت حتى دون تنفيذه(1). ــــــــــــــــــــــــــــ (1) محمد المجذوب، التنظيم الدولي ' النظرية و المنظمات العالمية و الإقليمية و المتخصصة'، منشورات الحلبي الحقوقية، الطبعة الثامنة، 2006،ص400 المطلب الثاني: تقييم الجامعة: بالرغم من الانجازات العظيمة التي انجزتها الجامعة العربية و التي لا يمكن لأحذ إنكارها إلا أنها قد أخفقت في تحقيق الكثير من مبادئها التي بقيت مجرد نصوص مكتوية و عليه نذكر من جملة سمات إخفاق الجامعة ما يلي: - إن المساواة التامة بين الأعضاء لم تتحقق بسبب التفاوت في حجم القدرة و الثروة و المستوى الاجتماعي، و قيام المحاور المتناحرة، و الاستعاضة عن مجلس الجامعة بمؤتمرات القمة العربية(اجتماعات الملوك و الرؤساء العرب)، و تطبيق مبدأ الإجماع في اتخاذ القرارات، و لو كانت مصيرية. - إن مفهوم السيادة أصبح ، لدى الدول الأعضاء، هدفا استراتيجيا ثابتا يقف بالمرصاد لكل محاولة توحيدية(و لو كانت تستهدف إلغاء التأشيرات و توحيد المصطلحات أو الاتفاق على شكل الأرقام)، و يتساهل مع كل انتهاك خارجي للسيادة. - إن صيانة استقلال الدول الأعضاء بقيت أمنية، لأن الجامعة لم تحسن الحفاظ على استقلال أبنائها، و لم تتخذ موقفا حازما ممن فرط في استقلاله،أو تدبيرا زجريا ضد من فضل التبعية على الاستقلال. و إذا كانت المحافظة على استقلال الأعضاء و الدفاع عن سيادتهم من مبادئ الجامعة و أهدافها: فماذا فعلت من أجل فلسطين و دعم انتفاضتها؟ و ماذا فعلت عندما احتل العدو الصهيوني جنوب لبنان؟(1)....... و إضافة إلى ذلك فقد أخفقت الجامعة العربية في تحقيق: 1) عدم وجود نظام الإلزام في حل المنازعات، و التمسك بقاعدة الإجماع في اتخاذ القرار في الأمور الهامة. 2)كثرة الهيئات و المؤتمرات دون تنفيذ ما يتخذ من قرارات. 3)عدم تصفية الجو السياسي بين الأنظمة العربية. 4) بحث عن الحلول و التعاون خارج نطاق الجامعة العربية و خير مثال عن ذلك حرب الخليج و ما ترتب عنها(2). ــــــــــــــــــــــــ (1)محمد المجذوب، التنظيم الدولي ' النظرية و المنظمات العالمية و الإقليمية و المتخصصة'، منشورات الحلبي الحقوقية، الطبعة الثامنة،2006 ،ص 407 (2) ذ/ بن عامر تونسي، مرجع سابق، ص 216 مما لاشك فيه أن العرب ينتمون إلى وحدة قومية اتسمت على مر العصور، بالانفتاح و التسامح و التفاعل، و كل قومية تسعى إلى تتجسد في كيان سياسي مستقل، أي في إطار ما يسمى اليوم بالدولة و لهذا فمن الطبيعي أن يطمح العرب إلى تكوين دولتهم الاتحادية القادرة على لم شمل كياناتهم المعبرة و المستضعفة ، فظنوا أن الجامعة ستكون أداة لذلك إلا إنها أخفقت أكثر مما حققت ما كنا نصبوا إليه. فمما لاشك فيه أن الجامعة العربية ما هي إلا انعكاسا لواقعنا العربي المتميز بالتخلف و بعد الأنظمة عن واقع شعوبها و افتقار الديمقراطية و حرية الرأي كل هذا يتطلب من الباحث أن لا يصب لومه و سخطه على الجامعة العربية لفشلها و عدم فعاليتها، و إنما يجب أن يشمل أيضا الواقع العربي و العمل على تغيير هذا الواقع و النهوض به. |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]() شكرا لك وجزاااااك الله كل خير |
|||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc