رسالة من شاب سوري إلى الرئيس بشار حافظ الأسد
أضيف في 18 ماي 2011
إلى سيادة الرئيس بشار حافظ الأسد ..رئيس الجمهورية التي أنتمي إليها... أتوجه برسالتي هذه إليكم ولا أعلم إذا كنتم ستقرؤنها و لكني أكتبها لأعبر عن رأيي في ما يحصل ببلدي الحبيب سورية .
سيادة الرئيس:
اغتربت من سنين طويلة عن بلدي سورية , وآمل أن أعود إليها يوماً ما لأخدم ترابها و أعيش تحت سقف الحرية. لكن الذي يحصل اليوم أمام عيني .. يقلقني و يقلق الآلاف من الشعب السوري في الغربة.
عندما توفى والدكم و استلمتم السلطة بنى الشعب السوري آمالاً جديدة .. بأن سوريا ستزدهر أكثر و أكثر ولن نعاني ما كنا نعانيه و كنا ننتظر هذا الإزهادر على مدار 12 عاماً.
لكن للأسف الآن تفاجئني للمرة الثانية , فأول مرة عندما تم الاعتداء على أبناء جلدتي في مدينة القامشلي ظلماً وحينها لم يشعر بنا أحد و اكتفيتم بجملة واحدة بأن الشعب الكوردي هو جزء من النسيج الوطني في سورية وكأن الشعب الكوردي ضيف في سوريا. و المرة الثانية هي الأحداث التي تجري في سوريا من خراب و قتل.
لم نبق صامتين بجانب إخوتنا العرب , فنحن الكورد ويشهد التاريخ لنا بأننا دافعنا عن سوريا بدمائنا, ولا يتوجب علي أن أذكركم بالثورات التي شارك فيها الكورد ضد الانتداب العثماني و الفرنسي, لأنكم تعرفون أكثر مني تاريخ سوريا كونكم رئيسها الحالي.
سيادة الرئيس:
يقول المثل : من عاشر قوماً أربعين يوماً أصبح منهم , فأنتم عاشرتم الأوربيين أكثر من أربعين يوما و تزوجت ممن عاشت بينهم أيضاً, إذاً لا بد أنكم أخذتم شيئاً ما منهم ..كالحرية و الأمانة و التعبير عن النفس وهذا كان أملنا بكم عندما استلمتم السلطة.
وعندما قرأت مؤخراً بأن عقيلتكم سافرت إلى بريطانية برفقة أطفالكم, سألت نفسي سؤالين: أهي ذهبت لتحمي أطفالها مما يحصل في سوريا الآن ؟ أم هي ذاهبة لأنها لم تعد تستحمل ما تراه من ظلم على شعبها؟ فإذا كانت ذاهبة للسبب الأول , ألا تفكرون بأطفال شعبكم؟ ألا تسألون أنفسكم كيف نقتل آباء أولئك الأطفال؟ إن الطفل طفل سواء كان ابن رئيس أو ابن مواطن عادي؟
أما إذا كان ذهابها للسبب الثاني, فأسألكم لما لا تفعلون مثلها؟ فقد تنحل أمور كثيرة بذهابكم بشكل سلمي, فعلى الأقل ستتجنبون القتل الزائد و الاعتقال التعسفي بحق الأبرياء و تتجنبون كره الشعب لكم .
فأنتم لستم كمن سبقكم أمثال مبارك و ابن علي, فانتم لم تسرقوا الشعب بالكمية التي سرق مبارك فيها بلاده مصر, وأطفالكم لم يصلوا بعد إلى العمر الذي يسرقون فيه بلادهم كجمال وعلاء,وهم الآن لا يفكرون بالسرقة والنهب مثلهم فأنت تغنيهم من كل خيرات البلاد.
وأظن بأن عقيلتكم لم تهرب و معها أطنان من الذهب و الملايين من الدولارات مثل ما فعلت عقيلة زين العابدين بن علي , أظن أنها اكتفت بحماية أطفالها. فلما لا تتجنب كل هذا و تلحقها إلى قصرها في بريطانيا الذي بنيتموه سراً في السنوات الأخيرة تحسباً ليوم كهذا.
سيادة الرئيس :
نحن الشعب السوري نستطيع أن نكون أقوى من الشعب الليبي الذي يحارب الآن و أقوى من الشعب المصري الذي صمد ليالي في الميدان, لكن نحن شعب عرفنا التاريخ بقلوبنا البيضاء و سلمنا و حبنا للحياة وطموحنا للحرية .
فلا تقتلنا لأجل كرامتنا فحينها لن ننام حتى يسقط النظام.
وإن قررتم الرحيل فلكم مني تحية كردية معطرة بدماء شهداء سورية.