هذه بعض أحكام الخطبة رأينا انه من الواجب إلحاقها هنا تذييلا لتعقيبنا على مقال الأخت المسماة لعل الله أن ينفع به بعد أن رأينا أن القوم تمالئوا على إقرار
هذا المنكر الموصوف بإباحة اختلاط الخاطب بالمخطوبة إما جهلا وإعراضا ، أو سكوتا عن الحق والساكت عن الحق شيطان أحرص
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول الشيخ محمود بن الجميل
من وقع في نفسه خطبة إمراة جاز له أن ينظر إليها قبل أن بخطبها
ـــــــ
عن محمد بن مسلمة قال: خطبت امرأة ، فجعلت أتخبأ لها حتى نظرت إليها في نخل لها ، فقيل له :
أتفعل هذا وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا ألقى الله في قلب امرئ خطبة امرأة ، فلا بأس أن ينظر إليها .*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
والخطبة هي طلب الزواج من المرأة بالوسيلة المعروفة بين الناس ، فإذا حصلت الموافقة فهي مجرد وعد بالزواج ، ولا يحل للخاطب بها شيء من المخطوبة ،
بل تظل أجنبية عنه حتى يعقد عليها .
قلت تلخيصا لما سبق نستنتج بإذن الله تعالى
إن الخطبة مجرد وعد بالزواج وليست عقدا
إن المخطوبة أجنبية حكمها حكم الأجنبية
إن الرؤية يستحسن أن تكون قبل الخطبة وهذا الأرجح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما أن يخرج معها ويقابلها ويتحدث إليها بالهاتف أو النت أو أي وسيلة من وسائل الاتصال المعروفة فهو من المنكر والخبث الذي تهاون فيه كثير من الناس
والعياذ بالله
وللشيخ محمود مهدي الاستانبولي
كلام طيب في الموضوع أورده في كتباه القيم
تحفة العروس أو الزواج الإسلامي السعيد
يقول الشيخ :
وبمناسبة الكلام على وجوب النظر إلى الخاطب والمخطوبة ، نلفت الانتباه إلى عادة سيئة تفشت في اسر كثيرة من المسلمين والمسلمات ، ويا للأسف
وهي عادة الاختلاط المحرمة قبل الزواج بقصد التجربة والاختبار
فباسم المدنية الخداعة التي غزتنا في ديننا ، وأخلاقنا، وسلوكنا ، وصرنا لها أسرى ، باسم هذه المدنية والتقليد الأعمى ، قبلنا وضعا شاذا لا يتناسب مع خلق ولا دين
ألا وهو الاختلاط بين الخطيبين على سبيل التجربة قبل زفافهما
...ويستطرد الشيخ قائلا بعد وصف هذه الاختلاط الآثم فيقول
إن الإسلام أباح للخاطب إذا صدق في عزمه وهيأ الأسباب المعتادة للزواج أن ينظر إلى الوجه والكفين ، وان يرسل من السيدات المخلصات من تتعرف
على أخلاق مخطوبته وسلوكها وله أن يتحرى في هذا كثيرا وان يتخير لنطفته فان العرق دساس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقد عقد شيخ الإسلام عبد الله بن إسماعيل البخاري بابا في صحيحه سماه
باب النظر الى المرأة قبل التزويج
كتب النكاح
قال الحافظ شيخ الإسلام بن حجر رحمة الله عليه في فتح الباري شرح صحيح البخاري تعليقا على حديثي الباب
قال الجمهور : لا باس أن ينظر الخاطب إلى مخطوبته ، قالوا ولا ينظر إلى غير وجهها وكفيها وقال الاوزاعي رحمة الله عليه : يجتهد وينظر إلى ما يريده
منها ألا العورة وعن مالك رواية يشترط إذنها .
قال شعبة : وقد قال أهل العلم : إن النكاح جائز بغير خطبة وهو قول سفيان الثوري وغيره ، من أهل العلم وقد شرطه في النكاح بعض أهل الظاهر وهو
قول شاذ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي جامع الأمام الترمذي
مع التحفة للحافظ العلامة المباركفوري
من كتاب النكاح
باب ما جاء في النظر غالى المخطوبة
من حديث المغيرة بن شعبة
انه خطب امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : انظر أليها فانه أحرى أن يؤدم بينكما
قال الإمام الترمذي
وقد ذهب بعض آهل العلم غالى هذا الحديث وقالوا : لا باس آن ينظر إليها ما لم يرى منها محرما وهو قول احمد واسحاق
وفي تعليق العلامة المباركفوري على أحاديث الباب أورد كلام الإمام يحي بن شرف الدين النووي في كتابه المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج قال :
فيه استحباب النظر غالى من يريد تزوجها وهو مذهبنا ومذهب مالك وأبي حنيفة وسائر الكوفيين واحمد وجماهير العلماء
ومذهب مالك واحمد والجمهور انه لا يشترط في جواز النظر رضاها بل له ذلك في غفلتها ومن غير تقدم إعلام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولعله يستنتج مما سبق إيراده من كلام أهل العلم في مسالة النظر إلى المخطوبة
آمرين مهمين
أن النظر على الاستحباب لا الوجوب
انه يجوز أن يكون في غفلتها ومن غير رضاها
***
ولا بد من الإشارة إلى أمر هام وهو أن ما يحدث اليوم من اختلاط بين المخطوبين أمر لا يقره شرع ولا عقل
حتى أصبح الخاطب في حكم المحرم يخرج ويدخل على المخطوبة برضى أهلها وبعلمهم والعياذ بالله وهذا إقرار بالخبث والدياثة ولا نحابي في ذلك أحدا .
فنقول إجمالا انه لا يجوز أن يخلو الخاطب بمخطوبته لا في مكان عام ولا في مكان خاص ولا برضى الأهل ولا في غفلتهم
ومن اقر بشيء من هذا في أهله أو ابنته أو أخته وهو راض عالم غير جاهل بهذا الحكم فهو ديوث ديوث ديوث
ولا حول ولا قوة ألا بالله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتبه / أبو ساجدة علي بن احمد من الجلفة