عندما نزلت من السماء
قطرات من الدموع
تناولتها أحزاني
واستغرقت في الدموع
حسب صبر انفاسي
ولم أكد أنتهي حتى بانت
شمس, طلعتها أنوار دماءِ
قلت ما شأنكي, قالت
بكيتَ بدموع فبكيتُ بدماءِ
صبراً, إني مثلك في غرامي
وربما أكثر جفاءا
***
دعوتها لمقام متواضع
فلبت وقالت إنه شرف وإحسان
كيف لا وانت العاشق الولهان
سالتها كيف عرفت حياتي
ما أنا بالذي يحكي الأسرار
ردت أنا نفسك العلية
وانا من تضررت يوم كان الغرام
فيا عجياً, ألم تعرف نفسك؟
وأنت تزعم الإلهام؟
***
قلت ما أنا إلا شارد في الدنيا
احببت شجرة فيها, فبخلت عليَّ
فنظرت, فوجدت نفسي لا بد منها
حتى ظهرت مني الكلمة و الألحان
***
لما عزمت على مفارقة الشمس
عمتني غمائم واوهام
فاستلقيت سائلا...
ما لي لا أرى لنفسي انجاد؟
فلم أكد... حتى ناولتني نورا
تكلمت بخفت وخيفة
انا من أهل الخيمة والرمال
أروي من طهارة شعاعي
قوماً, ما عرفوا إلا شمساً
فهلا اقتنعتَ بنفسِ
كلها طهرً وأنوار؟
فملكت نفسي مستفسرا
هل أنا نفسي أم نفسي أنا؟
***
غدت الشمس بارزة محاسنها
كأنها وردة ياسمين مدللة
فتعرفت عليها حين أدركت رائحة
هي أطيب من المسك
وشعائعها أوضح من نور الشمس
فاغتنمت ما خبئته نفسي
فعرفت انه لا بد منها...
وأنها سر كله خفية وجمال
فلبيت دعائي وتقدمت
فوجدت نفسي في نفسي ساكنة
حتى انتحرت وتركت السلوك
قائما بجمال النفس والشمس
07/12/1988