في خافــــ { بارقاتُ الحبِّ تشتعلُ } ـــــــقي

[يوسُف سُلطان]

..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فليفهم الجميع رغبتي ، ويعذرني فيها
وإنّي أريد حقا وليس أماني أن أمرّ على الجميع أحيّيهم وأوفيهم حقّهم ممّا يكون بين تخاطرِ إن الأرواح او النّفوس، كلُّ واحدٍ باسمه ولونه وقدر الشوق إليه ...
ولكنّ لا طاقة لي الآن .. وإنا بحالٍ تُشفقُ على وصفه الأعداء .. وقد انحنى طولي ومال جذعي وانشقّت مفاصلي وشُلّت .
ولكن ما بالقلب من شعور وتخاطر لم يتبدّل
أنت يا صديقـي الممتع
ربّما يكفيني هذا الذي يترسّم على وجهي من نحافة واصفرارٍ، وذبولٌ وشرود لتعرف بنفسك ما يفعل الحنين والشوق بالواحد منّا إذا كان مثلي يحمل صدرُه من تلك القلوب الناقلة للحبّ لا العازلة له ..
هل تصدّق ؟
وهل تراني وتصفِّرُ إشفاقا لحالي ؟
هناك من يشّك !؟
فما صُور الإصفرار والنحافة إذا سوى اشتياقٌ .. وما هو بقلّة طعام ، وإن كان هذا لهذا علّة ..

أنسى في لحظة تيه وشرود أنّك لا تستطيع أن تتطلّعُ إلى وجهي ، فهذه النافذة التي نقابلها من جهتين مختلفتين ليست شفّافة ... لا تعكس الوجوه ، لا تعكس لك سوى الكلمات ، فهل تستطيع هذه أن تشرح لك تمام حالي دون تخفيف ؟ وهل تصف لك دقّة مشاعري دون تزييف ؟
إذا كُنت تصدّق الحرف من أناملي فذاك.. وإلا
فأنظرني حتى ألملم هذا الجسد البارد وآتيك أفصّل لك من كلّ حرفٍ حديث
..لقد كانت الغربةُ موحشة موجعة، فالصحراء لا أرض لها تحملك ،إنّما أرضها صخورٌ قاسية و سماؤها زوابع تُبعثرُ الأمنيات والأحلام ...
قطعت بهذا الجسد أكثر من ألفين من الكلمترات خلال أربعة أيّامٍ وثلاث ليال، ولم يحدث أن التقيت بما يسّر ..
حتى وصلت قسنطينة .. فاجتمعت بأوّل من عرفت من الأحبّة في هذه الساحة ، إنّه صالح القسنطيني .. بشحمه ولحمه وعِناده المعهود ، ولكنَتِه القسنطينية المحبّبة ، وضحكته الجميلة الرسم الخافتة المسمع












مدخلُ المدينة ، "قسنطينة" على بُعدِ نظر ، الطريقُ ممتدٌ عريض برواصف واسعة مزيّنةٌ بأغصان عشوائية الجمال ، أراقب الجوانب بحرص فـغَير بعيدٍ عن هنا كان تواعدنا بالأمس ..
أراجعُ في ذاكرتي صورة صالح وهيئته فقد أنساني البعدُ بعض الملامح ، ومن مدّة لم نتواصل ..
بينما أرمي النظرات أقلّبها بين جانبيّ الطريق يتراءى لي شخص وسيمٌ ونظيف ، شابٌ تبدو عليه بعض علامات التوتّر والقلق ، وتظهر عليه علامات من ينتظرُ زائرا أو يتهيّأ لاستقبال ضيف ..
بلا ارتباك يراني ، يدقّق في أرقام لوحة السيارة ، يُرسلُ نظرةً أخيرة فاحصة في الرّكاب ... نعم .. هذا أنا .. وفّر عليك أسئلتك
أترجّل .. أرجعُ خطواتٍ إلى الوراء ...
وعِناقٌ على مدى الشوق ، يعصرُ الأضلاع ويعيدُ دفئ الأيّام الخوالي..
وأكثرُ من هذا التعبيرِ لا أفقه ، ولا أصفُ لكم غيرهُ من عجزٍ وتقصير في التعبير ، الصورة فقط من تصفُ لكم الدّقة أو بعضا منها ..
ولكن صالح بعفويته وحياءه في آن يجعلك تستمتعُ بالحديث معه لا تملّ لكنته القسنطينية وضحكته المرحة ،
بعد ذلك أمضينا ونحنُ نسيرُ في شوارع المدينة العريقة ، ودليلنا صالح يشرحُ لنا تاريخ كلّ زاويةٍ وركن ، وحكايةَ كلّ معلمٍ وبناية وجِسر.. وكأنّه قسطنطين !!


الشمسُ تميل بسرعة ، والوقت يسرقنا ، وأنا ينتظرني طريقٌ طويل ..
أصافحُ صالح بعناقِ وداعٍ حارّ ، لنفترق على وعدٍ بلقاء آخر ، هذه المرّة بتيبازا ..
أنطلق والأيدي تلّوح بالوداع ، ولكن إلى أين الوجهة وأنا أتحرّقُ لرؤية البحر وشمّ نسيم موجاته ....
الوِجهةُ جيجل ، والقصدُ حمزة ... فحمّر الدجاجات يا حمزة إنّا قادمون !!

وانطلقتُ مع رفيق السفر إلى جيجل وكلّي شوق لرؤية أغلى حبيبين يمكن أن تراهما هناك ، حمزة ، والبحر .. كانت المناظر خلابّة ممتعة للنظر ،ورغم طول المسافة فإنّني لم أشعر بالنهار حتى

أدركنا دخول وقت الصلاة ، وفي بطحة مخضرّة بين مدينة ميلة وجيجل أقمنا الوقتين جمعا وتقصيرا ،
وتناولنا غداءً خفيفا قبل أن نواصل المسير عبر طريق معبّد بالجمال الطبيعي الخلابّ

طريق يحمل على جانبيه كلّ انواع الجمال الطبيعي ، من جبال جيجل الصخرية ، وسهولها الممتدة الوفيرة الربيع ، والماء الثمل الوافر ..

بعد قليل سيرٍ في مدّة فلتت بسرعة من الزمن واعجابي بالمناظر ، لم أشعر الا وأنا على مشارف مدينة جيجل ، ولكن قبل بضع كلمترات من المدينة لدي موعد هام مع حبيب طالما تمنيت لقاءه ...


وعشتُ تلك اللحظات المشوّقة التي تسبق اللقاء للمرّة الثانية في نفس اليوم

ولكن علي ان أصدقكم الحديث فرغم أنّي رأيت حمزة من قبل إلاّ أنّ المفاجأة خلقت الدهشة على وجهي ، فليس هذا حمزة الذي رأيته قبل سنة .. صديقي النحيف ذو البدلة الكلاسيكية السوداء ، قد أصبح بضخامة رجلين وباستطاعته ان يحملني ويجري بي ما شاء من مسافة ..
-*الله يبارك سمنت حنّوني ، الله يبقي عليك الستر* ، تلك كانت كلماتنا ونحن نتعانقُ نُذيب الشوق ...
لم يكن قد بقي لي من الوقت ما يسمح للكثير من الحديث ، وخاصة أنّي كنتُ أتفقدُ أخبار الطريق إلى العاصمة فيُشاعُ أنّ كلّ الطرق المؤدية نحوها مجمّدة السير ، وأنّ المظاهرات قد تحوّلت فيها إلى شغب وفوضى..
تجاذبنا بعض الذكريات وتبادلنا بعض الأحاديث في أمور الحياة ...ونحن نرتشف من المشروبات ما طاب

وعلى عجلة دفع حمزة الجيولوجي ثمن القهوة والعصير ، وطفقت عائدا للديار بعدما قطعت وعدا منه بزيارتي هذا الربيع

تلك كانت قصتي الشيقة ، أما الحزينة فستجيء في رُزمةٍ مفصّلة من الحزن والتعاسة ..

[*أنسام*الجنة*]

السلام عليكم ورحمة الله

هنيئا لكم المحبة والاخاء
الله يديم عليكما المحبة في الله

ننتظر التتمه

[رحاب الأمل]

السلام عليكم

حفظكما الله ورعاكما وأدام أخوتكما
أسلوبك في الكتابة ما شاء لله يجعلني أكرر لقراءة مرات ومرت

[نينا الجزائرية]

الله يبارك
ربي يبقي عليكم الستر
سلام

[مصرية من الجزائر]

الله الله الله ........
ما هذا ؟
راني نحسدكم بزاف
يابختكم بجد
أنا أيضا أريد أن أقابل صديقاتي بمنتدي
لذلك لن تسملوا من الحسد
ما شاء الله!!
أسلوب رائع في الطرح ..
مشاعر رهيب فعلا ...ربنا يدوم المحبة يارب بينكم...
ولكن نريد كل شيء بالتفاصيل المملة
وصور لقسطنينة اسمع انها جميلة بزاف

[مصطفى قاسمي]

بارك الله لكم في لقائكم

إن شاء الله تدوم المحبة

بين الأعضاء ويجمع شمل الجميع

[كمال الاسلام]

وعليكم السلام


يجمعكما الله في الجنة كما جمعكما في الدنيا

[بحر العطاء]

* بسمـ الله الرحمــــــن الرحيـمـ *
السلامـ عليكمـ ورحمة الله تعالى و بركاته :



أدامـ الله محبتكمـــــا و صداقتكمــــا.
أسلـوب رائع...كلمات عذبة نقية..لا تدل إلا على صدق التعبير و براعة معبر.
جزاك الله خيرا عمو يُوسف.





تحيـــــ أختكمـ الصغيرة أنفـــأل ــــــــاتي.
في حفظ الرحـــمن...و السلامـ ختامـ ...

[بنت الحجاج]

هنيئا لكما ..

آه ...كم اتمنى ان التقي اخواتي من المنتدى ...

[@[نســـــيم ♥ الجـــــود]@]

الله يبارك عليكم



ربي يدومهالكم ان شاء الله

[ع.جمال]

السلام عليكم.
عاتب عليك أنا أخي سلطان فأي طريق سلكت أم أن بسكرة لم تكن في طريقك حتى تمر علي وأريحك من تعب السفر ومشاقه فوالله لو عرفت طريق عودتك أو ذهابك ماتركت تمر حتى أقوم بواجب الضيافة معك فهذه المرة تحسب عليك أيها الأخ الطيب.
عودة مباركة وإن شاء الله وجدت ماسرك من زوج صالح وذرية طيبة.
ودمت بود.

[راوية]

السلام عليكم
أدلم الله المحبة بينكما
أشكرك على الكلام الجميل أخ سلطان

[نور الايام]

أدام الله المحبة و الصداقة

حمدا لله على السلامة.

[طاهر القلب]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ع.جمال

السلام عليكم.
عاتب عليك أنا أخي سلطان فأي طريق سلكت أم أن بسكرة لم تكن في طريقك حتى تمر علي وأريحك من تعب السفر ومشاقه فوالله لو عرفت طريق عودتك أو ذهابك ماتركت تمر حتى أقوم بواجب الضيافة معك فهذه المرة تحسب عليك أيها الأخ الطيب.
عودة مباركة وإن شاء الله وجدت ماسرك من زوج صالح وذرية طيبة.
ودمت بود.

السلام عليكم
تلك قضية أخرى و الحكم فيها يصدر قريبا إن شاء الله
و لا أظن المتهم ناج منها , فشمر و نشمر لنحاسب ...
أما و إنه ليس لنا بقاء بعدها ... هههه
أيييييه يمالا رحت لصالح ...
أهلا بعودتكم أخي الكبير سلطان
عساكم بخير و قد إرتحتم من مشقة تلك الصحراء القاحلة
الآن قل لي كيف وجدتم قسنطينة و أهلها ,
و خاصة الأخ صالح؟

[روح القلم]

السلام عليكم أخي يوسف أيها السلطان
و أخيرًا إلتقى توؤم الروح في مدينة الجسور المعلقة و دون تدخل من حصة [و كل شيء ممكن ]
حيثوا تعلقة روحي بين كلماتك و قد ظننت أن بك سوء في مطلع موضوعك هذا هههه
الحمد لله على سلامتك و الأكيد سوف تحكي لنا عن مغامراتك المشوقة ورحلة سفرك و لقاءك التاريخي بالأخ صالح ....إلى غاية ما ضيفك به أخونا صالح من أكلات تقليدية ...هه
نحن بانتظارك
و ربي يدوم المحبة و الأخوة بينكما
تقديري