بعد مرور اكثر من عشرة ايام على ثورة الحرية الشعبية التي قام بها الاحرار في مصر الكنانة شبابا وشيباً ونساءاً وحتى الاطفال كان لهم منها نصيب . ثورة شعبية تاريخية عظمية كان رأس حربتها الشباب المكافح شهدتها عموم المدن المصرية . الثورة المباركة رفعت شعاراً واضحاً لالبس فيه وهو اسقاط النظام المصري الفاسد ورئيسه المستبد لكسر قيد الظلم والطغيان الذي كبل مصر العروبة والاسلام طلية العقود الثلاثة الماضية . لتعود الى اصلها ومكانتها في العالم الاسلامي تحس نبض الشارع العربي وتعيش قضاياه العادلة في فلسطين وكل بقعة من العالم الاسلامي .
لذلك نود ان نرسل رسالة الى ابطال الثورة المصرية الاحرار نبين فيها ماينبغي فعله حتى لاتضيع ثمرات هذه الثورة المباركة العظيمة للشعب المصري الشقيق . فنقول انكم ياشباب الثورة المباركة قد اختاركم الله لتكونوا قدر التغيير لمصر العظيمة وتخليصها من الظلم والطغيان فلا تبرحوا امكانكم حتى تحققوا اهدافكم النبيلة لشعبكم الكريم وهي اهداف مشروعة اقرتها لكم شرائع السماء وكذلك قوانين الارض , فاثبتوا فإن الله معكم ولن يتركم اعمالكم , كما ان الامة بشعوبها معكم تدعو لكم بالتوفيق والسداد . ونذكركم بان من سنن اي ثورة اصلاحية ان تقتلع الفساد من الجذور ولاتقبل بانصاف الحلول لانها ثورة اصلاح صادقة لشعب كريم عليه نقول :
· اياكم والقبول بانصاف الحلول والحذر من تلك الاصوات التي تنادي بذلك ومهما تكن صفتها , والثبات على مطلب الثورة الرئيسي وهو زوال النظام برمته مع رئيسة كونه نظام فاسد مستبد لاكثر من ثلاث عقود .
· لاينبغي القبول باي تعديلات تكون بأدوات النظام السابق لانها ببساطة ادوات فاسدة لاتأتي الا بالفساد . والحذر من هذه التعديلات سيما التي قام بها الرئيس مبارك من تسميته لنائب الرئيس وتشكيله حكومة جديدة يرأسها الفريق احمد شفيق . ونكرر مرة اخرى ان مثل هذه التعديلات انما هي تعديلات سطحية لاقيمة لها وهي بمثابة التفاف ماكر على الثورة المباركة فلا تنخدعو بها . فلايمكن ان تكون ادوات الفساد هي نفسها ادوات الاصلاح ( لان عمر سليمان ومبارك وجهان لعملة واحد فلا ينبغي الضحك على الذقون .) وبطبيعة الحال ستكون الحكومة الجديدة هي امتداد لفساد الحكومة القديمة بلا شك .
· التاكد التام من ان النظام غير جاد بكل مايدعيه ونذكر بمقولة " مخطئ من ظن يوماً ان للثعلب ديناً " فهكذا الطاغية يظل مراوغاً يتربص الفرصة كالثعلب وينقض على فريسته وهو الشعب . وقد اكد هذه الحقيقة رئيس الحكومة الجديد في لقائه مع قناة العربية في الامس في معرض رده على اسئلة مقدم البرنامج "ان مبارك لم يرتكب اخطاء بحق شعبه وانه خدم الشعب المصري كثيرا ولاينبغي ان يجزى بالتنحي الفوري" فكيف يتفق هذا الكلام مع مطالبة ملايين المتظاهرين بسقوط النظام ورحيله .
· عدم اللاتفات الى مايسمى بالجنة " الحكماء " وما طرحته من حلول توافقية كما تقول . انما هي بالحقيقة حلول تصب في انقاذ النظام من محنته فلاينبغي ان نخدع بها . فالحكماء انتم في ميدان التحرير ومن يؤيدكم ويقف ورائكم من العلماء والساسة والمفكرين المصريين وهم كثير وليس غيركم فانتبهو رعاكم الله .
· اظهار اكبر قدر من الثبات والتماسك والصبر واعلمو ان النصر صبر ساعة , وان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا .
· التمسك بالدعوة الى تشكيل حكومة وحدة وطنية مدنية لادخل للعسكر فيها ولايدخل فيها اي من رموز النظام الحالي البتة . ولايتسلق اليها من لا يملك سيرة ذاتية حسنة يشهد عليها اهل الخير من الشعب المصري المكافح . ولاتسمعوا لما يروج من ان وجود مبارك على راس السلطة ضرورة دستورية للاصلاحات المنشودة . ونذكر مقولة للرئيس العراقي الراحل بخصوص الحديث عن الدستور قال "كتب باليد ونشطبه باليد " وبالفعل رأينا كيف يتغير الدستور بكل سهولة ويسر عندما يريد الطاغية ذلك والامثلة اكثر من ان تحصر .
· ينبغي اضافة مطلب محاكمة الرئيس مبارك ورموز نظامه في محاكم مدنية عادلة ( وليس عسكرية كما فعل النظام مع خصومه طلية عقود حكمه ) ليعلم الشعب والامة بعظم جرائم هؤلاء المفسدين .
· واخيرا ينبغي الحذر من الجيش المصري وقياداته "الموالية للنظام" بان ينقلب على الثورة في أي وقت ولاننسى ان الرئيس مبارك واسلافه هم من هذه المؤسسة العسكرية ورأينا كيف كانت انجازاتهم ؟
اعتقد بمثل هذه الرؤية ستحفظ الثورة من الاجهاض وكذلك تحفظ سرقتها من قبل الدخلاء ولا تهدر تضحياتها سداً . ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .
ابراهيم العبيدي