إن الهوية الإسلامية لا تعارض الشعور الفطري بحب الوطن الذي ينتمي إليه المسلم , ولا الحرص على خير هذا الوطن , بل المسلمون الصادقون هم أصدق الناس وطنية , لأنهم يريدون لوطنهم سعادتَي الدنيا والآ خرة بتطبيق الإسلام , وتبني عقيدته , وإنقاذ مواطينهم من النار ,
قال تعالى حكاية عن المؤمنين : {يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءنَا ِ} (29) سورة غافر , وحمايتهم من التبعية لأعدائهم الذين لا يألونهم خبالاً , وقد تجلى هذا المفهوم واضحاً في قصة مؤمن آل فرعون في سورة غافر , ويتجلى في عصرنا في مواقف وجهاد وصمود , رموز الدعوة الإسلامية في كافة البلاد الإسلامية .
وطني لو شُغِلتُ بالخلد عنه *** نازعتني إليه في الخلد نفسي
لا أقول إلا كما قال عمر رضي الله عنه:
نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما أبتغينا العزة في غيره أذلنا الله.
من نحن قبل الإسلام؟
وأنظر من صرنا بعده؟
أصبحنا سادات الدنيا بعلمنا وأخلاقنا فلما تركنا ذلك كله ونفذنا ما طلبه الغرب منا من غير علم بما يردون بل هم يأمرون ونحن ننفذ والله المستعان.
أصبحنا بهذه الحالة.
أي قومية عربية يدعونها؟
من نحن قبل الإسلام؟
الأسلام وطننا وهو كل شيء في حياتنا وهو كل ما نملك وهو رأس مالنا وهو نجاتنا.
وكما قال الشاعر:
أبي الإسلام لا أبي لي سواه**وإن أفتخروا بقيس أو تميم
هذه أهداف الغرب لتفكك الوحدة الأسلامية وترابطها:
قومية عربية
وطائفية
وتحزب لفرق وجماعات ومذاهب
كي لا نحقق شيئا من ما نطمح إليه وهذا وللأسف قد حصل شيء منه إن الغرب يكيل لنا بمكيال واحد لا بمكيالين , والمكيال الواحد هو مكيال التعصب الأعمى , والحقد الأسود , والظلم الصارخ للمسلمين فبينما يقوم بإلغاء الحدود بين بلاده , ويوحد عملته , ويوطد وحدته , إذا به يمزقنا إرباً إرباً.
والله المستعان