العقل العربي بين التطور والتخلف

[أميرة نفسي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود طرح هذا الموضوع للنقاش لأنه يهمني كثيرا كطالبة علم واود مشاركة الاخوة أطروحتي البسيطة من أجل الانتفاع بارائكم وردودكم وشكرا


مما لا شك فيه أن العقل العربي عرف انفتاحا على العالم الخارجي من منطلق الدين الاسلامي كيف لا وقد كان العقل العربي يتخبط في خرافات الجاهلية وكان منضويا تحت راية العصبية القبلية


فمع الاسلام عرف العقل العربي انفتاحا على العالم وبدأ ينمو ويتطور ويندمج ويمتزج في الثقافات الاخرى وبدأ يبتكر ويخترع فأحدث في العالم تغييرا جذريا على كل الأصعدة وهنا لابد أن أدلل علي كلامي ببعض المعطيات الهامة


أولا ...
انفتاح العقل العربي على تقافات عدة من بينها الثقافة البيانية ساشرح


الثقافة البيانية : هي تلك التي تهتم بالغة العربية والفقه والأصول وعلم الكلام فلقد عرف العقل العربي فيما بعد انتشار الاسلام تطور لغة العرب

كمتال لكي يفهم القارئ ما أقول ضهور النحو وبعض علوم اللغة مما أدى الى تطوير اللغة العربية
مع ضهور وبروز مذاهب في المجال الديني تدل على التنوع الفكري عند العقل العربي


تقافة العرفان : وهي تقافة تنتمي الى الموروت الهلنستي والغنوصي المنتشر قبل الاسلام والتي اندمجت في الفكر العربي بل يمكن القول أن العقل العربي تبناها والتي تضهر جليا عند المتصوفة والفلاسفة العرب


تقافة علمية : وهنا يجب أن نركز على هذه التقافة جيدا
التقافة العلمية بالنسبة لي هي تلك الثقافة التي تعتمد على العقل بشكل أساسي لتحصيل المعرفة الصحيحة وهي نتيجة عن الموروث الإغريقي وخصوصا مؤلفات أفلاطون وأرسطو

وهي تتجلى في العقل العربي كأمتال ابن رشد والفارابي وابن خلدون وابن هيتم وغيرهم فقد كانوا من كبار العلماء الفلاسفة والذين لديهم فضل كبير في نهضة البشرية

أكتفي بهذا القدر حتى يتسنى للاخوة الادلاء برأيهم

وما كتبته هو عبارة عن ارشاد القارئ الى ان العقل العربي كان بازغا نجمه فلا يتوهم البعض أن العلم والمعرفة هي حكر على الغرب

كما أنني أعترف بتخلفه حاليا ولربما يطول بنا النقاش فنغوص في أعماق الموضوع لنعررف سبب تخلف العقل العربي بعد تطوره ان صح التعبير

لكم حرية الرد او انتقاد ما قلت ولكم حق تصويبي وتصحيح أفكاري والله أعلم

[abedalkader]

اظنني اطلعت على شريط للشيخ العلامة محمد الصالح بن عثيمين - رحمه الله - في شرحه لرياض الصالحين (الشريط السادس او السابع عشر
يشرح فيه الفرق بين العقل والذكاء
وتطرق فضيلته الى ان العقل شيء والذكاء شيء آخر
فليس الذكي عاقلا
وتطرق فضيلته الى انه
قد يكون الانسان ذكيا وليس بعاقل .. وعاقل وليس بذكي
ثم اظنني فهمت من كلامه ان
جميع الكفار - وإن كانوا أذكياء - كلهم ليسوا بعقلاء ...

(إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لايعقلون)
وانه
إذا من الله على الإنسان في الذكاء والعقل تمت عليه النعمة
فالمسلمون في نعمة من الله
لكن من يشكر
وذكر فضيلته
أن الانسان الذي يتصرف تصرف سيئا فليس بعاقل ... فأولوا الألباب هم أولوا العقول الذين يتفكرون في خلق السماوات والأرض .. وينظرون الآيات ويعتبرون بها ويستدلون بها على من هي له .. هؤلاء هم أصحاب العقول .. هم أصحاب الألباب ...
وله فضيلته شرحا اخر مستفيض
حول مسالة
هل العقل في الدماغ أو في القلب ؟

ليبين فضيلته أن القلوب في الصدور والقلوب هي التي يكون بها العقل ويكون بها الفهم ويكون بها التدبير كما قال الله { أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها }.

وقال { فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور } سبحان الله كأن هذه الآية تنزل على حال الناس اليوم بل حال الناس في القديم يعني هل العقل في الدماغ أو العقل في القلب ؟ .

هذه مسألة أشكلت على كثير من النظار الذين ينظرون إلى الأمور نظرة مادية لا يرجعون فيها إلى قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم وإلا فالحقيقة أن الأمر فيها واضح أن العقل في القلب وأن القلب في الصدر { أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها }.

وقال { فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور } ولم يقل القلوب التي في الأدمغة فالأمر فيه واضح جدا أن العقل يكون في القلب ويؤيد هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب" فما بالك بأمر شهد به كتاب الله والله هو الخالق العالم بكل شيء وشهدت به سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.

إن الواجب علينا إزاء ذلك أن نطرح كل قول يخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأن نجعله تحت أقدامنا وأن لا نرفع به رأسا ، إذا القلب هو محل العقل ولا شك ولكن الدماغ محل التصور ثم إذا تصورها وجهزها بعث بها إلى القلب ثم القلب يأمر أو ينهى فكأن الدماغ سكرتير يجهز الأشياء ثم يدفعها إلى القلب ثم القلب يأمر أو ينهى وهذا ليس بغريب { وفي أنفسكم أفلا تبصرون }.

[dexterman]

أختي

كطالبة علم تعرفين و يمكن أن يوجه لك سؤال

يخص كلمة العقل العربي؟

كيف تعرفين العقل العربي؟

هل تعنين بالعقل الفلسفة؟ أم الفلسفة و العلوم معا؟
أم الفلسفة، العلوم و كل ما يخص الأداب و الفنون؟ أم الفلسفة و العلوم و الأداب و الفنون و الثقافات؟

(كل متغير من المتغيرات الا و يزيدها تعقيدا و الواضح من كل هذا، هو أنه كلمة العقل العربي كلمة اختزالية لا تتماشى مع العقل العلمي، المنطقي و الفلسفي)

هل كل المسلمين عرب؟

أم كل العرب مسلمون؟

في حقيقة الأمر يوجد فرق بين العرب كشعب من الشعوب و الحضارة الاسلامية كحضارة و التي تحتضن العرب و غير العرب.

فالكثير من غير العرب، كانو منارة للحضارة الاسلامية.

و اختزال كل شيئ في العقل العربي غير صحيح.

فصلاح الدين الأيوبي ليس عربي، الخوارزمي ليس عربي، ابن سينا ليس عربيا،
الفرابي ليس عربيا و الكثير الكثير.