![]() |
|
قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 46 | ||||
|
![]() السلام عليكم ..
متابع وفي انتظار النهاية .. ![]() وأرجو أن تكون سعيدة وذات مغزى فأنا لا أحب أفلام الرعب ![]() متابع .. ![]()
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 47 | |||||||
|
![]() اقتباس:
![]() اقتباس:
في رأيي أن ذلك الشخص (لوكان موجود ) فلن يشكل نومهما معا اي فرق فكان يستطيع ان يجد هيثم المال مثلا بين كتبه ويجد مصعب المفتاح في بنطاله كما قرأتِ فإن الصوت مقصود لهيثم كان ذلك الشخص المزعوم يستطيع ان يسمعه وحده بعد اقتناص الفرصة المناسبة فكما قال مصعب نؤمن ايضا بالسحر هههه فالفرس قبلت مصعب ورفضت هيثم وادت تقضي على الاول وهذا لاعلاقة له بمكوثهما معا في الغرفة يعني الامر لن يشكل فرقا كبيرا فقط كي لايخافا ليلا ويبدو انهما شجاعان كفايه هههه اقتباس:
الان اضع فصول اخرى باذن الله ![]() اقتباس:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته شكرا على المتابعة ![]() أنا ايضا لا احبها ههه لكن هذه القصة غير ![]() اتمنى ان تعجبكم الفكرة كما اعجبتني . . . |
|||||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 48 | |||
|
![]() كان هيثم يعد وجبة الغداء في ذلك اليوم.. بينما انهمك مصعب في البحث في الحديقة عن أي شيء غريب.. كان متأكدا أنه سمع صوت شيء يُحفر أو يُهال عليه التراب.. لكن ذلك الصوت اختفى بمجرد أن اقترب مصعب من نافذة غرفته المطلة على الحديقة..
كان يفكر مليا.. إن جميع نوافذ البيت ليس فيها ستائر.. كيف تسنى لذلك الشخص أن يعرف أنه اقترب من النافذة وسط الظلام الحالك؟.. هل يحمل منظارا.. هل كان معه جهاز للرؤية بالأشعة تحت الحمراء؟.. ثم استسخف تفكيره لأنه في الريف ولا يمكن أن يوجد جهاز مثل هذا عند شخص يقبع في بيت عمره أربعين سنة.. حين جلس مصعب على مائدة الطعام قال له هيثم: - عمّاذا أسفر بحثك؟ - لا شيء.. - لكنني متأكد أنك ستجد شيئا.. لأن ذلك الشخص لا يصدر صوتا أو حركة إلا إذا أرادنا أن نكتشف شيئا محددا.. كأنما يسير وفق خطة محكمة تماما.. - هو ذلك.. لكنني تعبت ولم أعثر على شيء.. - لعل الصوت لم يكن من الحديقة.. صرخ مصعب: - ما هذا؟؟؟؟ - ماذا؟ - يوجد دم على بنطالي.. من أين أتى؟!!... اقترب هيثم من صديقه قائلا: - هل جُرحتَ؟ - لا .. أبدا... بسرعة خلع مصعب بنطاله وفحصه.. لم تكن ساقه مجروحة.. لكن على أحد ساقي البنطال كانت توجد بقعة دم كبيرة.. شمها وتأكد أنها دم فعلا.. فقال هيثم مندهشا: - ربما أتى من الحديقة!!.. هل اصطدمت بشيء ما؟ خرجا إلى الحديقة.. وبعد دقائق وجد هيثم بقعة دم مماثلة على شجرة الليمون الوحيدة: - انظر.. ربما كانت هي السبب.. وقف مصعب بجانب الشجرة.. كانت البقعة على ارتفاع مناسب ليتلطخ بنطاله بها.. فتعجب وأخذ يفحص المكان ويقول: - لم ألحظ هذه البقعة رغم البحث الطويل الذي بذلته منذ الصباح.. لا يمكن أنني لم ألحظها.. - ربما كانت حديثة قبل أن تدخل البيت مرة أخرى.. - هل تعتقد ذلك؟ كيف لم أحس بوجود أحد؟ لا يمكن أن يضع أحد هذه البقعة الكبيرة على جذع الشجرة من دون أن أنتبه له.. - لكن هل هي من حيوان؟ - لا يوجد أثر كما ترى لأي حيوان.. ولا أثر لدم على الحشائش.. كيف؟.. كيف؟... كانت تساؤلاتهما تتلاحق .. لكنهما في النهاية عادا إلى قاعة الطعام واجمين حائرين.. غير أن هذا الوجوم تحول إلى رعشة وخوف عندما وجدا صحن الشوربة الخاص بهيثم ممتلئا بالدم.. بينما سكبت الشوربة التي كانت في الصحن على الطاولة.. *** |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 49 | |||
|
![]() بعد هذه الحادثة أصبح هيثم ومصعب حذرين في طعامهما.. كان هيثم يطبخ الطعام بينما يبقى مصعب معه في المطبخ حتى ينتهي.. ثم يأكلان معا فور انتهاء الطبخ.. ويتخلصان من بقاياه ولا يعاودان الأكل منه ثانية.. لاحتمال أن يدس ذلك الشخص لهما منوما أو سما في الطعام كما حدث مع الحساء..
واستمرا على هذه الحال أسبوعا.. ولم تحدث خلال ذلك الأسبوع أي أشياء غريبة.. لكنهما كانا متوقعين أي شيء وفي أي لحظة... بعد فترة.. وجد هيثم بقعة من الدم على ملاءة سريره بعد أن عاد من الحمام.. ثم تكرر ذلك مرتين كلما غادر هيثم غرفته.. اضطر مصعب إلى مراقبة غرفة هيثم حين يكون في الحمام أو المطبخ.. لكن لم تسفر تلك المراقبة عن شيء.. فبمجرد عزم مصعب على المراقبة لم تعد بقع الدم تظهر على السرير.. *** |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 50 | |||
|
![]() السلام عليكم
هل من من مزيد ؟؟ اما عن رائيي في التكملة فقد كانت مخييييييييييييييفة حقا حقا حقا شكراااا لك يا نادية ![]() ![]() |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 51 | |||||
|
![]() اقتباس:
*** اقتباس:
جلس مصعب وهيثم صبيحة يوم جميل من أيام سبتمبر في شرفة غرفة الضيوف المطلة على الحديقة في الطابق السفلي.. يتناولان الكعك ويشربان الشاي.. كان مصعب يقول: - أتعلم يا هيثم!.. هناك سؤال هام يحيرني، وكان يجب أن نسأل أنفسنا ذلك السؤال منذ البداية.. لكننا غفلنا عنه غفلة شديدة.. رد هيثم وهو يمضغ قطعة من البسكويت: - وما هو ذلك السؤال؟ - لماذا يقوم غريمنا بكل ما يقوم به؟ - هذا سؤال سهل نعرف جوابه منذ البداية.. بكل تأكيد هو يقوم بذلك كي يترك ساكنو المنزل الإقامة فيه ويرحلون عنه إلى الأبد.. - لكن ذلك غير منطقي.. - غير منطقي؟.. - نعم.. إن من يريد أن يرعب ساكني المنزل عليه أن يقوم بذلك منذ أول ليلة .. لا ان يبدأ بالزهور- المال- الفرس- الشمع.. ثم الدم مؤخرا.. - ماذا تعني؟ - ألا ترى أنها أشياء ليست متجانسة معا؟ وباستثناء الدم فهي غير منفرة أو مرعبة؟ - بلى.. لكن.. ربما كان غرضه المفاجأة وليس التخويف.. و.. ربما كان التسلية كما قلت أنت من قبل.. - إذا كان غرضه التسلية فماذا بعد؟ الموت؟ الجنون؟ هذا يعني أن ذلك الشخص إنسان مريض أو مجنون ليفتعل كل تلك المآسي من أجل التسلية وحسب.. - إنه فعلا أمر محير يا مصعب.. - كما أنه ذكي جدا جدا ليتصرف بكل هذه الحبكة الدرامية المتقنة ويتنقل في المنزل والحديقة والقبو والاسطبل دون أن نكتشف من يكون مدة الأشهر الستة التي أقمنا فيها هنا.. ثم أردف مصعب بعد فترة من الصمت: - إن الشيء الذي أتعجب منه أكثر من غيره هو استعادته للفرس والشمعدان.. وإذا كان قد استعادهما فجأة كما ظهرا فجأة- والفرس بشكل خاص- فأين كان يخبئها؟ حتى القبو ليس فيه أثر لها.. أين يمكن أن يكون قد خبأها!!... - اسمع يا مصعب.. إننا لم نكن نعلم بوجود ذلك القبو لولا أن لفت (هو) انتباهنا إليه، من كان يتوقع ان يوجد ممر للقبو تحت المستودع؟ فلمعت عينا مصعب وقال: - هل تعني أننا لو بحثنا أكثر لربما وجدنا أبوابا ومنافذ أخرى سرية لم نلاحظها من قبل وهو يختبئ فيها؟... هز هيثم رأسه بالإيجاب وهو يقول: - بلا ريب يا صديقي.. إننا كل يوم نكتشف شيئا جديدا في هذا البيت.. - لكن شيء ما آخر يحيرني.. - وما هو؟ - عندما شاهدنا بقعة الدم في الحديقة وعلى البنطال لم نر البقعة مسبقا، كما أن دخول ذلك الشخص إلى قاعة الطعام واستبدال الدم بالحساء لهو أمر محير جدا ينطوي على الجرأة والمجازفة.. كان واثقا فيما يبدو أننا لن نلاحظه ولن نراه.. فكر هيثم ثم قال: - امممم!!... لقد استغل فترة انشغالنا وتشتت ذهنينا في البحث عن سبب بقعة الدم.. كما استغل فترة غيابي في الحمام.. - إنه ذكي بالفعل.. فإن غيابك في الحمام قد استغله ثلاثة أيام متوالية لكن في أوقات مختلفه كل مرة.. - وقد أحس فورا أنك ستراقب غرفتي.. - إن هذا يعني.. أنه يبقى دائما قريبا منا.. يرانا.. ويسمعنا.. فمرت بجسم هيثم رعشة خفيفة فقال: - إنه مخيف فعلا.. فرد مصعب غاضبا: - ولكن كل هذه الأفعال لا يجوز أن تخيفنا أبدا.. إنها أشبه بالأفعال الصبيانية إن لم تتجاوز هذا الحد.. قال هيثم بقلق: - وإذا تجاوزته كما حدث مع غيرنا من الناس؟.. - أتعلم؟ إننا مغفلان من دون شك.. - لماذا تقول هذا الكلام؟.. - لأننا لم نبحث في تفاصيل تلك الحوادث للناس الذي سكنوا البيت قبلنا.. لربما كانت قلوب بعضهم ضعيفة للحد الذي يجعل إنسانا يجن بمجرد حدوث شيء يشبه حادثة ركوبي على ظهر الفرس مثلا أو وجود الدم في طبقك.. فكر هيثم قليلا ثم قال: - معك حق.. ماذا إذا كانت تلك الحوادث أشبه بما يحصل لنا الآن؟ لكن ردود أفعال الناس وأعصابهم تختلف من فرد لآخر كما قلت تماما!!.. ثم أردف هيثم بعد لحظات: - ولكن كيف كان باستطاعتنا معرفة أي شيء عما حدث للناس الذي أقاموا قبلنا؟ إننا آخر الساكنين كما أننا لسنا من أهل القرية لنعاصر تلك المآسي.. ولا تنس أن أهل القرية لم يكونوا على علم بالتفاصيل.. وحين جاؤونا أول إقامتنا ونصحونا.. لم نسمع منهم شيئا ولم نرغب بمعرفة أي تفاصيل.. كنا مغترَين بنفسينا جدا.. ونظن أننا أذكى من شارلوك هولمز ولوبين وأغاثا كريستي.. تنهد مصعب وهو يقول: - الحق معك يا صديقي.. الحق معك.. *** |
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 52 | |||
|
![]() البيت الحزين (6) الفصل السادس استيقظ هيثم صباح أحد الأيام ولم يجد مصعبا.. لكنه وجد رسالة منه يخبره فيها أنه خرج للتبضع وسيكون معه على الإفطار.. عندما عاد مصعب كان يحمل بعض الخبز والجبن والفواكه.. فقال له هيثم: - أهذا ما اشتريت؟ لماذا لم تتركني أنا أذهب بدلا منك؟ إنك تبذر المال فيما لا نحتاج.. من قال لك إننا نريد جبنا؟ لدينا من الكثير.. - لا بأس يا صديقي.. لا بأس.. فقال هيثم غاضبا: - كيف تقول لا بأس؟.. أنت تعلم أننا لم نحصل على عمل بعد.. وكل ما ننفقه هو من مدخراتنا ومن تلك الصرة التي وجدناها هنا... - أعرف .. أعرف.. ثم أردف مصعب وهو يجلس إلى مائدة الإفطار: - إنني لم أخرج أصلا للتبضع.. كنت أريد معرفة أي خبر أو معلومات من أهل القرية عن هذا البيت المخيف.. لكنهم أمطروني بالأسئلة بدلا من ذلك.. فقلت لهم إننا حتى الآن لم نر شيئا ذا بال.. - ربما فعل غيرنا مثلنا ولم يخبروا أحدا.. - وهذا ما استنتجته.. فقال هيثم مستاءً: - هذا يعني أن خروجك كان بلا فائدة.. - أظن ذلك فعلا.. - على كل حال.. أنا لدي ما أخبرك به.. - حقا؟!!.. هل حدث شيء غريب أثناء غيابي؟ - لا لم يحدث شيء أثناء غيابك.. لكنني سمعت صوت عواء ليلة أمس وأنا غارق في النوم.. - ولماذا لم توقظني؟!!.. - في الحقيقة كسلت أن أقوم من السرير لأنني كنت في أشد حالات النعاس.. - لعلك واهم أو حالم!.. - لا.. لقد تكرر مرتين أو ثلاث قبل أن أصم أذني عنه وأتابع النوم.. *** |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 53 | |||
|
![]() في تلك الليلة سهر مصعب ليعرف سر الصوت، وليرَ إن كان سيسمعه ثانية.. ولدهشته.. كان الصوت واضحا قبل أن تدق الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.. وكان يسمع صوت عواء يشبه إلى حد كبير صوت ذئب.. لكن لا يعلم لماذا خُيل إلية أنه صوت إنسان يحاكي صوت الذئب.. ثم أرهف السمع أكثر.. فسمع نفس الصوت الذي سمعه منذ أسابيع مضت عندما قال لهيثم إنه خيل إليه أن شخصا ما يحفر في الحديقة أو يهيل التراب.. خرج من غرفته على أطراف أصابعه وطرق بأظافره على باب هيثم، فخرج هذا على الفور وكأنه كان واقفا خلف الباب مباشرة، وقال: - هل سمعت ما سمعت؟ فرد مصعب هامسا: - نعم.. نعم.. إنه صادر من الحديقة هيا بنا بهدوء.. - الن تأخذ معك المصباح؟ - لا حاجة لذلك.. القمر بازغ هذه الليلة.. استمر صوت العواء منبعثا من الخارج، غير أنه انقطع فجأة بمجرد أن وطئت أقدام الصديقين تراب الحديقة، فقال هيثم: - يخيل إلي أنني رأيت شيئا أبيض اللون يتحرك بجانب شجرة الليمون.. لم تكن في الحديقة غير شجرة واحدة هي شجرة الليمون.. بينما جميع الشجيرات والزهور لا يمكن الاختباء وراءها.. فأسرع الاثنان إلى الشجرة، رأيا مجرفا ملوثا بتراب الحديقة الندي، فقال مصعب: - أرأيت!! هناك من يحفر تحت الشجرة كما سمعت منذ ليالٍ.. أخذ هيثم المجرف وبدأ يحفر تحت الشجرة، ولدهشته لم يجد مشقة في إيجاد صندوق خشبي صغير الحجم وعليه قفل.. تعجب الاثنان.. وهمّ هيثم بكسر الصندوق ليرى ما فيه.. غير أن مصعبا استوقفه وهو يقول: - على رسلك!!.. أظن أن المفتاح الذي فتح قفل الاسطبل والقفص الحديدي في القبو يمكنه فتح هذا أيضا.. هيا لندخل ولنر ما فيه على ضوء المصابيح في المنزل.. دخل الاثنان وأخرج مصعب المفتاح من جيبه وأضاء هيثم أنوار غرفة المعيشة، ومن دون مشقة فتح القفل فورا بمفتاح مصعب، وكان في الصندوق الخشبي كيس أسود من المخمل الجميل، وداخل الكيس وجد الاثنان عقدا رقيقا جدا من الماس، أخذ يبرق أمام أعينهما بجمال أخاذ.. فقال مصعب: - أظنه من الماس يا هيثم إن كنت أفهم في المجوهرات.. - إنه عقد جميل.. لكنه صغير وكأنما هو لطفلة.. فأخذ مصعب يفكر قليلا ثم قال: - ربما كان لأحد سكان هذا المنزل القدامى!!.. لابنة عبد الله نعمان مثلا؟!!.. - وهل تظن أن أحدا من أفراد تلك الأسرة ما يزال مختبئا في المنزل وهو الذي كان يحفر في الحديقة بحثا عنه؟.. - ما أظنه يا صديقي أنه دفن الصندوق.. ولم يحفر ليبحث عنه.. وما صوت العواء إلا صوت إنسان يقلد صوت الذئب بلا شك، كي يجعلنا نخرج إلى الحديقة ونحفر من غير جهد لنجد الصندوق.. - ولماذا يريدنا أن نجده؟.. - لست أدري يا هيثم.. صدقا لست أدري.. *** |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 54 | |||||
|
![]() اقتباس:
قال هيثم وهو يحمل صينية الشاي إلى الشرفة في عصر اليوم التالي: - إلى متى ستظل تقلب هذا العقد في يديك يا مصعب؟.. هلا أرحت نفسك من التفكير قليلا وشربت قدحا من الشاي!.. تنفس مصعب بعمق وقال باسما: - اتعلم أنني أحببت البقاء هنا يا هيثم!.. فضحك هيثم وقال: - ربما لو سمعك ذلك الشخص لزمجر غيظا.. إنه يريد أن نكره المنزل لا أن نحبه.. - أنا لا أحبه لذاته.. إنما يوجد لدينا ما يقتل الملل يا صديقي بسبب هذه الألغاز.. - ألم تجد لنا أو لأحدنا عملا حتى الآن في القرية؟ - لقد تعبت من هذا الموضوع يا هيثم.. الناس هنا بسطاء جدا.. وأعمالهم تقتصر على الزراعة والرعي والصيد والتجارة البسيطة جدا وتلك الحرف اليدوية التي لا يتقنها واحد منا.. قال هيثم وهو يناول القدح لمصعب: - معك حق.. من يحتاجنا في هذا الريف؟.. إن.. قبل أن يكمل هيثم جملته سمع الاثنان كسر طبق في المطبخ.. فأسرعا راكضين إلى هناك.. ولشد ما عجبا أن كل شيء في المطبخ كما هو.. فقال مصعب: - ربما كان مصدر الصوت مكان آخر.. ركضا معا إلى غرفة الطعام.. وفعلا وجدا زهرية زجاجية محطمة على الأرض.. وبجانب الزهرية المكسورة ورقة صفراء صغيرة.. لكن لم يكن في الورقة شيء.. التقطها هيثم وقلبها بين يديه وهو يقول: - ما معنى هذا؟!! لا يوجد شيء مكتوب على الورقة.. وليس لدينا هذا النوع من الورق كي أظن أنه وقع من أحدنا ، كما لن يكون الورق هو المتسبب في هذه الضجة.. من الذي يكسر الزهرية ليرغمنا على رؤية الورقة؟.. - واضح أنه كسر الزهرية ووضعها بجانبها كيلا نرى الورقة فنعتقد أنها بلا أهمية فنرميها.. - إنها طريقة فظة.. وفي رابعة النهار؟!! وضع مصعب كفه على ذقنه وصمت مفكرا.. ثم قال فجأة: - هذه ورقة كتبت بحبر سري من غير شك.. فقال هيثم: - هل تعني أننا سنرى ما كتب عليها إذا قربنا منها شمعة؟ لم يجب مصعب، ولكنه ركض إلى المطبخ وأحضر شمعة وأشعلها، ولشدة عجبهما أن حروفا بدأت تظهر حتى تشكلت جملة: "هل تحبني؟ إذن ألبسني عقدي الصغير".. فقال هيثم: - إذن الورقة لها علاقة بالعقد.. ثم.. أكاد أشم رائحة عطر تنبعث من الورقة.. قرب مصعب الورقة من أنفه واستنشق ملء رئتيه ثم قال: - لا أشمّ شيئا.. - لكن ما معنى كل هذا؟ هل هذا يعني أن العقد لفتاة تريد الزواج ؟ إنه يبدو لي كأنما يخص طفلة صغيرة... - .... - لكن ربما كانت الطفلة تلك قد خطبت منذ الصغر لفتى من العائلة.. ثم ماتت.. أو مات قبل أن يكبرا ويتزوجا.. ما رأيك في هذا التفسير.. - الحق أنني في حيرة كبيرة.. كما أن تفسيرك يبدو ملتويا عن الواقع.. على كل حال.. احتفظ أنت بالورقة والعقد حتى نرى السر المخبوء خلفهما.. *** |
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 55 | |||
|
![]() البيت الحزين (7) الفصل السابع أحس مصعب بانزعاج أثناء نومه، فاستيقظ في الخامسة صباحا، ونهض من فراشه وأراد أن يأخذ حماما طويلا دافئا.. لكن.. بعد أن عاد إلى غرفته كانت قد بقيت عشر دقائق لتكتمل الساعة السادسة.. أخذ يجفف شعره بالمنشفة ببطء حينما وقعت عيناه على سريره فجأة.. فرأى هيثما ينام في سريره ويغطي نفسه حتى لا يظهر منه شيءبلحاف اسود لم يعلم مصعب من اين جاء به صديقه.. مط مصعب شفتيه وقال: - يالها من مزحة ثقيلة سمجة يا هيثم.. لم نعد صغارا على هذه الحركات الصبيانية.. لكنه لم يتلقَ جوابا.. فقال: - بدلا من استلقائك هنا كالصبيان قم بإعداد الإفطار والقهوة الساخنة ما دمت قد صحوت مبكرا.. وإنها لفرصة أن نتناولها في الشرفة في هذا الجو البديع اللطيف.. هيا.. هيا.. قم بسرعة.. قال هذا وهو ينزع اللحاف بعنف.. لكنه تجمد مكانه.. لم يكن النائم هو صديقه هيثم.. لقد كانت فتاة تلبس ملابسسوداء فضفاضة وتغط في نوم عميق.. توقف فترة يشعر بالفزع.. فرك عينيه غير مصدق.. كان ما يراه حقيقة فعلا.. كان كل شيء حوله صامتا ساكنا.. لم يكن يسمع غير صوت تنفسها المنتظم.. و.. دقات قلبه المرتعب.. فر من غرفته إلى الخارج.. وبقي لحظات يلتقط أنفاسه.. ثم استدار إلى غرفته لينظر.. كانت ما تزال هناك نائمة.. إنها ليست خيالا بلاريب.. تذكر في تلك اللحظة هيثما.. هب إلى غرفة صديقه بسرعة البرق.. نزع لحافه وصرخ.. - هيثم.. أسرع تعال معي.. وجره من ذراعه بقوة وهيثم يقول متذمرا: - مالك؟.. ماذا حدث؟... انتظر لأغسل وجهي على الأقل.. مصعب... مالك؟!!... لكنه توقف عن الكلام حين وصل إلى حيث كانت تنام الفتاة.. كان صوت تنفسها فقط ما يسمعان.. كانا من المفاجأة والحيرة قد توقف كلاهما عن التنفس.. *** |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 56 | |||
|
![]() كان الصديقان قد استبدلا ملابسهما وجلسا في غرفة المعيشة حائرين.. لم يقل مصعب غير جملة واحدة:
- ذهبت لأستحم، ثم عدت فوجدتها نائمة في فراشي.. إنهما يعلمان أن أسرار هذا البيت ومفاجآته لا يمكن توقعها.. لكن لم يخطر ببالهما مفاجأة كهذه أبداً.. قال هيثم: - هل تظن أنها استيقظت الآن؟ - لست أدري.. هل نذهب؟ - لا أدري... هل.. هل نوقظها؟.. فهب مصعب واقفا وهو يقول: - نعم.. يجب أن نوقظها ونفهم من تكون ولماذا جاءت هنا؟ لا بد أن لديها جوابا لكل سؤال في هذا البيت الغريب.. ثم أسرعا صاعدين إلى غرفة مصعب.. عندما دخلا كانت الفتاة غيّرت وضعية نومها.. من الواضح أنها على وشك الاستيقاظ.. فتحت عينيها بهدوء مرعب فخفق قلباهما.. نظرتْ إليهما بهدوء وكأنها تعرفهما منذ مدة.. لكنها لم تقل شيئا.. سألها مصعب قائلا: - من أنت؟ فابتسمت ونزلت من السرير ببطء شديد سألها مصعب مرة أخرى بقلق: - من أنت؟ ولماذا نمتِ هنا؟ عندما وقفت بدت انها أكبر منهما سنا لكن ذلك لم يؤثر في جمالها.. كانت تنقل عينيها بين وجهيهما ببرود شديد.. ثم قالت وهي تبتسم: - من أنتما؟؟! هذا منزلي.. صمت الشابان برهة.. كانا يتوقعان أي جواب إلا هذا.. أخذ كل منهما ينظر إلى الآخر محتارا.. ثم قال هيثم: - ماذا تعنين بأن هذا منزلك؟ ونحن لم نرك ألا اليوم؟ ولكنها لم تجب بل فتحت خزانة ملابس مصعب، ولشدة دهشته.. أخرجت من بين ملابسه فستانا اسود وقالت وهي تستدير إليهما با بتسامة: - هل تسمحان أن أغير ملابسي أوّلاََ؟ أسرعا مرتبكين إلى الخروج وأقفلا الباب وراءهما.. ومصعب يقول: - متى جاءت هذه الملابس إلى خزانتي؟ عندما أخذت ملابسي هذا الصباح وهي كانت نائمة في السرير لم أر تلك الملابس أبدا..!!!! ثم أردف قائلا: - لكن دعك من كل هذا !.. كيف تقول إن هذا منزلها؟ ومتى جاءت ومن أين؟ أكاد أصاب بالجنون فعلا.. عقد مصعب كفيه تحت ذقنه وصمت.. بعد لحظات.. نزلت الفتاة تلبس فستانها الاسود الطويل.. وجلست في غرفة المعيشة، وأخذت تبتسم في صمت محير قال مصعب بهدوء: - ألن تخبرينا الآن من أنت؟ فقالت بابتسامتها المعتادة: - أنا من يسأل.. لأن هذا منزلي أنا منذ أربعين سنة.. - ماذا قلتِ؟!!.. ثم التفت إلى هيثم محتارا فقال هذا: - هل تعنين أنك ولدت هنا؟ كما أرى أنتِ أصغر من أربعين سنة!... إذن لماذا لم تظهري إلا الآن؟ نحن استأجرنا هذا المنزل من وريث المالك الأصلي منذ ستة أشهر.. أين كنتِ كل هذه المدة؟ فضحكت ثم قالت: - هل تريد أن أجيب على كل هذه الأسئلة؟ ههه أوه!! كم هذا ممل ومتعب!!... ثم نهضت وهي تقول: - ياه!!. كم أنا جائعة!!.. ثم ذهبت إلى المطبخ.. التفت مصعب إلى هيثم وهو يقول: - إما أننا مجانين، أو أن هذه الفتاة كاذبة بارعة في الخداع.. - إنني متعجب فعلا. أقصد... إنها لم تبدُ خائفة منا عندما استيقظتْ..كأنها تعرفنا منذ زمن.. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 57 | |||
|
![]() - معك حق يا هيثم.. إنها لم تكن خائفة، لأنها أصلا تسللت إلى السرير خلسة حين كنت أستحم.. وتصنعتْ أنها نائمة بلاريب.. لابد أنها كانت تستمتع بدهشتنا حين راينا مفاجأة البيت الحزين الجديدة.. ثم صمت قليلا وعاد يقول: - ربما كانت تخبئ ملابسها أيضا تحت السرير.. لأنني حين أخذت ملابسي من الخزانة لم أجد لملابسها أثرا آنذاك.. هذا يعني أننا حين خرجنا من غرفتي قامت هي ثم وضعت ملابسها في الخزانة وتابعت تصنّع النوم.. ما رأيك؟ قال هيثم محتارا: - لا أدري صدقا.. أنا اليوم لا أكاد أفهم شيئا حولي.. ثم نهض الشابان حين سمعاها تناديهما باسميهما إلى غرفة الطعام، فقال هيثم: - هل قلت لها أسمينا؟ - لا .. أبداً.. لا تستبعد أنها تتنصّت علينا يا صديقي.. وعندما دخلا قاعة الطعام، استغربا أنها أعدت كل هذه الأطباق في زمن الدقائق الخمس التي كانا يتحدثان فيها.. فقال هيثم: - كيف أمكنك إعداد كل هذا بهذه السرعة؟!!.. فضحكت وأجاببته بسؤال اخر: - ألن تشاركاني؟.. أنا أحب ان أكون صديقتكما... فجلس الصديقان يأكلان الفطور بصمت.. وربما كانا يأكلان بأدب أكثر من أي مرة في حياتهما... *** |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 58 | |||
|
![]() قال مصعب لهيثم وهو يدخل غرفته:
- لا بأس.. اسمح لي أن أنام معك.. قال هيثم متلعثما: - آ.. نعم.. معك حق.. لقد احتلتْ غرفتك. - صحيح.. عموما.. سآخذ مكانا آخر .. سأنام معك الليلة فقط حتى أجهز لنفسي سريرا ومكانا ملائمين.. الليلة أستطيع النوم على الأرض.. - لا لا .. سريري كبير كما ترى .. وضحك كأنما هو على مصعب فقال هذا: - جيد.. إن مزاجك عال كما أرى.. ترى هل السر هو تلك الفتاة؟ - آ..!!.. ماذا؟!!.. أه تعني سحر.. فرد مصعب وهو يستلقي بجوار صاحبه: - ألا ترى أن كل ما نعرفه عنها هو أن اسمها "سحر"، وأن والديها توفيا، وأن صاحب المنزل هو الوصي عليها.. - صحيح.. معك حق.. فقال مصعب مغمض العينين: - إنها تقريبا في الثامنة والعشرين.. إنها ليست صغيرة ليكون عليها وصي كما تعلم.. انها اكبر حتى... هذه الفتاة كاذبة من دون شك.. - إممم.. يخيل إلي أنها أصغر من الثامنة والعشرين.. وفي الحقيقة لدي شعور ما بأنها لا تكذب.. - ماذا؟... قال مصعب هذا وهو يلتفت إلى صديقه: - لا تنخدع بها يا هيثم، أين كانت طوال هذه السنوات حتى تخرج فجأة وتجد رجلين في بيتها من دون أن تتفاجأ .. - لا تكن فظا يا مصعب!!... إنها ستخبرنا بكل شيء من غير شك.. إن الأمر يحتاج إلى وقت وهي خجولة كما يبدو لي رد مصعب بلهجة ساخرة: - نعم هي خجولة.. سبحان الله!!.. ثم التفت إلى الجهة المقابلة وقال: - تصبح على خير.. *** |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 59 | |||
|
![]() ![]() البيت الحزين (8) الفصل الثامن لم يستطع النوم أن يجد إلى عيني مصعب سبيلا، فقد أخذ يفكر بكل ما مر به ذلك اليوم، كيف وجد الفتاة نائمة،وفي ذلك الزمن الخرافي الذي استطاعت أن تعد فيه وجبتي الافطار والعشاء، وفي الوقت الذي استغرقه هيثم لإعداد وجبة الغداء لهم في نفس هذا اليوم.. كما أنه استرجع كل كلماتها وقصتها التي روتها لهما أكثر من مرة والتي لم يفهم منها شيئا غير أنها يتيمة وأن صاحب المنزل وصي عليها وأنها كانت في سفر ثم عادت إلى غرفتها متعبة- غرفته هو-تهاوت على السرير لتغط في نوم عميق من دون أن تشعر.. كان كل كلامها غير منطقي ولا يدخل العقل البتة، لكن ما يثير عجبه أكثر من أي شيء هو تصديق هيثم لها رغم ذلك.. ترى؟.. هل هيثم أعمى وأبله لهذا الحد؟!!.. ولشد ما أثار انتباهه رد فعلها في كثير من المواقف التي كان الأولى بها أن تخاف أو تندهش أو حتى ترتبك، لكنها كانت هادئة دائما.. كانت هادئة عندما وجدتهما ببيتها المزعوم، كما كانت هادئة عندما قال لها هيثم: - أهذا العقد لك؟.. وأجابت ببرود : -أوه! نعم لقد كان لي يوما.. والغريب أنه عندما أعطاها الوقة الصفراء التي كتب عليها بالحبر السري، لمعت عيناها ثم قالت: - لم أفهم شيئا من هذه الورقة.. كان مصعب مشتت الذهن لدرجة الصداع، وأثناء تفكيره بكل ذلك التفت إلى هيثم الذي كان يتقلب كثيرا بجواره على السرير فقال له هذا: - الم تنم أنت ايضا يا مصعب؟.. - لا.. لا أستطيع أن أنام بسبب الصداع.. - أنا أيضا لا أستطيع.. - هل تشكو من الصداع أنت أيضا؟ - أنا.. نعم .. قليلا.. ثم سادت فترة من الصمت، فقال مصعب وهو ينظر إلى السقف: - هل تلاحظ شيئا؟.. - ماذا؟!!.. - الليلة هادئة جدا.. حتى زجاج النافذة لا يصرصر.. لا أصوات... لا طرق على الأبواب.. لا عواء.. لا صوت للحفر في الحديقة.. فأخذ هيثم نفسا عميقا وقال باسما: - نعم.. قلما حظينا بليلة هادئة كالليلة.. - لا يا صديقي.. إننا مذ أقمنا في هذا المنزل لم نـحظَ (أبدا) بليلة هادئة.. - ربما.. - بل بالتأكيد.. فالتفت هيثم لصديقه وهمس: - ماذا تعني؟.. - أعنني أننا لن نسمع إلا الهدوء من اليوم فصاعدا.. - ولمَ؟!!. - لأنه لم يعد أحد يريد أن يزعجنا أو يلفت انتباهنا.. - هل تقصد أن سحر هي السبب؟.. - لا.. أنا لا أقصد شيئا.. أنا أفكر وحسب.. بدا هيثم منزعجا من تفكير صاحبه، لكنه لم يتكلم.. **** |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 60 | |||
|
![]()
أفاق مصعب متأخرا في اليوم التالي، لا يتذكر كيف نام ومتى، كان غارقا في التفكير مشوش الذهن، لم يكن هيثم بجواره. عندما نزل إلى غرفة الجلوس لم يجد أحداً، لكنه سمع ضحك هيثم في الشرفة السفلية التي كان الصديقان يحبان تناول شاي العصر عندها.. كان هيثم يثرثر بانبساط ومرح كبيرين، بينما سحر تستمع إليه مبتسمة وعندما لمحت مصعبا ابتسمت قائلة: - صباح الخير.. كيف كانت ليلتك؟ فأجابها ببرود: - لا بأس.. فقال هيثم: - هل أحضر لك شيئا لتأكل؟ - هل تناولتما الإفطار قبلي.. - آ.. نعم.. كانت سحر جائعة ولذا..فـ فقاطعه مصعب : - أنا سأعد لنفسي شيئا لا تشغل بالك.. قال هذا وغادر.. كان لا يزال مشغول الفكر، لا يتوقف عن التفكير فيمن تكون هذه الفتاة وماذا عساها تريد.. إنها حتى لم تقل لهما أن يتركا المنزل ويستأجرا غيره بما أنه ملكها وهما شابان لا يصح أن يقيما معها تحت سقف واحد.. ترى!.. ألا تفكر فيما قد يقوله عنها أهل القرية؟ وهل يعرفونها؟ نعم.. لابد أن يسأل أهل القرية اليوم ليعرف.. سيتعذر بشراء شيء ويخرج ليسأل كل من يقابله.. خُيل إليه أنه سيعرف شيئا جديدا لو سأل الناس هنا، من يدري لعل أحدا رآها، لكن كيف؟ ألم يقل اهل القرية لهم سابقا أن هذا البيت مشؤوم وأن كل من يسكنه كان يموت أو يحدث له شيء مخيف أو مصيبة ما؟!!! لو كانوا يعرفون عنها شيئا لمَ لمْ يخبروهما إذن؟!! لابد أنهم هم مثله يجهلون تماما من عساها تكون تلك الفتاة اللعوب الغامضة.. فيما هو يفكر فتح أحد الأدراج في المطبخ ليأخذ ملعقة، لاحظ في الدرج مظروفا صغيرا احمر اللون، فتحه فإذا فيه مفتاح صغير جدا كأنما هو لحصالة أطفال، فكر قليلا ثم وضعه مرة أخرى في المظروف وأغلق الدرج وكأنه لم يلاحظ شيئا.. لم تكن لدى مصعب خطة معينة، ولم يكن يعرف لماذا تصرف على هذا النحو، لكن في قرارة نفسه أحس أن هناك من يحاول أن يـسـيّـره إلى تصرف ما، إلى خط سير محدد، أبى بغريزته أن ينقاد إلى هذا الخط الذي رسمه شخص آخر، هذا الشخص من غير شك هو سحر.. عندما عاد إلى حيث يجلس صديقه مع الفتاة تعمد ألا ينظر إليها، كان يريد مراقبة رد فعلها، ربما تتساءل الآن إذا كان قد لاحظ الظرف الأحمر في الدرج أم لا، كما تعمد أن يقلب السكر في كوب قهوته مرارا بالملعقة لتعرف أنه فتح الدرج.. لكن كل ما لاحظه ان الفتاة كانت باسمة وتتحدث إلى هيثم بمرح.. "يا إلهي!!" قال مصعب في نفسه.. "إما أن تكون الفتاة بريئة من قصة المفتاح، أو تكون خبيثة جدا على نـحو مخيف".. |
|||
![]() |
![]() |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc