ثلاث صفات من أثبتها فهو من أهل السنة، ومن نفاها فهو من أهل البدعة - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد > أرشيف قسم العقيدة و التوحيد

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

ثلاث صفات من أثبتها فهو من أهل السنة، ومن نفاها فهو من أهل البدعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-09-13, 17:10   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
حازم312
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

مروا بنا رجاءا الى الصفة الثانية صفة الكلام و ماهو الاختلاف فيها.وماهو اوجه الاشكال ......ليتبين لكل منا معتقده و اي التصورات اشد اقناعا له....
بعيدا على الاتهامات و التنفير بالمسميات المخيفة و التلويح بها كهذا اشعري و هذا معطل و هذا جهمي و هذا مجسم الخ .....خاصة و ان العقيدة في كل منا متداخلة و متشابكة .....
-------------------------------









 


قديم 2010-09-13, 17:17   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
هشام البرايجي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية هشام البرايجي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dionysos93 مشاهدة المشاركة
فهنيئا لك الذكاء و الفطنة و الإنصاف....و التجسيم
فهنيئا لك ال ..............................…والكذب على شيخ الاسلام رحمه الله



قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
(( عُمَّار مَسـاجد الله لا يَخشون إلا الله، وعمـار مساجد الْمَقَابِر يخشون غيـر الله! ويَرْجُون غيـر الله! حتى إن طائفة من أصـحاب الكبائر الذين لا يَتَحَاشَون فـيما يفعلونه من القبائح كان إذا رأى قُـبَّـة الميت أو الهـلال الذي على رأس الـقُـبَّة خَشِي مِن فعل الفواحـش! ويقول أحدهم لصاحـبه: ويحك هذا هلال الـقُـبَّة! فَيَخْشَون الْمَدْفُون تَحـْت الْهِلال ولا يَخْشَون الـذي خَلَق السماوات والأرض وجَعـل أهِلّة السماء مواقيت للناس والحـج ))..[ الرد على البكري2 / 563]..!!









قديم 2010-09-13, 17:24   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
01 algeroi
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

لاحظت بأنّ المخالف قد بتر نقله عن ابن كثير رحمه الله وأسقط عبارة تشكلّ فارقا كبيرا في المعنى بين ما قاله ابن كثير وما حاول المخالف إيهام القاريء بأنّه يقوله وهذه العبارة هي ( على ما هو منسوب إلى ابن حنبل ) إذن عبارة ابن كثير هي ( ( وفيها استدعي تقي الدين أحمد بن تيمية من دمشق إلى مصر ، وعقد له مجلس ، وأمسك وأودع الاعتقال ، بسبب عقيدته ، فإنه كان يقول بالتجسيم على ما هو منسوب إلى ابن حنبل )

وأترك للقاريء الكريم الحكم على الفرق بين العبارتين بكلّ موضوعية

هذه ملاحظة إلاّ أنّي أحبّ دلالة القاريء على هذا الجواب للجنة الفتوى بموقع مشكاة ومع أنّ ناقل السؤال قد نقل الشبهة بكلّ أمانة عن موقع من مواقع الاحباش لم يحسن فيه صاحبه قراءة قول ابن كثير فقد أردت نقل السؤال والجواب كما وجدته فلتتفضّلوه مشكورين


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الجليل
جزاكم الله عنا خيرا وبارك فيكم
ما صحة هذا الموضوع
موضوع ابن تيميه وفتاواه

المتعلقه بتجسيم الخالق

ابن تيميه يقول بتجسيم رب العالمين اي له رجلين ويدين وهو مثل خلقه (حاش الله)

وكذالك يقول راى رب العالمين في المنام ولا اريد ان اقص المنام لأبن تيميه
قال أبو الفداء (ت732هـ) في تاريخه المختصر في أخبار البشر ج2/392 (حوادث سنة 705هـ) :

(وفيها) استُدْعيَ تقي الدين أحمد بن تيمية من دمشق إلى مصر ، وعُقدَ له مجلس ، وأُمسِكَ وأُودعَ الاعتقال ، بسـبـب عـقـيــدتــه ، فإنه كــان يقـــول بالتجسيـــــــمعلى ما هو منســوب إلى ابن حنبــل. انتهى بعين لفظه.


أبو الفداء معاصر لابن تيمية

ابن تيمية (ت728هـ)
أبو الفداء (ت732هـ)

أقول : لاحظ كلمة أبي الفداء : ... فإنه كان يقول بالتجسيم.

يعني جزم لا احتمال أو نسبة.

ثم لاحظ قوله بعدها : ... على ما هو منسوب إلى ابن حنبل.

فالتجسيم جزم به بخصوص ابن تيمية.

أما نسبة هذا التجسيم لأحمد بن حنبل فأخبر أنه كان منسوباً إليه.

وقصد أبي الفداء - والله أعلم - أن هذا التجسيم الذي يقول به ابن تيمية ومن لف لفّه ينسبه هؤلاء الذين يقولون به إلى الإمام أحمد بن حنبل.
هذا الموضوع موجود بموقع لاهل السنة افيدونا بارك الله فيكم
للضرورة القصوى ويعلم الله ربى ان الامر جد خطير جدا
اسأل الله ان يجعله بميزان حسناتكم وحجة لكم يوم القيامة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك .

هذا كذب على شيخ الإسلام ابن تيمية ، وهو باطل مِن وُجوه :

الوجه الأول : أن كُتُب شيخ الإسلام ابن تيمية شاهِدة على تقريره لِعقيدة السلف ، وما عليه الأئمة الأربعة ؛ مِن إثبات ما أثبته الله لنفسه مِن غير تحريف ولا تأويل ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف .
ومِن كُتُب شيخ الإسلام ابن تيمية في تقرير عقيدة السلف : العقيدة الواسطية ، والعقيدة التدمرية ، والفتوى الحموية الكبرى ، والعقيدة الأصفهانية .

ولَمّا سُئل ابن تيمية عن قوله في الاستواء ، ما قوله في آيات الصفات ؟

قال : قولنا فيها ما قاله الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ؛ وما قاله أئمة الهدى بعد هؤلاء الذين أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم ، وهذا هو الواجب على جميع الخلق في هذا الباب وغيره . اهـ .

وكلّ مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية شاهدة بذلك ، ليس فيها حرف مما نُسب إليه ظلما وزورا .

والعقيدة الواسطية قرر فيها شيخ الإسلام ابن تيمية عقدية السلف فيما يتعلّق بالأسماء والصفات .

ولا يُعرَف ذلك القول عن شيخ الإسلام ابن تيمية ، ولا هو موجود أصلا في كُتُبه ، ولا كُتُب تلاميذه .

وامتُحِن شيخ الإسلام ابن تيمية بسبب هذه العقيدة التي قررها على خلاف ما كان عليه كثير من علماء عصره ، مِن تأويل الصفات !

وهذا ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية ، فإنه قال في : فَكَانَ مِمَّا اعْتَرَضَ عَلَيَّ بَعْضُهُمْ - لِمَا ذَكَرَ فِي أَوَّلِهَا وَمِنْ الإِيمَانِ بِاَللَّهِ : الإِيمَانُ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ وَوَصَفَهُ بِهِ رَسُولُهُ مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ وَلا تَعْطِيلٍ وَلا تَكْيِيفٍ وَلا تَمْثِيلٍ فَقَالَ : - مَا الْمُرَادُ بِالتَّحْرِيفِ وَالتَّعْطِيلِ ؟! ... ( مجموع الفتاوى ) .

الوجه الثاني : أن أبا الفداء لم يذكر مُستنده ولا سَنَده إلى تلك الحكاية !
فقد قال في حوادث سنة 705 هـ : (وفيها استدعي تقي الدين أحمد بن تيمية ... )
وهي تُشبه ما يُحكى عن ابن بطوطة ! مِن أنه رأى شيخ الإسلام ابن تيمية ، وحَكى عنه حكاية تُشبه هذه الحكاية !
والحقّ أن ابن بطوطة لم يلتق شيخ الإسلام ابن تيمية ، ولا رآه
وذلك لأن شيخ الإسلام ابن تيمية كان مسجونا بقلعة دمشق وقت دخول ابن بطوطة دمشق !!

قال ابن كثير : قال البرزالي : وفي يوم الاثنين عند العصر سادس عشر شعبان اعتقل الشيخ الإمام العالم العلامة تقي الدين بن تيمية بقلعة دمشق .
ثم ذَكَر سبب سجنه ، فقال : وهذه الواقعة سببها فتيا وجدت بخطه في السفر وإعْمال الْمُطِيّ إلى زيارة قبور الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، وقبور الصالحين . اهـ .

وهذا يؤكِّد أن سبب سجنه ليس ما ذَكَره أبو الفداء ، ولا ما ادّعاه ابن بطوطة !

وسبب آخر لِسجنه بمصر ؛ وهو أنه كُذِب عليه ، كما ذَكَر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في " مجموع الفتاوى " ، وذَكَرَه ابن كثير في " البداية والنهاية " ، وقد نُوقِش بِما في العقيدة الواسطية ، وغَلَب خصومه ، كما سيأتي ذِكْره .

الوجه الثالث : أن أقرب الناس إلى ابن تيمية هم طلاّبه ، وهم الذين أخذوا العِلْم عنه ، وكانوا أقرب الناس إليه ، وأعرف الناس بِمقالاته وعقيدته .
ومِن تلاميذه : الحافظ ابن كثير والحافظ ابن رجب والإمام ابن القيم والإمام الذهبي .

وأكثر من روى الحوادث والوقائع التي مرّ بها شيخ الإسلام ابن تيمية هو ابن كثير .
وابن كثير شافعي المذهب ، وكان يُجِلّ شيخ الإسلام ابن تيمية ويعرف له مكانته وسَعة عِلمه .

قال ابن كثير عن شيخه ابن تيمية : وأشياخنا الذين أدركناهم : جهبذ الوقت شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية .
وقال :
وفي يوم الأربعاء سابع عشر شعبان دَرَّس الشيخ الإمام العلامة شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية الحراني بالمدرسة الحنبلية .

وذَكَر ابن كثير ما حصل لشيخ الإسلام ابن تيمية من ابتلاء وامتحان بسبب عقيدته ، ومَا نَالَه مِن خصومه الذين حسدوه ! وهذا أيضا ذَكَره ابن تيمية ، كما في " مجموع الفتاوى " .
قال ابن كثير :
أول المجالس الثلاثة لشيخ الإسلام ابن تيمية :
وفي يوم الاثنين ثامن رجب حضر القضاة والعلماء وفيهم الشيخ تقي الدين بن تيمية عند نائب السلطنة بالقصر ، وقرئت عقيدة الشيخ تقي الدين الواسطية ، وحصل بحث في أماكن منها ، وأُخِّرت مواضع إلى المجلس الثاني ، فاجتمعوا يوم الجمعة بعد الصلاة ثاني عشر الشهر المذكور وحضر الشيخ صفي الدين الهندي ، وتكلّم مع الشيخ تقي الدين كلاما كثيرا ، ولكن سَاقِيَته لاطَمَتْ بَحْرًا، ثم اصطلحوا على أن يكون الشيخ كمال الدين بن الزملكاني هو الذي يُحَاقِقه من غير مُسامحة ، فتناظرا في ذلك ، وشكر الناس من فضائل الشيخ كمال الدين بن الزملكاني وجَوْدة ذهنه ، وحُسن بحثه حيث قاوم ابن تيمية في البحث ، وتكلّم معه ، ثم انفصل الحال على قبول العقيدة ، وعاد الشيخ إلى مَنْزِله مُعَظَّمًا مُكَرَّمًا ، وبلغني أن العامة حَمَلُوا له الشمع من باب النصر إلى القصاعين على جاري عادتهم في أمثال هذه الأشياء ، وكان الحامل على هذه الاجتماعات كتاب وَرَد مِن السلطان في ذلك ، كان الباعث على إرساله قاضي المالكية ابن مخلوف ، والشيخ نصر المنبجي شيخ الجاشنكير وغيرهما من أعدائه ، وذلك أن الشيخ تقي الدين بن تيمية كان يتكلم في المنجبي ويَنسبه إلى اعتقاد ابن عربي ! وكان للشيخ تقي الدين من الفقهاء جماعة يَحسدونه لتقدّمه عند الدولة ، وانفراده بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وطاعة الناس له ، ومحبتهم له ، وكثرة أتْبَاعه ، وقيامه في الحق ، وعِلْمه وعَمَله ، ثم وقع بدمشق خبط كثير وتشويش بسبب غيبة نائب السلطنة ، وطلب القاضي جماعة مِن أصحاب الشيخ وعزَّر بعضهم ، ثم اتفق أن الشيخ جمال الدين المزي الحافظ قرأ فَصْلا بالردّ على الجهمية مِن كتاب أفعال العباد للبخاري تحت قُبة النسر بعد قراءة ميعاد البخاري بسبب الاستسقاء ، فغضب بعض الفقهاء الحاضرين وشَكَاه إلى قاضي الشافعي ابن صصرى ، وكان عدو الشيخ فَسُجِن المزِّي ، فبلغ الشيخ تقي الدين فتألم لذلك ، وذهب إلى السجن فأخرجه منه بنفسه ، وراح إلى القصر فَوَجَد القاضي هنالك ، فتقاولا بسبب الشيخ جمال الدين المزِّي ، فحلف ابن صصرى لا بد أن يُعيده إلى السجن وإلاَّ عَزَل نفسه ! فأمر النائب بإعادته تطييبا لقلب القاضي ، فحبسه عنده في القوصية أياما ثم أطلقه .
ولما قدم نائب السلطنة ذكر له الشيخ تقي الدين ما جرى في حقه وحق أصحابه في غيبته ، فتألم النائب لذلك ونادى في البلد أن لا يتكلم أحد في العقائد ، ومن عاد حَلّ ماله ودمه ورتبت داره وحانوته ، فسكنت الأمور .
وقد رأيت فصلا من كلام الشيخ تقي الدين في كيفية ما وقع في هذه المجالس الثلاثة من المناظرات .
ثم عقد المجلس الثالث في يوم سابع شعبان بالقصر واجتمع جماعة على الرضا بالعقيدة المذكورة ، وفي هذا اليوم عَزل ابن صصرى نفسه عن الحكم بسبب كلام سمعه من بعض الحاضرين في المجلس المذكور ، وهو مِن الشيخ كمال الدين بن الزملكاني ، ثم جاء كتاب السلطان في السادس والعشرين من شعبان فيه إعادة ابن صصرى إلى القضاء ، وذلك بإشارة المنبجي ، وفي الكتاب : إنا كنا سمعنا بعقد مجلس للشيخ تقي الدين بن تيمية ، وقد بلغنا ما عقد له مِن المجالس ، وأنه على مذهب السلف ، وإنما أردنا بذلك براءة ساحته مما نُسِب إليه ، ثم جاء كتاب آخر في خامس رمضان يوم الاثنين وفيه الكشف عن ما كان وقع للشيخ تقي الدين بن تيمية في أيام جاغان ، والقاضي إمام الدين القزويني ، وأن يُحْمَل هو والقاضي ابن صصرى إلى مصر ، فتوجها على البريد نحو مصر ، وخرج مع الشيخ خَلْق من أصحابه ، وبَكوا وخَافُوا عليه مِن أعدائه ، وأشار عليه نائب السلطنة ابن الأفرم بترك الذهاب إلى مصر ، وقال له : أنا أكاتب السلطان في ذلك وأصلح القضايا ، فامتنع الشيخ من ذلك ، وذَكَر له أن في توجهه لمصر مصلحة كبيرة ، ومصالح كثيرة ، فلما توجه لمصر ازدحم الناس لوداعه ورؤيته حتى انتشروا مِن باب داره إلى قرب الجسورة ، فيما بين دمشق والكسوة ، وهم فيما بين باكٍ وحَزين ومتفرّج ومُتَنَزِّه ، ومزاحم مُتَغَالٍ فيه .
فلما كان يوم السبت دخل الشيخ تقي الدين غـزّة ، فعمل في جامعها مجلسا عظيما ، ثم دخلا معا إلى القاهرة والقلوب معه وبِه متعلقة ، فَدَخلا مصر يوم الاثنين الثاني والعشرين مِن رمضان ، وقيل : إنهما دخلاها يوم الخميس ، فلما كان يوم الجمعة بعد الصلاة عُقِد للشيخ مجلس بالقلعة اجتمع فيه القضاة وأكابر الدولة ، وأراد أن يتكلم على عادته فلم يتمكن من البحث والكلام ، وانتُدِب له الشمس ابن عدنان خَصْمًا احتسابا ، وادّعى عليه عند ابن مخلوف المالكي أنه يقول : إن الله فوق العرش حقيقة ، وأن الله يتكلم بِحَرف وصَوت ، فسأله القاضي جوابه فأخذ الشيخ في حمد الله والثناء عليه ، فقيل له : أجب ما جئنا بك لتخطب ! فقال : ومن الحاكم فيّ ؟ فقيل له: القاضي المالكي .
فقال له الشيخ : كيف تحكم فيّ وأنت خصمي ؟! فغضب غضبا شديدا وانزعج وأقيم مرسما عليه وحُبِس في برج أياما ، ثم نُقِل منه ليلة العيد إلى الحبس المعروف بالْجُبّ ، هو وأخوه شرف الدين عبد الله وزين الدين عبد الرحمن .
وأما ابن صصرى فإنه جدد له توقيع بالقضاء بإشارة المنبجي شيخ الجاشنكير حاكم مصر، وعاد إلى دمشق يوم الجمعة سادس ذي القعدة والقلوب له مَاقِتَة ، والنفوس منه نافرة ، وقُرئ تقليده بالجامع ، وبعده قُرئ كتاب فيه الحطّ على الشيخ تقي الدين ومُخَالفته في العقيدة ، وأن يُنَادَى بذلك في البلاد الشامية ، وأُلْزِم أهل مذهبه بمخالفته ، وكذلك وقع بمصر ، قام عليه جاشنكير وشيخه نصر المنبجي ، وساعدهم جماعة كثيرة من الفقهاء والفقراء، وجرت فتن كثيرة منتشرة، نعوذ بالله من الفتن .
وقال ابن كثير :
ثم دخلت سنة ست وسبعمائة ، استهلت والحكام هم المذكورون في التي قبلها ، والشيخ تقي الدين بن تيمية مسجون بالجب من قلعة الجبل .
وقال :
وفي ليلة عيد الفطر أحْضَر الامير سيف الدين سلار نائب مصر القضاة الثلاثة وجماعة من الفقهاء فالقضاة الشافعي والمالكي والحنفي ، والفقهاء الباجي والجزري والنمراوي ، وتكلموا في إخراج الشيخ تقي الدين بن تيمية من الحبس ، فاشترط بعض الحاضرين عليه شروطا بذلك ، منها : أنه يلتزم بالرجوع عن بعض العقيدة ، وأرسلوا إليه ليحضر ليتكلموا معه في ذلك ، فامتنع من الحضور وصمم ، وتكررت الرُّسُل إليه سِتّ مرّات ، فصمم على عدم الحضور، ولم يلتفت إليهم ولم يَعِدْهم شيئا ، فطال عليهم المجلس ، فتفرقوا وانصرفوا غير مأجورين .

وقال أيضا :
ثم دخلت سنة سبع وسبعمائة ، استهلت والحكام هم المذكورون في التي قبلها، والشيخ تقي الدين بن تيمية معتقل في قلعة الجبل بمصر ... وفي يوم الجمعة رابع عشر صفر اجتمع القضاة بدر الدين بن جماعة بالشيخ تقي الدين بن تيمية في دار الاوحدي من قلعة الجبل، وطال بينهما الكلام ثم تَفَرَّقا قبل الصلاة ، والشيخ تقي الدين مصمم على عدم الخروج من السجن ، فلما كان يوم الجمعة الثالث والعشرين من ربيع الأول جاء الأمير حسام الدين مهنّا بن عيسى ملك العرب إلى السجن بنفسه وأقسم على الشيخ تقي الدين ليخرجنّ إليه ، فلما خرج أقسم عليه ليأتين معه إلى دار سلار ، فاجتمع به بعض الفقهاء بدار سلار وجرت بينهم بحوث كثيرة .ثم فَرَّقَتْ بينهم الصلاة ، ثم اجتمعوا إلى المغرب وبات الشيخ تقي الدين عند سلار، ثم اجتمعوا يوم الأحد بمرسوم السلطان جميع النهار ، ولم يحضر أحد من القضاة بل اجتمع من الفقهاء خلق كثير، أكثر من كل يوم ، منهم الفقيه نجم الدين بن رفع وعلاء الدين التاجي ، وفخر الدين ابن بنت أبي سعد ، وعز الدين النمراوي ، وشمس الدين بن عدنان ، وجماعة من الفقهاء وطلبوا القضاة فاعتذروا بأعذار ، بعضهم بالمرض ، وبعضهم بغيره ، لمعرفتهم بما ابن تيمية منطوي عليه من العلوم والأدلة ، وأن أحدا من الحاضرين لا يُطيقه ، فَقَبِل عُذرهم نائب السلطنة ولم يكلفهم الحضور بعد أن رسم السلطان بحضورهم أو بفصل المجلس على خير، وبات الشيخ عند نائب السلطنة ، وجاء الأمير حسام الدين مهنا يُريد أن يستصحب الشيخ تقي الدين معه إلى دمشق ، فأشار سلار بإقامة الشيخ بمصر عنده ليرى الناس فضله وعلمه ، وينتفع الناس به ويشتغلوا عليه .

واستمر الشيخ في الحبس يُسْتَفْتَى ويَقْصده الناس ويزورونه ، وتأتيه الفتاوى المشكلة التي لا يستطيعها الفقهاء من الأمراء وأعيان الناس ، فيكتب عليها بما يُحير العقول من الكتاب والسنة .

ثم دخلت سنة ثمان وسبعمائة ، استهلت والحكام هم المذكورون في التي قبلها، والشيخ تقي الدين قد أُخْرِج مِن الحبس ، والناس قد عكفوا عليه زيارة وتعلُّمًا واستفتاء وغير ذلك .

وذَكَر ابن كثير في حوادث سنة تسع وسبعائة :
وفي ليلة سلخ صفر توجه الشيخ تقي الدين بن تيمية من القاهرة إلى الإسكندرية صحبة أمير مقدم ، فأدخله دار السلطان وأنزله في برج منها فسيح الأكناف ، فكان الناس يدخلون عليه ويشتغلون في سائر العلوم ، ثم كان بعد ذلك يحضر الجمعات ويَعمل المواعيد على عادته في الجامع ، وكان دخوله إلى الإسكندرية يوم الأحد ، وبعد عشرة أيام وصل خبره إلى دمشق فحصل عليه تألّم وخافوا عليه غائلة الجاشنكير وشيخه المنبجي ، فتضاعف له الدعاء ، وذلك أنهم لم يمكنوا أحدا من أصحابه أن يخرج معه إلى الإسكندرية ، فضاقت له الصدور ، وذلك إنه تمكن منه عدوه نصر المنبجي .
وكان سبب عداوته له أن الشيخ تقي الدين كان ينال من الجاشنكير ومِن شيخه نصر المنبجي ، ويقول : زالت أيامه ! وانتهت رياسته ، وقَرُب انقضاء أجله ، ويتكلّم فيهما وفي ابن عربي وأتباعه ، فأرادوا أن يسيروه إلى الإسكندرية كهيئة المنفِي ، لعل أحدا من أهلها يتجاسر عليه فيقتله غِيلة ، فما زاد ذلك الناس إلاَّ محبة فيه وقُرْبًا منه ، وانتفاعا به ، واشتغالا عليه ، وحُنُوًّا وكرامة له .
واتفق أنه وجد بالإسكندرية إبليس قد باض فيها وفرّخ ! وأضل بها فرق السبعينية والعربية ، فمزق الله بِقُدُومِه عليهم شملهم ، وشَتّت جموعهم شَذَر مَذَر ! وهتك أستارهم وفضحهم ، واستتاب جماعة كثيرة منهم ، وتوّب رئيسا من رؤسائهم ، واستقر عند عامة المؤمنين وخواصهم من أمير وقاضٍ وفقيه ، ومُفْتٍ وشيخ وجماعة المجتهدين ، إلاّ مَن شَذّ مِن الأغمار الجهال ، مع الذلة والصغار - محبة الشيخ وتعظيمه وقبول كلامه والرجوع إلى أمره ونهيه ، فَعَلَت كلمة الله بها على أعداء الله ورسوله ، ولُعنوا سِرًا وجَهرا ، وباطنا وظاهرا، في مجامع الناس بأسمائهم الخاصة بهم ، وصار ذلك عند نصر المنبجي المقيم المقعَد ، ونَزَل به من الخوف والذلّ ما لا يُعَبّر عنه .

والمقصود أن الشيخ تقي الدين[يعني : ابن تيمية] أقام بثغر الإسكندرية ثمانية أشهر ، مُقيما بِبُرْج مُتَّسع مَليح نَظيف ، له شُبَّاكَان ؛ أحدهما إلى جهة البحر ، والآخر إلى جهة المدينة، وكان يدخل عليه من شاء ، ويتردد إليه الأكابر والأعيان والفقهاء ، يقرؤون عليه ويستفيدون منه ، وهو في أطيب عيش وأشرح صدر .

وكان قاضي المالكية ابن مخلوف يقول : ما رأينا مثل ابن تيمية حَرَّضنا عليه فلم نَقْدِر عليه ! وقَدَر علينا فَصَفَح عَـنّا وحَاجَجَ عَـنّا !

وقال في ترجمة الشيخ الزاهد نور الدين أبو الحسن علي بن يعقوب بن جبريل البكري المصري الشافعي ... : وقد كان في جملة مَن يُنْكِر على شيخ الإسلام ابن تيمية ، أراد بعض الدولة قتله فهرب واختفى عنده كما تقدم ، لَمّا كان ابن تيمية مُقِيمًا بِمصر، وما مثاله إلاَّ مثال سَاقِية ضَعيفة كَدرة لاطَمَتْ بَحْرًا عَظيما صافيا ، أوْ رَمْلة أرَادت زَوال جَبل ! وقد أضحك العقلاء عليه .

ولَمّا ذَكَر ابن المطهر الشيعي قال :
وقد انتدب في الرد عليه الشيخ الإمام العلامة شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس بن تيمية في مجلدات أتى فيها بما يُبْهِر العقول مِن الأشياء المليحة الحسنة ، وهو كتاب حافل .

ولَمّا ذَكَر شمس الدين ابن الحريري الحنفي قال :
وكان يقول : إن لم يكن ابن تيمية شيخ الإسلام فَمَن ؟ وقال لبعض أصحابه : أتُحِبّ الشيخ تقي الدين ؟ قال : نعم ، قال : والله لقد أحببتَ شيئا مليحا !

وذَكَر جنازة شيخ الإسلام ابن تيمية حتى صارت مثلا !
قال ابن كثير في ترجمة الشيخ محمد بن تمام :
وكان الجمع كثيرا جدا لم يشهد الناس جنازة بعد جنازة الشيخ تقي الدين بن تيمية مثلها ، لكثرة مَن حَضرها مِن الناس رجالا ونساء . اهـ .

فتبيّن أن سبب سجنه بمصر هو ما يتعلّق بالعقيدة ، سواء ما أثبته في " الواسطية " أو ما أثبته أيضا في " الرسالة الحموية " ، وليس فيها شيء مِن التجسيم ، بل فيها إثبات صِفات الله عزَّ وَجَلّ كما أثبتها السلف .

قال الذهبي في " تاريخ الإسلام " : الإنكار على ابن تيمية كلامه في الصفات .
وفي ربيع الأول قام جماعة من الشافعية المتكلمين فأنكروا على ابن تيمية كلامه في الصفات . وأخذوا فُتياه الحموية فَرَدّوا عليه ، وانتصبوا لأذيته ، وسَعَوا إلى القضاة والعلماء ، فطاوعهم جلال الدين قاضي الحنفية في الدخول في القضية ، فطلب الشيخ ، فلم يحضر . فأمر فنودي في بعض دمشق بإبطال العقيدة الحموية ، أو نحو هذا . فانتصر له الأمير جاغان ، واجتمع به الشيخ ، فطلب من سعى في ذلك ، فاختفى البعض ، وتشفع البعض ، وضُرب المنادي ومن معه ...
وجلس الشيخ على عادته يوم الجمعة وتكلم على قوله : (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) . ثم حضر مِن الغدّ عند قاضي القضاة إمام الدين ، رحمه الله ، وحضر جماعة يسيرة ، وبحثوا مع الشيخ في الحموية ، وحاقَقُوه على ألفاظ فيها . وطال البحث ، وقُرئ جميعها ، وبَقُوا من أوائل النهار إلى نحو ثلث الليل ، ورَضُوا بما فيها في الظاهر ، ولم يقع إنكار ، بحيث انفصل المجلس ، والقاضي ، رحمه الله ، يقول : كل مَن تكلّم في الشيخ فأنا خَصمه .
وقال أخوه القاضي جلال الدين : كل مَن تكلّم في ابن تيمية بعد هذا نُعَزِّره . اهـ .

وما شيخ الإسلام ابن تيمية إلاّ كما قيل :
حسدوا الفتى إذا لم ينالوا سَعْيَه *** فالناس أعداء له وخُصوم .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم

عضو مكتب الدعوة والإرشاد










قديم 2010-09-13, 17:27   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
dionysos93
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مراد_2009 مشاهدة المشاركة

يبدوا أنك سيء الأدب مع العلماء حتى يأتي غر مثلك فيقول عن ِشيخ الاسلام بن تيمية جاهل

أقول لك ان لم يكن شيخ الاسلام بن تيمية عالم فلا ندري من هو العالم




سنفرد لك و الأمثالك ردا مستقلا في نفي هذه الفرية عن شيخ الاسلام

لاحظ معي أيها الأخ الكريم

قال ابن تيمية
و ان أردت أنهم وصفوه بالصفات الخبرية مثل الوجه واليد و ذلك يقتضي التجزئة و التبعيض، أو انهم وصفوه بما يقتضي أن يكون جسما والجسم متبعض و متجزئ، و ان لم يقولوا هو جسم، فيقال له: لا اختصاص للحنابلة بذلك، بل هذا مذهب جماهير أهل الاسلام ، بل وسائر أهل الملل و سلف الأمة و أئمتها''.اهـ


فكيف يرضيك أن يقال أن مذهب السلف هو مذهب التجسيم و لا يرضيك أن يقال إن ابن تيمية مخالف و جاهل لمذهب السلف، ولكن لا غرابة هكذا يفعل التعصب للأشخاص بصاحبه.
ثم إنني عندما قلت جاهل ليس معناه الجهل المطلق بل أنا أعني الجهل بمراد السلف في هذه النقطة بالذات لا على إطلاقه .

أنا أدعوك لأن تناقش أقوال ابن تيمية فقط لا أن تأخذها على أنها مسلمات ،بل أشك أنك تقرؤها أصلا أو كأنك لا تريد أن تقرأها أو ربما تحاول إقناع نفسك بأنها مجرد نقول منتقاة بخبث يمكنك تفنيدها حالما ينجلي لك الأمر.

لا تتعجل البحث عن الرد أو المباهلة و حاول أن تقرأ للطرف الآخر فما أعيا شيء صاحبه كالتعصب بل أكثر من ذلك أدعوك لقراءة كتاب ابن تيمية نفسه الرد على أساس التقديس حتى تستطيع أن تكون لنفسك فكرة صحيحة و حيادية بعيدا عن اتهام الآخرين بالنقل غير الأمين أو عدم الفهم و لا تجعل أقصى همك هو الرد دون أن تكلف نفسك أدنى جهد لفهم ما نقول.









قديم 2010-09-13, 17:34   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
01 algeroi
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

دعوى أن شيخ الإسلام مجسّم ومشبّه



د. عبد الله بن صالح بن عبد العزيز الغصن


المبحث الثاني

قول أهل السنة في مسألة التجسيم والتشبيه

في بداية عرض مذهب أهل السنة وقولهم في المشبهة - الذي حرصت أن يكون مستخلصاً من كلام السلف قبل ابن تيمية رحمه الله يحسن البدء بتعريف عام عن المشبهة، وأشهر الفرق التي تعرف بالتشبيه في تاريخ المسلمين، وبه يكون البدء بهذا المبحث.

المطلب الأول
التعريف بالمشبهة

التشبيه: قسمان: تشبيه المخلوق بالخالق، وتشبيه الخالق بالمخلوق.
القسم الأول: من شبه المخلوق بالخالق، ومن ذلك تشبيه النصارى حيث جعلوا عيسى ابن مريم ابن الله، ومن هذا الصنف السبئية الذين يزعمون أن علياً هو الله .
القسم الآخر: من شبه الخالق بالمخلوق: وهم صنفان:
الصنف الأول: شبهوا ذات البارئ بذات غيره.
الصنف الآخر: شبهوا صفات البارئ بصفات غيره.
يقول البغدادي رحمه الله عن هذين الصنفين: (وكل صنف من هذين الصنفين مفترقون على أصنافٍ شتى) .
وسأذكر باختصار أبرز الفرق التي عرفت بالتشبيه، ويأتي في مقدمتها طوائف متعددة من الشيعة، وهم أول من أظهر التشبيه عند المسلمين كما يقول الرازي رحمه الله عنهم .

وأبرز الفرق التي قالت بالتشبيه ما يلي:
الفرقة الأولى: الهشامية: وهم طائفتان:
الطائفة الأولى: أتباع هشام بن الحكم ، ومما زعمه ابن الحكم في معبوده أنه عريض طويل عميق، طوله مثل عرضه، وعرضه مثل عمقه، كالسبيكة الصافية يتلألأ كاللؤلؤة المستديرة من جميع جوانبها، وأنه ذو لون وطعم ورائحة وأنه سبعة أشبار بشبر نفسه...) .
الطائفة الأخرى: أتباع هشام بن سالم الجواليقي ، ومما زعمه أن معبوده على صورة الإنسان، وأن نصفه الأعلى مجوف، ونصفه الأسفل مصمت، وأن له شعرة سوداء، وقلباً ينبع منه الحكمة .
ويطلق على الطائفة الأولى: الهشامية الحكمية، ويطلق على الطائفة الثانية: الهشامية الجواليقية .
الفرقة الثانية: الجواربية:
أتباع داود الجواربي ، ومما زعمه في معبوده أنه جسم ولحم ودم، وله جوارح وأعضاء، ووصف معبوده بأن له جميع أعضاء الإنسان إلا الفرج واللحية .
الفرقة الثالثة: الكرامية: أتباع محمد بن كرام السجستاني ، وأثبتوا لله الجسمية، وأنه جوهر، وهم طوائف متعددة تختلف ببعض جزئيات التشبيه .

المطلب الثاني
اعتقاد السلف نفي التمثيل والتشبيه

تواترت عبارات سلف الأمة في نفي تمثيل وتشبيه الخالق بالمخلوق، فهم يثبتون ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسوله صلّى الله عليه وسلّم إثباتاً يليق بجلال الله وعظمته. وينفون ما نفاه الله عن نفسه، أو نفاه عنه رسوله صلّى الله عليه وسلّم.
فقد سئل أبو حنيفة النعمان عن نزول الباري - جل وعلا - فقال:
(ينزل بلا كيف) .
وقال ابن أبي زمنين (ت - 399هـ) رحمه الله: (فهذه صفات ربنا التي وصف بها نفسه في كتابه ووصفه بها نبيه صلّى الله عليه وسلّم وليس في شيء منها تحديد ولا تشبيه ولا تقدير، فسبحان من ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، لم تره العيون فتحده كيف هو كينونيته) .
وقال الحافظ أبو بكر الإسماعيلي رحمه الله:
(ويداه مبسوطتان، ينفق كيف يشاء، بلا اعتقاد كيف، وأنه عزّ وجل استوى على العرش بلا كيف،... ولا يوصف بما فيه نقص، أو عيب، أو آفة، فإنه عزّ وجل تعالى عن ذلك) .

وقال الإمام الآجري (ت - 360هـ) رحمه الله عن نزول الباري جل وعلا إلى السماء الدنيا:
(وأما أهل الحق فيقولون: الإيمان به واجب بلا كيف؛ لأن الأخبار قد صحت عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة ) .

وقال الإمام الصابوني (ت - 449هـ) رحمه الله:
(قلت وبالله التوفيق: أصحاب الحديث - حفظ الله تعالى أحياءهم ورحم أمواتهم - يشهدون لله تعالى بالوحدانية، وللرسول صلّى الله عليه وسلّم بالرسالة والنبوة، ويعرفون ربهم عزّ وجل بصفاته التي نطق بها وحيه وتنزيله، أو شهد له بها رسوله صلّى الله عليه وسلّم على ما وردت الأخبار الصحاح به، ونقلت العدول الثقات عنه، ويثبتون له جل جلاله ما أثبته لنفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله صلّى الله عليه وسلّم، ولا يعتقدون تشبيهاً لصفاته بصفات خلقه، فيقولون: إنه خلق آدم بيديه كما نص سبحانه عليه في قوله - عز من قائل -: { قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75] ، ولا يحرفون الكلم عن مواضعه بحمل اليدين على النعمتين، أو القوتين تحريف المعتزلة والجهمية - أهلكهم الله - ولا يكيفونهما بكيف أو شبهها بأيدي المخلوقين تشبيه المشبهة - خذلهم الله -. وقد أعاذ الله تعالى أهل السنة من التحريف والتشبيه والتكييف) .

وقال قوام السنة الأصبهاني رحمه الله:
(الكلام في صفات الله عزّ وجل ما جاء منها في كتاب الله، أو روي بالأسانيد الصحيحة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فمذهب السلف - رحمة الله عليهم أجمعين - إثباتها وإجراؤها على ظاهرها، ونفي الكيفية عنها...) .
وقال - أيضاً - بعد ذكره بعض الصفات الثابتة لله عزّ وجل: (فهذا وأمثاله مما صح نقله عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فإن مذهبنا فيه ومذهب السلف إثباته وإجراؤه على ظاهره ونفي الكيفية والتشبيه عنه... ونقول: إنما وجب إثباتها - أي الصفات -؛ لأن الشرع ورد بها، ووجب نفي التشبيه عنها لقوله تعالى: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11] .

وقال الحافظ عبد الغني المقدسي رحمه الله ناقلاً اتفاق السلف على ترك التشبيه والتمثيل:
(اعلم وفقنا الله وإياك لما يرضيه من القول والعمل والنية، وأعاذنا وإياك من الزيغ والزلل: أن صالح السلف، وخيار الخلف، وسادات الأئمة، وعلماء الأمة اتفقت أقوالهم، وتطابقت آراؤهم على الإيمان بالله عزّ وجل وأنه واحد أحد، فرد صمد، حي قيوم، سميع بصير، لا شريك له ولا وزير، ولا شبيه ولا نظير، ولا عدل ولا مثيل) .
وقال - أيضاً -: (وتواترت الأخبار، وصحت الآثار بأن الله عزّ وجل ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا، فيجب الإيمان والتسليم له، وترك الاعتراض عليه، وإمراره من غير تكييف ولا تمثيل، ولا تأويل ولا تنزيه ينفي حقيقة النزول) .
وقال ابن قدامة المقدسي رحمه الله:
(وكل ما جاء في القرآن، أو صح عن المصطفى عليه السلام من صفات الرحمن وجب الإيمان به، وتلقيه بالتسليم والقبول، وترك التعرض له بالرد والتأويل والتشبيه والتمثيل) .
وقال العلامة الواسطي رحمه الله:
(وهو في ذاته وصفاته لا يشبهه شيء من مخلوقاته، ولا تمثل بشيء من جوارح مبتدعاته، بل هي صفات لائقة بجلاله وعظمته، لا تتخيل كيفيتها الظنون، ولا تراها في الدنيا العيون، بل نؤمن بحقائقها وثبوتها، ونصف الرب سبحانه وتعالى بها، وننفي عنها تأويل المتأولين، وتعطيل الجاحدين، وتمثيل المشبهين تبارك الله أحسن الخالقين) .
وضرب أمثلة لبيان اعتقاد السلف في الصفات وأنه الإثبات من غير طمع في إدراك الكيفية ببعض الصفات وهي: الحياة والفوقية والاستواء والنزول ثم قال:
(وصفاته معلومة من حيث الجملة والثبوت، غير معقولة من حيث التكييف والتحديد، فيكون المؤمن بها مبصراً من وجه، أعمى من وجه ، مبصراً من حيث الإثبات والوجود، أعمى من حيث التكييف والتحديد، وبهذا يحصل الجمع بين الإثبات لما وصف الله به نفسه، وبين نفي التحريف والتشبيه والوقف، وذلك هو مراد الله تعالى منا في إبراز صفاته لنا لنعرفه بها، ونؤمن بحقائقها، وننفي عنها التشبيه) .
وذكر الحافظ المقدسي (ت - 600هـ) رحمه الله موقف السلف من الألفاظ المجملة التي تطلق على الله عزّ وجل فقال:
(من السنن اللازمة السكوت عما لم يرد فيه نص عن رسوله صلّى الله عليه وسلّم أو يتفق المسلمون على إطلاقه، وترك التعرض له بنفي أو إثبات، وكما لا يثبت إلا بنص شرعي، كذلك لا ينفى إلا بدليل شرعي) .
ويرى سلف الأمة أن تشبيه الله بخلقه كفر، وهذا واضح من خلال نصوصهم الصريحة مثل قول نعيم بن حماد الخزاعي رحمه الله:
(من شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس ما وصف الله به نفسه ورسوله تشبيه) .
وقال إسحاق بن راهويه رحمه الله:
(من وصف الله فشبه صفاته بصفات أحد من خلق الله فهو كافر بالله العظيم) .
وحين ذكر بشر المريسي في مناظرة الإمام الدارمي (ت - 280هـ) رحمه الله له أن تشبيه الله بخلقه خطأ، تعقبه الإمام الدارمي (ت - 280هـ) بقوله:
(أما قولك: إن كيفية هذه الصفات وتشبيهها بما هو موجود في الخلق خطأ، فإنا لا نقول إنه خطأ، بل هو عندنا كفر، ونحن لتكييفها وتشبيهها بما هو موجود في الخلق أشد أنفاً منكم غير أنا كما لا نشبهها ولا نكيفها لا نكفر بها...) .

المطلب الثالث
رد السلف دعوى أن الإثبات يستلزم التشبيه

أكثرَ نفاة الصفات من إطلاق لفظ (التشبيه) على مخالفيهم من مثبتة الصفات، حتى صار من علامة الجهمية تسمية أهل السنة مشبهة كما قال ذلك الإمام إسحاق بن راهويه (ت - 238هـ) رحمه الله:
(علامة جهم وأصحابه دعواهم على أهل السنة والجماعة وما أولعوا به من الكذب أنهم مشبهة، بل هم المعطلة، ولو جاز أن يقال لهم هم المشبهة لاحتمل ذلك) .
وقال أبو زرعة الرازي رحمه الله:
(المعطلة النافية الذين ينكرون صفات الله عزّ وجل التي وصف الله بها نفسه في كتابه وعلى لسان نبيه صلّى الله عليه وسلّم، ويكذبون بالأخبار الصحاح التي جاءت عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الصفات، ويتأولونها بآرائهم المنكوسة على موافقة ما اعتقدوا من الضلالة وينسبون رواتها إلى التشبيه، فمن نسب الواصفين ربهم - تبارك وتعالى - بما وصف به نفسه في كتابه وعلى لسان نبيه صلّى الله عليه وسلّم من غير تمثيل ولا تشبيه إلى التشبيه فهو معطل نافٍ، ويستدل عليهم بنسبتهم إياهم إلى التشبيه أنهم معطلة نافية) .
وقال أبو حاتم الرازي رحمه الله:
(علامة الجهمية تسميتهم أهل السنة مشبهة) .
وقال ابن خزيمة (ت - 311هـ) رحمه الله:
(وزعمت الجهمية - عليهم لعائن الله - أن أهل السنة ومتبعي الآثار، القائلين بكتاب ربهم وسنة نبيهم صلّى الله عليه وسلّم، المثبتين لله عزّ وجل من صفاته ما وصف الله به نفسه في محكم تنزيله، المثبت بين الدفتين، وعلى لسان نبيه المصطفى صلّى الله عليه وسلّم بنقل العدل عن العدل موصولاً إليه مشبهةٌ، جهلاً منهم بكتاب ربنا وسنة نبينا صلّى الله عليه وسلّم، وقلة معرفتهم بلغة العرب الذين بلغتهم خوطبنا) .
وقد نبه الإمام إسحاق بن راهويه (ت - 238هـ) رحمه الله في النص السابق على أن المعطلة هم الذين يستحقون وصف التشبيه؛ لأنهم شبهوا أولاً، ثم عطلوا ثانياً ، وقد نبه إلى هذا - أيضاً - الإمام الدارمي (ت - 280هـ) رحمه الله، فبعد نص طويل في رده على المريسي (ت - 218هـ) وأنه نفى ما وصف الله به نفسه، ووصفه بخلاف ما وصف به نفسه، ثم ضرب أمثلة لتعطيل الصفات عن طريق التأويل الفاسد قال: (تضرب له الأمثال تشبيهاً بغير شكلها، وتمثيلاً بغير مثلها، فأي تكييف أوحش من هذا، إذ نفيت هذه الصفات وغيرها عن الله بهذه الأمثال والضلالات المضلات؟) .
وقد ناقش الإمام الواسطي (ت711هـ) رحمه الله الأشاعرة الذين يثبتون بعض الصفات، وينفون بعض الصفات، وحجتهم في نفي ما نفوه من الصفات أنه يستلزم التشبيه فقال:
(لا فرق بين الاستواء والسمع، ولا بين النزول والبصر؛ لأن الكل ورد في النص فإن قالوا لنا: في الاستواء شَبَّهتم، نقول لهم: في السمع شبهتم، ووصفتم ربكم بالعرض ، وإن قالوا: لا عرض، بل كما يليق به، قلنا: في الاستواء والفوقية لا حصر، بل كما يليق به، فجميع ما يلزموننا في الاستواء، والنزول، واليد، والوجه، والقدم، والضحك، والتعجب من التشبيه: نلزمهم به في الحياة، والسمع، والبصر، والعلم، فكما لا يجعلونها أعراضاً، كذلك نحن لا نجعلها جوارح، ولا مما يوصف به المخلوق) .
ثم قال: (فما يلزموننا في تلك الصفات من التشبيه والجسمية نلزمهم في هذه الصفات من العرضية.
وما ينزهون ربهم به في الصفات السبع، وينفون عنه من عوارض الجسم فيها، فكذلك نحن نعمل في تلك الصفات التي ينسبوننا فيها إلى التشبيه سواء بسواء) .
وينبه الإمام ابن قدامة المقدسي (ت - 620هـ) رحمه الله إلى أمر مهم ألا وهو سبب نفي المتكلمين صفات الباري - جل وعلا - فظاهر الأمر عندهم هو التنزيه ونفي التشبيه، ولكن حقيقة الأمر هو: إبطال السنن والآثار الواردة فيقول:
(وأما ما يموه به من نفي التشبيه والتجسيم فإنما هو شيء وضعه المتكلمون وأهل البدع توسلاً به إلى إبطال السنن ورد الآثار والأخبار، والتمويه على الجهال والأغمار ليوهموهم: إنما قصدنا التنزيه ونفي التشبيه) .
وأما دعوى أن إثبات الصفات يستلزم الجوارح والأعضاء لله عزّ وجل فقد أجاب عن هذه الشبهة الإمام الدارمي (ت - 280هـ) رحمه الله في رده على المريسي (ت - 218هـ) فقال: (وأما تشنيعك على هؤلاء المقرين بصفات الله، المؤمنين بما قال الله: أنهم يتوهمون فيها جوارح وأعضاء، فقد ادعيت عليهم في ذلك زوراً وباطلاً، وأنت من أعلم الناس بما يريدون بها، إنما يثبتون منها ما أنت معطل، وبه مكذب، ولا يتوهمون فيها إلا ما عنى الله ورسوله صلّى الله عليه وسلّم، ولا يدعون جوارح وأعضاء كما تقولت عليهم...) .
ومما أجاب به سلف الأمة على من ألصق بهم تهمة التشبيه والتجسيم، بيانهم لأمر غفل عنه النفاة ألا وهو أن اتفاق الأسماء لا يلزم منه اتفاق المسميات، وكذلك اتفاق الصفات لا يلزم منه اتفاق الموصوفين بها فقد سمى الله عزّ وجل نفسه سميعاً بصيراً بقوله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً} [النساء: 58] .
وسمى بعض خلقه سميعاً بصيراً بقوله عزّ وجل: {إِنَّا خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً } [الإنسان: 2] .
وقد ذكر ذلك الإمام الدارمي (ت - 280هـ) رحمه الله بقوله:
(إنما نصفه بالأسماء لا بالتكييف ولا بالتشبيه، كما يقال: إنه ملك كريم، عليم حكيم، حليم رحيم، لطيف مؤمن، عزيز جبار متكبر، وقد يجوز أن يدعى البشر ببعض هذه الأسماء) .
وقد أطال الإمام ابن خزيمة (ت - 311هـ) رحمه الله في بيان هذه القاعدة، وضرب لها أمثلة عدة منها تسمية الله نفسه عزيزاً ، وسمى بعض الملوك عزيزاً فقال: {وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ } [يوسف: 30] .
ومنها تسمية الله عزّ وجل نفسه الجبار المتكبر بقوله: { السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ } [الحشر: 23] ، وسمى بعض الكفار متكبراً جباراً فقال: { كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ } [غافر: 35] ، وغيرها من الأمثلة .
وأختم بما قاله الفخر الرازي (ت - 606هـ) رحمه الله حين قال كلمة حق في معتقد السلف، وأنه بعيد عن التشبيه وهي قوله:
(اعلم أن جماعة من المعتزلة ينسبون التشبيه إلى الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله وإسحاق بن راهويه، ويحيى بن معين وهذا خطأ، فإنهم منزهون في اعتقادهم عن التشبيه، والتعطيل، لكنهم كانوا لا يتكلمون في المتشابهات بل كانوا يقولون: آمنا وصدقنا، مع أنهم كانوا يجزمون بأن الله تعالى لا شبيه له، وليس كمثله شيء، ومعلوم أن هذا الاعتقاد بعيد جداً عن التشبيه) .

المبحث الثاني
دعوى أن شيخ الإسلام مجسم ومشبه، ومناقشتها

المطلب الأول
دعوى أن شيخ الإسلام مجسم ومشبه
ركز المناوئون لابن تيمية رحمه الله على إلصاق تهمة التجسيم والتشبيه به - وذلك بناء على معتقد نفاة الصفات الذين يرمون مثبتة الصفات بالتشبيه - وتنوعت وسائلهم في تقرير هذه الشبهة في نفوس الضعفة:
فمنها: رميه بأنه مجسم كما قال الحصني (ت - 829هـ) : (والحاصل أنه وأتباعه من الغلاة في التشبيه والتجسيم) .
وقال ابن حجر الهيتمي متحدثاً عن موقف ابن تيمية رحمه الله من الباري - جلَّ وعلا -:
(نسب إليه العظائم والكبائر، وخرق سياج عظمته، وكبرياء جلالته بما أظهر للعامة على المنابر من دعوى الجهة والتجسيم) .
وأنه أول من قال بالتجسيم ، وأنه يقول: إن الله جسم كالأجسام .
ومنها: رميه بالتشبيه والتمثيل ، والحشو .
ومن فروع هذه القاعدة: محبته للمشبهة، وعدم ذمهم .
ومنها: أن ابن تيمية رحمه الله يثبت الاستواء، وإثبات الاستواء - عندهم - يلزم منه الجسمية، كما قال ابن جهبل في رده على ابن تيمية رحمه الله:
(نقول لهم: ما هو الاستواء في كلام العرب؟ فإن قالوا: الجلوس والاستقرار).
قلنا: هذا ما تعرفه العرب إلا في الجسم فقولوا: يستوي جسم على العرش...) .
وقالوا بأنه يشبّه استواء الله على عرشه باستواء المخلوق على الكرسي كما ذكر ذلك التقي الحصني (ت - 829هـ) عن أبي الحسن علي الدمشقي عن أبيه.
قال: (كنا جلوساً في صحن الجامع الأموي في مجلس ابن تيمية فذكّر ووعظ، وتعرض لآيات الاستواء، ثم قال: (واستوى الله على عرشه كاستوائي هذا) قال: فوثب الناس عليه وثبة واحدة، وأنزلوه عن الكرسي، وبادروا إليه ضرباً باللكم والنعال وغير ذلك...) .
ومنها: أن ابن تيمية رحمه الله أثبت النزول للباري عزّ وجل كل ليلة، كما هو ظاهر حديث النزول، فأنكروا عليه إثبات النزول .
وقالوا بأن ابن تيمية رحمه الله يثبت نزولاً للخالق يشبه نزول المخلوقين، كما ذكر ذلك ابن بطوطة (ت - 779هـ) في رحلته المشهورة فقال:
(حضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويذكرهم، فكان من جملة كلامه أن قال: (إن الله ينزل كنزولي هذا) ونزل درجة من درج المنبر) .
وقد اشتهرت هذه المقولة عن ابن بطوطة (ت - 779هـ) ، وهي تنسب - أيضاً - إلى أبي علي السكوني وأنه نسبها إلى ابن تيمية رحمه الله قبل ابن بطوطة (ت - 779هـ) .
ومرد ذلك إلى الاختلاف الكبير الحاصل في تحديد سنة وفاة أبي علي السكوني، فالقول الذي رجحه بعض الباحثين هو أن وفاة السكوني كانت سنة (717هـ) ، وبهذا تكون القصة قد اشتهرت ونسبت إلى ابن تيمية رحمه الله قبل مجيء ابن بطوطة إلى دمشق، فقد كان مجيئه إليها سنة (726هـ) في شهر رمضان .
وقيل: إن السكوني قد توفي سنة (747هـ) وقيل: سنة (816هـ)، لكنها أقوال مرجوحة، والله أعلم.

المطلب الثاني
مـنـاقـشـة الـدعـوى

تحدث شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله باستفاضة عن مصطلحات: التجسيم، والتشبيه، والتمثيل، والحشو، ورد على من قال: بأن مذهب أهل السنة والجماعة هو التشبيه في مواضع متعددة من كتبه، وأوضح رحمه الله مذهبه في استواء الباري عزّ وجل على عرشه، وفي نزوله إلى السماء الدنيا.
فمصطلح التجسيم درسه شيخ الإسلام رحمه الله باستيعاب من حيث نشأته التاريخية في الإسلام وقبل الإسلام، وبيّن أقوال الناس في معنى الجسم، ثم ناقش هذه الأقوال مبيناً وجه الخطأ والصواب فيها، وفصّل في مناقشة لفظة الجسم من حيث اللغة، والشرع، والعقل، وبين موقف السلف من إطلاق لفظ الجسم على الله.
فذكر شيخ الإسلام رحمه الله أن اليهود من غلاة المجسمة ، وأنهم سلف المجسمة، وأما في الإسلام فإن بداية ظهور التجسيم كان من قِبل بعض الشيعة كهشام بن الحكم (ت - 190هـ) وهشام الجواليقي يقول ابن تيمية رحمه الله:
(وأول ما ظهر إطلاق لفظ الجسم من متكلمة الشيعة كهشام بن الحكم) .
وفصل رحمه الله في معنى الجسم من حيث اللغة، مبيناً أن معناه هو: البدن والجسد ناقلاً عن أئمة اللغة إثبات ذلك، مثل قول أبي زيد الأنصاري : (الجسم: الجسد وكذلك الجسمان والجثمان) .
وقال الأصمعي : (الجسم والجثمان: الجسد، والجثمان: الشخص، والأجسم: الأضخم بالبدن) .
وقال ابن السكيت : (تجسمت الأمر: أي ركبت أجسمه، وجسيمه أي: معظمه، وكذلك تجسمت الرمل والجبل: أي ركبت أجسمه) .
قال عامر بن الطفيل :
وقد علم الحي بن عامر *** بأن لنا ذروة الأجسم
وبين ابن تيمية رحمه الله: أن (الجسم قد يراد به الغلظ نفسه، وهو عرض قائم بغيره، وقد يراد به الشيء الغليظ، وهو القائم بنفسه، فنقول: هذا الثوب له جسم أي: غلظ، وقوله؛ {وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ } [البقرة: 247] قد يحتج به على هذا، فإنه قرن الجسم بالعلم الذي هو مصدر، فنقول المعنى: زاده بسطة: في قدره فجعل قدر بدنه أكبر من بدن غيره، فيكون الجسم هو القدر نفسه لا نفس المقدر.
وكذلك قوله: { تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ } [المنافقون: 4] ، أي صورهم القائمة بأبدانهم كما تقول: أعجبني حسنه وجماله ولونه وبهاؤه، فقد يراد صفة الأبدان، وقد يراد نفس الأبدان،وهم إذا قالوا: هذا أجسم من هذا أرادوا أنه أغلظ وأعظم منه، أما كونهم يريدون بذلك أن ذلك العظم والغلظ كان لزيادة الأجزاء، فهذا مما يعلم قطعاً بأنه لم يخطر ببال أهل اللغة) .
وأما من حيث الشرع فقد بين أنه لم يُنقل في الشرع ولا عن الأنبياء السابقين ولا عن الصحابة، ولا عن التابعين ومن تبعهم من سلف الأمة إثبات هذا اللفظ أو نفيه.
قال رحمه الله: (وأما الشرع فالرسل وأتباعهم الذين من أمة موسى وعيسى ومحمد صلّى الله عليه وسلّم لم يقولوا: إن الله جسم، ولا إنه ليس بجسم، ولا إنه جوهر ولا إنه ليس بجوهر، لكن النزاع اللغوي والعقلي والشرعي في هذه الأسماء هو بما أحدث في الملل الثلاث بعد انقراض الصدر الأول من هؤلاء وهؤلاء وهؤلاء) .
ثم قال: (والذي اتفقت عليه الرسل وأتباعهم، ما جاء به القرآن والتوراة: من أن الله موصوف بصفات الكمال، وأنه ليس كمثله شيء، فلا تمثل صفاته بصفات المخلوقين، مع إثبات ما أثبته لنفسه من الصفات) .
وقال رحمه الله: (وأما الشرع: فمعلوم أنه لم ينقل عن أحد من الأنبياء ولا الصحابة ولا التابعين ولا سلف الأمة أن الله جسم، أو أن الله ليس بجسم، بل النفي والإثبات بدعة في الشرع) .
وقال - أيضاً -: (وأما من لا يطلق على الله اسم الجسم كأئمة الحديث، والتفسير، والتصوف، والفقه، مثل الأئمة الأربعة وأتباعهم، وشيوخ المسلمين المشهورين في الأمة، ومن قبلهم من الصحابة والتابعين لهم بإحسان فهؤلاء ليس فيهم من يقول: إن الله جسم، وإن كان أيضاً: ليس من السلف والأئمة من قال: إن الله ليس بجسم) .
وبين رحمه الله سبب عدم إطلاق السلف لفظ الجسم لا نفياً ولا إثباتاً أنه لوجهين:
( أحدهما: أنه ليس مأثوراً لا في كتاب ولا سنة، ولا أثر عن أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، ولا غيرهم من أئمة المسلمين، فصار من البدع المذمومة.
الثاني: أن معناه يدخل فيه حق وباطل، فالذين أثبتوه أدخلوا فيه من النقص والتمثيل ما هو باطل، والذين نفوه أدخلوا فيه من التعطيل والتحريف ما هو باطل) .
وعن سؤال افترضه هل جوابه موجود في الكتاب والسنة أم لا؟ وهو: هل الله جسم أم ليس بجسم؟ قال:
(فإذا قال السائل: هل الله جسم أم ليس بجسم؟ لم نقل: إن جواب هذا السؤال ليس في الكتاب والسنة، مع قول القائل: إن هذا السؤال موجود في فطر الناس بالطبع، والله تعالى يقول: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً } [المائدة: 3] ، وقال: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ } [التوبة: 115] .
وقال: { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ } [النحل: 89] .
وقال: { مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [يوسف: 111] .
وقال: { فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى} [طه: 123 - 126] .
وقال: { اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ} [الأعراف: 3] ) .
ثم ذكر آيات كثيرة وقال: (ومثل هذا في القرآن كثير، مما يبين الله فيه أن كتابه مبيِّن للدين كله، موضح لسبيل الهدى، كافٍ لمن اتبعه، لا يحتاج معه إلى غيره يجب اتباعه دون اتباع غيره من السبل) .
ثم شرع في ذكر بعض الأحاديث الدالة على أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم بين الحق، وترك الأمة على المحجة البيضاء، ومنها قول النبي صلّى الله عليه وسلّم في خطبته: (إن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة) .
وكان يقول: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة) .
وكان يقول: (تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك) .
ثم قال: (فكيف يكون هذا - مع هذا البيان والهدى - ليس فيما جاء به جواب عن هذه المسألة، ولا بيان الحق فيها من الباطل، والهدى من الضلال؟ بل كيف يمكن أن يسكت عن بيان الأمر ولو لم يسأله الناس؟) .
وبين وجوب اعتقاد الحق فيها، ثم شنع على الذين يقولون: إن جواب هذا السؤال وأمثاله ليس في الكتاب والسنة، ووصفهم بأنهم (الذين يُعرضون عن طلب الهدى من الكتاب والسنة، ثم يتكلم كل منهم برأيه ما يخالف الكتاب والسنة، ثم يتأول آيات الكتاب على مقتضى رأيه، فيجعل أحدهم ما وصفه برأيه هو أصول الدين الذي يجب اتباعه، ويتأول القرآن والسنة على وفق ذلك، فيتفرقون ويختلفون) .
وبين شيخ الإسلام أن لفظ الجسم مجمل يحتاج إلى استفصال.
فإن أُريد بالجسم: الموجود القائم بنفسه، المتصف بالصفات، فهذا المعنى حق، لكن الخطأ إنما هو في اللفظ.
وإن أريد غير ذلك من المعاني في معنى الجسم كأن يقال: هو ما يشار إليه، أو المركب، أو غير ذلك فإنه معنى باطل ولفظ مردود .
وأما دعوى أن ابن تيمية رحمه الله يقول بأن الله جسم لا كالأجسام، فغير صحيحة، وهذه نصوص ابن تيمية الصريحة في رد هذه المقولة، وتخطئة من قالها، ومنها:
قوله حين قال له أحد كبار مخالفيه بجواز أن يقال: هو جسم لا كالأجسام:
(إنما قيل: إنه يوصف الله بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله صلّى الله عليه وسلّم، وليس في الكتاب والسنة أن الله جسم حتى يلزم هذا السؤال) .
وحكم على القائل بهذا القول أنه مشبه، بقوله: (فمن قال هو جسم لا كالأجسام كان مشبهاً، بخلاف من قال: حي لا كالأحياء) .
وذكر أن القائلين بهذه المقولة هم طوائف من أهل الكلام المتقدمين والمتأخرين فقال عن إثباتهم صفات الله عزّ وجل: (يثبتون هذه الصفات، ويثبتون ما ينفيه النفاة لها، ويقولون: هو جسم لا كالأجسام، ويثبتون المعاني التي ينفيها أولئك بلفظ الجسم) .
وذكر أن القائل بهذه المقولة هم علماء المجسمة .
وقال رحمه الله: (وأما المعنى الخاص الذي يعنيه النفاة والمثبتة، الذين يقولون: هو جسم لا كالأجسام، فهذا مورد النزاع بين أئمة الكلام وغيرهم، وهو الذي يتناقض سائر الطوائف من نفاته لإثبات ما يستلزمه، كما يتناقض مثبتوه مع نفي لوازمه.
ولهذا كان الذي عليه أئمة الإسلام أنهم لا يطلقون الألفاظ المبتدعة المتنازع فيها لا نفياً، ولا إثباتاً، إلا بعد الاستفسار والتفصيل: فيثبت ما أثبته الكتاب والسنة من المعاني، وينفي ما نفاه الكتاب والسنة من المعاني) .
وبين رحمه الله في مقولة: (إن الله ذو جسم وأعضاء وجوارح) أنها كلام باطل .
وأما ألفاظ (التشبيه والتمثيل) فقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - أقوال الناس في الفرق بينها: هل هي بمعنى واحد أو معنيين؟، وأنها قولان:
( أحدهما: أنهما بمعنى واحد، وأن ما دل عليه لفظ المثل مطلقاً ومقيداً يدل عليه لفظ الشبه، وهذا قول طائفة من النظار.
والثاني: أن معناها مختلف عند الإطلاق لغة، وشرعاً، وعقلاً، وإن كان مع التقييد والقرينة يراد بأحدهما ما يراد بالآخر، وهذا قول أكثر الناس) .
وبين سبب الاختلاف، وأنه مبني على مسألة عقلية وهي: أنه هل يجوز أن يشبه الشيءُ الشيءَ من وجه دون وجه، وذكر رحمه الله أن للناس في ذلك قولين: (فمن منع أن يشبهه من وجه دون وجه قال: المثل والشبه واحد.
ومن قال: إنه قد يشبه الشيء الشيء من وجه دون وجه، فرّق بينهما عند الإطلاق وهذا قول جمهور الناس) .
وبين قول المخالفين في عدم التفريق بين التشبيه والتمثيل وهو: امتناع كون الشيء يشبه غيره من وجه ويخالفه من وجه، بل عندهم كل مختلفين كالسواد والبياض فإنهما لم يشتبها من وجه، وكل مشتبيهن كالأجسام عندهم، يقولون بتماثلها، فإنها متماثلة عندهم من كل وجه لا اختلاف بينها إلا في أمور عارضة لها .
فالأجسام متماثلة من كل وجه، وأما الأعراض المختلفة والأجناس - كالسواد والبياض - فمختلفة من كل وجه .
وبين نتيجة هذا القول وأنه: (كل من أثبت ما يستلزم التجسيم في اصطلاحهم فهو مشبه ممثل) .
وذكر أن القائل بهذا كثير من أهل الكلام من المعتزلة والأشعرية، ومن وافقهم من الصفاتية كالباقلاني ، وأبي يعلى ، وأبي المعالي ، وغيرهم .
وناقش هؤلاء نقاشاً عقلياً ولغوياً، وشرعياً بقوله:
(فإن العقل يعلم أن الأعراض مثل الألوان، تشتبه في كونها ألواناً مع أن السواد ليس مثل البياض، وكذلك الأجسام والجواهر عند جمهور العقلاء تشتبه في مسمى الجسم والجوهر، وإن كانت حقائقها ليست متماثلة، فليست حقيقة الماء مماثلة لحقيقة التراب، ولا حقيقة النبات مماثلة لحقيقة الحيوان، ولا حقيقة النار مماثلة لحقيقة الماء، وإن اشتركا في أن كلاً منهما جوهر وجسم وقائم بنفسه) .
(وأيضاً فمعلوم في اللغة أنه يقال: هذا يشبه هذا، وفيه شبه من هذا، إذا أشبهه من بعض الوجوه، وإن كان مخالفاً له في الحقيقة.
قال الله تعالى: {وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً } [البقرة: 25] .
وقال: { مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ } [آل عمران: 7] .
وقال: { وَقَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ } [البقرة: 118] .
فوصف القولين بالتماثل، والقلوب بالتشابه لا بالتماثل، فإن القلوب وإن اشتركت في هذا القول فهي مختلفة لا متماثلة.
وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «إن الحلال بيّن، وإن الحرام بيّن، وبين ذلك أمور متشابهات لا يعلمهن كثير من الناس» .
فدل على أنه يعلمها بعض الناس، وهي في نفس الأمر ليست متماثلة، بل بعضها حرام وبعضها حلال) .

وأما لفظ (الحشوية) فقد بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن هذا اللفظ ليس له مسمى معروف لا في الشرع، ولا في اللغة، ولا في العرف العام، وليس فيه ما يدل على شخص معين، ولا مقالة معينة، فلا يدرى من هم هؤلاء؟
ويذكر أن أول من تكلم بهذا اللفظ عمرو بن عبيد ، حيث قال: كان عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - حشوياً.
وأصل ذلك أن كل طائفة قالت قولاً تخالف به الجمهور والعامة فإنها تنسب قول المخالف لها إلى أنه قول الحشوية: أي الذين هم حشوٌ في الناس ليسوا من المتأهلين عندهم.
فالمعتزلة تسمي من أثبت القدر حشوياً، والجهمية يسمون مثبتة الصفات حشوية، والقرامطة - كأتباع الحاكم - يسمون من أوجب الصلاة والزكاة والصيام والحج حشوياً.
وأهل هذا المصطلح يعنون به حين يطلقونه: العامة الذين هم حشو، كما تقول الرافضة عن مذهب أهل السنة مذهب الجمهور .
وحين رد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على الرافضي في كتابه (منهاج السنة النبوية) قوله عن جماعة من الحشوية والمشبهة: إن الله تعالى جسم، له طول وعرض وعمق، وأنه يجوز عليه المصافحة... إلخ .
استفصل رحمه الله في المراد بالحشوية فقال:
(فإن كان مراده بالحشوية: طائفة من أصحاب الأئمة الأربعة دون غيرهم، كأصحاب أحمد أو الشافعي، أو مالك، فمن المعلوم أن هذه المقالات لا توجد فيهم أصلاً، بل هم يكفّرون من يقولها...
وإن كان مراده بالحشوية: أهل الحديث على الإطلاق: سواء كانوا من أصحاب هذا أو هذا، فاعتقاد أهل الحديث: هو السنة المحضة؛ لأنه هو الاعتقاد الثابت عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، وليس في اعتقاد أحد من أهل الحديث شيء من هذا، والكتب شاهدة بذلك.
وإن كان مراده بالحشوية: عموم أهل السنة والجماعة مطلقاً: فهذه الأقوال لا تعرف في عموم المسلمين وأهل السنة) .
وأما نزول الباري عزّ وجل إلى السماء الدنيا، واستواؤه على عرشه سبحانه وتعالى، فليس في نصوص شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ما يثبت أنه يشبّه نزول الرب بنزول المخلوقين، واستواءه باستوائهم، بل نصوصه صريحة في نفي المماثلة والمشابهة في غير موضع.
فحين تحدث عن منهج الوسطية عند أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات قال:
(ويعلمون مع ذلك أنه لا مثيل له في شيء من صفات الكمال، فلا أحد يعلم كعلمه، ولا يقدر كقدرته، ولا يرحم كرحمته، ولا يسمع كسمعه، ولا يبصر كبصره، ولا يخلق كخلقه، ولا يستوي كاستوائه، ولا يأتي كإتيانه، ولا ينزل كنزوله كما قال تعالى: { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ} [الإخلاص] ) .
وفي معرض رده على من ينفي الصفات الفعلية، بحجة أنها تستلزم التجسيم، صاغ قول المخالف وقوله على هيئة حوار قائلاً:
(فإذا قيل: سمعه ليس كسمعنا، وبصره ليس كبصرنا، وإرادته ليست كإرادتنا، وكذلك علمه وقدرته.
قيل له: وكذلك رضاه ليس كرضانا، وغضبه ليس كغضبنا، وفرحه ليس كفرحنا، ونزوله واستواؤه ليس كنزولنا واستوائنا) .
وقال عن الاستواء:
(وكذلك ما أخبر به عن نفسه من استوائه على العرش، ومجيئه في ظلل من الغمام، وغير ذلك من هذا الباب، ليس استواؤه كاستوائهم، ولا مجيئه كمجيئهم) .
وقال عن النزول ناقلاً عن الإمام أحمد بن حنبل (ت - 241هـ) رحمه الله في رسالته إلى مسدد أن النزول لا تعلم كيفيته:
(وهم متفقون على أن الله ليس كمثله شيء، وأنه لا يُعلم كيف ينزل، ولا تمثل صفاته بصفات خلقه) .
وحكم على من مثل استواء الله ونزوله باستواء المخلوقين ونزولهم بأنه مبتدع ضال .
وقد أطال النفس رحمه الله في الجواب عن شبهة أن إثبات الصفات يستلزم التجسيم، مبيناً قبل ذلك قاعدة مهمة وهي: أن كل من نفى شيئاً قال لمن أثبته إنه مجسم ومشبه، فغلاة الباطنية، نفاة الأسماء، يسمون من سمى الله بأسمائه الحسنى مشبهاً ومجسماً، فيقولون: إذا قلنا حي عليم، فقد شبهناه بغيره من الأحياء العالمين.
وكذلك إذا قلنا: هو سميع بصير، فقد شبهناه بالإنسان السميع البصير.
وإذا قلنا: رؤوف رحيم فقد شبهناه بالنبي الرؤوف الرحيم، بل قالوا: إذا قلنا: إنه موجود فقد شبهناه بسائر الموجودات، لاشتراكهما في مسمى الوجود .
ومثبتة الأسماء دون الصفات من المعتزلة ونحوهم، يقولون لمن أثبت الصفات: إنه مجسم، ومثبتة الصفات دون ما يقوم به من الأفعال الاختيارية يقولون لمن أثبت ذلك: إنه مجسم، وكذلك سائر النفاة .
وبين رحمه الله مذهب أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات: وأنه وسط بين التعطيل والتمثيل في مواضع متعددة من كتبه:
فقال: (أهل السنة والجماعة في الإسلام - كأهل الإسلام في الملل - فهم وسط في باب صفات الله عزّ وجل بين أهل الجحد والتعطيل، وبين أهل التشبيه والتمثيل؛ يصفون الله بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله من غير تعطيل ولا تمثيل، إثباتاً لصفات الكمال، وتنزيهاً له عن أن يكون له فيها أنداد وأمثال، إثبات بلا تمثيل، وتنزيه بلا تعطيل، كما قال تعالى: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11] ، رد على الممثلة: { وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [الشورى: 11] ، رد على المعطلة.
وقال تعالى: { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ } [الإخلاص] ) .
وذكر أن ما نفاه المعطلة من الأسماء والصفات ثابت بالشرع والعقل، وأن تسميتهم لما أثبته غيرهم تشبيه وتجسيم، إنما هو تمويه على الجهال.
وبين أن التمثيل والتشبيه المنهي عنه في الأسماء والصفات للباري عزّ وجل هو: ما يستلزم الاشتراك بين الخالق والمخلوق فيما يختص به الخالق، مما يختص بوجوبه أو جوازه أو امتناعه، فلا يجوز أن يشركه فيه مخلوق .
ويوضح أس المشكلة عند النفاة وهي: قياس الخالق بالمخلوق، فلو كان الخالق عزّ وجل عندهم متصفاً بالصفات، لكان مماثلاً للمخلوق المتصف بالصفات، ويخلص إلى نتيجة وهي: أن هذا القول في غاية الفساد؛ لأن تشابه الشيئين من بعض الوجوه، لا يقتضي تماثلهما في جميع الأشياء.
ولو كان إثبات الصفات يقتضي التجسيم؛ لكان الرسول صلّى الله عليه وسلّم إلى إنكار ذلك أسبق، وهو به أحق، وإن كان الطريق إلى نفي العيوب والنقائص، ومماثلة الخالق لخلقه هو ما في ذلك من التجسيد والتجسيم؛ كان إنكار ذلك بهذا الطريق هو الصراط المستقيم كما فعله من أنكر ذلك بهذا الطريق من القائلين بموجب ذلك من أهل الكلام، فلما لم ينطق النبي صلّى الله عليه وسلّم، ولا أصحابه والتابعون بحرف من ذلك، بل كان من نطق به موافقاً مصدقاً لذلك .
والقرآن الكريم بيّن الفرق بين الخالق والمخلوق، وأنه لا يجوز أن يسوى بين الخالق والمخلوق في شيء، فيجعل المخلوق نداً للخالق. قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ } [البقرة: 165] .
وقال تعالى: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً } [مريم: 65] .
وقال تعالى: { أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ * وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ * وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ * أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} [النحل: 17 - 21] .
قال رحمه الله في بيان لوازم التماثل بين الخالق والمخلوق، وأن التماثل غير ممكن:
(وقد علم بالعقل أن المثلين يجوز على أحدهما ما يجوز على الآخر، ويجب له ما يجب له، ويمتنع عليه ما يمتنع عليه، فلو كان المخلوق مماثلاً للخالق للزم اشتراكهما فيما يجب ويجوز ويمتنع، والخالق يجب وجوده وقدمه، والمخلوق يستحيل وجوبه وقدمه، بل يجب حدوثه وإمكانه، فلو كانا متماثلين للزم اشتراكهما في ذلك، فكان كل منهما يجب وجوده وقدمه، ويمتنع وجوب وجوده وقدمه، ويجب حدوثه وإمكانه، فيكون كل منهما واجب القدم واجب الحدوث، واجب الوجود ليس واجب الوجود، يمتنع قدمه لا يمتنع قدمه، وهذا جمع بين النقيضين) .
ومن رده رحمه الله على من توهم أن مدلول نصوص الصفات هو التمثيل، بين أنه يقع في أربعة أنواع من المحاذير:
الأول: كونه مثّل ما فهمه من النصوص بصفات المخلوقين، وظن أن مدلول النصوص هو التمثيل.
الثاني: أنه إذا جعل ذلك هو مفهومها وعطله، بقيت النصوص معطلة عما دلت عليه من إثبات الصفات اللائقة بالله.
الثالث: أنه ينفي تلك الصفات عن الله بغير علم، فيكون معطلاً لما يستحقه الرب تعالى.
الرابع: أنه يصف الرب بنقيض تلك الصفات من صفات الموات والجمادات، أو صفات المعدومات .
وتوسع رحمه الله في بيان قاعدة (اتفاق الأسماء والصفات لا يستلزم اتفاق المسميات والموصوفات عند الإضافة والتقييد والتخصيص).
ففي الأسماء: سمى الله نفسه حياً بقوله: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } [البقرة: 255] .
وبقوله: { وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ} [الفرقان: 58] .
وسمى بعض عباده حياً بقوله: { يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ} [يونس: 31] .
مع العلم أنه ليس الحي كالحي؛ لأن قوله: (الحي) اسم لله مختص به، وقوله: { يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ } [يونس: 31] ، اسم للحي المخلوق المختص به، وإنما يتفقان إذا أطلقا، وجردا عن التخصيص.
وسمى نفسه بالملك: {الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ } [الحشر: 23] ، وسمى بعض عباده الملك فقال: { وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ } [يوسف: 50] ، وليس الملك كالملك.
وسمى نفسه العزيز الجبار المتكبر فقال: { الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ } [الحشر: 23] .
وسمى بعض خلقه العزيز فقال: { قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ} [يوسف: 51] ، وسمى بعض خلقه بالجبار المتكبر فقال: { كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ } [غافر: 35] .
وفي الصفات: وصف - سبحانه - نفسه بالإرادة، ووصف عباده بالإرادة فقال: { تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: 67] .
ووصف نفسه بالمشيئة، ووصف بعض عباده بالمشيئة بقوله: { لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } [التكوير: 28 - 29] .
ووصف نفسه بالعمل بقوله: { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ } [يس: 71] .
ووصف عباده بالعمل بقوله: { جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [السجدة: 17] .
إلى غيرها من الأسماء والصفات الدالة على أن تماثل الأسماء والصفات لا يعني تماثل المسمى والموصوف عند الإطلاق (144).
وقد أجابت إحدى الباحثات عن رمي ابن تيمية رحمه الله بالتجسيم، بأن نصوص كتب ابن تيمية تدل دلالة واضحة على أنه بريء كل البراءة مما نسب إليه من شبهة التجسيم، إذ لا يمكن لسنّي مثله دافع عن الكتاب والسنة دفاعاً مريراً، إلى أن خافه الفقهاء والصوفية، فدسوا له عند الحكام، حتى سجن، أن يقول مثل هذا القول، وبينت أن الأسرة التي عاش فيها ابن تيمية لم تكن محاطة بالتشبيه والتجسيم، بل كانت أسرة متدينة ومتفقهة في الدين الإسلامي .


( نقلا عن كتاب " دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية " للدكتور عبدالله الغصن - وفقه الله ، طبع دار ابن الجوزي بالدمام ،ص161-139، ومن أراد الهوامش فعليه بالكتاب .. )




https://saaid.net/monawein/taimiah/index.htm .










قديم 2010-09-13, 17:36   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
01 algeroi
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dionysos93 مشاهدة المشاركة
لاحظ معي أيها الأخ الكريم

قال ابن تيمية
و ان أردت أنهم وصفوه بالصفات الخبرية مثل الوجه واليد و ذلك يقتضي التجزئة و التبعيض، أو انهم وصفوه بما يقتضي أن يكون جسما والجسم متبعض و متجزئ، و ان لم يقولوا هو جسم، فيقال له: لا اختصاص للحنابلة بذلك، بل هذا مذهب جماهير أهل الاسلام ، بل وسائر أهل الملل و سلف الأمة و أئمتها''.اهـ


فكيف يرضيك أن يقال أن مذهب السلف هو مذهب التجسيم و لا يرضيك أن يقال إن ابن تيمية مخالف و جاهل لمذهب السلف، ولكن لا غرابة هكذا يفعل التعصب للأشخاص بصاحبه.
ثم إنني عندما قلت جاهل ليس معناه الجهل المطلق بل أنا أعني الجهل بمراد السلف في هذه النقطة بالذات لا على إطلاقه .

أنا أدعوك لأن تناقش أقوال ابن تيمية فقط لا أن تأخذها على أنها مسلمات ،بل أشك أنك تقرؤها أصلا أو كأنك لا تريد أن تقرأها أو ربما تحاول إقناع نفسك بأنها مجرد نقول منتقاة بخبث يمكنك تفنيدها حالما ينجلي لك الأمر.

لا تتعجل البحث عن الرد أو المباهلة و حاول أن تقرأ للطرف الآخر فما أعيا شيء صاحبه كالتعصب بل أكثر من ذلك أدعوك لقراءة كتاب ابن تيمية نفسه الرد على أساس التقديس حتى تستطيع أن تكون لنفسك فكرة صحيحة و حيادية بعيدا عن اتهام الآخرين بالنقل غير الأمين أو عدم الفهم و لا تجعل أقصى همك هو الرد دون أن تكلف نفسك أدنى جهد لفهم ما نقول.

كان الأولى أن تنتظر من محاورك الردّ على مشاركتك السابقة قبل أن تحاول إلهاءه بإيراد آخر ..









قديم 2010-09-13, 17:45   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
01 algeroi
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dionysos93 مشاهدة المشاركة
فهنيئا لك الذكاء و الفطنة و الإنصاف....و التجسيم
بل الحقّ أنّه الذكاء والإنصاف يتطّلبان منك أن تاتينا بنقل عن صحابي واحد أو تابعي واحد إنكاره لعلوّ الله على خلقه فإن عجزت دلّ هذا على إفتقارك للحجة وتهافت إيرادك ذلك أنّه من غير المعقول أن يأتي مخالفك بمئات النقول عن أئمة الإسلام إثباتهم للعلوّ = أي علوّ الذات - بل حتى إمامك الأشعري يقرّ بهذا - ولا تقبل منه ذلك وترميه بالتجسيم في الوقت الذي تعجز فيه عن إقامة دليل واحد على دعواك ومع هذا ترمي إخوانك بما هم منه براء









آخر تعديل 01 algeroi 2010-09-13 في 20:07.
قديم 2010-09-13, 17:56   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
01 algeroi
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

الاخ مراد .. إذا زوّدتني ببريدك الإلكتروني أرسلت لك هدية ... ولتعتبرها هدية العيد وآسف لتعليقي هذا الطلب في هذه الصفحة










قديم 2010-09-13, 18:16   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
dionysos93
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مراد_2009 مشاهدة المشاركة

يبدوا أنك سيء الأدب مع العلماء حتى يأتي غر مثلك فيقول عن ِشيخ الاسلام بن تيمية جاهل

أقول لك ان لم يكن شيخ الاسلام بن تيمية عالم فلا ندري من هو العالم




سنفرد لك و الأمثالك ردا مستقلا في نفي هذه الفرية عن شيخ الاسلام

لاحظ معي أيها الأخ الكريم

قال ابن تيمية
و ان أردت أنهم وصفوه بالصفات الخبرية مثل الوجه واليد و ذلك يقتضي التجزئة و التبعيض، أو انهم وصفوه بما يقتضي أن يكون جسما والجسم متبعض و متجزئ، و ان لم يقولوا هو جسم، فيقال له: لا اختصاص للحنابلة بذلك، بل هذا مذهب جماهير أهل الاسلام ، بل وسائر أهل الملل و سلف الأمة و أئمتها''.اهـ


فكيف يرضيك أن يقال أن مذهب السلف هو مذهب التجسيم و لا يرضيك أن يقال إن ابن تيمية مخالف و جاهل لمذهب السلف، ولكن لا غرابة هكذا يفعل التعصب للأشخاص بصاحبه.
ثم إنني عندما قلت جاهل ليس معناه الجهل المطلق بل أنا أعني الجهل بمراد السلف في هذه النقطة بالذات لا على إطلاقه .

أنا أدعوك لأن تناقش أقوال ابن تيمية فقط لا أن تأخذها على أنها مسلمات ،بل أشك أنك تقرؤها أصلا أو كأنك لا تريد أن تقرأها أو ربما تحاول إقناع نفسك بأنها مجرد نقول منتقاة بخبث يمكنك تفنيدها حالما ينجلي لك الأمر.

لا تتعجل البحث عن الرد أو المباهلة و حاول أن تقرأ للطرف الآخر فما أعيا شيء صاحبه كالتعصب بل أكثر من ذلك أدعوك لقراءة كتاب ابن تيمية نفسه الرد على أساس التقديس حتى تستطيع أن تكون لنفسك فكرة صحيحة و حيادية بعيدا عن اتهام الآخرين بالنقل غير الأمين أو عدم الفهم و لا تجعل أقصى همك هو الرد دون أن تكلف نفسك أدنى جهد لفهم ما نقول.


فأنت إذا كنت تسلم ما يقول به علماؤك من أن كُتُب شيخ الإسلام ابن تيمية شاهِدة على تقريره لِعقيدة السلف ، وما عليه الأئمة الأربعة ؛ مِن إثبات ما أثبته الله لنفسه مِن غير تحريف ولا تأويل ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف .
فإنني أقول لك : أنا لم أجد ما وجدوا بعد قراءة أساس التقديس ، فما تنقم مني؟









قديم 2010-09-13, 18:31   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
01 algeroi
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dionysos93 مشاهدة المشاركة

فأنت إذا كنت تسلم ما يقول به علماؤك من أن كُتُب شيخ الإسلام ابن تيمية شاهِدة على تقريره لِعقيدة السلف ، وما عليه الأئمة الأربعة ؛ مِن إثبات ما أثبته الله لنفسه مِن غير تحريف ولا تأويل ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف .
فإنني أقول لك : أنا لم أجد ما وجدوا بعد قراءة أساس التقديس ، فما تنقم مني؟
ليست العبرة في أنّك وجدت أم لم تجد .. بل العبرة في مدى موضوعية أقوالك وإتسّاقها مع الدليل فكثيرا ما يزعم البعض الحيادية والموضوعية وعدم التعصب مع أنّهم أسرى لترسبات فكرية لقّنوها تلقينا يوم كانوا صغارا ثمّ لم يجدوا الوقت الكافي لدراستها أو حتى وزنها بميزان الدليل يوم صاروا كبارا فصارت عندهم مسلّمات رغم أنّها عند مخالفيهم من أبطل الباطل .. على كلّ أنصحك بالإبتعاد عن سياسة - آخر كلمة - ولتترك لمحاورك فرصة الجواب عن إيراداتك الكثيرة إلاّ إذا كنت تريد حوار نفسك وإغماط حقّ غيرك فعندها لن يعدوا هذا الحوار أن يكون جولة أخرى من الجولات العديدة في هذا المنتدى وغيره ..









قديم 2010-09-13, 20:37   رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
dionysos93
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة 01 algeroi مشاهدة المشاركة
ليست العبرة في أنّك وجدت أم لم تجد .. بل العبرة في مدى موضوعية أقوالك وإتسّاقها مع الدليل فكثيرا ما يزعم البعض الحيادية والموضوعية وعدم التعصب مع أنّهم أسرى لترسبات فكرية لقّنوها تلقينا يوم كانوا صغارا ثمّ لم يجدوا الوقت الكافي لدراستها أو حتى وزنها بميزان الدليل يوم صاروا كبارا فصارت عندهم مسلّمات رغم أنّها عند مخالفيهم من أبطل الباطل .. على كلّ أنصحك بالإبتعاد عن سياسة - آخر كلمة - ولتترك لمحاورك فرصة الجواب عن إيراداتك الكثيرة إلاّ إذا كنت تريد حوار نفسك وإغماط حقّ غيرك فعندها لن يعدوا هذا الحوار أن يكون جولة أخرى من الجولات العديدة في هذا المنتدى وغيره ..



قولك

لاحظت بأنّ المخالف قد بتر نقله عن ابن كثير رحمه الله وأسقط عبارة تشكلّ فارقا كبيرا في المعنى بين ما قاله ابن كثير وما حاول المخالف إيهام القاريء بأنّه يقوله وهذه العبارة هي ( على على ما هو منسوب إلى ابن حنبل ) إذن عبارة ابن كثير هي ( ( وفيها استدعي تقي الدين أحمد بن تيمية من دمشق إلى مصر ، وعقد له مجلس ، وأمسك وأودع الاعتقال ، بسبب عقيدته ، فإنه كان يقول بالتجسيم على ما هو منسوب إلى ابن حنبل )


هذا لا يغير من الأمر شيئا مع أن العبارة نقلتها كما وجدتها أقول و هذا القول معناه أن ابن تيمية كان يقول بالتجسيم على طريقة ابن حنبل أو يقول بالتجسيم المنسوب إلى ابن حنبل فالمعنى أن كليهما يقول بالتجسيم و لكن ابن حنبل هو صاحب المذهب أما ابن تيمية بمثابة التابع في ذلك


لوجه الأول : أن كُتُب شيخ الإسلام ابن تيمية شاهِدة على تقريره لِعقيدة السلف ، وما عليه الأئمة الأربعة ؛ مِن إثبات ما أثبته الله لنفسه مِن غير تحريف ولا تأويل ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف .
ومِن كُتُب شيخ الإسلام ابن تيمية في تقرير عقيدة السلف : العقيدة الواسطية ، والعقيدة التدمرية ، والفتوى الحموية الكبرى ، والعقيدة الأصفهانية .

و من كتبه أتيت لك بما أوردت فما تقول؟

ليست العبرة في أنّك وجدت أم لم تجد .. بل العبرة في مدى موضوعية أقوالك وإتسّاقها مع الدليل



أقول وجدت لأنني قرأت و اطلعت بنفسي و لم أجتر أقوالا و أحكاما قالها غيري و الدليل أتيت به فإني أردت من صاحبك و منك أن تردوا الشبهة عن شيخكم مما أوردته لا مما توردونه أنتم بكثرة الإيرادات بمعنى هل يستلزم ما أوردته من أقوال شيخ الإسلام القول بالتجسيم أم لا؟

فكثيرا ما يزعم البعض الحيادية والموضوعية وعدم التعصب مع أنّهم أسرى لترسبات فكرية لقّنوها تلقينا يوم كانوا صغارا ثمّ لم يجدوا الوقت الكافي لدراستها أو حتى وزنها بميزان الدليل يوم صاروا كبارا فصارت عندهم مسلّمات رغم أنّها عند مخالفيهم من أبطل الباطل ..

و تبعا لذلك و حتى أتخلص من ترسباتي الفكرية قررت أن أطلع على ما قاله شيخ الإسلام فكانت صدمتي كبيرة فلجأت إليكم علني أظفر منكم بتوضيحات أو تصحيحات لفكرتي و لكنني لم أجد من أتباعه إلا المكابرة و مناقشتهم مخالفيهم من نياتهم لا من أدلتهم ثم كما يقال كل إناء بما فيه ينضح و التلقين الفكري ينسحب على كلينا فلا تحكم علي مما لم أقله، و أشهد الله العظيم أنني سأكون شاكرا لك لو أثبتت لي أن ابن تيمية لا يشوبه التجسيم و لكن مما ذكرت لك فأنا أحاجج بما يقوله هو لا بما يقوله عنه العلماء


على كلّ أنصحك بالإبتعاد عن سياسة - آخر كلمة - ولتترك لمحاورك فرصة الجواب عن إيراداتك الكثيرة إلاّ إذا كنت تريد حوار نفسك وإغماط حقّ غيرك فعندها لن يعدوا هذا الحوار أن يكون جولة أخرى من الجولات العديدة في هذا المنتدى وغيره ..

إذا طرحت على الأخ سؤالا و لم يناقشني فيما أوردت بل أكثر علي من النقول دون الرجوع إلى ما قلت عددت ذلك هروبا من الجواب فأتقدم في الموضوع، و في موضوعنا ألزمه بالإعتراف بأن شيخ الإسلام يقول بالتجسيم مما قاله لا مما يقال عنه، فإذا رأى غير ذلك و قرر أني اتهمته فليقل أما إذا لم يكن جوابه في صلب ما قلت فهدا لا يعنيني في شيء لأنه أسلوب مداراة لا مصارحة









قديم 2010-09-13, 22:06   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
01 algeroi
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dionysos93 مشاهدة المشاركة
قولك

لاحظت بأنّ المخالف قد بتر نقله عن ابن كثير رحمه الله وأسقط عبارة تشكلّ فارقا كبيرا في المعنى بين ما قاله ابن كثير وما حاول المخالف إيهام القاريء بأنّه يقوله وهذه العبارة هي ( على على ما هو منسوب إلى ابن حنبل ) إذن عبارة ابن كثير هي ( ( وفيها استدعي تقي الدين أحمد بن تيمية من دمشق إلى مصر ، وعقد له مجلس ، وأمسك وأودع الاعتقال ، بسبب عقيدته ، فإنه كان يقول بالتجسيم على ما هو منسوب إلى ابن حنبل )


هذا لا يغير من الأمر شيئا مع أن العبارة نقلتها كما وجدتها أقول و هذا القول معناه أن ابن تيمية كان يقول بالتجسيم على طريقة ابن حنبل أو يقول بالتجسيم المنسوب إلى ابن حنبل فالمعنى أن كليهما يقول بالتجسيم و لكن ابن حنبل هو صاحب المذهب أما ابن تيمية بمثابة التابع في ذلك

بل يغيّر .. ويغيّر كثيرا عزيزي المحاور .. ذلك أنّ قول ابن كثير يثبت بأنّ ابن تيمية رحمه الله على مذهب الإمام أحمد لا كما توهمه العبارة كما نقلتها أنت فالعبارة كما نقلتها أنت توهم القاريء الكريم بأنّ ابن كثير رحمه الله يرمي ابن تيمية بالتجسيم أمّا العبارة كما قالها ابن كثير فهي دليل على أنّ ابن تيمية قد قال بقول الإمام أحمد ولم يأت بشيء من عنده وقد جاء في جواب الشيخ السحيم حفظه الله العديد من الشواهد التي ترجّح هذا الفهم مع أنّي أفضّل إحالة القاريء إلى البداية والنهاية وليطالع بنفسه ... الحكاية


لوجه الأول : أن كُتُب شيخ الإسلام ابن تيمية شاهِدة على تقريره لِعقيدة السلف ، وما عليه الأئمة الأربعة ؛ مِن إثبات ما أثبته الله لنفسه مِن غير تحريف ولا تأويل ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف .
ومِن كُتُب شيخ الإسلام ابن تيمية في تقرير عقيدة السلف : العقيدة الواسطية ، والعقيدة التدمرية ، والفتوى الحموية الكبرى ، والعقيدة الأصفهانية .

و من كتبه أتيت لك بما أوردت فما تقول؟

[size="5"]أمّا النقول التي نقلتها فهي بين أمرين :
1 - قراءة خاطئة لكلام الشيخ
2 - نسبة اقوال المتكلّمين لشيخ الإسلام رحمه الله
وسيأتيك الجواب فلا تستعجل ولتترك الكلام حتى يردّ محاورك على مشاركتك السابقة أمّا إن أصرّيت على هذه الطريقة فلن ينتفع أحد بل سنلجأ لمثلها ولنرى بعدها النتيجة
[/SIZE]


ليست العبرة في أنّك وجدت أم لم تجد .. بل العبرة في مدى موضوعية أقوالك وإتسّاقها مع الدليل



أقول وجدت لأنني قرأت و اطلعت بنفسي و لم أجتر أقوالا و أحكاما قالها غيري و الدليل أتيت به فإني أردت من صاحبك و منك أن تردوا الشبهة عن شيخكم مما أوردته لا مما توردونه أنتم بكثرة الإيرادات بمعنى هل يستلزم ما أوردته من أقوال شيخ الإسلام القول بالتجسيم أم لا؟

بل أقوالك لا تعدوا تكرارا لما يردده الأشعرية منذ أن كسرهم شيخ الإسلام رحمه الله بل حتى المنصفون منهم ردّوا على هذه الفرية ومع هذا فبإمكانك إدّعاء ما تشاء من الدعاوى وبإمكان مخالفك قلبها عليك ذلك أنّ مخالفيكم من المعتزلة يرمونكم بمثل ما ترمون به شيخ الإسلام في إثباتكم للصفات التي تثبتونها بل لازم أقوالكم أنّ متقدّمي اشياخكم ممّثلة لأنّهم يثبتون من الصفات ما لا يثبته المتأخرون أمّا عن مطالبتك بنقض دليلك فهذا ما وعدك به الأخ مراد ولتتأكّد بأنّي لن أتأخّر بنقض ما يسعفني الوقت بنقضه .. فلست وحيد زمانك ولا أنت آت بما لم تستطعه الأوائل

فكثيرا ما يزعم البعض الحيادية والموضوعية وعدم التعصب مع أنّهم أسرى لترسبات فكرية لقّنوها تلقينا يوم كانوا صغارا ثمّ لم يجدوا الوقت الكافي لدراستها أو حتى وزنها بميزان الدليل يوم صاروا كبارا فصارت عندهم مسلّمات رغم أنّها عند مخالفيهم من أبطل الباطل ..

و تبعا لذلك و حتى أتخلص من ترسباتي الفكرية قررت أن أطلع على ما قاله شيخ الإسلام فكانت صدمتي كبيرة فلجأت إليكم علني أظفر منكم بتوضيحات أو تصحيحات لفكرتي و لكنني لم أجد من أتباعه إلا المكابرة و مناقشتهم مخالفيهم من نياتهم لا من أدلتهم ثم كما يقال كل إناء بما فيه ينضح و التلقين الفكري ينسحب على كلينا فلا تحكم علي مما لم أقله، و أشهد الله العظيم أنني سأكون شاكرا لك لو أثبتت لي أن ابن تيمية لا يشوبه التجسيم و لكن مما ذكرت لك فأنا أحاجج بما يقوله هو لا بما يقوله عنه العلماء

بل هي هي تلك الترسبّات التي تعمي بصيرتك وتحجب عقلك لم تزل آثارها ماثلة أمام عيني وأنا أقرأ مداخلاتك فمن غير المنطقي أن ترفع ردّا أو تثير شبهة ثمّ تصرخ في كل لحظة ردّوها إن استطعتم ذلك أنّنا لسنا في مجلس مناظرة مفتوح بل هو حوار منتديات يكتب فيه كلّ واحد ما أسعفه وقته بكتابته وقد يتأخر أو يتقدم تبعا لعوامل كثيرة .. أهمها الوقت فأرجوا أن تكفّ عن اسلوبك هذا فهو لا يليق


على كلّ أنصحك بالإبتعاد عن سياسة - آخر كلمة - ولتترك لمحاورك فرصة الجواب عن إيراداتك الكثيرة إلاّ إذا كنت تريد حوار نفسك وإغماط حقّ غيرك فعندها لن يعدوا هذا الحوار أن يكون جولة أخرى من الجولات العديدة في هذا المنتدى وغيره ..

إذا طرحت على الأخ سؤالا و لم يناقشني فيما أوردت بل أكثر علي من النقول دون الرجوع إلى ما قلت عددت ذلك هروبا من الجواب فأتقدم في الموضوع، و في موضوعنا ألزمه بالإعتراف بأن شيخ الإسلام يقول بالتجسيم مما قاله لا مما يقال عنه، فإذا رأى غير ذلك و قرر أني اتهمته فليقل أما إذا لم يكن جوابه في صلب ما قلت فهدا لا يعنيني في شيء لأنه أسلوب مداراة لا مصارحة

نقاشنا كان حول إثبات الصفات وليس حول شخص شيخ الإسلام رحمه الله والذي غيّر مجرى الموضوع هربا من الأدلة هو أنت وليس محاورك ولتعلم بأنّي قد غسلت يدي من مثل هذه الحوارات من زمن إلاّ أنّي لن أتأخر بإذن الله عن الردّ على الشبهات التي تثيرها ويثيرها غيرك ممّن هم على مثل قولك وعلى هذا فسأبدأ بتقرير القواعد أوّلا ثمّ سرد الأدلة وسأتحفك بنقض كلّ شبهة في حينها ذلك أنّي لا أكتب لك أنت بل أكتب للقاريء المحايد الذي قد يكون على غير دراية بأصول أهل السنّة في هذه النقاط وسأبدأ من إشكالية الصفات بين الحقيقة والمجاز وسنرى بإذن الله ما كان موقف السلف من هذه القضية ثمّ أتحفك بغيرها إن شاء الله وسأترك للأخ مراد مسألة تتبّع كلامك مع أنّي أعدك ولسواد عينيك كما يقال بنقض نموذجي لأحد نقولك وقد أتابع تبعا لتقدّم الحوار بينك وبين أخي
بين السطور ..









قديم 2010-09-14, 13:58   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
01 algeroi
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

[QUOTE=dionysos93;3702324]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مراد_2009 مشاهدة المشاركة

والجواب عنها ما قاله ابن تيمية في ( التدمرية ) ( ص 45 ) : قد يراد ب ( الجهة ) شيء موجود غير الله فيكون ‏مخلوقا كما إذا أريد ب ( الجهة ) نفس العرش أو نفس السماوات وقد يراد به ما ليس بموجود غير الله تعالى كما ‏إذا أريد بالجهة ما فوق العالم . ومعلوم أنه ليس في النص إثبات لفظ الجهة ولا نفيه كما فيه إثبات العلو والاستواء ‏والوفوقية والعروج إليه ونحو ذلك وقد علم أن ما ثم موجود إلا الخالق والمخلوق والخالق سبحانه وتعالى مباين ‏للمخلوق ليس في مخلوقاته شيء من ذاته ولا في ذاته شيء من مخلوقاته فيقال لمن نفى : أتريد بالجهة أنها شيء ‏موجود مخلوق ؟ فالله ليس داخلا في المخلوقات أم تريد بالجهة ما وراء العالم فلا ريب أن الله فوق العالم . وكذلك ‏يقال لمن قال : الله في جهة . أتريد بذلك أن الله فوق العالم أو تريد به أن الله داخل في شيء من المخلوقات ؟ فإن ‏أردت الأول فهو حق وإن أردت الثاني فهو باطل




من هذا الكلام تفهم أن ابن تيمية يقول أن الله موجود خارج العالم في جهة الفوق من العالم

هذا القول معلوم بالضّرورة ولا ينكره إلاّ دعاة الحلول ذلك أنّ الجميع متّفق على أنّه ما ثمّ سوى الله والعالم وكلّ ما سوى الله هو العالم ولا يخرج الأمر عن شيئين :

- إمّا أن يكون الله قد خلق العالم في نفسه وهذا قول الحلولية
- إمّا أن يكون الله قد خلق العالم خارج نفسه وهذا قول جميع العقلاء





والذي ينفيه ابن تيمية فقط هو أن يكون الله تعالى موجودا في شيء خارج العالم ،

الذي ينفيه ابن تيمية رحمه الله هو أن يكون الله موجودا في شيء من العالم ذلك أنّه ما ثمّة إلاّ الله والعالم

هذا هو الأمر الوحيد الذي ينفيه ابن تيمية و لكن لا ينفي كون الله تعالى نفسه جهة

ابن تيمية قد فصّل القول في الجهة وبيّن بأنّها مصطلح حادث لم يؤثر إطلاقه لا نفيا ولا إثباتا وعليه فالواجب هو الإستفصال عن دلالة هذا المصطلح عند من أطلقه ثمّ يتمّ الكلام إمّا نفيا وإمّا إثباتا فابن تيمية لا ينفي كون الله في (جهة) عند من يلبّس على الناس بجعل لفظ (الجهة) مكان لفظ (فوق العالم ّ) وعليه فلنقرأ كلام المحاور بطريقة صحيحة ليصبح ( هذا هو الأمر الوحيد الذي ينفيه ابن تيمية و لكن لا ينفي كون الله تعالى نفسه فوق العالم ) وهذا هو القول الذي دلّت عليه الآيات والأحاديث والآثار وأقوال الأئمة بل عقلاء البشر جميعهم مقرّون بأنّ هذا هو الحقّ الذي ليس دونه إلاّ الضلال وقد جمع أقوالهم العلامة ابن القيّم رحمه الله في كتابه إجتماع الجيوش الإسلامية في غزو المعطّلة والجهمية فليراجعه من شاء

،أي إذا أراد أن يتوجه و يتحرك و ينتقل إلى العالم فإن الجهة التي يتحرك منها هي عين ذاته و التي ينتقل إليها هي عين العالم و هذا هو نفس الأمر الذي وقع فيه الخلاف بين المنزهة و المجسمة فالخلاف بينهم هو في الجهة بهذا المعنى .

بل هذا القول هو من أكبر الأدّلة على أنّ المحاور يقع في شبّه ثمّ يقوده تصوّره الباطل إلى التعطّيل فرارا من موقفه الأوّل ذلك أنّ هذا الذي قام بشرحه هو خوض في الكيفية وقد نهينا عن الخوض فيها ذلك أنّه لا يتصور -مثلا- نزول الله عزّ وجلّ إلاّ بحلوله في شيء من العالم وهذا لا يصحّ إلاّ في حقّ المخلوق أمّا الله عزّ وجلّ فينزل كيف شاء ويصعد كيفما يشاء آمنّا بما جاء في الكتاب وما قرّرته السنّة لا نجاوز القرآن والحديث

فعرفت إذن أن ما أوردته لأبن تيمية هو نقيض ما أردته إذ صاحبه يقول:
أن الله هو نفسه جهة نفسه فهو الجهة التي ينتقل منها إلى العالم و هو أيضا الجهة التي يتوجه إليها الناس من العالم .

وبهذا علم القاريء مدى التلبيس الذي يلجأ إليه المخالف وهو ينقل بكلّ خيانة موقف مخالفيه وقد سبق وأن شرحت لك أنّ قوله (أن الله هو نفسه جهة نفسه ) هو تقويل لشيخ الإسلام ذلك أنّ الشيخ رحمه الله لم يقل يوما بأنّ الله جهة نفسه بل هو لا يطلق لفظ الجهة إثباتا ولا نفيا بل يناقش من أطلق هذا اللفظ في حقّ الله عزّ وجلّ ويريد أن يخلص من ورائه إلى التعطيل وعلمنا ممّا سبق أنّ قول شيخ الغسلام هو قول السلف جميعا بأنّ الله فوق العالم وعرفتم بأنّ المحاور معطّل لا يؤمن بعلوّ الله على خلقه


و لما أراد تبيين الفرق بين الأشاعرة و بين من أطلق عليهم أنهم أهل الحديث قال إن أهل الحديث أثبتو ا العلو و الأشاعرة نفوا الجهة ،فيفهم من مقابلته الجهة و العلو أنه يريد بالعلو نفس معنى الجهة فيكون معنى كلامه أن الأشاعرة نفوا الجهة و أهل الحديث أثبتوا الجهة و معلوم أن ابن تيمية إنما ينصر مذهب أهل الحديث .

كان الأولى أن تستخدم لفظ (العلو) الذي ينفيه أشياخك تترسا وراء لفظ (الجهة) وعليه فأنا أقول بأنّ أهل الحديث مثبتون للعلوّ والاشعرية المتأخرّون نافون له ومعلوم أنّ ابن تيمية ينصر أقوال أهل الحديث

و الجهة عند ابن تيمية من أعظم الصفات التي يتصف به الله تعالى، بل هي كما يقول يحصل بها التمايز بين الموجودات أكثر مما يحصل به التمايز بالصفات المعاني مثل القدرة و الإرادة و العلم أي أن تميز الله عن خلقه بالجهة أعظم من تميزه عنهم باٌرادة و القدرة و العلم و سائر الصفات.

بل تميّز الله بالعلوّ فقد تقدّم بأن لفظ الجهة هو من كيس أصحابك

و إذا كان الأمر كذلك فكيف يقول بأن هذه الجهة عدمية فهل يتميز الله عن خلقه بأمر عدمي و هل يعقل أن يكون تميزه عنهم بألأمر العدمي أعظم من تميزه عنهم بالصفات الوجودية الأخرى؟

الردّ على هذا القول وبالتفصيل في النقل الذي نقلته عن شيخ الإسلام رحمه الله في مشاركة سابقة

فإذا أردنا أن نفهم من كل ذلك معنى صحيحا فإنه يرجع إلى أن الله تعالى يتميز عن الخلق بذاته أي بنفس حقيقته لا بكونه في جهة منهم و يتميز عنهم بصفاته و هو ما أعتقد به

بل إذا أردنا أن نفهم ذلك فهما صحيحا فإنّه يرجع إلى أنّ الله يتميّز عن خلقه بذاته وأعظم ما يميّز ذاته هو مباينته لخلقه وعلوّه عليهم وهذا هو الأمر الذي تنمفيه المعطّلة فصاروا بين أمرين :
1 - إعتقاد الحلول
2 - إعتقاد عدم الوجود


سلام
تعقيبات بسيطة على مشاركة لم أنتبه لها إلاّ الآن وهي مشاركة فوق الحساب في إنتظار ما سيكتبه الأخ مراد حفظه الله









قديم 2010-09-14, 14:27   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
01 algeroi
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dionysos93 مشاهدة المشاركة
أقوال ابن تيمية في تجسيم رب العالمين

جاء في كتاب " المختصر في أخبار البشر " لابن كثير ، في أحداث سنة خمس وسبعمائة ( 705 هـ ) ، ما نصه : ( وفيها استدعي تقي الدين أحمد بن تيمية من دمشق إلى مصر ، وعقد له مجلس ، وأمسك وأودع الاعتقال ، بسبب عقيدته ، فإنه كان يقول بالتجسيم )

قال ان تيمية في الرد على أساس التقديس [1/93]:
" ومعلوم أن كون الباري ليس جسما، ليس هو مما تعرفه الفطرة بالبديهة، ولا بمقدمات قريبة من الفطرة ،و لا بمقدمات بينة في الفطرة، بل بمقدمات فيها خفاء و طول،و ليست مقدمات بينة ولا متفقا على قبولها بين العقلاء، بل كل طائفة من العقلاء تبين أن من المقدمات التي نفت بها خصومها ذلك ما هو فاسد معلوم الفساد بالضرورة عند التأمل
و ترك التقليد ، وطوائف كثيرون من أهل الكلام يقدحون في ذلك كله ويقولون: بل قامت القواطع العقلية على نقيض هذا المطلوب، و ان الموجود القائم بنفسه لا يكون الا جسما و ما لا يكون جسما لا يكون [إلا] معدوما . و من المعلوم أن هذا أقرب الى الفطرة و العقول من الأول" اهـ

ثم رجع الى تأكيد هذا المعنى في (1/97) فقال:
" بل هذا القول الذي اتفق عليه العقلاء من أهل الاثبات و النفي:اتفقوا أن الوهم والخيال لا يتصور موجودا إلا متحيزا أو قائما بمتحيز وهو الجسم و صفاته.
ثم المثبتة قالوا: و هذا حق معلوم أيضا بالأدلة العقلية والشرعية، بل بالضرورة.

و قالت النفاة: انه قد يعلم بنوع من دقيق النظر أن هذا باطل.
فالفريقان اتفقوا على أن الوهم والخيال يقبل قول المثبتة الذين ذكرت أنهم يصفونه بالأجزاء والأبعاض و تسميهم المجسمة، فهو يقبل مذهبهم لا نقيضه في الذات"اهـ

و قال في [1/19] من التأسيس:
'' ..و هذا حقيقة قول الجهمية الذين يقولون إنه [أي الله] لا يمكن رؤيته و إحساسه.
فإن كل موجود قائم بنفسه يمكن رؤيته، بل كل موجود يمكن احساسه إما بالرؤية و اما بغيرها، فما لا يعرف بشيء من المحسوس لم يكن إلا معدوما، حتى ان الصور الذهنية يمكن احساسها من حيث وجود ذاتها و لكن هي من جهة مطابقتها للمعدومات كلية والمطابقة صفة لها اضافية. فهذه معاني ينبغي أن يفطن لها'' اهـ

و قال في [1/324] منه:
''..فهكذا ما ذكروه عن السمنية، انما كان أصل قولهم أن الموجود لا بد أن يمكن أن يكون محسوسا بإحدى الحواس، لا أنه لا بد لمن أقر به أن يحس به. وهذا الأصل الذي قالوه عليه أهل الاثبات؛ فإن أهل السنة والجماعة المقرّين بأن الله تعالى يُرى متفقون على أن ما لا يمكن معرفته بشيء من الحواس فإنما يكون معدوما لا موجودا ''اهـ

و قال في ص 46 من التسعينية:

''..و معلوم أن الخلق كلهم ولدوا على الفطرة ، ومعلوم بالفطرة أن ما لا يمكن احساسه لا باطنا ولا ظاهرا لا وجود له''.اهـ.

و قال في التأسيس [1/9] :
'' و طوائف من النظار قالوا: ما ثمّ موجود إلا جسم أو قائم بجسم، اذا فسر الجسم بالمعنى الاصطلاحي لا اللغوي، كما هو مستقر في فطر العامة. وهذا قول كثير من الفلاسفة أو أكثرهم ، وكذلك أيضا الأئمة الكبار كالامام أحمد في رده على الجهمية،و عبد العزيز المكي في رده على الجهمية و غيرهما ؛بينوا أن ما ادعاه النفاة من اثبات قسم ثالث ليس بمباين و لا محايث معلوم الفساد بصريح العقل، وان هذه من القضايا البينة التي يعلمها العقلاء بعقولهم''.اهـ

و قال في التأسيس [1/33]:
'' قال الرازي: و أما الحنابلة الذين التزموا الأجزاء والأبعاض...
فيقال[أي ابن تيمية]: ان أردت بهذا الكلام أنهم وصفوه بلفظ الأجزاء و الأبعاض و أطلقوا ذلك عليه من غير نفي للمعنى الباطل، وقالوا إنه يتجزأ أو يتبعض و ينفصل بعضه عن بعض فهذا ما يعلم أحد من الحنابلة يقوله.
و ان أردت اطلاق لفظ البعض على صفاته في الجملة فهذا ليس مشهورا عنهم، لاسيما والحنابلة أكثر اتباعا لألفاظ القرآن والحديث من الكرامية و من الاشعرية بإثبات لفظ الجسم، فهذا مأثور عن الصحابة و التابعين و الحنبلية، وغيرهم متنازعون في اطلاق هذا اللفظ كما سنذكره ان شاء الله.
و ان أردت أنهم وصفوه بالصفات الخبرية مثل الوجه واليد و ذلك يقتضي التجزئة و التبعيض، أو انهم وصفوه بما يقتضي أن يكون جسما والجسم متبعض و متجزئ، و ان لم يقولوا هو جسم، فيقال له: لا اختصاص للحنابلة بذلك، بل هذا مذهب جماهير أهل الاسلام ، بل وسائر أهل الملل و سلف الأمة و أئمتها''.اهـ
وقال في كتابه بيان تلبيس الجهمية (1/101) ما نصه : "وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا قول أحد من سلف ‏الأمة وأئمتها أنه ليس بجسم، وأن صفاته ليست أجسامًا وأعراضًا، فنفي المعاني الثابتة بالشرع والعقل بنفي ألفاظ لم ‏ينف معناها شرع ولا عقل جهل وضلال " اهـ.‏

قال الإمام الشافعي رحمه الله : ((من قال أن الله جسم لا كالأجسام كفر)) من الأشباه والنظائر للسيوطي

ويكفي في بيان أن ابن تيمية مخالف لمذهب السلف وانه جاهل بمذهبهم ما نقله أبو الفضل التميمي رئيس الحنابلة ببغداد وابن رئيسها عن أحمد قال - ‏‏اعتقاد الإمام أحمد (ص/ 7- 8)- :"وأنكر أحمد على من يقول بالجسم وقال: إن الأسماء مأخوذة من الشريعة واللغة، وأهل اللغة وضعوا هذا ‏الاسم على ذي طولٍ وعرضٍ وسمكٍ وتركيبٍ وصورةٍ وتأليف والله تعالى خارج عن ذلك كله، فلم يجز أن يسمى ‏جسمًا لخروجه عن معنى الجسمية، ولم يجىء في الشريعة ذلك فبطل" أ هـ، ونقله الحافظ البيهقي عنه في مناقب ‏أحمد وغيرُه.
حيث أنّي لم أكن اريد أن أسبق أخي مراد بفضل نقض هذه المشاركة فإنّي اسمح لنفسي بدلالته على محلّ نقضها وهوكتاب نقض الكاشف الصغير لسعيد فودة تأليف الاخ الفاضل عبد الباسط بن يوسف الغريب فلتتفضّلوه مشكورين ولعلّ الأخ مراد يلخّص لنا ردّا إعتمادا عليه وشكرا


https://www.saaid.net/book/open.php?cat=88&book=3632

]









قديم 2010-09-14, 14:40   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
Ilhem daystar
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية Ilhem daystar
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم










 

الكلمات الدلالية (Tags)
أثبتها, ثلاث, صفات


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:25

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc