اما من ناحية اخرى ما فعله هؤلاء الخوارج في الآونة الأخيرة من أعمال التفجير والاغتيال هو من الافساد في الأرض الذي نهى الله – سبحانه وتعالى – عنه, فقال تعالى: (إنما جزاء الذين يُحَاربون اللهَ ورسولهُ ويسعونَ في الأرضَ فساداً أن يُقتلوا أو يُصلبوا أو تقطع أيدِيهم وأرجُلهم من خلافٍ أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهُم في الآخرة عذابٌ عظيم) [المائدة 33].
● وقال سبحانه: (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام
●( وإذا تولى سعى في الأرض ليُفسد فيها ويُهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد) [البقرة 205].
● وقال سبحانه عن اليهود: (كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين) [المائدة 64].
● وقال سبحانه: (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين) [القصص83].
● وقال سبحانه: (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم) [محمد23].
وقال سبحانه لقوم موسى عليه السلام: (كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين) [البقرة 60].
وقال سبحانه: (وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيلَ المفسدين) [الأعراف 142].
وقال تعالى: (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها) [الأعراف56].
قال القرطبي رحمه الله: (قوله تعالى: (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها) فيه مسألة واحدة: وهو أنه سبحانه نهى عن كل فساد قلَّ أو كثر, بعد صلاحٍ قلَّ أو كثر, فهو على العموم على الصحيح من الأقوال).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أبغض الناس إلى الله ثلاثة: ملحدٌ في الحرم, ومبتغٍ في الإسلام سُنَّة الجاهلية, ومُطَّلِبُ دم امرئٍ بغير حقٍّ ليريق دمه).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يزال المؤمنُ في فسحةٍ من دينه ما لم يصب دماً حراماً).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أول ما يُقضى بين الناس يومَ القيامة في الدماء).
وروى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قوله: (وجاء في قرار هيئة كبار العلماء برئاسة الشيخ ابن باز حول حادث تفجير العليا :" إن الهيئة إذ تقرر تحريم هذا الإجرام وتحذر من نزعات السوء ومسالك الجنوح الفكري والفساد العقدي ".اهـ.
وقالت هيئة كبار العلماء أيضاً في تفجير الخبر : "هو تصرف من صاحب فكر منحرف وعقيدة ضالة" .
سئل الشيخ العلامة صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء السؤال التالي :
سؤال : أحسن الله إليكم ،يقول :هل يقال فيمن قاموا بالتفجيرات في هذه البلاد أنه من الخوارج ؟
جواب : هذا إفساد في الأرض،هذا إفساد في الأرض وإهلاك للحرث والنسل ،واعتداء على الدماء البريئة ،وترويع للمسلمين فهو من أشد أفعال الخوارج ،بل الخوارج ما فعلوا مثل هذا ،الخوارج يبرزون في المعارك جاءوا يقاتلون ،أما هؤلاء فيجيئون الناس وهم نائمون وآمنون وينسفون المنازل بما فيها ،هذا فعل الخوارج ؟! لا هذا أشبه شيء بفعل القرامطة ،أما الخوارج فهم يتنزهون عن هذا الغدر وهذه الخيانة ، ما فعل هذا الخوارج .
قال أسامة بن لادن في مقابلته مع قناة الجزيرة بشأن التفجيرات التي وقعت في الرياض: (شرف عظيم فاتنا أن لم نكن قد ساهمنا في قتل الأمريكان في الرياض)
وقال أيضا: ( فأنا أنظر بإجلال كبير واحترام إلى هؤلاء الرجال العظام على أنهم رفعوا الهوان عن جبين أمتنا سواء الذين فجروا في الرياض أو تفجيرات الخبر أو تفجيرات شرق إفريقيا وما شابه ذلك )
وقال أيضا: ( أنني كنت أحد الذين وقعوا على الفتوى لتحريض الأمة للجهاد، وحرضنا منذ بضع سنين، وقد استجاب كثير من الناس ـ بفضل الله ـ كان منهم الأخوة الذين نحسبهم شهداء، الأخ عبد العزيز المعثم الذي قتل في الرياض، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والأخ مصلح الشمراني ، والأخ رياض الهاجري، نرجو الله – سبحانه وتعالى- أن يتقلب.. يتقبلهم جميعاً، والأخ خالد السعيد، فهؤلاء اعترفوا أثناء التحقيق أنهم تأثروا ببعض الإصدارات والبيانات التي ذكرناها للناس...ألخ)
https://www.aljazeera.net/programs/p...9/9-23-1.htm#L5
فما هو حكم علماء الإسلام أخي المسلم فيمن يقول مثل هذا القول ويدعو بهذه الدعوة التي لا يقبلها أي عقل ولا أي دين ؟
وأنظر أخي المسلم رعاك الله الى ما حكمه العلماء فيمن يقول بقول أسامة ويرى برأيه هداه الله
قال سماحة الإمام عبد العزيز بن باز – رحمه الله - بشأن حادث تفجير الرياض: (( لا شك أن هذا الحادث إنما يقوم به من لا يؤمن بالله واليوم الآخر، لا تجد من يؤمن بالله واليوم الآخر إيمانا صحيحا يعمل هذا العمل الإجرامي الخبيث الذي حصل به الضرر العظيم والفساد الكبير، إنما يفعل هذا الحادث وأشباهه نفوس خبيثة مملوءة من الحقد والحسد والشر والفساد وعدم الإيمان بالله ورسوله نسأل الله العافية والسلامة )). نشر في جريدة المدينة في 25/5/1416هـ
وقال الإمام إبن عثيمين رحمه الله في شريط "الحادث العجيب في البلد الحبيب" - الوجه الثاني - :
(( الواجب على طلبة العلم أن يبينوا أن هذا المنهج [ أي: ما حصل من تفجير في الرياض وغيرها ] منهج خبيث، منهج الخوارج الذين استباحوا دماء المسلمين وكفوا عن دماء المشركين )).
و مما جاء في بيان هيئة كبار العلماء بشأن حادث التفجير في الخبر :
(ثانيا :أن المجلس إذ يبين تحريم هذا العمل الإجرامي في الشرع المطهر، فإنه يعلن للعالم أن الإسلام بـــرئ من هذا العمل وهكذا كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر بـريء منه وإنما هو تصرف من صـاحب فـكـر مـنـحرف وعـقـيدة ضـالــة، فهو يحمل إثمه، وجرمه، فلا يحتسب عمله على الإسلام ولا على المسلمين المهتدين بهدي الإسلام المعتصمين بالكتاب والسنة المستمسكين بحبل الله المتين. وإنما هو محض إفساد وإجرام تأباه الشريعة والفطرة ...الخ البيان ))
أليس أخي المسلم هذا الرجل يدعوا الى التفجير والتخريب في بلاد أهل الإسلام عموما وفي بلاد الحرمين خصوصا ؟؟
وهنا أيضا قرارات مجلس هيئة كبار العلماء حول حوادث التفجير والإغتيالات وخطف الطائرات والسفن
https://www.sahab.org/books/count.php...eda/qrarat.zip
و من بيانات هيئة كبار العلماء ما يلي:
- بيان رقم (148) الصادر بتاريخ 12/1/1409هـ: وجاء مِن قراراته:
(أولاً: مَن ثبت شرعاً أنه قام بعملٍ مِن أعمال التخريب والإفساد في الأرض, التي تزعزع الأمن, بالاعتداء على الأنفس والممتلكات الخاصة أو العامة, كنسف المساكن أو المساجد أو المدارس أو المستشفيات والمصانع والجسور ومخازن الأسلحة والمياه والموارد العامة لبيت المال كأنابيب البترول, ونسف الطائرات أو خطفها ونحو ذلك, فإن عقوبته القتل, لدلالة الآيات المتقدمة على أن مثل هذا الإفساد في الأرض يقتضي إهدار دم المفسد, ولأن خطر هؤلاء الذين يقومون بالأعمال التخريبية وضررهم أشد مِن خطر وضرر الذي يقطع الطريق فيعتدي على شخص فيقتله أو يأخذ ماله, وقد حكم الله عليه بما ذكر في آية الحرابة....).
2- كما صدر بيان مِن هيئة كبار العلماء حول حادث التفجير الذي وقع في حي العليا بالرياض, وجاء في ثناياه:
(فإن هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية علمت ما حدث مِن التفجير الذي وقع في حي العليا بمدينة الرياض قرب الشارع العام ضحوة يوم الاثنين 20/6/1416هـ, وأنه قد ذهب ضحيته نفوسٌ معصومة, وجُرحَ بسببه آخرون, ورُوّع آمنون وأخيف عابروا السبيل, ولذا فإن الهيئة تقرر أن هذا الاعتداء آثم وإجرام شنيع, وهو خيانة وغدر, وهتك لحرمات الدين في الأنفس, والأموال, والأمن, والاستقرار, ولا يفعله إلا نفسٌ فاجرة, مُشبعة بالغدر والخيانة والحسد والبغي والعدوان, وكراهية الحياة والخير, ولا يختلف المسلمون في تحريمه, ولا في بشاعة جرمه وعظيم إثمه, والآيات والأحاديث في تحريم هذا الإجرام وأمثاله كثيرة معلومة).
3- كما أصدرت هيئة كبار العلماء بياناً تستنكر فيه حادث التفجير الإجرامي الذي وقع في مدينة الخبر بتاريخ 9/2/1417هـ, وأكدت فيه براءة الإسلام والمسلمين مِن مثل هذا العمل الإرهابي الآثم.
وقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: (فمن المعلوم لدى كل من له أدنى بصيرة, أن اختطاف الطائرات, وبني الإنسان مِن السفارات وغيرها, مِن الجرائم العظيمة العالمية, التي يترتب عليها مِن المفاسد الكبيرة, والأضرار العظيمة, وإضاقة الأبرياء, وإيذائهم, ما لا يحصيه إلا الله.....فإن الواجب على الدولة التي يقع في يدها الخاطفون أن تحكِّم فيهم شرع الله, لما يترتب على جريمتهم الشنيعة مِن الحقوق لله, والحقوق لعباده, والأضرار الكبيرة, والمفاسد العظيمة.....).
وقال فضيلة الشيخ العلاّمة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: (....ولمَّا ظهرت قضية الإخوان الذين يتصرفون بغير حكمة ازداد تشويه الإسلام في نظر الغربيين وغير الغربيين, وأعني بذلك الذين يلقون المتفجرات في صفوف الناس, زعماً منهم أن هذا مِن الجهاد في سبيل الله, والحقيقة أنهم أساؤوا إلى الإسلام وأهل الإسلام أكثر بكثيرٍ مما أحسنوا. ماذا أنتج هؤلاء؟ أسألكم هل أقبل الكفار على الإسلام أو ازدادوا نفرة منه؟ وأهل الإسلام يكاد الإنسان يغطي وجهه لئلا ينسب إلى هذه الطائفة المرجفة المروعة, والإسلام بريء منها. حتى بعد أن فرض الجهاد, ما كان الصحابة يذهبون إلى مجتمع الكفار يقتلونهم أبداً إلا بجهاد له راية من ولي قادر على الجهاد. أمَّا هذا الإرهاب فهو والله نقص على المسلمين, أقسم بالله, لأننا نجدُ ما فيه نتيجة أبداً, بل هو العكس فيه تشويه السمعة, ولو أننا سلكنا الحكمة فاتقينا الله في أنفسنا وأصلحنا أنفسنا أولاً, ثم حاولنا إصلاح غيرنا بالطرق الشرعية لكان نتيجة هذا نتيجة طيبة) ا.هـ.
وسُئلَ فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – بعدَ حادث التفجير الذي وقع في مدينة الخبر بتاريخ 9/2/1417هـ السؤال التالي:
فضيلة الشيخ: لا يخفى عليكم حادث التفجير الذي سبق وأن وقع في العليا, وحدث فيه إزهاق للأرواح مِن المعاهدين وغير ذلك, والذي حدثَ مِن أحداث الأسنان وسفهاء الأحلام, وإنكم تعلمون عِظمَ هذا الفعل وما فيه مِن مخالفةٍ لأمر الله وأمر رسوله, وعدم الأخذ بالأدلة الشرعية, وتسفيهٍ لآراء العلماء والراسخين في العلم, ومِن مشاقةٍ ومحاربةٍ لولي الأمر, والآن وقد حدثَ تفجيرٌ جديد في الخبر, فهل مِن كلمةٍ لتبيين دين الله تعالى في ذلك, والتحذيرِ مِن هذا المنزلق الخطير الذي سلكه فئة مِن الشباب, وهم قلة ولله الحمد, وهو مستمدٌ مِن فعل الخوارج, وهم قد لا يعلمون أن فعلهم فعل الخوارج, فهل مِن تبيين لدين الله سبحانه وتعالى؟
الجواب:
لا شك أن هذا العمل عملٌ لا يرضاه أحد, كلُّ عاقلٍ, فضلاً عن المؤمن لا يرضاه, لأنه خلاف الكتاب والسُنة, ولأن فيه إساءة للإسلام في الداخل والخارج, لأن كل الذين يسمعون بهذا الخبر لا يضيفونه إلا إلى المتمسكين بالإسلام, ثم يقولون لشعوبهم هؤلاء هم المسلمون, هذه أخلاق الإسلام, والإسلام منها بريء, فهؤلاء في الحقيقة أساؤوا قبل كل شئ إلى الإسلام, ونسأل الله تعالى أن يجازيهم بعدله بالنسبة إلى هذه الإساءة العظيمة.
ثانياً: أنهم أساؤوا إلى أخوة لهم مِن الملتزمين, لأنه إذا تصوَّر الناس, حتى المسلمون إذا تصوروا أن هذا يقع ممن يدَّعي أنه مسلم وأنه يغار للإسلام فسوف يكره مَن هذه أخلاقه, وسوف يظن أن هذه أخلاق كل ملتزم, ومِن المعلوم أن هذا لا يمثل أحداً مِن الملتزمين إطلاقاً, لأن الملتزم حقيقة هو الذي يلتزم بكتاب الله وسُنة رسوله عليه الصلاة والسلام.
ولا يخفى علينا جميعاً أن الله تعالى أمرَ بوفاء العهود, وأمرَ بوفاء العقود, وقال: (إن العهد كان مسؤولاً) ولا يخفى علينا أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: (مَن قتل مُعاهَداً لم يَرَحْ رائحة الجنة) ولا يخفى علينا أيضاً أنه قال عليه الصلاة والسلام: (ذمَّة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم, فمن أخفر مسلماً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) ولا يخفى علينا أن التأمين والإجارة يكون حتى مِن واحد مِن المسلمين, وإن لم يكن ولي أمر, حتى ولو كان امرأة, قال النبي صلى الله عليه وسلم: (قد أجرنا من أجرتٍ يا أم هانئ) فكيف إذا كان هذا الأمان مِن ولاة الأمور. فهذه هي عين المُحَادَّة لله ورسوله, وعين المشاقة لله ورسوله.
ثالثاً: لو قدَّرنا على أسوأ تقدير أن الدولة التي ينتمي إليها هؤلاء الذين قُتِلوا دولة معادية للإسلام, فما ذنبُ هؤلاء, هؤلاء الذين جاؤوا بأمر حكومتهم, وقد يكون بعضهم جاء عن كره, ولا يريد الاعتداء, ثم ما ذنب المسلمين الساكنين هناك, فقد قُتِل مِن المسلمين مِن هذه البلاد عدَّة, وأصيب عدة مِن هؤلاء, مِن أطفال وعجائز وشيوخ, في مأمنهم, في ليلهم, عند الرُقاد على فرشهم, ولهذا تعتبر هذه جريمة مِن أبشع الجرائم, ولكن بحول الله إنه لا يفلح الظالمون, سوف يُعثَرُ عليهم إن شاء الله ويأخذون جزاءهم.
ولكن الواجب على طلاب العلم أن يبينوا أن هذا المنهج منهج خبيث, منهج الخوارج الذين استباحوا دماء المسلمين وكفوا عن دماء المشركين, وأن هؤلاء إمَّا جاهلون, وإمَّا سفهاء, وإمَّا حاقدون.
فهم جاهلون لأنهم لا يعرفون الشرع, الشرعُ يأمر بالوفاء بالعهد, وأوفى دينٍ في العهد هو دين الإسلام والحمد لله.
وهم سفهاء - أيضاً - لأنه سيترتب على هذه الحادثة مِن المفاسد ما لا يعلمه إلا الله عز وجلَّ, فليست هذه الوسيلة وسيلة إصلاح حتى يقولوا: إنما نحن مُصلِحون, بل هُم المُفسِدون في الواقع.
أو حاقدون على هذه البلاد وأهلها, لأننا لا نعلمُ - والحمد لله - بلاداً تنفذ مِن الإسلام مثلَ ما تنفذه هذه البلاد, الآن البلاد الإسلامية, أليس فيها القبور تعبدُ مِن دون الله, أليس فيها بيوت الدعارة, أليس فيها الزنا, أليس فيها اللواط, أليس فيها الخمر, علناً في الأسواق, أليس حُكامها يصرِّحون بأنهم يحكمون بقوانين, لا بالكتاب والسُنة.
فماذا يريدون؟!! ماذا يريدون مِن فعلهم هذا؟!! أيريدون الإصلاح؟!! والله ما هم بمُصلحين, إنهم لمفسدون, ولكن علينا أن نعرف كيف يذهب الطيش والغََيرة, التي هي غُبرة وليست غيرة, إلى هذا الحد ولا شكَّ أن هذا إساءة أيضاً إلى هذه البلاد وأهلها, وترويع الآمنين, كلُّ إنسان يتعجبُ, كيف يقعُ هذا في هذا البلد الأمين؟!! ولكن نسأل الله سبحانه وتعالى أن يُخزي هؤلاء, وأن يُطلعَ ولاة الأمور عليهم وعلى مَن خطط لهذه الجرائم, حتى يحكموا فيهم بحكم الله عز وجلَّ).ا.هـ.
وسُئل الشيخ العلاّمة صالح الفوزان حفظه الله:
هل القيام بالاغتيالات وعملِ التفجيرات في المنشآت الحكومية في بلاد الكفار ضرورة وعملٌ جهادي؟
فأجاب: لا, هذا لا يجوز, الاغتيالات والتخريب هذا أمرٌ لا يجوز, لأنه يجُرُّ على المسلمين شراً, ويجُرُّ على المسلمين تقتيلاً وتشريداً, إنما المشروع مع الكفار الجهاد في سبيل الله, ومُقابلتهم في المعارك, إذا كان عند المسلمين استطاعة, يُجهزون الجيوش, ويغزون الكفار, ويقاتلونهم كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم, أمَّا التخريب والاغتيالات فهذا يجُرُّ على المسلمين شراً, والرسول صلى الله عليه وسلم عندما كان في مكة قبل الهجرة, كان مأموراً بكف اليد (ألم ترَ إلى الذين قيلَ لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) مأمور بكف اليد عن قتال الكفار لأنهم ما عندهم استطاعة لقتال الكفار...... فلمَّا هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم, وكان عنده جيش وعنده أنصار حينئذٍ أُمِرَ بجهاد الكفار, فالرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة عندما كانوا في مكة هل كانوا يُقَتِّلون في الكفار؟ أبداً, بل كانوا منهيين عن ذلك, هل كانوا يُخَرِّبون أموال الكفار؟ أبداً, كانوا منهيين عن ذلك, ومأمورين بالدعوة والبلاغ فقط).
واستدل البعض على جواز الاغتيالات بقصة أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل كعب بن الأشرف اليهودي, وهذا الاستدلال خاطيء لما يلي:
1- أن الذي أمر بقتل كعب بن الأشرف هو ولي الأمر وهو النبي صلى الله عليه وسلم. وليس آحاد الناس, لما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَن لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله) قال محمد بن مسلمة رضي الله عنه: أتحب أن أقتله يا رسول الله؟ قال: (نعم) فقتله.
2- أن هذا القتل لم يكن غدراً, كما يُفعلُ في هذه الاغتيالات, فإن كعب بن الأشرف قد نقض العهد الذي بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم وذلك بتحريضه على النبي صلى الله عليه وسلم وبإنشاده الأشعار, وبكائه الذين قتلوا من قريش في بدر، وذهابه إلى مكة يؤلب أهلها على المسلمين.
قال الإمام البغوي رحمه الله: (قد ذهب بعضُ مَن ضلَّ في رأيه, وزلَّ عن الحق, إلى أن قتل كعب بن الأشرف كان غدراً وفتكاً, فأبعد الله هذا القائل, وقبَّح رأيهُ من قائل, ذهب عليه معنى الحديث, والتبس عليه طريق الصواب, بل قد روي عن أبي هريرة, عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الإيمان قيَّدَ الفتكَ, لا يفتكُ مؤمنٌ) . والفتك أن يُقتل مَن له أمان فجأة. وكان كعب بن الأشرف ممن عاهد رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أن لا يعين عليه أحداًَ, ولا يقاتله, ثم خلع الأمان, ونقض العهد, ولحق بمكة, وجاء مُعلناً معاداة النبي صلى الله عليه وسلم يهجوه في أشعاره ويسبه فاستحقَّ القتل لذلك).