نشكرالاخ على الموضوع المهم الذي يتفوه الكثير من الناس بما طرحه وهو سب الدهر والذي يظهر فيه التضجر من القضاء والقدر والسبب في ذلك يعود الى احد الامرين اما جهل بمقتضى اللفظ ام عدم التسليم لقضاء الله وقدره , وكلا الحالتين جاء النهي صريح وقد يكون مناقضا لكمال الايمان او الى اصله فهذا حسب حال الاعتقاد . وقد جاء في هذا الصدد في كتاب التوحيد لشيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله حيث قال :
(باب من سب الدهر فقد آذى الله) وفي الصحيح عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :قال الله تعالى(يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وانا الدهر اقلب الليل والنهار) وفي رواية ( لاتسبوا الدهر فان الله هو الدهر)
والسب هو التنقص والشتم او باللعن .قال الشيخ صالح بن عبد العزيز في شرح هذا الحديث ( وسب الدهرمحرم وهو درجات اعلاها لعن الدهر لان توجه اللعن الى الدهر اعظم انواع المسبةواشد انواع الايذاء وليس من مسبة الدهر وصف السنين بالشدة ولا وصف اليوم بالسواد ولا وصف الاشهربالنحس. لان هذا مقيدكما جاء في القرآن
(في ايام نحسات)والمقصود ان وقع عليهم نحس في هذه الايام. وقوله انا الدهر لايعني ان الدهر من اسماء الله الحسنىلانه رتب الفعل على ماقبلهوحقيقة الامر ان الدهر لايملك شيئا ولا يفعل شيئاولكن الله يفعل في هذا الدهر ماشاء حكمة وعدلا وفضلا. فهو محل الحوادث والافعال الاتية من عند الله وليس له استقلالا فهو لايحرم ولا يعطي ولا يكرم ولا يهلك . فظهر ان مسبة الدهر هي مسبة لله بالتعدي متضجر من اقدار الله . فلهذا اخواني فان الالفاظ محسوبة معدودة فاتق الله في لسانك ولو لم يكن بقلبك . اخوكم ابو انس ربوح ميلود