السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة، أوّلاً أشكرك على هذا الطّرح،
و إليك بعضا ممّا جال في خاطري خلالَ قراءتي لموضوعِك.
قلوبٌ تحتاجُ إلى حذف..
تُرى هل معنى الحذف، التخلُّصُ مِن قلوبٍ
(كتلك المحدّدة
في الظّواهِر المذكورة بنصِّك) واستِبدالِها بأخرى أنفع..
" تستشعِرُ الأفعالَ التي يُمليها عليها العقل بالطّريقةِ المُثلى..
بما يعودُ نفعاً على النّفس "
فبِعودتي لِما وردَ في موضوعِك، أجِدُ أنّ كلّ من يحيا
على هذه الطّباع السيّئة، يستحقُّ حذفَ قلبه..وكأنّ القلبَ هو المسؤول عن أفعالِنا !!
فأين العقلُ إذن من كلِّ هذا؟؟
وهو أعظمُ ما يُميِّزُ به الله البشرَ، عن غيرهِ من الكائِنات
الحيّة..
لهذا أختاه،
فلنُعِدِ التدقيقَ في ما تقرأه أعيُنُنا، ولنُحكِّم عقولَنا،
ولنُسقِط كلّ النّقائِص والأخطاء والتصرّفات الواردة
في نصِّك، على غِياب العقل،
حيثُ أرى أنَّها منسوبةٌ للقلب.
لهذا سنتدرّجُ في كلامِنا لمحاولة الوصول لفهمٍ أوسع.
،،،
و أمامنا هذا المِثال:
.....
ܓܨ قلبـ بحاجهـ إلىDelete ܓܨ
ذلك الـذي يصلي لمجرد أنه ورث الصلاة عن أبيه أو جــده ..
حـفظ الحركات التي يؤديها في الصلاة دون أن يدري هل أدى الصلاة كـاملـة
وعلى أحسن وجـه .. أو كم مرة سبح فـي الركوع والسجود ..
ودون أن يسأل لماذا صلاة الفجــــر ركعتان والعشاء أربــع
......
وهو يُجسّدُ حالةَ نُقصِ الوعي.. حيثُ يُفترضُ أن
يكون العقلُ واعِياً مُدرِكاً لِتحليل ورؤيةِ الأمور
بِمنطقيّةٍ و سلامة.
فهذا الذي يُصلّي لِمجرّدِ تقليدِ والده أو جدّه، شخصٌ
عديمُ الإدراك، تنقصه ثقافةُ الدّين التي تُقوّي شخصيته،
وتُقوّمها وتجعله يستشعِرُ سببَ تصرّفه،
ويفهمُ معنى ما يقوم به.
فلا يكفي أن أُصلّي لأنّي رأيتُ أبي يُصلّي..
بل يجِبُ أن أُراعي أهمّ شيءٍ، وهو أنّ الصّلاةَ
فرضٌ من الله عزّوجلّ و أنّها عِمادُ الدّين، وتُقرّبُ العبدَ
من خالقه..
وعندما يُصبِحُ إيماني بهذا قويّاً مُرتكِزاً على دلائِل ثابتة،
يقتنِعُ بها عقلي ويستشعرها قلبي،
أجِدُني أُأدّي فرض الصّلاه حتّى لو لم يُؤدّيها أبي.
ولكن لا ننسى، أنّ هذه التصرّفات تنتجُ لعدّة أسباب..
فضعفُ الشخصيّة وقلّة الإيمان باللّه يجعلنا ننقادُ خلفَ
ما تراهُ أعيُننا أو تشعرُ به قلوبُنا.
،،،
و اُكرّرُ أنّه من امتلك قوّةَ التبصّر اكتسب قُدرةَ التّمييزِ
بينَ الخطأ والصّواب.
،،،،
فالنحدد هدفنا من الحياة و من تصرفاتنا فى الحياة و لنجدد نوايانا
وما سبقَ ذكره يرتبِطُ بقُدرتِنا على تحديدِ أهدافِنا في الحياة،
حيثُ أنّ تحديدها، يجعلنا نحيا بجديّة لتحصيلها،
مما يجعلُنا أكثرَ تعقّلٍ و حِرصٍ على أن لا نُهمِل أوقاتنا
فيما لا ينفعُنا أو ينفعُ غيرنا.
ولكن لتحديدِ أهدافِنا في الحياة، نحتاجُ لعقلٍ مُدبِّر،
يمنعُ القلب من الاكتفاءِ بما يُدلّلُ مشاعِره..
نحتاجُ لعقلٍ واعٍ مُدرِكٍ لكيفيّةِ تأسيسِ خُطّةٍ تقودُنا
لتحقيقِ ما نتمنّاه..
فلو فكّرنا في حِكمةِ الله في خلقِنا، لسعينا لذكره وشكره،
و حُسنِ عبادته.
و لو حلّلنا الذّكر والشّكر والعبادة، لحدّدنا
من خلالِها المسار الصّحيح الذي علينا اتّخاذه بحياتنا
كأسمى هدف، لِنكونَ من النّاجين..دُنيا و آخِرة.
ولنفرِض أنّ هدفي في الحياة، أن أهتدي بنورِ العِلم،
وهو هدفٌ مُستمرٌّ ما دامتُ حيّة ومادام العلمُ غيرُ محدود..
وهذا الهدف يقودُني لما يليه، وهو أن أعملَ لأكتسِب
من رزقِ الله ما يُغنيني عنِ السّؤال ويحفظُ كرامتي،
و يجعَلُني أستطيعُ إكمال نصف الدّين " أتحدّثُ بصغةِ رجُل "
و أكوّن أسرة، وكلّ هذا بهدفِ أن أُرضيَ الخالق و أصون نفسي من مكر الشّيطان..
ولكِن، لن أتمكّنَ من تحديدِ هذه الأهداف إن لم
أخطِّط لذلِك بِحكمةِ العقل، و إن لم يكُن زادي إرادة وصبر..
ولن يحدُثَ كلّ هذا إن لم تكُن لي مبادئٌ وقيمٌ دينيّة،
تُعزّزُ سعيي..
لنستخلِصَ أنّ التّربية الصّالحة والسّليمة تُعطي عقلا سليماً،
والعقلُ السّليم يُميّزُ بينَ الخيرِ والشرّ، والخطأ والصّواب،
و يُنذِرُ القلبَ بِوقوعه في الضّعف، ما إن حصل ذلِك.
فالعقلُ حارِسُ النّفس..
إن كانَ العقلُ قويّاً لا يُخضعه هَمْس
" و أقصِدُ همسَ الشّيطان "
ومنه أقول..
أنّه قبل التّفكير في حذفِ قلبٍ ضعيفٍ مُنقاد
خلف نزوات النّفس وجهلِها، علينا أن نُروّض عقولنا
ونُنمّي طاقةَ استيعابِها، و كلّ هذا في رِحابِ الدّين
مصدرُ الأخلاق الحميدة.
ومن أخطأ فله علينا حقّ النّصحِ والإرشاد،
ومن أخطائِنا نتعلّمُ الصّواب
والله يهدي من يشاء
،،،،،،
شكرا غاليتي، على موضوعِك القيّم،
الذي حرّكَ عقلي
وسحبه من ركوده..
و هي رياضةُ العقول
ــــــــــــ
بارك الله فيك
وكانت هذه وجهة نظري،...