مدينة السحاب

[*مصطفى*]

السلام عليكم

مدينة السحاب

دقت الساعة وانطلقت المركبة حنين وأشواق يطلان من النافذة وفي صمت يرقبان المشهد
حنين : كيف يطير الحصان ويجر عربته في هذا الفراغ الممتد ..؟؟ لعلى السحر نفسه من أقام قلعة فوق السحاب وخط لها الطريق الذي يتبعه الحصان الطائر, لقد شاهدت الأميرة آخر مرة بعد حفلة الزفاف وهي تمسك ذراع أميرها وهي تصعد العربة ثم حلقت في السماء وكنت أتبعها بنظري.

حنين, حنين هناك قوس قزح أنظري لروعة المشهد, نحن نقترب من القلعة, هل عندك شك في بلوغ المكان.؟ ألم أقل أننا نستطيع أن نطير ونحلق في السماء ها نحن نقترب أكثر هناك يا للروعة إنه باب القلعة
هيا أسرع , أسرع أكثر

على باب القلعة كتب بحروف ذهبية لامعة تنعكس عليها أشعة الشمس


منتدى الجلفة لكل الجزائريين والعرب


أشواق : هل تحملـين بطاقة الدعوة
حنين : لقد سجلنا ولا نحتاج لبطاقة الدعوة وهذه باقة الورود التي أهدتها لنا الأميرة


أشواق : لنجتاز القنطرة ونلتحق بالجمع
حنين : هي بنا

تحت القنطرة يمر جدول مائي وعلى ضفافه افترش العشب البعض لقد شدهم عن اللحاق بالقاعة سحر المكان وهم لا يستعجلون

مباشرة بعد الدخول يمتد بساط على طرفي القلعة ويطل على مساحات تعج بالبعض ممن فضلوا الصمت والاستئناس ببعضهم البعض على شكل جماعات , ثم ينتهي البساط إلى مدخل قاعة واسعة تعج بالحركة والنشاط وهيئت القلعة على شكل أروقة وكل رواق يشد إليه أصناف من الحاضرين ممن حضوا بالانتساب


على الهامش
بصوت خافت هتاف حنين وأشواق في عمق الأرواح

[*مصطفى*]

أشواق : أنظري إلى تلك الأجساد إنها مختلفة تماما فكيف تواجدت في نفس الرواق .؟؟
حنين : لنقترب من الأروقة ونشاهد سويا هيا بنا
أشواق : بربك ماذا يفعلون .؟
حنين: آه أتظنين أن القواعد التي سلمنا بها كانت صحيحة
أشواق : هنا كل شيء مدهش تأملي كيف تفجرت هنا الينابيع والكل يغرف منها , وكيف تساوت الأوزان رغم اختلاف الأحجام , وما سرّ ذاك النبع الذي يرسم بسمة الحياة على الوجوه .

لو كان للوجود وجه لكانت المعرفة بسمته , كيف والجهل ظلام ومقت وكره وعداء وسوء وفحش مثل ما تغيب الشمس فيعتري الكون السكون وتهيم الأوهام وتتراقص الأشباح على نغم الوجع فتنقبض الأرواح مذعورة

حنين : صراحة هذا اللحن يذكرني بجيوش عابرة , عابرة في المكان , تمام حين وزعت علينا الورود دون صخب أو ضجيج
أشواق : حقا القواعد التي سلمنا بها اختلفت في هذا المكان , فقط ليكون كل شيء جميل فهيا بنا نتجول أكثر ...