مَواقِفُ المُصْلِحِينَ الجَزَائِريِّينَ مِنْ رُسُومِ المتُصَوّفِينَ وَأَوْضَاعِ الطُّرقيِّينَ للأستاذ سمير سمراد - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مَواقِفُ المُصْلِحِينَ الجَزَائِريِّينَ مِنْ رُسُومِ المتُصَوّفِينَ وَأَوْضَاعِ الطُّرقيِّينَ للأستاذ سمير سمراد

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-01-13, 15:49   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الكيفاني
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










B11 مَواقِفُ المُصْلِحِينَ الجَزَائِريِّينَ مِنْ رُسُومِ المتُصَوّفِينَ وَأَوْضَاعِ الطُّرقيِّينَ للأستاذ سمير سمراد

هذه مباحث مستلة من رسالة طيبة بعنوان (مَواقِفُ المُصْلِحِينَ الجَزَائِريِّينَ مِنْ رُسُومِ المتُصَوّفِينَ وَأَوْضَاعِ الطُّرقيِّينَ) للأستاذ سمير سمراد وفقه الله قام بنشرها على الشابكة الأخ الفاضل سفيان الجزائري جزاه الله خيرا



تقديمُ :
الشَّيخ عزّ الدِّين رمضاني - حفظه الله تعالى -


الحمد لله وحده، والصَّلاة والسَّلام على من لا نبـي بعده، أما بعد:
فلقد أطلعني الأخ الفاضل والباحث المجدّ الشَّيخ أبو محمَّد سمير سمراد – وفقه الله – على مشروعه الكبير : " صفحات من تاريخ الإصلاح السَّلفي في الجزائر " المتمثِّل في جزئه الأول ، ورغب إليَّ أن أقرظ له ، فامتنعت ابتداءًا لعلمي أنَّ هناك من هو أولى منِّي بهذا التَّكليف والتَّشريف ، واكتفيت وقتئذٍ بأن أبديت له بعض الملاحظات اليسيرة ، لينظر فيها ، ويعيد صياغة بعض الألفاظ وتهذيب بعض الجمل والفقرات ، ليكتمل البحث صياغةً ومنهجيةً .
ولـمَّا أصرَّ حفظه الله وهذا من حسن ظنِّهِ بأخيه على ما عزم عليه ، أجبته إلى تحرير سطور هي بمثابة التَّقديم للكتاب لا التَّقريظ ، فكان لزامًا عليَّ أن أعيد قراءة الكتاب من أوَّله إلى آخره قراءة متَّأنِّيةً مركزَّةً ، فكان لي ذلك بتوفيق من الله ، وجال نظري في فقرات البحث كلِّهِ من شرح وتعليقٍ وفوائد وتخريجات هي من جهد الباحث واستنتاجه ، واقفًا على تلك النُّقول العطرة التي ضمَّنها بحثُه ، وقد أحسن في الاكثار منها ، والَّتي جادت بها قرائح ذلك الجيل الفريد ، جيل جمعيَّة العلماء المسلمين " السلفيِّين " الجزائريين ، متأمِّلاً في تلك الحجج الدَّامغة والأحكام الصَّائبة الَّتي صيغت بأسلوب علميِّ شرعيِّ متين ، ولسانٍ أدبيِّ مفصِح مبين ، كشف الكثير من الحقائق التي كانت مجهولة آنذاك عند الخواصِّ والعوامِّ ، وأماطت اللِّثام عن تلك البدع الطَّوامِّ التى أفسدت على النَّاس دينهم وعقيدتهم وعبادتهم وأخلاقهم ، فما كان من جنود الجمعيَّة المغاوير إلاَّ التَّصدِّي لذلك العدوان بقلم ولسان وبيان ودعوة ليس فيها مراوغة ولا مداهنة ولا مسايرة لهوى أحد ولا موازنة ، لم تأخذهم في سبيل الصَّدع بالحقِّ لومة لائم ، ولم تفزعهم في كشف فضائح الباطل سطوة حاسدٍ أو ناقم ، ليعلنوا بلسان صارم لا عيب فيه ، وقلم جريء لا عبث فيه : " لا صوفيَّة في الإسلام " ، وأنَّ " الأوضاع الطُّرقيَّة ورسومها بدع من الدِّين " ، وأنَّ بلاد المغرب بريئةٌ منها ، غريبةٌ عنها ، لم تولد من رحمها ، ولم ترضع من لبنها ، بل يظهر التَّصوُّف ولم يقم للمتصوِّفة شأنٌ إلاَّ زمن الرافضة العبيديِّين ، وكان علماء الجزائر وقتئذٍ قد أنكروا على بنى عبيد هذا الوافد الغريب على دين الأمَّة ، وكم من وافدٍ يجب أن يحتمى منه وأن تُقَلَّمَ أظافيره وإن كسرت قواريره ، يقول العلاَّمة الشَّيخ مبارك الميلي في كتابه " تاريخ الجزائر " (2/342) : " وقد عرفت الجزائر التَّصوُّف زمن عبيد ، لكنَّ العلماء أنكروا عليهم وكفَّروهم ، حتَّى قال محمَّد بن عمَّار الكلاعي الميروقي يوصي ابنه من قصيدة :

وطاعة من إليه الأمر فالزم /// وإن جاروا وكانوا مــــسلمينا
فإن كفروا ككفر بنــي عبيد /// فلا تـــسكن ديار الكافريــنا

فلم يكن يومئذٍ بالمغرب شأن للصُّوفيَّة إلى أن جاءت الدولة المؤمنية ونشرت المعارف ونصرت الفلسفة .... " ، إلى أن قال – مبيِّنًا الأثر السَّيِّىء للصُّوفيَّة ووبالهم على العباد والبلاد : - " وعلت كلمة الصُّوفيَّة ، فمثَّلوا أدوارهم مع العامَّة ، وكان ذلك مبتدأ انحطاط الجزائر والمغرب دينيًّا وسياسيًّا " إ.هــــ

ولسائلٍ أن يتساءل – جادًّا أو هازلاً – إذا لم يكن أهل المغرب في تلك الحقبة صوفيِّين ولا عرفوا هذه الطُّرق البدعيَّة فعلى أيِّ مذهبٍ أو ملَّة كانوا ؟ فالَّذي يجيب هو مؤرِّخ الجزائر بلا منازع الشَّيخ مبارك الميلي في كتابه " تاريخ الجزائر في القديم والحديث " والذي قال عنه العلاَّمة ابن باديس رحمه الله : " لو سمَّيته حياة الجزائر لكان بذلك خليقًا " ولا يعرف الفضل لأهل الفضل إلاَّ أهلُ الفضل .
قال رحمه الله : " وكان أهل المغرب سلفيِّين ، حتَّى رحل ابن تومرت إلى المشرق ، وعزم على إحداث انقلابٍ بالمغرب سياسيٍّ علميٍّ دينــيٍّ ، فأخذ بطريقة الأشعريِّ ونصرها ، وسمَّى المرابطين السَّلفيِّين "مجسميِّن" ، ثمَّ انقلابه على يد عبد المؤمن ، فتمَّ انتصار الأشاعرة بالمغرب ، واحتجبت السَّلفيَّة بسقوط دولة صنهاجة ، فلم ينصرها بعدهم إلاَّ أفرادٌ قليلون من أهل العلم في أزمنةٍ مختلفةٍ ، ولشيخ قسنطينة في القرن الثَّاني عشر عبد القادر الرَّاشدي أبيات في الانتصار للسَّلفيِّين طالعها :

خبــرِّا عــنِّــي المـــؤوِّل أنِّــي //// كافر بالَّذي قضته العقول

[ تاريخ الجزائر في القديم والحديث (2/338) ]

فهذا الَّذي ذكرته من نقولٍ – معزِّزًا لا مستدركًا على أخي ما جمعه وانتقاه – إنَّما هو غيضٌ من فيض كلام المصلحين السَّلفيِّين البيِّن الواضح في الافصاح عن هويَّتهم وطريقتهم ومنهجهم ، وإلى من ينتمون وإلى ماذا يدعون ، الجلــيِّ الكاشف عن مواقفهم وتعاملهم مع خصومهم من المبتدعة والطُّرقــيِّين ، ولم يراوغ أحدٌ منهم – خاصةً أولئك الذين نقل المؤلِّف كلامهم – بأن سمَّى الأشياء بغير مسمَّياتها، أو عرَّى الأمور عن حقائقها، ولا دلَّس على من سأله مجيبًا إيَّاه بألفاظٍ موهمةٍ لا يفصح فيها ولا يبين، ولا قال إذا دعي ليحكم بين الفريقين: أنا مع الجميع وصديق الجميع.
فإنَّ الشَّيخ أبا يعلي الزَّواوي لَــمَّا سأله " العليويُّون " أصحاب جريدة " البلاغ " في تعليق على مقالة في ذات الجريدة " الحجُّ بالمال الحرام و.... الشَّيخ خليل " قائلين له: " نلتمس من الأستاذ أن يبيِّن لنا ما هي صفات السَّلفيِّين الإصلاحيِّين... حتَّى نعرفهم بسيماهم "

أجابهم رحمه الله دون تردُّدٍ أو وجلٍ في مقال له في " البلاغ " نفسه عدد " 77 " تحت عنوان : " السَّلف والخلف في الأمم " : " فالجواب أنَّ هذا العبد الزَّواوي سلفيٌ ، والشَّيخ الطَّيِّب العقبي سلفي ، والشَّيخ عبد الحميد بن باديس سلفي ، والشَّيخ مبارك ميلي سلفي ، ولم يثبت لي ظاهرًا في هذه الساعة غير هؤلاء ، والمعنى أنَّا ندعو إلى هذا المذهب السَّلفي الجامع لنا ، الَّذي به النَّجاة ، والَّذي يصدق عليه الحديث في الفرقة النَّاجية التي هي على ما عليه محمد صلَّى الله عليه وسلَّم وأصحابه ، ومع ذلك فلسنا معصومين " إ.هـــــ .

أفبعد هذه الرُّؤية الواضحة لمنهج القوم ، وبعد هذا الاصرار على المواقف الَّتي نادوا بها أوَّل مرَّة ، وأعادوها في كلِّ كرَّة تكون لهم فيها مع الخصوم مساجلات ومناظرات ، ومن ثمَّ إفحامات وإلزامات ، وهي كثيرة في "الشهاب" و"البصائر" و"الإصلاح" و"السنَّة" و"الصرط" وغيرها من الجرائد والمجلاَّت – يأتي اليوم من يدعو إلى مزج غريبٍ تأباه عناصر التَّركيب ، ويترنَّم بلغةٍ فيها تطريب و ترطيب ، ولا ندرى أفي وُدِّ الخصوم يرغبون ، أم من عدائهم لهم يرهبون ، وهم يعلمون أكثر من غيرهم – وبعضهم سليل ذاك الجيل – أنَّ التَّقريب بين الطَّريقتين ضربٌ من الخيال ، بعيد التَّحقيق والمنال ، وهو كالتَّقريب بين السنَّة والشِّيعة تمامًا .

فلا دعوة إذن إلى "تسليف" الصوفيَّة أو تصويف "السَّلفيَّة" كما زعم بعضهم ، ولا فائدة من تغيير أسلوب الخطاب مع قومٍ كانوا ولا يزالون يحافظون على أوضاعهم الطُّرقيَّة وينصرونها ، ويعادون من خالفهم أو انتقداهم ، فهم اليوم – كما كانوا أمس – معروفون بنطحاتهم كما هم معروفون بشطحاتهم .

فالذي نأمل ممَّن انتمى إلى المدرسة "الباديسيَّة" قديمًا أو ادَّعى الانتساب إليها حديثًا أن يبقى على ذلك العهد الذي مضت عليه أجيال الجمعيَّة ، والسَّمت الذي اتَّصف به علماؤها ومصلحوها والمنتسبون إليها ، فلا يحقُّ لهم أن يرثوا منهم سحر البيان ، ويزهدوا في أنفع الميراث وأجلِّه ، وهو عقيدتهم ومنهجهم وطريقة تعاملهم مع الموافق والمخالف ، أو الصَّديق والعدوِّ ، أو الطَّالب للحقِّ والدَّاعي إلى الباطل .
كما يجب عليهم أن لا يكتموا عن طلاَّب الحقيقة ما عرف به علماء الجمعيَّة من صلابةٍ واستماتةٍ في مواجهة الباطل ، ومقارعة البدع والضَّلالات بذلك الأسلوب الَّذي أجمعوا على جدِّيَّــــته ومصداقيَّــتِه ، وأنَّه الأمثل والأصوب في صدِّ عدوان المبطلين ، ودحر حجج المبتدعين ، وهذا لا يعني أن يغيِّبوا الحكمة في تعاملهم ، ويلغوا اللِّين والملاطفة في الحوار ، وإنَّما لكلِّ مقام مقال

وعودًا على بدءٍ ، فإنَّ ما قام به الأخ الباحث يكشف نظرة علماء المسلمين الجزائريِّين إلى التَّصوُّف والطُّرقيِّين ومن أقرَّ بأوضاعهم ورسومهم ، وحكمَهم عليهم بالضَّلال ومجانبة الحقِّ.
وإنِّـــــي أوصــــي أيِّ قارئٍ لهذا الكتاب بأن لا يستعجل الحكم عليه حتَّى يفرغ من الاطِّلاع على مضامينه ، ولا عليه بعد ذلك أن لا يوافق حتمًا ما وصل إليه الباحث من نتيجةٍ ، فالله هو الهادي إلى الحقِّ وإلى الصِّراط المستقيم .

وكتب
أبو عبد الله عزُّ الدِّين رمضانــي
رئيس تحرير مجلَّة الإصلاح
بتاريخ 26 ذو القعدة 1431 هـ الموافق لــ: 3 نوفمبر 2010 م.

يتبع................








 


قديم 2013-01-13, 15:54   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الكيفاني
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي


لاَ صُوفيَّــةَ في الإسْلاَم مِنْ حَديثِ الإِمَامِ الإبْــرَاهِيــمي – رحمه الله


هذا هو " الشِّعَارُ " الذي رفعه رجال وأعلام الإصلاح السَّلفي في الجزائر في الثلاثينيات والأربعينيات إحقاقًا للحق، وإبطالاً للباطل، قولاً صادقًا، ولهجةً صريحةً، لا تعرفُ الْتِـوَاءً ولا مُدَاهَنَةً.
كانت هذه المصارحةُ ثقيلةً على النفوس التى ألفت الباطل ، واعتادت من العلماء السكوتَ والإِغْضَاءَ ، وعدم الإفصاح والبيان ، بلْ منهم من زاد على ذلك الإقرار والتنويه والتمجيد !

فجاء المصلحون فسَلُّوا سيف الانتقاد على تلك البدع ، وثاروا على تلك الأوضاع وسمَّوْهَا باسمها ، وجهروا بإنكارها والانكار على أهلها ، غَيْرَةً على الدين ، ونصحًا للمسلمين ، لا تأخذهم في الله لَوْمَةُ لائِمٍ ، وعلى رأسِ أولئك الأعلام : الإمام الإبراهيمي – رفيقُ الإمام ابن باديس وخليفته من بعده – رحمهما الله ، فإنَّه كان أكثرَ صراحةً ، لم يُجَمْجِمْ ، ولَمْ يُتَمْتِمْ في قضيةٍ يجبُ فيها البيانُ التَّامُّ ، وكان أشدَّ جراءةً في الحق ، لم يتردَّدْ في أن يُسْمِعَ أولئك القومَ ما قد يُكْرِهُهُمْ سماعُهُ ، فإنه لا سبيلَ للإصلاح إلاَّ بأَنْ يُجْتَثَّ المرضُ مِنْ أصله ، ويُقْطَعَ الشرُّ مِنْ دَابِرِهِ ، فأوضح رحمه الله كُلَّ لَبْــسٍ ، وجَلَّى كلَّ غُمُوض قد غشي الحقيقة أعني حقيقةَ مذهب التَّصوف ، فقد بيَّنَ رحمه الله أن هذا المذهب الذي ذهب إليه الصوفيَّة ليس من دين الله ، ولا يعرفه الإسلام ، بل هو دخيلٌ عليه ، من جملة ما دخل فيه ، من بدع ومحدثات ، ونقطةٌ سوداء من نقطٍ سوَّدت وجه الأمة ، وكدَّرت صفاء البيضاء (1) النَّقية (2) التى تركها عليها رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، وهو فتنةٌ على الأمة في دينها ، عَرَفَــتْهُ فيما عرفت من شقاق ، وفيما مرَّ عليها من فتنٍ فرَّقت جماعتها ، ومزَّقت وحدتها .... أثبت الإمام الإبراهيمي هذه الحقيقة: من جهة الدين ومن جهة التاريخ.

[ بَـدْءُ تَــفَرُّق المسلمين في الدين ]

يقول الإمام : " أقام سلفُنا الصالح دينَ الله كما يجب أن يُقام ، واستقاموا على طريقته أتمَّ استقامة ، وكانوا يقفون عند نصوصه من الكتاب والسنَّة ، لا يتعدَّونها ، ولا يتناولوها بالتأويل (3) ، إلى أن ظهرت الفتن ، وحلَّ البلاء ، وأطلّت البدع بقرونها ، ونشأ في المجتمع الإسلامي جراثيم التفرق في الدين ، وولج من ولج في فتنةِ الرأي ، وركب من ركب فتنةَ التأويل " .

وكان من دواعي هذه التفرق وأسبابه :
[ توسعُ الفتوحات ] : يقول الإمام : " ثم توسعت الفتوحات ، وبسط الإسلام ظلَّه على كثير من الممالك ... ودانت له كثير من الأمم ، وفي كلِّ أمة طوائف دخلت في الإسلام وهي تحمل أوزارًا من بقايا ماضيها ، وما كادت هذه المجموعات البشرية تمتزج ، ويفعل الإسلام فيها فعله ، حتى ظهرت عليها أعراض التفرُّق (4) " ، وكان هذا السبب هو الآخر من دواعي ظهور المذاهب الصوفية ، وثَـمَّتَ سببٌ رابعٌ .
يقول الإمام: " وكان لترجمة الفلسفة اليونانية والحكمة الفارسية والهندية أثرٌ قويٌّ في تعدُّدِ المذاهب الكلامية والصوفية ... وهذا هو مبدأُ التفرق الحقيقي في الدين " (5)
وقد أوضح الشَّيخ مبارك الميلي رحمه الله [ 1898 م – 1945 م ] (6) أنَّ "التصوف" يوناني الأصل ، وأنَّ هذا اللقب : " لا أصل له في العربية ، وهو الحق ، فإن التصوف معرب تــيو صوفية [ theosophie ]

وهو لفظ يوناني مركب من تــيو بمعنى الإله ، وصوفية بمعنى الحكمة ، وهي طريقة رياضية لمعرفة الله (7) ، يزعم أهلها مناجاته ووحيه إليهم ونيلهم منه عرفانًا ومننًا خاصة ، وأنه يتجلى لهم في الكون أو الطبيعة حتى يمتــزجوا به ومذهبهم وحدة الوجود ، ولمريديهم درجات في السلوك إلى هذه الغاية ، هذا هو التصوف الذي عرفه اليونان والهنود قديمًا ، ثم استقت منه المسيحية حتى إذا انتشرت بأوربا غطته فتنوسي بها إلى أن أحياه بالتآليف العديدة سبينوزا بروخ اليهودي المتوفـى بمدينة لاهاي سنة : 1077 "1677 م" فصار التصوف معروفًا اليوم بأوربا (8) ، وقال : " ودخلت لفظة التصوف اليونانية إلى العربية لما ترجمت كتب اليونان والهند في الدور العباسـي لاسيما أيام المأمون " (9) ، ونقل عن الشَّيخ محمد رشيد رضا قوله : " والكلمة يونانية ، معناها الحكمة ، والصوفية الحقيقيون كلهم طلاب حكمة ، وهم من صنف الفلاسفة الإشراقيين عند اليونان ، وذلك أنه لما دخلت الفلسفة اليونانية البلاد الإسلامية أخذ كل أناس منها ما يناسب استعدادهم فعُـنى بعض الناس بالعلوم النظرية ، وبعضهم بالعلوم العملية مع العمل ، وذلك قسمان : ما يتعلق بالظاهر كالطب ، وما يتعلق بالباطن كرياضة النفس وتهذيب الأخلاق ، وهذا هو موضوع التصوف ، ويعرف أهل التاريخ أن هذا التصوف قديم العهد في البشر ، فهو معروف عند براهمة الهند إلى اليوم ، وعند أهل الصين أيضًا ، ومن الصينيين طائفة يسمون أهل الطريقة لهم شارات كشارات أهل الطريق وأعلام يكتبون عليها كلمات دينية ، كالذي تراه كل يوم عند أهل الطرق " (10)

وبهذا قرّر الشَّيخ مبارك الميلي : " حدوث التصوف وكونه طارئًا في الإسلام ولا نزاع في ذلك ، لأنَّ هذا اللفظ لم يستعمله رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في أحاديثه ، ولا بلغنا استعماله عن صحابي ، ولا وُصف به صحابي ولا تابعي (11) ، وإنَّما حدث بعد القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية " (12)

الحواشي:
(1) : من ألفاظ حديث العرباض بن سارية : " لقد تركتم على مثل البيضاء ، ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها بعدي إلاَّ هالك " ، انظر : " ظلال الجنة في تخريج السنّة " للألباني ( تحت الحديث رقم : 33 ) ، و ( الحديث ، رقم : 47 ) .
(2) : عن جابر أن عمر بن الخطاب أتى النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم من بعض الكتب قال : فغضب ، وقال : " أمتهوِّكُونَ فيها يا ابن الخطاب ؟ والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقيَّة " ، انظر : " ظلال الجنة في تخريج السنّة " للألباني ( الحديث رقم : 50 ) ، " إرواء الغليل " له أيضًا ( رقم : 1589 ) .
(3) : آثار الإمام الإبراهــيمي (1/163) .
(4) : المصدر نفسه (1/164) .
(5) : المصدر نفسه (1/164) .
(6) : انظر ترجمته في : " من أعلام الإصلاح في الجزائر " (1/24 – 26 ) للحسن فضلاء ، و " نبذة مختصرة عن العلاَّمة الشَّيخ مبارك الميلي " ، أعدَّها : محمود أبو عبد الرحمن .
(7) : قال الشَّيخ مبارك الميلي في : ( عودة إلى الحديث عن التصوف "1" ) : ( التصوف معرب تيوصوفية اليونانية ... وإن معناه عندهم " طريقة رياضية لمعرفة الله " إ.هـــ " الشهاب " ، المجلد (8) جزء شعبان (1351هـــ) ، (ص : 653) .
(8) : قال الشَّيخ مبارك الميلي في : ( عودة إلى الحديث عن التصوف "1" ) : ( واللفظة ثابتة في قواميس الإفرنج مشروحة بالمعنى الذي نقلناه منسوبة إلى اليونان بحروفها ) إ.هـــ المصدر نفسه (ص:653) .
(9) : " تاريخ الجزائر في القديم والحديث " للشَّيخ مبارك الميلي ( الجزء الأول والثاني ، ص:714 و 715 ).
(10) : ( عودة إلى الحديث عن التصوف "1" ) للعلاَّمة مؤرخ الجزائر مبارك الميلي : " الشهاب " ، المجلد (8) ، جزء شعبان (1351هـــ) ، (ص : 653) ، وكلام الشَّيخ رشيد من : " تاريخ الأستاذ الإمام الشَّيخ محمد عبده " (1/109 – 100) ، الطبعة الأولى لدار الفضيلة ، مصر ، (2003م) .
(11) : ( عودة إلى الحديث عن التصوف "2" ) للعلاَّمة مؤرخ الجزائر مبارك الميلي : " الشهاب " ، المجلد (9) ، الجزء الأول ، غرة رمضان (1351هـــ) ، جانفي (1933م) ، (ص:35) .
(12) : المصدر نفسُهُ (ص :36 ) .


يتبع......
__________________









قديم 2013-01-13, 19:24   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الكيفاني
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي


مُلْحَقٌ رقم (1):
متـى ظهر التّصوّف في الجزائر وفي بلاد المغرب ؟


أنقل هنا بعضًا من فصل : " التصوف والصوفيّة " من كتاب : " تاريخ الجزائر في القديم والحديث " لمؤرخ الجزائر الفذّ ، العلاَّمة مبارك الميلي رحمه الله تعالى ، قال : " ظهر على مسرح السياسة غلاة الشيعة الإمامية والإسماعلية والقرامطة ، فلما غمرتهم القوة العباسية تدثَّرُوا بالزهد والنسك ، ونشروا دعاتهم في البلاد لاصطياد غفل العوام بأشراك سُداها التدجيل بالغلو في العبادة والمبالغة في تعظيم آل البيت ونسبة الكرامات إليهم ، وبهذا تأسست دولة بني عبيد الذين كان منهم من داعى الألوهية أو ادعيت له ، هذه صورة مصغرة لحياة المسلمين الدينية والسياسية في القرن الثاني " [ (الجزء الأول والثاني / ص:713-714)] ، وقال : " وقد عرفت الجزائر التصوف زمن بني عبيد ، لكن العلماء أنكروا عليهم وكفّروهم ... فلم يكن يومئذٍ بالمغرب شأنٌ للصوفية إلى أن جاءت الدولة المؤمنية ونشرت المعارف ونصرت الفلسفة ، فظهر من الصوفية رجال ذوو علم طار صيتهم في الآفاق ، ولكن لقوة نفوذ الدولة لم يتغلبوا على العامة حتى سقطت ، وخلفتها دولٌ تنازع أمراؤها أمرهم بينهم فضعف سلطانهم ، وعلت كلمة الصوفية فمثّلوا أدوارهم مع العامة وكان ذلك مبتدأ انحطاط الجزائر والمغرب دينيًّا وسياسيًّا " [( الجزء الأول والثاني /ص:720)]
.
وقال : " وقد استمال الصوفيةُ العامة بظواهرهم فمالت إليهم ، لتقريـبهم لها طريق السعادة بالرياضة التي هي على العامة أيسر من العلم ، وباعتقاد أن شيوخهم يحملون عنهم تقصيرهم في الدين ، فكان للصوفية نفوذ اضطر الأمراء الجائرين إلى خدمتهم وعلماء السوء إلى تأييدهم من غير فرق بين سنّـي وغيره ، فأصبح التّصوّف مطلقًا هو لبّ الدين في عقد العامة ومغفلَّي العلماء ... " [( الجزء الأول والثاني /ص:716)] .
وقال الشَّيخ [ العلاَّمة ] (أ) أبو يعلي الزواوي : " ... دسائس الباطنية السارية في الأمة بعد الثلاثة القرون ، وبالفعل إن الدولة الباطنية تأسست في القرن الرابع أي تمكنت فيها بالدولة الفاطمية القائمة في وطننا هذا "الجزائر" ، فطمى سيلها بجحافلها إذ استولت على مصر والشام وبلغت حلب ، وإن القرامطة فرع منها وغلاة مذهبه المخزي فعظمت فتنتهم ...وعليه فالسموم التى تركوها عندنا بالجزائر والبيض الذي باضوه في مصر – باقٍ إلى اليوم وحتى اليوم وقلَّبُوا لنا الأمور ... " (1) ، وقال : " ... إلى أواسط القرن الرابع حين تغلغلت الشيعة ودان أهل بلدنا هذا بها وبالرافضة وألوهية الأئمة ، ولاسيما على عهد الدولة الفاطمية ، وكذلك على عهد الدولة الموحدية الذين دانوا بعصمة الأئمة المتوراثة عن المتمهدي محمد بن تومرت مؤسس تلك الدولة أواسط القرن السادس ... وبالجملة إنّ هذه السموم سرت في الأمة الإسلامية ، ولا ينكرُ أحدٌ علينا هذه الأدلة وكذلك يزاد غلوّ المتصوفة ... " (2)

الحواشي:
(1) : مقالة : [ إلى المتوسلين بالقبور ] ، "البصائر" ، العدد (49) ، (18) شوال (1355هـ) ، 01 جانفي (1937م) ، (ص:5)
(2) : مقالة [ محاربة البدع : إلى طلبة العلم ] ، "صدى الصحراء" ، العدد (12) ، 01 رمضان (1344هـ) ، (15) مارس (1926م) ، (ص:2-3) .
(أ) : ما بين المعكوفتين من الناقل – عفا الله عنه .

يتبع ...........









قديم 2013-01-14, 19:59   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
الكيفاني
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي


ملحق رقم (2):
مظاهر اتِّحَادِ الصوفية بالشِّيعة الباطنيَّة
بقلم :
العلاَّمة الشَّيخ السَّلفي أبو يعلي الزواوي – رحمه الله


قال الشَّيخ السَّلفي أبو يعلي الزواوي - رحمه الله : " إن الإسماعيلية والموساوية أو الاثنـي عشرية والإمامية والباطنية – من الفرق الإسلامية – قالوا : لن تخلو الأرض قط من إمام ظاهر وباطن وبأن لكل باطن ظاهرًا ولكل تنزيل تأويلاً ، ولقيت هذه الفرق من الاضطهاد في القرن الثَّاني الهجري ما لقيت ، لغلوها وبدعها ، ثم ما كادت تضمحل أواخر القرن الثاني ، حتى ظهر رجل ودلس ، اسمه عبد الله بن ميمون من فارس محط الغلاة من الرافضة والشيعة ، فأراد أن يستعمل الإسماعيلية لأغراضه ، فادعى أنه شيعي غيور ، وهو في الحقيقة دهري لا يعتقد بشيء ، وأسس الإسماعيلية جمعية ، هكذا صار الإسلام جمعيات سرِّيَّات باطنيات ذوات المكاشفات ، واستعمل لذلك من الدهاء والحيل ما لا مزيد عليه ، ورتبها على تسع رتب ، لا يرقى أحدٌ من رتبة إلى ما فوقها إلا بالاستعداد والأهلية .

قلت : ولا يَبْعُدُ أن تكون درجات وتلقينات المتصوفة من هذا القبيل ، فليحذروا كلَّ الحذر ، وإلاَّ فالصحابة وجميع التابعين لم يكن ليُعْرَفَ عندهم تلقين الأسرار والأسماء والأذكار لامرىءٍ دون امرىءٍ ، كما سئل علي رضي الله عنه عن ذلك ، أي : وهل خصَّهُم النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بشيءٍ أو لا ، فأجاب بالسلب ، وكذلك لم يُعْرَفْ في السلف الصالح هذا صوفي وهذا غير صوفي ، وكذلك لم يُعرف عندهم اسم القطب والغوث ، والأبدال والديوان والمتصرفين في الباطن وفيما وراءَ الحسّ (1) والقول بوحدة الوجود ، وهذه كلها كما نبَّه عليها أبو حيان في تفسيره ، وابن خلدون في مقدمته ، وأنَّ القائلين بها الغلاة من الشيعة مثل محيي الدين وابن العربي وابن الفارض وابن العفيف والنجم الإسرائيلي وابن سبعين المخالطين للإسماعيلية الباطنية ومن سلفهم منهم الخ ... " (2)
ونقل الشَّيخ أبو يعلي كلامَ عبد الرحمن بن خلدون في "المقدمة" (3) في "المتأخرين من المتصوفة"، ومما جاء فيه: " ... وكان سلفهم مخالطين للإسماعيلية المتأخرين من الرافضة الدائنين أيضًا بالحلول وإلهية الأئمة مذهبًا لم يعرف لأولهم ، فأشرب كل واحد من الفريقين مذهب الآخر واختلط كلامهم وتشابهت عقائدهم .... " إ.هـ (4)


الحواشي:

(1) : في الأصل : "ما رواه الحسن" ! ، والصواب ما أثبتُّ أعلاه
(2) : "صدى الصحراء" مقالة: [حي على الإصلاح]، العدد (9)، (ص:3)، (21) رجب (1344هـ)، 01 فيفري (1926م)، ومقالة: [حي على الإصلاح (6)]، العدد (10)، (ص:3)، (28) رجب (1344هـ)، 08 فيفري (1926م).
(3) : انظر مقدمة ابن خلدون (ص:473)، ط: دار إحياء التراث العربي، بيروت الطبعة الرابعة
(4) : مقالة : [الخلافيات : كتاب الإرشاد لابن قشوط (2)] ، "الشهاب" ، العدد (118) ، (23) ربيع الثاني (1346هــ) ، (20) أكتوبر (1927م) ، (ص:12-15) ، ونقله أيضًا في مقالة : (التصوف ؟؟) ، "البصائر" ، العدد (7) ، (21) ذو القعدة (1354هـ) ، 14 فيفري (1936م) ، (ص:4-5)

يتبع........

.









قديم 2013-01-14, 21:34   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
مهدي الباتني
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الكيفاني مشاهدة المشاركة
هذه مباحث مستلة من رسالة طيبة بعنوان (مَواقِفُ المُصْلِحِينَ الجَزَائِريِّينَ مِنْ رُسُومِ المتُصَوّفِينَ وَأَوْضَاعِ الطُّرقيِّينَ) للأستاذ سمير سمراد وفقه الله قام بنشرها على الشابكة الأخ الفاضل سفيان الجزائري جزاه الله خيرا



تقديمُ :
الشَّيخ عزّ الدِّين رمضاني - حفظه الله تعالى -


الحمد لله وحده، والصَّلاة والسَّلام على من لا نبـي بعده، أما بعد:
فلقد أطلعني الأخ الفاضل والباحث المجدّ الشَّيخ أبو محمَّد سمير سمراد – وفقه الله – على مشروعه الكبير : " صفحات من تاريخ الإصلاح السَّلفي في الجزائر " المتمثِّل في جزئه الأول ، ورغب إليَّ أن أقرظ له ، فامتنعت ابتداءًا لعلمي أنَّ هناك من هو أولى منِّي بهذا التَّكليف والتَّشريف ، واكتفيت وقتئذٍ بأن أبديت له بعض الملاحظات اليسيرة ، لينظر فيها ، ويعيد صياغة بعض الألفاظ وتهذيب بعض الجمل والفقرات ، ليكتمل البحث صياغةً ومنهجيةً .
ولـمَّا أصرَّ حفظه الله وهذا من حسن ظنِّهِ بأخيه على ما عزم عليه ، أجبته إلى تحرير سطور هي بمثابة التَّقديم للكتاب لا التَّقريظ ، فكان لزامًا عليَّ أن أعيد قراءة الكتاب من أوَّله إلى آخره قراءة متَّأنِّيةً مركزَّةً ، فكان لي ذلك بتوفيق من الله ، وجال نظري في فقرات البحث كلِّهِ من شرح وتعليقٍ وفوائد وتخريجات هي من جهد الباحث واستنتاجه ، واقفًا على تلك النُّقول العطرة التي ضمَّنها بحثُه ، وقد أحسن في الاكثار منها ، والَّتي جادت بها قرائح ذلك الجيل الفريد ، جيل جمعيَّة العلماء المسلمين " السلفيِّين " الجزائريين ، متأمِّلاً في تلك الحجج الدَّامغة والأحكام الصَّائبة الَّتي صيغت بأسلوب علميِّ شرعيِّ متين ، ولسانٍ أدبيِّ مفصِح مبين ، كشف الكثير من الحقائق التي كانت مجهولة آنذاك عند الخواصِّ والعوامِّ ، وأماطت اللِّثام عن تلك البدع الطَّوامِّ التى أفسدت على النَّاس دينهم وعقيدتهم وعبادتهم وأخلاقهم ، فما كان من جنود الجمعيَّة المغاوير إلاَّ التَّصدِّي لذلك العدوان بقلم ولسان وبيان ودعوة ليس فيها مراوغة ولا مداهنة ولا مسايرة لهوى أحد ولا موازنة ، لم تأخذهم في سبيل الصَّدع بالحقِّ لومة لائم ، ولم تفزعهم في كشف فضائح الباطل سطوة حاسدٍ أو ناقم ، ليعلنوا بلسان صارم لا عيب فيه ، وقلم جريء لا عبث فيه : " لا صوفيَّة في الإسلام " ، وأنَّ " الأوضاع الطُّرقيَّة ورسومها بدع من الدِّين " ، وأنَّ بلاد المغرب بريئةٌ منها ، غريبةٌ عنها ، لم تولد من رحمها ، ولم ترضع من لبنها ، بل يظهر التَّصوُّف ولم يقم للمتصوِّفة شأنٌ إلاَّ زمن الرافضة العبيديِّين ، وكان علماء الجزائر وقتئذٍ قد أنكروا على بنى عبيد هذا الوافد الغريب على دين الأمَّة ، وكم من وافدٍ يجب أن يحتمى منه وأن تُقَلَّمَ أظافيره وإن كسرت قواريره ، يقول العلاَّمة الشَّيخ مبارك الميلي في كتابه " تاريخ الجزائر " (2/342) : " وقد عرفت الجزائر التَّصوُّف زمن عبيد ، لكنَّ العلماء أنكروا عليهم وكفَّروهم ، حتَّى قال محمَّد بن عمَّار الكلاعي الميروقي يوصي ابنه من قصيدة :

وطاعة من إليه الأمر فالزم /// وإن جاروا وكانوا مــــسلمينا
فإن كفروا ككفر بنــي عبيد /// فلا تـــسكن ديار الكافريــنا

فلم يكن يومئذٍ بالمغرب شأن للصُّوفيَّة إلى أن جاءت الدولة المؤمنية ونشرت المعارف ونصرت الفلسفة .... " ، إلى أن قال – مبيِّنًا الأثر السَّيِّىء للصُّوفيَّة ووبالهم على العباد والبلاد : - " وعلت كلمة الصُّوفيَّة ، فمثَّلوا أدوارهم مع العامَّة ، وكان ذلك مبتدأ انحطاط الجزائر والمغرب دينيًّا وسياسيًّا " إ.هــــ

ولسائلٍ أن يتساءل – جادًّا أو هازلاً – إذا لم يكن أهل المغرب في تلك الحقبة صوفيِّين ولا عرفوا هذه الطُّرق البدعيَّة فعلى أيِّ مذهبٍ أو ملَّة كانوا ؟ فالَّذي يجيب هو مؤرِّخ الجزائر بلا منازع الشَّيخ مبارك الميلي في كتابه " تاريخ الجزائر في القديم والحديث " والذي قال عنه العلاَّمة ابن باديس رحمه الله : " لو سمَّيته حياة الجزائر لكان بذلك خليقًا " ولا يعرف الفضل لأهل الفضل إلاَّ أهلُ الفضل .
قال رحمه الله : " وكان أهل المغرب سلفيِّين ، حتَّى رحل ابن تومرت إلى المشرق ، وعزم على إحداث انقلابٍ بالمغرب سياسيٍّ علميٍّ دينــيٍّ ، فأخذ بطريقة الأشعريِّ ونصرها ، وسمَّى المرابطين السَّلفيِّين "مجسميِّن" ، ثمَّ انقلابه على يد عبد المؤمن ، فتمَّ انتصار الأشاعرة بالمغرب ، واحتجبت السَّلفيَّة بسقوط دولة صنهاجة ، فلم ينصرها بعدهم إلاَّ أفرادٌ قليلون من أهل العلم في أزمنةٍ مختلفةٍ ، ولشيخ قسنطينة في القرن الثَّاني عشر عبد القادر الرَّاشدي أبيات في الانتصار للسَّلفيِّين طالعها :

خبــرِّا عــنِّــي المـــؤوِّل أنِّــي //// كافر بالَّذي قضته العقول

[ تاريخ الجزائر في القديم والحديث (2/338) ]

فهذا الَّذي ذكرته من نقولٍ – معزِّزًا لا مستدركًا على أخي ما جمعه وانتقاه – إنَّما هو غيضٌ من فيض كلام المصلحين السَّلفيِّين البيِّن الواضح في الافصاح عن هويَّتهم وطريقتهم ومنهجهم ، وإلى من ينتمون وإلى ماذا يدعون ، الجلــيِّ الكاشف عن مواقفهم وتعاملهم مع خصومهم من المبتدعة والطُّرقــيِّين ، ولم يراوغ أحدٌ منهم – خاصةً أولئك الذين نقل المؤلِّف كلامهم – بأن سمَّى الأشياء بغير مسمَّياتها، أو عرَّى الأمور عن حقائقها، ولا دلَّس على من سأله مجيبًا إيَّاه بألفاظٍ موهمةٍ لا يفصح فيها ولا يبين، ولا قال إذا دعي ليحكم بين الفريقين: أنا مع الجميع وصديق الجميع.
فإنَّ الشَّيخ أبا يعلي الزَّواوي لَــمَّا سأله " العليويُّون " أصحاب جريدة " البلاغ " في تعليق على مقالة في ذات الجريدة " الحجُّ بالمال الحرام و.... الشَّيخ خليل " قائلين له: " نلتمس من الأستاذ أن يبيِّن لنا ما هي صفات السَّلفيِّين الإصلاحيِّين... حتَّى نعرفهم بسيماهم "

أجابهم رحمه الله دون تردُّدٍ أو وجلٍ في مقال له في " البلاغ " نفسه عدد " 77 " تحت عنوان : " السَّلف والخلف في الأمم " : " فالجواب أنَّ هذا العبد الزَّواوي سلفيٌ ، والشَّيخ الطَّيِّب العقبي سلفي ، والشَّيخ عبد الحميد بن باديس سلفي ، والشَّيخ مبارك ميلي سلفي ، ولم يثبت لي ظاهرًا في هذه الساعة غير هؤلاء ، والمعنى أنَّا ندعو إلى هذا المذهب السَّلفي الجامع لنا ، الَّذي به النَّجاة ، والَّذي يصدق عليه الحديث في الفرقة النَّاجية التي هي على ما عليه محمد صلَّى الله عليه وسلَّم وأصحابه ، ومع ذلك فلسنا معصومين " إ.هـــــ .

أفبعد هذه الرُّؤية الواضحة لمنهج القوم ، وبعد هذا الاصرار على المواقف الَّتي نادوا بها أوَّل مرَّة ، وأعادوها في كلِّ كرَّة تكون لهم فيها مع الخصوم مساجلات ومناظرات ، ومن ثمَّ إفحامات وإلزامات ، وهي كثيرة في "الشهاب" و"البصائر" و"الإصلاح" و"السنَّة" و"الصرط" وغيرها من الجرائد والمجلاَّت – يأتي اليوم من يدعو إلى مزج غريبٍ تأباه عناصر التَّركيب ، ويترنَّم بلغةٍ فيها تطريب و ترطيب ، ولا ندرى أفي وُدِّ الخصوم يرغبون ، أم من عدائهم لهم يرهبون ، وهم يعلمون أكثر من غيرهم – وبعضهم سليل ذاك الجيل – أنَّ التَّقريب بين الطَّريقتين ضربٌ من الخيال ، بعيد التَّحقيق والمنال ، وهو كالتَّقريب بين السنَّة والشِّيعة تمامًا .

فلا دعوة إذن إلى "تسليف" الصوفيَّة أو تصويف "السَّلفيَّة" كما زعم بعضهم ، ولا فائدة من تغيير أسلوب الخطاب مع قومٍ كانوا ولا يزالون يحافظون على أوضاعهم الطُّرقيَّة وينصرونها ، ويعادون من خالفهم أو انتقداهم ، فهم اليوم – كما كانوا أمس – معروفون بنطحاتهم كما هم معروفون بشطحاتهم .

فالذي نأمل ممَّن انتمى إلى المدرسة "الباديسيَّة" قديمًا أو ادَّعى الانتساب إليها حديثًا أن يبقى على ذلك العهد الذي مضت عليه أجيال الجمعيَّة ، والسَّمت الذي اتَّصف به علماؤها ومصلحوها والمنتسبون إليها ، فلا يحقُّ لهم أن يرثوا منهم سحر البيان ، ويزهدوا في أنفع الميراث وأجلِّه ، وهو عقيدتهم ومنهجهم وطريقة تعاملهم مع الموافق والمخالف ، أو الصَّديق والعدوِّ ، أو الطَّالب للحقِّ والدَّاعي إلى الباطل .
كما يجب عليهم أن لا يكتموا عن طلاَّب الحقيقة ما عرف به علماء الجمعيَّة من صلابةٍ واستماتةٍ في مواجهة الباطل ، ومقارعة البدع والضَّلالات بذلك الأسلوب الَّذي أجمعوا على جدِّيَّــــته ومصداقيَّــتِه ، وأنَّه الأمثل والأصوب في صدِّ عدوان المبطلين ، ودحر حجج المبتدعين ، وهذا لا يعني أن يغيِّبوا الحكمة في تعاملهم ، ويلغوا اللِّين والملاطفة في الحوار ، وإنَّما لكلِّ مقام مقال

وعودًا على بدءٍ ، فإنَّ ما قام به الأخ الباحث يكشف نظرة علماء المسلمين الجزائريِّين إلى التَّصوُّف والطُّرقيِّين ومن أقرَّ بأوضاعهم ورسومهم ، وحكمَهم عليهم بالضَّلال ومجانبة الحقِّ.
وإنِّـــــي أوصــــي أيِّ قارئٍ لهذا الكتاب بأن لا يستعجل الحكم عليه حتَّى يفرغ من الاطِّلاع على مضامينه ، ولا عليه بعد ذلك أن لا يوافق حتمًا ما وصل إليه الباحث من نتيجةٍ ، فالله هو الهادي إلى الحقِّ وإلى الصِّراط المستقيم .

وكتب
أبو عبد الله عزُّ الدِّين رمضانــي
رئيس تحرير مجلَّة الإصلاح
بتاريخ 26 ذو القعدة 1431 هـ الموافق لــ: 3 نوفمبر 2010 م.

يتبع................
جزاك الله خيرا









قديم 2013-01-15, 20:31   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
الكيفاني
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي


هل كان العلاَّمة ابنُ باديس وإخوانُهُ يُــقرُّونَ بأصل الطرق ؟

وقد أخطأ الفهم من رأى رجال " الإصلاح السَّلفي " في الجزائر ، يفيضون في نقد آثار الطرق ، ويفضحون مخازيها في الدين والدنيا ، أخطأ من حسب أنهم لم يكونوا يحاربون أصل هذه الطرق ، وإنما يحاربون المعوجَّ منها ، ويَعيبُون فقط الانحراف الذي طرأ عليها !
بل هي في أصلها ومبدإِ أمرها انحرافٌ عن طريقة محمد صلى الله عليه وسلم ، واعوجاجٌ عن سبيل المؤمنين

ولعلَّ الذي دفع بهؤلاء إلى هذا الخطأ في التصور ثم الحكم – هو بعض المواقف التى صدرت عنهم : من مسالمةٍ لبعض الطرقيين ، أو إبداء الاستعداد للتعاون معهم إذا لم يكونوا مُسَيِّرين من طرف الاستعمار !

ونقول جوابًا عن ذلك : تلك كانت مواقف عملية ، اجتهادية فيها ، وقدَّرُوا فيها لكل مرحلة ما يناسبها ، ثم إنهم كانوا في ذلك يسيرون على نهج التدرج والتقدم في الإصلاح على مراحل ، فرأوا في سبيل إرجاع الطرقيين إلى الحق ، والتفاهم معهم ، أن يخطوا بهم خطوة بعد خطوة ، وإلاَّ فالرجوع الكامل دفعة واحدة إلى السنة ومجانبة البدعة ، وتَــبَنـِّي السَّلَفِيَّةِ الحقَّة ، أمرٌ لا يكاد يتحقق وقوعه ؟ - إلاَّ نادرًا - .

هذا مع علمهم أن الإصلاح والعمل بالتوحيد والسنة، لا يَـــتَأتَّـى مع هذه الطرق، ومهما حاول المحاولون لإقرار هذه الأوضاع، وادعاء صلاحيتها، فإن " الإسلام الصحيح " لا يُقِــرُّهَا ولا يعترف بها جميعهَا، " فطريقة الإسلام واحدة، فما حاجة المسلمين إلى طرق كثيرةٍ " .

ومما يقوي هذا الذي ذكرته ، ما سلكه الشَّيخ [ السَّلفي ] (أ) أبو يعلى الزواوي في كتابه : " الإسلام الصحيح " ، وقد أفصح عن طريقته فيه ، فقال : " ... أردنا أن نحمل شعار الإسلام المعتمد من الكتاب والسنة وما كان عليه السلف أصحاب خير القرون ، وما لا فنضرب به عرض الحائط ، كفانا من التكاليف والتقاريع وحمل الأثقال ، وقيل وقال ، وكثرة المذاهب والشياع والطرق ونحو ذلك من التزام ما لا يلزم مما حمل الأمة أثقالاً على أثقالها ، فإن الخلاف القائم الآن بين الوهابيين والإصلاحيين السَّلفيين (1) من جهة ، والمتصوفة وعامة الأمة من جهة – له التفات وسيعظم شأنه بطول الزمان والله أعلم ، ولله عاقبة الأمور ، وإنما يلزم حسن التفاهم بالتي هي أحسن وبحسن الظن ، وبدون تعصبات شخصية أو جنسية أو وطنية أو مذهبية ، وبدون لعن وطعن وتفسيق وتكفير كما هو شأن المناظرات وإدلاء الحجج وتقديم البينات ، والعمل بأحسن أقسام الحجة والبرهان بأن لا يكون الغرض إلا بيان ما صح من ديننا وما ينفع لاجتماعنا للدنيا ، ولا نظن أن عاقلاً يعمل على غير هذا الوجه المطلوب ... وبهذه الطريقة عملت وعليها سِرْتُ في كتابي : " الإسلام الصحيح " الذي هو الآن يطبع في مطبعة صديقنا الأستاذ المصلح الشَّيخ محمد رشيد رضا بمصر . (2)

وفي هذا الكتاب ذكر الزواوي تحت عنوان " صحة الإسلام بدون هذه الطرق " : " يصح لأنها محدثة وليست واجبة إذ هي جائزة الترك ، ومن قواعد الأصول أن جائز الترك ليس بواجب " ، ثم علَّقَ على ذلك مستدركًا (3) : " يعني أنها جائزة الترك بدليل أن الإسلام كان على أكمله من قبلها – يعني على أقلِّ تقدير وإلاَّ فكلُّ محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة " كما كان النبــيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يقول في خطبته وهي إذًا واجبة الترك " (4) إ.هـ.

الحواشي :
(1) : علَّق صاحبُ الشهاب [ الإمام ابن باديس ] – على مثل هذه العبارة في موضع آخر من المقالِ نفسِهِ – بقوله : ( ش: الإصلاحيون السَّلفِيُّون عام ، والوهابيون خاص لأنه يطلق على خصوص من اهتدوا بدعوة العلامة الإصلاحي السَّلفي الشَّيخ [ابن] عبد الوهاب
(2) : الشهاب، العدد 98، (ص:4 - 5) ، مقالة: ( الوهابيون سنيون ...)
(3) : ربّما لا يكون هذا التعليق للشَّيخ أبي يعلي الزواوي ، بل من تعليق الشَّيخ رشيد رضا [ صاحب مطبعة المنار ] ، والله أعلم .
(4) : الإسلام الصحيح (ص:64) .
(أ) : ما بين المعكوفتين من الناقل - عفا الله عنه

يتبع............









قديم 2013-01-15, 22:00   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
abh3
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

فقط ما موقفك من الامير عبد القادر و الشيخ بوعمامة انظر ما فعلو و كيف ذكرهم التاريخ و قبلهم السادة المشايخ الذين حاربو الاسبان و حررو الجزائر منهم ام انك نسيتهم لتذكر الوهابين الذين جلبو الدمار و الخراب لهذه الامة فهيهات ان تقارن اخي الكريم










قديم 2013-01-15, 22:26   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
الكيفاني
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abh3 مشاهدة المشاركة
فقط ما موقفك من الامير عبد القادر و الشيخ بوعمامة انظر ما فعلو و كيف ذكرهم التاريخ و قبلهم السادة المشايخ الذين حاربو الاسبان و حررو الجزائر منهم ام انك نسيتهم لتذكر الوهابين الذين جلبو الدمار و الخراب لهذه الامة فهيهات ان تقارن اخي الكريم
أخي الكريم ماذكرته لا يغير حدثا تاريخيا أو يزيل مسلمات شرعية
فجهادهم ضد الاستعمار شيئ وماتبنوه من أفكار وعقائد شيئ آخر
وجمعية العلماء المسلمين قد بينت منهجها الاصلاحي وموقفها من التصوف ودعاته
ونحن تبع للعلماء قد أمرنا ربنا تعالى بالرجوع اليهم - والحق أحق أن يتبع - فلامجال للحماس والعاطفة في أمور الدين









قديم 2013-01-15, 22:49   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
abh3
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اخي الكريم و من قال لك ان الامر عاطفة فبالاعمال يعرف الرجال فهيهات بين من كانت حربه هدم مخططات الاستدمار و من كانت خطته هدم قبور المسلمين لشغلهم عن واقعهم و عن دينهم بكلام ما نزل الا فيمن اشرك بالله من كفار قريش و ليس من امن بالله و رسوله اخي الكريم الصوفية في الجزائر اسست لدولة و هي دولة الامير و هي اساس الدولة الحديثة اما السلفية فما حكمت بلدا الا ارجعته الى حوارت و جدالات بزنطية لا تزيد المسلمين الا هما على هم فعن اي عماء تتحدث عن المجسمة الذين جعلو لله جسدا ثم لما قامت عليهم الحجة قامو يخفونها لا يقولونها و لكن لا ينكرونها اخي الكريم اقرات كتب العماء الربانين و فهم ثم تكلم و قبل ان تتكلمو عن عضماء الجزائر عليكم ان تتوظؤو قبل ان تحكمو عليهم ان تقدمو للجزائر و الاسلام ما قدمو لكي تكونو اهلا لذلك










قديم 2013-01-15, 22:58   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
الكيفاني
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

أرجو منك ألا تنفعل وأن تجعل الحق غايتنا ومبتغانا
ورجاءً انتبه للكتابة فهي مليئة بالأخطاء
أما ماذكرته فهي دعاوي زائفة باطلة
الله تعالى أرسل الرسل وأنزل الكتب لدعوة الناس لعبادة الله وعدم الاشراك به
فالعلماء ورثة الانبياء وهم يسيرون على دربهم
ودعوة جمعية العلماء لهدم أماكن الشرك بالله ودعاء غيره كما يفعل في بلادنا وبما أنك من الغرب فأنت تعلم مايحدث من فضائع ما أنزل الله بها من سلطان امام الاضرحة من قرابين تنحر ودعاء لغير الله عياذا بالله

فبأي عقل تعقل يا أخي وأنت تسب علماء الجزائر -جمعية العلماء - وتنتصر للهوى وللأدعياء
الصوفية كانت يدا لفرنسا ومن قرأ التاريخ سيعلم حقيقة هذا الأمر وقد فضحهم علماء جمعية العلماء وبينوا وفضحوا كثيرا من رؤوس الصوفية ممن كانوا عملاء لفرنسا ثم تأتي اليوم وتقول حرروا الجزائر
لاادري ما أقول لك الا اللهم ارزقه عقلا وقلبا واعيين لعله يعود الى رشده ويستغفر مما قاله في حق علماء بلادنا










قديم 2013-01-15, 23:04   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
abh3
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

هل لامير كان عميلا هو بوعمامة هل جننت ام فقدت عقلك و من عبد القبور ام ذبح لغير الله فلا تفهم فهمك و تحكم و اما عن الكتابة فالجهاز عندي بالفرنسية و انا اكتب بالكاتب الخيالي










قديم 2013-01-15, 23:14   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
الكيفاني
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

أنا لم أقل فلان بعينه كان عميلا
بل قلت بعض رؤوس الصوفية في الجزائر كانت عميلة لفرنسا وكانت تحارب جمعية العلماء المسلمين وتكيد المكائد لها
فلا تخلط الامر
قلت لك من البداية ماقام به بعضهم كالامير عبد القادر وغيره من جهاد ضد فرنسا أمر مشرف
لكن لايعني هذا أن الصوفية وفكرها أمر حسن
وعلماء الجمعية قد بينوا بإسهاب موقفها من الصوفية وأفكارها
والحمد لله الذي أظهر الحق على ألسنتهم لتوعية الناس من هذه العقائد الباطلة والافكار الهدامة
ومايُرتكب من منكرات وشرك بالله أمام الاضرحة والقبور -خاصة عندكم في الغرب - لا يجادل عن هذا لا مكابر معاند فلا تراوغ










قديم 2013-01-15, 23:18   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
الكيفاني
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي


وشهد شاهدان من أهل الطرق !!


جاء في كتاب "الإسلام الصحيح" ، بعد أن ذكر مؤلفه : الزواوي : " اختلاف أصحاب الطرق " ، و " أنها مختلفة بقدر تعددها ولو لم تختلف لاتحدت ... وبالفعل نرى أصحاب الطرق متنازعين ومتشاكسين ومتشاجرين كل واحد من أتباع تلك الطرق ... يقول للآخر : طريقتنا نحن ولست هكذا وشيخنا ليس كشيخكم وذكرنا وحضرتنا ليس كذكركم وحضرتكم " ، ثمَّ معلِّقًا (1): " سئل شيخ الطريقة القادرية بطرابلس الشام في القرن الماضي عن سبب تعدد الطرائق واختلاف أعلامها وألوان عمائم شيوخها وخلفائها ، فأجاب وكان منصفًا لا دجالاً بقوله : تغيير شكل ، لأجل الأكل " (2)
الشاهد الآخر : عبد الحيّ الكتاني ، و "عبد الحي" هذا : " خصمٌ لَدُودٌ للسلفيين وحَرْبٌ عَوَان على السلفية " كما قال الإبراهيميُ ، ومما ينقضي منه العجب ، أن تقي الدين الهلاليكان قد نزل عند "عبد الحي" في فاس سنة 1340هــ ، وكان الهلالي لا يزال تجانيًّا ، فطعن له عبد الحي في الطريقة التجانية ، بل وطعن له أيضًا في طريقته الكتانية ، التي هو شيخها ، وفي الطرق جميعًا ، يقول تقي الدين أيضًا في الهداية الهادية إلى الطائفة التجانية : " فقال لي : .... كل الطرائق باطلة وإنما هي هي صناعة للاحتيال على أكل أموال الناس بالباطل وتُسَخِّرهم وتَستعبدهم ، قال : أنا لم أؤسس الطريقة وإنما أسسها غيري وهذه الأموال التي آخذها منهم أنفقها في مصالح لا ينفقونها فيها ... " (3) ، كما اعترف له لأنه لا يعتقد الطريقة الكتانية ، ولا غيرها ، فما بالُهُ يحارب السلفية ؟ ولكنْ كما قال الإبراهيمي : " وهل يُرْجَى مِمَّن نشأ في أحضان الطرقية ، وفتح عينيه على ما فيها من مال وجاه وشهوات ميسرة ومخايل من الملك ، أن يكون سلفيًّا ... " (4)

الحواشي :
(1) : ربّما لا يكون هذا التعليق للشَّيخ أبي يعلي الزواوي ، بل من تعليق الشَّيخ رشيد رضا (صاحب مطبعة المنار ) ، والله أعلم
(2) : الإسلام الصحيح
(3) : الهداية الهادية إلى الطائفة التجانية (ص:14)
(4) : الآثار (3/544)

يتبع ......................











قديم 2013-01-15, 23:21   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
abh3
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

هل رأيت فحكمت ام سمعت فحكمت ام سألت علمائنا فحكمت عن الزيارة لقبور الصالحين و مايجري فلا تحكم بما يقول العامة من الناس فلا يعني ذلك قول الصوفية ابدا










قديم 2013-01-15, 23:23   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
abh3
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اخي الكريم لا تحكم على الامور من مظهرها فقد تخدعك و تخطأك وخذ العلم من افواه الرجال و تكتفي بما كتب فقد تفهم شيأ و المعنى شيء اخر










 

الكلمات الدلالية (Tags)
المتُصَوّفِينَ, المُصْلِحِينَ, الجَزَائِريِّينَ, الطُّرقيِّينَ, سمراد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:54

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2025 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc