اثبات التوسل بالأنبياء والصالحين . - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد > أرشيف قسم العقيدة و التوحيد

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

اثبات التوسل بالأنبياء والصالحين .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2007-10-06, 20:29   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
فقير
محظور
 
إحصائية العضو










Flower2 اثبات التوسل بالأنبياء والصالحين .


بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
[align=right]
بحث "عشر سنوات" لأساتذة وعلماء أجلاء، استشهادا بكتاب شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق
وكتاب سعادة الدارين. تأليف العلامة الشيخ يوسف النبهاني رحمه الله، والشيخ ابن عرضون، والامام أبوبكر بن العربي في القبس، وحجة الاسلام الامام الغزالي في الاحياء، والشيخ أحمد زروق في القواعد......
نقل وتحقيق خادم الطريقة البوشيخية بفرنسا: مصطفى حاكمي البوشيخي .

اثبات جواز التوسل والاستغاثة بالانبياء والاولياء والتبرك بهم :

عْلَم أنَّه لا دَليل حَقِيْقيٌّ يَدلُّ على عَدَمِ جَواز التوسل بالانبياء والاولياء في حَالِ الغَيْبة أو بَعْدَ وفَاتِهم بدَعْوى أنَّ ذَلكَ عِبَادة لغَيْرِ الله، لأنَّهُ لَيْسَ عِبادَةً لغَيْرِ الله مُجَرَّدُ النّداءِ لحَيّ أو مَيّتٍ ولا مُجَرَّدُ التعظيم ولا مُجرَّدُ الاستغاثة بغير الله، ولا مُجَرَّدُ قصد قبر ولي للتبرك، ولا مُجرَّدُ طلب ما لم تجر به العادة بينَ النَّاسِ، ولا مُجرَّدُ صِيغَةِ الاستعانة بغَيرِ الله تَعالى، أي لَيْسَ ذلكَ شِرْكًا لأنَّهُ لا يَنْطبِقُ علَيْهِ تَعْرِيفُ العبادة عِنْدَ اللُّغَوِيّيْنَ، لأنَّ العِبَادةَ عِنْدَهُم الطَّاعةُ معَ الخُضوعِ

- ما هي العبادة عند اللغويين ؟
العبادة عِنْدَ اللُّغَوِيّيْنَ الطاعة معَ الخضوع.قالَ الأَزْهَرِيُّ الذي هُوَ أحَدُ كِبارِ اللُّغَوِيّيْنَ في كتَابِ تَهذِيبِ اللُّغَةِ نَقْلاً عَن الزَّجَّاجِ الذي هوَ مِنْ أشْهَرِهِم: العبادة في لُغَةِ العَربِ الطاعة مَعَ الخضوع، وقالَ مثلَهُ الفَرّاءُ كما في لسانِ العَرَبِ لابنِ منظور. وقَالَ بَعْضُهُم: أقْصَى غَايَةِ الخشوع والخضوع، وقالَ البَعْضٌ: نِهَايةُ التذلل كَما يُفْهَم ذَلكَ مِن كَلامِ شَارحِ القَاموسِ مُرتَضى الزَّبيدِيّ خَاتِمَةِ اللّغَوِيّين، وهَذا الذي يَسْتَقِيمُ لُغَةً وعُرْفًا.
- ما الدليل على أن مجرد التذلّل ليس عبادة لغير الله؟
مُجَردُ التذلل لَيْسَ عبادة لِغَيرِ الله وإلا لَكَفَر كُلُّ مَن يتذلل لِلْمُلُوكِ والعُظَماءِ. وَقَد ثبَتَ أنَّ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ لمَّا قَدِمَ مِنَ الشَّامِ سجد لِرَسُولِ الله صلى الله عليه و سلم، فَقالَ الرَّسُولُ: "مَا هَذَا" فَقالَ: يَا رَسُولَ الله إنّي رَأَيتُ أهْلَ الشّام يسجدون لبَطارِقَتِهم وأسَاقِفتهم وأنتَ أوْلَى بذَلِكَ، فَقَالَ: "لا تَفْعَلْ، لَو كُنْتُ ءامرُ أَحدًا أَن يَسْجُدَ لأحَدٍ لأمَرتُ المَرأةَ أنْ تسْجُدَ لِزَوْجِها"، رَواهُ ابنُ حِبّانَ وابنُ مَاجَه وغَيْرُهُما. ولَم يَقُلْ لهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم كفَرْتَ، ولا قالَ لهُ أشْرَكْتَ مَع أنَّ سجُودَهُ للنَّبِي مَظْهَرٌ كَبِيرٌ مِنْ مَظاهِرِ التذلل.
ما هو التوسل؟
التوسل هو طَلَبُ حصولِ منفعة أو اندفاعِ مضرة من الله بِذِكرِ اسم نبيّ أو ولي إكراما للمتوسل به.
- ما معنى قوله تعالى {وابتغوا إليه الوسيلة}؟
قال تعالى: {وابتغوا إليه الوسيلة} [سورة المائدة] أي كلّ شىءٍ يُقربكم إليه اطلبوهُ يعني هذه الأسباب، اعملوا الأسباب فنحقّقُ لكم المسببات، نحقّقُ لكم مطالبكم بهذهِ الأسبابِ، وهو قادرٌ على تحقيقِها بدونِ هذه الأسباب.
- لمَ نقول " اللهم إني أسألك بجاه رسول الله أو بحرمة رسول الله أن تقضي حاجتي وتفرّج كربتي" ؟
جَعَلَ الله سبحانه وتعالى من الأسباب المعينة لنا لتحقيق مطالب لنا، التوسل بالأنبياء والأولياء في حال حياتهم وبعد مماتهم، فنحنُ نسأل الله بهم رجاء تحقيق مطالبنا، فنقول: اللهم إني أسألك بجاه رسول الله أو بحرمة رسول الله أن تقضي حاجتي وتفرج كربي، أو نقول: اللهم بجاه عبد القادر الجيلاني ونحو ذلك، فإن ذلك جائز وإنما حرم ذلك الوهابية فشذوا بذلك عن أهل السنة.
- ما معنى قوله تعالى {إيَّاك نعبد}؟
قالَ إمام اللغويينَ، الذين ألَّفوا في لغةِ العَرب، الفرَّاءُ: العبادة الطاعة مع الخضوع وبهذا فسَّروا قوله تعالى:{إيَّاك نعبُدُ} أي نطيعُكَ الطّاعَةَ التي مَعَها الخضوع، والخضوع معناهُ التذلل.
- اذكر دليلاً على جواز التوسل؟
من الأدلّةِ على جواز التوسل الحديثُ الذي رواهُ الطبرانيُّ وصحَّحَهُ والذي فيه أن الرسولَ صلى الله عليه وسلم عَلَّم الأعمى أن يتوسل به فذهَبَ فتوسل به في حالة غيبته وعادَ إلى مجلس النبي وقد أَبصر، وكانَ مما علّمَهُ رسولُ الله أن يقول: "اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي (ويسمي حاجته) لتقضى لي".
- ما هو الحديث الذي يدل على جواز التوسل بغير الحي الحاضر؟
التوسل بالأنبياء والأولياء جائز في حال حضرتهم وفي حال غيبتهم، ومناداتهم جائزة في حال غيبتهم وفي حال حضرتهم كما دل على ذلك الأدلة الشرعية.
ومن الأدلة على جواز التوسل الحديث الذي رواه الطبراني وصححه والذي فيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم علم الأعمى أن يتوسل به فذهب فتوسل به في حالة غيبته وعاد إلى مجلس النبي وقد أَبصر، وكان مما علمه رسول الله أن يقول: "اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي (ويسمي حاجته) لتقضى لي".
فبهذا الحديث بطل زعمهم أنه لا يجوز التوسل إلا بالحي الحاضر، لأن هذا الأعمى لم يكن حاضرا في المجلس حين توسل برسول الله بدليل أن راوي الحديث عثمان بن حنيف قال لما روى حديث الأعمى: "فوالله ما تفرقنا ولا طال بنا المجلس حتى دخل علينا الرجل وقد أَبصر".
فمن قوله: "حتى دخل علينا"، علمنا أن هذا الرجل لم يكن حاضرا في المجلس حين توسل برسول الله.
ما الدليل على جواز التوسل برسول الله بعد وفاته؟
الدليل على جواز التوسل برسول الله بعد وفاته فيؤخذ أيضا من حديث عثمان بن حنيف الذي رواه الطبراني وصححه فإن فيه أنه علم رجلا هذا الدعاء الذي فيه توسل برسول الله لأنه كان له حاجة عند سيدنا عثمان بن عفان في خلافته وما كان يتيسر له الاجتماع به حتى قرأ هذا الدعاء، فتيسر أمره بسرعة وقضى له سيدنا عثمان بن عفان حاجته.
- ما الدليل على جواز زيارة قبور الأنبياء والأولياء وبطلان دعوى ابن تيمية أن هذه الزيارة شركية؟

يتبع بحول الله .
[/align]









 


قديم 2007-10-06, 20:35   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
فقير
محظور
 
إحصائية العضو










Flower2

بسم الله الرحمن الرحيم .
تابع للموضوع أعلاه :
[align=right]
هؤلاء الذين يكفرون الشخص لأنه قصد قبر الرسول أو غيره من الأولياء للتبرك فهم جهلوا معنى العبادة، وخالفوا ما عليه المسلمون، لأن المسلمين سلفا وخلفا لم يزالوا يزورون قبر النبي، وليس معنى الزيارة للتبرك أن الرسول يخلق لهم البركة بل المعنى أنهم يرجون أن يخلق الله لهم البركة بزيارتهم لقبره. والدليل على ذلك ما رواه البيهقي بإسْنادٍ صَحِيح عن مالك الدار وكانَ خازن عمر قال: أصاب الناس قحط (أي وَقَعت مَجاعَةٌ، تِسْعَةَ أشْهُرٍ انقَطعَ المطَرُ عَنْهُم) في زمان عمر (أي في خِلافَتِه) فجاء رجل (أي مِنَ الصّحابةِ) إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسول الله استسق لأمتك فَإنَّهُم قَدْ هلكوا فأتي الرجل في المنام (أي أُرِيَ في المنام أن رسول الله يكلّمه) فقيل له: أقرىء عمر السلامَ (أي سلّم لي عليه) وأخبره أنَّهُم يسقون،وقُلْ لَهُ: عَليكَ الكيس الكيس .فأتى الرجل عمر فأَخْبرَهُ، فبكى عمر وقَالَ: يا رب مَا ءالوا إلا ما عجزت.وقَد جاءَ في تَفْسِيرِ هذَا الرجل أنّهُ بلال بن الحارث المزني الصحابي. فهذَا الصحابي قد قصد قبر الرسول للتبرك فَلَم ينكر علَيهِ عمر ولا غَيْرُهُ فَبطَلت دَعْوى ابن تيمية أنَّ هذهِ الزيارة شركية.
- ما معنى قول الصحابي:"يا رسول الله استسق لأمتك فأنهم قد هلكوا" ؟
معناهُ اطلُب منَ الله المَطَرَ لأُمّتِكَ فَإنَّهُم قَدْ هَلَكُوا.
- ما معنى ما جاء في الحديث:" : أقْرِىء عُمرَ السَّلامَ وأخْبِرْهُ أنَّهُم يُسْقَوْنَ" ؟
أي سلّم لي عليه وأخْبِرْهُ أنَّهُم سَيأْتيْهِم المَطَرُ، ثم سَقَاهُم الله تعالى حتَّى سُمِّيَ ذلكَ العامُ عام الفتق مِنْ شِدَّةِ ما ظهَرَ منَ الأعْشَابِ وسَمِنَتِ المواشِي حتّى تَفتَّقَتْ بالشَّحْمِ.
- ما معنى قول الرسول :"عليك الكيس الكيس" ؟
أي عَليكَ بالاجْتِهادِ بالسَّعْي في خِدْمَةِ الأُمَّةِ.
- ما معنى قول عمر :"يا رب ما ءالوا إلا ما عجزت" ؟
أي لا أُقَصِّرُ إلا ما عَجَزْتُ، أي سَأفْعَلُ مَا في وُسْعِي لخدْمَةِ الأُمَّةِ.
- ما الرد على قول بعض الوهابية "إن مالك الدار مجهول" ؟

قول بعض الوهابية إن مالك الدار مجهول يرده أن عمر لا يتخذ خازنا إلا خازنا ثقة.
- ما الرد على بعض الوهابية في محاولتهم تضعيف حديث مالك الدار وكان خازن عمر؟
محاولتهم لتضعيف هذا الحديث بعدما صححه الحافظ ابن حجر لغوٌ لا يُلتفت إليه. ويقال لهذا المدعي: لا كلام لك بعد تصحيح أهل الحفظ أنت ليس لك في اصطلاح أهل الحديث حق. على أن التصحيح والتضعيف خاص بالحافظ وأنت تعرف نفسك أنك بعيد من هذه المرتبة بعد الأرض من السماء.
س: ما الرد على قول الوهابية "إن الاستغاثة بالرسول بعد وفاته شرك" ؟
رَوى البيهقي بإسناد صَحِيح عن مالك الدار وكانَ خازن عمر قالَ: أصاب الناس قحط في زمان عمر فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فَإنَّهُم قَدْ هلكوا فأتي الرجل في المنام فقِيْلَ لَهُ: أقرىء عمر السلام وأخبره أنهم يسقون، وقُلْ لَهُ: عليك الكيس الكيس. فأَتَى الرجل عمر فأَخْبرَهُ، فَبكَى عمر وقَالَ: يا رَبّ مَا ءَالُو إلا مَا عَجَزْتُ. وقَد جاءَ في تَفْسِيرِ هذَا الرجل أنّهُ بلال بن الحارث المزني الصحابي. فما حصل من هذا الصحابي استغاثة وتوسل. وبهذا الأثر يبطل أيضًا قول الوهابية إن الاستغاثة بالرسول بعد وفاته شرك.
- ماذا قال الحافظ تقي الدين السبكي عن التوسل والاستغاثة والتوجه والتجوه ؟
قال الحافظ الفقيه اللغوي تقي الدين السبكي إن التوسل والاستغاثة والتوجه والتجوه بمعنى واحد ذكر ذلك في كتابه شفاء السقام الذي ألَّفه في الرد على ابن تيمية بإنكاره سنية السفر لزيارة قبر الرسول وتحريمه قصر الصلاة في ذلك السفر.
- ما الدليل على استحباب معرفة قبور الصالحين لزيارتها والقيام بحقها ؟
قَالَ الحافظ ولي الدين العراقي في حديث أبي هريرة أنَّ موسى قالَ: "رب أدنني من الأرض المقدسة رمية بحجر"، وأنَّ النّبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "والله لَو أني عنده لأريتكم قبره إلى جنب الطريق عند الكثيب الأحمر": فيهِ استحباب معرفة قبور الصالحين لزيارتها والقيام بحقها. اهـ.
فيفهمُ من قول رسول الله عن قبر موسى عليه السلام "والله لو أني عنده لأريتكم قبره إلى جنب الطريق عند الكثيب الأحمر" والذي هو قرب أريحا الإشارة إلى أن زيارة قبور الأنبياء والصالحين للتبرك بهم مطلوبة وعلى هذا كانَ الأكابر وعلى ذلك نصوا.
- ماذا يستحب أن يقال عند زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
وقد ذَكَرَ الإمام أبو الوفاء بن عقيل الحنبلي الذي هو من أعمدة المذهب الحنبلي أنه مما يستحب قوله عند زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم إنك قلت في كتابك لنبيك صلى الله عليه وسلم:{ولو أنَّهم إذ ظلموا أنفسَهم جاءوك فاستغفروا اللهَ واستغفرَ لهم الرسولُ لوجدوا اللهَ توابًا رحيمًا} [سورة النساء]، وإني قد أتيت نبيك تائبا مستغفرا فأسألكَ أن توجب لي المغفرةَ كما أوجَبتَهَا لمن أتاه في حياته، اللهم إني أتوجه إليك بنبيك صلى الله عليه وسلم نبي الرحمةِ، يا رسول الله إني أتوجه بك إلى ربي ليغفر لي ذنوبي"، فبعد هذا كيف يقول بعضهم إن زيارة قبر النبي للتبرك به والتوسل به زيارة شركية، فما أَبعد هؤلاء عن الحق.
- ماذا قال الحافظ سراج الدين بن الملقن عن قبر معروف الكرخي؟
إنَّ أحدَ حفاظ الحديث واسمه الحافظ سراج الدين بن الملقن هذا توفي بعد ابن تيمية بنحو ستين سنة وهو من الفقهاء الشافعيين ذَكَرَ عن نفسِهِ في كتابِهِ طبقات الأولياء وهو كتاب يذكر فيه تراجم أولياء من السلف والخلف فقال: "ذهبت إلى قبر معروف الكرخي وقفت ودعوت الله عدة مرات، فالأمر الذي كان يصعب علي ينقضي لما أدعو الله هناك عند قبره"، هذا معروف الكرخي من الأولياء البارزين المشهورين في بغداد، معروف عند العامة والخاصة، يقصدون قبره للتبرك.
- ماذا جاء عن الحسن بن إبراهيم الخلال في أمر التوسل والزيارة؟
ذكرَ الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد عن الحسن بن إبراهيم الخلال أنه قال: "ما همني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسلت به إلا سهل الله تعالى لي ما أحب" اهـ.
- ماذا قال إبراهيم الحربي عن قبر معروف الكرخي؟
ذكرَ الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد عن بعض أكابر السلف ممن كان في زمن الإمام أحمد بن حنبل واسمه إبراهيم الحربي أبو إسحق وكان حافظا فقيها مجتهدا يشبه بأحمد بن حنبل، وكان الإمام أحمد يرسل ابنه ليتعلم عنده الحديث أنه قالَ: "قبر معروف الترياق المجرب"، والترياق هو دواء مركب من أجزاء وهو معروف عند الأطباء القدامى من كثرةِ منافِعِهِ، وهو عندهم أنواع، شبه الحربي قبر معروف بالترياق في كثرةِ الانتفاع فكأنَّ الحربي قال: أيها الناس اقصدوا قبر معروف تبركا به من كثرة منافعه.
- ماذا قال عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الأزهري عن قبر معروف الكرخي؟
ذكرَ الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري أنه قال: سمعت أبي يقول: "قبر معروف الكرخي مجرب لقضاء الحوائج، ويقالُ: إنه مَن قَرَأَ عندَهُ مائةَ مرَّةٍ: {قُل هوَ اللهُ أحَد} (سورة الإخلاص/1) وسَأَلَ الله تعالى ما يريد قضى الله له حاجته".
- ماذا قال أبو عبد الله المحاملي عن قبر معروف الكرخي؟
ذكرَ الحافظُ الخطيبُ البغداديُّ في تاريخِ بغدادَ عن أبي عبد الله المحاملي أنه قالَ: "أعرف قبر معروف الكرخي منذ سبعين سنة، ما قصده مهموم إلا فرج الله همه".
- ماذا يروى عن الشافعي أنه كان يقول عن أبي حنيفة وقبره؟
ورُويَ عن الشافعي أنه كان يقول: "إني لأتبرك بأبي حنيفة وأجيء إلى قبره في كل يوم ـ يعني زائرا ـ فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده فما تبعد عني حتى تقضى".
-ماذا قال الحافظ الجزري عن قبور الصالحين ؟
وقد ذكر الحافظ الجزري وهو شيخ القراء وكان من حفاظ الحديث في كتاب له يسمى الحصن الحصين وكذلك ذكر في مختصره قال: "من مواضع إجابة الدعاء قبور الصالحين" ا.هـ، وهذا الحافظ جاء بعد ابن تيمية بِنحوِ مائة سنة، ولم ينكر عليه العلماء إلا أن يكون بعض الشاذين الذين لَحِقوا نفاة التوسل من أتباع ابن تيمية.
- أذكر قول الإمام مالك للخليفة المنصور لما حجّ فزار قبر النبي صلى الله عليه وسلم ؟
ونختِمُ هذا المقالَ بقول الإمام مالك للخليفة المنصور لما حج فزار قبر النبي صلى الله عليه وسلم وسأل مالكا قائلا: "يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك ءادم عليه السلام إلى الله تعالى؟ بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله" ذكره القاضي عياض في كتاب الشفا.


- أذكر دليلا من الحديث على جواز الاستغاثة بغير الله.
عن ابنِ عبَّاس أنَّ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: "إنَّ لله مَلائِكةً في الأرْضِ سِوَى الحَفَظَةِ يَكتُبونَ مَا يَسْقُطُ مِنْ وَرَقِ الشَّجَرِ فَإذَا أصَابَ أحدَكُم عَرْجَةٌ بأرْضٍ فَلاةٍ فلْيُنَادِ أعينوا عباد الله"، رَواهُ الطَّبَرانيُّ، وقَالَ الحَافِظُ الهَيْثَميُّ: رجَالُهُ ثِقَاتٌ.
هذا الحديثُ فيه دلالَةٌ واضِحَةٌ على جواز الاستغاثَة بغير الله لأن فيهِ أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَّمَنَا أن نقولَ إذا أصابَ أحدنا مشكلة في فلاةٍ من الأرضِ أي برّيّةٍ "يا عباد الله أعينوا" فإنَّ هذا ينفعهُ. وهذا الحديث حسَّنَهُ الحافظُ ابن حجر، ونصُّ الحديث كما أخرجَهُ الحافظُ ابن حجرٍ في الأماليّ عن ابنِ عبّاسٍ رضي الله عنهما أنَّ النّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ لله ملائكةً سِوَى الحفظَةِ سَيَّاحينَ في الفَلاةِ يكتبونَ ما يسقُطُ من وَرَقِ الشَّجَرِ فإذا أصابَ أحدكُم عرجةٌ في فلاةٍ فَليُنَادِ يا عبادَ الله أعينوا"، الله تعالى يُسمِعُ هَؤلاءِ المَلائِكَةَ الذين وُكلوا بأن يكتبوا ما يَسقُطُ من ورقِ الشجرِ في البريَّةِ نداءَ هذا الشَّخص لو كانَ على مسافةٍ بعيدةٍ منهم. الملك الحي الحاضر إذا استغيث بهِ: يا مَلِكَنَا ظَلَمَني فلانٌ أنقذني، يا مَلِكَنَا أصابني مجاعةٌ فأنقذني، هذا المَلِكُ لا يُغيثُ إلا بإذنِ الله، كذلكَ هؤلاءِ المَلائِكَة لا يُغيثونَ إلا بإذنِ الله، كذلكَ الأولياء والأنبياء إذا إنسان استغاث بهم بعد وفاتهم يغيثونه بإذن الله، فإذًا هؤلاءِ سببٌ، وكِلا الأمرينِ جائزٌ.

.
- ما الدليل على أن الميت ينفع بعد موته ؟
قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "حياتي خير لكم ومماتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم، ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت لكم"، رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
هذا الحديثُ يدلُّ على أن النبي ينفع بعد موته خلافا للوهابية القائلينَ بأنهُ لا ينفع أحد بعد موته، فإنهُ عليه الصلاةُ والسلامُ لما قال: "ومماتي خير لكم" أَفهَمَنَا أنه ينفعنا بعد موته أيضًا بإذنِ الله عزَّ وجلَّ، كما نفعنا موسى عليه السّلامُ ليلة المعراج لما سألَ النَّبيَّ عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ: ماذا فرض الله على أمتك؟، فقال له: "خمسين صلاة"، قال: ارجع وسل التخفيف فإني جربت بني إسرائيل فرض عليهم صلاتان فلم يقوموا بهما، فَرجعَ فطلَبَ التَّخفيفَ مرَّةً بعد مرَّةٍ وفي كلّ مرَّةٍ كانَ موسى عليهِ السلامُ يقولُ لهُ: ارجِع فَسَل التّخفيفَ، إلى أن صاروا خمس صلواتٍ بأجرِ خمسينَ، فهل يشكُّ عاقلٌ بنفع موسى عليه السَّلام لهذهِ الأمة هذا النفع العظيم، وقد كانَ موسى توفيَ قبل ليلة المعراج بأكثر من ألف سنة، فهذا عمل بعد الموت نفع به أمةَ محمدٍ صلى الله عليه وسلم.
وأما قولُهُ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: "تُحدِثُونَ ويُحدَثُ لكُم" فمعناهُ يحصلُ منكم أمورٌ ثم يأتي الحكمُ بطريقِ الوحي مِن رسولِ الله.
ثم يؤكّدُ النبيُّ عليه الصلاةُ والسّلامُ نفعه لأمته بعد وفاته بقولِهِ: "ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت لكم". ويدل على ذلك ما رواهُ مسلمٌ في حديث المعراج أن كلًّا من الأنبياء الذين لقيَهُم في السماءِ دعا للرسولِ بخيرٍ وهم ثمانية ءادم في الأولى وعيسى ويحيى في الثانيةِ ويوسف في الثالثةِ وإدريس في الرابعةِ وهارون في الخامسةِ وموسى في السادسةِ وإبراهيم في السابعةِ وكل ذلك نفع بعد الموت، فبطل تعلق الوهابية بالاستدلال بحديث البخاري: "إذا مات ابن ءادم انقطع عمله إلا من ثلاث" فإنه بزعمِهِم يمنع الانتفاع بزيارة قبور الأنبياء والأولياء والتوسل بهم. يقال لهم المرادُ بقولهِ عليه السلام "انقطع عمله" أي العمل التكليفي وليس فيه تعرض لما سوى ذلك من نحو نفع التوسل بهم بل فيه ما يدل على خلافِ دعواهم حيث إن فيه أن دعوة الولد الصالح تنفع أباه وليس مراد الرسول بذلك أنه لا ينفع دعاء غير ولده الصالح للميت.
- ما الدليل على بطلان قول : لا يجوز التوسل إلاّ بالحي الحاضر؟
أَخْرجَ الطَّبرانيُّ في مُعْجَمَيهِ الكَبِيرِ والصَّغيرِ عَن عُثمانَ بنِ حُنَيفٍ أنَّ رَجُلاً كانَ يَخْتلِفُ ـ أي يتَردَّدُ ـ إلى عثمانَ بنِ عَفّانَ، فكَانَ عُثْمانُ لا يَلْتَفِتُ إلَيْهِ ولا يَنْظُرُ في حَاجَتِه، فَلقِي عثمان بن حنيف فشكى إليه ذلك، فقَالَ: ائت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضى لي، ثم رح حتى أروح معك. فانطلق الرجل ففعل ما قال، ثم أتى باب عثمان فجاء البواب فأخذ بيده فأَدخله على عثمان بن عفان فأجلسه على طنفسته ـ أي سجادته ـ فقال: ما حاجتك؟ فذكر له حَاجَتَهُ، فقَضى لَهُ حاجَتَهُ وقَالَ: مَا ذَكَرْتُ حاجتك حتّى كانت هذه الساعة، ثُمّ خَرجَ مِنْ عِنْده فلَقِيَ عثمان بن حنيف فَقالَ: جزاك الله خَيْرًا، مَا كانَ يَنْظُر في حَاجَتي ولا يَلْتَفِتُ إلَيَّ حَتَّى كلَّمْتَهُ فِيَّ، فَقالَ عثمان بن حنيف: والله ما كَلّمْتُهُ ولكِنْ شَهِدْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقَدْ أتاه ضرير فشكى إليه ذهاب بصره، فَقالَ: إن شئت صبرت وإنْ شئت دعوت لكَ، قالَ: يا رسول الله إنه شق علي ذهاب بصري وإنه ليس لي قائد فقال له: ائت الميضأة فتوضأ وصل ركعتين ثمّ قل هؤلاء الكلمات، ففعل الرجل ما قال، فوالله ما تفرقنا ولا طال بنا المجلس حتى دخل علينا الرجل وقد أبصر كأنه لم يكن به ضر قط قالَ الطبراني في "معجمه": والحديث صحيح، والطبراني من عَادَتِهِ أنَّهُ لا يُصَحّحُ حَديثًا معَ اتّسَاع كِتابِه المعجَمِ الكَبيرِ، ما قالَ عن حدِيثٍ أوْردَهُ ولو كَانَ صَحِيْحًا: الحَدِيثُ صَحِيْحٌ، إلا عن هَذَا الحَدِيْثِ، وكذلكَ أخرجه في الصغيرِ وصححهُ.
فَفِيهِ دليل أنَّ الأعمى توسل بالنبي في غير حضرته بدليل قول عثمان بن حنيف: "حَتَّى دخل علينا الرجل"، وفيْهِ أنَّ التوسل بالنبي جائز في حالة حياته وبعْدَ مماته فبَطَل قَوْلُ : لا يجوز التوسل إلا بالحي الحاضر، وكل شرط ليس في كتاب الله فهُوَ باطل .
هذا الحديثُ فيه دلالةٌ واضحةٌ على جواز التوسل بالنبي في حياته وبعد مماته في حضرته أو في غير حضرته.
يتبع ان شاء الله .
[/align]










قديم 2007-10-06, 20:39   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
فقير
محظور
 
إحصائية العضو










Flower2

بسم الله الرحمن الرحيم .
تابع للموضوع أعلاه :

[align=right]- ما الدليل على أن ترك التوسل بالنبي بعد موته ليس فيه دلالة على منع التوسل بغير الحي الحاضر؟
وأمَّا توسل عمر بالعباس بعدَ موت النبي صلى الله عليه وسلم فليسَ لأَنَّ الرّسُولَ قدْ مَاتَ، بلْ كانَ لأجْلِ رِعَايةِ حَقّ قَرابَتِه مِنَ النَّبي صلى الله عليه وسلم، بدَليلِ قَولِ العبّاسِ حِينَ قَدَّمَهُ عُمَرُ: "اللّهُمَّ إنّ القَوْمَ تَوجَّهُوا بي إلَيْكَ لِمَكَانِي مِنْ نَبيّكَ"، فَتَبيَّنَ بُطْلانُ رأْيِ ابن تيمية ومَنْ تَبِعَهُ مِنْ منكري التوسل. رَوى هذا الأَثَرَ الزُّبَيرُ بنُ بكَّار كما قالَ الحافظُ ابن حجر، ويُسْتَأنسُ لَهُ أَيضًا بِما رَواهُ الحاكِمُ في المستَدْرَكِ أنَّ عُمرَ رَضِيَ الله عَنْهُ خَطَب النَّاسَ فقالَ: "أيُّها النَّاسُ إنَّ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كانَ يَرَى للعَبّاسِ مَا يَرَى الولَدُ لِوَالدِه، يُعَظّمُهُ ويُفَخّمُهُ ويَبَرُّ قَسَمَهُ، فاقْتَدُوا أيُّها النّاسُ برسولِ الله صلى الله عليه وسلم في عَمّهِ العبَّاسِ واتّخِذُوه وسِيلةً إلى الله فِيما نَزَلَ بكُم"، فَهذا يُوضِحُ سَببَ توسل عمر بالعباس.
يُفهَمُ من هذا أن توسل عمر بالعباس كانَ لرعايةِ حَقّ قرابتِهِ مِن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فتركُ عمرَ التوسل بالنبي في ذلكَ الموضِعِ ليسَ فيه دلالةٌ على منعِ التوسل بغير الحي الحاضر، فقد تَرَكَ النّبيُّ صلى الله عليه وسلم كثيرًا من المباحات فهل دل تركه لها على حرمتها؟ وقد ذَكَرَ العلماءُ في كتبِ الأصولِ أن ترك الشىء لا يدل على منعه. وقد أرادَ سيدنا عمرُ بفعلِهِ ذلكَ أن يبيّنَ جواز التوسل بغير النبي صلى الله عليه وسلم من أهلِ الصلاحِ ممَّن ترجى بركته، ولذا قالَ الحافظُ ابن حجرٍ في فتحِ الباري عَقِبَ هذه القصَّة ما نصُّه: "يستفادُ من قصةِ العبّاسِ استحباب الاستشفاع بأهل الخير والصلاح وأهلِ بيتِ النبوة".اهـ.

- ما الدليل عل أنّ وضع الكف على الشبيكة ليس شركا؟
ثَبَتَ عن أبي أيوب الأنصاري أنه جَاءَ إلى قبر الرسول فوضع وجهه عليه للتبرك وهذا لا شَك عندهُم من أكبرِ الكفر والشرك، وحاشا لله أن يكون أبو أيوب أشرك بالله لذلكَ ولا يَخطُرُ هذا ببالِ مسلمٍ، فلم ينكر عليهِ أحدٌ من الصحابَةِ ولا أحدٌ من أهلِ العلمِ من السلفِ بل ولا مِنَ الخلفِ، فإذا كانَ وضع الوجه على قبر الرسول للتبرك لا يُعَدُّ شركا فكيف وضع الكف على الشبيكة التي هي بينَ القبر وبينَ الزائر، فإنا لله وإنا إليه راجعونَ اللهم إليكَ المُشتَكَى.
- ما الدليل على أن التوسل يسمى استغاثة ؟
لا فَرقَ بينَ التوسل والاستغاثة، فالتوسل يُسَمَّى استغاثة كمَا جاءَ في حَدِيْثِ البُخَاريّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "إنَّ الشَّمسَ تَدْنُو يَومَ القِيامةِ حَتّى يَبْلُغَ العَرَقُ نِصْفَ الأُذُنِ فبَيْنَما هُمْ كذَلكَ استغاثوا بآدم ثمَّ موسى ثمَّ بمحمد صلى الله عليه وسلم" الحديث في روايةِ عبدِ الله ابن عمرَ لحديثِ الشفاعة يوم القيامَةِ، وفي روايةِ أنسٍ رُوِيَ بلفظِ الاستشفاع وكلتَا الروايتينِ في الصحيحِ فَدَلَّ ذلك على أن الاستشفاع والاستغاثة بمعنًى واحدٍ فسَمَّى الرّسُولُ صلى الله عليه وسلم هذا الطلب مِنْ ءادَمَ أَن يشفع لَهُم إلى رَبّهِمُ استغاثة.
هذا الحديثُ فيه دليلٌ على أن التوسل يأتي بمعنَى الاستغاثة وفي بعض الرّواياتِ لهذا الحديثِ: "يا ءادم أنتَ أبو البشرِ اشفع لنا إلى رَبّنا" وفي هذا ردٌّ على من جَعَلَ التوسل بغير الله شركا. الاستشفاع والتوسل والاستغاثة والتوجه والتجوه بمعنى واحد، وقد قالَ الحافظُ تقيُّ الدّين السُّبكيُّ في شفاءِ السَّقَامِ: الاستشفاع والتوسل والتوجه والاستغاثة والاستعانة بمعنى واحدٍ. والتقي السبكيّ محدث حافظ فقيه لغوي كما وصفه بذلك السيوطيّ في الذيل.


عدة أدلة عن جواز التبرك و التوسل
قال الله تعالى في سورة القصص{ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ}

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بعض أحوال يوم القيامة "إن الشمس تدنو حتى يبلغ العرق نصف الأذن فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم ثم بموسى ثم بمحمد فيشفع ليقضى بين الخلق" رواه البخاري في كتاب الزكاة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم، ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم، فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت لكم" رواه البزار.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون".اهـ أورده الحافظ ابن حجر على أنه ثابت في الفتح وذلك لما التزمه أن ما يذكره من الأحاديث شرحا أو تتمة لحديث في متن البخاري فهو صحيح أو حسن ذكر ذلك في مقدمة الفتح.

روى الإمام مسلم في صحيحه كتاب الفضائل، باب من فضائل موسى عليه السلام قال: حدثنا هدّابُ بنُ خالد وشيبانُ بنُ فَرّوخٍ قالا: حدّثنا حماد بنُ سَلَمةَ عن ثابتٍ البُناني وسُليمان التميمي عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أتيتُ (وفي رواية هدّابٍ: مررتُ) على موسى ليلةَ أُسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يُصلي في قبره". اهـ

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى علي عند قبري سمعته ومن صلى علي من بعيد أُعلمته". قال الحافظ في الفتح وسنده جيد.اهـ

ورواه البيهقي في حياة الأنبياء بلفظ من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صلى عليَّ عند قبري سمعته ومن صلى علي نائيا منه أُبلغته".

وقال الإمام أحمد بن زيني دحلان في كتابه الدرر السُّنية في الرد على الوهابية: اعلم رحمك الله أن زيارة قبر نبينا صلى الله عليه وسلم مشروعة مطلوبة بالكتاب والسنة وإجماع الأمة أما الكتاب فقوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً} دلت الآية على حث الأمة على المجيء إليه صلى الله عليه وسلم والاستغفار عنده واستغفاره لهم وهذا لا ينقطع بموته.اهـ

فإن قال قائل: إن هذا خاص بحياته صلى الله عليه وسلم، قلنا: هذا تخصيص ودعوى التخصيص تحتاج إلى دليل، والدليل قائم على خلاف ذلك، والذي يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت الله لكم". هذا الحديث رواه البزار ورجاله رجال الصحيح كما قال الحافظ الهيثمي في مجمعه.

وقال الحافظ السيوطي في الخصائص الكبرى سنده صحيح وكذلك قال عنه الحافظ زين الدين العراقي إسناده جيد كما في طرح التثريب وكذلك ابنه ولي الدين.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من قال إذا خرج إلى المسجد: اللهم اني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا، فاني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة، خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك، فأسألك أن تنقذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، أقبل الله عليه بوجهه واستغفر له سبعون ألف ملك".

رواه ابن ماجة وأحمد والطبراني والبيهقي

ألف علماء الإسلام الكتب في الاستشفاع والتوسل نذكر منها:

1-كتاب الوفاء في فضائل المصطفى لابن الجوزي، أفرد بابا حول التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وبابا للإستشفاء بقبره الشريف.

2-شفاء السقام لتقي الدين السبكي حيث تعرض لمسئلة التوسل بشكل تحليلي معتبر.

3-مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام لمحمد بن نعمان المالكي وغيرهم كثير.

أخرج البزار من حديث عبد الله بن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن لله ملائكة سياحين في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر فإذا أصاب أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد أعينوا عباد الله"

بعض الناس لا يظهرون حبا للنبي، إنما يظهرون بغضا له والعياذ بالله . كالذين يزعمون أن النبي محمد ميتة، أو أنه لا ينفع، أو أن التبرك به وبأثاره شرك، أو أن زيارة قبره شرك أو أن التوسل به شرك والعياذ بالله، أو الذين يحرمون مدحه عليه السلام والإحتفال بمولده وغير ذلك، كله يظهر بغضا للنبي ولا يظهر حبا له صلى الله عليه وسلم ولا اتباعا له.

روى البخاري في الأدب المفرد ما نصه : حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن أبي اسحق عن عبد الرحمن بن سعد قال : " خدرت رجل ابن عمر فقال له رجل : اذكر أحب الناس إليك فقال : يا محمد "ا.هـ . وقد ذكر البخاري هذا الحديث تحت عنوان: "باب ما يقول الرجل إذا خدرت رجله".

روى الإمام مرتضى الزبيدي في شرح الاحياء ( 10/ 333 ):عن الشعبي قال حضرت عائشة رضي الله عنها فقالت: إني قد أحدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثا ولا أدري ما حالي عنده فلا تدفنوني معه، فاني أكره أن أجاور رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أدري ما حالي عنده ثم دعت بخرقة من قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ضعوا هذه على صدري وادفنوها معي لعلي أنجو بها من عذاب القبر.

معنى بجاه محمد أي بكرامة محمد عندك، بمكانة محمد عندك، بفضل محمد عندك.

رورى الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخه باسناده إلى علي بن ميمون قال: سمعت الشافعي يقول: إني لأتبرك بأبي حنيفة وأجيء إلى قبره في كل يوم.

يعني زائرا. فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده، فما تبعد عني حتى تقضى. اهـ تاريخ بغداد -(1/123).

قال الإمامِ مالكٍ للخليفةِ المنصورِ لما حَجَّ فزارَ قبرَ النّبيّ صلى الله عليه وسلم وسألَ مالكًا قائلاً: "يا أبا عبدِ الله أستقبلُ القِبلَةَ وأدعو أم أستقبلُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: وَلِمَ تَصرِفُ وجهَكَ عنه وهو وَسيلَتُكَ ووسيلةُ أبيكَ ءادم عليه السلام إلى الله تعالى؟ بل استقبِلهُ واستشفع بهِ فيشفّعهُ الله" ذكرهُ القاضي عياضٌ في كتابِ الشّفا.

في الحديثِ الذي رواه السيوطي وغيره أن ءادمَ عليه السلامُ لما أكلَ من الشجرةِ قالَ: "يا رب أسألُكَ بحقِّ محمدٍ إلا ما غفرتَ لي". قال: "وكيف عرفتَ محمداً ولم أخلقْهُ". قالَ : "رفعتُ رأسي إلى قوائِمِ العرشِ فوجَدْتُ مكتوباً: لا إله إلا اللهُ محمدٌ رسولُ اللهِ فعَرَفتُ أَنَّكَ لم تُضِفْ إلى اسمِك إلا أحبَّ الخلقِ إليكَ". بهذا الحديثِ يُسْتَدَلُّ على التوسلِ ومشروعِيَّتِهِ.

روى الطبراني في المعجم الكبير والصغير أن الرسول علم رجل أعمى أن يتوسل به علمه أن يقول: "اللهم إني اسألك وأتوجه بنبيك محمد نبي الرحمة.. يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضي لي". قال الطبراني والحديث صحيح. فالتوسل بالرسول جائز.. في حياته وبعد موته.

قال السبكي: ويحسن التوسل والاستعانة والتشفع بالنبي إلى ربه، ولم ينكر ذلك أحد من السلف .

عن مالك الدار خازن عمر قال: أصاب الناس قحط في زمان عمر، فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فانهم قدهلكوا، فأتي الرجل في المنام فقيل له: أقريء عمر السلام وأخبره أنهم يسقون وقل له: عليك بالكيس الكيس، فأتى الرجل عمر فأخبره فبكى عمر وقال: يا ربّ ما ءالو إلا ما عجزت. رواه البيهقي باسناد صحيح.

ثبت أن خبيبَ بن عدى الصحابي حين قُدّ م للقتل نادى: يا محمّد. رواه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني. وهذا د ليل على أن نداء النبي صلى الله عليه وسلم في غيبته بيا محمّد جائز.

وفي كتاب الأدب المفرد للبخاري ص/ 324 عن عبد الرحمن بن سعد قال:" خدرت رجل ابن عمر فقال له رجل : أُذكر احب الناس إليك فقال: يا محمد فذهب خدر رجله"ا.هـ. هذا حصل بعد وفاة الحبيب صلى الله عليه وسلم.

روى البخاري ومسلم أن النبيّ صلى الله عليه وسلم ذكر قصة النفر الثلاثة الذين ءاواهم المبيت إلى غار فدخلوه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم فصار كل واحد منهم يدعو الله بصالح عمله حتى انفرجت الصخرة فانطلقوا يمشون.

خالد بن الوليد رضي الله عنه كان شعار كتيبته يوم اليمامة "يا محمداه" فخالد نادى بذلك ونادى بندائه الجيش فهل يكون هذا إلا إقرارًا من هذا الجيش الكريم على تصويب ما أمر به خالد رضي الله عنه وقد كان في الجيش من الحفاظ والعلماء والبدريين وعِليَة الصحابة رواه ابن الأثير في الكامل.

روى البيهقي في دلائل النبوة والحاكم في المستدرك وغيرهما بالإسناد أن خالد بن الوليد فقد قلنسوة له في يوم اليرموك فقال اطلبوها، فلم يجدوها، ثم طلبوها فوجدوها، فقال خالد: اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلق رأسه فابتدر الناس إلى جوانب شعره فسبقتهم إلى ناصيته فجعلتها في هذه القلنسوة فلم أشهد قتالا وهي معي إلا رزقت النصر.

قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا أضلّ أحدكم شيئًا أو أراد عونًا وهو بأرضٍ ليس فيها أنيس فليقل يا عباد الله أعينوني" وفي رواية "أغيثوني"، "فإن لله عبادًا لا ترونهم".

وتوسل عمر بن الخطاب بالعباس رضي الله عنه لما استسقى الناس وغير ذلك مما هو مشهور فلا حاجة إلى الإطالة بذكره والتوسل الذي في حديث الأعمى قد استعمله الصحابة السلف بعد وفاته صلى الله عليه وسلم وفيه لفظ "يا محمَّد"، وذلك نداء عند المتوسل.

ومن تتبع كلام الصحابةِ والتابعين يجد شيئًا كثيرًا من ذلكَ كقول بلال بن الحارث الصحابي رضي الله عنهُ عند قبر النبيّ صلى الله عليه وسلم :"يا رسول الله استسق لأمّتك" كالنداء الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم عند زيارة القبور.

الأحاديث الصحيحة أنه صلى الله عليه وسلم كان من دعائه :"اللهمّ إني أسألك بحقّ السائلين عليك" وهذا توسّل لا شكّ فيهِ وكان يُعلّم هذا الدّعاء أصحابَه ويأمرهم بالإتيانِ.

وصحّ عنه أنه صلى الله عليه وسلم لما ماتت فاطمة بنت أسد أمّ عليّ رضي الله عنها ألحدها صلى الله عليه وسلم في القبر بيده الشريفة وقال:" اللهمَّ اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ووسّعْ عليها مدخلها بحقّ نبيّك والأنبياء الذين من قبلي إنك أرحم الراحمين".

وقد ذَكَرَ الحافظُ الجزريُّ وهو شيخُ القرَّاءِ وكانَ من حفَّاظِ الحديثِ في كتابٍ له يُسمَّى الحصن الحصين وكذلكَ ذكرَ في مختصرهِ قال: "مِن مواضِعِ إجابةِ الدُّعاءِ قبورُ الصّالحينَ" ا.هـ،

يتبع ان شاء الله .
[/align]










آخر تعديل فقير 2007-10-06 في 20:43.
قديم 2007-10-06, 20:46   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
Mohamed845
عضو مبـدع
 
الأوسمة
وسام أحسن سيرة 
إحصائية العضو










افتراضي

Assalam,

Mon frère si tu veut quelque chose demande-la à Allah, si tu le fait avec sincérité, wallahi , tu verra l'incroyable, et ça ce n'est pas de la théorie, c'est la réalité.

Merci wa Assalam.










قديم 2007-10-06, 23:43   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
فقير
محظور
 
إحصائية العضو










Flower2 السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم .

أخي الكريم Mohamed مع كامل احتراماتي لم تفهم البحث، بحث عشر سنوات تحكم عليه في ثلاثة سطور يا سبحان الله .
لو دققت أخي الكريم، لوجدت كله راجع لله وحده لا شريك له، اذ الطلب والتوسل راجع في النهاية له سبحانه، لأن له سبحانه عبادا فطنا، طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا، نظروا فيها فلما علموا أنها ليست لحي وطنا، فأكرمهم خالقهم بالكرامة عليك بهم في كل شأن تشاؤه توسل بهم الى الله تعالى تنل الاجابة ان شاء الله تعالى، فمن طلب الله تعالى بعملهم الصالح عنده، فهو في حد ذاته طلبا له فما المانع يا ترى ؟؟؟؟
الله يفهمنا وصلى الله على سيدنا محمد النبي الامي وعلى آله وصحبه وسلم .










قديم 2007-10-06, 23:59   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
الوادعي
مشرف منتديات الدين الإسلامي الحنيف
 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أخواني الكرماء تذكروا قول الله تعالى :

" هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ "
إن دعاة الأفكار الباطلة و منهم الصوفية المعاصرة و غيرهم ينشرون بدعهم بين عامة المسلمين بذكر المتشابه و ترك المحكم من النصوص الشرعية .
و يجمعون من أقوال العلماء ما يوافق أهواهم و ما قد يكون ظاهره يؤيد بدعهم بغض النظر عن صحة نسبة تلك الأقوال و ضعفها كما هو حال البعض، و من بدعهم بدعة التوسل بالأنبياء عليهم الصلاة و السلام و الصالحين رحمهم الله .
قالى تعالى "و إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي و ليؤمنوا بي لعلهم يرشدون"
وإليكم فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية .
التوسل بالأنبياء والأولياء قول مجمل يحتمل أنواعاً يختلف الحكم باختلافها وبيان ذلك.

أولا: أن يطلب من النبي أو الولي في حياته وعلى مسمع منه أن يدعو له، وهذا جائز، ومنه طلب أعرابي من النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يخطب خطبة الجمعة أن يدعو الله تعالى لينزل الغيث، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم ربه سبحانه فأنزل الغيث، ثم طلب منه الجمعة التي بعدها أن يدعو الله تعالى أن يرفع الغيث عنهم لما أصاب الناس من ضر فدعا صلى الله عليه وسلم ربه سبحانه أن يجعله على الآكام والظراب.. إلخ؛ لما ثبت عن أنس بن مالك أنه قال: "أصابت الناس سنة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فبينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب في يوم الجمعة قام أعرابي، فقال: يا رسول الله، هلك المال وجاع العيال فادع الله لنا، فرفع يديه وما نرى في السماء قزعة، فوالذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار السحاب مثل الجبال ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته صلى الله عليه وسلم، فمطرنا يومنا ذلك ومن الغد وبعد الغد والذي يليه حتى الجمعة الأخرى، وقام ذلك الأعرابي، أو قال غيره، فقال: يا رسول الله، تهدم البناء وغرق المال فادع الله لنا، فرفع يديه فقال: اللهم حوالينا ولا علينا فما يشير بيديه إلى ناحية من السحاب إلا انفرجت، وصارت المدينة مثل الجوبة وسال الوادي قناة شهرا ولم يجيء أحد من ناحية إلا حدث بالجود" (رواه البخاري ومسلم)
وثبت عن أنس أيضاً رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا أقحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال: "اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، قال: فيسقون"، رواه البخاري وهذا ليس توسلاً بالجاه والحرمة والحق ونحو ذلك، وإنما هو توسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم ربه في حياته أن ينزل المطر أو يدفع الضر، وكذا التوسل بدعاء العباس ربه، وعلى هذا يكون هذا التوسل من النوع الأول، ويدل على ذلك عدول عمر والصحابة رضي الله عنهم عن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته إلى التوسل بعمه العباس، فإن النبي صلى الله عليه وسلم محترم حياً وميتاً، وجاهه عند ربه وعند المؤمنين عظيم حياً وميتاً.

ثانيا: أن يتوسل إلى الله في دعائه بجاه نبي أو حرمته أو بركته أو بجاه غيره من الصالحين أو حرمته أو حقه أو بركته فيقول: اللهم بجاه نبيك أو حرمته أو بركته أعطني مالاً وولداً أو أدخلني الجنة وقني عذاب النار مثلاً فليس بمشرك شركاً يخرج عن الإسلام لكنه ممنوع؛ سداً لذريعة الشرك، وإبعاداً للمسلم من فعل شيء يفضي إلى الشرك، ولا شك أن التوسل بجاه الأنبياء والصالحين وسيلة من وسائل الشرك التي تفضي إليه على مر الأيام.
كما دلت عليه التجارب وشهد له الواقع، ولقد جاءت أدلة كثيرة في الكتاب والسنة تدل دلالة قاطعة على أن سد الذرائع إلى الشرك والمحرمات من مقاصد الشريعة، من ذلك قوله تعالى: {ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون} فنهى سبحانه المسلمين عن سب آلهة المشركين التي يعبدونها من دون الله مع أنها باطلة؛ لئلا يكون ذلك ذريعة إلى سب المشركين الإله الحق سبحانه انتصاراً لآلهتهم الباطلة جهلاً منهم وعدواناً، ومنها: نهيه صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد؛ خشية أن تعبد، ومنها: تحريم خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية، وتحريم إبداء المرأة زينتها للرجال الأجانب، وتحريم خروجها من بيتها متعطرة، وأمر الرجال بغض البصر عن زينة النساء، وأمر النساء أن يغضضن من أبصارهن؛ لأن ذلك كله ذريعة إلى الافتتان بها ووسيلة إلى الوقوع في الفاحشة، قال الله تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن} الآية.
وثبت في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" ولأن التوسل بالجاه والحرمة ونحوهما في الدعاء لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، والعبادة توقيفية، ولم يرد في كتاب الله ولا في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ما يدل على هذا التوسل، فعلم أنه بدعة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"

ثالثا: أن يدعو الأنبياء أو الأولياء ويستغيث بهم في قضاء حاجاتهم، كقول أحدهم: يا رسول الله، فرج كربتي أو اشفني، أو يقول: مدد مدد يا رسول الله، أو يا حسين، فهذا ونحوه شرك أكبر يخرج قائله من الإسلام، وقد أنزل الله كتبه وأرسل رسله لإبطال ذلك والتحذير منه.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية - المجلد الحادي عشر(العقيدة).










قديم 2007-10-07, 00:00   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
Mohamed845
عضو مبـدع
 
الأوسمة
وسام أحسن سيرة 
إحصائية العضو










افتراضي

Assalam,

Je m'excuse Fkyre, c'est vrai que j'ai lu que le sujet, que Allah nous pardonne, pour moi si je veux queque chose,je demande à lui tout seul,je ne met personne entre nous dans ma demande, les prohetes tous ont adressé à Allah leur demande et lui tout seul.

C'est pour ça je donne un conseil à moi en premier puis à toi mon frère Fakyre,et à tous ceux qui lirons mon message, d'adresser leur demande à Allah, ils ne seront pas déçus.

Si je me suis mal exprimé mon frère Fakyre, alors exuse moi, ça je l'ai dit afin que nous oblions pas cela.


Wa assalam.










قديم 2007-10-07, 00:32   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
الوادعي
مشرف منتديات الدين الإسلامي الحنيف
 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

[align=center]mon frère Mohamed Ce que tu dis est très juste,Merci de votre participation etde votre présence à notre forum[/align]










قديم 2007-10-07, 00:35   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
بوعلام الجلفي
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

يا أخي الله يهديك كيف تريد منا أن نصرف العبادة عن الله ونجعلها في غيره مهما كان أليس الله تعالى يقول :" إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفرك ما دون ذلك لمن يشاء " كيف تقول أنه يجوز التوسل بالأنبياء والخليفة الراشد أبو بكر لما مات النبي صلى الله عليه وسلم قال :" من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت " أتريدنا أن نستغيث بالمخلوق ونترك الخالق سبحانه وهناك كثيرا من الأحاديث رويتها موضوعة بل لا أصل لها في شيء من كتب السنة كيف جاز لك أن تستدل بها والنبي صلى الله عليه وسلم يقول :" من كذب علي متعمدا فليتبوء مقعده من النار "
هذا ما أردت قوله وربي يهديك ويهدينا










قديم 2007-10-07, 00:54   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
hadji_alger
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية hadji_alger
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

Merci beaucoup Mohamed et dolim










قديم 2007-10-07, 00:56   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
hadji_alger
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية hadji_alger
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

Merci Bouaalam










قديم 2007-10-07, 01:08   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
محمد أبو عثمان
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محمد أبو عثمان
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

[align=justify]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يبدوا أن الأخ فقير يتهرب من من المناقشة ويريد أن يشتت النقاش الذي بدأته معه وقد جعلت له موضوعا خاصا به في بيان عقائد الصوفية وأعلامهم ولكنه أبى ذلك وأطل علينا في هذه العشر الأواخر من رمضان ليصرفنا عن عبادة الله إلى عبادة القبور والحجارة والتعلق بالأموات وأورد لنا من الرويات المكذوبة و القصص المخترعة ومالا أصل له في كتب السنة مالله به عليم , ثم أحالنا على مصادره فإذا هي المتردية والنطيحة وما أكل السبع ومن أردا معرفة النبهاني هذا الذي ذكره فعليه بكتاب غاية الأماني في الرد على النبهاني لمؤلفه العلامة الألوسي رحمه الله وهو يرد على ما جاء في كتاب شواهد الحق , الآلوسي هذا العالم الذي عاش ثلاثين من عمره في حمئة التصوف ثم من الله عليه بالسنة فكان منه كتب ومؤلفات كثيرة منها ماذكرت لكم " غاية الأماني في الرد على النبهاني" فراجعوه فإنه نفيس , أما كتاب الإحياء إحياء علوم الدين فمعروف كلام العلماء فيه وأنه كتاب مملوء بالأحاديث الضعيفة والباطلة التي لا أصل في كتب السنة عفا الله عن الإمام ابي حامد الغزالي ورحمه رحمة واسعة فقد من الله عليه وأعلن التوبة قبل موته ومات وصحيح البخاري على صدره.

وهنا أقول لأخي فقير اسأل الله أن يهديك ويأخذ بيدك إلى الحق هذه دعوة من أخ لك لعل الله أن يقبلها وتوافق ساعة إجابة في أيام مباركات

أخي Mohamed845 جزاك الله خيرا وفعلا كما قلتها إن الأنبياء كانوا يدعون الله وهكذا علمونا وما قالوا في يوم من الأيام أدعونا نسيتجيبوا لكم ولكن قال الله :" أدعوني أستجب لكم " وقال :" وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعهم يرشدون "
اللهم ثبت قلوبنا على السنة وتوفنا على التوحيد الخالص يارب العالمين .[/align]










آخر تعديل محمد أبو عثمان 2007-10-10 في 00:33.
قديم 2007-10-07, 01:39   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
أبو بكر
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد :

حكم التوسل وأقسامه

‏(‏375‏)‏ وسئل فضيلة الشيخ إبن العثيمين عليه رحمة الله ‏:‏ أعلى الله درجته في المهديين ‏:‏ عن حكم التوسل وأقسامه‏؟‏

فأجاب بقوله ‏:‏ التوسل اتخاذ الوسيلة ؛ والوسيلة ‏(‏كل ما يوصل إلى المقصود‏)‏ فهي من الوصل؛ لأن الصاد والسين يتناوبان كما يقال ‏:‏ صراط ، وسراط، وبصطة ، وبسطة‏.‏

والتوسل في دعاء الله - تعالى - أن يقرن الداعي بدعائه ما يكون سبباً في قبول دعائه ، ولابد من دليل على كون هذا الشيء سبباً للقبول؛ ولا يعلم ذلك إلا من طريق الشرع ؛ فمن جعل شيئاً من الأمور وسيلة له في قبول دعائه بدون دليل من الشرع فقد قال على الله ما لا يعلم ؛ إذ كيف يدري أن ما جعله وسيلة مما يرضاه الله - تعالى - ، ويكون سبباً في قبول دعائه‏؟‏‏!‏ والدعاء من العبادة؛ والعبادة موقوفة على مجيء الشرع بها ‏.‏ وقد أنكر الله-تعالى - على من اتبع شرعاً بدون إذنه، وجعله من الشرك فقال تعالى ‏:‏ ‏{‏أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله‏}‏ وقال - تعالى - ‏:‏ ‏{‏اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون‏}‏ ‏.‏

والتوسل في دعاء الله - تعالى - قسمان‏:‏

القسم الأول ‏:‏ أن يكون بوسيلة جاءت بها الشريعة وهو أنواع ‏.‏

النوع الأول ‏:‏ التوسل بأسماء الله- تعالى -، وصفاته، وأفعاله، فيتوسل إلى الله - تعالى - بالاسم المقتضي لمطلوبه،أو بالصفة المقتضية له، أو بالفعل المقتضي له‏:‏ قال الله - تعالى-‏:‏ ‏{‏ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها‏}‏ ‏(‏3‏)‏ فيقول‏:‏ اللهم يا رحيم ارحمني ، ويا غفور اغفر لي، ونحو ذلك؛ وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال ‏:‏ ‏(‏اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيراً لي‏)‏‏.‏ وعلم أمته أن يقولوا في الصلاة عليه‏:‏ اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم‏.‏

النوع الثاني ‏:‏ التوسل إلى الله - تعالى-بالإيمان-به وطاعته كقوله-تعالى-عن أولي الألباب ‏:‏ ‏]‏ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا‏[‏ ‏(‏4‏)‏ وقوله‏:‏ ‏{‏إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا‏}‏

وقوله عن الحواريين‏:‏ ‏{‏ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين‏}‏ ‏.‏

النوع الثالث‏:‏ أن يتوسل إلى الله بذكر حال الداعي المبينة لاضطراره، وحاجته، كقول موسى -عليه الصلاة والسلام -‏:‏ ‏{‏رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير‏}‏ ‏.‏

النوع الرابع ‏:‏ أن يتوسل إلى الله بدعاء من ترجى إجابته كطلب الصحابة - رضي الله عنهم- من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يدعو الله لهم مثل قول الرجل الذي دخل يوم الجمعة والنبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب، فقال‏:‏ ادع الله أن يغيثنا ؛ وقول عكاشة بن محصن للنبي -صلى الله عليه وسلم - ‏:‏ ادع الله أن يجعلني منهم‏.‏

وهذا إنما يكون في حياة الداعي ، أما بعد موته فلا يجوز؛ لأنه لا عمل له‏:‏ فقد انتقل إلى دار الجزاء ؛ ولذلك لما أجدب الناس في عهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لم يطلبوا من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يستسقي لهم؛ بل استسقى عمر بالعباس عم النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له‏:‏ قم فاستسق؛ فقام العباس فدعا ، وأما ما يروى عن العتبي أن أعرابياً جاء إلى قبر النبي -صلى الله عليه وسلم - فقال‏:‏ ‏(‏السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول‏:‏ ‏{‏ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً‏}‏ وقد جئتك مستغفراً من ذنوبي مستشفعاً بك إلى ربي‏)‏ وذكر تمام القصة؛ فهذه كذب لا تصح ؛ والآية ليس فيها دليل لذلك ؛ لأن الله يقول ‏:‏ ‏{‏ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم‏}‏ ‏.‏ ولم يقل ‏:‏ ‏"‏ إذ ظلموا أنفسهم ‏"‏ و ‏"‏إذ‏"‏ لما مضى لا للمستقبل ؛ والآية في قوم تحاكموا، أو أرادوا التحاكم إلى غير الله، ورسوله، كما يدل على ذلك سياقها السابق، واللاحق‏.‏

القسم الثاني ‏:‏ أن يكون التوسل بوسيلة لم يأت بها الشرع وهي نوعان ‏:‏

أحدهما ‏:‏ أن يكون بوسيلة أبطلها الشرع، كتوسل المشركين بآلهتهم؛ وبطلان هذا ظاهر‏.‏

الثاني ‏:‏ أن يكون بوسيلة سكت عنها الشرع‏:‏ وهذا محرم؛ وهو نوع من الشرك، مثل أن يتوسل بجاه شخص ذي جاه عند الله، فيقول ‏:‏ ‏"‏أسألك بجاه نبيك‏"‏ ‏:‏ فلا يجوز ذلك؛ لأنه إثبات لسبب لم يعتبره الشرع ، ولأن جاه ذي الجاه ليس له أثر في قبول الدعاء ؛ لأنه لا يتعلق بالداعي، ولا بالمدعو؛ وإنما هو من شأن ذي الجاه وحده ، فليس بنافع لك في حصول مطلوبك؛ أو دفع مكروبك، ووسيلة الشيء ما كان موصلاً إليه ؛ والتوسل بالشيء إلى ما لا يوصل إليه نوع من العبث ، فلا يليق أن تتخذه فيما بينك وبين ربك - والله الموفق‏.‏

حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم

‏(‏376‏)‏ وسئل فضيلة الشيخ ‏:‏ عن حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ‏؟‏

فأجاب قائلاً ‏:‏ التوسل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - أقسام ‏:‏

الأول ‏:‏ أن يتوسل بالإيمان به فهذا التوسل صحيح، مثل أن يقول ‏:‏ ‏"‏اللهم إني آمنت بك وبرسولك فاغفر لي‏"‏؛ وهذا لا بأس به ؛ وقد ذكره الله-تعالى- في القرآن الكريم في قوله ‏:‏ ‏{‏ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار‏}‏ ، ولأن الإيمان بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وسيلة شرعية لمغفرة الذنوب، وتكفير السيئات؛ فهو قد توسل بوسيلة ثابتة شرعاً‏.‏

الثاني ‏:‏ أن يتوسل بدعائه - صلى الله عليه وسلم - أي بأن يدعو للمشفوع له؛ وهذا أيضاً جائز وثابت لكنه لا يمكن أن يكون إلا في حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ وقد ثبت عن عمر - رضي الله عنه - أنه قال‏:‏ ‏"‏اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا‏"‏ وأمر العباس أن يقوم فيدعو الله- سبحانه وتعالى - بالسقيا؛ فالتوسل في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -بدعائه جائز، ولا بأس به‏.‏

الثالث ‏:‏ أن يتوسل بجاه الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، سواء في حياته، أو بعد مماته‏:‏ فهذا توسل بدعي لا يجوز؛ وذلك لأن جاه الرسول -صلى الله عليه وسلم- لا ينتفع به إلا الرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ وعلى هذا فلا يجوز للإنسان أن يقول‏:‏ اللهم إني أسألك بجاه نبيك أن تغفر لي أو ترزقني الشيء الفلاني ؛ لأن الوسيلة لا بد أن تكون وسيلة ؛ والوسيلة مأخوذة من الوسل بمعنى الوصول إلى الشيء؛ فلا بد أن تكون هذه الوسيلة موصلة إلى الشيء وإذا لم تكن موصلة إليه فإن التوسل بها غير مجد، ولا نافع ؛ وعلى هذا فنقول ‏:‏ التوسل بالرسول - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أقسام‏:‏

القسم الأول ‏:‏ أن يتوسل بالإيمان به، واتباعه؛ وهذا جائز في حياته، وبعد مماته‏.‏

القسم الثاني ‏:‏ أن يتوسل بدعائه أي بأن يطلب من الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يدعو له فهذا جائز في حياته لا بعد مماته؛ لأنه بعد مماته متعذر‏.‏

القسم الثالث‏:‏ أن يتوسل بجاهه، ومنزلته عند الله؛ فهذا لا يجوز لا في حياته، ولا بعد مماته؛ لأنه ليس وسيلة؛ إذ إنه لا يوصل الإنسان إلى مقصوده؛ لأنه ليس من عمله‏.‏

فإذا قال قائل ‏:‏ جئت إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - عند قبره، وسألته أن يستغفر لي، أو أن يشفع لي عند الله فهل يجوز ذلك أولا ‏؟‏

قلنا ‏:‏ لا يجوز ‏.‏

فإذا قال‏:‏ أليس الله يقول‏:‏ ‏{‏ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً‏}‏ ‏.‏

قلنا له‏:‏ بلى إن الله يقول ‏:‏ ذلك ، ولكن يقول ‏:‏ ‏{‏ولو أنهم إذ ظلموا‏}‏ و ‏"‏إذ‏"‏ هذه ظرف لما مضى، وليست ظرفاً للمستقبل ؛ لم يقل الله ‏:‏ ولو أنهم إذ ظلموا ‏.‏‏.‏، بل قال‏{‏إذ ظلموا‏}‏ ‏.‏ فالآية تتحدث عن أمر وقع في حياة الرسول- صلى الله عليه وسلم-واستغفار الرسول- صلى الله عليه وسلم - بعد مماته أمر متعذر؛ لأنه إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث - كما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -‏:‏ ‏(‏صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له‏)‏ ‏.‏ فلا يمكن لإنسان بعد موته أن يستغفر لأحد؛ بل ولا يستغفر لنفسه أيضاً؛ لأن العمل انقطع‏.‏

يتبع بإذن الله










آخر تعديل أبو بكر 2007-10-07 في 01:43.
قديم 2007-10-07, 01:41   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
أبو بكر
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

هل التوسل من مسائل العقيدة‏؟‏ وما حكم التوسل بالصالحين‏؟‏

‏(‏377‏)‏ وسئل -جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء-‏:‏ عن التوسل هل هو من مسائل العقيدة‏؟‏ وعن حكم التوسل بالصالحين ‏؟‏ ‏.‏

فأجاب - حفظه الله تعالى - بقوله ‏:‏ التوسل داخل في العقيدة ، لأن المتوسل يعتقد أن لهذه الوسيلة تأثيراً في حصول مطلوبه، ودفع مكروهه؛ فهو في الحقيقة من مسائل العقيدة ؛ لأن الإنسان لا يتوسل بشيء إلا وهو يعتقد أن له تأثيراً فيما يريد ‏.‏

والتوسل بالصالحين ينقسم إلى قسمين‏:‏

القسم الأول ‏:‏ التوسل بدعائهم‏:‏ فهذا لا بأس به؛ فقد كان الصحابة - رضي الله عنهم - يتوسلون برسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدعائه ‏:‏ يدعو الله لهم فينتفعون بذلك ؛ واستسقى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بعم النبي - صلى الله عليه وسلم - ‏"‏العباس بن عبد المطلب‏"‏ بدعائه ‏.‏

وأما القسم الثاني ‏:‏ فهو التوسل بذواتهم‏:‏ فهذا ليس بشرعي ؛ بل هو من البدع من وجه ، ونوع من الشرك من وجه آخر‏.‏

فهو من البدع؛ لأنه لم يكن معروفاً في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأصحابه‏.‏

وهو من الشرك لأن كل في أمر من الأمور أنه سبب ولم يكن سبباً شرعياً فإنه قد أتى نوعاً من أنواع الشرك ؛ من اعتقد وعلى هذا لا يجوز التوسل بذات النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل أن يقول ‏:‏ ‏:‏ أسألك بنبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - إلا على تقدير أنه يتوسل إلى الله- تعالى- بالإيمان بالرسول - صلى الله عليه وسلم- ، ومحبته فإن ذلك من دين الله الذي ينتفع به العبد ؛ وأما ذات النبي - صلى الله عليه وسلم - فليست وسيلة ينتفع بها العبد ؛ وكذلك على القول الراجح لا يجوز التوسل بجاه النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن جاه النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما ينتفع به النبي - صلى الله عليه وسلم - نفسه؛ ولا ينتفع به غيره ؛ وإذا كان الإنسان يتوسل بجاه النبي - صلى الله عليه وسلم - باعتقاد أن للنبي - صلى الله عليه وسلم-جاهاً عند الله فليقل‏:‏ اللهم إني أسألك أن تشفع بي نبيك محمداً - صلى الله عليه وسلم- ، وما أشبه ذلك من الكلمات التي يدعو بها الله- عز وجل-‏.‏

حكم التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم

‏(‏378‏)‏ وسئل أيضاً ‏:‏هل يجوز التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ‏؟‏

فأجاب قائلا ‏:‏ التوسل بجاه النبي - صلى الله عليه وسلم - ليس بجائز على الراجح من قول أهل العلم؛ فيحرم التوسل بجاه النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فلا يقول ‏:‏ الإنسان‏:‏ اللهم إني أسألك بجاه نبيك كذا، وكذا؛ وذلك لأن الوسيلة لا تكون وسيلة إلا إذا كان لها أثر في حصول المقصود ؛ وجاه النبي - صلى الله عليه وسلم - بالنسبة للداعي ليس له أثر في حصول المقصود؛ وإذا لم يكن له أثر لم يكن سبباً صحيحاً؛ والله - عز وجل - لا يدعى إلا بما يكون سبباً صحيحاً له أثر في حصول المطلوب؛ فجاه النبي - صلى الله عليه وسلم - هو مما يختص به النبي - صلى الله عليه وسلم - وحده؛ وهو مما يكون منقبة له وحده؛ أما نحن فلسنا ننتفع بذلك؛ وإنما ننتفع بالإيمان بالرسول - صلى الله عليه وسلم - ومحبته ؛ وما أيسر الأمر على الداعي إذا قال ‏:‏ ‏"‏اللهم إني أسألك بإيماني بك، وبرسولك كذا، وكذا‏"‏ بدلاًمن أن يقول‏:‏ أسألك بجاه نبيك ‏.‏ ومن نعمة الله - عز وجل - ورحمته بنا أنه لا ينسد باب من الأبواب المحظورة إلا وأمام الإنسان أبواب كثيرة من الأبواب المباحة ‏.‏ والحمد لله رب العالمين‏.‏

ما صحة حديث الأعمى الذي توسل إلى الله تعالى بنبيه صلى الله عليه وسلم

‏(‏379‏)‏ سئل فضيلة الشيخ ‏:‏ عن هذا الحديث ‏:‏ أن أعمى أتى إلى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فقال ‏:‏ يا رسول الله ادع الله أن يكشف عن بصري قال‏:‏ ‏(‏أو أدعك‏)‏ ، قال‏:‏ يا رسول الله إنه قد شق عليّ ذهاب بصري، فقال ‏:‏ فانطلق فتوضأ ثم صل ركعتين ثم قل‏:‏ ‏(‏اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد ، صلى الله عليه وسلم ، نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فيقضي حاجتي‏)‏ ما صحة هذا وما معناه‏؟‏

فأجاب قائلاً ‏:‏ هذا الحديث اختلف أهل العلم في صحته فمنهم من قال ‏:‏ إنه ضعيف ، ومنهم من قال‏:‏ إنه حسن ، ولكن له وجهة ليست كما يتبادر من اللفظ، فإن هذا الحديث معناه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر هذا الرجل الأعمى أن يتوضأ، ويصلي ركعتين ليكون صادقاً في طلب شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - له ، وليكون وضوؤه، وصلاته عنواناً على رغبته في التوسل بالنبي - صلى الله عليه وسلم- والتوجه به إلى الله -سبحانه وتعالى- ؛ فإذا صدقت النية، وصحت، وقويت العزيمة فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - يشفع له إلى الله - عز وجل - ؛ وذلك بأن يدعو النبي - صلى الله عليه وسلم - له‏.‏ فإن الدعاء نوع من الشفاعة كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال ‏:‏ ‏(‏ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه‏)‏ ‏.‏ فيكون معنى هذا الحديث أن هذا الأعمى يطلب من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يدعو الله له؛ لأن هذا الدعاء نوع شفاعة‏.‏ أما الآن وبعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم - فإن مثل هذه الحال لا يمكن أن تكون لتعذر دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - لأحد بعد الموت، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ‏:‏ ‏(‏إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث ‏:‏ صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له‏)‏ والدعاء بلا شك من الأعمال التي تنقطع بالموت؛ بل الدعاء عبادة كما قال الله - تعالى- ‏:‏ ‏{‏وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين‏}‏ ولهذا لم يلجأ الصحابة - رضي الله عنهم - عند الشدائد وعند الحاجة إلى سؤال النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يدعو الله لهم ؛ بل قال عمرابن الخطاب - رضي الله عنه- حين قحط المطر‏:‏ ‏(‏اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيسقون‏)‏ وطلب من العباس - رضي الله عنه - أن يدعو الله - عز وجل - بالسقيا فدعا فسقوا ‏.‏ وهذا يدل على أنه لا يمكن أن يطلب من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد موته أن يدعو لأحد؛ لأن ذلك متعذر لانقطاع عمله

بموته صلوات الله وسلامه عليه ؛ وإذا كان لا يمكن لأحد أن يطلب من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يدعو له بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم- فإنه لا يمكن - ومن باب أولى - أن يدعو أحد النبي ، صلى الله عليه وسلم ، نفسه بشيء من حاجاته أو مصالحه؛ فإن هذا من الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله؛ والذي حرم الله على من اتصف به الجنة‏:‏ قال الله - تعالى-‏:‏‏{‏ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين‏}‏ ‏.‏ وقال - تعالى-‏{‏فلا تدع مع الله إلهاً آخر فتكون من المعذبين‏}‏ ؛ وقال الله - عز وجل -‏:‏ ‏{‏ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون‏}‏؛ وقال - تعالى‏:‏ ‏{‏إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار‏}‏‏.‏ فالمهم أن من دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد وفاته أو غيره من الأموات لدفع ضرر أو جلب منفعة فهو مشرك شركاً أكبر مخرجاً عن الملة، وعليه أن يتوب إلى الله - سبحانه وتعالى -، وأن يوجه الدعاء إلى العلي الكبير الذي يجيب دعوة المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ؛ وإني لأعجب من قوم يذهبون إلى قبر فلان وفلان يدعونه أن يفرج عنهم الكربات ويجلب لهم الخيرات وهم يعلمون أن هذا الرجل كان في حال حياته لا يملك ذلك فكيف بعد موته بعد أن كان جثة - وربما يكون رميماً قد أكلته الأرض - فيذهبون يدعونه، ويتركون دعاء الله - عز وجل - الذي هو كاشف الضر، وجالب النفع، والخير ، مع أن الله - تعالى - أمرهم بذلك وحثهم عليه فقال ‏:‏ ‏{‏وقال ربكم ادعوني أستجب لكم‏}‏ ‏.‏ وقال -الله تعالى-‏:‏ ‏{‏وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان‏}‏‏.‏ وقال - تعالى - منكراً على من دعا غيره ‏:‏ ‏{‏أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله‏}‏‏.‏ أسأل الله - تعالى- أن يهدينا جميعاً صراطه المستقيم‏.‏

ما صحة حديث عمر أنهم كانوا إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب

‏(‏380‏)‏ وسئل أيضاً ‏:‏ عن حديث ‏:‏ أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن عمر - رضي الله عنه - كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب وقال ‏:‏ ‏(‏اللهم إنا كنا نستسقي إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا ، فيسقون ‏)‏ هل هو صحيح‏؟‏ وهل يدل على جواز التوسل بجاه الأولياء‏؟‏

فأجاب قائلاً ‏:‏ هذا الحديث الذي أشار إليه السائل حديث صحيح رواه البخاري ، لكن من تأمله وجد أنه دليل على عدم التوسل بجاه النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو غيره؛ وذلك أن التوسل هو اتخاذ وسيلة؛ والوسيلة هي الشيء الموصل إلى المقصود؛ والوسيلة المذكورة في هذا الحديث ‏(‏نتوسل إليك بنبينا فتسقينا؛ وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا‏)‏ المراد بها التوسل إلى الله تعالى بدعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - كما قال الرجل ‏:‏ ‏(‏يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا‏)‏ ولأن عمر قال للعباس ‏:‏ قم يا عباس فادع الله فدعا، ولو كان هذا من باب التوسل بالجاه لكان عمر - رضي الله عنه - يتوسل بجاه النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يتوسل بالعباس؛ لأن جاه النبي - صلى الله عليه وسلم - أعظم عند الله من جاه العباس، وغيره؛ فلو كان هذا الحديث من باب التوسل بالجاه لكان الأجدر بأمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه-أن يتوسل بجاه النبي-صلىالله عليه وسلم،دون جاه العباس بن عبد المطلب ‏.‏

والحاصل أن التوسل إلى الله - تعالى - بدعاء من ترجى فيه إجابة الدعاء لصلاحه لا بأس به؛ فقد كان الصحابة - رضي الله عنهم - يتوسلون إلى الله - تعالى - بدعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - لهم ؛ وكذلك عمر - رضي الله عنه - توسل بدعاء العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - ، فلا بأس إذا رأيت رجلاً صالحاً حرياً بالإجابة لكون طعامه وشرابه وملبسه ومسكنه حلالاً وكونه معروفاً بالعبادة والتقوى ، لا بأس أن تسأله أن يدعو الله لك بما تحب ، بشرط أن لا يحصل في ذلك غرور لهذا الشخص الذي طلب منه الدعاء ، فإن حصل منه غرور بذلك فإنه لا يحل لك أن تقتله وتهلكه بهذا الطلب منه؛ لأن ذلك يضره‏.‏

كما أنني أيضاً أقول ‏:‏ إن هذا جائز؛ ولكنني لا أحبذه ، وأرى أن الإنسان يسأل الله -تعالى - بنفسه دون أن يجعل له واسطة بينه وبين الله، وأن ذلك أقوى في الرجاء، وأقرب إلى الخشية، كما أنني أيضاً أرغب من الإنسان إذا طلب من أخيه الذي ترجى إجابة دعائه أن يدعو له ، أن ينوي بذلك الإحسان إليه - أي إلى هذا الداعي - دون دفع حاجة هذا المدعو له؛ لأنه إذا طلبه من أجل دفع حاجته صار كسؤال المال وشبه المذموم ، أما إذا قصد بذلك نفع أخيه الداعي بالإحسان إليه - والإحسان إلى المسلم يثاب عليه المرء كما هو معروف - كان هذا أولى وأحسن ‏.‏ والله ولي التوفيق ‏.‏

ما حكم هذا الدعاء ‏:‏ ‏(‏اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك‏)‏ هل للسائلين حق على الله‏؟‏

‏(‏381‏)‏ سئل فضيلة الشيخ ‏:‏ عن حكم هذا الدعاء ‏:‏ ‏"‏اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك‏"‏ هل للسائلين حق على الله‏؟‏ ‏.‏

فأجاب قائلاً ‏:‏ يجب علينا أولاً أن نعلم أن التوسل إلى الله - تعالى - قسمان ‏:‏

قسم جائز ‏:‏ وهو ما جاء به الشرع ‏.‏

قسم ممنوع ‏:‏ وهو ما منعه الشرع‏.‏

والجائز أنواع ‏:‏ ونعني بالجائز هنا ما ليس بممنوع فلا يمنع أن يكون مستحباً ‏.‏

أولاً ‏:‏ التوسل إلى الله بأسمائه؛ وهذا جائز؛ ودليله قوله - تعالى- ‏:‏ ‏{‏ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها‏}‏ وكذلك قوله- صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك ‏)‏ إلى آخر الحديث ‏.‏

ثانياً ‏:‏ التوسل إلى الله بصفاته ومنه ما جاء في الحديث ‏:‏ ‏(‏اللهم بعلمك الغيب ، وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيراً لي ، وتوفني ما علمت الوفاة خيراً لي‏)‏ فإن علم الله الغيب صفة ، وقدرته على الخلق صفة، وهذا التوسل إلى الله - تعالى - بعلمه، وقدرته‏.‏

ثالثاً ‏:‏ التوسل إلى الله - تعالى - بأفعاله‏:‏ أن تدعو الله بشيء ثم تتوسل إليه في تحقيق هذا الشيء بفعل نظيره؛ ومنه حديث الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ‏:‏ ‏(‏اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم‏)‏ ‏.‏ فإن صلاة الله على إبراهيم وعلى آل إبراهيم من أفعاله ‏.‏

وكذلك أيضاً تقول ‏:‏ ‏(‏اللهم كما أنزلت علينا المطر فاجعله غيثاً نافعاً ‏)‏ فهنا توسل إلى الله بإنزال المطر؛ وهو فعل من أفعال الله‏.‏


رابعاً ‏:‏ التوسل إلى الله بالإيمان؛ ومنه قوله تعالى‏:‏ ‏{‏ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا‏}‏ ‏.‏ ثم قال ‏:‏ ‏{‏فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار‏}‏‏.‏

خامساً ‏:‏ التوسل إلى الله بالعمل الصالح ‏:‏ ومنه حديث الثلاثة الذين خرجوا في سفر فآواهم الليل إلى غار، فدخلوه ثم انحدرت عليهم صخرة من الجبل فسدت الباب، فتوسل كل واحد منهم بصالح عمله، فانفرجت الصخرة‏.‏

سادساً ‏:‏ التوسل إلى الله بدعاء من ترجى إجابته ‏:‏ يعني أن تطلب من شخص ترجى إجابته أن يدعو الله لك؛ وهذا كثير؛ ومنه ما ثبت في الصحيحين عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يخطب الناس يوم الجمعة، فدخل رجل فقال‏:‏ يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل ‏"‏يعني من قلة المطر والنبات‏"‏ فادع الله أن يغيثنا فرفع النبي - صلى الله عليه وسلم - يديه، وقال‏:‏ ‏(‏اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا‏)‏ فما نزل من منبره إلا والمطر يتحادر من لحيته‏.‏

وقولنا ‏:‏ التوسل إلى الله بدعاء من ترجى إجابته هذا من النوع الجائز ولكنه هل هو من الأمر المشروع يعني هل يشرع لك أن تقول لشخص ما ‏:‏ ادع الله لي‏؟‏ ‏.‏

نقول ‏:‏ في هذا تفصيل‏:‏

إن كان لأمر عام يعني طلبت من هذا الرجل أن يشفع لك في أمر عام لك ولغيرك فلا بأس به ومنه الحديث الذي أشرت إليه في قصة الرجل الذي جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال‏:‏ ‏(‏هلكت الأموال وانقطعت السبل‏)‏ فإن هذا الرجل لم يسأل شيئاً لنفسه؛ وإنما سأل شيئاً لعموم المسلمين ‏.‏

أما إذا كان لغير عامة المسلمين فالأولى ألا تسأل أحداً يدعو لك إلا إذا كنت تقصد من وراء ذلك أن ينتفع الداعي‏:‏ فتأتي لشخص وتقول ‏:‏ ادع الله لي؛ هذا لا بأس به بشرط ألا تقصد به إذلال نفسك بالسؤال؛ ولكن قصدك نفع الداعي؛ لأنه إذا دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك‏:‏ ‏"‏آمين ولك بمثله‏"‏؛ فهذه أنواع ستة كلها جائزة ‏.‏

أما التوسل الممنوع فهو ‏:‏ أن يتوسل الإنسان بالمخلوق؛ فإن هذا لا يجوز؛ فالتوسل بالمخلوق حرام - يعني لا بدعائه ولكن بذاته، مثل أن تقول ‏:‏ ‏"‏اللهم إني أسألك بمحمد - صلى الله عليه وسلم - كذا وكذا‏"‏ فإن هذا لا يجوز‏.‏

وكذلك لو سألت بجاه الرسول - صلى الله عليه وسلم - فإنه لا يجوز؛ لأن هذا السبب لم يجعله الله، ولا رسوله سبباً ‏.‏

وأما ما جاء في السؤال ‏"‏أسألك بحق السائلين عليك‏"‏ فالسائل يسأل هل للسائلين حق‏؟‏

الجواب‏:‏نعم للسائلين حق أوجبه الله على نفسه في قوله‏:‏ ‏{‏وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان‏}‏ ‏.‏وكذلك فإن الله يقول‏:‏إذا نزل إلى السماء الدنيا‏:‏ ‏(‏من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه ‏)‏ فهذا حق السائلين، وهو من فعل الله - عز وجل- والتوسل إلى الله بفعله لا بأس به‏.‏


تم بحمد الله ‏.‏ تعالى ‏.‏ المجلد الثاني

يتبع بإذن الله

ويليه بمشيئة الله ‏.‏ عز وجل ‏.‏ المجلد الثالث










قديم 2007-10-07, 01:42   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
الوادعي
مشرف منتديات الدين الإسلامي الحنيف
 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

[align=center]جزاك الله خيرا أخي محمد على هدا التوضيح وردك الطيب .
علمنا رسولنا أنه سيأتي رويبضة يتكلمون في دين الله بغير علم "فضلوا وأضلوا" و من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب
بوركت محمد.....
[/align]










 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:44

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc