اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tarek22
أخي أبى يوشع أعتقد أن زمن القطبين قد ولى و اليوم ما يشهده العالم هو قطب واحد ووحيد هو بالطبع القطب الأمريكوصهيوني + بريطانيا التي تعتبر ضلع ضليع في هذا القطب لأسباب عدة منها تاريخية و منها عقائدية (بروتستانت و إنجيليين يؤمنون بالهيكل و خرافات اليهود)
أما بقية الدول التي وضعتها ضمن هذا الحلف فهي دول مأمورة تابعة بإستثناء الدول الأوروبية طبعا وعلى رأسها فرنسا و ألمانيا التي أرادت التأسيس لسياسة مستقلة بعض الشيئ عن أمريكا لكن بالطبع تبقى قريبة من الحلف الغربي .. لكن تركيا و اليابان و كوريا الجنوبية و كولومبيا و خاصة البتروليين ماهم إلا محميات أمركية وتوابع إعرابها دائما يكون مفعولا به و لاترد أبدا فاعلا .
أما بقية الدول التي لا تدخل أو لا تريد أن تدخل أو على الأقل لا تقبل بعالم أحادي و بسياسة القطب الواحد الأمريكية و بالهيمنة المطلقة للأمريكان فهي دول مارقة خارجة عن الشرعية الدولية و عن الإجماع الدولي حسب المفهوم الأمريكي وهي تظم كل الدول الباقية التي لاتدور في الفلك الأمريكي رغم تناقضها و هي ليست دولا متحالفة في غالبها و أبرز تلك الدول طبعا الصين وروسيا بإعتبارهما دولتين كبيرتين نوويتين و لهما عضوية دائمة في مجلس الأمن + الكثير من دول العالم الثالث إضافة لبعض الدول النامية المهمة كالهند و البرازيل وجنوب إفريقيا ... من الواضح أن سياسة الولايات المتحدة هي قضم الدول الصغيرة و الإنتهاء منها بوضع أنظمة عميلة و بالتالي محاصرة الدول النامية كالصين و روسيا والهند كضربة إستباقية لتفادي تشكل قطب جديد .
|
هنا كنت لأوافقك الرأي حتى عام 2003 أو 2004 فمنذ انهيار الاتحاد السوفييتي شهد العالم قطبية وحيدة ولكن القطب الآخر المتمثل بروسيا والصين بدأ بالبروز والقوة في مطلع القرن الحالي وعام 2012 يشهد الولادة الحقيقية لهذا القطب
وبالمناسبة الأقطاب الحالية هي أمر واقع وإن تبدلت بالشكل فالمبدأ واحد وهو صراع المصالح والنفوذ مع بعض الاختلافات التي هنا ليس مجال بحثها .. واما قولك أنها ليست دولا متحالفة والقصد روسيا والصين فقد تعلم الروس والصينيون من تجاربهم السابقة وبدأوا ينسجون تحالفات على أسس اقتصادية بالإضافة للعقائدية واما عدم الانحيازفهو زمن لم يحن بعد وستشهد السنوات المقبلة بداية تشكل لعدم انحياز جديد لأن عدم الانحياز بحاجة إلى دول قوية كمصر عبد الناصر والهند نهرو وغيرها كما هو بحاجة لاحتدام الصراع أكثر فمن المبكر الحديث عن عدم الانحياز وأما أغلب الدول التي تصنف نفسها في عدم الانحياز هي إما متحافة مع أحد القطبين ربما تحالفات غير مباشرة كإيران والسعودية وسورية وغيرها أو أنها دول خارج إطار التاريخ كالجزائر ومصر ( والقصد خارج إطار التاريخ السياسات المنتهجة فيها ) واما التبعية التي قصدتها في كلامك فهي تبرز عند أتباع العم سام على شكل تبعية أكثر منه تحالف فهي تبعية اقتصادية وعسكرية وسياسيةأما بالنسبة لسورية وإيران والبرازيل وتستثنى كوريا الشمالية فرغم التفاوت في الحجوم الاقتصادية والعسكرية بينهما وبين روسيا او الصين إلا ان العلاقات بينهم تقوم على الندية ما امكن وعلى الاستقلال والسيادة الذاتية ولعب العامل الاقتصادي عاملاً هاماً في هذا الأمر فلم تكن اي من هذه الدول وخصوصاً سورية وإيران تابعة افتصادياً لروسيا أو الصين كما أنه على الجانب العقائدي تملك هاتين الدولتين قدراً عالياً من الاستقلالية الفكرية والحضارية والعقائدية ولو ان هذا الامر بدأ يضعف لصالح القطب الاكبر الروسي الصيني خصوصاً في ظل الازمات التي تشهدها سورية والمنطقة
ولكن عودة على بدء القطبين موجودين ولا خيار ثالث أمامنا كقطب إسلامي أو غيره فهذا محض أحلام في الواقع العالمي القطبان موجودان وعلينا أن نحدد خياراتنا وماذا نفضل بالانخراط في احد هذين القطبين أو الميل لأحدهما او العزلة الإقليمية والدولية هذه الخيارات المفتوحة أمام بلداننا ريثما يعد لقطب عدم انحياز قوي