مَنْ فَارَقَ الدَّلِيلَ ضَلَّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ

[farestlemcen]

مَنْ فَارَقَ الدَّلِيلَ ضَلَّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ

قَالَ ابْنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: «

وَمَنْ أَحَالَكَ عَلَى غَيْرِ «أَخْبَرَنَا» وَ«حَدَّثَنا» فَقَدْ أَحَالَكَ: إِمَّا عَلَى خَيَالٍ صُوفِيٍّ أَوْ قِيَاسٍ فَلْسَفِيٍّ، أَوْ رَأْيٍ نَفْسِيٍّ،

فَلَيْسَ بَعْدَ القُرْآنِ وَ«أَخْبَرَنَا» وَ«حَدَّثَنَا» إِ
لاَّ شُبُهَاتُ المُتَكَلِّمِينَ، وَآرَاءُ المُنْحَرِفِينَ وَخَيَالاَتُ المُتَصَوِّفِينَ وَقِيَاسُ المُتَفَلْسِفِينَ

، وَمَنْ فَارَقَ الدَّلِيلَ ضَلَََّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ، وَلاَ دَلِيلَ إِلَى اللهِ وَالجَنَّةِ سِوَى الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَكُلُّ طَرِيقٍ لَمْ يَصْحَبْهَا دَلِيلُ القُرْآنِ وَالسُّنَّةِ، فَهِيَ مِنْ طُرُقِ الجَحِيمِ وَالشَّيْطَانِ ِالرَّجِيمِ» [«مدارج السّالكين» لابن القيّم: (2/ 468)]

[farestlemcen]

قَالَ أَبُو القَاسِمِ الأَصْبَهَانِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: «
لاَ نُعَارِضُ سُنَّةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِالمَعْقُولِ؛ لِأَنَّ الدِّينَ إِنَّمَا هُوَ الاِنْقِيَادُ وَالتَّسْلِيمُ دُونَ الرَدِّ إِلَى مَا يُوجِبُهُ العَقْلُ، لِأَنََّ العَقْلَ مَا يُؤَدِّي إِلَى قَبْولِ السُّنَّةِ، فَأَمَّا مَا يُؤَدِّي إِلَى إِبْطَالِهَا فَهُوَ جَهْلٌ لاَ عَقْلٌ» [«الحجّة في بيان المحجّة» لأبي القاسم الأصبهانيّ: (2/ 509)].

[عبد الرزاق1404]

بارك الله فيكما على الموضوع

[Mabrouk2008]

جزاك الله خيرا أخي، ولذلك هناك من العلماء المتأخرين من يشددون على قضية الإعجاز العلمي، فنحن نؤمن لقول الله ثم الرسول من دون أن ننتظر أن يأتي هذا الذي يسمى بالإعجاز العلمي، لأنه كثيرا ما يكتشف شيء وبعد فترة يقولون بأنهم أخطؤ، فماذا لو ربط المرء عقيدته بهذا الأمر فيتسلل الشيطان ولعياذ بالله لتشكيكه في عقيدته.

[توفيق43]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة farestlemcen

مَنْ فَارَقَ الدَّلِيلَ ضَلَّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ

قَالَ ابْنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: «

وَمَنْ أَحَالَكَ عَلَى غَيْرِ «أَخْبَرَنَا» وَ«حَدَّثَنا» فَقَدْ أَحَالَكَ: إِمَّا عَلَى خَيَالٍ صُوفِيٍّ أَوْ قِيَاسٍ فَلْسَفِيٍّ، أَوْ رَأْيٍ نَفْسِيٍّ،

فَلَيْسَ بَعْدَ القُرْآنِ وَ«أَخْبَرَنَا» وَ«حَدَّثَنَا» إِ
لاَّ شُبُهَاتُ المُتَكَلِّمِينَ، وَآرَاءُ المُنْحَرِفِينَ وَخَيَالاَتُ المُتَصَوِّفِينَ وَقِيَاسُ المُتَفَلْسِفِينَ

، وَمَنْ فَارَقَ الدَّلِيلَ ضَلَََّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ، وَلاَ دَلِيلَ إِلَى اللهِ وَالجَنَّةِ سِوَى الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَكُلُّ طَرِيقٍ لَمْ يَصْحَبْهَا دَلِيلُ القُرْآنِ وَالسُّنَّةِ، فَهِيَ مِنْ طُرُقِ الجَحِيمِ وَالشَّيْطَانِ ِالرَّجِيمِ» [«مدارج السّالكين» لابن القيّم: (2/ 468)]

قول في الصميم

[توفيق43]

ما العمل إذا استشهد عالمان بأدلة من الكتاب و السنة في مسألة ما و لكن وصلا إلى حكمين متناقضين?
ما العمل إذا استشهد عالمان بأدلة من الكتاب و السنة في مسألة ما و لكن وصلا إلى حكمين متناقضين?
من منهما قد فارق الدليل فضلّ عن السبيل ؟
مثلا :

مثلا :
https://www.djelfa.info/vb/showthread...post1055213395

[Mabrouk2008]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة توفيق43

ما العمل إذا استشهد عالمان بأدلة من الكتاب و السنة في مسألة ما و لكن وصلا إلى حكمين متناقضين?
ما العمل إذا استشهد عالمان بأدلة من الكتاب و السنة في مسألة ما و لكن وصلا إلى حكمين متناقضين?
من منهما قد فارق الدليل فضلّ عن السبيل ؟
مثلا :

مثلا :
https://www.djelfa.info/vb/showthread...post1055213395

أكيد في هذه الحالة أن أحدهما قد أصاب والآخر أخطأ في تفسيره للدليلا طبعا، فالأول له أجران والثاني له أجر كما جاء في الحديث... وأما من ناحية المقلد أي الإنسان العامي الذي يؤخذ الفتوى فلا يضره بأيهما إقتدى لأنه جعل بينه وبين النار عالم كما يقال المهم أنه لا يتبع الهوى في أخذ الفتاوى... والله أعلا وأعلم ...

[ابن عساكر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mabrouk2008

أكيد في هذه الحالة أن أحدهما قد أصاب والآخر أخطأ في تفسيره للدليلا طبعا، فالأول له أجران والثاني له أجر كما جاء في الحديث... وأما من ناحية المقلد أي الإنسان العامي الذي يؤخذ الفتوى فلا يضره بأيهما إقتدى لأنه جعل بينه وبين النار عالم كما يقال المهم أنه لا يتبع الهوى في أخذ الفتاوى... والله أعلا وأعلم ...

هذا معروف في الفقه ، وهل هذا صحيحة في العقيدة

[توفيق43]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mabrouk2008

أكيد في هذه الحالة أن أحدهما قد أصاب والآخر أخطأ في تفسيره للدليلا طبعا، فالأول له أجران والثاني له أجر كما جاء في الحديث... وأما من ناحية المقلد أي الإنسان العامي الذي يؤخذ الفتوى فلا يضره بأيهما إقتدى لأنه جعل بينه وبين النار عالم كما يقال المهم أنه لا يتبع الهوى في أخذ الفتاوى... والله أعلا وأعلم ...

كيف نعرف أيهما على صواب و كلاهما استشهد بالكتاب و السنة؟

[farestlemcen]

لماذا كان الاختلاف بين العلماء، وما هو موقف الإنسان في هذا الأمر؟

أسباب الاختلاف ذكرها العلماء -رحمهم الله- في كتبهم وذلك؛
لأن المسألة قد يكون فيها أدلة كثيرة يخفى بعضها على بعض الناس،
وقد تكون مسألة ليس فيها إلا أدلة قليلة تخفى على بعض الناس، فيختلفوا في الأحكام على حسب علمهم،
فهذا يبلغه الدليل ويقول هي واجبة، أو مشروعة، والآخر ما بلغه الدليل، فيقول أنها غير مشروعة، أو غير واجبة، فأسباب الاختلاف هو بلوغ الدليل وعدمه، واختلاف الفهم أيضاً، فيفهم الإنسان من النص ما لا يفهمه الآخر من العلماء، وكل من اجتهد وتحرى الحق فهو على خيرٍ عظيم، إذ كان من أهل العلم إن أصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجران،إذا تحرى الحق، وإذا تحرى الحق، وهو من أهل العلم والبصيرة، فهو بين اجرين واجر، إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر. فأسباب الاختلاف هو اختلاف الفهم، ثم الاختلاف في ابتاع الأدلة، وبلوغ الأدلة هذا قد يبلغه شيء، والآخر قد يبلغه شيء، فيختلفوا في الحكم عنده بسبب ذلك.
https://www.binbaz.org.sa/mat/10476
من هم أهل الفتوى؟

أهل الفتوى هم الذين قد تفقهوا في كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، وحصلت لهم معرفة جيدة بما أحل الله وبما حرم الله وما أوجب الله وشهد لهم أهل العلم والفقه والخير بالمعرفة وأنهم أهل لأن يفتوا،

ولا ينبغي أن يستفتى كل أحد، ولو انتسب إلى الدين أو إلى العبادة أو إلى العلم حتى يسأل عنه أهل العلم ويتبصر السائل بواسطة العارفين به والذين يطمئن إليهم أنهم أهل علم حتى يذكروا له أنه أهل للفتوى وأهل لأن يفتي في الحلال والحرام ونحو ذلك. المقصود أن هذا يحتاج إلى تثبت في الأمر وعدم تساهل فليس كل من انتسب إلى الدين أو إلى العبادة أو إلى العلم يصلح لذلك بل لا بد من فقه في الدين وتبصر ولا بد من ورع وتقوى لله ولا بد من حذر من تسارع في الفتوى والجرأة عليها بغير علم وبغير حق، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
https://www.binbaz.org.sa/mat/10688


وفي الجهل قبل الموت موتٌ لأهله وأجسامهم قبل القبور قبورُ
وإن امرؤٌ لَمْ يحيى بالعلم ميِّتٌ وليس له حتى النشور نشورُ
***
ما الفخر إلا لأهل العلم إنهمُ على الهدى لمن استهدى أدلاءُ
وقدر كل امرئٍ ما كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعداءُ

ففُزْ بعلمٍ تحيا به أبداً الناس موتى وأهل العلم أحياءُ

[Mabrouk2008]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة توفيق43

كيف نعرف أيهما على صواب و كلاهما استشهد بالكتاب و السنة؟

الأخ الكريم يجب على المرأ أن يطبق مااتفق عليه العلماء قبل السؤال عن ما إختلفو عليه مثلا ترك الغيبة والنميمة الصلاة في وقتها حظور الجنائز كف اللسان عن أذى المسلمين صلة الرحم حتى ولو لم يكو يصلونك الصدقة والصيام النافلة اللهج بذكر الله صباح ومساء ... والكثير من هذا القبيل مما اتفق عليه العلماء استحلفك بالله بينك وبين نفسك هل تطبق أنت كل هذه التعاليم بدون أن تخالفها ؟ إذا ، عليك بنفسك والعمل على اتباع ما اتفق فيه العلماء ولا أظن العمر سيكفي أحدنا حتى يكملها فيصل إلى ما اختلفوا فيه ...

[توفيق43]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة farestlemcen

لماذا كان الاختلاف بين العلماء، وما هو موقف الإنسان في هذا الأمر؟

أسباب الاختلاف ذكرها العلماء -رحمهم الله- في كتبهم وذلك؛
لأن المسألة قد يكون فيها أدلة كثيرة يخفى بعضها على بعض الناس،
وقد تكون مسألة ليس فيها إلا أدلة قليلة تخفى على بعض الناس، فيختلفوا في الأحكام على حسب علمهم،
فهذا يبلغه الدليل ويقول هي واجبة، أو مشروعة، والآخر ما بلغه الدليل، فيقول أنها غير مشروعة، أو غير واجبة، فأسباب الاختلاف هو بلوغ الدليل وعدمه، واختلاف الفهم أيضاً، فيفهم الإنسان من النص ما لا يفهمه الآخر من العلماء، وكل من اجتهد وتحرى الحق فهو على خيرٍ عظيم، إذ كان من أهل العلم إن أصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجران،إذا تحرى الحق، وإذا تحرى الحق، وهو من أهل العلم والبصيرة، فهو بين اجرين واجر، إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر. فأسباب الاختلاف هو اختلاف الفهم، ثم الاختلاف في ابتاع الأدلة، وبلوغ الأدلة هذا قد يبلغه شيء، والآخر قد يبلغه شيء، فيختلفوا في الحكم عنده بسبب ذلك.
https://www.binbaz.org.sa/mat/10476
من هم أهل الفتوى؟

أهل الفتوى هم الذين قد تفقهوا في كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، وحصلت لهم معرفة جيدة بما أحل الله وبما حرم الله وما أوجب الله وشهد لهم أهل العلم والفقه والخير بالمعرفة وأنهم أهل لأن يفتوا،

ولا ينبغي أن يستفتى كل أحد، ولو انتسب إلى الدين أو إلى العبادة أو إلى العلم حتى يسأل عنه أهل العلم ويتبصر السائل بواسطة العارفين به والذين يطمئن إليهم أنهم أهل علم حتى يذكروا له أنه أهل للفتوى وأهل لأن يفتي في الحلال والحرام ونحو ذلك. المقصود أن هذا يحتاج إلى تثبت في الأمر وعدم تساهل فليس كل من انتسب إلى الدين أو إلى العبادة أو إلى العلم يصلح لذلك بل لا بد من فقه في الدين وتبصر ولا بد من ورع وتقوى لله ولا بد من حذر من تسارع في الفتوى والجرأة عليها بغير علم وبغير حق، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
https://www.binbaz.org.sa/mat/10688


وفي الجهل قبل الموت موتٌ لأهله وأجسامهم قبل القبور قبورُ
وإن امرؤٌ لَمْ يحيى بالعلم ميِّتٌ وليس له حتى النشور نشورُ
***
ما الفخر إلا لأهل العلم إنهمُ على الهدى لمن استهدى أدلاءُ
وقدر كل امرئٍ ما كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعداءُ

ففُزْ بعلمٍ تحيا به أبداً الناس موتى وأهل العلم أحياءُ

بارك الله فيك
إذا خالف عالم عالما آخر فليس معنى هذا أن أحدهما إتبع الكتاب و السنة و الآخر اتبع الرأي الفاسد أو القياس الفاسد أو رفض النصوص كما يحلوا للبعض اتهام مخالفيهم بهذا .
فقد يكون الاختلاف في الحكم - و هذا ف99.99% من الاختلافات- راجع الى اختلاف في فهم النصوص

[توفيق43]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mabrouk2008

الأخ الكريم يجب على المرأ أن يطبق مااتفق عليه العلماء قبل السؤال عن ما إختلفو عليه مثلا ترك الغيبة والنميمة الصلاة في وقتها حظور الجنائز كف اللسان عن أذى المسلمين صلة الرحم حتى ولو لم يكو يصلونك الصدقة والصيام النافلة اللهج بذكر الله صباح ومساء ... والكثير من هذا القبيل مما اتفق عليه العلماء استحلفك بالله بينك وبين نفسك هل تطبق أنت كل هذه التعاليم بدون أن تخالفها ؟ إذا ، عليك بنفسك والعمل على اتباع ما اتفق فيه العلماء ولا أظن العمر سيكفي أحدنا حتى يكملها فيصل إلى ما اختلفوا فيه ...

بارك الله فيك

مثلا ترك الغيبة والنميمة الصلاة في وقتها حظور الجنائز كف اللسان عن أذى المسلمين صلة الرحم حتى ولو لم يكو يصلونك الصدقة والصيام النافلة اللهج بذكر الله صباح ومساء ... والكثير من هذا القبيل

أضيف إلى ذلك : ترك اتهام العلماء المخالفين لقناعتى ,أنهم مخالفين للكتاب و السنة أو أنهم يتبعون أراء فاسدة أو عقولهم و للأسف هذه الاتهامات تتكرر كثيرا في هذه المنتدي .

[ابن عساكر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة توفيق43

بارك الله فيك

أضيف إلى ذلك : ترك اتهام العلماء المخالفين لقناعتى ,أنهم مخالفين للكتاب و السنة أو أنهم يتبعون أراء فاسدة أو عقولهم و للأسف هذه الاتهامات تتكرر كثيرا في هذه المنتدي .

هذ صحيح، بل و يحظر المخالف بدون ذكر اسباب الحظر،رغم ان المخالف هو الرابح عند حظره،

[farestlemcen]

الموقف الوسط من اجتهادات العلماء واختلافهم
قال ابنُ القيِّمِ -رحمه الله-: «
لا قولَ مع قولِ الله وقولِ الرسول،

ولا بُدَّ من أمرين أحدُهما أعظمُ من الآخَرِ، وهو النصيحةُ لله ولرسوله وكتابِه ودينِه، وتنزيهُه عن الأقوال الباطلةِ المناقِضَةِ لِما بعث اللهُ به رسولَه من الهدى والبيِّناتِ التي هي خلافُ الحكمةِ والمصلحةِ والرحمةِ والعدلِ وبيانُ نفيِها عنِ الدِّينِ وإخراجِها منه وإن أدخلها فيه من أدخلها بنوعِ تأويلٍ. والثاني: معرفةُ فضلِ أئمَّة الإسلام ومقاديرِهم وحقوقِهم ومراتبِهم وأنَّ فضْلَهم وعلْمَهم ونصْحَهم لله ورسولِه لا يُوجِبُ قَبولَ كلِّ ما قالوه،

وما وقع في فتاويهم من المسائلِ التي خَفِيَ عليهم فيها ما جاء به الرسولُ فقالوا بمبلغِ علْمِهم والحقُّ في خلافِها لا يُوجِبُ اطِّراحَ أقوالِهم جملةً وتنقُّصَهم والوقيعةَ فيهم، فهذان طرفان جائران عن القصدِ، وقصدُ السبيلِ بينهما، فلا نُؤَثِّمُ ولا نُعَصِّمُ،
ولا نسلك بهم مسلكَ الرافضةِ في عليٍّ، ولا مسلكَهم في الشيخينِ، بل نسلك مسلكَهم أنفُسَهم فيمن قبلهم من الصحابة،
فإنهم لا يؤثِّمونهم ولا يعصِّمونهم، ولا يقبلون كلَّ أقوالهم ولا يُهدرونها،

فكيف يُنكرون علينا في الأئمَّةِ الأربعةِ مسلكًا يسلكونه هم في الخلفاءِ الأربعةِ وسائرِ الصحابةِ؟! ولا منافاةَ بين هذين الأمرين لمن شرح اللهُ صدرَه للإسلامِ، وإنما يتنافيان عند أحدِ رجلين: جاهلٍ بمقدارِ الأئمَّةِ وفضلِهم، أو جاهلٍ بحقيقةِ الشريعةِ التي بعث اللهُ بها رسولَه، ومن له علمٌ بالشّرعِ والواقعِ يعلم قطعًا أنَّ الرجلَ الجليلَ الذي له في الإسلامِ قَدَمٌ صالِحٌ وآثارٌ حسنةٌ وهو من الإسلامِ وأهلِه بمكانٍ، قد تكون منه الهَفْوَةُ والزَّلَّةُ، هو فيها معذورٌ، بل مأجورٌ لاجتهادِه، فلا يجوز أن يُتَّبَعَ فيها، ولا يجوز أن تُهْدَرَ مكانتُه وإمامتُه ومَنْزلتُه في قلوبِ المسلمين».
[«إعلام الموقِّعين» لابن القيِّم (3/ 282-283)].