المقامة الكبشية

[البشير بوكثير]

* المقامة الكبشية

بقلم: البشير بوكثير
إهداء : إلى الذين لايجدون مايضحون به في العيد ، أرفع هذه المقامة .

حدثنا عمي السعيد ،عن رحلته مع كبش العيد قال:

صليتُ صلاة الفجر، بلارياء ولافخر، بعد أن هجرتُ الكرى والفراش ، وقصدت سوق الكباش برفقة أبي خراش، وأنا أحمل الحاسبة والكنّاش، تقدّمتُ من أول موّال، يظهر على سحنته أنّه مخادع غشّاش،يمزج الحقيقة بالخيال، ويدهنها بطلاء الخَبال، وما إن رآنا حتى أرسل هذا الموّال:

من أراد السّمنة مع الفطنة والتباهي بالكروش، وحيازة مُلك ساسان والعُروش ، فعليه بهذا "العَلّوش"، فلحمه طريّ، وصوفه بهيّ، يمشي بخيلاء، وينظر بعين حوراء، مثل التي تغزّل بها الشعراء ، في زمن هند ودعد وميساء.

قلت لصاحبي : مارأيك في هذا العلوش؟

ردّ على الفور:

هو أعرج أعور، وأحْول أعْسر ، وأنْحل أهزل ، و أعْجف أجْرب ، إذا اقتنيتَه تندم وتندب، على حظك الأسود المغشوش، أيها الغرّ البشوش ، لأنّه في الحقيقة لايساوي بضعة قروش.

استدار الموّال بعدما سمع الحوار والسّجال، وأحسّ بكشف الحقيقة من الخيال، ثمّ أرسل ثاني موّال:

إذا أردت أن تعيش يوم العيد بلامذلة ، وأن ترفل في أفخر حُلّة، وتقيم أروع حفلة ،فعليك باقتناء هذه "الرّخْلة"، التي ستنقلك إلى بلاد الفرات ودجلة، وتُعيدك على ظهر نخلة، لتتذوّق حلاوة الدّقلة، فهي "هايشة" لكنّها في بُلهنيّة عايشة ، تكتنز اللحم الكثير، والصّوف الوفير، ضرْعُها يدرّ الذهب ، ويشفي من الهبل والعطب، فلحمُها يزيل الكمد، لمن به نصَب وكَبَد، فلا تسألْني بعدها عن الرئة والكبِد، فهما إكسير الحياة ، وسرّ النجاة، بهما تنشرح الصدور، وتزول الشرور، من البيوت والدُّور والقصور ؟!

استفتيتُ كعادتي أبا خراش، خبير الخراف والكباش، وهازم الأحزاب والأوباش ، فردّ غاضبا ساخرا :

ألا ترى يا أعمى العينين، ويا فاقدَ التمييز بين النّجدين، كيف انتفخَ جسمُها، وضمُر لحمُها، وسيصيبك لامحالةَ سهمُها ؟!

فأنتَ يا صاحبي لاتُميّز بين اللحم والشحم ، وبين الصّحة والورم ، إذْ لم تكتشف مكمن الخداع ، يا صاحب الأسجاع ، فقد نفخَها صاحبُنا بالحيلة والهفّ ، حيث مزَج الخميرة بالعلف، وزادها حُقنة "البُفّ"، فصارت مثل البغل ، يا فاقد العقل !

شعرتُ بالدّوار، وبقيت مثل الهائم المحتار ، لاأرسو على قرار، ثمّ سألتُه عن "الحوْلي"، فقال:

خُذ هذا الحولي، حتى لايصيبك اليوم نحسي وويلي ، فقد أكثرتَ من الفضول، وحيّرت القلوب والعقول ،أيها الجبان الكسول.

إليك هذا الخروف، الذي سينسيك في السفّة والمسفوف، وسيحجّ بك ويطوف . ففكّرْ جيدا في البوزلوف !

ردّ أبو خراش: أيها الغشاش الملهوف ، تريد أن تحرمنا من الغرنوق والبوزلوف، وتوهمنا ببيع خروف، لكنّه في الحقيقة "مسخ خروف" ؟

وبعد سجال وجدال، وعراك ونِزال، غادرتُ رحْبة الأغنام، أجرّ الأوجاع والأسقام، وأبكي حال الفقراء والأيتام .

10 ذو الحجة 1434هـ / 15 أكتوبر 2013م.

[shahid haq]

الله الله عليك يا صاحب أبي خراش
يا فاقد الفطنة في سوق الأكباش
تبحث عن اغنام مملوءة الأكراش
ترعى في السفانا والأحراش
وانت تعد باناملك كمشة الأقراش
ليتني كنت ذالك البائع الغشاش
لأنهلت عليك ضربا بالعصى وربطا بالشاش
لأنك ببساطة جئت للسوق مرفوقا بابي خراش.........عالم من علماء النعاج والأكباش

[البشير بوكثير]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shahid haq

الله اله عليك يا صاحب أبي خراش
يا فاقد الفطنة في سوق الأكباش
تبحث عن اغنام مملوءة ألأكراش
ترعى في السفانا والأحراش
وانت تعد باناملك كمشة الأقراش
ليتني كنت ذالك البائع الغشاش
لأنهلت عليك ضربا بالعصى وربطا بالشاش
لأنك ببساطة جئت للسوق مرفوقا بابي خراش.........عالم من علماء النعاج والأكباش

سجعك جميل، أيها القلم الأصيل.
عيدك سعيد، وعمرك مديد، وصحتك حديد، ونجاحك أكيد .

[shahid haq]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البشير بوكثير

سجعك جميل، أيها القلم الأصيل.
عيدك سعيد، وعمرك مديد، وصحتك حديد، ونجاحك أكيد .

أخشى ان يزورني في المنام راويك عمي سعيد
معتقدا أني بطل من ثورة العبيد
فيدفع بي الى معركة الكسكس والثريد
وانا ما تربت بطني الا على التمر والقديد
منذ ان كان لي في العمر ساعة او يزيد

[البشير بوكثير]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shahid haq

أخشى ان يزورني في المنام راويك عمي سعيد
معتقدا أني بطل من ثورة العبيد
فيدفع بي الى معركة الكسكس والثريد
وانا ما تربت بطني الا على التمر والقديد
منذ ان كان لي في العمر ساعة او يزيد

نِعم الطعام التمر والقديد
أيها الفتى السعيد
لن يزورك الراوي الهُمام سي السعيد القَمقام
فقد طواه الثرى منذ أيام
ولم يعد له ذكر ولا في الأحلام
فنَمْ بسلام أيها الضرغام
ولاتخشَ الحِمام
والسلام ختام .

[ahmedchourar]

✫¸.•°*”˜˜”*°•.✫ بكل عبارات التهانــــي ✫¸.•°*”˜˜”*°•.✫ ✫¸.•°*”˜˜”*°•.✫ بكل الحب والأمانـــــي ✫¸.•°*”˜˜”*°•.✫ ✫¸.•°*”˜˜”*°•.✫ بكل إحساس وجداني ✫¸.•°*”˜˜”*°•.✫ ✫¸.•°*”˜˜”*°•.✫ كل عيد وانتم بخيــــــر ✫¸.•°*”˜˜”*°•.✫ اهديگمے أجمل التہاني بمناسبـہ عيد الاضحى وگل عامے وأنتـمے بخيــر

[hocine2007347]

واحة رائعة اخي بوركت وبورك من مر هاهنا

[رمح9]

عيدك سعيد، الأستاذ بشير بوكثير، منّ الله عليك بالعافية.
لا فضّ فوك، بقدر ما أمتعتنا بقدر ما أضحكتنا، أضحك الله سنك.
لقد أتيت بالحريري إلى زماننا، وجعلته يعبر عن همومنا، بيد أنك جعلت عمي سعيد أذكى من السوادي.
بوركت.

[shahid haq]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رمح9

عيدك سعيد، الأستاذ بشير بوكثير، منّ الله عليك بالعافية.
لا فضّ فوك، بقدر ما أمتعتنا بقدر ما أضحكتنا، أضحك الله سنك.
لقد أتيت بالحريري إلى زماننا، وجعلته يعبر عن همومنا، بيد أنك جعلت عمي سعيد أذكى من السوادي.
بوركت.

وانا اليس لي نصيب من هذا الزبيب
يا أيها الرمح العجيب
سأمهلك حتى تجف عروقي ويفحصني الطبيب
وحتى يزورني الغريب والقريب
فاذا لم اجد في ردك اعجابا بكلمتي ...رميتك من كنانتي .....

[البشير بوكثير]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رمح9

عيدك سعيد، الأستاذ بشير بوكثير، منّ الله عليك بالعافية.
لا فضّ فوك، بقدر ما أمتعتنا بقدر ما أضحكتنا، أضحك الله سنك.
لقد أتيت بالحريري إلى زماننا، وجعلته يعبر عن همومنا، بيد أنك جعلت عمي سعيد أذكى من السوادي.
بوركت.

عيدك أسعد، أيها الدراكة الأمجد، والفهاّمة الأوحد.

[رمح9]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shahid haq

وانا اليس لي نصيب من هذا الزبيب
يا أيها الرمح العجيب
سأمهلك حتى تجف عروقي ويفحصني الطبيب
وحتى يزورني الغريب والقريب
فاذا لم اجد في ردك اعجابا بكلمتي ...رميتك من كنانتي .....

لا تغضب أخي الحبيب، شغلني لحم الخروف بالوَقص والتشذيب، فلم أرَ سوى مقامة الأخ الأديب، فهالني عمي السعيد، فشُغلت عن الردّ بالترديد، وما أمسكت الفأرة إلا بجهد جهيد، فأزلفت برد على الأثير، عسى يرضاه الأخ البشير، فبينما أنا كذاك، وألوان الشواء في حراك، ومع أنفي في عراك، فدارت على عيني غشاوات، فلم أفق إلا ويدي على المشواة، تلثم من كل الجهات، وتهوي ما تذر شيئا من فتات، فلما قضيت وطري، وختمتها بالشاي الأخضر، وفتحت من التخمة مئزري، قلت أعود إلى أهل المنتدى، لأعلم من حلّ ممن غدا، وحينها بد الي مابدا؛ رأيت من حَرف مرونق، صاحبه شاهد حق، يقول يارمح العجيب، أين حقي من ذا الزبيب، وزادني من اللوم والتثريب، فذاب ذاك الشحم، ونشز من اللحم، وعاد-بعد الانغلاق- إلي الفهم، وقلت مالي والعقوق، فعدت بمتصفحي إلى الفوق، وقرأت من مقامة الكبش والنوق، وأعجبت بها وأيدني الذوق، فقلت أنا الطبيب، وأنا بجسمي غريب، لكن بروحي قريب، فالزائر أنا في كل حالة، وإن كان في قولي إطالة، فرفقا لا ترموني من الكنانة، دمتم ومع السلامة.

[رمح9]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البشير بوكثير

عيدك أسعد، أيها الدراكة الأمجد، والفهاّمة الأوحد.

أستاذي الكريم، أين أنا من ذا المديح الثر، فما أنا إلا طويلب غر، لا يتقن سوى الفر، له فهم يقصر دون المراد، ولا يعقل منه لا السمع بلهَ الفؤاد، فرفع قدركَ رب العباد.
أعجبتني فكرتك المقامية فرميت بسهم مثلم من كنانة بالية، وربما لنا عودت إن أردتَ هذا.

[البشير بوكثير]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رمح9

أستاذي الكريم، أين أنا من ذا المديح الثر، فما أنا إلا طويلب غر، لا يتقن سوى الفر، له فهم يقصر دون المراد، ولا يعقل منه لا السمع بلهَ الفؤاد، فرفع قدركَ رب العباد.
أعجبتني فكرتك المقامية فرميت بسهم مثلم من كنانة بالية، وربما لنا عودت إن أردتَ هذا.

بل أنتَ ياصاحبي المهنّد والحسام، والفهّامة القمقام، والليث الضرغام، أزلتَ بلفظك النقع والقتام ، فهنيئا لك يا هُمام .

[البشير بوكثير]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رمح9

لا تغضب أخي الحبيب، شغلني لحم الخروف بالوَقص والتشذيب، فلم أرَ سوى مقامة الأخ الأديب، فهالني عمي السعيد، فشُغلت عن الردّ بالترديد، وما أمسكت الفأرة إلا بجهد جهيد، فأزلفت برد على الأثير، عسى يرضاه الأخ البشير، فبينما أنا كذاك، وألوان الشواء في حراك، ومع أنفي في عراك، فدارت على عيني غشاوات، فلم أفق إلا ويدي على المشواة، تلثم من كل الجهات، وتهوي ما تذر شيئا من فتات، فلما قضيت وطري، وختمتها بالشاي الأخضر، وفتحت من التخمة مئزري، قلت أعود إلى أهل المنتدى، لأعلم من حلّ ممن غدا، وحينها بد الي مابدا؛ رأيت من حَرف مرونق، صاحبه شاهد حق، يقول يارمح العجيب، أين حقي من ذا الزبيب، وزادني من اللوم والتثريب، فذاب ذاك الشحم، ونشز من اللحم، وعاد-بعد الانغلاق- إلي الفهم، وقلت مالي والعقوق، فعدت بمتصفحي إلى الفوق، وقرأت من مقامة الكبش والنوق، وأعجبت بها وأيدني الذوق، فقلت أنا الطبيب، وأنا بجسمي غريب، لكن بروحي قريب، فالزائر أنا في كل حالة، وإن كان في قولي إطالة، فرفقا لا ترموني من الكنانة، دمتم ومع السلامة.

كتبتُ ثمانين مقامة ، نشرتُ جُلّها في البصائر ، وفي بعض المجلات الجزائرية والعربية ، فما راقني مثل أسلوبك الفخم الجزل أيها الفحل .

[رمح9]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البشير بوكثير

كتبتُ ثمانين مقامة ، نشرتُ جُلّها في البصائر ، وفي بعض المجلات الجزائرية والعربية ، فما راقني مثل أسلوبك الفخم الجزل أيها الفحل .

حق فيك القول:
خبرت أساليب اليراع ومن كتب ***** ثمانين قولا-لا أبا لك- ينعم

لا مجال للمقارنة أستاذي الفاضل، لا من حيث الكم ولا من حيث الكيف، أما الكم فهذه أول مرة حاولت كتابة- ما أقول عنه مجازا- مقامة، أما من حيث الكيف فكفى بالبصائر فرقانا لكل حائر، مجلة الفطاحل، أن كنتَ كتبت على صفحاتها، فهذا تواضع منك ونزول إلي، أما وإني لأمتثل قول الشاعر:
ألم ترَ أن السيف ينقص قدره*****إذا قيل إن السيف أمضى من العصا.
أشكرك على تشجيعك، في انتظار جديدك.